المقدمة الثالثة في كلامنا عن معنى الاسلام لرب العالمين. بعنوان اخلاص الدين لله تبارك وتعالى اصل كل في خير من علم نافع وعمل صالح. قال الله تبارك وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء فاء ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. كما ان ما لم يشأ الله عز وجل لم يكن فان اي عمل لا يراد به وجه الله فهو فاسد باطل هباء كانه لا شيء. فكما ان الله هو الاول هو الذي فطر فينبغي ان يكون هو الاخر. ينبغي ان يكون غاية كل عمل كما ان آآ ما شاء الله كان فانما قصد به وجه الله تبارك وتعالى هو الباقي هو الصالح هو النافع. ومن من هنا تفهم لماذا سمي العمل الصالح النافع؟ الباقيات. والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا وسمي آآ العمل الصالح آآ خير وبر وصلاح ومعروف. لكنه آآ اذا ابتغي به وجه الله كان باقيا. قال الله تبارك وتعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصلاة طاقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. وهو آآ احد المعاني في قول الله تبارك وتعالى ولا تدعو مع الله الها اخر. لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون فقوله لا تدعو مع الله الها اخر لا اله الا هو في اخلاص الدين لله. وفي قول الله تبارك وتعالى كل شيء هالك الا وجهه اختلف في معنى الا وجهه. ففسر بان الله تبارك وتعالى هو الباقي هو الدائم هو الحي القيوم كما في قول الله تبارك وتعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وثبت آآ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصدق آآ كلمة قالها شاعر كلمة لبيد. الا كل شيء ما خلا الله باطل. آآ وقال بعض المفسرين كل شيء هالك الا وجهه يعني الا ما اريد به آآ وجه الله وهذا القول لا ينافي القول الاول. فهو يبين ان الاعمال الصالحة باقية. آآ واما الاعمال التي لم بها وجه الله فانها هباء باطلة. كما قال الله سبحانه وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وقال الله سبحانه وتعالى عن الاعمال التي لم يبتغى بها وجهه والدار الاخرة. قال وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعل هباء منثورا. من فقه هذا شباب عرف ان مجرد الجهد المبذول في القيام بعمل الخير يحتاج جهدا اكبر في ان يكون باقيا صالحا نافعا. وهذا لا يأتي الا بعلم العبد ان الله وحده الاله الحق. وان الله الله تبارك وتعالى وحده هو الذي يملك الضر والنفع والذي يملك الجزاء. وانه بكل شيء عليم. وان ما سوى الله تبارك وتعالى لا تحق ابدا ان يكون مقصودا باي عمل من الاعمال لانه آآ لا يملك ضرا ولا نفعا ولانه ليس ربا ولانه لا يملك زاء وغير ذلك من الامور التي لا يستحق بها ان ان تعمل له. فهذه المقدمات تعين العبد على اخلاص العمل لله تبارك وتعالى. من تصور هذا وعمل في هذا الاتجاه يبقى عمله. ومن لم يتصور هذا تعب وصار عمله هباء منثورا وآآ بيان ذلك شباب من جهات. الانسان آآ له فعل باختياره وارادته كل حي له فعل بارادته. وهذا الفعل يا شباب له مبدأ وهو الاحساس والشعور. والمحبة والارادة وله منتهى وهو القصد. وهذا هو معنى انما الاعمال بالنيات. يعني الانسان لا يفعل فعلا اي فعل الا بقصد. فنحن هنا نتحدث عن الطرف الاخر من الفعل وهو آآ لماذا عملت او لمن عملت؟ اذا عندنا طرفان الطرف الاول آآ طرف الارادة آآ او او السبب والطرف الاخر هو الغاية. يعني لمن عملت. فالعمل عبده آآ يقصد بفعله ما يصلحه. وقد يقصد بفعله ما يضره. يعني قد يكون جاهلا لما يصلحه. وكثير من الناس يظنون ان ان ما يريح النفس هو ما تهواه النفس. وليس كذلك. فان الانسان لو اتبع هواه فانه يضل ولن يهتدي ولابد انه سيضر نفسه. ولذلك قال الله تبارك وتعالى مبينا ان الانسان لو فعل ما تهواه نفسه او فعل كل ما تشتهيه نفسه لفسدت السماوات والارض. قال الله سبحانه وتعالى ولو اتبع الحق وهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن. لماذا؟ لان الاهواء النفوس ليس لها حد تقف عنده اذا اعطيت القدرة هذا آآ يهوى شيئا فيفعله. آآ هذا يهوى آآ شيئا فيقتل لاجله او يسرق آآ مالا او او يغتصبه حقا هذا آآ يريد ان ينال حظه ولو بافساد الحرث والنسل. والله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد هذا يهوى ان يعظم ويعبد من دون الله. وهذا يهوى ان ان يفعل فاحشة وهذا يهوى ان ان يغتصب مال اخيه وهكذا. لذلك اي امة لا يمكن ان تعيش دون شريعة. يعني العقلاء من بني ادم لابد ان يكون لهم شرع يلتزمون به حتى ولو كان بوضع رؤسائهم. كما هو في في الدين الوضعي. اي دولة اي كيان اي قبيلة لابد ان يكون لهم آآ ولو تركت اي قبيلة او اي او اي جماعة او اي بلد دون دون شريعة لفسدت. لماذا لان كل انسان يفعل ما يهواه ويفعل ما يقدر عليه. وهذا يوجب هلاكهم. لذلك آآ تبين ان الدين والشرع آآ هي امور ضرورية لبني ادم والدين والشرع فائدته انه يقيد اهواء النفوس. ويكون فيه عقوبات ويكون فيه الزامات فنحو ذلك مما يحدد اطار الحقوق والواجبات. اذا لا يجوز ابدا ان يكون الانسان يعمل لهوى نفسه. فهذا لا يصح من جهة والامر الثاني ان الانسان آآ اذا اذا عمل لمصلحة نفسه فينبغي ان يكون عمله على مراد الله فان الله تبارك وتعالى هو الذي شرع للعبد ما تصلح به نفسه. وهذا بالتحديد يا شباب هو معنى قول الله تبارك وتعالى في دعاء المؤمنين اياك نعبد واياك نستعين فلا يصلح ان يفعل الانسان لاجل نفسه. بان تكون هي المقصودة. وانما يفعل آآ لاجل نفسه من جهة انه يفعل مصلحة لها. وهذه المصلحة انما تتحقق اذا اتبع شرع الله تبارك وتعالى. والله سبحانه وتعالى يبين آآ ان الانسان يعمل لنفسه آآ قال الله سبحانه وتعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم. وقال تعالى ان احسنتم احسنتم لانفسكم. وقال الله سبحانه وتعالى من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. فاذا الانسان وان كان يعبد الله تبارك وتعالى على وفق ما شرع فانه يفعل ذلك لنفسه. من جاهد فانما يجاهد لنفسه. والله سبحانه وتعالى قال وما خلقت الجن والانس انس الا ليعبدون. ومن هنا يتبين لماذا يشتد غضب الله تبارك وتعالى وعقابه على من اشرك. ولماذا يحب الله تبارك وتعالى من امن ويرضى عنه ويفرح بطاعته وبتوبته. لان الله تبارك وتعالى هو رب الناس وهو ملك كن ناس وهو اله الناس وهو خالق كل شيء فينبغي ان يكون العمل له وهذا لا ينفي ان العبد له قدرة وله مشيئة وله اختيار. لكن العبد يعمل بطاعة الله تبارك تعال لمصلحة نفسه. والله سبحانه وتعالى بين ان الوجود آآ خلق لغاية وليس باطلا وليس عبثا وليس لعبا قال الله سبحانه وتعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا. وقال وما خلقنا السماوات والارض ارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق. وقال الله سبحانه وتعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى شاروا في الحق هنا المراد ان الله خلقه بالحق وللحق. والحق ان يكون الدين كله لله فهذا هو الحق ولذلك الانسان اذا نظر في هذا الكون يا شباب في ايات الله ربما يصل من ذلك الى العلم بالمعاد انه لابد ان يكون ان هناك جزاء لابد هذا الاله الحكيم القادر العليم الخالق الذي احسن كل شيء خلقه اهو لا يمكن ان يكون خلق الانسان سدى بغير امر ولا ولا نهي او تركه بغير بيان. ولا يمكن ان يترك العباد بلا جزاء وهذا من معاني قول الله وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت. فهذا يبين يا شباب ان الله تبارك وتعالى ينبغي ان تنتهي اليه اعمال العباد. وهذا من معاني قول الله وان الى ربك المنتهى يعني ان يكون عملك لله مما يبين ذلك شباب ايضا مما يدل على آآ المعنى العقلي في الاخلاص يعني لماذا يجب ان تخلص لله لان الاعمال تتفاضل وتحمد وتذم ويؤمر بها وينهى عنها باعتبار غاياتها وعواقبها فاي العملين كانا لله اطوع وكان لصاحبه انفع فهو افضل. فعاقبة الامور عاقبة الامور تحكم او تفصل بين الفعلين. فمن كان عمله لله تبارك وتعالى كان انفع له وكان خيرا له وكان في مصلحته. لذلك الله، سبحانه وتعالى، بين انه لا يمكن ان يكون هناك الهان معبودان، كما انه لا يمكن ان يكون هناك ربان. قال الله سبحانه وتعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. يعني قصد نفي الاله سواه نفي الاله الا الله تبارك وتعالى. وهذا يبين ان العبادة اذا كانت لغير الله فهي عمل فاسد وبعض المفسرين يحصر هذه الاية في نفي الارباب نفي تعدد الارباب. وآآ او يحصر الاية في هذا معنا وهذا نقص وانما هذه الاية جاءت آآ في بيان هذا المعنى وفي البيان المعنى او المقصود الرئيسي من الاية هو نفي ان هناك آآ الهان وانما هو اله واحد. والله سبحانه وتعالى بين ان العبادة الحق لا اينبغي ان تكون الاله. آآ فاذا آآ استكبر الانسان عن عبادة الله او اشرك في عبادة الله فهو ظالم لنفسه نفسه وظالم في حق لا يعني انه آآ لم آآ لم يحقق ما خلق له. ولذلك الله سبحانه وتعالى اه في الحديث الشريف عن ابي هريرة رضي الله عنه يقول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري فانا منه بريء. وهو كله للذي اشرك. يعني ان ان الله سبحانه وتعالى غني عن عن عمل هذا العابد الذي اشرك في عبادته. ينبغي ان ان تكون عبادته لله. قال الله سبحانه وتعالى قل ادعوا زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من الشرك وما له منهم من ظهير. وهذا سمعنا قول الله تبارك وتعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا وهذا اعظم معنى آآ جاء في القرآن وهو بيان ان اعمال العباد ينبغي ان يبتغى بها وجه الله تبارك وتعالى السؤال هنا لماذا لم يأخذ الله تبارك وتعالى نصيبه من العمل؟ يعني اذا اشرك العبد في عبادته لله فلماذا لا يأخذ الله القدر الذي له. لماذا؟ لانه قدر فاسد. كما آآ يعني اذا اختلطت الامور يعني اذا اختلطت الضار بالنافع آآ قد يفسده. يعني قد قد يفسد الضار النافع. كما يخلط الماء بالخمر. آآ بخلاف الشركة الصحيحة فان الشرك الشرك في في الاعمال الصالحة يفسدها. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من احب لله وابغض له الله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. واوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. فهذه المحبة ينبغي ان تكون انا لله وكل من آآ احب لغير الله فينبغي ان ان يحب لله. وهذا هو معنى الحديث الصحيح. قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده وولده والناس اجمعين وفي قول الله تبارك وتعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها اموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهادهم في سبيله. وجهادهم في سبيل سبيلي فتربصوا حتى يأتي الله بامره. فاصل المحبة لله. فينبغي ان يحب كل شيء لله. لا ان يحب مع الله. وبين الله سبحانه وتعالى ان ان من احب مع الله فقد جعل لله اندادا. قال الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. وقال الله سبحانه وتعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبون يحبهم ويحبونه. فهذا اصل عظيم وهو ان يكون الله وحده هو المعبود. وان يكون وحده المحبوب لذلك فته فاليه تصير الامور واليه المنتهى في افعاله وافعال العباد. فكما انه وحده الرب فينبغي ان يكون وحده المعنى من هنا شباب نفهم دعوة آآ دعوة القرآن لعبادة الله. فالقرآن اه يدعو الناس من باب الربوبية الى باب الالوهية. يعني يبين ان الله كما انه رب واحد فينبغي ان يكون الها واحدا قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. كما انه ربكم الذي خلقكم فينبغي ان يكون معبودكم. وينبغي ان يكون الهكم كذلك قال الله سبحانه وتعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. وقال الله سبحانه وتعالى قل من رب السماوات سوى الارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا. قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور؟ ام جعلوا لله ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله كل شيء وهو الواحد القهار. فالله سبحانه وتعالى كثيرا ما يبين هذا المعنى. كما اه قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل اي الذنب عند الله اكبر؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. يعني كيف تعبد من لم يخلق كيف تعبد من لا يملك لك ضرا ولا نفعا؟ اذا يا شباب كما ان كل شيء من الله فينبغي ان يكون كل شيء بالله والى الله. وهذا هو المعنى العظيم في الايمان. الانسان وكل مخلوق هو فقير آآ الى الله تبارك وتعالى في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره. فالانسان له مطلوب مقصود وله وسيلة وهذا معنى اياك نعبد واياك نستعين. فالله سبحانه وتعالى كما انه المعبود فانه المستعان. كما قال الله سبحانه وتعالى فاعبده وتوكل عليه. وكما قال شعيب عليه السلام وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب فقال المؤمنون عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته وهذه العبادة هي التي بها تطمئن النفس. ويفرح القلب. وسيأتي بيان ذلك ان شاء الله مزيدي بيان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان مكرما مفضلا. قال الله تبارك وتعالى ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات. وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا. وقال لقد خلقنا انسان في احسن تقويم. خلق الله الانسان في احسن تقويم. ومن اكرامه ان سخر له ما في السماوات وما في الارض. واسبغ عليه واسبغ عليه النعم الظاهرة والباطنة. لكن الله خلقه لحكمة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وعهد اليه وعهدا يا بني ادم لا تعبد الشيطان يا بني ادم الم اعد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم. من حفظ هذا العهد وحسن عمله كان عند الله خير الخلق. وشكر الله سعيه واحياه حياة طيبة. واعد له في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. لماذا يا شباب؟ لانه احسن في القيام بما خلق له. قال الله تبارك وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية. وقال الله تبارك وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. اما من نسي عهد الله ونقض العهد ونسي يوم الحساب لم يبقى له وزن عند الله يوم القيامة بل كانت الانعام اهدى منه سبيلا وهو شر الخلق عند الله. قال الله سبحانه وتعالى اولئك هم شر البرية. وقال الله تبارك وتعالى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون. وقال الله ان شر الدواب عند تالله الذين كفروا فهم لا يؤمنون. وقال ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا. المعنى الذي ينبغي ان تعلمه في عبادة الله وفي اخلاص الدين لله انك انت المنتفع بذلك. انت المنتفع بطاعته. وانت المتضرر بمعصيته. قال الله تبارك وتعالى ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه ان الله لغني عن العالمين. وقال موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد. وانكر الله تبارك وتعالى على الذين يمنون عليه باسلامهم قال تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين وفي الحديث العظيم هو اشرف حديث لاهل الشام قال الله يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم فرق وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم. ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. ومع ذلك شباب مع ان الله تبارك وتعالى غني عن العالمين ومع اننا لن نبلغ ضر الله فنضره ولن نبلغ نفعه فننفعه. ومع ان الله تبارك وتعالى غني عنا الا ان الله يحب الايمان. ويحب العمل الصالح ويرضى عن المؤمن ويحب المؤمن ويفرح بتوبته. ويشكر ساعية. قال الله تبارك وتعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ويغفر لكم ذنوبكم. وعن انس بن مالك رضي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاح فانفلتت منه عليها طعامه وشرابه. فايس منها فاتى شجرة فاضطجع في ظلها قد ايس من راحلته. فبين هو ذلك اذا هو بها قائمة عنده فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح. اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة فرح. هذا الحديث يصور فرح الله تبارك وتعالى بتوبة عبده. فالله سبحانه وتعالى وان كان غنيا عنا الا انه يحب العبادة تأمر بها ويرضى عنها ويفرح بتوبة التائب ويشكر سعيه. وهذه معاني عظيمة يا شباب. نفس الايمان بالله ونفس عبادة الله واجلال الله هو غذاء الانسان وهو قوته وصلاحه. وهو قوام اهل الايمان. كثير من الاصول والفقهاء والزهاد والعباد يخطئون حيث يسمون التشريع والعبادة تكليفا. او يجعلونها مشقة او على لا في اه مقصود القلب او انها لمجرد الابتلاء والاختبار او انها اه لاجل التعويض بالاجر. ونحو ذلك كما يقوله كثير من آآ ممن لم ينظر في الوحي وممن لم يتأمل ما جاء في وصف العبادة. وهذا ليس صحيحا قد يكون في العبادات ما تكرهه النفوس. وما هو خلاف ما تهواه النفوس. آآ يعني قد يكون فيه نوع ومشقة كما اه قال الله سبحانه وتعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. لكن هذه المشقة ليست مقصودة بالقصد الاول. ولا يصح ان يسمى تشريع كله تكليفا. وانما التكليف جاء منفيا يعني وان كلف يعني الله سبحانه وتعالى قال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لا لا تكلف آآ لا تكلف الا نفسك. آآ لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها. هذا يبين انه لو وقع تكليف فان الله لا يكلف الا قدر الوسع. لا ان تسمى الشريعة كلها تكليفا. غالب الشريعة وعامة الشريعة هي قرة العيون وسرور القلب لذة الارواح وكمال النعيم. العبد يا شباب والله في هذه الدنيا يعني اذا اردنا ان نقول هل هناك شيء من الجنة في الدنيا نعم هو العمل الصالح الخالص لله. اشرف واعظم واجمل وارق ما يفرح فيه الانسان في هذه الدنيا العمل الصالح. لذلك الله سبحانه وتعالى قال فاعبده واصطبر لعبادته. هل تعلم له سميا الله سبحانه وتعالى بين انه قد يوجد شيء من مما يخالف هوى النفس لكنه لماذا؟ لتزكية النفس لهدايتها. آآ كما في في قول الله تبارك وتعالى ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون. وكما في قول ابراهيم واسماعيل ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة زكيهم. وقال الله سبحانه وتعالى يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر تكمل العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. النبي صلى الله عليه وسلم بين ان المؤمن يجد حلاوة الايمان ويجد اه طعمه وكل انسان مؤمن لا شك انه ذاق ذلك. ولكن لضعف الايمان يفقد يفقد الانسان هذه النعمة. عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر. كما يكره ان يقذف في النار. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربه وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا الله سبحانه وتعالى شباب بين ان القلب يطمئن بالله. قال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. قال الله تبارك وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الادب الامن وهم مهتدون. الامن ان تطمئن لالهك لربك لمعبودك ان تعلم ان تعلم انه معك. انه يهديك يؤيدك ينصرك بين الله سبحانه وتعالى ان الحياة الطيبة انما تأتي بالعمل الصالح من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره. وفي الحديث القدسي من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. حلاوة الايمان تأتي بالتسليم لله تبارك وتعالى. الاطمئنان لا هو انشراح الصدر لله ولدينه والرضا عنه والفرح بالطاعات والتسليم لحكمه. وان خالف هوى النفس فهذا هو ومعنى التسليم لله تبارك وتعالى. فانما يشعر الانسان بحلاوة الايمان ويذوق طعم الايمان بقدر تسليمه لله تبارك وتعالى ليس هناك ما يسعد به الانسان في هذه الدنيا مثل سعادته بطاعة الله تبارك وتعالى ولابن القيم كلمة جميلة. آآ يقول في القلب شعث لا يلمه الا الاقبال على الله. وفيه وحشة لا يزيلها الا انس به في خلوته وفيه حزن لا يزيله الا السرور بمعرفته وصدق معاملته. وفيه قلق لا يسكنه الاجتماع عليه والفرار اليه. وفيه نيران حسرات لا يطفئها الا الرضا بامره ونهيه وقضائه. ومعانقة الصبر على ذلك الى وقت لقائه. وانا استشعر هذا المعنى يا شباب في في قول عظيم جدا كلما قرأته احب ان اقف معه. قال الله تبارك تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون وهذه المعاني هي التي كان يذكر بها النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في وقت الابتلاء. كما قص عليهم قصة عظيمة لم ما شكى له آآ بعض الصحابة ظلم قريش للمستضعفين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل يحفر له في الارض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بامشاط الحديد ما دون وعظمه فما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون. او ولكنكم تستعجلون. وهذه المعاني هي التي كان يتذكرها بلال وغيره من فيما يلقونه في سبيل الله تبارك وتعالى. من الامور العظيمة جدا التي آآ تبين فضل اخلاص العبادة لله تبارك تبارك وتعالى. الثواب الذي يرجوه العبد يوم القيامة. وخير هذا الثواب امران. رضا الله تبارك وتعالى. فالله سبحانه وتعالى يقول لاهل الجنة آآ يا اهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك فيقول هل رضيتم؟ فيقول هنا وما لنا لا نرضى يا رب. وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك فيقول الا اعطيكم افضل من ذلك؟ فيقولون يا رب واي شيء من ذلك فيقول احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا. اي اي نعيم اشرف من هذا اي نعيم اشرف من هذا وحينما يقول الله تبارك وتعالى لاهل الجنة او ينادي مناد لاهل الجنة ان لكم عند الله موعدا. يريد ان ينجزك ان ينجزكموه. فيقولون ما هو؟ الم تبيض؟ الم يبيض وجوهنا؟ الم يدخلنا الجنة؟ الم يجرنا من النار؟ في كشف الله الحجاب فينظرون اليه فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه. فهذا فرضوان الله تبارك وتعالى ورؤية ورؤيته في الجنة اعظم نعيم. فالانسان يصبر نفسه بهذه المعاني الشريفة. الانسان يصبر يذكر نفسه بهذه المعاني الشريفة الله سبحانه وتعالى يقول وهو يتولى الصالحين. اذا تولاك الله تبارك وتعالى فلن يدعك تسلك هذه الحياة بكبدها وبلائها وفتنها وحدك سيكون معك يسمع ويرى. يعينك على ما يحب. ويصرفك عما لا يرضى. يملأ قلبك لك رضا وقناعة ويصرفه الى طاعته يعيشك حياة طيبة يجعل امرك كله سراءه وضراءه خيرا لك. يدفع عنك يدافع ينصرك من عدوك ستكون خيرا وبركة وفرحا على من يخالطك. كل ذلك مشروط بان تتولاه انت وان تحبه وان تعيش له وان تنصره ان تنصروا الله ينصركم. ويثبت اقدامكم وان تؤثر رضاه على هواك. حين انها ستعيش هذا المعنى يقينا ستراه بعينك سترى لطف الله بك وتدبيره ستبصر المخارج التي يجعلها الله لك وستبصر رزق الله لك من حيث لا تحتسب. هذا هو المعنى الذي امر الله نبيه ان يقوله للمشركين ان وليي الله الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. جاهد نفسك على هذا واصطبر. اجعل همك في هذه الحياة الدنيا عبادة الله تبارك وتعالى خالصا لوجهه. ثم اجمع مع ذلك ما شئت من قضايا واهتمامات. واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون هذا اليقين يا شباب هو الذي يصبر به الانسان هو الذي آآ يعيش به الانسان في هذه الحياة الدنيا فردوسا. يحيا فيه بطاعة الله ويأنس بذكر الله. هذا اليقين هو الذي يرجو به الانسان لقاء الله تبارك وتعالى. افمن وعدناه له وعدا حسنا فهو لاقيه. كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم ثم هو يوم القيامة من المحضر