السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد ان اصدق الحديث كلام الله واحسن الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم شر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وانما توعدون لاتي وما انتم بمعجزين نبدأ باذن الله تبارك وتعالى قراءتنا لرسالة مهمة مختصرة للامام ابن تيمية رحمه الله بعنوان فصل في جماع الزهد والورع يتحدث فيها الامام رحمه الله عن الزهد الشرعي وعن الورع الشرعي ويبين اخطاء آآ في دلالة هذين اللفظين او في ممارسات بعض العباد آآ لهذين آآ لهذين المعنيين هو معنى الزهد ومعنى الورع لكن قبل ان نبدأ ان شاء الله وحتى يجتمع الاخوة آآ يمكن ان نقرأ آآ ايات من سورة الفرقان آآ فيها صفات اهل الايمان قال الله تبارك وتعالى تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابة والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين وجعلنا للمتقين اماما اولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما هذه الايات العظيمة من آآ ختام سورة الفرقان وغيرها من الايات التي ذكرت آآ او التي ذكرت صفات المؤمنين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه هذه الايات ينبغي ان يعتني بها طالب العلم وكل مسلم عموما ينبغي ان يعتني بها وان يفقه معناها وان يجاهد نفسه واهل بيته على القيام بها آآ نبدأ باذن الله تبارك وتعالى قراءة الرسالة هذه الرسالة يا شباب يتحدث فيها الامام رحمه الله عن الطريق الشرعي الذي يزهد فيه الانسان فيما لا ينفع ويتورع عما لا يرضي الله اه سبق ان ذكرنا ان الامام رحمه الله في هذه المؤلفات لا يحرص فقط على بيان سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها وانما يحرص كذلك على بيان آآ الطرق غير المشروعة التي اتبعها بعض العباد والزهاد والدعاة في بيان الاستقامة والولاية والزهد والورع والعبادة وخالفوا بها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وشقوا على انفسهم وشقوا على الناس فابن تيمية يبين اصول الخطأ عندهم ويبين بعض هذه الممارسات ويبين البديل الشرعي لها ومن جملة هذه الامور التي اتانا بها ابن تيمية هو تحرير دلالات الالفاظ المشهورة في كتب العباد لفظ الزهد ولفظ الورع ولفظ الولاية كما سيأتي معنا ان شاء الله كذلك في الكتاب التالي وهو كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان اقرأوا قال الامام رحمه الله قد كتبت في كراسة الحوادث فصلا في جماع الزهد والورع. وان الزهد هو عما لا ينفع اما لانتفاء نفعه واما ما لكونه مرجوحا لانه مفوت لما هو انفع منه او محصل لما يربو ضرره على نفعه واما النافع واما المنافع الخالصة او الراجحة فالزهد فيها حمق الامام رحمه الله يبين لك معنى الزهد وكأن معنى الزهد والترك ابن تيمية يقول لك الزهد هو عما لا ينفع طيب عدم نفع الشيء لامرين لثلاثة امور اما ان يكون غير نافع او ان يكون نافعا لكن فعله يفوت ما هو انفع منه او يكون اه اه او هو محصل لما يربو ضرره على نفعه يعني ان فعله انك مثلا آآ مخير بين امرين اما ان آآ تفعل شيئا يسبب لك ضررا او تفعل شيئا يسبب لك ضررا اقل منه فالواجب ان تزهد فيما يحقق لك الضرر الاعظم ولو بارتكاب الضرر الاخف قال واما المنافع الخالصة او الراجحة يعني منفعة خالصة لا ضرر فيها او راجحة يعني فيها نوع من الضرر لكن المنفعة ارجح. فالزهد فيها حمق اذا ابن تيمية هنا يبين لك ان الزهد ليس هو مطلق الترك اه احد بيسأل صفحة كم؟ نحن صفحة خمسين صفحة آآ خمسين هي تكملة للكتاب السابق لكن هذه رسالة مستقلة ادرجت ضمن هذا المجموع اللي هو مجموع في والورع والعبادة ابن تيمية رحمه الله هنا يبين لك ان الزهد ليس هو مطلق الترك وانما يجب ان تنظر الى ذلك الشيء الذي تريد ان تزهد فيه فاذا كان هذا الشيء نافعا او منفعته راجحة على ضرره فلا يصح ان تزهد فيه. فالزهد فيه من الحمق. وليس هو شيئا محمودا والامر الثاني يعلمك عند ازدحام الامور اه ازدحام الخيرين او الشرين فانك تختار اه خير الخيرين وآآ تختاروا آآ الشر الاقل الذي يدفع به الشرر آآ الشر الاعظم آآ قال رحمه الله واما الورع فانه الامساك عما قد يضره فتدخل فيه المحرمات والشبهات لانها قد تضر. فانه من اتقى الشبهات استبرأ لدينه لعرضه ودينه. ومن وقع في الشبهاء في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك ان يواقعه واما الورع عما لا مضرة فيه او فيه مضرة مرجوحة لما يقترن به من جلب منفعة راجحة او دفع مضرة اخرى راجحة فجهل وظلم وذلك يتضمن ثلاثة اقسام لا يتورع عنها المنافع المكافئة والراجحة والخالصة كالمباح المحض او المستحب اه كالمباح المحضي او المستحب او الواجب. فان الورع عنها ضلالة ابن تيمية سيذكر هذه التفصيل التفاصيل شوفوا يا شباب نحن الان نريد ان نتحدث عن جانب مهم في شريعة الاسلام وهو الطريق الذي يصير به الانسان وليا ومن جملة هذا الطريق التقوى ان يتقي الانسان ما لا يرضي الله او ما يفضي الى ما لا يرضي الله. فنحن هنا نتحدث عن التقوى لا نتحدث عن جانب الاعمال مالي التي يقوم بها العبد وانما نتحدث عن الامور التي يتقيها او يزهد فيها او يتركها في هذا الباب يا شباب عندنا مقدمة مهمة وهي ان نعلم ان الله تبارك وتعالى عليم حكيم خبير لطيف رحيم. والله الله سبحانه وتعالى اقام شريعته على العدل. قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. لا مبدل لكلماته. وقال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر والاية الجامعة التي تكلمنا عنها في الدروس السابقة في سورة النساء قال الله تبارك وتعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم. والله عليم حكيم والله يريد ان يتوب عليكم. ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفة هذه الايات المحكمات فيها بيان ان الله تبارك وتعالى يريد ان يتوب علينا ويريد ان يبين لنا ويريد ان يهدينا سنن الذين من قبلنا. فالله سبحانه وتعالى لعدله وحكمته ورحمته لم يخلق الانسان عبثا ولم يتركه سدى لا يؤمر ولا ينهى. وكذلك لم يتركه بلا ارشاد. فالله لم يأمرنا بعبادة مطلقة نعبده كما نشاء وانما امرنا الله سبحانه وتعالى ان نعبده بما شرع ونهانا ان نتخذ طرقا مبتدعة حتى لو كان فيها مشقة حتى نرضي الله. وحذرنا من طرق الضالين من النصارى وغيرهم الذين ابتدعوا عبادات لم ترضي الله تبارك وتعالى وليست مشروعة والله سبحانه وتعالى بين لنا انه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وما جعل علينا في الدين من حرج. اذا الفكرة المركزية في هذا الامر ان الترك والتقوى هي بالضبط مثل الاعمال يعني الاعمال الصالحة ينبغي ان نرجع فيها الى الوحي وكذلك الزهد والورع ينبغي ان نعرف ما الذي نزهد فيه وما الذي نتورع عنه وفي ذلك كلمة جامعة لسفيان بن عيينة رحمه الله حيث رأى جماعة وطبعا سفيان بن عيينة كان يعيش في الكوفة وكان يرى كثيرا من العباد المنتشرين في العراق في الكوفة والبصرة يزهدون ويتورعون عن امور اما انهم يحتاجون اليها او انه امور من الدين او انهم يزهدون لمطلق الزهد والمشقة على النفس اه دون ان يعرفوا كيف يزهدون وفيما يزهدون وعما يتورعون. فقال رحمه الله ليس الورع يعني قال الورع ان تطلب العلم فتعرف الحلال من الحرام. هذا هو الورع قال وهو عند الناس طول الصمت وقلة الكلام قال وعندنا المتكلم بالكلام الحق افضل من ساكتي عن الحق آآ وله كلام كثير في نقد المتعبدة الذين آآ ظنوا ان طريق العبادة اجتهادي لا يرجع فيه الى الوحي وهم جميعا اختاروا آآ طريقين طريق المشقة في العبادات وطريق تحريم الطيبات. فابن تيمية رحمه الله صنع هذا الباب ليبين ان باب التقوى الذي يخرج منه لفظ الزهد والورع هو من الابواب التي لابد ان ترجع فيها الى الشرع وليس هو امرا اجتهاديا الملاحظة الثانية ان ابن تيمية يجعلك تنظر في اثر هذا العمل الذي تريد ان تتركه ان تنظر فيه هل هو نافع؟ هل نفعه اكثر من ضرره؟ ام ضرره اكثر من نفعه فلابد ان تنظر في الشيء الذي تريد ان تزهد فيه وفي الشيء الذي تريد ان تتورع عنه فقال هنا واما الورع نقرأ تاني الفقرة يا شباب قال واما الورع عما لا مضرة فيه او فيه مضرة مرجوحة آآ احد بيسأل آآ الورع الكاذب ما معنى؟ الورع الكاذب هو كل ورع فيما ينفع او ورع مصطنع ليس حقيقيا يعني ان يدعي الانسان الورع في شيء وهو ليس متورعا عنه او يتورع عن شيء لا يصح له ان يتورع عنه والانسان حتى يعرف الورع الكاذب لابد ان يعرف الورع الصادق وهذي الانسان خير طريق للعلم بالبدعة هو ان تعلم السنة فكل ما خالف السنة فهو بدعة وخير طريق لكشف الشبهات هو ان تعلم المحكمات وخير طريق لمعرفة الفواحش هي هو ان تعرف الطيبات فهذه امور مهمة. ان الانسان ينبغي ان يعرف المحكمات اولا في كل باب وما خرج عن هذه المحكمات فهو من الاشياء التي ينبغي ان يتركها وان يحذرها قال رحمه الله واما الورع عما لا مضرة فيه. لان اقرأ اولا اما واما الورع فانه الامساك عما قد يضر قد يضره. يعني ان الانسان آآ يمسك يعني يمتنع عما قد يضره. يعني عما تحتمل مضرته. لكن احيانا الانسان يبقى جاهلا لا يتعلم دينه ثم يتورع في كل شيء. يعني اي مسألة يختار فيها الاشق ويختار دائما القول الذي فيه حرج عليه. بناء على انه يظن انه بذلك خالف هواه. وهذا ليس صحيحا مخالفة الهوى هي ان تطلب العلم لتعرف الحلال من الحرام هذا اعظم زهد. اعظم زهد واعظم ورع ان تطلب العلم. لتعرف الامور بيقين او على الاقل بظن راجح اما ان تختار دائما الاشق من كل فتوى ومن كل خلاف وتظن بذلك ان هذا هو التقوى هذا ليس صحيحا بل بالعكس النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما وجاءت احاديث كثيرة فيها تحذير النبي صلى الله عليه وسلم ممن يحرمون الطيبات على انفسهم. وممن يختارون المشقة في العبادة ويظنون ان الله يريد تعذيبهم او يختارون المشقة التي تجعلهم يملون من العبادة او التي تضعفهم عن القيام بباقي واجبات العبادة فاحنا عندنا هنا انواع من الخطأ النوع الاول هو اختيار الجهل ان تختار ان تكون جاهلا ثم آآ تختار دائما الامور التي فيها مشقة في اي فتوى. يعني اذا اختلف العلماء هذا حلال او حرام تختاروا دايما انه حرام لتتركه حتى تخالف هواك دون ان تتعب في طلب العلم لتعرف هل هو حرام آآ او حلال هذا هو النوع الاول ان يبقى الانسان جاهلا ثم يعبد الله على جهل او يختار المشقة النوع الثاني هو ان تظن ان المشقة مطلوبة شرعا فكلما كان العمل فيه مشقة كلما كان اعظم اجرا فبالتالي انت تظن ان الله يريد منك ان تشق على نفسك حتى لو كانت هذه المشقة في عمل غير مشروع. فهذا هو النوع الثاني من الخطأ النوع الثالث من الخطأ هو ان آآ تختار من العبادات بعضا منها فتهتم به دون باقي الواجبات التي تجب عليك من آآ العمل ومن رعاية ابنائك ورعاية اهلك وآآ الانفاق عليهم والقيام بواجبات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الواجبات كما حصل من بعض الصحابة كآب الدرداء رضي الله عنه. الذي كان يعتني بصيامه وقيامه وتسبيحه وذكره وقرآنه. وآآ اهمل اهل بيته بيته الى ان علمه سلمان رضي الله عنه واقر النبي صلى الله عليه وسلم سلمان في فعله وقال صدق سلمان. وفي رواية وان كانت فيها ضعف يعني قال فسلمان افقه منك لما اخبره سلمان ان لربك عليك حقا وانا لاهلك عليك حقا وانا لنفسك عليك حقا وان لزورك عليك حقا فاعط كل كل ذي حق حقه الى اخر الحديث وهذا من اشرف احاديث الاسلام التي تبين التكامل بين الحقوق والواجبات وان العبد حتى يرضي الله تبارك وتعالى ينبغي ان يعلم ما هي الواجبات عليه ثم يجتهد في ان يسدد ويقارب فيها بشكل متكامل فهذه انواع من من الخطأ في طريق العبادة الاول هو ان تعبد الله على جهل والثاني ان تختار المشقة بغض النظر هل هذا العمل مشروع ام لا الرهبانية المبتدعة في النصارى او الامر الثالث آآ تقصر في الواجبات عليك آآ بحجة انك تهتم ببعض العبادات وكل هذه الامور جاء التحذير منها في كتاب الله وجاء التحذير منها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم نلاحظ هنا في حديث الورع اللي هو طبعا لفظ الورع ولفظ الزهد لم يأتيان في احاديث صحيحة وانما جاء في بعض الاثار وهو وهما مشهوران عن التابعين واللفظ الصحيح والتقوى. يعني اللفظ الصحيح الجامع لهذه المعاني هو لفظ التقوى. فلفظ التقوى فيه الدلالتان. العمل الطاعة وترك المعصية او ترك ما لا ينفع فهذا هو اللفظ الادق. لكن ابن تيمية هنا مع ذلك يفسر لك هذه الالفاظ تفسيرا نلاحظ يا شباب في هذا في الحديث اللي هو من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. نلاحظ اولا انه استعمل لفظ التقوى ولم يستعمل لفظ الورع بهذا التنبيه مهم يا شباب وهو محاولة استعمال الالفاظ الشرعية آآ في الالفاظ الشرعية والمعاني الشرعية لماذا الشباب؟ لان الالفاظ الشرعية يعني اولا جاء بها الوحي. ثانيا هي الاضبط الزهد والورع هذه امور لا تنضبط لكن التقوى تنضبط الامر الثاني يا شباب نلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم هنا بين ان الناس قسمان اه يعني الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. اذا هناك من يعلمون ان هذا الامر ليس شبهة وانما هو حرام او حلال فاذا الانسان لا يحمد لكونه اتقى الشبهات عن جهل وانما يحمد الانسان اذا طلب العلم فعرف هل هذا حلال ام هذا حرام؟ فبالتالي فرق بين ان يجتهد الانسان كانوا في طلب العلم ليعرف آآ الحلال من الحرام فيعبد الله على بصيرة وبين ان يختار دائما ان يترك الامر الذي يشتبه علي. نعم قد يبقى للانسان بعض الامور التي تشتبه عليه لكن ان يكون دينه كله هكذا في كل الامور وفي كل العبادات وفي كل آآ في التجارة وفي البيع وفي علاقته بزوجته وفي علاقته بجيرانه في كل شيء يختار دائما ان يتقي الشبهات. لا يجب عليه ان يتعلم ثم اذا اشتبه عليه شيء في ترك ذلك فهو ابرأ لدينه وعرضه. طيب آآ قال ابن تيمية اما الورع عما عما لا مضرة فيه او فيه مضرة مرجوحة. يعني احيانا يكون الشيء لا مضرة فيه ثم تتورع عنه او تكون فيه مضرة لكن المصلحة فيه اعظم فابن تيمية يقول التورع عن مثل هذا جهل وظلم ثم بين رحمه الله قال اه فهي ثلاثة اقسام لا يتورع عنها المنافع المكافأة يعني فيه منفعة وفيه مضرة وفيه تكافؤ بينهم يبقى تعمل هذا الامر والراجح يعني آآ هي ارجح من المضرة والخالصة يعني هي منفعة تامة لا لا مشكلة فيها. قال الاول كالمباح المحض والثاني كالمستحب والثالث كالواجب اذا هذه الامور الورع عنها هو هو ضلالة وليس من السنة. وانما يتورع الانسان عما يضره او ما يفضي الى ضرره. آآ او كان وسيم آآ لضرره اما ما ليس كذلك فالورع فيه هو تعذيب للنفس او ترك للواجب طيب قال رحمه الله وانا اذكر هنا تفصيل ذلك فاقول الزهد خلاف الرغبة. يقال فلان زاهد في كذا وفلان راغب في كذا هي من جنس الارادة فالزهد في الشيء انتفاء الارادة له اما مع وجود كراهته واما مع عدم الارادة والكراهة. بحيث لا يكون لا مريدا له ولا كارها له وكل من لم يرغب في الشيء ويريده آآ فهو زاهد فيه. يبقى هو يتكلم هنا يا شباب عن الايه؟ عن دلالة لفظ الزهد ولفظ الزهد هو خلاف الرغبة. نضرب لها مثال كده بسيط يا شباب. تصور كده انت ماشي في الشارع مثلا وشفت عربية سيارة يعني فخمة مرسيدس بي ام دبليو اي سيارة فالانسان الذي يرغب في هذه الامور سيرى نفسه اه ليس زاهدا فيها. يعني هيلاقي نفسه بيبص على السيارة ومهتم جدا بها ولحد ما السيارة تغيب عن نظره. في شخص اخر ممكن يعدي امامه كل انواع السيارات وهو اساسا لا يلتفت اليها. يعني هو مش في دماغه بالمناسبة الزهد يكون في الامور النافعة وغير النافعة. بالعكس ممكن مثلا شخص يجد دورة متميزة في علم من العلوم متقنة ويزهد فيها. يمكن ان ياتي يوم عرفة مثلا وفيه صيام وفيه فضل عظيم ويزهد في صيام يوم عرفة يمكن ان يكون عنده كتب عظيمة في المكتبة ويزهد في قراءتها يمكن ان يكون امامه المصحف ليل نهار يزهد في قراءة القرآن. الزهد هو خلاف الرغبة كل شيء لا ترغب فيه فانت زاهد فيه. سواء كان شيئا نافعا او غير نافع واضح يا شباب؟ يبقى بالتالي الزهد هنا ليس ليس خاصا بالامور غير النافعة. يمكن ان يكون الانسان لضعفه او لكسله او لجهله آآ او لانشغاله يزهد عن امور تنفعه بل هي اخص ما تنفعه. ويمكن ان يرغب في امور تضره. يعني الانسان اللي ليل نهار ماسك الموبايل وبيتابع اخبار تافهة او بيشاهد اشياء غير نافعة او اشياء محرمة. هذا انسان راغب فيما يضره وزاهد فيما ينفعه فبالتالي الزهد خلاف الرغبة قال وكما ان سبيل الله يحمد فيه الزهد فيما زهد الله فيه من فضول الدنيا فتحمد فيه الرغبة والارادة لما حمد الله الله ارادته والرغبة فيه. ولهذا كان اساس الطريق الارادة ولهذا كان اساس الطريق الارادته. كما قال تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وقال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. ونظائر متعددة. النظائر هي الايات التي تدل على نفس المعنى او فيها نفس اللفظ مثلا من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه. اذا نركز هنا يا شباب ان الزهد ان الزهد آآ يعني فيه دلالتان. الاولى ان تزهد فيما لا ينفع وان ترغب فيما ينفع. فالزهد هو الارادة وعدم الارادة. فالانسان الذي يزهد فيما يضره ولا يرغب فيما ينفعه فهذا زهد ناقص. يعني الانسان الذي يتقي المحرمات لكن لا يفعل الواجبات هذا هذا زهد ناقص وهذه تقوى ناقصة. واضح وكذلك من يرغب او اسوأ منه من يرغب في الامور التي تضره ويزهد في الامور التي تنفعه. لذلك جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم الجامع وهو يمكن ان تكتبه هنا من المقالات الجامعة احرص على ما ينفعك هذا الحديث يا شباب فيه ثلاث مقاطع. كل مقطع منها يعني يكفي في دورة تنمية بشرية كاملة شف تلت يعني لو صح عندنا فكرة التنمية البشرية اللي هي تنمية القدرات والمواهب. فيكون الارشادات التي جاءت في الوحي وعلى لسانه النبي صلى الله عليه وسلم اعظم ما جاء في هذه التنمية احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. هذه الثلاثة عظيمة جدا. ثم بعد ذلك اذا اصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا يتحدثون على ماذا؟ اولا ان يكون عندك حرص ارادة عزم قوة نشاط هذا هو الاساس. ثم بعد ذلك ان تنظر في الشيء الذي تريد ان تحرص عليه او تريد ان تزهد فيه. هل هو نافع لك ام لا هل نفعه اعظم من ضرره ام لا؟ هل يوجد فيه ضرر؟ وما قدر ضرره؟ هل يشغلك عن امور انت منه ام لا؟ يبقى احرص على ما ينفعك. طيب الامر الثاني استعن بالله يعني ان تجعل حرصك هذا مصحوبا بان بان تفتقر الى الله تبارك وتعالى في انجازه وعمله. وبعد ذلك لا اتعجز يعني لا تقصر فيما تستطيعه من الاسباب التي تؤديك الى هذا تؤدي بك الى الامر الذي تريده. يعني ان كنت تريد ان تتعلم كتاب الله فقد حرصت على ما ينفعك يبقى لك ان تستعين بالله وان تأخذ بكل الاسباب المتاحة والا تقصر فابن تيمية هنا يبين ان باب الزهد مبني على الارادة ان تريد وان تطلب ما يرضي الله والا تطلب او تترك ما لا يرضي الله قال رحمه الله كما رغب في الزهد وذم ضده في قوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وقال تعالى الهاكم التكاثر السورة. وقالت وتأكلون التراث اكلا لما وتحبون المال حبا جما. وقال ان الانسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد. وانه لحب لحب الخير لشديد. الخير هنا بمعنى المال يعني وقال تعالى انما الحياة الدنيا لعبوا وله وزينة وتفاخر بينكم. وهذا باب واسع ما هو مقصود الامام من هذه من هذه المقدمة يا شباب؟ هذه المقدمة يبين فيها الامام رحمه الله ان الارادة والزهد ينبغي ان يبنيان آآ ان يبني على كتاب الله. يعني ما رغب الله فيه فلا يجوز ولا يصح ان تزهد فيه وما زهد الله فيه وصغر امره وحقر شأنه فلا يجوز ان تطلبه ولا يجوز ان يكون غاية لك كما تكلمنا في الدرس السابق. اذا كان الله سبحانه وتعالى قال وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وبين انك تأخذ نصيبك من الدنيا ولا تنسى الاخرة. وان تجعل الاخرة هي عملك وغايتك ومطلوبك فكيف تزهد بعد ذلك في الاعمال الصالحة التي تسعدك في الاخرة؟ وترغب في الاعمال غير النافعة او التي تضرك في الدنيا والاخرة فهذا امر مهم جدا وهو ان ابن تيمية يقول ان باب الزهد او الرغبة او الارادة ينبغي ان يكون مرجعه الى الوحي. فما دل الوحي وعلى انه امر نافع فلا يحل ان تزهد فيه. بل يجب عليك ان تطلبه وان تجتهد في طلبه وان تأخذ باسبابه. وان تستعين بالله تبارك وتعالى في انجازه. وما صغر الوحي شأنه او حقر امره فلا يجوز ان يكون غاية لك. ويشرع لك ويستحب لك ان تزهد فيه قال رحمه الله وانما المقصود هنا تمييز الزهد الشرعي من غيره. وهو الزهد المحمود وتميز الرغبة الشرعية من غيرها وهي الرغبة المحمودة فانه كثيرا ما يشتبه الزهد بالكسل والعجز والبطالة عن الاوامر الشرعية وكثيرا ما تشتبه الرغبة الشرعية بالحرص والطمع والعمل الذي ظل سعي صاحبه. نعم يعني هنا ابن تيمية يريد ان يقول لك اذا لم تطلب العلم ولم تفقه الوحي فان زهدك قد يكون في امور نافعة بل قد في امور واجبة. وكذلك العكس اذا لم تعلم الارادة الشرعية والرغبة الشرعية فربما ترغب في امور تضرك او ترغب في امور زهد فيها الوحي ويشتبه معك الرغبة بالحرص والطمع ونحو ذلك قال رحمه الله واما الورع فهو اجتناب الفعل واتقاؤه والكف والامساك عنه. والحذر منه. وهو يعود الى كراهة الامر والنفرة منه والبغض له وهو امر وجودي ايضا. وان كان قد اختلف في المطلوب بالنهي. هل هو عدم المنهي عنه او فعل ضد واكثر اهل الاثبات على الثاني فلا ريب انه لا يسمى ورعا ومتورعا ومتقيا الا اذا وجد منه الامتناع والامساك الذي هو فعل ضد المنهي عنه آآ قال والتحقيق انه مع عدم المنهي عنه يحصل له عدم مضرة الفعل المنهي عنه. وهو ذمه وعقابه ونحو ذلك ومع وجود الامتناع والاتقاء والاجتناب يكون قد وجد منه عمل صالح وطاعة وتقوى فيحصل له منفعة هذا العمل من حمده وثوابه وغير ذلك فعدم المضرة لعدم السيئات ووجود المنفعة لوجود الحسنات. نشرح هذه الفكرة يا شباب بمثال بسيط جدا هو الان يكلمك عن الورع. الورع هو التقوى. ان تتقي الشيء وتقوى الشيء معناها انك علمت من هذا الشيء امورا تجعلك تزهد فيه وتتورع عنه وتتركه وتتقيه يبقى اذا يا شباب الزهد او الورع مبنيان على عن العلم. اضرب لكم مثال بسيط خالص في طبيب مثلا طبيب قلب راجل مشهور ومتميز آآ في في طب القلب وجد عددا كبيرا جدا من الناس يمرضون بسبب مثلا اكل الزيوت او الوجبات السريعة آآ اول آآ او السكر الكثير او الخبز الخبز الكثير مسلا. بعد ذلك هذا الرجل اذا رأى افخم انواع الحلويات او مثلا افخم الاكلات السريعة فانه يتورع عنها ويزهد فيها زهد وهذا مبني على انه رآها على صورتها الحقيقية غيره من الناس لا يعرف ما فيها من الضرر. هو يرى منظرها جميل شكلها جميل وطعمها جميل. فبالتالي هو لا يزهد فيها لا يملك نفسه ان يزهد فيها اما هذا الطبيب فرآها على صورتها الحقيقية. وعرف ان ما هي عليه من الشكل او لذاذة الطعم هذا مجرد زخرف وان ضررها اكثر من لذتها. واضح يا شباب؟ فحينها تكون سهلة عليه ان يتركها. سهلة عليه جدا ان يتركها وان يتورع يا رب تقعده قدام بوفيه مفتوح مليء بكل الاكلات اللي شكلها جميل لكن فيها ضرر. ولا هنا لماذا؟ لان هذا الرجل عرف ما فيها من الضرر وآآ هو يحب نفسه ويحب الخير لها ويخاف على صحته فبالتالي يعلم ان كل ما يضر صحته فلا يصح ان يفعل لو حتى لو كان يشتهيه. اذا هل الزهد او الورع معناه ان آآ عدم الهوى او عدم الشهوة؟ لأ يمكن ان يكون الانسان مشتهيا لشيء لكنه يتركه يتقيه يتورع عنه يزهد فيه لكونه يعلم ان ضرره اكثر من نفعه. بالضبط يا شباب كما حصل ليوسف عليه السلام دعته المرأة ذات المنصب والجمال قال اني اخاف الله. وقال السجن احب الي مما يدعونني اليه كيف يكون السجن احب اليه من ذلك؟ لانه رأى هذه الفاحشة على صورتها الواقعية فرآها انها فاحشة وجهل وظلم وآآ تؤدي الى ما لا يرضي الله الا تصرف عني كيدهن. اصبو اليهن واكن من الجاهلين. يعني اذا صبوت يعني ملت اليهن فساكون من الجاهلين. قد يحصل له لذة بالتأكيد لكن هذه اللذة عابرة. ومضرة هذا الفعل اعظم واعظم. فمن هنا اتقى هذا الامر وان كان يشتهيه اذا يا شباب نحن عندنا هنا امور الانسان حتى يتورع حتى يتورع او يزهد في شيء لابد ان يكون عالما بهذا الشيء تمام؟ نضرب مثال يا شباب. انت حينما وبالعكس الارادة كذلك الانسان حينما يريد شيئا لابد ان يكون يعرف فوائده. واضح؟ فانا الان اضرب لكم امثلة بالامور العادية يعني مسلا اضرب لكم مثال بالاكل او بالرياضة او مثلا بالعادات السيئة لماذا يا شباب؟ لان الانسان لا يريد ان ينجح فقط في ان يقوم بالعبادات لا هو يريد ان يحيا حياة طيبة. هذه الحياة الطيبة يريد فيها ان يكون جسمه قويا يريد ان يكون فيها عقله ذكيا يريد ان يكون منظره منظرا حسنا فبالتالي انا اتحدث هنا حتى عن جوانب الحياة العادية في معاملتك مع اهلك مع ابنائك في لبسك في شكلك في جسمك فهذه الامور تنتظم على سياق واحد، يعني ينبغي ان ينجح الانسان في ذلك كله. والنبي صلى الله عليه وسلم نبه على ذلك كما قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. فكثير من الناس يهمل في صحته ولا يحسن استثمار فراغه. اذا يا شباب الامر الاول في مسألة التقوى او الورع او الزهد هو العلم ان تعلم بالشيء الذي تريد ان تطلبه او بالشيء الذي تريد ان تزاد فيه. يعني انت مثلا حينما يقول لك رجل آآ تعالى اشتغل عندي يوم كامل وساعطيك جنيها. هاديك جنيه انت بتبص للجنيه في منفعة صح ولا لأ؟ فيه منفعة. كويس مش وحش. تمام اه لكن انت هتتعب قدام الجنيه ده يوم كامل. يبقى التعب اللي في الجنيه ده عشان احصل عليه ما يستاهلش ابدا الجنيه. لأ يبقى العمل ده لا يستحق. بينما اذا قال لك رجل انت هتشتغل عندي هتاخد في اليوم الف جنيه وتشتغل شغل متعب. الشغل متعب صح. فيه تعب. لكن يستاهل يبقى اول شيء بيحرك يا شباب هو ماذا؟ هو العلم انت حينما تعرف مثلا ان الوضوء ان الوضوء بعد كل حدث يعني لو الانسان احدث انتقض وضوءه بحدث او دخل الحمام آآ وتوضأ ثم صلى ركعتين ان هذا من افضل الاعمال الصالحة التي جعلت بلال بن رباح رضي الله عنه يكون آآ مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة او يسمع النبي صلى الله عليه وسلم دف نعليه آآ بيته بين يديه في الجنة. لما انت تعرف كده هذا يحمسك على الا تبقى آآ بغير وضوء. يعني ان تبقى دائما متوضأ. فيها شيء من المشقة نعم فيها شيء من المشقة لكن ما فيها من الخير وفيها من الثواب وما فيها من القوة والنشاط هو الذي يجعلك بها وان كان فيها نوع من التعب. اذا يا شباب نحن عندنا هنا اتجاهان. الاتجاه الاول هو الاشياء التي تطلبها. قد يكون فيها شيء من التعب قد يكون فيها شيء من المشقة. نعم مثل قيام الليل ومثل صلاة الفجر في جماعة. ومثل البقاء على وضوء. ومثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر منكر ومثل الجهاد. لكن ما الذي يجعل العبد يصبر على بعض هذه المشقة او يصبر على هذه المشقة ان ينظر الى هذا العمل وما فيه من المنفعة واضح يا شباب؟ كما قال الله كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم انتم لا تعلمون. طيب في العكس لماذا يزهد الانسان في كثير من الامور التي يقدر عليها هو وفيها شيء من اللذة. لماذا يزهد فيها لانه يعلم ان الضرر فيها غالب وان هواه هذا لو اطاعه فانه سيضر نفسه. فيزهد في كثير من الاعمال يزهد في الزنا ويزهد في قول الفواحش ويزهد في الكذب ويزهد في المأكولات التي تضر صحته. ويزهد في ان يضيع وقته فيما لا يرضي الله. لماذا يزهد هذا الزهد ولماذا يتورع هذا الورع؟ للعلم العلم واليقين هما اللذان يصبران العبد قال الله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون اذا يا شباب المقدمة الاولى الصبر عما لا ينفع والصبر على ما ينفع مبدأه العلم واليقين الامر الثاني يا شباب هو ان ان ترى الاشياء على صورتها الشرعية يعني ان تزن الاشياء بميزان الوحي وليس بميزانك انت يعني ما جعله الوحي سهلا او حقيرا او آآ لا منفعة فيه يجب ان تنظر اليه انت كذلك. وما جعله الوحي عظيما يجب ان تعظمه. ويجب ان تحزن على فواته. ويجب ان تطلب حصوله ويجب ان تصبر عليه بهذا الامر الثاني مهم جدا يا شباب يعني مثلا انت حينما تنظر الى رجل مسكين فقير لكن هذا الرجل مؤمن فيجب ان تحبه لايمانه وان كان هذا الرجل مثلا بليدا. وان كان ضعيف الزكاء. وان كان فقيرا او مسكينا او فاشلا في عمله يجب ان تحبه من هذه الجهة لان الشرع جعل هذا اعظم ميزان لاي عبد. الايمان والكفر واضح كده؟ قال اولئك هم خير البرية. وقال اولئك هم شر البرية فاذا يا شباب هذا امر مهم جدا. ان تنظر الى كل شيء بميزان الوحي. لذلك الله سبحانه وتعالى كثيرا ما يبين ذلك فيقول اعلموا ان الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم الى اخر الايات فبالتالي يا شباب هذا هو الامر الثاني ان تنظر الى الاشياء بميزان الوحي تمام يا شباب؟ فاذا آآ نظرت اذا علمت ما فيها ونظرت اليها بميزان الوحي يبقى لك قوة الارادة اعظم شيء تنميه في نفسك هو الارادة والعزم. ان تأخذ بمعالي الامور وان تعلم انك ان اطعت هواك او اطعت فانك تضر نفسك يعني الانسان اللي مطنش ومكبر دماغه بياكل زي ما هو عايز يعني بيهمل في صحته ولا يهتم بشأني حتى صحته او وقته فانه لابد ان ينتهي الى امراض او الى فشل في الدراسة او الى آآ آآ تأخر في عمله آآ او غير ذلك من الامور. هذا في امور في الامور الدنيوية. حتى في الامور الدينية. اذا اهمل عباداته او او قصر في واجباته فانه يأثم. وهكذا طيب يبقى احنا عندنا هنا يا شباب ثلاثة امور مهمة. الامر الاول ان آآ العلم واليقين قبل العمل والامر الثاني ان تنظر الى الامور بنظرة شرعية والامر الثالث هو قوة الارادة والعزم الامر الرابع يا شباب هو التعويض التعويض يعني ان الانسان اذا قصر في باب ما الاستاز فرج بيسأل هل يؤجر الانسان فيما اذا تورع عما لا يقدر عليه بمجرد ان يأتي؟ تقصد يعني عما يقدر عما لا يقدر عليه من امور الحرام يعني نعم الانسان لا يلزم ان يكون قادرا على الحرام ثم يزهد فيه حتى يكتب له عند الله اجرا اجر لا يكفي ان ان يتقي الانسان هذه الامور لكون الله حرمها واضح كده؟ لكن يعظم اجره كلما كان قادرا عليها وتركها لله لكن ليس معنى ذلك ان يطلب ذلك البلاء ثم يتركه لله هذا ليس صحيحا قال رحمه الله آآ فتلخص ان الزهد من باب عدم الرغبة والارادة في المزهود فيه. والورع من باب وجود النفرة والكراهة للمتورع عنه يعني بيقول الزهد هو عدم الرغبة والورع هو وجود النفرة يعني يكرهه يكره هذا الشيء وطبعا يا شباب كما قلت لكم ليس معنى هذه الكراهة ان تكون كراهة في نفسك وانما ان تكره كراهة شرعية. يعني يمكن ان تهواها يعني يمكن ان تهوى هذا الشيء لكنك تكرهه لوجه الله واضح وهذا سبق ان ذكرناه ان الانسان اذا ترك هواه لله فانه يعظم اجره قال رحمه الله وانتفاء الارادة انما يصلح فيما ليس فيه منفعة خالصة او راجحة. باقي ان احنا نبين فكرة هل آآ هل الكراهة او هل الورع وهو بيتكلم هل هو امر وجودي ام امر عدمي؟ هو فيه وجود وفيه عدم. يعني ليس المراد فقط يا شباب هو ان تترك ما لا يرضي الله وانما المراد ان تفعل ما يرضي الله. يعني هم مختلفون هل الامر المنهي عنه امر تركي عدمي مثلا الله اراد منك الا تزني والا تسرق والا تكذب هل هذا امر عدمي؟ لا هو كذلك فيه امر وجودي. وهو الامتناع والامساك فهذا امر وجودي. واضح وان كان هذا يعني عامته يرجع الى الخلاف اللفظي قال رحمه الله واما وجود الكراهة فانما يصلح فيما فيه مضرة خالصة او راجحة فاما اذا فرض ما لا منفعة فيه ولا مضرة او منفعته ومضرته سواء من كل وجه. فهذا لا يصلح ان يراد ولا يصلح ان يكره. يعني شيء مستوي الطرفين فيصلح فيه الزهد ولا يصلح فيه الورع. فظهر بذلك ان كل ما يصلح فيه الورع يصلح فيه الزهد من غير عكس. يعني الانسان كل ما يتورع عنه الانسان يزهد فيه كل ما يتورع عنه الانسان يعني يكره او ينفر عنه. اكيد هيزهد فيه واضح؟ لكن هل كل ما يزهد فيه يتورع عنه بمعنى يكرهه؟ لأ. يمكن ان يكون يحبه لكنه يزهد فيه لعدم منفعته له او لانشغاله بغيره قال رحمه الله وهذا بين فان ما صلح ان يكره وينفر عنه صلح الا يراد ولا يرغب فيه فان عدم الارادة اولى من وجود الكراهة ووجود الكراهة مستلزم عدم الارادة من غير عكس. الانسان يكره الشيء فلا يريده. لكن الانسان لا يريد الشيء. هل يلزم ان هو يكرهه؟ لأ ممكن انا مثلا لا اريد ان اكل الان لكني لا اكره الاكل آآ لا اريد مثلا ان آآ ان اقوم بفعل الان وان كنت لا اكره. فالزهد لا يستلزم الورع. يعني ممكن الانسان يزهد في اشياء وهو لا يكرهها لكن كل شيء يكرهه الانسان يزهد فيه واضح هذا اذا كان انسانا عاقلا يعني احيانا يفعل الانسان الانسان شيئا هو يرغب فيه وان كان يعلم انه يضره. يعني كان فيه راجل اعرفه الدكتور كان مريض هو مرض شديد جدا والدكتور حذره من ان هو يأكل الفسيخ والرنجة والحاجات دي والدكتور قال له انت حياتك في خطر يعني ممكن تموت. لو اكلت حاجة من دي. وهو اساسا كان محجوز في المستشفى. بسبب ان هو اكل فسيخاية. كان مخبي الفسيخاية من ورا مراته كده في المطبخ كان دافنها كان دافنها تحت البلاطة متصورين دافنها تحت البلاطة مراته صحيت لقيته ايه مرمي كده في الارض بيتشنج وهي ما تعرفش هو متشنج من ايه هو طبعا آآ كان مخبي الفسيخاية. وطبعا قام غسل بقه وعمل سنانه وكأن ما فيش حاجة حصلت ورش ريحة. فيعني اخفى اثار الجريمة بعد آآ زوجته ودته المستشفى الدكتور قال لها جوزك اكل حاجة فقالت له لأ ابدا ده انا مانع عنه كل حاجة المهم الست طبعا الحمد لله يعني جوزها آآ مات. الله يرحمه يعني آآ جوزها مات بعد مدة بتبص في المطبخ لقت بقايا الفسيخاية مدفونة تحت بلاطة في المطبخ. تصور يعني. يعني الدكتور قال له انت هتموت لو كلت الفسيخاية دي ومع زلك كلها فممكن الانسان آآ يفعل ما يتأكد انه يضره للحزة عابرة من الايه؟ من من الفرح او من من اللذة وينسى ما يحصل له اه قال رحمه الله وليس كل ما صلح الا يراد يصلح يصلح ان يكره بل قد يعرض آآ من الامور ما لا تصلح ارادته ولا كراهته ولا حبه ولا بغضه ولا الامر به ولا النهي عنه قال وبهذا يتبين ان الواجبات والمستحبات لا يصلح فيها زهد ولا ورع يعني طبعا هذه نتيجة معروفة. ان اي شيء مستحب او شيء واجب لا يصح ان تزاد فيه. وانما هذا ينبغي ان تطلبه وان تريده. قال واما محرمات والمكروهات فيصلح فيها الزهد والورع. واما المباحات فيصلح فيها الزهد دون الورع. ركز بقى في الفكرة دي يا شباب اما المباحات ينفع انك تزهد فيها لكن لا يصح ان تكرهها وان تنفر عنها ممكن تزهد فيها الشيء مباح مثلا مباح انك تشتري مثلا ملابس مباح انك انت تلعب كورة مباح انك انت تتفسح فممكن انك انت تزهد في هذه لانشغالك بامور مهمة صح لكن لا يجوز لك ان تكره ذلك لان هذا ليس مكروها شرعا واضح كده يا شباب؟ يمكن ان تزهد في اكل اللحم مش عايز تاكل لحمة او مش عايز تاكل سمك مش عايز تاكل جمبري مش عايز تاكل فراولة براحتك لكن لا يجوز ان تكره ذلك كراهة شر هذا ليس صحيحا يا شباب لا يصح ان تتعبد الى الله بهذا فهمت كده؟ يعني دلوقتي لما قال شخص آآ اني لا اتزوج النساء في الحديث الصحيح اللي هو الرجل الذي اراد ان يصنع عبادة فيها مشقة. لماذا؟ اه هل هذا الرجل يعني حرام عليه هذا القول من جهة انه لا يتزوج لأ ممكن الانسان لا يتزوج عادي. الانسان لا يأثم اذا لم يتزوج يعني لا يجب عليه الزواج. الا ان يكون سيقع مثلا في فواحش. في واحد مش عايز يتجوز. خلاص. او ما تزوجش لم يتزوج فهذا لا يأثم لكن لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن فعل هذا الرجل. لانه ترك الزواج تقربا الى الله فهنا هذا يأثم عليه. لا يجوز ان تتقرب الى الله بما لم يجعله الله قربة فممكن انسان ما بيحبش اللحمة خلاص ما تاكلش ما بيحبش السمك. او مسلا بيخسس او ما لوش مزاج ياكل براحتك. لكن لا تتقرب الى الله بان تورع في شيء لم يرد الله منك ان تتورع فيه. فهمنا الفكرة دي يا شباب؟ ركزوا بقى يبقى يمكن ان تزهد في المباحات الناس اللي رايحين يلعبوا كورة ما تروحش تلعب مثلا ناس رايحة تتفسح ما تتفسحش. براحتك عادي الناس بتاكل لحمة ما تاكلش براحتك. لكن ان تتقرب الى الله بهذه الترق وهذا الورع فهذا ليس صحيحا وليس ورعا شرعيا. اذا يا شباب لا تلازم بين الزهد والورع يمكن ان تزهد في شيء وانت لست متورعا عنه. ليه يا شباب؟ لان التورع معناه انك تكرهه اه او تنفر منه ويجب ان يكون كراهتك ونفرتك تابعة للايه؟ للشرع. وليس لهواك. قال وهذا القدر ظاهر تعرفه بادنى تأمل. اما الشأن فيما اذا تعارض في الفعل هل هو مأمور به او منهي عنه او مباح وفيما اذا اقترن بما جنسه مباح ما يجعله مأمورا به او منهيا عنه او اقترن بالمأمور ما يجعله منهيا عنه وبالعكس عند اجتماع المصالح والمفاسد والمنافع والمضار وتعارضها تحتاج يحتاج الى الفرقان. يبقى هنا ايه؟ ابن تيمية يعني هحط لك قاعدة المحرمات والمكروهات يصلح ان تزهد فيها وان تتورع عنها. صح لانها مكروهة ومحرمة شرعا او مكروهة فقط تمام؟ والواجب والواجبات والمستحبات لا يجوز لك لا ان تتورع عنها ولا ان آآ تزهد فيها بقي ماذا؟ بقي المباحات. يبقى احنا عندنا خمس امور يا شباب الواجب والمستحب من جهة والمحرم والمكروه من جهة والمباح من جهة ثالثة. الواجب والمستحب لا يجوز لك لا ان تزهد فيه ولا ان تتورع عنه تمام والمحرمات والمكروهات يجب او يستحب على اختلاف الدرجة الزهد فيها والورع عنها بقي المباحات المباحات يجوز لك ان تزهد فيها لكن لا يجوز لك ان تتورع عنها. واضح كده؟ طيب اذا يعني الامر الواحد كان فيه يعني تنازع بين مصلحة ومفسدة. بين منفعة ومضرة فهنا يجب الايه؟ يجب الفرقان. واضح يا شباب طيب ابن تيمية هنا يا شباب دخل في قاعدة مهمة جدا وهي هل الثواب على قدر المشقة هذا هذا فرع عن فكرة الزهد والورع. ان الانسان قد يختار اه في الزهد ان يزهد او يتورى عن امور يحتاجها او يحرم على نفسه الطيبات تحريما ليس شرعيا. يعني يأتي الى اشياء مثلا فيحرمها على نفسه. كمان يحرم على نفسي اكل اللحم تقربا الى الله. او يحرم على نفسه الزواج تقربا الى الله. وكان يمدح الواحد منهم فيقال ما ذبح ولا نكح وهذا يمدح به لكونه اختار المشقة. فعندنا هنا جهتان يا شباب. الجهة الاولى جهة ما تحتاجه النفس. والامر الثاني جهة العبادة. فعندنا هنا الله سبحانه وتعالى نهى ان نحرم الطيبات على انفسنا تقربا الى الله او ان نحرمها على الناس والامر الثاني ان نختار المشقة المبتدعة في العبادة وهذه هي الرهبانية المبتدعة التي كان عليها النصارى والتي نهانا الله سبحانه وتعالى ان نتبعهم فيها واضح يا شباب؟ ان ابن تيمية سيتكلم عن هذه الفكرة قال رحمه الله وقول بعض الناس الثواب على قدر المشقة ليس بمستقيم على الاطلاق يعني ليس على اطلاقه يعني قد يصح في بعض الاحوال دون بعض كما قد يستدل به طوائف على انواع من الرهبانيات والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما احل الله من الطيبات ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال هلك المتنطعون يعني المتكلفون يعني او اللي هم المغالون قال لو مد لي الشهر لوصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم. يعني يجعل المتعمقين اللي هم يعني يغلون في العبادة يتركون تعمقهم. قال مثل الجوع او العطش المفرط الذي يضر العقل والجسم. ويمنع اداء واجبات او مستحبات انفع منه وكذلك الاحتفاء والتعري لاحتفاء اللي هو عدم لبس النعل يعني. حافي يمشي حافي يعني. والتعري والمشي الذي يضر الانسان بلا فائدة. مثل حديث ابيه اسرائيل الذي نذر ان يصوم وان يقوم قائما ولا يجلس ولا يستظل ولا يتكلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليجلس وليثم وليستظل وليتكلم وليتم صومه. رواه البخاري وهذا باب واسع قال واما الاجر على قدر الطاعة فقد تكون الطاعة لله ورسوله في عمل ميسر. طيب نشرح الاول هذه الفكرة يا شباب ثم ندخل في الوجه الشرعي او صواب هذه القاعدة. ابن تيمية الان يا شباب ينتقد هذه القاعدة وهي قاعدة موجودة آآ يعني عند من سبقنا كانت موجودة في اه عند موجودة عند كثير من اه اصحاب الديانات موجودة عند البوذيين عند النصارى. اه عند النصارى بشكل اكثر هي فكرة المشقة. والمشقة في جهتين يا شباب في تحريم الطيبات او في التعبد الى الله بما فيه مشقة ليست شرعية. يعني ايه شرعية ليست مشروعة بيخترعوا كده مشقة الذي يراجع منكم كتب الكتب التي تكلمت عن تاريخ آآ اوروبا في القرون الوسطى تاريخ الرهبان وما كانوا عليه من العبادات التي فيها مشقة وفيها اختراع وفيها اذى للنفس. كان يجز واحد منهم في مستنقع مثلا فيه ثعابين لتقرصه الثعابين او آآ مسلا تعضوا الثعابين عشان يتقرب بذلك الى الله. او يبقى مثلا اعواما لا يستحم. او مثلا يحمل حجرا ثقيلا او يربط نفسه في حجر او يسكن في كهف او كل هذه الامور التي جعل المشقة فيها مقصودة لنفسها دون ان يعبد الله بالطريق الشرعي او في الاتجاه الاخر آآ او احنا احنا كده ذكرنا الاتجاهين الاتجاه الاول اللي هو تحريم الطيبات اللي هو يعني لا يأكل آآ الطيبات وانما يعيش مسلا على الخبز الناشف او على الماء فقط والزيت آآ ويحرم على نفسه اكل اللحم او الفواكه. او ان هو يشق على نفسه في العبادة. فابن تيمية تكلم عن هذين النوعين. وبين ان النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذين النوعين تحريم الطيبات او التنطع والتعمق والغلو فيه. آآ التعبد الى الله. وكل هذا يرجع الى آآ امرين. الامر الاول عدم العلم بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في ابواب العبادة. او انتقاص هذا الطريق وظن ان الطرق الاخرى يمكن ان تكون اكمل يعني عندنا الضلال من جهتنا شباب. ممكن يكون الضلال بسبب ان الشخص لم يعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم واختار طريقا يتقرب بها الى الله. لكن احيانا يعلم يعني احيانا يعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم لكنه تقالها او يظن انه مع علمه بها يجوز له ان يختار طريقا مشروعة اه حد بيسأل اه هل في لايف سابق في شرح الكتاب؟ نعم اه احنا هذا هو الدرس الرابع احنا عندنا آآ اخذنا آآ ثلاثة دروس في شرح هذا الكتاب وهذا هو الدرس الاخير منها خاص بمعنى الزهد ومعنى الورع تمام يا شباب يبقى احنا عندنا هنا آآ ثلاثة اسباب يمكن ان تجعل العبد يختار طريقا غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم في طريق ولاية الله الاول الجهل الا يكون عالما بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الامر الثاني ان يظنوا ان طريق النبي صلى الله عليه وسلم هي طريق ناقصة وهو يحتاج الكمال ويمكن ان يظن انها ناقصة بناء على ان النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فبالتالي هو لا يحتاج ان يجتهد في العبادة بينما نحن عندنا ذنوب ونحتاج ان تغفر لنا فنختار المشقة في العبادة النوع الثالث هو هو فرع عن الثاني وهو ان يظن بشكل عام ان طريق العبادة يمكن ان يجتهد فيه الانسان من غير آآ آآ طريق النبي صلى الله عليه وسلم سواء رأى هذه الطريق ناقصة ام كاملة. يعني سواء هو نظر الى عبادات النبي صلى الله عليه وسلم على انها ناقصة او كاملة وهذه الامور الثلاثة ردها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عظيم شرحته في اول هذا الكتاب قال لهؤلاء الثلاثة اما انا فاقوم وانام واصوم وافطر واتزوج النساء. يبقى هنا علمهم سنته الامر الثاني انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية. يعني ان طريقي هذا هو اكمل طريق لنيل ولاية الله المقالة الثالثة وهي الحاسمة من رغب عن سنتي فليس مني. ليس ثم طريق للتقرب الى الله الا من طريقي. واضح يا شباب فهنا ابن تيمية بين ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى آآ ان يتعمق الناس تعمقا او تنطعا او غلوا آآ لم يدل عليه الشرع. وطبعا هو اي تنطع او اي غلو لا يمكن ان يدل عليه الشرع لكن آآ المقصود هنا بالتعمق هو المشقة وبشكل عام يا شباب آآ الله سبحانه وتعالى ما جعل علينا في الدين من حرج. وقال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فليس في شرع مشقة مقصودة لذاتها بل الشرع لمصلحة العبد في الدنيا والاخرة. وقد تقتضي تلك المصلحة ما فيه مشقة كالجهاد والصوم. ومثلا الوضوء على المكاره او نحو ذلك من الامور وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا. والنبي صلى الله عليه وسلم كان خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما. يبقى احنا كده وضحنا يا شباب ان العبد ينبغي ان يعرف سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قبل ان يقدم على اي عبادة وقبل ان يقصد التقرب الى الله. الامر الثاني يا شباب ان المشقة ليست مقصودة شرعا. وانما هي امور تبعية. لان النفس قد لا تنصلح الا بشيء من المشقة. قد لا تنصلح يعني يا شباب الانسان مثلا لما بيكون آآ بينضف ايديه مثلا بيغسل ايديه ممكن يكون في حاجة في ايديه مثلا بوهية مثلا او بقعة لا تخرج الا بشيء من المشقة. يعني ممكن ان هو يغسل ايديه كده بقوة وشدة فهذا لمصلحة نفسه لحصول النظافة واضح يا شباب؟ فالله سبحانه وتعالى هذا مثال تقريب يعني. الله سبحانه وتعالى لما شرع لنا العبادات شرع لنا فيها امور تخالف اهواءنا ليس المقصود مجرد مخالفة الهوى وليس المقصود مجرد المشقة. ولكن لان النفس لا تنصلح الا بهذا. فهو كالدواء الدواء لا يصح ان يقول الانسان ان الشريعة كلها مخالفة للهوى. هذا ليس صحيحا. ويصورون ان الشريعة جاءت اه فقط للمشقة وجاءت لي اه ليتعذب العبد حتى ينعم في الاخرة. كل هذه امور مأخوذة من النصارى وفي كتاب جميل لاحسان الهي ظهير اسم الصوفي المنشأ والمصادر حلل فيه هذه الظاهرة اللي هي ظاهرة العبادات او الرهبانية عند صوفية الاسلام. وقارنها بما جاء في كتب النصارى. ووجد التطابق الكبير جدا بين الاثنين وبين ان كثيرا من العباد كان العباد المسلمين كانوا يرجعون الى آآ عباد النصارى ورهبان النصارى ويقلدونهم في ذلك وتعلمون الشباب ان العلمانية او الالحاد قام او احد الامور الاساسية التي قامت بسببها العلمانية والالحاد هي ان يعني النصرانية المبتدعة التي فيها رهبانية تحرم على الناس الطيبات وتشق عليهم في العبادة واضح كده؟ وتبين لهم ان العبد بقدر تنعمه في الدنيا يحرم الملكوت في الاخرة. وكل هذا الباطل الذي كان القرآن ابلغ آآ في بيانه وبيان بطلانه والتحذير منه طيب قال رحمه الله هنا هنا سيبين ابن تيمية القاعدة الاصح قال واما الاجر على قدر الطاعة فقد تكون الطاعة لله ورسوله في عمل ميسر كما يسر الله على اهل الاسلام الكلمتين وهما افضل والاعمال قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. اخرجه في الصحيحين يعني ايه يا شباب يعني هنا الان احنا عندنا القاعدة بتقول الاجر على قدر المشقة. هذه الصحيحة هذه القاعدة ليست صحيحة لا طردا ولا عكسا. يعني ايه يعني لو احنا قلنا ذلك معنى ذلك ان العمل كلما كان اشق كلما كان اجره اعظم وكلما كان فيه يعني آآ ليس فيه مشقة كلما قل اجره هذا ليس صحيحا. ليه؟ يمكن ان يكون العمل ميسرا جدا ويكون فيه اجر عظيم. مثلا لا حول ولا قوة الا بالله كنز من من الجنة كنز من كنوز الجنة. والنبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جويرية ام المؤمنين ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد ان اضحى وهي جالسة قال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت نعم يعني هي تذكر الله كل هذا الوقت. قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم وزنتهن لوزنتهن. يعني ايه؟ يعني بيقول لها انا قلت اربع كلمات بس هي تعدل كل ما قلت. شف هي بتذكر الله وقت قد ايه سبحان الله عدد خلقي سبحان الله رضا نفسي سبحان الله زنة عرشي سبحان الله مداد كلماته. وهذا اللفظ يا شباب اضبط من اللفظ الاخر اللي هو سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسي وزنة عرشي ومداد كلماته اذا يا شباب هذا عمل يسير وفيه اجر عظيم. كذلك ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها. ومن صلى البردين يعني العصر والفجر دخل الجنة. عبادات كثيرة جدا ميسرة وفيها اجر عظيم واضح كذلك المرأة التي سقت كلبا غفر لها. يعني زناها. يعني كانت تفعل الفواحش وهكذا يا شباب الرجل الذي يعني اماطة آآ الاذى عن الطريق والله سبحانه وتعالى غفر له وهكذا. يمكن الله سبحانه وتعالى ان يمن على عبده بعمل يسير يأجره اجرا عظيما. والعكس يمكن ان يتعب الانسان تعبا كبيرا غير شرعي ولا يؤجر على عمله فبالتالي يا شباب آآ قاعدة الاجر على قدر المشقة قاعدة خطأ لانها مبنية على ظن ان المشقة مقصودة شرعا ومبنية على ان العمل كلما كان اكثر مشقة اه الاستاز عبدالرحمن بيسأل في حد سأل اول سؤال هل ترك الاستاز اه نسيم قال هل ترك امر ما لاختلاف الائمة الاربعة عليه؟ ولان احدهم قال بكراهيته وان كان ليس الامام الذي انا على مذهبي؟ هل هذا يندرج تحت ورأى ام انه نوع من التضييق المكروه على النفس. لأ هو الفكرة الفكرة كلها ان الانسان آآ يتقي الله ما يستطيع. يعني انه آآ لا يجعل الهوى هو المحرك له بس اما بقى اذا اذا مثلا كان يتبع الامام احمد رحمه الله ثم وجد قولا للشافعي هو الاقوى خلاص يتبع هذا القول فما فيهاش مشكلة. المهم يعني مش لازم انت تلتزم بمذهب واحد ومش لازم عشان هذا المزهب وافق اه رغبتك يكون خطأ. لأ ممكن يكون فعلا الفتوى الصحيحة هي هي الاسهل لك. يعني مش لازم تكون الفتوى الصحيحة هي المشقة على النفس. يعني فكرة ان الخروج دائما من الخلاف باختيار الاشق هذه فكرة ليست صحيحة. الانسان يتقي الله لا يستطيع الاستاز عبدالرحمن بيسأل هل هذه القاعدة لا تصح طردا ولا عكسا ما معنى طردا وعكسا؟ بص آآ استاز عبدالرحمن الطرد والعكس. يعني مثلا هم قالوا الاجر على قدر المشقة فرض ذلك يعني كلما كان العمل فيه مشقة اكثر كلما كان اجره اعظم. هذا هو الطرد العكس كلما كان العمل المشقة فيه اخف كلما كان الاجر اقل. هو ده معنى كلمة الطرد والعكس. فاهم؟ يعني الطرد هو تطبيق القاعدة والعكس هو عكس القاعدة فاهم؟ يعني مثلا لما ناس يقولوا ايه خرق العادة هو دليل الولاية خرق العادة هو ده يعني لو واحد عمل شيء آآ لا يقدر عليه الناس يبقى ده ولي من اولياء الله فاهم كده؟ فاحنا نقول له هذه القاعدة خطأ ترضا وعكسا. ليه؟ يوجد كفار تخرق لهم العادة مثل المسيح الدجال. مسيح الدجال بيقتل رجل ويحييه واضح كده يعطي الناس اموالا له اشياء كثيرة جدا من الخوارق ومع ذلك هو من اكفر الناس وفي المقابل كثير من اولياء الله الصالحين لا تحصل لهم اي كرامة او خرق عادة فكرة الطرد والعكس اه يعني الطرد هو التطبيق والعكس هو عكس القاعدة طيب يبقى احنا هنا بينا يا شباب ان هذه القاعدة ليست صحيحة والصواب ان يكون الاجر على قدر الاتباع او على قدر منفعة العمل. قال رحمه الله ولو قيل الاجر على قدر منفعة العمل وفائدته لكان صحيحا اتصاف الاول باعتبار تعلقه بالامر والثاني باعتبار صفته في نفسه. والعمل تكون منفعته وفائدته تارة من جديد جهة الامر فقط وتارة من جهة صفته في نفسه وتارة من كلا الامرين. فباعتبار الاول ينقسم الى طاعة ومعصية وبالثاني ينقسم الى سيئة وحسنة. والطاعة والمعصية اسم له من جهة الامر. والحسنة والسيئة اسم له من جهة نفسه ان كان كثير من الناس لا يثبت الا الاول كما تقوله الاشعرية وآآ طائفة من الفقهاء من اصحابنا. يعني ابن تيمية الشباب هنا بيتكلم عن ايه؟ انك انت بتنظر الى العمل من جهتين من جهة منفعة هذا العمل ومن جهة امر الله به. يبقى انت عندك هنا جهتان. جهة آآ الشرع وجهة النظر والتأمل والاعتبار في هذا العمل تمام يا شباب فاحيانا هو طبعا بيتكلمون عن ان الاشعرية الذين ينفون حكمة الله وينفون التحسين والتقبيح العقليين يعني ينفون ان يكون في الاشياء صفات آآ نافعة او ضارة او تمدح او تذم. وانما يرجعون فقط الى الشرع. واحنا اتكلمنا عن الفكرة دي كتير فهو مش وقتها دلوقتي يعني فابن تيمية هنا شباب يريد ان يقول ببساطة آآ الاجر على قدر منفعة العمل وعلى قدر امر الله به واضح يا شباب آآ طيب يعني ايه الكلام ده خلينا نكمل الفقرة قال ومن الناس من لا يثبت الا الثاني. كما تقوله المعتزلة وطائفة من الفقهاء من اصحابنا يعني الحنابلة وغيرهم. والصواب ذات الاعتبارين كما تدل عليه نصوص الائمة وكلام السلف وجمهور العلماء من اصحابنا وغيرهم. نشرح الفكرة يا شباب ابن تيمية هنا يريد ان يقول الله سبحانه وتعالى بعث النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث. اذا الاشياء المحرمة لابد ان يكون فيها مفسدة ومضرة والاشياء المأمور بها لابد ان يكون فيها. حد بيسأل سؤال ممكن ان تصح في حديس السؤال ممكن ان تصح بالنسبة لعمل واحد كالصوم مثلا فمن يصومه وهو يعمل في الحر الا يكون اجره اكبر ممن ينام في صومه؟ ده امر اخر هنتكلم عنه. احنا الان بنتكلم عن آآ عن اصل القاعدة لسة التطبيقات يعني هيأتي معنا تطبيقات ان الانسان اه الذي مثلا يسكن بعيدا عن الكعبة ويتعب حتى يجهز النفقة والزاد ويقطع التذاكر التأشيرة يعظم اجره لكونه تعب اكثر من الذي يسكن بجوار الكعبة. هذا امر اخر هذا تطبيق اخر. نحن الان نتكلم عن القاعدة دون التطبيق سيأتي عندنا نصوص تدل على ان المشقة يكثر بها الاجر. حينما لا يكون امام الانسان الا هذا نوع من من العمل لكن اريد منكم ان تصبروا يعني لم لم ينتهي البحث الى الان طيب يا شباب خلينا نشرح الفكرة هذه وبعد كده ندخل في التطبيقات. احنا دلوقتي عندنا العمل يا شباب في جهتان فيه آآ هذا العمل هل فيه منفعة ام مضرة؟ فيه مفسدة او مصلحة؟ هل هو مأمور به او منهي عنه؟ منهي عنه؟ فعندنا جهتان فابن تيمية يقول بعض آآ الناس كالاشاعرة وغيرهم من الفقهاء ينظرون الى العمل فقط من جهة هل هو مأمور به او منهي عنه فقط وغيرهم ينظر الى الثاني وهم المعتزلة يعني لا يعتبر آآ الامر والنهي وانما ينظر فقط الى المنفعة والمضرة. والصواب ان تنظر في الامرين تنظر في منفعتي ومضرته وتنظر في امر الشرع به او نهيه عنه. تمام؟ مش هنتوسع في المسألة دي دلوقتي لانها خاصة بمسألة التحسين والتقبيح العقليين هنتكلم عنها ان شاء الله. الان يا شباب نحن نتكلم بقى عن فكرة تطبيقات هذه القاعدة الاجر على قدر المشقة. ناخدها كده واحدة واحدة. ببساطة يا شباب آآ لابد ان تفهم ان الهدي القاعدة حينما يكون امام العبد طريقان للعبادة احدها شاق واحدها سهل واضح كده؟ فيختار هو المشقة ظنا منه ان الاجر على قدر المشقة. ازاي يا شباب؟ يعني مثلا شخص مثلا في الشتاء وامام ماء بارد وماء ساخن تمام ينفع يتوضا بده وينفع يتوضى بده فيتعمد هو ان يتوضأ بالماء البارد ليحصل له مشقة ويعظم اجره هذا هو الخطأ يا شباب. طب افرض واحد مثلا ما كانش امامه غير الماء البارد وتوضأ فهذا يعظم اجره. بلا شك والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الحديث الصحيح الا ادلكم على ما يمحو الله ما يمحو الله به الخطايا؟ ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى آآ قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد. وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فبالتالي يا شباب هذا الرجل الذي اسبغ الوضوء عليه للمكاره. طبعا النبي صلى الله عليه وسلم قال فذلكم الرباط الرباط هو حبس النفس على الشيء واضح كده فهنا النبي صلى الله عليه وسلم بين ان ذلك فيه اجر عظيم. لكن هذا الرجل يا شباب لم يكن امامه ماء ساخن لكنه كان امامه ماء بارد ومع ذلك جاهد نفسه فتوضأ فاهمين يا شباب؟ يبقى احنا عندنا هنا ثلاث حالات ركزوا معي كده الا يكون امام الانسان الا الماء البارد. فمع ذلك يتوضأ فيعظم اجره. لماذا؟ يعظم اجره لماذا لانه صبر على طاعة الله فهذا بلا شك يزيد اجره. تمام؟ الصورة الثانية ان يكون امامه ماء بارد وماء ساخن فيختار الماء البارد ليس لكونه مشقة ولكن اختار الماء البارد لكونه يجعله نشيطا. مثلا او لكونه يحب الماء البارد ولا يفرق معه او لا يشعر بالبرودة. فهذا ايضا عن جائز اما الصورة المنهي عنها شباب الخطأ هو ان يختار الماء البارد مع انه شاق عليه ظنا منه ان الماء البارد لكونه فيه مشقة يعظم اجره. هذا خطأ. هذا خطأ يا شباب. مثال اخر. شخص مثلا في الصيام صائم ويمكن ان يجلس في البيت. يعني هو انسان ما وراهش شغل خلاص يمكن ان يجلس في البيت في التكييف يقرأ قرآن اه فيختار ان يجلس في الشمس ويقرأ قرآن لان في ذلك مشقة وهذه المشقة تعظم اجره. ايضا هذا خطأ وهذا بدء وهذا عكس ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. كما قالت عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما واضح يا شباب؟ فهذا الشخص تعمد ذلك. شخص اخر مثلا آآ في آآ في يريد ان يمشي من منى الى عرفات مثلا فالرجل هذا يمشي بناء على انه يحب المشي يحب ان يذكر الله يحب ان يرى المسلمين يعني هو فرحان وهو شايف مثلا الاف المسلمين وهم ماشيين لبيك اللهم لبيك فرحان. عادي خدها مشي. لكن في شخص يريد ان يمشي وهو مريض او تعبان لانه يرى ان هذه المشقة تعظم اجره. هذا ايضا بدعة وهذا خطأ. اذا يا شباب ان تتعمد مدى اختيار المشقة فقط لمجرد الظن ان هذه المشقة يريدها الله منك هذا هو الخطأ بالضبط الذي نحذر منه فاهمين كده يا شباب؟ لكن يمكن ان تختار العبادات ولا ولا تتم العبادة الا بمشقة. النبي صلى الله عليه وسلم قام من الليل حتى تفطرت قدماه صلى الله عليه وسلم عادي. وكان داود عليه السلام يصوم يوما ويفطر يوما. عادي. كل هذه عبادات مشروعة. يبقى اذا يا شباب اذا لم يكن ثم طريق للعبادة الا فيه مشقة فهنا يعظم اجر الانسان. اما اذا كان امام الانسان طريقان احدهما فيه مشقة والاخر ليس فيه مشقة. ثم تعمد اختيار المشقة. ظنا منه ان هذه المشقة تعظم اجره فهذا هو الخطأ يعني مثلا يا شباب آآ النبي صلى الله عليه وسلم آآ كما ثبت عنه في صحيح مسلم عن جابر قال خلت البقاع حول المسجد فاراد بنو سلمة ان ينقلوا الى قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني بنوا آآ سلمة. كانوا ساكنين يا شباب بعيد عن المسجد وبعد كده وجدوا مكان قريب من المسجد فقالوا والله طب ما نسكن جنب المسجد. فالنبي صلى الله عليه وسلم آآ سألهم يعني بلغه قال انه بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا آآ الى قرب المسجد. قالوا نعم. آآ فقال يا بني سلمت دياركم تكتب اثاركم. يعني خليكم انتم ساكنين بعيد هتتكتب ايه؟ هتتكتب لكم الخطوات دي كلها جاء في حديث انس شباب في البخاري العلة ان النبي صلى الله عليه وسلم كره ان ان تعرى المدينة يعني تصير خالية يعني كل الناس بقى ايه سيبوا بيوتهم ويجوا يسكنوا جنب المسجد فليس المقصود هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد منهم ان يسكنوا بعيدا حتى يعظم آآ اجرهم. لأ ليس هو المراد يا شباب فبالتالي الفكرة هي ان الانسان اذا كان امامه طريقان للعبادة لنفس العبادة واضح يا شباب يعني انسان كما ضربت لكم مثال الصوم انسان صائم ممكن يجلس في البيت اه ما وراهوش شيء. فجلس في البيت وجلس في التكييف وبيقرأ قرآن عادي. مش لازم هو يجلس في اوضة حر ويموت عشان يعظم اجره. او يخرج يمشي في الشمس عشان يعظم اجره. فاهمين يا شباب؟ هو ده نفس ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بالضبط لما وجد الرجل يعني شوفوا الحديث اللي هو حديث ابي اسرائيل الرجل ايه؟ نذر ان يصوم والا يستظل والا يتكلم. يعني الراجل تلات حاجات قالهم قال انا هصوم ومش هستظل يعني مش هقعد في الضلة ومش هتكلم. طيب النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل؟ نهاه عن المشقة المبتدعة التي ليست شرعية قال لهم مروه فليجلسوا قال انها افضل قائم. مش هقعد مش هقعد ومش هستظل ومش هتكلم. في تلات حاجات هنا ليست مشروعة وفي شيء واحد هو اللي مشروع الشيء المشروع فقط هو الصيام. طيب ان يقوم ان يبقى قائما يتعذب بذلك هذا ليس مشروعا. اذا لا يجوز التعبد به. طيب الا يستظل يعني ما يجلسش في الضلة. برضو لا يجوز التعبد به. الا يتكلم. لا يجوز ان يتقرب الى الله بالصمت. فهمتم كده يا شباب؟ يبقى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث يمكن ان يختصر لك الفكرة وهو ان المشقة التي آآ التي هي موجودة في الشرع ليست مقصودة اولا ثانيا لا يجوز ان يخترع الانسان مشقة آآ في في عمل غير مشروع كالقيام مثلا ولا يجلس ان يجلس في الحر ولا يستظل. والا يكلم الناس او يشق على نفسه في اي امر اخر. ويبقى له نوع المشقة التابعة للشرع كمشقة الصيام. وكمشقة مثلا الصلاة. وهكذا طيب يا شباب آآ طيب نكمل قال رحمه الله فاما كونه فاما كونه مشقة مشقا او مشقة فليس هو سببا لفضل العمل ورجحانه. يعني مجرد المشقة ليست مناطا احد بيسأل رجل يمشي احيانا يوم الجمعة للصلاة في مسجد بعيد طبعا في زيادة اجري حتى انه يمشي احيانا نصف ساعة فمن اي صور فعله يعني انا مسلا بحب امشي يعني انا لو عايز اصلي ممكن ازهب الى مسجد امشي خمسة كيلو او ستة كيلو مشكلة يا شباب يعني ان الانسان يمشي لتكثر خطواته الى المساجد ده ما فيهاش مشكلة. هذا صورة شرعية صحيحة احنا بنتكلم هنا عن فكرة ايه يا شباب؟ ان الانسان يظن ان مجرد المشقة فقط هي هي التي تعظم الاجر فاهمين طيب بالنسبة لسورة المسجد ده يا شباب الانسان اذا كان قريبا من مسجد يستحب ان يصلي في المسجد القريب الا للحاجة يعني لا يستحب ان تهجر او لا يجوز ان تهجر المساجد آآ القريبة آآ بحجة تكثير الخطوات للمساجد البعيدة لكن يمكن ان تذهب اليها. مسلا طب انت كده كده ماشي عادي بتتمشى. فرحت للمسجد او مثلا عندك طلب معين جنب المسجد او انت بتلعب رياضة وكده كده هتمشي للمسجد. ما فيش مشكلة اه اه او في درس مسلا في المسجد الاخر. لكن ان ان يكون بشكل دائم تترك المسجد القريب وتذهب الى المسجد البعيد فهذا ليس حسنا طيب قال رحمه الله فاما في حد سأل سؤال تاني اذا تعمدت ان اصلي في المسجد الابعد ما لا هذا هذا التعمد لماذا يعني تعمدت تصلي في المسجد الا بعد وتهجر المسجد القريب هذا ليس حسنا. لكن هل هل تأخذ اجر على الخطوات؟ اكيد تأخذ اجر على الخطوات. لكن هذا شباب ليس فيما نتحدث عنه. نحن نتحدث عن انسان يختار المشقة لذاتها. افرض انسان مثلا اختار ان يقوم الليل يصلي بنصف القرآن او بربع القرآن او بثلث القرآن مؤكدة هيتعب هذه مشقة مشروعة اختار ان يصوم آآ يوم مثلا وهذا اليوم حار ما فيش مشكلة. المهم انك انت لا تظن ان تلك مشقة مقصودة لذاتها المقصود هو الصوم. وان حصل بمشقة وسيأتي ان شاء الله بيان ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها. لما النبي صلى الله عليه وسلم اراد منها ان تعتمر طيب نقرأ كلام ابن تيمية من الاول. قال رحمه الله فاما آآ كونه مشقة فليس هو سببا لفضل العمل ورجحانه. ليس هو سبب لفضل العمل الا رجحان العمل على غيره يعني ايه ممكن انسان يقول ايه اه لفضل العمل يعني في نفسه. يعني العمل ده لانه شاق فاجره كبير لأ مش صحيح. هذا لانك اتبعت فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصبرت عليه ذلك اجرت. طيب الرجحان واحد مثلا امامه ماء ساخن وامامه ماء بارد فهو يتعب من الماء البارد. ومع ذلك توضأ به تقربا الى الله. لأ هذا تعذيب ليس ليس مطلوبا ولا منفعة فيه. ايه الفائدة اللي ما فيهوش اي فائدة. لكن فيه واحد بيتوضى بميه باردة عشان يكون نشيط او هو بيحب الماية الباردة. او شخص ما عندوش غير الماء البارد. يبقى صح هذا وضوء صحيح. وممن اعتنى ببيان هذه البدعة شباب وتحرير صورها آآ الشاطبي رحمه الله في كتاب الاعتصام آآ قال ابن تيمية رحمه الله ولكن قد يكون العمل الفاضل مشقا يعني فيه مشقة ففضله لمعنى غير المشقة والصبر عليه مع المشقة يزيد ثوابه. واجره فيزداد الثواب بالمشقة. كما ان من كان آآ بعده عن البيت في الحج والعمرة اكثر يكون اجره اعظم من القريب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في العمرة اجرك على قدر نصبك. صح؟ ليه يا شباب؟ لان عائشة لم يكن امامها غير غير ان هي تذهب الى التنعيم اه حتى تعتمر تمام كده؟ آآ اجرها على قدر نصبها. صح تعبت ليس امامها طريق اخر. لكن اذا كان امامها ان تعتمر مثلا من مكان اقرب اه ثم اختار لها النبي صلى الله عليه وسلم هذا كان هذا يكون الاستدلال صحيح بهذا الحديث لو اللي هو الاجر على قدر مشقة. لكن لم يكن امامها الا هذا الفعل فاهمين كده يا شباب يعني ببساطة تخيلوا كده واحد ساكن جنب الكعبة خلاص كده؟ وعايز يحج ينفع يسافر امريكا عشان يقعد يقطع تزكرة هناك ويتعب ويمشي الطريق كله عشان يبقى اجره اكبر لا هذا خطأ ليس صحيحا. لكن واحد ساكن في امريكا وتعب وحضر التأشيرة ودفع تزكرة غالية وجمع الفلوس وتعب فيها وسافر اه طبعا وعند اجره يكون على قدر نصبه. لكن ان يترك هو الطريق السهل ثم يذهب الى طريق صعب ظنا منه ان تلك الصعوبة ستزيد اجره هذا عين ما نبين خطأه هنا قال رحمه الله آآ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في العمرة اجرك على قدر نصبك. لان الاجر على قدر العمل في بعد المسافة وبالبعد يكثر النصب فيكثر الاجر وكذلك الجهاد وقوله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ ويتتعتأ يقرأه ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران. صح يا شباب؟ لانه تعب صبر. يعني الانسان انا والله آآ مثلا والدي رحمه الله الله يرحمه رحمة واسعة كان يعني ضعيف جدا في القراءة. يعني ما ما كانش اتعلم في مدارس وكان ضعيف جدا في القراءة. والله والله كان بيجلس يعني كنت احب اقرؤه قرآن كان بيتعب جدا هو كان كنت بادربه انه يقرأ يعني والله العظيم كان ممكن يبقى ساعة في الصورة يعني شف احنا ممكن نقرأ في الساعة تلات اجزاء مستريح جدا والله كان يبقى يعني ساعة في الصفحة. انا اقصد الصفحة مش الصورة. في الصفحة الواحدة ممكن يعني افتكر انه قرأ مثلا صفحة في سورة الرحمن يعني قعد فيها تقريبا خمسة واربعين دقيقة يقرأ ويتتعتع ويتعب وصبر سبحان الله فهذا لا شك يؤجر عليه الانسان. لكن هل معنى ذلك ان الانسان لا يتعلم اللغة لا يتعلم اللغة العربية حتى يتعتع حتى يزيد اجره؟ هل هذا يصح؟ وهل معنى ان الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة له اجران هل معناه اللي ان اللي بيتتعتع له اجر اكبر؟ لأ طبعا وهل يحمد التتعتع؟ هل هل هذا يحمد؟ لا. انما يحمد الصبر على القراءة. مش مجرد التتعتع. هذا التتعت هو نقص لا احمد وانما يحمد الانسان اذا كان مع ذلك يصبر قال رحمه الله فكثيرا ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب. لا لان التعب والمشقة مقصود من العمل. ولكن لان العمل مستلزم للمشقة والتعب هذا في شرعنا الذي رفعت عنا فيه الاثار والاغراء والاغلال. ولم ولم يجعل علينا فيه حرج ولا اريد بنا آآ فيه العسر واما في شرع من قبلنا فقد تكون المشقة مطلوبة منهم. نعم. يعني احنا في شرعنا الحمد لله الله سبحانه وتعالى رفع عنا الاسار والاغلال. ربنا ولا تحملنا ما لا وقتلنا به. الله سبحانه وتعالى قال قد فعلت اه واضح يا شباب؟ فشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ولله الحمد. لذلك شباب وده من المعاني الدقيقة الجميلة. شريعتنا لم تسمى ضياء. وانما سميت نورا القرآن نور لكن التوراة ضياء ولقد اتينا موسى وهارون الفرقان وضياء التوراة فيها نور وفيها ضياء. ما معنى الضياء يا شباب؟ الضياء هو الذي يحصل به نور لكن مع الم اه مثلا قال الله سبحانه وتعالى هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا كلاهما يضيء لكن يعني كلاهما يحصل به نور لكن الشمس بها حرارة اه ايضا النبي صلى الله عليه وسلم قال الصبر ضياء والصلاة نور الصلاة يحصل بها ثواب والصبر يحصل به ثواب لكن الصبر لا يحصل والثواب فيه الا بالم واضح يا شباب؟ كذلك التوراة سميت ضياء. لماذا؟ لان بها مشقة. شف الله سبحانه وتعالى يقول فتوبوا الى بارئكم فقط اقتلوا انفسكم وقال تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. الله سبحانه وتعالى حرم عليهم بعض الطيبات وامرهم ببعض المشقة. لماذا؟ لانها كانت تناسبهم. اما في ديننا ولله الحمد رفع عنا الاثار والاغلال قال رحمه الله وكثير من العباد يرى جنس المشقة والالم والتعب مطلوبا مقربا الى الله. لما فيه من نفرة النفس عن اللذات والركون الى الدنيا وانقطاع القلب عن علاقة الجسد. وهذا من جنس زهد الصابئة والهند وغيرهم. نعم يا شباب. هذه من البدع التي انتشرت في طبقة العباد الذين جاءوا في البصرة ومن تبعهم. واخذوا ذلك كله اما عن عباد الهند او الصابئة او رهبانية النصارى سواء في تحريم الطيبات او في المشقة على النفس. ظنوا يا شباب ان المشقة مقصودة. يعني هم ظنوا اساسا ان ربنا بصوا يا شباب ببساطة كده هقول لكم على حاجة. آآ دين الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى حينما يشرع الدين فانما يشرع ما يناسب فطرة الانسان وحاجات الانسان. شف ربنا قال ايه؟ وخلق الانسان ضعيفا اذا اذا كان الله سبحانه وتعالى بين لنا وهدانا للسنن الذين من قبلنا واراد ان يتوب علينا وخلق الانسان ضعيفا فلابد ان ان تكون حاجات الانسان مراعاة في الشرع. يعني لابد ان يراعي الشرع ذلك فالنصارى والهنود وغير هؤلاء الذين تقربوا الى الله او الى معبوداتهم بالمشقة على النفس وتعذيب النفس والزهد في حاجات النفس ده مبني على فكرة. ايه هي يا شباب؟ قهر النفس على العداوة مع النفس. لذلك هم يا شباب مسلا اضرب لكم مثال يعني مشهور جدا. هم لما بيتكلموا عن النبي صلى الله عليه وسلم اقوى شبهة عند النصارى تافهة جدا. ليه النبي صلى الله عليه وسلم بتاعكم يتزوج مثلا اكثر من اربعة نسوة وانتم بتزوجوا ايه اربعة فقط يعني هم بيقولوا ان ليه النبي بتاعكم بيحب الشهوات؟ آآ كتير من الناس مش فاهم خلفيات هذه الشبهة. خلفيات هذه الشبهة فالشباب هي ان النصارى واخذوا ذلك عن الصابئة ومن سبقهم يعني يضاهئون قول الذين كفروا من قبل يعيشون فكرة الصراع بين الروح والجسد يعني ايه؟ يعني عندهم مشكلة ان الانسان يستمتع بشيء من الحياة. لو اكل اكلة جميلة بيحبها يبقى كده خالف الروح. ولو مثلا تزوج وجامع زوجته يبقى كده خالف الروح. ولو حب انه يتزوج يبقى كده خالف الروح. فاهمين الفكرة دي يا شباب؟ فهذه هي التي انتجت عندهم الرهبانية ثم جعلتهم ينظرون الى النبي صلى الله عليه وسلم ان هو تزوج مثلا اكثر من اربعة نسوة من هذا المنظور المبتدع فانت لازم تفهم الخلفيات دي يا شباب. فالخلفيات دي موجودة عندهم هي التي تأثر بها العباد. الذين ظنوا ان الاجر على قدر المشقة وان الله اراد ان نتعذب حتى نحصل على الجنة بتعب فبالتالي حصل عندهم حاجتين نوعين من الانحراف. النوع الاول ان هم تقربوا الى الله بالمشقة ما لم يشرعه الله وانهم آآ كذلك طبعا ده لسه في النوع الاول من الانحراف. وانهم كذلك اخترعوا عبادات ليس فيها شرع الا المشقة. اي مشقة. المهم ان يكون في شيء تعذيب. ممكن واحد آآ حتى انت بتشوف الشيعة مثلا بيضربوا نفسهم مثلا او ممكن واحد يعور نفسه مثلا بسيف او يعور ابنه او يضرب نفسه مثلا بعصاية او يضرب نفسه بجنزير آآ يعني ليتألم. هي فكرة التألم دي فكرة التألم والمشقة والتعذيب الامر الثاني بقى يا شباب وهم انهم نفوا من العبادة حلاوة الايمان وذوق طعم الايمان والفرح والبهجة والطمأنينة والسكينة. وهذه البدعة متفرعة عن البدعة الاولى. يعني البدعة الاولى يا شباب هي ايه ان هم ظنوا ان المشقة هي المطلوبة. فبالتالي لا يمكن ان يكون في العبادة اشياء ميسرة ولا يمكن ان يوجد في العبادة ما تفرح به النفس وهذا كله باطل كله باطل مخالف تماما لبديهات الشريعة. اولا يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. ما جعل عليكم في الدين من حرج يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم. والله عليم حكيم. وبعد كده قالوا وخلق الانسان ضعيفا. قالت عائشة رضي الله عنها ما آآ النبي صلى الله عليه وسلم لما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما. كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. كلمتين بتقولهم على لسانك خفيفتان جدا خفيفتان وفيهم اجر كبير جدا. فاهمين كده يا شباب؟ وفي المقابل اعمال كثيرة فيها مشقة عظيمة لا يقبلها الله الحديث الذي تقدم حديث ابي اسرائيل. الراجل بيقول لك انا هفضل قائم ومش هستظل هجلس في الحر. ومش هكلم حد. كل هذه مشقة كل هذه المشقة هباء لا يقبلها الله. فقط قبل منه الصيام ونهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن باقي ذلك. فهمنا يا شباب هذا امر مهم جدا ان تفهم خلفيات كيف نشأت هذه المقالة المبتدعة؟ وكيف دخلت الى دين الاسلام؟ تعرفوا يا شباب ان هذه المقالة نشأ عنها سلاسل من الباطل. في سلاسل من الباطل نشأت بسبب هذه البدعة. خد عندك اولا حصر مفهوم العبادة في الامور التي هي الصلاة والصيام والذكر وقيام الليل. واهمال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والاصلاح. كل هذا نتج عن هؤلاء العباد الامر آآ الثاني الذي نشأ وهو من البدع تحريم الطيبات على الناس وانتقاص الناس بسبب انهم قضوا حاجاتهم من الدنيا يعني ينتقصون الناس لكونهم مثلا يلبسون جيدا او يسكون في مساكن جميلة. او مثلا يركبون دواب جيدة. فيجعلون هذا من علامات نقص الايمان وهذا ليس صحيحا لانه تحريم للطيبات. وهكذا واعظم ضلال نشأ بسبب هذه الرهبانية المبتدعة هو العلمانية والالحاد ان هؤلاء العباد الجهلة وهؤلاء الرهبان الجهلة كانوا سببا رئيسا في ان يبغضوا النصرانية الى آآ النصارى بل يبغضوا اليهم كل دين. ثم كان الخيار لهؤلاء ان يخرجوا من كل دين وان يكفروا بالله وان يعيشوا الحياة الدنيا ولا يفكرون لا في الله ولا في العبادات ولا في الدار الاخرة. والنصارى يتحملون اثم هذا الامر اذا يا شباب الانسان كما يأخذ العقائد والاحكام الفقهية من الدين يجب كذلك ان يأخذ العبادة والتقوى والاستقامة عن النبي صلى الله عليه وسلم طيب قال رحمه الله ونظير هذا الاصل الفاسد مدح بعض الجهال بان يقول فلان ما نكح ولا ذبح. وهذا مدح الرهبان الذين لا ينكحون ولا يذبحون يعني لا ذبح يعني ما بياكلش اللحمة يا شباب قال واما الحنفاء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لكني اصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم. فمن رغب عن سنتي فليس مني شرحنا هذا الحديث. قال وهذه الاشياء هي من الدين الفاسد وهو مذموم كما ان الطمأنينة الى الحياة الدنيا مزمومة. ممتاز جدا. السطر الاخير ده هو الخلاصة شباب ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين. كلام في منتهى الجمال كلام جامع شريعة عظيمة فيها عدل ورحمة وحكمة تنتظم مع حاجات الانسان ومع عقله ومع فطرته شوف ابن تيمية قال لك الخلاصة. وهذه الاشياء هي من الدين الفاسد وهو مذموم كما ان الطمأنينة الى الحياة الدنيا مذموم صح. ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا وطمأنوا بها. والذين هم عن اياتنا غافل اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون. كما يذم من يتقرب الى الله بما لم يشرعه فيحرم الطيبات ويشق على نفسه في العبادات على الوجه غير المشروع. كذلك يذم من عاد لدنياه ونسي اخرته ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون واضح يا شباب؟ قال رحمه الله واقسام الناس والناس اقسام. اصحاب دنيا محضة وهم المعرضون عن الاخرة. واصحاب دين فاسد وهم الكفار والمبتدعات الذين يتدينون بما لم يشرعه الله من انواع العبادات والزهادات. والقسم الثالث وهم اهل الدين الصحيح اهل الاسلام المستمسكون بالكتاب والسنة والجماعة والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق. ما احسن ما ختم به الامام رحمه الله هذه الرسالة المختصرة القيمة في باب كيف يتقرب العبد الى الله يمكن ان نختصر هذه الرسالة يا شباب في امور حتى نختم هذا الباب الامر الاول طريق الاستقامة واحد. وهو طريق النبي صلى الله عليه وسلم. ليس ثم طريق يوصل الى رضا الله تبارك وتعالى الا طريق النبي صلى الله عليه وسلم الامر الثاني باب العبادات وباب التقوى ينبغي ان ترجع فيه الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم. والعلم بسنته هو الذي يعين على تقوى ما لا يرضي الله والعمل بما يرضي الله. الامر الذي بعد ذلك مقاصد الدين التيسير ورفع حرجي آآ عن العباد والله سبحانه وتعالى ما جعل علينا في الدين من حرج لكن قد يكون في بعض العبادات ما فيه مشقة ليست المشقة مطلوبة لذاتها. وانما هي تابعة ولا يجوز ان يخترع الانسان انواعا من المشقة يتقرب بها الى الله وليست مشروعة الامر الذي بعد ذلك الشباب ان دين الاسلام وسط بين الرهبانية وبين الاباحية. بين الذين لا يعيشون الا على تعذيب انفسهم ويحرمون انفسهم الطيبات ويشقون على انفسهم آآ ويدعون ان من تنعم في الدنيا يهلك بقدر ذلك في الاخرة. ووسط بين آآ هؤلاء وبين الذين لا يعيشون الا لدنياهم وينسون الله ويتركون عبادته. فالحمد لله تبارك وتعالى الذي انعم علينا بهذا الدين العظيم. ونسأله سبحانه وتعالى ان يهدينا سنن الذين من قبلنا وان يتوب علينا وان يزين الايمان في قلوبنا وان يحبب الينا الطاعات وان يكره الينا الكفر والفسوق والعصيان ان يجعلنا من الراشدين الان ان شاء الله نختم هذا الكتاب وندخل في كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. طبعا احنا لازم نشد حيلنا شوية يا شباب قبل رمضان لان احنا قبل رمضان اسبوعين سنترك الشباب لمراجعة القرآن وللتجهيز لرمضان فلذلك يعني امامنا بعض الكتب لابد ان ننهيها. سندخل الان في كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته