احب ان اختم كلامي في حديثي عن الايمان برسل الله وانبيائه عليهم الصلاة والسلام بحديثي عن وحي الله الى رسله وانبيائه فاقول ان من امن بالله ونظر في ايات خلقه علم حكمته ورحمته. وعلم يقينا انه لا يمكن ان يكون خلق الخلق باطلا بل خلقهم بالحق. وهذا الحق الذي خلقهم له لابد ان يبينه سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم. والله عليم حكيم. فمن زعم ان الرب سبحانه اهو خلق الخلق باطلا او انه خلقهم بالحق لكنه لم ينزل وحيا او لم يهد عباده لهذا الحق الذي خلق فما قدر الله حق قدره. قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء يعني من زعم ذلك من زعم ان الله لم يوحي الى بشر فما اجل الله حق اجلاله ولا عظمه حق تعظيمه ولما كانت رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم للعالمين فقد ارسله الله رحمة لهم. قال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. ولكنه صلى الله عليه وسلم حجة على من كفر. ورحمة بمن امن به واتبعه. كما قال الله عز وجل ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة الذين امنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم فرسالته صلى الله عليه وسلم حجة ورحمة. تكون حجة ورحمة للمؤمن وتكون حجة على من كفر جاء في آآ معاجم اللغة آآ في الكلام عن الوحي انه اصل يدل على القاء علم في اخفاء الوحي هو الايحاء. القاء الموحي الى الموحى اليه. وذلك يكون بكتاب او اشارة او ايماء او الهام او برسالة لذلك قالوا الوحي والاشارة والكتابة والرسالة وكل ما القيته الى غيرك حتى علمه فهو وحي كيف كان واوحى الله تبارك وتعالى ووحى الكلام عن الوحي كما قال ابن فارس قال كل ما في باب الوحي فراجع الى هذا الاصل. والوحي السريع والوحي الصوت وقال القرطبي الوحي اعلام في خفاء. يقال وحى اليه بالكلام يحي وحيا. واوحى يوحي ايحاء آآ فمختصر كلام اهل اللسان عن الوحي انه يرجع الى آآ ثلاثة اصول الاعلام والسرعة والخفاء اه والله سبحانه وتعالى بين ان الوحي يتلقى كما قال سبحانه وتعالى وانك لتلقى القرآن. وقال تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات. وقال تعالى انا سنلقي اليك انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. فكان الوحي يفيد معنى القاء بغض النظر عن هذا الشيء الملقى وقريب منه الانباء كما قال الله عز وجل في آآ سورة التحريم في قول النبي صلى الله عليه وسلم نبأني العليم الخبير فلنلاحظ ان الوحي فيه الموحى او الموحي والموح والموحى اليه والوحي اللي هو طريقة الايحاء حاء والوحي اللي هو الموحى به. يعني مثلا لو تصورنا آآ في الكلام عن الله تبارك وتعالى ووحيه الى رسله. فالذي يوحي هو رب العالمين تبارك وتعالى. والموحى اليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. والوحي يعني طريقة الايحاء قد تكون آآ في بارسال جبريل قد تكون بان يلقى في روعي صلى الله عليه وسلم قد تكون آآ ان يرى رؤية عليه الصلاة والسلام فهذه طريقة الوحي كما سيأتي بيانها ان شاء الله. والوحي الموحى به اللي هو القرآن او اي معنى اوحى الله به الى رسوله صلى الله عليه وسلم. ويمكن ان نفهم ذلك من قول الله تعالى وكذلك اوحي اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها فهذا الوحي هو القاء واعلام وابلاغ واخبار بخفاء. يعني يخص به او يخص به الموحي الموحى اليه عن يعني كأنه شيء خاص. لو تتبعنا ما جاء في القرآن والحديث وجدنا ان اكثر ما ذكر فيه لفظ الوحي هو الوحي الخاص من الله تبارك وتعالى لانبيائه ورسله. كما في قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. فهذا مخصوص كما آآ يعني هذا هو الذي تميز به رسل الله. كما امر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. فصار ذلك معهود الخطاب. يعني لفظ الوحي يدل على آآ اي وحي الشياطين يوحون الى اوليائهم. وكذلك يمكن ان يحيي بعض الناس الى بعض. والله تبارك وتعالى آآ اوحى الى النحل آآ اوحى الى الارض الى غير ذلك مما سيأتي بيانه ان شاء الله. لكننا هنا نتحدث عن الوحي المخصوص الذي صار معهودا من لفظ الوحي فهذا الوحي المخصوص هو القاء الله تعالى الكلام او المعنى في قلب النبي بخفاء وسرعة بملك او بدون ملك. يعني بواسطة ملك او بدون ذلك او باي وسيلة اخرى. فهو خاص من جهتين. اولا الموحي هو الله تبارك وتعالى. والموحى اليه هو النبي او الرسول والله سبحانه وتعالى يوحي الى غير الرسول. يعني آآ قال الامام ابن تيمية رحمه الله وليس كل ما اوحي اليه الوحي العام نبيا فانه قد يوحي الى غير الناس الى غيره او الى غير الناس. قال الله تعالى واوحى قد يوحى الى غير الناس. كما قال الله تعالى واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. وكما قال تعالى واوحى في كل سماء امرها. وقال تعالى عن يوسف وهو صغير فلما ذهبوا به واجمعوا يجعلوه في غيابة الجب واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون. وكما قال تعالى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه وكما قال تعالى واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي. وكما قال تبارك وتعالى وما كان لبشر ان يكلمهم والله الا وحي فهذا يتناول وحي الانبياء وغيرهم. كالمحدثين الملهمين كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد كان في الامم قبلكم محدثون فاياكم من امتي احد فعمر منهم. وآآ يعني استمر الامام ابن تيمية رحمه الله الله في كلامه عن هذا الوحي الذي ليس خاصا بالانبياء. ثم قال وانما يحصل الفرقان بما جاءت به الانبياء فهم الذين يفرقون بين وحي الرحمن ووحي الشيطان فان الشياطين اعداؤهم وهم يوحون بخلاف وحي الانبياء. قال الله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي كل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وقال تعالى وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون. نلاحظ يا شباب ان ان الله تبارك وتعالى كثيرا ما يذكر لفظ الوحي سواء للانبياء يائي او لغيرهم. يعني اذا كان الوحي منه تبارك وتعالى في الامور التي لا تعلم ولا يهتدى آآ اليها الا بهداية خاصة من الله. كما في قول الله تبارك وتعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا وكذلك في قول الله تبارك وتعالى فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين قال فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فهذه الامور لا يهدى اليها احد من نفسه. ان ان انه يصنع فلكا مثلا في صحراء او انه يضرب آآ بعصاه بعصاه البحر. وكذلك في قول الله واوحينا الى الى موسى اذ استسقوا قومه ان يضرب بعصاك الحجر نفس الكلام. يعني ما هي مناسبة ضرب الحجر بالعصا لايجاد الماء. هذا وحي من الله تبارك وتعالى وكذلك في وحي الله الى النحل. والى الارض والى الحواريين والى ام موسى كل ذلك وقد تتبعت هذا هذا المعنى في في كتاب الله تبارك وتعالى وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته انه ليس خاصا بمجرد التسخير. وانما هو كانه بمعنى الاله الهام او التعليم او الهداية الخاصة. كما في قول الله سبحانه وتعالى عن النحل آآ وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي شافوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. والله انزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها. ان في ذلك لاية لقوم يسمعون. وان في في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين. ومن ثمرات النخيل والانا تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لاية لقوم يعقلون. واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال توتة ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس. ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون. هذه الايات التي تعدد بعض نعم الله تبارك وتعالى لنشكر المنعم سبحانه وتعالى. تذكر كذلك حكمته وقدرته. ومن ذلك هدايته لخلقه كما في آآ آآ قوله لموسى عليه السلام حينما ذكر ربه تبارك وتعالى يعلم الناس عن ربه. ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. ومن ذلك هذا وحي الخاص للنحل المذكور في هذه الايات. فهو اخص يا شباب من مجرد التسخير والتيسير. كأنه تعليم من الله تبارك وتعالى لولا لما هدي النحل الى هذا وكذلك في شأن ام موسى عن ان تلقيه في اليم واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه. فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني. انا رادوه اليك وجاعلوه من المنكر مرسلين. فهذا الوحي كانه بمعنى الالقاء في النفس والتعليم والهداية. ومعه طمأنة وبشرى. لذلك قالوا واصبح فؤاد ام موسى فارغة ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين. وذكر الله سبحانه وتعالى هذا المعنى كذلك في شأن الحواريين. واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون اذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء؟ قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين. قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين. الى اخر الايات. فالله سبحانه وتعالى بين انه وفق وهدى وعلم وارشد الحواريين ليؤمنوا به وبرسوله عيسى في الوقت الذي كفر فيه بعيسى عليه السلام. فهداهم الله تبارك وتعالى للايمان بذلك. وكذلك في وحي الله الى الارض في قصة الذي قتل تسعة وتسعين نفسا آآ بان الله تبارك وتعالى اوحى الى هذه الارض ان آآ تقربي والى هذه الارض ان تباعدي وكذلك في آآ ايحاءه تبارك وتعالى الى الارض يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها. آآ كل ذلك هو من هداية الله تبارك وتعالى آآ من هداية الله تبارك وتعالى وتعليمه سبحانه وتعالى. بالنظر يا شباب الى الايات التي ذكر فيها لفظ الوحي آآ نجد كذلك ان الله سبحانه وتعالى ذكر ايحاء الشياطين لاوليائهم ليجادلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين كما قال الله عز وجل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم. وان تطع اكثر من في الارض يضل يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون. ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين كلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم باياته مؤمنين. وما لكم الا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه. وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطربتم اليه. وان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم. ان ربك هو اعلم بالمعتدين وزاروا ظاهر الاثم وباطنه. ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون. ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفس وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم. وان اطعتموهم انكم لمشركون او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون فهذا شباب بيان من الله تعالى فيه امر ونهي لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين فيه امر باتباع وحي الله لانه صدق وعدل وحكمة وفيه نهي عن اتباع وحي غيره آآ ومنه اهواء المخالفين التي هي من القاء الشياطين. آآ شياطين الانس والجن. فهذا بيان ان الهدى ليس له الا طريق واحد وهو وحي من الله تبارك وتعالى. وبين الله سبحانه وتعالى ان هذا التدافع بين الحق والباطل بين وحي الله ووحي الشياطين هو امر مقدر آآ من الله تبارك وتعالى لحكمة. قال الله عز وجل وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون. ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوا هو ليقترف ما هم مقترفون. ثم قال افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. والذين اتيناهم يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم كذلك الشباب في ذكر لفظ الوحي في قصة نبي الله زكريا عليه السلام. بعد سؤاله آآ بعد سؤاله بعد سؤاله ربه الولد فقد اعلمهم وامرهم بالذكر والتسبيح من غير كلام مسموع. كما قال الله تبارك وتعالى قال رب اجعل لي اية قال ايتك فالا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا. واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار. وقال الله سبحانه وتعالى يا زكريا انا نبشرك لغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا. قال ربي انا يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا. قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا. قال رب اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فاوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا. كذلك هذا ليس هو وحي الله تبارك وتعالى وكذلك في آآ قول الله عز وجل في وحيه للملائكة اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب الى اخر الايات. فنحن نرى ان هذا الوحي ليس هو الوحي المخصوص الذي يخص به الانبياء الكرام. كما اوحى الله تبارك وتعالى آآ الى السماء. قال الله تعالى فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها. كذلك يدخل في هذا وحي الله عز وجل يوسف عليه السلام قبل نبوته في الاية التي آآ سبق ذكرها واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون. والله اعلم كذلك يدخل في ذلك الرؤية. الرؤيا الصالحة فهي جزء من الوحي الا انها ليست الوحي الخاص بالانبياء. مما سبق شباب نلاحظ لاحظ ان الوحي هو اعلام والقاء بكيفية معينة من الله او من غيره لاي شيء. لنبي لملك لانس شيء من المخلوقات لدابة ويكون هذا الوحي بخير او بشر. كذلك الوحي يطلق على طريقة الاعلام او الالقاء. كما ذكر الله وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيحيي باذنه ما يشاء. انه علي حكيم وكذلك آآ قد يطلق على نفس ما يوحى به. كما قال الله عز وجل قل انما انذركم بالوحي. فلفظ اوحى من الالفاظ المتضمنة على القول لذلك حرف ان الذي يأتي بعدها هو ما يسميه آآ بعض اهل اللسان العربي بان التفسيرية. يعني تفسر وما الذي اوحي به؟ مثل لفظ البعث والارسال والكتابة والاشارة والنداء. مثلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا. فكلمة ان او جملة ان اعبدوا تفسروا هذا الوحي. آآ تفسر هذه ما الذي بعث به الانبياء؟ وكذلك وناديناه ان يا ابراهيم عن هنا تفسيري وفاء اوحينا آآ اليه ان اصنع الفلك فهذا تفسير. فالوحي هو القاء واعلام كما آآ قال الله سبحانه وتعالى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه. فان هذه يعني كأنها تفسيرية تفسر ما هو مضمون هذا الوحي؟ معهود الخطاب في القرآن والحديث كيف يا شباب وفي كلام اهل العلم يبين ان الوحي المراد هو الوحي الخاص. وهو وحي الله تبارك وتعالى الى انبيائه. فهو خاص من جهتين انه من الله وانه لرسله وانبيائه عليهم الصلاة والسلام كما قال تعالى آآ انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق وعقوبة والاسباط الى اخر الايات. كلمة الوحي جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى كثيرا. جاءت بلفظ آآ آآ اوحي اوحيت اوحينا يوحي نوحيه آآ آآ مثلا آآ وحيه آآ كل هذه الالفاظ جاءت فيه اما بالاسم المصدر او جاءت بالفعل والله سبحانه وتعالى ذكر هذه الايات كثيرا. وآآ اللفظ الاشهر او الدلالة الاشهر لهذا الوحي كما سبق ذكره هو آآ وحي الله تبارك وتعالى لرسله. الحديث هنا عن كيفية الوحي او كيف الوحي. الله سبحانه وتعالى بين انه لا ايكلم احدا من البشر الا بالسبل التي ذكرها. وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل لم فيوحي باذنه ما يشاء آآ هذا هو الذي ذكر في في هذه الايات مع قول الله تبارك وتعالى وكلم الله موسى ولكن هذا الكلام كذلك يدخل في آآ هذا السياق وهو انه آآ من وراء حجاب كذلك في آآ الوحي المباشر هذا هو اول سبيل وثانيا من وراء حجاب وهذه هي السورة التي وردت في القرآن كما في قول الله تبارك وتعالى فلما قضى موسى الاجل وسار باهله انس من جانب الطور نارا. قال لاهلهم كثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جذوة من النار لعلكم تصطلون. فلما اتاها نودي من شاطئ الوادي الايمن في البقعة المباركة من الشجرة اي يا موسى اني انا الله رب العالمين وان القي عصاك فلما رآها تهتز كانها ولى مدبرة ولم يعقب. يا موسى اقبل ولا تخف انك من الامنين فهذا من اه من كلام الله تبارك وتعالى من وراء حجاب. كذلك الوحي عن طريق رسول والمراد بالرسول هنا ملك. جبريل عليه السلام. وهذا ما في قول الله تبارك وتعالى عن القرآن نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. وكما في قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل قيل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين. وكذلك في حديث عائشة رضي الله عنها آآ ان فاطمة رضي الله عنها قالت آآ اخبرني اي رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ فاخبرني ان جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة مرة او مرتين. وانه عرضه الان مرتين واني لا ارى الاجل الا قد اقترب. فاتق الله واصبري فان اهو نعم السلف آآ فانه نعم السلف انا لك. وكذلك في آآ صحيح البخاري من حديث ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى تحدث به لسانك لتعجل به. قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه قال فقال ابن عباس فاني احركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما والى اخر الحديث. وآآ بين ان معنى قول الله عز وجل ان علينا جمعه وقرآنه يعني جمعه لك في صدرك. وتقرأه. قال فاذا قرأناه فاتبع قرآنه. يعني سمع له وانصت ثم ان علينا بيانه يعني ثمان علينا ان تقرأه الى اخر الحديث كذلك جاء في حديث عائشة رضي الله عنها اول ما آآ بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة الرؤيا الصالحة في النوم اول ما آآ بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء الى اخر الايات. كذلك جاء من كيفية الوحي في حديث يعلى ابن امية قال لعمر رضي الله عنه ارني النبي صلى الله عليه وسلم حين يوحى اليه. قال فبينما النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة ومعه نفر من اصحابه جاءه رجل فقال يا رسول الله كيف كيف ترى في رجل احرم بعمرة وهو وهو متضاه متضمخ بطيب فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة فجاءه الوحي فاشار عمر رضي الله عنه الى يعلى فجاء يعلى فجاء يعلى وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد اظل به او قد اظل به فادخل رأسه فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمر محمر الوجه وهو يغط ثم سري عنه فقال اين الذي سأل عن العمرة فاوتي برجل فقال اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات وانزع عنك الجب واصنع في عمرتك كما كنت تصنع في حجتك قلت لعطاء اراد الانقاء حين امرهم حين امره ان يغسل ثلاث مرات؟ قال نعم. كذلك في الحديث المعروف حديث جبريل آآ حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجيء جبريل عليه السلام ليعلم الناس آآ دينهم لما سأل الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام والايمان والاحسان كذلك هذا من الوحي. فنحن نرى ان آآ هذه الصورة هي من صور وحي الله تبارك وتعالى الى انبيائه ورسله. وآآ يدخل في ذلك ايضا آآ ما جاء في آآ حديث في اه سعد بن هشام اه اقصد حديث الحارث بن هشام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كيفية اتيان الوحي. قال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي. فقال رسول الله احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو اشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنهما قال. واحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فاعي ما يقول. قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه ان جبينه ليتفسد عرقا آآ يعني نحن نتكلم الان عن كيفيات الوحي وطبعا الحديث الذي هو بدء الوحي آآ ذكره الامام البخاري رحمه الله الله في كتاب بدء الوحي وهو الحديث الطويل في اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من آآ الوحي او من النبوة هو الرؤيا الصالحة آآ فالنبي صلى الله عليه وسلم يا شباب مبلغ للوحي ومبين. ليس له ان يبدله ولا ان يكتمه ولا ان يتقول على الله. كما قال الله عز وجل الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا. وبين الله سبحانه وتعالى ذم نوعين من الناس ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله هذا هو الصنف الاول الذي يتقول على الله. والصنف الثاني هو الذي يكفر بايات الله. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته. فالذي افترى على الله الكذب وادعى انه نبي ليس نبيا هو اظلم الناس. وكذلك من جاءته البينات ولم يؤمن بها وقال الله سبحانه وتعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا او بدله. قل ما لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبعه الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. كذلك شباب احب ان ابين ان خلاصة ما جاء به الانبياء والرسل هو الايات والنذر الايات يدخل فيها الاحكام والتشريع والاخبار. وايات الانبياء التي هي دلائل آآ او براهين نبوتهم وكذلك النذر والانذار هو التخويف بما يمكن ان يتقى. والله سبحانه وتعالى قال آآ كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وقال الله عز وجل انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا. فهذا الانذار فيه اخبار فيه تخويف بما يمكن اتقاؤه. كما ان التبشير اخبار بما فيه ويمكن الحصول عليه. ولكل من البشرى والانذار آآ اسبابها. وسبق ان تحدثنا عن آآ معاني الايات والنذر وانها ما اجل ما جاء به الانبياء وان كثيرا من الناس يحصر آآ كلامه في دين الاسلام عن الايات ويغفل الكلام عن عن النذر والمقصود بالايات الحجج. فيعتني بباب الحجج ويغفل الكلام عن النذر. وبعض الدعاة يتكلم كثيرا عن النذر دون ان يبين ايات الله تبارك وتعالى وحججه. والصواب هو الجمع بين الامرين. كما جاء الانبياء والمرسلون بالبينات وبالنذر بما يخاطب العقل وما يخاطب القلب بما يعني يقنع المرأة الذي يريد الهدى وكذلك بما يخاطب قلبه. فسبق بيان كل ذلك والله سبحانه وتعالى بين ان آآ اصحاب القلب السليم هم الذين تنفعهم الايات والنذر. اما الذين ختم على قلوبهم فانهم لا تنفعهم لا الايات ولا النذر كما قال تعالى وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. وقال الله تبارك وتعالى ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا اياتي ورسلي هزوا. فالله سبحانه وتعالى جعل الايات والنذر لكل الناس. لكنه تبارك وتعالى بين ان الذين ينتفعون من تلك الايات هم الذين يريدون الهدى ويطلبونه ويقصدونه. آآ ارجو ان آآ ترجعوا في بهذا المعنى الى الدرس السابق الذي تكلمت فيه عن سبل سبل الهدى. وبينت فيها ان براهن الوحي تجمع بين البرهان والحجة والبينة من جهة والموعظة والتذكير آآ وتجمع كذلك الموعظة والتذكير والوعد والوعيد والنذر والبشرى من جهة اخرى وان الوحي خاطبوا في الانسان كل معنى يعتبر به فهو تذكير للناس وتنبيه للغافل. وتطهير للفطرة واصلاح لفسادها. وكذلك هو شفاء لما في الصدور يزيح عن القلب موانع الهدى من الجانب العملي الجانب العلمي اقصد مثل الجهل والريب والشك. وكذلك من الجانب العملي مثل الشرك والرياء والحسد والشهوة وحب الدنيا والافتقار لغير الله والتوكل عليه فهذه الايات والنذر هي اخص ما ينبغي ان يتعلم من رسل الله عليهم الصلاة والسلام. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم نافع والعمل الصالح وان يجعلنا من خير المنتفعين ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من فقه في دين الله فعلم وعلم ونفعه الله بما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى وهذا اخر آآ كلامي عن آآ الايمان بانبياء بانبياء الله ورسله. والى لقاء اخر ان شاء الله في الكلام عن آآ احد آآ او احدى المسائل الكبرى من مسائل الايمان. والسلام عليكم