السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف اقدر ما عندي من المواهب؟ وكيف افعلها في الخيرات انا كثيرا ما احب ان آآ ابين هذا المعنى ان كتاب الله تبارك وتعالى وحديث النبي صلى الله عليه وسلم فيهما اعظم بيان للفلاح والفوز ومن جهة اخرى فيهما اعظم بيان للخيبة والخسران والله تبارك وتعالى كما بين لنا سبيل المفلحين والفائزين. وبين لنا ما هو الفوز المبين وما هو الفلاح بين كذلك لنا اسباب الخيبة والخسران والفلاح هو البقاء في الخير والفوز هو الظفر بالمطلوب والله تبارك وتعالى بين لنا الفلاح والفوز وبين لنا كذلك سبل الخيبة والخسران لنتقيها. فانا حينما اتكلم عن المواهب وعن تقدير المواهب وعن تفعيل تلك المواهب آآ احب ان آآ يعني اتكلم عنها من كتاب الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل في سياق بيانه لتنزيله لكتاب للقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما اتاكم تستبق الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون. الله تبارك وتعالى طبعا هذه الايات لها سياق لكن اني اتكلم هنا عن القاعدة العامة في هذه الايات ولكن ليبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا. هذه الثلاثية هي التي ساتكلم عنها ان شاء الله تبارك وتعالى. اولا ليبلوكم فيما اتاكم. الابتلاء هو الذي يتميز به الفالح من الخائب. آآ الفائز من الخاسر فهذا الابتلاء هو اختبار امتحان الله سبحانه وتعالى في كل ما اتانا كل ما اتانا كل شيء. الله سبحانه وتعالى خلقك ورزقك واحياك. والله تبارك وتعالى اعطاك عينين ولسانا وشفتين اعطاك علما قوة جمالا آآ سمعة جاها كل ذلك هو ابتلاء قال الله عز وجل في اية اخرى انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا فكل ما على الارض هو زينة وابتلاء فعطاء الله تبارك وتعالى في هذه الدنيا ابتلاء لينظر الله تبارك وتعالى ماذا نعمل. طيب هذا الابتلاء منه بعض الناس يكونون احسن الناس عملا وبعضهم يكون من الاخسرين اعمالا فكل ما رزقك الله تبارك وتعالى في هذه الدنيا انظر في نفسك انظر كل نعمة انعمها الله تبارك وتعالى عليك. هل هذا الانعام انعام اكرام؟ لأ. هو انعام ابتلاء هذا الانعام يبتلي الله سبحانه وتعالى صنعك فيه. ماذا تعمل؟ فمن الناس من يكون رابحا فالحا فائزا في ما اعطي ومنهم من يكون آآ خاسرا او خائبا. كما قال الله عز وجل قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اذا السؤال هنا ما هو الفلاح تجاه كل نعمة انعمها الله تبارك وتعالى علينا اول امر ان نعلم ان ما بنا من نعمة كل نعمة هو من الله هذا هو المفتاح لكل ما سيأتي من الكلام. وما بكم من نعمة فمن الله الله سبحانه وتعالى يؤتي الناس الملك ويؤتي الناس الصحة والعلم والمعرفة والقدرة والقوة من الناس ينسب ذلك الى نفسه كما اه قال الله عز وجل في ذكره لبعض من فتنوا بذلك قال انما اوتيت على علم عندي. وبعضهم قال انما اوتيت على علم بل هي فتنة فهذا فتنة. كثير من الناس يمكن ان يكتشف اكتشافا مثلا فيطغى بهذا العلم بدلا من ان يكون سببا في ايمانه بالله وآآ سببا في عبادته لله واخلاصه الدين لله. يكون ذلك طغيانا وكفرا كما قال الله عز وجل وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا الله تبارك وتعالى فيما يؤتيه من النعم يبتلي عباده. قال الله عز وجل كما في قصة سليمان لما وجد عرش بلقيس امامه وهذا يعني آآ ابتلاء من الله قال هذا من فضل رب ليبلوني اشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم. فالمعنى هنا ان سليمان عليه السلام علم اولا ان هذا من فضل الله وثانيا له ابتلاء. طيب ما هو الابتلاء؟ ابتلاء الشكر او الكفر فما هو شكر النعمة؟ قلنا اولا ان تنسب تلك النعمة الى ربك تبارك وتعالى وان تعلم انها من الله. وثانيا ان ان تعلم انها ابتلاء. لان بعض الناس يحسب ان ما يرزقه الله له في الدنيا هذا علامة على حب الله له. كما قال الله عز وجل ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون والله سبحانه وتعالى قال فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي كلا فهذا اول نظرة المؤمن لهذه النعمة او هذه الموهبة انها من الله وانها ابتلاء. ابتلاء الشكر او الكفر الامر الثاني ان تقدر النعمة قدرها كثير من الناس لا يقدر ما عنده من المواهب فاما انه ينشغل عنها وينظر الى غيرها او انه لا يشغلها او لا يفعلها. بمعنى بعض الناس مثلا آآ كثيرا ما يعلق احلامه او اهدافه على شروط خارجة عن نفسه. مثلا تقول لبعض الشباب من لا يقول انا اريد ان اتعلم القرآن. قلت له ما الذي يحول بينك وبين تعلم القرآن او حفظ القرآن او طلب الحديث او نحو ذلك يقول آآ ليس عندي شيخ آآ ليس عندي مكتبة ليس عندي لاب توب يعني يربط شروعه في العمل على شروط خارجية. تمام؟ وانا كثيرا ما اقول الموفق يبحث في المشكلة عن فرصة. اما غير الموفق فكلما اتيحت له فرصة نقب فيها عن مشكلة ليتهرب من العمل. فكثير من الناس هكذا آآ عنده دائرة عظيمة من المواهب عنده عقل عنده ذكاء عنده وقت عنده قوة عنده قدرة عنده فهم لكنه يربط شروعه في العمل الذي يريد ايا كان هذا العمل في اصلاح ولده او اصلاح نفسه او في ممارسة الرياضة او في انقاص وزنه او اي عمل جميل يريد ان يضيفه الى يومه لابد ان يعلقه على شروط خارجية فهؤلاء بين امرين بين عدم آآ النظر او التقدير لما عندهم من المواهب والنظر او مد اعينهم الى ما في ايدي الناس. يقول ياه انا لو كنت ساكن جنب الشيخ الفلاني لو كان عندي الامكانيات اللي كنت اشتري بها مكتبة لو كان عندي لاب توب لو كان عندي كذا والله هذا الشخص لو توفر له كل الادوات لن يتحرك. لماذا؟ لان المشكلة فيه هو كما كان بعض الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تركوا العمل الذي فرضه الله عليهم الصلاة والصدقة وتطلعوا الى الجهاد فيما كانوا آآ قادرين عليه مأمورين به مكلفين به. وتطلعوا الى امر لم يكونوا مكلفين به ولا مستطيعين له قال الله عز وجل المتر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال؟ لولا اخرتنا الى اجل قريب. لذلك قال الله قبلها كتمهيد لهذا المعنى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. فكل من يتقي الله تبارك وتعالى بالمتاح يعينه الله تبارك وتعالى على ما يطلب. ويهديه لاسبابه اول معنى في آآ النظر الى عطايا الله تبارك وتعالى ومواهب الله تبارك وتعالى لك هو ان تعلم انها من وانها ابتلاء وان تقدرها قدرها. الامر الثالث تفعيل هذه النعمة النبي صلى الله عليه وسلم قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس. الصحة والفراغ. هذا حديث مشهور. لكن سالفت النظر هنا الى معنى عظيم. مغبون من هو المغبون؟ المغبون شخص عنده سلعة مثلا هذه السلعة ثمنها الف دولار مثلا فهو يبيعها بدولار واحد. فهذا مغبون. فكذلك الشخص الذي عنده نعم فلم يفعل تلك النعمة او فعلها في امور لا تستحق هو مغبون خاسر. فكثير من الناس يضيع عمره في الالعاب الرونية. يضيع آآ وقته في متابعة اخباره الناس يضيع وقته في معرفة تفاصيل حياة بعض الناشطين وادق التفاصيل لدرجة انه يعرف ماذا يأكل ومتى ينام اين اقضي اجازة الصيف وما هو مقاس حذائه وآآ شكل جسمه وكيف ما هذا؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك. كاف الخطاب ينفعك انت يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها فكثير من الناس مخبول فيما عنده من نعمة الصحة والوقت والمال وغير ذلك. وكثير من الناس ممكن يضيع آآ يعني اموال في امور تافهة او امور لا تنفعه. وانا هنا احب ان اذكر بيتا جميلا للمتنبي في هذا الامر كان المتنبي قد ذهب لبعض الملوك آآ يريد ان آآ يعني يجد له عملا عند هذا الملك. فكان كثيرا ما يقول لهذا الملك شغلني شفني كده جربني وهتشوف انا في ايه من المواهب. فكان يعني له آآ ابيات شعر جميلة يقول آآ كن في اصطناعي محسنا كمجرب يبن لك تقريب الجواد وشده. ان كنت في شك من السيف فابله فاما تنفيه واما تعده وما الصارم الهندي الا كغيره اذا لم يفارقه النجاد وغنده. يقول له جربني انت لو تدخل في الحرب عندك جواد فرس. لو انت سبت هذا الفرس لم تجربه لن تكتشف قوته من ضعفه. فجربني وسترى فبيقول ان كنت في شك من السيف فابله. يعني انت عندك سيف. هذا السيف انت تشك. هل هو قاطع قوي ام ضعيف؟ فيعني هل سينفعك في الحرب ام لا؟ بيقول له ابله اختبره فعله شوفوا جربه. تمام فاما تنفيه واما تعده. يعني اما تكتشف ضعفه فتقويه او حتى تستغني عنه. او تكتشف قوته فتستثمره تمام وما الصارم الهندي الا كغيره؟ الصارم اللي هو السيف الهندي القوي. تمام؟ كغيره. يعني السيف مثل القلم؟ ما الفرق بينه وبين القلم الا ان استعمل هذا السيف في العمل او في القطع او في الجهاد في سبيل الله او نحو ذلك. وما الصادم الهندي الا كغيره اذا لم يفارقه النجاد وغمد يعني اذا بقي السيف في الغمد. فما فائدته؟ كذلك انت عندك مواهب. عندك ذكاء. عندك فهم عندك حفظ عندك حسن بيان. كنت اقول كثيرا للشباب الذين تعلموا من عشرين عاما. اين اثر علمك انت درست كتبا وتعلمت القرآن وتعلمت لسان العرب وتعلمت الفقه وتعلمت الاحكام. لماذا لم تفعل ذلك؟ لماذا لم تفاعل ذلك حتى في قريتك. حتى مع جيرانك مع اصحابك. لماذا يبقى هذا العلم حبيسا في نفسك؟ شغل هذا العلم فعله. كذلك كم من امرأة تقول انا لا يريد ان اتعلم القرآن ما الذي يحول بينك وبين تعلم القرآن؟ اريد ان يكون ولدي من من من ائمة العلماء ما الذي يحول بينك وبين هذه رغبة الا ان تسعي فيها. فلذلك من اعظم الامور في النعمة او او هو الفلاح في النعمة تفعيل النعمة والتفعيل هذا انا كثيرا ما اشبه هذا شخص عنده هاتف اه في اه مسلا ايفون اللي هو احدث اصدار لا اعرف يعني اسمه في مثلا الف ميزة. الف ميزة وهو لا يستعمله الا في ارسال الرسائل. الف ميزة انت اشتريت التليفون ده فقط عشان علامة الابل يعني مثلا لأ انت اشتريته عشان تستفيد من اللي عليه. تستفيد بقى من اللي عليه في حفظ المعلومات في الحساب في تصوير الدروس او في اي شيء نافع او في قراءة كتب فايه فكذلك كثير من الناس عندهم مواهب عظيمة. عندهم وقت عندهم مال عندهم صحة عندهم قدرة عندهم فراغ. يعني الفراغ من المسؤوليات هذا نفسه موهبة عظيمة كثير من الناس يتحسر على مرضه. آآ فانا اقول له لماذا تتحسر على مرضك؟ انت لما كنت صحيحا لم لم تفعل ذلك لا في تلاوة القرآن ولا في تطوير نفسك في عملك ولا شيء. غير الهاتف والذهاب الى الكافيه او المقهى. بالعكس قد يكون هذا المرض تقليلا لشرك. اذا هذه العطايا ابتلاء من الله تبارك وتعالى ليبلوني ااشكر ام اكفر؟ الامر الرابع في النعمة يبقى الامر الثالث ان تفعل تلك النعمة في الخيرات تمام؟ ربنا سبحانه وتعالى قال ولكن ليبلوكم فيما اتاكم. طب ما هو هذا الابتلاء؟ فاستبقوا الخيرات. لاستباق المسارعة بادرى السعي اسعوا الى ذكر الله. شف كلمة هذه الالفاظ هي التي تستعمل في الخير. لا يستعمل المماطلة والتردد والكسل يستعمل دائما النشاط. المبادرة. استجيبوا لله. سارعوا استبقوا لكل هو لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات. فالله تبارك وتعالى يعلمك اذا عرض عليك امر من الخير ان تعزم عليه وان تبادر اليه تمام؟ الامر الرابع صيانة النعمة ان تستعمل فيما لا يرضي الله. وهذا هو اعظم الكفر اعظم الكفر. انا اريد منك ان تتصور ذلك قبل ان نذكره في نعم الله. تصور ان والدا والدا اعطى ولده مالا. تمام؟ فهذا الولد مثلا اشترى بهذا المال مخدرات او خمرة. او اتلف هذا المال هل يرضى هذا الوالد فعل ولده؟ هل يكون هذا الولد شاكرا ام كافرا للنعمة؟ لا شك انه كافر للنعمة. طيب ما بالك ان هذا الولد اشترى بهذه بهذا المال مسدس وقتل به اباه. هذا اعظم الكفر. وهذا ما ذكره الله تبارك وتعالى فعن كل شخص احياه الله تبارك وتعالى ومن عليه بكل هذه النعم ثم كفر بالله تبارك وتعالى. واذا جمع مع ذلك صد عن سبيل الله فهو من اعظم الناس كفرا وعذابا يوم القيامة. قال الله عز وجل المتر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار يعني انسان انعم الله عليه بالمال فيستعمل هذا المال في الصد عن سبيل الله. مثل من اعطاه الله مالا ثم يقيم حفلات في بلاده ويأتي بالراقصين والراقصات والمغنيين والمغنيات الله سبحانه وتعالى يعني وهبك المال. اما لتنتفع به في نفسك. بتتفسح به في المباح. شيء او تتصدق به او تنفق به على المشاريع الاصلاحية والعلمية فاذا بك تستعمل نعمة الله في الصد عن سبيل الله والهاء الناس واغواء الناس واثارة الشهوات في نفوسهم. شخص رزقه الله آآ علما فاستعمل هذا العلم كظهير للمجرمين. ينافح عنهم عنهم ويبحث في الايات والاحاديث على ما يبرر به ظلم هؤلاء او طغيانهم. او طغيانهم. لذلك من هنا تفهم كيف عاهد موسى عليه السلام ربه تبارك وتعالى ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين انت انعمت علي فكيف استعمل قوتي وعلمي وما عندي من الخبرة في مظاهرة المجرمين. فهذا اعظم الظلم واعظم الكفر في هذه النعمة ان تستعمل نعمة الله في الصد عن سبيل الله. واقل من ذلك وهو ايضا من الظلم ان تستعملها في معصية الله الله تبارك وتعالى اعطاك ذكاء. فمن استعمل ذكاءه في التعلم او في آآ تطوير نفسه في مجال عمله فقد ذكر تلك النعمة. طيب نفترض انه استعمل ذكاءه في النصب. او الاحتيال على الناس ليسرق اموالهم. هذا كفر النعمة. طيب شخص الله تبارك وتعالى اعطاه عينين لينظر بهما في ايات الله لينظر بهما في كتاب الله لينظر بهما فيما احل الله له من من زوجه من زوجته. وفي لسان العرب تطلق الزوج على الرجل والمرأة فاستعمل هاتين العينين في النظر الى ما حرم الله. هذا ظلم للعين. لانها لم تخلق لذلك. كذلك كل من استعمل رجله فمشى في معصية الله. كل هذا كفر لنعمة الله تبارك وتعالى. اذا خلاصة شكر الله تبارك وتعالى على نعمه. اولا ان تعلم انها من الله. ما بكم من نعمة فمن الله عندما يمن الله عليك بشيء لا تقل هذا من خبرتي هذا من ذكائي. انت مجرد سبب لكن الله هو الذي اعانك هو الذي حبب اليك الايمان. وزينه في قلبك هو الذي اعانك وسددك. نقول اياك نعبد واياك نستعين. فاولا تعلم انها من الله. ثانيا انها ابتلاء يعني الله سبحانه وتعالى يبتليك بها. هذا ليس ليس تفضيل اكرام وانما هو تفضيل ابتلاء. يختبر الله تبارك وتعالى عملك وهو اعلم بما تعمل ثالثا ان تقدرها قدرها وان تنشغل بها. لا ان تنشغل بغيرها. لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم. زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى موسى عليه السلام سأل ربه اشياء فالله سبحانه وتعالى اعطاه بعضها ومنعه بعضها قال ربي ارني انظر اليك. فالله سبحانه وتعالى قال لن تراني. لكن الله سبحانه وتعالى من عليه اصطفاه بكلامه الله سبحانه وتعالى كلمه تكليما واصطفاه بالرسالة فماذا قال الله تبارك وتعالى لموسى؟ قال يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين. هذه الاية انا اكتبها امامي. هذه الاية اعظم اية يسكن الله تبارك وتعالى بها قلبي في الامور التي لم استطع الوصول اليها. وفي انشغالي بشكر الله على ما اعطاني الله تبارك وتعالى من النعم. شف هذه الاية خذ ما اتيتك وكن من الشاكرين. خذ ما اتيتك ابصر ما عندك من النعم وانشغل به. لا تنشغل بغيره. مما آآ حماك الله منه لا اقول حرمك فان الله يحمد على المنع كما يحمد على العطاء. كم من انسان لو كان جميلا لفتن وكم من امرأة لو كانت جميلة لحسدها الناس. كم من امرأة استعملت جمالها في البغاء وصارت سلعة تباع وتشترى توضع صورتها في الاعلانات وفي الافلام وهي مثار فتنة للناس. كم من انسان اعطاه الله لسانا وبيانا فاستعمل ذلك في الكذب والاحتيال والتدليس على الناس. كم من انسان رجل اعطاه الله جسما فكان سببا في فتنته وفتنة النساء. وهكذا فالله سبحانه وتعالى احمد على المنع كما يحمد على العطاء. والانسان لا يدري. وربنا قال لو لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض الله سبحانه وتعالى عليم بك. فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين. خذ ما اتيتك يعني احمد الله تبارك وتعالى على ما عندك من العطايا وانشغل بشكرها عن الامور التي منعت منها. الشيطان يريد منك العكس. ان تنشغل عن المواهب التي عندك وتدفن هذه المواهب وان تنشغل بالدائرة البعيدة عنك تبقى تتحسر تقول ياه لو كان عندي هذا البيت لو كان عندي العربية لو كان عندي اموال لو كان عندي كتب لو كان عندي لاب توب لو كان عندي مشايخ لو كان عندي لو كان لو كان فيجعلك تمد عينيك الى ماء ليس عندك فتنشغل به. تمام؟ وتتحسر على فواتك وتحزن على ما مضى من عمرك. وما بين يديك من النعم يجعلك اعمى عنه. يجعلك غافلا عنه فلذلك هذه الاية عظيمة فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين. ثالثا او رابعا تفعيل تلك النعم. التفعيل ده عامل زي ايه؟ عامل انك تشغلها يعني انت عندك اشياء كثيرة جدا. وانا في رأيي ان احسن الناس عملا مع الناس هو الذي يفعل قدراتهم. يعني ينبهك قم على ما عندهم من المواهب ويفتح لهم ابواب العمل والخير. يقول انت عندك كذا ما الذي يمنعك انا انا في رأيي ان خير الناس للناس هو الذي يدلهم على خير ما ينفعهم ويشجعهم وان تابعهم فيعني قد احسن اليهم احسانا كثيرا لكن نلاحظ ما ختمت به هذه الايات الى الله مرجعكم جميعا. وان الى ربك المنتهى. يعني الله سبحانه وتعالى سينبئك بعملك. وان ليس الثاني الا ما سعى. وان سعيه سوف يرى. ثم يجزاه الجزاء الاوفى. وان الى ربك المنتهى. انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. امامك ووجدوا ما عملوا شف ربنا سبحانه وتعالى يقول ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا الله تبارك وتعالى لا يظلم الناس شيئا. لكن الانسان يظلم نفسه. يظلم نفسه بالا يفاعل ما عنده من المواهب. يظلم نفسه بان يستعمل قوته وصحته وعمره ووقته في جدال فارغ. في متابعة اخبار لا تهمه. في الانشغال عن عن واجبات يومه. لذلك انا اقول اعظم علامة تثبت شكرك لنعمة الله ان تسابق في الخيرات ليبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا الخيرات. فكل من لم يسابق في الخيرات بما اوتي من النعم فهو ناقص مغبون في هذه النعم وما انتفع بها بشيء الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يسألك عن النعم التي اعطاك ثم يقول ماذا عملت فيها؟ اول ثلاثة من الناس يقضى عليهم من؟ عالم؟ قال للقرآن وآآ مجاهد مقاتل يعني والثالث جواد انسان ينفق. ربنا يعرفهم بالنعم ويقول ما ماذا عملتم فيها؟ هذا هو ليبلوكم فيما اتاكم. هو نفسه هذا المعنى. القرآن متشابه. يصدق بعضه بعضا ويبين بعضه بعضا فاذا العلامة التي تبين لك انك شاكر لنعمة الله ان تنتبه لما عندك من النعم واعظم هذه النعم نعمتان الصحة والفراغ. انا طبعا بعد نعمة الاسلام هذا هو الاصل. لكن انا اتكلم عن النعم التي هي ابتلاء وامتحان. ماذا تفعل فيها كم من انسان يضيع قوته فيما لم يخلق له؟ كم من انسان يضيع وقته في انسان يجلس على لعبة تلت اربع خمس ساعات ماذا ماذا تنتفع منها؟ ويا ريتك حتى بتلعب لعبة رياضية تحرك بها جسمك او تنشط الدورة الدموية او او تحرك عضلة القلب او حتى تنقص وزنك او تنشطك ولا لعبة يعني تضيع عمرك وتتلف عقلك وهكذا فلذلك انا اقول هذه الاية عظيمة جدا ولكن ليبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا الخيرات. الله تبارك وتعالى امرنا كثيرا بهذين بالذكر والشكر. الذكر اعظمه ان تبقى متذكرا الله تبارك وتعالى لا تغفل ولا تنسى. لا تكونوا كالذي نسوا الله فانساهم انفسهم. فالذكر في كل مشهد من مشاهد حياتك تتذكر الله سبحانه وتعالى. تمام؟ وهذا الذكر فيه تذكر لنعم الله. الامر الثاني الشكر. فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. الشكر يعني ان تستعمل نعم الله تبارك وتعالى فيما يرضي الله. هذا هو اعظم الشكر. فندعو الله تبارك وتعالى بهذا الدعاء اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته