السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. صباح الورد. قال الله تبارك وتعالى هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين. اول ما احب ان ابينه في هذا الصباح الجميل ان ابين ان الله تبارك وتعالى كما انه يبين فانه يهدي. فلا يأتي خبر او نبأ في كتاب الله تبارك وتعالى او قصة او قصة من القصص الا ويريد الله تبارك وتعالى ان يبين بها ويهديه. قال الله تبارك وتعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. اذا تتبعت كل خبر او قصة او نبأ في كتاب الله لابد ان تجد بعده امرا او نهيا او تشريعا من الله تبارك وتعالى. فليست هذه الاخبار والانباء والقصص لمجرد التسلية او لسرد الاحداث. وانما ليعتبر بها. وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. فالله سبحانه وتعالى يعلمك كيف تنظر الى الاشياء تتصورها كيف تفسرها؟ مثلا الله سبحانه وتعالى قال ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال الانفس والثمرات. هذا بيان او خبر او نبأ يعلمك الله تبارك وتعالى انك ممتحن مبتلى. وذكر اصناف فالابتلاء هل هذا الخبر يأتي مجردا؟ لا لا بد ان يأتي هذا الخبر لامر لتشريع لهدى بهداية ثم قال تبارك وتعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. هؤلاء فقط هم المهتدون. كل من هذا تصوره وتفسيره ونظره الى الاشياء عن الوحي ثم تصرف في هذه الاشياء وفي هذه المواقف بناء على هداية الله فهو وحده المهتدين. لذلك تجد نظرة المؤمن تختلف عن نظرة الكافر او الذي يريد الدنيا. ذكر الله تبارك وتعالى مشهدا في قصة قارون. فخرج على قومه في زينته. هذا مشهد واحد رآه صنفان من الناس. الصنف الاول وصفهم الله تبارك وتعالى بانهم يريدون الحياة الدنيا. كيف نظروا الى زينة قارون قالوا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم. طيب الذين اوتوا العلم ماذا قالوا؟ قالوا ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا. فالله سبحانه وتعالى يعلمك كيف تتصور وكيف تتصور. وكل من اهتدى بكتاب الله سيحسن تفسيره للظواهر والاشياء وما يمر به من الاحداث. ويحسن تصرفه فيها من اخص ما جاء والله سبحانه وتعالى حتى في القرآن اذا نظرت آآ يخطئ آآ ما يحسبه كثير من الناس مثلا فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهنا كلا فالله سبحانه وتعالى ينفي آآ ان تظن ان عطاء الله لابد ان يكون عن رضا وحب. وان يكون نعمة محضة وان منع الله يكون آآ عقوبة وحرمانا. فالله سبحانه وتعالى آآ يعلمك كيف تتصور وكيف تتصرف اه كذلك مثلا افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. ايحسب الانسان ان يترك سدى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين؟ نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. فكثير مما يحسبه الانسان لا يكون صحيحا يكون باطلا. فكيف يكون نظري للاشياء صحيحا؟ وكيف يكون تصرفي في المواقف تصرف كن صحيحا لا يكون ذلك الا بان تهتدي بخالقك تبارك وتعالى. فربنا كما انه خلق فانه هدى. قال ابراهيم عليه السلام في جملة مختصرة يعلم بها قومه لماذا اختار عبادة الله؟ ولماذا ينبغي ان يعبد الله؟ قال انني مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين. وقال في سورة الشعراء الذي خلقني فهو يهدين كل مؤمن يعلم ان ربه خلقه لابد ان يوقن ان ربه يهديه. يعلمه كيف ينظر وكيف يتصرف. هذه المقدمة بما اردت ان ادخل بها الى امر آآ يقع في نفس كثير من المسلمين. وهو ما نراه من الكفر والفسوق والعصيان ما نراه مما يفعله المجرمون من الصد عن سبيل الله والانفاق في ذلك. وما نراه من منصات اعلامية وعلى كل القنوات تبث الكفر والفسوق والعصيان. فهنا لابد هل انت اولا هل يمكن ان يتركك الله تبارك وتعالى على بلا هداية في هذا الامر؟ لا. الله، سبحانه وتعالى، يبين ويهدي. فما بيان الله، تبارك وتعالى، في هذا الامر وما هدايته قال الله تبارك وتعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. وقال الله تبارك وتعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق. وقال تعالى ودوا لو تكفرون كما كفروا. وقال الله عز عز وجل ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله. وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم. ورقة ورقة ابن نوفل وكان من اهل العلم بالكتاب اخبر النبي محمدا صلى الله عليه وسلم في اول يوم آآ نزل عليه الوحي فيه ائتني فيها جذعا اذ يخرجك قومك. قال اومخرجيهم؟ قال لم يأت احد بمثل ما جئت به الا عود ننبئه حتى لا يتفاجأ وحتى يستعد وحتى يحسن الفعل والتصرف. اه كذلك في قصة الراهب لما قال سل الغلام وانك ستبتلى. لماذا؟ لانها سنة الله تبارك وتعالى. فالسؤال هنا الله تبارك وتعالى اذ اخبر بهذه الاخبار وذكر لنا هذه الانباء. هل يتركنا بلا هداية؟ لابد ان الله الذي بين ان يهدي فما هداية الله تبارك وتعالى للمؤمن في هذا الامر؟ اول هداية ان تعلم ان ربك لا يحب الفساد. قال الله عز وجل والله لا يحب الفساد. وقال الله عز وجل والله لا يصلح عمل المفسدين. الله سبحانه وتعالى لا يصلح عمل المفسدين وقال تعالى يعني اذ قالت المرأة والله سبحانه وتعالى ذكر خبرها تصديقا وان الله لا يهدي كيد الخائنين. فالله سبحانه وتعالى لا يهدي كيد الخائن يعني لا يتمه ولا يباركه ولا ينفذه ولا يمضيه. قال الله تبارك وتعالى ايضا آآ في هذا المعنى وما كيد فرعون الا في تباب وما كيد الكافرين الا في ضلال. فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض وقال عن النفقات فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون. والذين كفروا الى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب الى اخر الايات. فهذه اول هداية ينبغي ان تعلمها وان توقن بها فيما يمر بك من هذه الاحداث والمواقف التي ترى فيها كفرا وفسوقا وعصيانا وترى فيها علوا من الكفار. الهداية الثانية ان اعلم ان ربك تبارك وتعالى نهاك ان تغتر او ان يكن او ان يكون في صدرك حزن او ضيق من مكر هذا هؤلاء قال الله عز وجل فلا يغررك تقلبهم في البلاد. لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. وقال الله عز وجل آآ لا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. فالله سبحانه وتعالى ينهاك يمكن ان تحزن بلا شك لان المؤمن يهتم بشأن المؤمنين ويريد ان يسود الايمان وحسن الخلق الخلق في العالم. لكنه مع ذلك لا ينبغي ان يحزن على ذلك لدرجة ان يقعده ذلك عن العمل. كما سيأتي بيانه ان شاء الله. فالهداية الثانية نهي الله تبارك وتعالى لك ان تحزن او ان يضيق صدرك مما يفعله هؤلاء. ايضا الله سبحانه وتعالى من هدايته في هذا الامر نهاك ان يضعف يقينك بصحة ما انت عليه من الاسلام الحق بناء على علو الباطل. وبناء على كثرة الذين لا يوقنون. فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم في ختام سورة عظيمة ذكر الله تبارك وتعالى فيها من خصال المؤمنين وخصال الكافرين وما يدبره الكافرون. قال ان وعد الله حق. ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. لا تجعل ما عليه هؤلاء الذين لا يوقنون من الكفر والفسوق والعصيان والصد عن سبيل الله والاستهزاء بك يضعف يقينك بصحة ما انت عليه. لذلك امره قل ان على بينة من ربي. فالله سبحانه وتعالى كثيرا ما يبين هذا المعنى عن المؤمن ان المؤمن لا يتحرك في هذه الدنيا بمجرد التسليم لله. وانما يتحرك بالتسليم واليقين. هذا اليقين هو الوقود. هو المحرك هو هو المصبر كذلك وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. لذلك ربنا سبحانه وتعالى لما آآ اراد ان يرسل موسى لفرعون. والقصة في سورة جاءت في سور كثيرة ولكن اريد ان اخذ هذا المعنى في سورة طه. ربنا سبحانه وتعالى قال لموسى عليه السلام وما تلك بيمينك يا موسى الى اخر الايات؟ قال فالقها يا موسى فالقاها فاذا هي حية تسعى الى اخر الايات. ماذا قال الله سبحانه وتعالى بعد ان ارى موسى هذه الايات الكبرى. قال لنريك من اياتنا الكبرى اذهب الى فرعون ينبغي ان يكون المصلح ممتلئ قلبه باليقين فهذا هو الذي يحركه ويصبره ويعينه على دعوته. لذلك الهداية الرابعة في هذا الامر ان الله تبارك وتعالى مع المؤمنين. ومع المتقين ومع الذين اتقوا والذين هم محسنون وهو يتولى الصالحين. فاذا علم المؤمن ان ربه معه فهذا يعينه ويصبره ويقويه. ولربك فاصبر واذا علم ان عدوه مجرم فهذا يعينه على المضي في حربه وفي عداوته وفي العمل فيما يقابل مكره. لذلك ربنا الذي قال وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. قال وكفى بربك هاديا قصيرة. فالله سبحانه وتعالى يعلمك بهذا حتى لا تتفاجأ حتى يعلمك كيف تتصرف اذا نزل بك هذا الموقف. وهذا يفرق بين من المؤمن المهتدي وبين المنافق او ضعيف الايمان او المرتاب. حدث واحد رآه المؤمنون ورآه المنافقون وضعفاء الايمان المرتابون الذين في قلوبهم مرض رأوا الاحزاب. هذا مشهد رآه هؤلاء وهؤلاء. فكيف ما ما الذي قاله ضعفاء الايمان والمرتابون والمنافقون. اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا وقالوا كما في سورة اخرى غر هؤلاء دينهم. دينهم هو الذي تسبب لهم في هذا العنت وهذا القتل. الى اخر ما قولوا هؤلاء لانهم لم ينظروا بعين الوحي ولم يتصرفوا بناء على ما امرهم الله تبارك وتعالى به في القرآن في المقابل نفس المشهد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون. قال الله عز وجل ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله. نعلم ذلك. الله سبحانه وتعالى اخبرنا بذلك. اخبرنا اننا مبتلون واننا ممتحنون واننا يعني ممتحنون. فهذا هو اول شيء. هو التصور استطاعوا ان يفسروا هذا الحدث. لم يقولوا كيف ونحن مؤمنون الله سبحانه وتعالى بذلك كيف يقاتلنا هؤلاء؟ السنا على الحق؟ لا. علموا ان ذلك واقع. قالوا هذا ما وعدنا الله رسولو هذا اولا ثانيا وصدق الله ورسوله. فامنوا بالخبر وصدقوه. وبعدين وما زادهم الا ايمانا وتسليما. هذا الحدث لم يكن ليضعف ايمانهم. لذلك الله سبحانه وتعالى قال في مشهد اخر في هذا البيان العظيم والموعظة والهدى قال وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. فبين القول والعمل وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على قوم الكافرين ثم يبين الجزاء فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة. والله يحب المحسنين. هذا اهو الاحسان؟ ان تهتدي ببيان الله وبهدى وبهدى الله وبموعظة الله. نعود للاية مرة اخرى. وما زاده الا ايمانا وتسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. هذه من هدايات الله تبارك وتعالى. من هدايات الله تبارك وتعالى في هذا الامر ان الله تبارك وتعالى يعلمك ان آآ ان يكون لك دور فيما يفعله اهل الباطل تعمل ان تجتهد وان تعلم ان ربك معك وان تعلم ان الله لا يبارك مكر هؤلاء ولا يمضيه ولا تنفيذه في قصة موسى عليه السلام قال الله عز وجل فاوجس في نفسه خيفة موسى. النبي او المصلح قد يقع في نفسه نفسه شيء مما يفعله المجرمون. فيحتاج تثبيتا وتعليما. التثبيت بمعنى التسكين هنا. يحتاج تثبيتا تعليما وهداية من ربه. فماذا قال الله سبحانه وتعالى لموسى فاوجس في نفسه خيفة موسى. يعني مما فعله السحرة يعني يخيل اليه من سحرهم انها تسعى. هذا مكر هؤلاء. قال الله عز وجل قلنا لا تخف انك انت الاعلى الق ما في يمينك تلقف ما صنعوا. لماذا؟ انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى. هذه الاية كانت خاصة بموسى لكنها عامة في كل ما يفعله المجرمون. المفسدون المبطلون. وما يجب ان يكون في قلب المصلحين من العلم والعمل ان تعلم انهم صنعوا ان ما صنعوا كيد ساحر مكر مكر كافر آآ كاذب مفسد مضل قل والله تبارك وتعالى ليس مع هؤلاء. الله تبارك وتعالى مع المتقين. ايضا مما اعلمك الله تبارك وتعالى من هدايته له معك يؤيد وينصر ويهدي. موسى عليه السلام لما قال له قومه انا لمدركون. فماذا قال لهم؟ شف هذا هذا الجواب بالمختصر يا شباب هم البحر امامهم وفرعون من خلفهم وجنوده. فقالوا انا لمدركون يعني محاط بنا يعني خلاص ما فيش مفر. ماذا قال موسى؟ قال كلا ان معي ربي سيهدين. يعلم ان الرب الذي امره ان يذهب الى هذا المكان لابد انه سيهديه. هذه الثنائية مهمة جدا. ربك يبين ويهدي في كل امر من امور حياتك الله سبحانه وتعالى يعلمك كيف تتصوره وكيف تحسن التصرف فيه. الله سبحانه وتعالى يبين كذلك انه يبتلي بذلك كعبادة ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم. والله سبحانه وتعالى يعلم ذلك مقدرا. لكنه يبتلي عباده ليعلم ذلك واقعا يجزون به. آآ فلذلك يا شباب يعني انا في الواقع لم يخطر ببالي قط ولا للحظة واحدة منذ طلبت الهدى من كتاب الله الخوف على الاسلام. ولا اغتر بما يفعله هؤلاء من الباطل فكثيرا من البرامج في يوتيوب وعلى فيسبوك وصحف ومجلات وكتب فيها كفر وفسوق وعصيان وفيها الحاد. انفاق مليارات الدولارات على المشروعات التي تصد عن سبيل الله. اعلم ان كل ذلك زاهق باذن الله. ولا ينبغي ابدا بل للمؤمن ان يغتر بذلك ولا ان يضعف يقينه بكثرة هذا الباطل. ولابد ان يعلم ان الله تبارك وتعالى يقذف بالحق على باطل فيدمغه فاذا هو زاهق. الذي يشغلني بكل صدق ان يكون لي دور في هذا الاصلاح فالله سبحانه وتعالى كما ذكر الذي اذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل. والله لا يحب الفساد. ذكر من الناس من يشري نفسه بابتغاء مرضات الله. اذا كان هناك مفسدون فهناك مصلحون. فالذي ينبغي ان يشغلك في ذلك ان تقرأ هذه الاحداث ببيان الله. وان تعرف ما هو التصرف الصحيح الذي يجب عليك تجاه هذه الاحداث قال الله تبارك وتعالى في في ختام سورة هود بعدما ذكر آآ رسل الله رسل الله تبارك وتعالى ذكر نوحا وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا. وذكر ابراهيم وذكر موسى عليه السلام. فقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من البيان والهدى بعدما قص عليه القصص والانباء لابد ان يهدي. قال وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. لتعلم ان هذا الامر آآ انت لست بدعا من الرسل. كما انك لست بدعا من الرسل فما لك ليس بدعا من الامر. هذا حصل لمن قبلك. فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. ولقد كذبت رسل من قبلك صبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله. ولقد جاءك من نبأ المرسلين. الله سبحانه وتعالى اعلم بذلك. والله سبحانه وتعالى بعدما اعلمه ونبأه قال وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه في السورة او في القصص او في الانباء وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. هي حق تمام وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم. ان عاملون. هذا هو مختصر هذا اللقاء. انا عاملون. لكم اعمالكم. لنا اعمالنا ولكم اعمالكم. فاذا كان هؤلاء يعملون للصد عن سبيل الله. وينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ويبحثون عن كل سبيل سواء في اضعاف ايمان المؤمنين وصدهم عن ايمانهم او صد غير المسلمين ان في الاسلام فان خير الناس فان خير الناس من يدعو الى سبيل الله. اذا كان شر الناس هم هم الصادين عن سبيل الله الصادون عن سبيل الله. تمام؟ فان خير الناس من امن بالله تبارك وتعالى ونصره ودعا اليه قال الله تبارك وتعالى نشوف هذه الهداية الجليلة ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. هذا احسن الناس. خير الناس من يدعو الى سبيل الله. لذلك الله سبحانه وتعالى لما قال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون. فينبغي ان يكون اكثر الناس اجرا من دعا الى سبيل الله. علم الناس الايمان علمهم عن الله واسمائه وافعاله ومحامده علمهم عن دينه عن رسوله عن صحابة رسوله الذين بلغوا هذا الدين. كل من اراد الاصلاح وسعى فيه فهو من خير البرية. كما ان كل من اراد الافساد والباطل والكفر وسعى فيه ودعمه فهو من شر البرية. فالذي ينبغي ان تعمله في هذا ان تنظر الى طريق في الاصلاح. اي طريق اي طريق في الدعوة الى الله والاصلاح فانه يقربك الى الله تبارك وتعالى. فكما انك يحزن قلبك على ما يجري للمسلمين. ويمتلك قلبك اه يعني غيظا وهما وغما مما يفعله الكافرون. لا بد ان تتصرف. انت الان عندك تفسير لهذا. لابد بان تتحرك تتصرف كما انك تهتدي بالمرسلين في حب الدين وحب الاسلام لابد ان تتحرك. لذلك كل من طلب الحق لا لابد ان يتحلى بهذه الخصال. العلم واليقين والاخلاص والصبر والحكمة والصدق. وفيه فرق في نص الاخلاص والصدق. الاخلاص ان تريد وجه الله. الصدق ان ان تتحرك لما تريد. ليس مجرد ان عندي ارادة. لأ الارادة تكذب كما ان اللسان يكذب فالارادة تكذب. الله سبحانه وتعالى قال فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلف اتقوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. هذا الذي ادعى ان الله ان اعطاه مالا سيتصدق وسيكون صالحا. لما امتحن لم يصبر فلذلك وصف الله ارادته بالكذب. وقال الله سبحانه وتعالى في مشهد اخر لهؤلاء والله يشهد انهم لكاذبون. وهذا كان كذب الارادة. كما ان الارادة تصدق من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فهذه الخصال لابد ان تهتدي بها. فلذلك واخيرا يعني اطلت عليكم. آآ اريد ان ابين لك ان كل ان كل مسلم تمسك بدينه وصبر عليه فهو ممن نصر الله رسوله ودينه. اعظم نصر ان تلقى الله تبارك وتعالى غير مبدل. هذا اعظم نصر. واخيرا اريد ان ابين ان كل مسلم اهتدى بكتاب الله فهو الذي يصح تصوره ويحسن تصرفه. وكل من اعرض عن كتاب الله فلا بد ان يكون حيران تائيا ضالا لا يستطيع ان يفسر. لماذا يفعل الله ذلك؟ كيف يفعل هذا؟ نحن مؤمنون. كيف يعلو الكفر؟ كيف ينتشر هذا كيف يسجن فلان وهو عالم داعي آآ يتقي الله ويقول الحق كيف كيف هذه لا يمكن ان يتركك الله تبارك وتعالى فيها بلا هداية. لذلك قال الله تبارك وتعالى قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا. ونرد على الى اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى امرنا لنسلم لرب العالمين فاجعل قلبك ممتلئا بانه لا يحيق المكر السيء الا باهله. وان الله لا عمل المفسدين ولا يهدي كيد الخائنين ولا يفلح الساحر حيث اتى فلا يغررك تقلبهم في البلاد ولا يستخفنك الذين لا وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. وانتظروا انا منتظرون. ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه. شف هذه الاية كيف انتهت. اعبده وتوكل عليه كل من علم عن الله لابد ان ان يقوى توكله. شف هودا عليه السلام. لما قال له قومه وهم جبارون. يعني قوم هود الله سبحانه وتعالى لما ذكرهم بمن هو اقوى منهم ماذا قال؟ قالوا من اشد منا قوة؟ قال اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة؟ شف يعني كيف كانت قوة هؤلاء واذا بطشتم بطشتم جبارين. اليقين والعلم الذي في قلب هود عليه السلام قال فكيدوني ثم لا تنظرون. من اين اتى بهذه القوة؟ اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا لا هو آخذ بناصيتها. ان ربي على صراط مستقيم. هذا اليقين هو اعظم ما يمكن ان تتحرك به في هذه الدنيا وانا اعلم يعني اعلم يقينا ان كل من تضعف حركته في العمل والاصلاح فيما يعلم ام من الخير لا يكون ذلك الا بضعف يقينه. والعبد انما يتحرك بقوة اليقين. هذا الصحابي الكريم الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما لي عند ربي ان قتلت في سبيله فذكر له الجنة. جنة عرضها السماوات والارض. قاتل حتى قتل. لماذا تحرك؟ ما هي هذه القوة؟ اليقين قال الله عز وجل افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه. كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين اليقين العلم واليقين. نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا من الموقنين به وبكتابه وبوعده. اللهم زدنا علما فقهنا في الدين بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته