السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الله تبارك وتعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. واذا لاتيناه من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. بين الله تبارك وتعالى ان العبد المؤمن اذا استمع الى موعظة فعمل بها فان الله تبارك وتعالى يؤتيه من فضله ويأجره على ذلك ويثبته ويهديه صراطا مستقيما واحببت ان آآ اعظ نفسي واياكم بموعظة جليلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال ان عبدا خيره الله بين ان يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبينما عند الله فاختار ما عند الله وقال ابو بكر فديناك بابائنا وامهاتنا يا رسول الله. قال ابو سعيد راوي الحديث فعجب الناس من ابي بكر عبد خيره الله بين زهرة الحياة الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله. فما يبكي الشيخ؟ يعني لماذا يبكي ابو بكر؟ قال ابو سعيد رضي الله عنه فكان العبد المخير رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابو بكر اعلمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث عظيم جليل. اقف فيه مع قول النبي صلى الله عليه وسلم فاختار ما عند الله لماذا يختار العبد ما عند الله يعني ما هي الدوافع التي تجعل العبد في طلبه وفي سعيه يختار ما عند الله اول خصلة تعينه على ذلك العلم بالله وبقدر ما يكون العبد عالما بربه تبارك وتعالى يختار ما عنده. والنبي صلى الله عليه وسلم اختار ما عند الله لانه اعلم الخلق واشدهم له خشية قال النبي صلى الله عليه وسلم فوالله لانا اعلمكم بالله واشدكم له خشية ثانيا انه يعلم ماذا عند الله. يعلم ما الذي اعده الله تبارك وتعالى. وما عند الله خير للابرار. ثالثا انه يصدق بوعد الله فاذا اجتمع في العبد هذه الثلاثة انه عالم بالله وعالم بما وعده الله تبارك وتعالى واعده للابرار وللمتقين. وكان مصدقا لوعد الله اختار ما عند الله. في سورة القصص قال الله تبارك وتعالى وما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها. وما عند الله خير وابقى افلا تعقلون؟ افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه. كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم يوم القيامة من المحضرين. الله سبحانه وتعالى يبين ان ان ما يؤتيه الله تبارك وتعالى للناس من زهرة الدنيا فان هذا فتنة ومتاع زائل. لذلك نهى الله تبارك وتعالى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ان يمد عينيه الى ما متع به غيره من زهرة الدنيا. قال الله عز وجل ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم ورزق ربك خير وابقى. ذكر الله تبارك وتعالى في نفس هذه السورة في سورة القصص التي قال فيها وما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وابقى. ذكر قصة تمثل هذا المعنى. وتبين الفرق بين من يرى بنور الله تبارك وتعالى وبوحي الله وبكتاب الله وبين من يراها بعين الدنيا قال الله تبارك وتعالى عن قارون فخرج على قومه في زينته هذا المشهد رآه صنفان من الناس. الذين يريدون الحياة الدنيا والذين اوتوا العلم. الذين يروا هذا الكون بوحي الله تبارك تعالى. قال الله تبارك وتعالى فخرج على قومه في زينته. قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا العبد لابد ان يختار ما عند الله وان يختار بعمله وسعيه ما عند الله فكل من اه دخل في باب من ابواب العمل الصالح فقد اختار ما عند الله وكل من ابتغى بهذا العمل وجه الله فقد اختار ما عند الله. هذا الصنف لا يمكن ان يندم على خير قدمه لاحد حتى وان قوبل خيره بالاساءة. حتى اذا جحد فضله حتى اذا نسي الناس عمله. لماذا؟ لانه يبتغي بعمله ما عند الله. قال الله تبارك وتعالى آآ في صفة من يجنب النار وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى يعني الله سبحانه وتعالى يقول ان هذا الرجل يعطي ما يعطيه للناس لا يريد منهم جزاء ولا ثناء ولا شكورا. لا يريد منهم ان اه يثنوا عليه بذلك. لا يطلب ذلك منزلة او شهرة او سمعة. انما اراد به وجه الله تبارك وتعالى. فاقسم الله عز وجل انه سوف يرضيه. قال ولسوف يرضى. فكل من ابتغى ما عند الله تبارك وتعالى فسوف يرضيه الله تبارك وتعالى فعندنا هنا اربعة امور. الامر الاول العلم بالله. والامر الثاني العلم بما اعده الله للمتقين. فهذا من اعظم معظم دوافع اختيار ما عند الله. الامر الثالث تصديق وعد الله. افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه والمؤمنون يقولون لله تبارك وتعالى انك لا تخلف الميعاد. والامر الرابع لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى اعظم علامة لحب الله تبارك وتعالى لعبده ان يشغله الله تبارك وتعالى بالعمل الصالح ان يرى نفسه يمضي يومه وليلته في عمل صالح. ويصرفه الله تبارك وتعالى عما لا يرضيه. هذه اعظم علامة لحب بالله تبارك وتعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. يعني كل من استمع الى موعظة فبادر بالعمل بها كان خيرا له لان الموعظة حقها. لان الموعظة حقها ان يعمل بها فكان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته