وفي حديثنا عن الايمان برسل الله وانبيائه عليهم الصلاة والسلام. لابد ان نتحدث فيه عن ايات الانبياء. وهي براهين قوتهم قال الله تبارك وتعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فمن حكمة الله تبارك وتعالى ورحمته وعدله سبحانه انه ارسل رسلا لتعليم الناس وانذارهم. وليتقي الناس وليعلموا ما خلقوا له وليقوموا بالقسط وتمام ذلك انه تبارك وتعالى ايدهم بالبينات التي تدل على صدقهم فحاجة الناس عظيمة للعلم بخالقهم وما خلقوا له. وكذلك حاجة الناس عظيمة للعلم بصدق رسالة من ارسل والتمييز بينه وبين الكذبة المدعين للنبوة والحق تتنوع براهينه وكلما اختبرته ازددت به يقينا. كما ان الباطل تتنوع دلائل كذبه. وكلما اختبرته ازددت يقينا في كذبه وقال الامام ابن تيمية رحمه الله وكلما كان الناس الى شيء احوج كان الرب به اجود. فالله تبارك وتعالى عليم حكيم قدير هو سبحانه وتعالى قادر على ان يبين صدق رسله وهو تبارك وتعالى اقام البراهين على صدقهم والايات البينات. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من الانبياء نبي الا قد اعطي من الايات ما على مثله امن البشر. فكل رسول آآ كل رسول يأتي الى قومه لابد ان تقام الحجج معه التي تدل على صدقه. ولما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين وجب ان يبقى ما يشهد لصدق كما قال الله سبحانه وتعالى وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ فايات الانبياء هي رحمة من الله وحجة وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا احد احب اليه العذر من الله. من اجل ذلك انزل الكتاب وارسل الرسل مبشرين ومنذرين. والله سبحانه وتعالى بين ذلك قال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لالا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال تعالى ولو ان اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى. اي لو اهلك لو اهلكهم الله بعذاب جزاء كفرهم قبل ان يرسل اليهم رسولا لقالوا هلا ارسلت الينا رسولا كي نعرف مرادك وكي نتبع اياتك ونسير على النهج الذي تريد فالله تبارك وتعالى اقام الحجة بارسال الرسل. والله تبارك وتعالى آآ يوم القيامة يجمع الاولين والاخرين يأتي الله تبارك وتعالى لكل امة برسولها. ليشهد عليها بانه بلغها رسالة ربه واقام عليها الحجة قال الله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟ يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرشيد لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا وفي اية اخرى قال الله تعالى ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء لذلك الذين يكفرون بالرسل ويعرضون عن هديهم لا يملكون الا الاعتراف بظلمهم اذا وقع بهم عذاب الله تبارك وتعالى. قال الله تعالى وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وانشأنا بعدها قوما اخرين. فلما احسوا بأسنا اذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون. قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين. فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين. ويوم القيامة كل امة من هذه الامم تعترف لله تبارك وتعالى بانها قد جاءها المرسلون. وانهم جاءوهم بالبينات قال الله تعالى بعدما يلقى هؤلاء في النار تكاد تميز من الغيظ كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. فاعترفوا بهم فسحقا لاصحاب السعير كذلك خزنة النار. يقولون آآ لهم او لم تكت او لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات؟ قالوا بلى. قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال وعن ابي هريرة رضي الله عنه في الحديث السابق آآ الذي ذكرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ما من الانبياء من نبي الا وقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر. وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة يعني ليس هناك نبي الا وقد اعطي من الايات والبينات ما يكفي لاثبات رسالته. وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وعدله وكل اية لا شك انها تناسب القوم وتناسب آآ ان ان تقام بها الحجة عليهم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي اي انما كانت اياتي العظمى التي اعطاها الله لي هذا الكتاب. وهو باق الى يوم القيامة. وقوله صلى الله عليه وسلم فارجو ان اكون اكثرهم تابعا هذا اية من ايات النبوة. فانه اخبر بهذا في زمن قلة المسلمين. ثم من الله تبارك وتعالى بالفتح وفتح المسلمون البلاد ودخل الناس في دين الله افواجا. لابد ان نفهم ان النبوة والرسالة هي اخبار وانباء عن الله يعني ان الله هو الذي نبأهم. فمعنى النبي هو المنبأ الذي ينبأه الله وآآ قد جاء في القرآن بيان ما بعث به النبيون. مثلا قال موسى عليه السلام عن رسالته وهو ما جاءت به جميع الرسل اني رسول من رب العالمين حقيق على الا اقول على الله الا الحق قد جئتكم ببينة ان من ربكم آآ وقال ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم واعلم من الله ما لا تعلمون. يعني جميع الرسل يأتون بهذا يبينون انهم آآ اه لا يأتون بكلام من عند انفسهم انما هم رسل الله وهذا معنى النبوة او الرسالة. فالنبي هو المنبأ والرسول هو الذي ارسل برسالة هو المرسل فالنبي والرسول النبي الحق والرسول الحق مرسل من الله ومنبأ من الله وكذلك في دعوة ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك. ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وكذلك في الحكم بين الناس. فاذا الرسل عليهم البلاغ المبين وما تضمنه من البشارة والنذار والنذارة والاخبار والشريعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم. وينذرهم شر ما يعلمه لهم. فهم يبينون لهم الحق والهدى وبراهين الحق والفرقان بين الحق والباطل. ويدخل في الصدق والامانة والحرص والنصح والرحمة والقدوة والتذكير والتعليم والرعاية والدعوة والاصلاح. كل ذلك من صفات الرسالة والنبوة. اذا اخص وصف للرسول او النبي انه مخبر عن الله يعني يوحى اليه وحي خاص من الله تبارك وتعالى. ثم يخبر هو بوحي الله فهو مخبر ومخبر. هو مخبر الله منبأ من الله ومخبر عن الله. وهذا هو معنى النبي فهو مشتق من النبأ وهو الخبر المهم. ليس كل كل خبر يقال عنه نبأ وانما الاخبار المهمة عما يتساءلون عن النبأ العظيم فالنبي سمي نبيا لانه مخبر آآ مخبر من الله اولا وهذه خاصته. وكذلك الرسول فليس مجرد كونه يخبر عن الله هو الذي جعله نبيا فليست خاصة النبي انه يخبر عن الله. وانما خاصة النبي انه مخبر ومنبأ من الله تبارك تعال العالم قد يخبر عن الله. لكن المراد انه منبأ عن الله. آآ منبأ من الله. وهذا هو آآ خاصة النبي والمرسل اه كذلك في في الاية قالت من انبأك هذا؟ قال نبأني العليم الخبير فهو مخبر من الله وآآ يخبر وعن الله تبارك وتعالى بوحيه. والله سبحانه وتعالى قال نبأ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وكذلك قال ونبئهم عن ضيف ابراهيم واتل عليهم نبأ ابراهيم واتل عليهم نبأ ابني ادم الى اخر الايات التي يبين فيها هذا المعنى وهو معنى الانباء. فهو منبأ يعني آآ مخبر من الله تبارك وتعالى. كذلك في الوحي الوحي الخاص بالانبياء الكرام. قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى. وكذلك قال عن موسى وانا فاستمع لما يوحى. فهو مخبر ومخبر يعني ان الله اخبره وهو يخبر عن الله تبارك وتعالى. وقيل ان النبوة مشتقة من النبوة وهي يعني ما ارتفع من الارض كأنه بمعنى يعني ان يعني العرب تطلق لفظ النبي على آآ علم من اعلام الارض التي يهتدى بها. ويكون المناسبة هنا ان النبي له قدر عظيم. لكن المعنى الاول اقوى وادل على خاصة الانبياء آآ عليهم السلام. وانهم منبئون عن الله وليس فقط المقصود آآ رفعة المنزلة والرسول كذلك الرسول هو المبعوث بامر ما. فالارسال في لسان العرب بمعنى التوجيه. فاذا بعثت شخصا في امر فهو رسولك قالت ملكة سبأ واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون وقد يراد بالرسول ذلك الشخص الذي يتابع اخبار الذي بعثه آآ يعني ايضا هذا يطلق على الرسول وعلى ذلك آآ يعني تسمى الرسل بانهم آآ يعني آآ تأتي الرسل آآ متتالية كما قال الله ثم ارسلنا رسلنا تترا. يعني هم مبعوثون برسالة معينة امروا بحملها وتبليغها ومتابعتها واضح؟ طيب آآ من المعاني المهمة جدا ان تعلم ان الله تبارك وتعالى آآ ذكر لفظ الوحي في القرآن كثيرا. ولكن لكن وحي الانبياء والمرسلين هو وحي خاص لا يشاركهم فيه غيرهم. هذه خصتهم قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي. هذه هي الخاصة. اما الله سبحانه وتعالى مثلا ذكر واوحى ربك الى النحل ان اتخذ من الجبال بيوتا. وقال تعالى واوحى في كل سماء امرها. وآآ عن شأن يوسف عليه السلام لما كان صغيرا قال ما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب. واوحينا اليه لتنبأنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون. وكذلك في حال ام موسى اوحينا الى ام موسى ان ارضعيه. وقال الله تعالى واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي. قالوا امنا وكذلك آآ قال الله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا هذا يتناول وحي الانبياء وغيرهم كالمحدثين او الملهمين كما في آآ حديث النبي صلى الله عليه وسلم قد كان في الامم قبلكم محدثون. فايكن من امتي احد فعمر منهم لكن الوحي الذي اوحاه الله تبارك وتعالى الى الانبياء هو وحي خاص. لكن مما آآ ينبغي ان الاحظه ان لفظ الوحي اذا ذكر حتى في غير الانبياء فهو يدل على امر لا يهتدي له اه اه هذا المخلوق الا من الله تبارك وتعالى وان كانت الهداية كلها من الله ولكن هذا امر يدل على مزيد من آآ من العناية فمثلا في قصة واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه او ان الله اوحى الى هذه الارض ان تقاربي والى هذه الارض ان تباعدي. آآ مثلا يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها لو تتبعت لفظ الوحي ستجد ان لفظ الوحي من الله تبارك وتعالى حتى لو كان للمخلوقات فهو يدل على اكثر من مجرد الهداية. وآآ ربما يكون في وقت اخر نحاول ان نتناول هذا اللفظ بمزيد من البيان ان شاء الله لكن الذي اريد ان اقوله هنا ان اخص وصف للمرسل او النبي هو الصدق والامانة. فمثلا راوي الحديث الذي ينقل حمل الرواية واداها اخص وصف له ان يكون صادقا. مع ما في ذلك من الامانة والحرص والدقة والحفظ وهكذا والضبط اه كل رسول يقول لقومه اني لكم رسول امين فالامانة والصدق اساس الرسالة آآ فهنا خبران يعني آآ رسالة ووحي والوحي هذا فيه آآ فيه آآ اخبار وفيه شرع فيه امر وفيه نهي. فالله سبحانه وتعالى آآ علمه واوحى اليه وهو ينزل بهذا الوحي او اقصد وهو آآ يكلم الناس بهذا الوحي ويعلمهم هذا الوحي. فلابد ان يكون صادقا امينا. والله سبحانه وتعالى يقيم البراهين على صدقه الامر الذي ينبغي ان تعلمه ايضا في هذا السياق ان ايات الانبياء ليست محصورة فيما سماه المتأخرون بالمعجزة الامور الخارقة واضح ولفظ الخارق ولفظ المعجزة ليس لفظا شرعيا. اللفظ الصحيح هو الايات البينات البصائر البراهين الحجة. كل هذا من الالفاظ الصحيحة فلابد ان تفهم ان ايات الانبياء التي تشهد لصدقهم وان براهين النبوة ليست محصورة فيما يسمى بالخرائط بالخوارج ولكن كل ما يشهد لصدقهم عند آآ المتلقي لرسالتهم فهو اية عنده. قد يكون ذلك بالنظر الى حاله وسيرته قبل البعثة. وكما آآ كان من خديجة رضي الله عنها قالت انك كلا والله ما يخزيك الله ابدا انك تحمل الكل وتقري الضيف وآآ تكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق. وقد يكون كذلك بالنظر الى اخلاقه وبالنظر في نفس الوحي الذي جاء به اه ولذلك امر الله الناس بتدبر الوحي ليعلموا انه من عند الله. وكذلك بالنظر الى احواله واحوال اتباعه. اذا كل ما يشهد لصدقه وامانته وصدق رسالته. وينفي كذبه فهو برهان لنبوته هذا آآ بالنسبة لايات الانبياء. المتلقون لدعوة الانبياء يختلفون. آآ كما آآ فكلما كان الانسان اعلم بحاله واعلم بهذا الرجل الذي آآ قولوا انه نبي كلما آآ كان حكمه عليه اقرب وايسر. كما ذكرت لكم في حال خديجة رضي الله عنها. وكذلك هرقل لما سأل ابا سفيان عن ايات آآ في النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلم بها صدقه وان كان بعد ذلك كفر به. آآ يعني حبا للدنيا. فهذا امر مهم جدا ان الله تبارك وتعالى يقيم ايات وهذه الايات متنوعة. كل هذه الايات تؤدي الى الايمان بصدق هذا النبي وبصدق نبوته وهي برهان نبوته ورسالته. هذه الايات آآ قد تكون بالنظر الى حاله او خلقه او الوحي الذي جاء به او ما يأمر به وينهى عنه. كما آآ سأل آآ ابو آآ هرقل ابا سفيان. لما سأله هل يغدر الى غير ذلك من الايات البينات فمن الناس من يؤمن بالنبي آآ بمجرد ان ان يعرض عليه الحق ومنهم من لا الا بعدما تأتيه الايات كما في قصة آآ موسى عليه السلام مع الذين كانوا سحرة لفرعون. كذلك من الامور آآ اه المهمة جدا في ايات الله تبارك وتعالى ان ان تعلم ان الله سماها بالايات او الحجج او العلم او البراهين او آآ السلطان او البصائر كل هذا ابلغ من تسميتها بالدليل او تسميتها بالمعجزة. يعني هذه الالفاظ الشرعية التي جاءت في مثل قول الله تبارك وتعالى آآ مثلا في آآ في الكلام عن آآ عن اياته سنريهم اياتنا في الافاق مثلا او في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من الانبياء نبي الا قد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر. او آآ قل فلله الحجة البالغة سماها بالحجة وكذلك سماها البرهان. فذلك برهانان من ربك الى فرعون وملأه. وآآ كذلك بالسلطان. ام انزلنا سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون. وكذلك بالبصائر آآ قال آآ موسى عليه السلام لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. واني لاظنك يا فرعون وقال الله تبارك وتعالى قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها. وكذلك البينات. قال الله تعالى لقد ارسلنا رسلنا البينات وموسى عليه السلام قال حقي على الا اقول على الله الا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم. وهذه الالفاظ كلها ابلغ في بيان الحجة وظهورها وبيانها من لفظ الدلالة اللي هو الدليل او لفظ المعجزة وكل هذا طبعا يتضمن لان هذا يتضمن معنى الهداية والارشاد. اكثر من مجرد الاعجاز الايات كما انها من الله يعني ايات الانبياء من الله لا يقدر يعني لا يأتي بها الانبياء من انفسهم. كما ان الايات من الله فكذلك الايمان بهذه الايات هو باذن الله. ليس كل من جاءته الايات يؤمن. وانما الايات عند الله ومن الله وكذلك لا يؤمن بها احد الا باذن الله وهذا مهم جدا في هذا المعنى قال الله تبارك وتعالى قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ ذلك نصنف الايات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون. اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين. ولو شاء آآ الله ما اشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما انت عليهم بوكيل. ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون. واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنون بها اريد منك ان تركز من اول هذه الايات لنبين هذا المعنى. المشركون اقسموا انهم اذا جاءتهم اية سيؤمنون بها. واقسموا وبالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنون بها. قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعملون ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ما اكانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. يعني ان هؤلاء يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاتباعه اذا جاءنا محمد بالايات سنؤمن بها. فالله سبحانه وتعالى امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول لهم انما الايات عند الله هي من الله. ليست مني ثم يقول الله تبارك وتعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاتباعه المؤمنين. وما يشعركم قد تأتي هذه الايات للمشركين ولا يؤمنون بها. ولو انهم جائتهم الايات ولم يؤمنوا بها فان الله تبارك وتعالى قد يقلب افئدتهم هم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ويذرهم في طغيانهم يعمهون. يعني يختم على قلوبهم فلا يقبلوا الايمان كما قال الله تبارك وتعالى آآ فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الاليم. وقال آآ الله سبحانه وتعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا وفي قراءة قبلا. يعني لو رأوا كل شيء عيانا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. يعني اكثر هؤلاء يجهلون ان الايمان بيد الله وانهم غير قادرين على الايمان بمعنى ان الله تبارك وتعالى من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. ليس الايمان مجرد قرار منهم. وانما الايمان بمشيئة الله والله سبحانه وتعالى ذكر كثيرا ان هؤلاء بسبب اعراضهم وكفرهم وزيغ قلوبهم فان الله تبارك وتعالى يضلهم. قال تعالى فلما ما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. الله سبحانه وتعالى بين ان الايات لكل الناس ولكن احيانا يبين الله سبحانه وتعالى ان الايات لبعض الناس. فالايات عامة مثلا شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن كانوا هدى للناس. ومثلا آآ الله سبحانه وتعالى كثيرا ما يبين انه آآ انزل الايات وان كل نبي وكل رسول بعث ومعه ايات. لكن الله تبارك وتعالى في بعض ايات القرآن يبين ان الايات لقوم مخصوصين. وهم المتقون المتفكرون المتذكرون العقلاء. فهذا يبين ان الاية تكون لكل الناس ولكن الذين ينتفعون بهذه الايات هم صنف من الناس. ليس كل من جاءته الايات يؤمن بها. قال الله تبارك وتعالى كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون. هذا للناس هذا عام. قال تعالى كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. ايضا هذا عام وقال تعالى ويبين اياته للناس لعلهم يتذكرون وهذا للناس هذا ايضا عام لكن الله سبحانه وتعالى وفي ايات كثيرة جدا فيها هذا المعنى آآ مثلا آآ وما هو على الغيب بضنين وما هو بشيطان رجيم فاين تذهبون ان هو الا ذكر للعالمين لمن شاء منكم ان يستقيم. فهذا عام. لكن الله سبحانه وتعالى في بعض المواضع خصوا بها قوما كما قال الله تعالى هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وهنا خاصة كذلك بصائر للناس بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون. مثلا هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون فهذا يبين انه ليس كل من جاءته الايات ينتفع بها. انما ينتفع بها من كان قلبه سليما يريد الهداية. من كان يطلب الهداية الى ايات كثيرة جدا في هذا المعنى. ومن اكثر هذه الايات ما جاء في آآ السور المكية في مثل سورة الروم وسورة يونس وغيرها من آآ الايات. وانا جمعت لكم في آآ الايات التي جاءت في هذا المعنى وان شاء الله اه اه انشر لكم اه هذا هذا الملف باذن الله. اه ايضا ايات الانبياء كما قلنا هي ليست انهم ليست مكتسبة لا يقدر عليها النبي من نفسه. وانما هي من الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله وقال الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او كل من في السماء فتأتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين. يعني المعنى ان كان عظم عظم عليك يا محمد اعراض هؤلاء المشركين عنك وانصرافهم عن تصديقك فيما جئتهم به من الحق. فشق عليك ذلك ولم تصبر لمكروه آآ لمكروه ما ينالك منه. فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض يعني ان تتخذ سربا آآ في الارض مثل الربوع او سلم من في السماء يعني مصعدا كالدرج وما اشبه فتأتيهم باية يعني ببرهان على صحة كلامك غير الذي اتيتك فافعل. يعني انت فهذا يبين فيه اكثر من دلالة. الدلالة الاولى ان الايات من الله لا يقدر عليها نبي. الامر الثاني انه ليس مجرد وجود الاية يستلزم ايمان الناس. بعضهم يؤمن منهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة وهذا كذلك امر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر. من الامور المهمة ان تعلم ان ايات الانبياء ترجع الى العلم والقدرة. يعني اما ان تكون في باب العلم او في باب القدرة. يعني في باب الاخبار والانباء انهم يخبرون بالاخبار السابقة او بخلق السماوات والارض او بالاخبار المستقبلة آآ اللي هي المغيبات آآ او بامر الدار الاخرة او بالاخبار عن الله او عن شرع الله فهذا باب الاخبار وقد تكون بمعنى القدرة. يعني قد تكون في معنى القدرة مثل مثلا آآ عصا موسى وآآ ناقة صالح عليه السلام. وكذلك انشقاق القمر الاسراء والمعراج يدخله هذا وهذا لانه اخبرهم بايات رآها صلى الله عليه وسلم. ايضا من الامور المهمة يعني حتى من من الشواهد على هذا المعنى تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا. هذا في الاخبار. وقول الله تبارك وتعالى عالم الغيب فلا يظهر لا غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. يعني فانه يرسل من امامه ومن خلفه حرسا وحفظه يحفظونه. فاذا ايات الانبياء اما انها في باب العلم او في باب القدرة. والعلم هو في باب الاخبار الذي لا يعلمه الا الله. آآ والقدرة هي في الامور التي آآ لا يقدر عليها الا الله تبارك وتعالى. آآ من الامور المهمة ان تعلم ان ايات الانبياء مختصة بهم. يعني لا يشركهم فيها غيرهم. اقصد هنا الايات الخاصة التي آآ تميزهم عن غيرهم. لا الانس ولا الجن آآ يقدرون آآ على معارضة هذه ايات ولا ان يأتوا بمثلها. فهذه الانبياء الايات هي برهان النبوة. والرسل ارسلوا الى الجن والانس. قال الله تبارك وتعالى معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا شهدنا على انفسنا فهذه الايات هي آآ علامات مستلزمة لصدقهم فلا يمكن ان تكون متحققة عند غيرهم. لا يمكن. بل اذا وجد النبي وجدت الاية. واذا وجدت الاية وجد النبي من الامور المهمة هنا ان كثيرا ممن تكلموا في ايات الانبياء اخطأوا فيها بعض الاخطاء آآ اما في تسميتها او في ضوابطها آآ او في بعض الشروط التي اشترطوها فيها. والاصل الجامع لهذه الاخطاء انهم تركوا الاهتداء بالقرآن والسنة في هذا الباب. واخذوا ما آآ جاء في كتب المتأخرين او في آآ او على السنة الخطباء. فاخطأوا في باسم والمناط والشروط وامور اخرى. مثلا من اوائل او من اشهر الاخطاء انهم سموها بالمعجزة وجعلوا خاصتها ان تكون خارقة. يعني جعلوا مجرد خرق العادة هو المعجزة. وبعضهم يعني قال لابد ان تكون مصحوبة بدعوى نبوة او بالتحدي او تعارض يعارضها قوم ثم تسلم من المعارضة آآ او انها تكون مما برع فيه القوم كل هذه ليست شروطا آآ في المعجزة آآ اقصد في الاية يعني التي سموها معجزة ليست آآ شروطا وليست ضوابطا وآآ وانما الضابط الصحيح هو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من اثله امن عليه البشر. يعني ان تقام به الحجة فبداية معرفة اي ضابط لاي امر هو باستقراء الصور والامثلة الواقعة حتى نخرج بالقاعدة العامة. واضح آآ لا يصح في ان ان يذكر مثلا ضابط من الضوابط او شرط من الشروط وآآ لا يكون موجودا في اية من الايات. بل معنى انه ضابط او شرط انه لا توجد الاية الا ويوجد معها. يعني انا لا اريد ان ادخل بشكل نقدي في هذه الامور. المهم ان تعرف ان الامور التي ذكرت عن ايات الانبياء آآ وجعلت شرطا او ضابطا او اسما آآ هذه لم يأت بها الوحي. فخلينا آآ نريد نأخذ يعني آآ امرا امرا. الامر الاول هو في التسمية آآ التسمية بانها معجزة. وانها امر خارق للعادة يظهر على يد مدعي النبوة هذا غلط من جهات. اولا من جهة التسمية الاسم الشرعي لما ايد الله به رسله انه اية او برهان او بينة او حجة او بصائر. هذا او بصيرة يعني. الامر الثاني مئات الانبياء لا تنحصر في الامور الخارقة للعادة. بل هي كل ما يشهد لصدقهم. ما مثله امن عليه البشر. فقد آآ تعلم اخوتهم من سيرتهم من اخلاقهم من نفس ما يدعون اليه من الوحي او من غير ذلك. ثالثا خرق العادة هو شرط في كثير من الايات وليس مناطا لا يصلح ان يكون مناطا. لان خرق العادة يعني هي الامور التي لم يعتد عليها الناس. الكهان والسحرة والاطباء متخصصون في كل المجالات يأتون باشياء لا يقدر عليها اقوامهم. فهل هذا يجعلهم انبياء؟ لأ. وكذلك خرق العادة هو امر لا ينضبط يمكن ان يكون عادة عند قوم ولا يكون عادة عند اخرين. وآآ ما يأتي به الاطباء والسحرة والعلماء قد يأتون بشيء لا آآ يقدر عليه اقوامهم. آآ ولكنه يمكن يعلم يمكن ان يتعلم ويمكن ان يكتسب. لكن الايات من الله تبارك وتعالى. فاذا فرق بين ان نقول ايات الانبياء الخاصة بهم لا يقدر عليها آآ الانس ولا الجن وبين ان نقول اه مجرد كونها خارقة للعادة هو الذي يجعلها اية. هذا ليس صحيحا. وانا في رأيي التمسك بالفاظ الكتاب والسنة ومعاني الكتاب والسنة اسلم من كل جهة اسلم من كل جهة وهو الذي لا يوقعك في الخطأ. وكلما توسعت في ذكر الالفاظ او في ذكر الشروط التي ليس لها حجج وادلة من القرآن والسنة كلما امكن وقوع الخطأ. آآ ايضا من الشروط التي اشترطوها آآ قالوا آآ يشترط فيها التحدي او دعوى النبوة آآ ويشترط فيها ان تعارض وتسلم من المعارضة. وكل هذه الشروط ليست شروطا وانما ما هي احوال جاءت في بعض الانبياء؟ بعض الانبياء عرضهم اقوامهم كما عارض آآ السحرة موسى عليه السلام. وانتصر عليهم فالخطأ هنا ان تظن ان النبي ينزل بالاية ليتحدى او ليعجز او ليسلم من المعارضة او يطلب معارضة الناس هذا ليس صحيحا. انما جاءت الايات دليلا وبرهانا على صدق النبي. فاذا قام احد يعارضه بين ضعفه وبين صدق ذلك النبي الكريم. اما ان تظن ان ان التحدي وان آآ وان المعارضة هذا شرط لكل اية فليس صحيحا. آآ جاء جاءت هذه الامور في بعض ايات الانبياء. ولكنها ليست ليست شرطا في كل اية فكل ايات الله تبارك وتعالى ومنها القرآن العظيم هي حجة ورحمة. وانما قد يصاحب اية منها امر من الامور لحكمة ومناسبة فلا يصح لا ان يكون سمة لها ولا لكل اية. يعني لا يصح ان نقول القرآن هو التحدي. لأ او القرآن آآ هو الذي لا يقدر عليه الانس والجن لا ان نعطيه هذه الصفة فقط لا. وانما القرآن هو حجة ورحمة. هو حجة لمن يريد ان يؤمن وهو رحمة ولا يقدر الانس والجن عليه. فلكن ان تحصره في ذلك هذا من البدع القرآن الكريم نور ورحمة وبينات وفرقان وشفاء وهو من عند الله تبارك وتعالى. كذلك ايات الانبياء عليهم الصلاة والسلام اه يعني ايات الانبياء تدل على اه صدقهم وتدل على صدق نبوتهم وعلى صدق ما جاءوا به والله تبارك وتعالى آآ اقام على كل قوم اقام على كل قوم من الايات ما يحتاجه هؤلاء القوم وآآ من الامور ايضا التي ذكرت كضوابط اه كضوابط يعني خلينا نتكلم هنا حتى مثلا على اية من الايات وهي مثل اية الاسراء ليست اية الاسراء فقط في مجرد قطع المسافة فهذه المسافة قد يقطعها الجن في في آآ في مدة وجيزة. وانما اية النبي صلى الله عليه وسلم آآ لنريه من اياتنا الكبرى وانما فاذا فاذا هذه الاية ليست في مجرد قطع المسافة. وانما آآ بما اخبر به النبي صلى الله الله عليه وسلم من الايات التي رآها كما اه قال ابن عباس رضي الله عنه هي رؤيا عين اللي هي في قول الله وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس قال هي رؤيا عين واريها رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ الليلة اسري به آآ وذكر قول الله ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى. فكل ما يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم هو داخل في اياته. لكن آآ يبقى اذا هذه الفكرة فكرة مهمة جدا وهي آآ ان ايات ايات الله تبارك وتعالى تقوم بما يناسب القوم اه كذلك ايات الانبياء معتادة لهم. يعني مثلا احياء الموتى هذا ورد في قصة ابراهيم عليه السلام. اه وكذلك آآ ورد في آآ قصة آآ المسيح عليه السلام. آآ المسيح لم تكن له ايات مثل ايات موسى لكن يمكن ان يشترك آآ نبيان في في بعض الايات. فاذا ايات الانبياء معتادة للانبياء واضح معتدل معتادة للانبياء بمعنى انه ان بعض الايات يمكن ان يكون لها نظير كاحياء الموتى وبعض ايات الانبياء لا نظير لها كالقرآن وناقة صالح وعصا موسى اه ولكن هل يقال ايات الانبياء لا تقدر عليها الملائكة الانبياء لا تدعوا الملائكة للايمان. آآ وقدرات الملائكة هي تأييد لرسل الله تبارك وتعالى. هم الذين ينزلون بالوحي. فلذلك يعني آآ آآ ارى ان ايات الانبياء يقال ان هي لا يستطيعها الانس والجن. لكن لا يقال ان هي لا يقدر عليها الملائكة. وانما اقول هي من الله تبارك وتعالى مثال لايات الانبياء وهو قصة معروفة للجميع. في قول الله تبارك وتعالى لموسى وانا اخترتك فاستمع لما يوحى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا سيؤمن بها واتبع هواه فترضى. وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال هي عصاي اتوكأ عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى قال القها يا موسى فالقاها فاذا هي حية تسعى. قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الاولى واضمم يدك الى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء اية اخرى. لنريك من اياتنا الكبرى. اذهب الى فرعون الله سبحانه وتعالى هنا بين انه اختار موسى واوحى اليه وبين له اياته ليعلم هو اولا انها من الله لنريك من اياتنا الكبرى ثم امره بالذهاب الى فرعون لدعوته. وبين انه معه براهين صدقه نلاحظ ان فرعون وانا يعني اريد ان اختصر ان فرعون لما جاءته هذه الايات قال فلنأتينك بسحر مثله حتى يعني يبين ان هذا ليس خاصة لموسى عليه السلام. ثم بعد ذلك قام السحرة ليعارضوا موسى وآآ اه اخز الله تبارك وتعالى هؤلاء ونصر موسى عليه السلام وآآ كان هو الاعلى وامن هؤلاء السحرة وآآ قتلوا في سبيل الله تبارك وتعالى الى اخر الايات. فهذا كنموذج للايات. والمقصود هنا ان كل نبي من الانبياء لابد ان يأتي الى قومه ونلاحظ ان النبي لا يأتي ابتداء بالاية. وانما يأتي بالانذار والتعليم والارشاد والبيان والنصح. ولكنه قد يحتاج الى الاية. وانه ولابد ان يكون معه الايات. وهذه الايات تكون آآ يعني آآ زيادة لايمان المؤمن وتكون كذلك حجة على الكافر آآ كله يعني لو ان القوم يعني جاءهم رسول لا يعرفون قبله رسولا من الادميين كقوم نوح فلابد ان تقام حجة على صدق اصل النبوة يعني لو آآ مثلا قال الله تبارك وتعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قال الملأ من قومه انا لنراك في ضلال مبين. قال يا قومي ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم اعلم من الله ما لا تعلمون. او عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون فهم تعجبوا من ذلك فلذلك كان يعني اقيمت عليهم الحجة في اصل ارسال الله رسولا من البشر الى البشر. لكن اذا كان اقوام قد جاءهم رسول قبل ذلك فانه آآ يذكر فان هؤلاء القوم يذكرون بالرسل السابقين. كما قال الله سبحانه وتعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. وقال تعالى قل ما كنت بدعا من الرسل وقال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. يعني كانت العرب لا عهد لها بالنبوة من زمن اسماعيل يعني طال العهد فربنا امرهم ان يسألوا اهل الذكر. يعني يقولوا للمشركين ان كنتم لا تعلمون ان الذين كنا آآ نرسل آآ الى من قبلكم من الامم رجال آآ من بني ادم مثل محمد آآ عليه الصلاة والسلام فاسألوا اهل الذكر هم الذين يخبرونكم بذلك يخبرونكم ان جميع الرسل كانوا بشرا فامره آآ امرهم بسؤال اهل الكتاب يتضمن امرين. الاول انهم يسألون عن كون الرسل بشرا واضح والامر الثاني ان يسألوهم عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة يعني عندنا هنا امران وسؤالان الاول ان جميع المرسلين كانوا رجالا كانوا بشرا. والثاني انهم يسألونهم عن عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة اه ايضا مما مما اه شهد له الوحي ان ايات الانبياء بعضها اكبر من بعض ليست سواء قال الله تبارك وتعالى لموسى لنريك من اياتنا الكبرى. وقال لقد ارسلنا موسى باياتنا الى فرعون وملأه فقال اني رسول رب العالمين فلما جاءهم باياتنا اذا هم منها يضحكون وما نريهم من اية الا هي اكبر من اختها واضح؟ فهذا يبين ان ايات الانبياء درجات. آآ ان ايات الانبياء نعم درجات هنا انبه على خطأ مشهور وهو غلط وهو زعم ان كل نبي آآ تكون ايته فيما برع فيه قومه وقالوا هذا من لوازم كونها اية. للنبي المعين. يعني قالوا لا يصح ان تكون اية الا بان يكون آآ شيئا برع فيه القوم حتى تقوم عليهم الحجة آآ اشتهر في كلام من تكلم عن ايات النبوة ان ينبه على ان اية النبي تكون من جنس ما برع به قومه. وآآ اه ومن يمثل لهذه المسألة يعني يكثر يعني دائما يعني اه يتصدر الاستدلال لهذه المسألة باية موسى. فيقول قوم موسى لما برعوا في السحر جاءهم بالعصا وقوم عيسى برعوا في الطب. فكان يحيي الموتى ويبرئ الاكمه والابرص والعرب لما برعوا في الفصاحة والبلاغة وتصريف القول جاءتهم اية آآ القرآن. فاخذوا من هذا طردوه فقالوا اذا يجب ان تكون كل اية مما برع فيه القول اه وهذا يعني جاء فيه على كلام كثير من اه ممن اه ارادوا ان يبينوا اعجاز القرآن او يبينوا آآ ان القرآن اية عظيمة. فيعني آآ تكلموا عن القرآن وتكلموا عن آآ خلينا مثلا نذكر ابن قتيبة لما تكلم عن فضل القرآن وعن اعجازه قال فجعله يعني القرآن علمه آآ كما جعل علم آآ كل نبي من المرسلين من اشبه بما في زمانه المبعوث فيه فكان موسى آآ فلق البحر آآ فلق البحر يعني فكانت اية موسى فلق البحر او فلقى البحر واليد والعصا وتفجر الحجر في التيه بالماء. آآ الى سائر اعلامه زمن السحر. وكان لعيسى احياء الموتى وخلق الطين آآ الطير من الطين وابراء الاكمه والابرص الى سائر اعلامه زمن الطب. هذا في كتاب تأويل مشكل القرآن يبقى آآ كأنه اخذ هذا المعنى عن آآ الجاحظ فهو له فصل في آآ رسالته في خلق القرآن آآ تكلم فيها عن هذا المعنى. فهذه الفكرة وهي فكرة ان آآ كل قوم حتى ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية قال كانت معجزة كل نبي في زمانه بما يناسب اهل ذلك الزمان فذكروا ان موسى عليه السلام كانت معجزاته مما يناسب اهل زمانه وكانوا آآ سحرة اذكياء فبعث فبعث بايات الابصار وخضعت لها الرقاب ولما كان السحرة خبيرين بفنون السحر وما ينتهي اليه وعينوا ما عينوا من الامر الباهر الهائل الى اخر كلامه ثم تكلم بعد ذلك عن عيسى آآ هنا في في اشكال في هذا الكلام وهذا الكلام بصراحة محل نقدي يعني. آآ اولا من اين جاءوا بان قوم عيسى برعوا وفي الطب عيسى قد ارسل الى بني اسرائيل ولم يشتهر عنهم ذلك وفيما قال بعض المؤرخين بعض من الغرب بينوا ان بني اسرائيل في هذه الفترة لم يكن عندهم اساسا علم لا بالطب ولا ولا بالادواء ولا ولا بالعلاج ولا ولا بغير آآ كذلك اليهود الذين بعث فيهم المسيح لم يكونوا آآ على علم بالطب ولا العلم الطبيعي. آآ ولكن آآ ربما يكون الذي حملهم على ذلك انهم لما رأوا اية النبي صلى الله عليه وسلم جاءت في آآ جاءت للعرب وهي كانت يعني القرآن الكريم آآ ارادوا طرد ذلك. فلما وجدوا ان عيسى يبرئ الاكمه والابرص ظنوا ان قومه برعوا في الطب واضح؟ آآ لكن آآ هل كذلك هم برعوا في الكهانة اللي هي دعوة علم الغيب لانه كان يقول وانبئكم بما تأكلون وما يفتخرون في بيوتكم. والاية في سورة المائدة اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهدي وكهلا الى اخر الايات. آآ وهل كذلك كانت اية موسى بالعصا التي صارت حية تسعى؟ هل كانت من السحر؟ يعني لو احنا قلنا ان ان هم كانوا سحرة وهذا ليس كذلك هم كان فيهم سحرة لكن هل كلهم كانوا سحرة؟ يعني في فرق بين ان نقول ان اية كل نبي تكون مناسبة لقومه واضح بمناسبة بمعنى انهم يعقلون وجه الحجة فيها. وبين ان نقول يجب ان تكون مما برع فيه القوم. واضح؟ طيب هل قوم صالح ما الذي برعوا فيه حتى يأتيهم من ناقة؟ وبعضهم حاول ان يعني آآ يعني بعض الناس حاول ان يطرد ذلك فقال آآ كانت مناسبة بلي حليم لانهم كانوا في البادية او كانوا في في الجزيرة وكانوا مهتمين بالابل ولا شك يعني في وجه تناسب بين الاية وبين القوم لكن آآ ادعاء انه يجب ان تكون اية كل نبي مما برع فيه القوم لا اعلم في ذلك حجة آآ صريحة ولا حجة صحيحة. والله اعلم فالاصح من ذلك هو الضابط الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي ما من نبي من الانبياء الا وقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر. هذا في رأيي هو اعظم آآ ما آآ اعظم ضابط ضابط يذكر وكل ما ذكر آآ بعد ذلك اما انه خطأ او انه جاء في بعض الايات وليس شرطا لكل اية آآ الفائدة التي بعد ذلك ليس كل ايات الانبياء ليكون مصاحبا لها دعوة النبوة او التحدي. يعني لا يلزم ان كل نبي تظهر معه اية يقول انا اتحدى بها واريد من يعارضني وانا انا نبي لا. هذه الاية يمكن يمكن ان يراها اصحابه ويشهدون له بها. ويمكن ان ان ولا ولا يذكر معها. بل بل يمكن ان تأتي الاية ولا يقبل معها الايمان كما في اية نوح عليه السلام. ليؤمن من قومك الا من قد امن بعد كده جاءت اية الفلك واضح؟ طيب ايضا من الفوائد هنا ان تعلم ان النبي الواحد قد يكون له اكثر من اية. مثلا موسى عليه السلام كان من اياته العصا واليد وشق البحر واحياء الموتى وآآ كذلك عيسى عليه السلام آآ ولادته وكلامه في المهد وآآ ابراء الاكمه والابرص واحياء الموت ورسول الله صلى الله عليه وسلم آآ اعظم اياته القرآن والاسراء والمعراج وانشقاق القمر ونبع الماء من بين اصابعه وزيادة الطعام اه فهل كان اه كان اقوامهم بارعين في ذلك؟ يعني خروج ابراهيم عليه السلام من النار هل برع قومه في هذا؟ هذه اية عظيمة. فكل هذا يؤكد يعني خطأ هذا المناط اللي هو ان يكون آآ يعني اية كل نبي مما برع فيه قومه. من من جهات؟ الامر الاول انه ضابط لم ياتي في الوحي. والامر الثاني لم يتكلم به احد من الصحابة ولا التابعين ولا الائمة والامر الثالث ان كثيرا من الايات آآ يعني تكذب هذا المناط او هذا الشرط. والامر الرابع ان النبي الواحد يأتي باكثر من حياة الامر الخامس ان هناك ايات لا يمكن ابدا ان يكون آآ يعلمها القوم فضلا عن ان يكونوا برعوا فيها كخروج ابراهيم من النار مثلا امم ايضا من من جملة ما ينبغي ان تعلمه عن ايات الانبياء ان ايات من ايات الانبياء هو نصرهم على اقوامهم. يعني انتصار الانبياء واتباعهم على اقوامهم هذا ايضا من اجل ما آآ جاء في صدق نبوة هؤلاء وصدق ما وعدوا به. كما جاء في سورة هود والشعراء وغير ذلك. ولابد ان تفهم ان ذكر الانبياء في سور القرآن يختلف بحسب المقصود. احيانا يراد ومثلا بيان دعوة الانبياء. وآآ حال او مصير من صدق ومن كذب. واحيانا يراد الحديث عن نوع لا للانبياء او فتنة مثلا آآ او آآ اختبار آآ واحيانا آآ يذكر الانبياء ليثنى عليهم بما فيهم من الصبر والعلمي والصدق والصلاح وغير ذلك. فكل سورة من السور لها آآ ما يناسبها اه اه هذا باختصار الكلام عن ايات الانبياء. والله سبحانه وتعالى حكيم ورحيم وايات الانبياء كلها حجة ورحمة. ولكن آآ من الناس من يؤمن ومنهم آآ من لا يؤمن. والله تبارك وتعالى من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته