واخترت ان اختم آآ هذا الكلام عن المعنى الشريف العظيم. وامرنا لنسلم لرب العالمين. بقول الله تبارك وتعالى ولا تموتن الا وانتم مسلمون ان تعيش على الاسلام وان تلقى الله تبارك وتعالى مسلما. وهذا معنى شريف عظيم. ينبغي ان يتفكر فيه المؤمن وان يأخذ باسبابه وان يسعى فيه. واحب هنا ان اتذكر قول الصحابي الكريم خبيب رضي الله عنه حيث قال ولست ابالي حين اقتل مسلما على اي جنب كان في الله مصرعي. وذلك في ذات الاله وان يشأ. يبارك على اوصال شلو ممزع هذا القول التأسيسي لخبيب رضي الله عنه يؤسس لمعنى عظيم شريف. يغير حياة الانسان ويغير طريقة تفكيري هو نوع اهدافه. ذلك المعنى في امرين ان تنشغل بكيف تعيش مستقيما مهتديا بالاسلام لتلقى الله لتلقى الله عليه. ولا تنشغل كيف ستموت او متى او اين او على يد من ستنتهي حياتك. المهم ان تكون حياتك لله وبالله وان يكون موتك لله وان تلقى الله صادقا غير مبدل. فهنا معنيان جليلان الاول ان تعيش للاسلام وان تموت على الاسلام. والثاني ان يكون موتك في سبيل الله. وهذا هو المعنى الذي قاله الله تبارك تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. وهذا المعنى ان تلقى الله الله مسلما غير مفتون. الثبات على دين الله وعلى طاعته امر لا يضمنه احد لا لنفسه ولا لغيره. مهما ما كان على علم وعمل مهما كان قريبا من اهل الصلاح مهما قضى عمرا في الاستقامة فالفتنة قريبة من قلبه. والنار اقرب اليه من فقلوب بني ادم يصرفها الله سبحانه وتعالى كيف شاء وكم من عالم زل وكم من صالح ضل ولا حول ولا قوة الا بالله عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرة ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا. كثير من المسلمين مذبذب مرتاب ليس مستقر الايمان وهو معرض للفتن. ومن الاخطاء المشهورة عند كثير ممن يتكلمون في مسائل التكفير. او يشرحون كتبا آآ في في التوحيد وغيره يذكرون ان من المكفرات الريب والشك او عظمة او عدم اطمئنان القلب هكذا باطلاق ودون تفصيل. فيجعلون كل شك وكل ريب باي درجة وفي اي جزئية من الشريعة مكفرا. ويجعلون ذلك الذي وقع في نوع من الشك خارجا عن دائرة الايمان او داخلا في النفاق الاكبر او الكفر الصريح. وهذا ليس صحيحا الايات دلت على انه ثم نوع آآ على ان ثم نوعا من المؤمنين صحيح الايمان لكن عنده بعض الريب قلبه ليس مطمئنا. آآ وهو عرضة للنفاق وعرضة لوقوع البلاء. القسمة المشهورة آآ ان مؤمن وكافر ومنافق هذه قسمة اجمالية. لكن يدخل في جملة المؤمنين من معهم ايمان صحيح لكنهم ليسوا كفارا لكن عندهم شيء من الريب وهؤلاء ربما يمتحنون بمصائب الدنيا او ابتلاء ببعض الاحكام الشرعية اه فيفتنون ويظهر نفاقهم وان عوفوا من البلاء ماتوا على الايمان. هؤلاء يا شباب مذكورون في مثل قول الله تبارك وتعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف. فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو صران مبين. وفي قول الله تبارك وتعالى ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين. وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين. يذكر هذا الصنف كثيرا عندهم ريب عند لهم شك آآ مثلا في مثل قول الله ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين. واذا دعوا الى الله رسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين افي قلوبهم مرض ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسولهم بل اولئك هم الظالمون ثم ميز الله بينهم وبين مطمئن الايمان. قال انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا انا واولئك هم المفلحون. ليميز هؤلاء عن هؤلاء. وذكر الله هؤلاء كما في كما ذكر الاعراب. قالت الاعراب امنا. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا. ان الله غفور رحيم. ان اما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. اولئك هم الصادقون. قل اتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الارض والله بكل شيء عليم يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين فتلاحظ ان الله يميز بين هؤلاء الذين لما يدخل الايمان قلوبهم وان كانوا من جملة المسلمين. آآ وهم كانوا مسلمين والادلة على كونهم مسلمين كثيرة جدا. وسيأتي شرح ذلك ان شاء الله في دروس الايمان. التي نتكلم فيها عن معنى الايمان ومعنى الاسلام ميز الله هؤلاء عن الصحابة الكرام الذين جاهدوا وصبروا واطمأنت قلوبهم. واغلب المذكورين في سورة التوبة من هذا الصنف لم يكونوا كفارا الاصليين بل كان معهم ايمان مجمل لكن ليست قلوبهم مطمئنة بالايمان. لكن عند البلاء يفتنون ولا يصبرون ويكفرون. كما قال الله سبحانه وتعالى ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. فهو كان مؤمنا وكان من جملة المسلمين لكنه آآ لما ابتلي بالعافية او بالمال بخل بماله وتولى واعرض فاعقبه الله نفاقا. وهذا يؤكد انه كان من جملة المسلمين. وآآ لذلك قال الله سبحانه وتعالى مثلا لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وآآ مما بينه الامام ابن تيمية رحمه الله في هذا المعنى قال فعم فعامة الناس اذا اسلموا بعد كفر او ولدوا على الاسلام والتزموا شرائعه وكانوا من اهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون. ومعهم ايمان مجمل لكن دخول حقيقة الايمان الى قلوبهم انما يحصل شيئا فشيئا. ان اعطاهم الله ذلك. والا فكثير من الناس لا يصلون لا الى اليقين ولا الى الجهاد. ولو شككوا لشكوا. ولو امروا بالجهاد لما جاهدوا وليسوا كفارا ولا منافقين. بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب او الريب ولا عندهم من قوة الحب لله ولرسوله ما يقدمونه على الاهل والمال وهؤلاء ان عوفوا من المحنة وماتوا دخل الجنة ادخلوا الجنة وان ابتولوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم فان لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب والا صاروا مرتابين الى نوع من النفاق. ذكر ذلك في كتاب الايمان الكبير. لذلك شباب اخترت ان اختم الكلام عن معنى الاسلام لله رب العالمين بوسائل واسباب الثبات على وابين يا شباب ان كثيرا منا هو معافى وليس ثابتا معافى من البلاء. فاذا ابتلي فليس عنده ايمان يدفع الفتنة. وليس عنده علم يدفع به الشبهات. وليس عنده محكمات يدفع بها الاشكالات. كثير منا هكذا وقد ذكر في في القرآن وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم قصص عظيمة تبين هذا المعنى. قال الله تبارك وتعالى وقد ذكر لنا عالما باياته اتبع هواه واخلد الى الارض. قال الله سبحانه وتعالى وربما هذه يا شباب من اخص القصص التي ينبغي ان يقف معها طالب العلم. قال الله تعالى واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها يتبع الشيطان فكان من الغاويين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. فمثله كمثل الكلب اذ تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا فقصص القصص لعلهم يتفكرون. مجرد معرفة البينات والايات ومجرد المعرفة هي امتحان. منا من يكون حقيقا بها ومنا من ينسلخ منها. فاذا انسلخ يعني ترك العمل قضاها صار تابعا للشيطان يلعب به كما قال الله فاجتالتهم الشياطين. فيصير من من من جملة من عصى الله عن علم. ولو شاء الله لرفعه بالايات فحق الايات ان ترفع صاحبها لكنه هو الذي دس نفسه. وهذا هو هو المعنى يا شباب قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. دس نفسه يعني وضع نفسه في التراب اتبع هواه واخمل نفسه وآآ آآ ونزل بنفسه يعني بدل من ان يكون قدوة للناس واسوة صار في احقر صورة وصار عبرة مثله كمثل الكلب. لنعلم ان من جملتي آآ اخس الناس واكثرهم كفرا وفجورا بل له نصيب كبير في العلم واللسان والبيان والحجة. ابواب الفتن يا شباب اعظم واكثر من ان تطمئن على نفسك بمجرد جمع معلومات ومعارف وجدال. فاللهم ربنا ارفعنا بما نتعلم ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. قصص كثيرة. رجل كان فقيرا مقصرا في طاعة الله ثم قال ان اغنيتني ساكون صالحا واتصدق وهي القصة التي ذكرناها. لما اغناه الله تبارك وتعالى ترك طاعته وبخل بماله فاعقبه الله نفاقا الى ان يموت. كما سبق منهم من عاهد الله. كذلك رجل كان يجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم. وكان قويا وكان له بأس لكنه لما اصيب في المعركة لم يصبر فقتل نفسه. فبين النبي صلى الله عليه وسلم انه من اهل النار رجل قرأ البقرة وال عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وحديثه في الصحيحين لكنه بعد ذلك كان طبعا هو كان نصرانيا واسلم ثم ارتد نصرانيا وصار يسب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه قومه فقسمه الله ثم آآ لفظته الارض كلما اراد اصحابه ان يدفنوه آآ نبذته الارض او لفظته الارض الى ان تركوه وعلم ان وعلموا انه من الله. سورة التوبة سماها بعض الصحابة سورة الفاضحة. لانها تقول ومنهم ومنهم تذكر وعفاء الايمان الذين لما ابتلوا بالخير او الشر او بالمصائب او آآ احكام شرعية جبنوا عنها او آآ فتنوا قصص كثيرة جدا رجل كان يجاهد مع المؤمنين احب امرأة كافرة. اشترطت عليه ان يكفر ليتزوجها فكفر بالله. ذكر قصة ابن كسير اه ابن كثير في البداية والنهاية قال وفيها توفي فلان ذكر اسمه وآآ ذكر ان ابن الجوزي حكى عنه انه كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم. في بعض الغزوات كانوا يحاصرون حصنا ونظر الى امرأة من النصارى فاحبها وهواها. يعني هويها فراسلها كيف اصل اليك؟ امرته ان يتنصر فتنصر. آآ اغتم بذلك غما شديدا وشق عليهم بعد مدة آآ مروا بهذا الرجل وجدوه في الحصن مع هذه المرأة. وكان هذا الرجل من اهل القرآن حوار من اهل القرآن واهل الجهاد قالوا يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ اين قرآنك؟ قال اعلموا اني انسيت القرآن كله الا قول الله تبارك وتعالى ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم الامل سوف يعلمون. قال وقد صار لي فيهم مال وولد. كثير منا هكذا شباب والله اقسم بالله كثير منا هكذا. حتى لو كان كثير العبادة وكثير المعرفة وكثير الكلام وكثير الجدال. فهو يعبد الله على حرف. ولكنه معافى اذا ابتلي لا يصبر. وتظهر خباياه وتظهر فتنته الفتنة والشباب التي نتعرض لها اكثر بكثير من ان تطمئن على نفسك بمجموعة معلومات او معارف او عبادات تؤديها تأدية الموظف نعم هي شك بلا شك من من اسباب النجاة لكن الفتن متنوعة. فتنة المال والشهرة وفتنة النساء. فتنة الاقران الناجحين من حولك الذين ينافسونك في مجال عملك فتنة الفقر فتنة الغنى فتنة المرض فتنة العافية فتنة القرب من المترفين الفاسدين. والعبد منا شباب لا يدري من اي باب يفتن. ثم الانسان منا قد يصبر على نوع من البلاء دون بعض. قد يصبر بعضنا على الصيام في اليوم الحار وعلى طول القيام ويعرض عليه صروف المال الحرام فيصبر بل لا يخطر بباله قط لكن هو نفسه لا يصبر. ان وقعت عينه على امرأة متبرجة لا يزال يفكر اه فما يزال يفكر يفكر فيها حتى تعكر عليه عبادته ودراسته وتجره لخطوات من المعاصي ليجد نفسه قد فعل منكرات وحش ما كانت تخطر بباله ابدا ما كان يتوقعها. ورجل كان من من المجاهدين فتن لما يعني بقي مدة طويلة يجاهد في سبيل الله لكن جمع مال ليوزعه على المجاهدين اكثر من حوالي خمسين الف دولار فلما وجد كان في يديه لعب به الشيطان فهرب بالمال هو يعيش في اوروبا. الان وقد باع دينه وآآ يعني خان الامانة غير شخص يفتن بزميله فلا يزال الشيطان يعني آآ ينزغ بينه آآ وبين آآ صاحبه فيجعله يحسده ويكيد له يكذب ويخون ويدخله في شح النفس. فتاة تكون محجبة وتكون محبة لله ولرسول الله وترضى وتطمئن بالله تبارك وتعالى. فلما تستمع الى كلام آآ اهل الباطل من ممن يدعون الى الانحلال والى الشهوات. وممن يشعرونها انها مظلومة في الاسلام. وآآ تطلق نظرها الى المتبرجات حولها تظن انها تعيش في شقاء فتخلع حجابها وتفتن وتعترض على احكام الله. وشخص اخر مفتون بكثرة علمه او كثرة عبادته او جهاده او انفاق فخور بنفسه يحتقر غيره. الواقع حولنا شاهد كم هم الذين سقطوا في الوحل. لم يكن يخطر ببالك قط الا انهم اولياء صالحون بعيدون عن كل فتنة فرأيتهم بعينيك قد فعلوا ويفعلون الموبقات بل يجهرون بها. ابواب الفتن كثيرة يا شباب لا تدري من اي الابواب ومن اي الابواب تبتلى؟ ومتى يأتي البلاء؟ وكيف؟ كثير ممن يتحسرون اليوم ويتعجبون ممن يرونهم قد انتكسوا او فتنوا هم انفسهم يسيرون في نفس الطريق. ليس في عدتهم لا علم ولا عمل يمنعهم من نفس المصير. وهذا معنى قول الله في بيان استعداد كثير من المعافين للاستجابة للفتنة. قال الله سبحانه وتعالى ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها وما لبثوا بها الا يسيرا. ثم سئلوا الفتنة يعني ثم سئلوا الرجوع من الايمان الى الشرك لاتوها. يعني يعني يفعلونها وما تلبثوا بها الا يسيرا. يعني ما احتبسوا عن اجابتهم الى الشرك الا يسيرا. اسرعوا. يعني اه يعطوا يعطون ذلك طيبة انفسهم. هؤلاء هم ضعفاء الايمان. كثير من المسلمين اليوم لا يصبر على احكام الشريعة ويعترض عليها لا يصبر على الابتلاء. ولو كلف بالجهاد لما جاهد ولو ولو امتحن آآ في لما صبر الذي ينبغي ان تعلمه هنا امور. اولا ان الله تبارك وتعالى غني عنك وعن عبادتك. ثانيا الله لا يظلم مثقال ذرة. ثالثا الله سبحانه وتعالى لا يضل عبدا الا بسبب من العبد لا يمكن ان يكون العبد اخذا باسباب الهدى مخلصا لله ويضله الله. بل يزيد الله الذين اهتدوا هدى. انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم الله سبحانه وتعالى قال ان الله لا يظلم مثقال ذرة. وقال الله سبحانه وتعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. وقال الله سبحانه وتعالى ويضل الله الظالمين. فمن الامور المهمة ان تعلم انك سبب فيما يحصل لك. كل الناس يغدو. فبائع نفسه فمعتقها او مبيقها. قال الله اوفوا بعهدي. اوفوا بعهدكم. فمن المعاني المهمة التي تعينك هنا ان تعلم ان الهداية بداية بيد الله تبارك وتعالى. الله سبحانه وتعالى قال انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين وقال الله سبحانه وتعالى من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. لذلك شاب اكثر دعاء ندعو به اهدنا الصراط المستقيم ودعاء المؤمنين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. وهب لنا من لدنك رحمة. فهذا اول سبيل في الثبات ان تعلم ان ربك هو الذي يملك الهداية وان تكثر من دعائه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اهدني وسددني. اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك. الامر الثاني هو وهو الذي احب ان اقف معه طويلا من اعظم اسباب الثبات تعلم الايمان والقرآن. هرقل لما سأل ابا سفيان عن عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم قال هل يرتد احد منهم سخطة على دينه بعد اذ دخل فيه؟ قيل لا. قال ذلك الايمان اذا خالفت بشاشته القلوب. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته الايمان قبل ان يعلمهم القرآن. استدل ابو سفيان استدل هرقل لما سأل هذه الاسئلة فاستدل بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة على انه رسول الله لماذا؟ لانه علمهم الايمان الذي تثبت به قلوبهم عند الفتن. فكان من دلائل صدقه ماذا علمهم؟ النبي صلى الله عليه وسلم علمهم عن الله. علمهم عن اسماء الله وافعاله ومحامده وعلمه وحكمته ورحمته وعدله كلمهم عن اليوم الاخر كلمهم عن معنى الايمان وعن مقتضيات الايمان. قص عليهم قصص السابقين. قص عليهم قصة اصحاب الاخدود وقصص الثابتين. لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. فكانوا لاخبار الله مصدقين. وكانوا شرع الله مستجيبين. سمعنا واطعنا. وكانوا على البلاء صابرين. قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله. وصدق الله ورسوله. وما زال الا ايمانا وتسليما. وقال الله سبحانه وتعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. اية واحدة يا شباب كانت كفيلة ان يأخذ الصحابي قرارا مصيريا في حياته لا يفكر في تبعاته. يهون عليه كل شيء في سبيل الله. وهذا معنى كونك مسلما انك تسلم لله. من جهة انه ربك وانه خالقك وانه لن يضيعك. كما قالت المرأة الشريفة الكريمة زوجة ابراهيم عليه السلام هاجر قالت االله امرك بهذا؟ قال نعم. قالت اذا لن يضيعنا. وهذا هو معنى اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون. لكن في المقابل انظر للذين لم يتعلموا الايمان ضعف يقينهم كانوا في ريب يترددون يعبدون الله على حرف يمنون باسلامهم يعني اذا عملوا خيرا يمنون به وعند الاخبار اخبار القرآن والسنة او اخبار رسول الله في شك وريب. وفي التشريع عند التشريع واحكام الشريعة في كسل وتردد ومعارضة وفي الجهاد في جبن وعند البلاء في في جزع. لذلك قال ابن عباس في وصف الله لهم كلما اضاء لهم مشوا فيه يقول كلما اصاب المنافقين من الاسلام اطمئنوا اليه وان اصاب الاسلام نكبة قاموا ليرجعوا الى الكفر آآ كقول الله ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصاب خير اطمأن به الى اخر الاية. مختصر حال الفريقين ذكره الله تبارك وتعالى. واذا ما انزلت سورة فمنهم يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى في جيسيهم وماتوا وهم كافرون حجر الاساس في ذلك كله يا شباب هو تعلم الايمان. هي مفتاح كل شيء. وهي اساس القصة هي اساس القصة. لان الانسان لا يطلب ما يجهل. الانسان يعيش في هذه الدنيا يا شباب بتصور وتصرف. وتصرفات الانسان بناء على تصورات فالانتفاع بالقرآن لا يكون الا بتعلم الايمان. حينها يكون القرآن لك هدى وشفاء. آآ يجب ان ان يتعلم المسلم محكمات الاسلام التي تجعله يؤمن بالله ويطمئن قلبه لله ويعمل لله لماذا يعترض كثير من ابناء المسلمين كبارا وصغارا وشبابا على بعض احكام الله. لماذا يردون اخبار الله؟ لماذا يكسلون عن استجابة لامره لماذا يكفر كثير منهم او يكره ربه بالنص؟ يقول انا اكره الله. بسبب وجود الشر او المصائب التي يرونها مخالفة لمقتضى العدل والرحمة والرحمة والحكمة. لماذا يصغون لما يثار من شبهات واشكالات واعتراضات. اعتراضات على الله وعلى الاسلام وعلى وعلى القرآن. عامة هذه الشبهات يا شباب المثارة على الاسلام وعلى شرائع الاسلام شبهات تافهة والاجوبة عنها سهلة معروفة. لكن المشكلة ليست في قوة الشبهة وانما في ضعف المتلقي هذا الشاب هذا الشاب جاهل بدينه ليس عنده تقوى يدفع بها الشهوات ليس عنده محكمات يدفع بها الاشكالات والشبهات هذا الشاب الذي حينما قرر ان يرجع الى دينه دخله من طريق الاشكالات والشبهات والجدال والمناظرات خصومات فنبت لحم دينه من ذلك الخليط الذي غايته ان يكون دواء قد يحتاج اليه. لا ان يكون غذاء آآ يعيش عليه محكمات الشريعة هي الغذاء. ورد الشبهات وحل الاشكالات هو الدواء. والضلال ان تضع احدهما مكان الاخر. من اعظم اسباب الثبات يا شباب الاعتبار بقصص السابقين. وان شاء الله يعني ييسر الله لنا لقاء نتكلم فيه عن قصص القرآن والانتفاع منها. كذلك من اخص الامور في آآ وسائل الثبات تزكية النفس اعظم طريق لتزكية النفس كتاب الله تبارك وتعالى وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمحافظة على العمل الصالح والتخلق باخلاق الاسلام. اجل علامة لحب الله لاي انسان في هذه الحياة الدنيا يا شباب ان يوفقه للاسلام والايمان الصالح وان يصرفه عن الكفر والفسوق والعصيان. كما ان اعظم جزاء في الاخرة ان يرضى الله عنا. رضا لا يسخط علينا بعده وابدا وان يكشف لنا الحجاب فنرى ربنا تبارك وتعالى. الانسان الذي يقضي حياته الدنيا ولم يؤمن ولم يعمل صالحا فهو شر البرية. كما ان الانسان الذي يسعى في هذه الدنيا للايمان والعمل الصالح فهو البصير. هو الذي اه يحبه الله تبارك وتعالى وهو الذي يبقى عمله. والله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يسوي بين عبد قصد الله والدار الاخرة وعمل صالحا وبين المجرم الذي اعرض عن ربه. قال الله تبارك وتعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين قيمة كالفجار. لذلك كل من دعا الناس الى الكفر والفسوق والعصيان. ثم من اهم مع ذلك برحمة الله فهو غاش لهم هم كذابون ومن اقتدى بهؤلاء فهو يستحق مصيره. وهؤلاء وهؤلاء داخلون في قول الله وبرزوا لله جميعا فقال ضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء؟ قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجل فزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص. من اعظم الاسباب في الثبات على الاسلام يا شباب تعظيم حدود الله. مجاهدة نفسي في ترك المعاصي. المشكلة يا شباب اننا في في في تعودنا في دروس الايمان او التي تسمى بالعقيدة. تعودنا على دروس جافة تتكلم عن الادلة واذا قال لك فلان ترد عليه بكذا واذا وجواب هذه الشبهة كذا وان قالوا قلنا فقد الدرس الايماني آآ معنى الوعظ ومعنى الانذار مع انه من اجل ما جاء به الانبياء والمرسلون فالانبياء لم يأتوا الآيات والبينات فقط وانما جاءوا بالنذر. لذلك قال الله سبحانه وتعالى وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. فلي لذلك نحن نحتاج ان ان يكون في كلامنا عن الايمان هذا الجانب الوعظي. جانب الانذار. جانب التذكير بالعمل الصالح. من اخص المفاسد التي انتشرت في الدرس الايماني خلو الدرس الايماني من معاني الانذار والوعظ والتخلق اخلاق الاسلام. لذلك ينبغي ان تتذكر هذا المعنى تعظيم حدود الله. مجاهدة النفس في ترك المعاصي. والاستغفار والتوبة وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. سيئات الاعمال هي المصائب والشباب التي تصيب العبد بسبب اعماله والنبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا اخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا هو نزع واستغفر وتاب واستغفر الله تبصقل قلبه فان عاد زيده. فيها زيد فيها يعني يعني قلبه يزيد فيه النكت السوداء حتى يعلوه. وهذا هو الران قال الله تبارك وتعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. المؤمن والشباب قد يضعف قد يذل. لكن قد تزل قدمه لكن المؤمن يجاهد في الاخذ بالاسباب التي تبعده عن معصية الله. ويعظم حدود الله. وآآ اذا ضعف فانه لا يرضى ان يبقى مذنبا بغير توبة. وانما يجاهد في التوبة والاستغفار ويعوض ذلك بالحسنات الماحية. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ان المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه. وان الفاجر يرى ذنوبه يعني كذباب مر على انفه يعني يستهين بالذنب. والله سبحانه وتعالى ذكر المؤمنين قال والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا. وهم يعلمون يعني لا يرضى المؤمن ان يبقى مذنبا بغير توبة. من اخص وسائل يا شباب صحبة الخير. آآ الله سبحانه وتعالى امر بذلك والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. والله سبحانه وتعالى ايد نبيه بالمؤمنين. والنبي صلى الله عليه وسلم حثك على صحبة الخير انما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. من اخص اسباب الثبات على دين الله تبارك وتعالى يا شباب ان يكون لك هدف نافع تسعى له طلب العلم الدعوة الى الله النجاح في اي مجال تنفع به نفسك والمسلمين. لماذا لان الوقت اذا لم تشغله بالخير ستنشغل بما لا ينفع. يعني الانسان يشتغل بما لا ينفع بقدر تفريطه فيما ينفع. لذلك لا تنتظر من يأخذ بيديك ومن يشجعك من يراقبك ومن يحاسبك؟ استعن بالله وكن انت ذلك كله لنفسك. واكثر من دعاء الله تبارك وتعالى واعلم ان الله معك. ان الله مع ان اتقوا والذين هم محسنون ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح