السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على النبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد فهذا الكتاب الرابع من قراءتنا لتراث الامام ابن تيمية رحمه الله في ابواب تزكية النفس واخلاص العبادة لله وبيان شعب الايمان واعمال القلوب وبيان طريق الاستقامة والولاية وصفة اولياء الله وبيان المقالات المخالفة للوحي في تلك الابواب والحديث عن نشأتها واصولها ونقدها حساب امراض القلوب وشفاؤها وهو اجمل ما قرأت في بابه على صغر حجمه لكنه عظيم الفائدة واني لاكرر مطالعته كثيرا لعظيم اثره علي واه لحاجتي لتذكر معانيه وسأتي ان شاء الله تبارك وتعالى آآ بعد قليل الحديث عن الكتاب مفصلا عن موضوعاته واهميته لكني اقدم للكتاب بمقدمة عن القلب واعماله وحياته وسلامته ومرضه فاقول ولا حول ولا قوة الا بالله ان الله تبارك وتعالى خلق الانسان لغاية عظيمة ان يكون عبدا لله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون حتى يكون العبد مؤهلا للقيام بهذه الغاية جعل الله له تبارك وتعالى وسائل للعلم والمعرفة بها يعرف الخير من الشر والحق من الباطل. وبها يهتدي قال الله تبارك وتعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون وذكر الله سبحانه وتعالى اقواما لم ينتفعوا بهذه النعم محذرا من فعلهم فقال ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وقال تعالى في نفس المعنى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون وقال تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ولقد جاء الحديث عن القلب ومكانته واعماله وصفاته واحواله واسباب قوته وصحته وهدايته وكذلك جاء الحديث عن اسباب ضلاله ومرضه وموته وقسوته. وجاء علاج امراض القلوب في الوحي واعظم طريق لفقه القلب ومعرفة اسباب صلاحه وهدايته وعلاج امراضه الوحي وبيانه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن اعظم ما جاء في الوحي الحديث عن سلامة القلب وعن مرضه وعن موته وذكر اسباب حياته وصفاته يمكن ان نتحدث عن لفظ القلب وعن دلالاته قبل ان نشرع في الحديث عن سلامة القلب وعن مرضه وعن موته ويقول آآ لفظ القلب هو اخص في الاستعمال من لفظ الفؤاد وقلب كل شيء هو لبه وخالصه وقد سمي القلب قلبا لتقلبه في الامور كما قال الله تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة اه او سمي القلب اه قلبا لانه خالص ما في البدن. وخالص كل شيء هو قلبه او لانه وضع في الجسد مقلوبا. هذه احتمالات لاطلاق لفظ القلب على هذا العضو والقلب هو مضغة في الفؤاد معلقة بالنياط وهو يطلق لمعنيين يعني لفظ القلب اما ان يراد به اللحم الموجود في اه الجانب الايسر من الصدر. وهو لحم مخصوص وفي باطنه تجويف لكن الحديث عن شكله وكيفيته وعن اداء وظيفته في جسم الانسان. هذا يتعلق به غرض الاطباء آآ لا يتعلق به الاغراض الدينية وهذا القلب موجود للبهائم بل هو موجود حتى عند الميت لكن المعنى الثاني الذي نريد ان نتحدث عنه هو ان القلب اداة الانسان كالعين والاذن واليد والرجل عزي الى هذه الاداء معان في العلم والعمل. فالقلب من الانسان هو المدرك والعالم والعارف وهو المخاطب وهو المعاقب وهو المطالب وهو الاثم وهو السالم وهو المريض وهو السليم وهكذا آآ في الشعر الجاهلي كان يذكر لفظ القلب والفؤاد ويعزى اليه معاني في المعرفة والعمل من ذلك مثلا قول حاتم الطائي صحا القلب من سلمى وعن ام عامر وكنت اراني عنهما غير صابرين وكذلك قال زهير بن ابي سلمة القلب عن سلمى واقصر باطله وعدي افراس الصبا ورواحله ولزهير ابن ابي سلمة آآ كلمة جامعة في حديثي عن الفؤاد آآ في معلقته الشهيرة التي هي مليئة بالحكمة والمعرفة قال لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق الا صورة اللحم والدم وكائن ترى من صامت لك معجب زيادته او نقصه في التكلم كذلك من الابيات الجميلة التي آآ ذكر فيها القلب وعزي اليه نوع من المعرفة والعمل هي قصيدة من جميل شعر عنترة وكل شعره جميل ساذكرها كاملة لان معنا شباب يعني يحبون الشعر حتى يعني الى ان يجتمع الشباب يمكن ان نذكرها كاملة وهي قصيدة احبها جدا قال عنترة صحى من سكره قلبي وفاق وزار النوم اجفاني استراقا واسعدني الزمان فصار سعدي يشق الحجب والسبع الطباقا انا العبد الذي يلقى المنايا غداة الروع لا يخشى المحاق اقر على الفوارس يوم حرب ولا اخشى المهندة الرقاق وتطربني سيوف الهند حتى اهيم الى مضاربها اشتياقا واني اعشق السمر العوالي وغيري يعشق البيض الرشاقا وكاسات الاسنة لي شراب الذ به اصطباحا واغتباقا. واطراف القنا الخطي نقلي وريحاني اذا المضمار ضاقا جزى الله الجواد اليوم عني بما يجزي به الخير العتاق شققت بصدره موج المنايا وخضت النقع لا اخشى اللحاق. الا يا عبلة لو ابصرت فعلي وخير الموت تنطبق انطباقا سلي سيفي ورمحي عن قتالي هما في الحرب كانا لي رفاقا. سقيتهما دما لو كان يسقى به في جبل تهامة ما افاق وكم من سيد خليت ملقى يحرك في الدما قدما وساقا آآ لفظ القلب جاء في الوحي كثيرا آآ ذكر له دلالات يمكن ان نحصرها في آآ ثلاث دلالات الدلالة الاولى آآ جاء كدليل او كبيان للعضو او الجارحة يعني عضو كاليد والعين وكالاذن وكاللسان قال الله تبارك وتعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وقول القلوب التي في الصدور هذا حديث عن المكان عن القلب كعضو وكذلك قال تعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وكذلك في حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب والحديث متفق عليه لكن اكثر ما يذكر القلب آآ في الوحي او في غيره يذكر في مقام بيان ما يقوم به من معرفة وعمل وهذا هو المراد من كل يعني من ذكر اي اداة يعني اعني القيمة المعرفية والعملية لاي اداة الاداة تذكر في آآ القرآن اما ان تذكر وحدها كما قال تبارك وتعالى ان في ذلك لذكر لمن كان له قلب والمقصود بالقلب هنا الذي يقوم بعمله من العلم بالهدى ومن اتباع الهدى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب. يعني انما يتذكر بالقرآن وبالوحي وينتفع به. من كان له قلب والمقصود ان من كان له قلب يعقل ويتدبر وينتفع ثانيا فكر العمل دون الاداة يعني احيانا يذكر عمل الاداة كما قال الله تبارك وتعالى وجعل لكم السمع والابصار والافئدة. فالسمع هو عمل الاذن والابصار آآ او الابصار هو عمل الاعين ثالثا تذكر الاداة ويذكر عملها كما بين الله سبحانه وتعالى آآ عن القلب فان القلب يعقل ويتدبر والاذن تسمع والعين تبصر والرجلان تمشي واليدان تبطش وهكذا والالة ايها الاخوة الكرام اذا فقدت عملها كانت كعدمها يعني لو ان الانسان عنده الاداة ولا يستعملها او ان هذه الاداة لا تقوم بعملها فلا فائدة منها كما قال الله سبحانه وتعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وهنا اه اه القلب يعقل والاذان تسمع آآ وبين الله سبحانه وتعالى ان القلب قد يعمى يعني قد يكون مظلما وذكر اقواما من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها ثم شبههم بالانعام بل هم اضل لماذا هم اضل لان الانعام لم تخلق لعبادة الله وان كانت مسخرة مدبرة تدخل في المعنى العام للعبودية او التسخير. لكنها ليست مكلفة كالانسان فهؤلاء الذين آآ لم يقوموا بحكمة الله تبارك وتعالى آآ في خلقهم. فلم يعبدوا الله لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. فلا تقوم القلوب ولا الاعين ولا الابصار بما لها من مهام فلذلك كانت الانعام اهدى منهم سبيلا وكانوا هم الغافلين وذكر كذلك الله سبحانه وتعالى آآ عن الذين لم يتدبروا القرآن ان على قلوبهم اقفالا وقال تعالى وكانوا لا يستطيعون سمعه ما معنى لا يستطيعون السمع مع انهم كانوا يسمعون؟ لكن المراد لم يستجيبوا لما يسمعون الاستطاعة هنا بمعنى الاستجابة كما قال آآ الحواريون لعيسى هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء في بعض آآ التفسير يعني هل يستجيب لدعائنا ليس المراد هل يقدر يعني لذلك قال اهل النار لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير المراد هنا العقل الذي ينفع. والسمع الذي ينفع والبصر الذي ينفع لذلك في حديثنا عن العضو الذي لا يقوم بعمله كان من اعظم ما جاء في الوحي في بيان بطلان ما عبد من دون من الاصنام ان يبين نقصها الله سبحانه وتعالى حينما حينما بين نقص الاصنام وبين جهل من يتوجه اليها بالعبادة ذكر آآ انواعا من الحجج منها مثلا قول ابراهيم عليه السلام اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين. قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون. قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون. قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين. والذي يميت ثم يحيين والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين وهنا بين ابراهيم عليه السلام نقص الاصنام وبين كمال الله تبارك وتعالى الذي يستحق به ان يعبد وحده واحيانا يذكر آآ في مقام اخر ان الانسان اكمل من آآ هذه الاصنام التي يتوجه اليها بل هو صانعها قال ابراهيم عليه السلام لعبدة الاصنام اتعبدون ما تنحتون؟ يعني كيف يكون العابد اكمل من المعبود ويكون المعبود انقص لكن الذي اود ان اذكره هنا وهي اية عظيمة ذكرت في سورة الاعراف هذه الاية تبين ان الاصنام لها جوارح لا تعمل وهذا هو محل الشاهد ان الجوارح اذا كانت لا تعمل فوجودها وعدمها سواء الله سبحانه وتعالى قال ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون. وان تدعوهم الى وده لا يتبعوكم سواء عليكم ادعوتمهم ام انتم صامتون ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين لهم ارجل يمشون بها؟ ام لهم ايدي يبطشون بها؟ ام لهم اعين يبصرون بها؟ ام لهم اذان يسمعون بها؟ قل ادعوا شركاءكم ثم كيدوا فلا تنظرون هذه الاية عظيمة جدا وهي نمط خاص في بيان بطلان عبادة الاصنام في الايات السابقة يا شباب كان الحديث عن آآ نقص هذه الاصنام آآ او انها مثل العباد يعني انها مخلوقة او انها مصنوعة من العبد كيف يتوجه اليها بالعبادة؟ لكن في هذه الاية معنى عظيم وهي ان هذه الاصنام انتم تصنعون لها عينا واذنا ورجلا ويدا لكن وجودها كعدمها فهي لها اذان لا تسمع بها ولا هم ولها اعين لا تبصر بها ولها ارجل لا تمشي بها ولها آآ ايد لا تبطش بها وهكذا المعنى انها مخلوقة مسخرة من الله فكيف تعبدون من هو عبد مثلكم اه فكيف تعبدون من هو عبد مثلكم؟ وجاءت قراءة اخرى نسبت لسعيد بن جبير رحمه الله تبين ذلك المعنى اه ان الذين تدعون من دون الله عبادا امثالكم يعني ما الذين تدعون من دون الله عبادا امثالكم بل هي اقل منكم حيث انها من صنعكم ولها جوارح من صنعكم لا تعمل. فكيف تعبدون ما هو دونكم. يعني كأن المعنى يا شباب هذه الاصنام ينقص منكم لان لها جوارح لا تعمل وانتم تصنعونها فان هنا في قراءة سعيد ابن جبير بمعنى ليس هي التي تعمل عملا ليس واخذ منها بعض اهل اللغة قاعدة في اعمال ان عمل ليس اذا دخلت على جملة اسمية يعني ان الذين تدعون من دون الله عبادا امثالكم يعني ليس الذين تدعون من دون الله عبادا امثالكم آآ وبين القراءتين آآ تكامل لان القراءة الاولى تثبت انهم عباد من جهة ان الاصنام يعني آآ مسخرة من الله تبارك وتعالى ثم تبين انها لها جوارح لا تعمل بها فالانسان اكمل. فكيف يتوجه الاكمل لعبادة الانقص؟ لكن هذه القراءة آآ ليست متواترة اذا القلب يا شباب هو الاساس وبصلاحه يصلح سائر العمل وهو محل الايمان والقلب في القرآن عالم قائم بذاته تتسع معانيه وتتعدد جوانبه وجاء في القرآن ايات كثيرة تتحدث عن لفظ القلب وكأننا امام صورة متكاملة من النفس البشرية. صورة من المعرفة آآ من التدبر والفقه والنظر والاعتبار وصورة اخرى آآ في المعاني كالحب والبغض والرجاء والتوكل والخوف والبصر والعمى والمرض والسلام والموت قال تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور هل المراد هنا بلفظ القلب الذي اسند اليه آآ فعل العقل المراد به العقل لا المراد هو امر ادق من ذلك كما ان الاذن ليس المراد منها الاذن التي تدرك المسموع وانما المراد الانتفاع. المراد هو البصيرة هو النور الذي يهتدي به الانسان فيجعل سمعه فيما ينفعه وبصره فيما ينفعه وقلبه فيما ينفعه. لذلك قال الله يا شباب فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور يعني اسند العماية هنا الى هذا العضو الذي في الصدر والمقصود هنا انه لا يكون بصيرا بما ينفعه وبصيرة القلب هي ان يعرف الحق وان يعمل بمقتضاه وهذا هو النور والبصر وهذا هو الحياة كما قال الله تبارك وتعالى ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس فمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها يعني الله سبحانه وتعالى جعل القلب الذي يحب الوحي ويعمل بما فيه كأن معه نور. عارفين يا شباب كانه ماشي في ظلمات لكن معه كشاف هذا الكشاف فيه نور يضيء له الطريق فيبصر طريقه وكذلك في اية اخرى قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به يغفر لكم. نفس المعنى وكذلك قال الله تبارك وتعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون يعني ان الشيطان مهما اغوى العبد ان العبد المؤمن في حال حياة قلبه ويقظته مبصر يعني يبصر الاشياء كما هي يعني ايه يا شباب؟ يعني احنا لو ضربنا مثلا قصة قارون قارون هذا لما خرج على قومه في زينته هذه فتنة هذه الفتنة رآها وتعرض لها صنفان من الناس الصنف الاول هو القلب الغافل الذي لم يعلم ولم يرى الاشياء على آآ ما هي عليه فزين له ذلك الباطل الذي كان عليه قارون. فلذلك اعجب بحال قارون وقال هؤلاء يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم اما اهل العلم والايمان فرأوا صورة قارون كما هي يعني رأوها بالوحي. رأوها بعين الحق ولذلك علموا انه مفتون. وانه في حال لا ينبغي ان يحسد عليه بل ينبغي ان يعتبر بحاله فلذلك ماذا قالوا؟ قالوا ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا فبعدما خسف الله بقارون الارض علم الذين تمنوا مكانه بالامس انه لم يكن في حال محمودا. ولم يكن في حال يحسد عليها بل آآ في حال يعتبر بها آآ لكن اهل العلم والايمان ابصروا الفتنة وهي مقبلة. هذه هي البصيرة وهذا هو معنى حياة القلب ان تبصر الاشياء كما هي اذا يا شباب هذه هي البصيرة آآ البصيرة اذا في القلب ولكن هذا القلب مبصر مشرق مضيء يعقل ويدرك قلب تنكشف امامه الامور كما يسلط النور على الاشياء فتتضح وسط الظلمة. يعني كأن الاشياء مظلمة لا يمكن ان تظهر هذه الاشياء على صورتها عند الله او على صورتها في الواقع الا اذا كان الانسان ذا قلب مشرك. والا كان على قلبه آآ اكنة كما قالوا وقلوبنا وقالوا آآ آآ قلوبنا غلف. وقال الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء صم بكم عمي. فهم لا يعقلون او فهم لا يعقلوا لا يرجعون فاذا القلب قد يعمى والعين تعمى والاذن كذلك تكون آآ ليس فيها سمع واضح؟ اذا الانسان يمكن ان يمر به آآ او يمر ببصره ايات كثيرة من الحق ويعرض عنها. يعني لا ينتفع بها. فهو هنا يراها بعينه. لكنه كأنه لم يرها كما قال الله سبحانه وتعالى وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وقال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية وقال تعالى عن المشركين الذين كانوا يستمعون الى النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتفعوا بما سمعوا قال تبارك وتعالى ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا. وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها يعني مهما جاءهم من الايات فانهم لا ينتفعوا بها وكذلك قال عن الكفار سم بكم عمي فهم لا يرجعون القلب يا شباب من اعظم نعم الله تبارك وتعالى وهو اداة يعزى اليها معاني في العلم والمعرفة. فالقلب هو الذي يفقه ويعقل ويتدبر ويمتحن وهو محل النظر والتفكر والايمان والكفر والهداية والضلال والصدق والكذب والتصديق والتكذيب والعمى والمرض والشفاء والثبات والتقلب والختم والزيغ والامتحان وكذلك الكسب والتعمد والاثم والتطهير والمعرفة والانكار كل هذه معاني في المعرفة وفي مقتضاها كذلك يعذى اليه اعمال يعزى اليه اعمال الحب والتآلف والبغض والرضا والاباء واللين والقسوة والتوكل والرجاء والخوف والرعب والفرح والحزن والسلامة والاطمئنان والغيظ وغير ذلك من الالفاظ التي جاءت في الوحي يا شباب يعزى اليها بعض تلك المعاني لفظ الفؤاد لفظ الصدر لفظ اللب الالباب الاحلام النهى الحجر. هذه الالفاظ يا شباب جاءت ايضا في الوحي يعزى اليها بعض المعاني التي تعزى الى القلب باختصار يا شباب القلب هو مجمع الشر او الخير من الانسان وهو الباعث والمحرك وهو الاصل لذلك يا شباب من حكمة الله تبارك وتعالى انه لم يجعل لاحد من الخلق سلطانا على قلوب العباد قلوب العباد بيد الله لا يمكن ان يتمكن احد من قلب احد القلوب لله تبارك وتعالى وحده لذلك لا يمكن اكراه احد على ما في قلبه يمكن ان تكره شخصا آآ ان يقوم بعمل او ان يتكلم بقول لكن لا يمكن ان تكرهه على ما في قلبه وهذا هو آآ احد معاني قول الله تبارك وتعالى لا اكراه في الدين. فهذا نفي ونهي نفي للامكان يعني لن تستطيع اكراه احد على الايمان. لماذا؟ لان محله القلب ولا سلطان لك عليه وكذلك هو نهي عن الاكراه المستطاع وهو اكراه الجوارح واللسان لذلك الشباب لما الله سبحانه وتعالى نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اكراه الناس لا اكراه في الدين او نفاه نفى ان كان الاكراه لان اساسا القلب او او الشخص المكره على الايمان لا يقبل ايمانه لان الايمان انما يقبل اذا كان صحيحا في القلب واضح فمن حكمة الله انه لم يجعل لاحد من العباد سلطانا على قلب احد. كما قال حتى للنبي صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت يعني لا تملك الهداية فالهداية هداية القلوب ولذلك في سورة النحل لما قال الله تبارك وتعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة. وان الله لا يهدي قوم الكافرين اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون نلاحظ هنا ان الله جعل المكره المعذور هو الذي يطمئن قلبه بالايمان. لماذا؟ لانه مهما على جوارحه على لسانه على ان يسجد لغير الله على ان يعبد صنما على ان يترك الصلاة او على ان يفعل ما لا يرضي الله لكن لا يمكن احدا ان يكرهه على ما في قلبه ثم بين سبحانه وتعالى ان ان الكافرين الذين استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم وانهم غافلون لان الاكراه غير ممكن على على ما في القلب وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى لذلك الشباب كان القلب وموضع نظر الله تبارك وتعالى من العبد آآ في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم آآ ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم وعلى ما في القلب من العلم والنية والقصد تعتبر الاعمال يعني مثلا يا شباب في قول الله تبارك وتعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم الانسان وان نطق يمينا لغوا ليس قاصدا ليس قاصدا في الباطن يعني آآ او لم يكسب قلب آآ قلبه هذا اليمين. فالله سبحانه وتعالى لا يؤاخذه به. وكذلك قال وليس عليكم جناح فيما اخطأتم ولكن ما تعمدت قلوبكم الكسب والتعمد لفظان يدلان على ارادة الفعل والاول يرتبط بالنية والنية محلها القلب. والثاني يدل على العزم والقصد وهذا هو مناط المؤاخذة عند الله اذا يا شباب الجاهل والمخطئ والساهي والمكره غير مؤاخذ في الاسلام. والسبب في ذلك اما ان القلب آآ آآ جاهل او انه آآ ليس متعمدا بل هو مخطئ او انه ساه يعني ليس بقاصد او انه مكره يعني ان الانسان مكره في جوارحه فيشترط في المكره ان يكون قلبه مطمئنا بالايمان كذلك الشباب الاثم هو اثم القلب لماذا الاثم اثم القلب وان كانت الجوارح هي التي تفعل لان القلب هو الباعث على العمل. لذلك قال الله تبارك وتعالى ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه الله بما تعملون عليم الكتمان وهو اصرار الشيء واخفاؤه عمل من اعمال القلب. ويناط به ارادة الانسان كذلك بين الله سبحانه وتعالى ان اصل الايمان والكفر في القلب ثم بعد ذلك يظهر ذلك على الجوارح او لا يظهر بحسب الشخص. فيمكن ان يكون الانسان آآ باطنه كظاهره ويمكن ان يكون آآ باطنه خلاف ظاهره آآ كما هو في حال المنافق واو في حال المؤمن المكره على آآ الكفر واضح قال الله تبارك وتعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه كتب في قلوبهم الايمان فالايمان اصله في القلب وكذلك قال الله تبارك وتعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا يعني يعني يعني ان الله سبحانه وتعالى انزل السكينة عليهم لما علم ما في قلوبهم. وكذلك قال تعالى آآ يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا. مما اخذ منكم الى اخر الايات وكذلك قال تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم قال تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام اذا يا شباب موضع موضع الايمان والكفر آآ موضع الهداية والاضلال والسمع والبصر هو في القلب لذلك بين الله سبحانه وتعالى انه اذا نزل بالعبد مصيبة فانه يبصر انها من عند الله وانها بحكمة الله وانها بسبب ذنبه هو فلذلك يهتدي قلبه. قال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال سبحانه وتعالى عن الذين اعرضوا عن ذكر الله اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون لاحظوا يا شباب التعبير هنا بالاقفال بالاكنة بالطبع بالختم يعني سدت منافذ الهداية عن القلب كل ذلك يشعرنا بان القلب هو الذي يفتح ابوابه لسماع الحق او هو يغلقها وهو الذي يطبع عليه فلا يصغي الى الحق او هو الذي تغشاه الغواش من حب الدنيا والاقبال على الشهوات فلا يستجيب لداعي الايمان اذا الشباب الوحي يربط بين آآ صمم الاذان وعماية الابصار واقفال القلوب. يربط بينها بين هذه الثلاثة. يربط بين كما ربط في المعرفة والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة. تمام؟ لعلكم تشكرون. كذلك ربط بينها في او في الضلال آآ ان يكون القلب غافلا ان يكون مقفلا ان يكون مطبوعا عليه مختوما عليه فان ذلك لابد ان يكون معه صمم الاذان وعماية الابصار يا شباب لان بينها صلة اما ان ينتفع الانسان بقلبه وسمعه وبصره واما لا ينتفع بها. فهذا يؤكد الارتباط بين هذه الحواس لذلك قال الله في مطلع سورة قال الله تبارك وتعالى في مطلع سورة البقرة عن الكفار ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. لماذا لماذا لا ينفعهم الانذار؟ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم هذا يؤكد يا شباب ان معنى العقل او السمع او البصر ليس مجرد الادراك ليس مجرد الادراك تحصل به الهداية لابد ان يكون معه ارادة للخير. ارادة للحق والله سبحانه وتعالى لما ذكر المشركين والكفار لم يذكر ان واحدا منهم كان كفره لكونه يجهل الحق وانما كان كفره اما من باب علم القلب او عمل القلب اما انه آآ متكبر وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون اه او التكبر كما في قوم نوح قالوا انؤمن لك واتبعك الارذلون آآ ما نراك الا بشرا مثلنا. يعني انت شخص مثلنا آآ مثلنا؟ لماذا نتبعك آآ كذلك حب الدنيا ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة فاما اه ما في القلب من كبر آآ او من اباء واستكبار آآ او ما فيه من عمل كحب الدنيا او شهوة شهوة جاه مثلا كما حصل لهرقل هذه موانع تمنع الانسان من ان يتبع الحق الذي علمه لذلك القلب والشباب هو موضع الاطمئنان واليقين كما اه كذلك هو موضع الجهل والشك. فالجهل جهل القلب والعلم علم القلب والاطمئنان عمل القلب واليقين عمل القلب كما ان الشك والريب كذلك في القلب ابراهيم عليه السلام آآ لما اراد ان يرى اية على قدرة الله تبارك وتعالى اه بانه يحيي الموتى. كان ابراهيم مؤمنا بذلك من جهة الخبر. لكنه اراد ان يزداد ايمانا بان يرى ذلك واقعا. قال الله تبارك وتعالى واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى؟ قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي الى اخر الايات كذلك فسر مرض القلب في بعض النصوص بالشك او الريب كما قال تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. قال جماعة من المفسرين او هو تقريبا قول جمهور المفسرين ان المرض هنا هو الشك او الريب. يعني قلوبهم ليست مطمئنة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم الادلة كثيرة جدا تثبت ان الايمان آآ اصله في القلب كما في حديث الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله وكذلك قال الامام ابن تيمية رحمه الله فاذا كان القلب صالحا بما فيه من الايمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورة صلاح الجسد قول الظاهر والعمل بالايمان المطلق اصل الاستقامة من القلب ثم تسري في سائر الجسد يعني اصل الاستقامة هي في القلب ثم بعد ذلك تسري في باقي الجسد. لذلك القلب هو الاصل كما قال ابن تيمية واصل صلاح القلب هو حياته واستنارته قال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثلوه في الظلمات ليس بخارج منها كل ما ذكرناه يا شباب عن القلب آآ وما يقوم به من علم وعمل ومعرفة وتدبر او حب او بغض او رجاء او توكل او غير ذلك من المعاني جعل القلب هو الممتحن من العبد يعني القلب يا شباب في الاصل هو الذي يمتحن وليس الجوارح اه لما كان القلب هو محل الايمان ومحل الايمان والكفر والهداية فانه يمتحن لماذا يمتحن يا شباب؟ ليكشف اه صدقه او كذبه يعني الانسان يدعي الايمان فلابد ان يكشف صدقه او كذبه. قال الله تبارك وتعالى حسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين يعني كل من ادعى الايمان فانه ممتحن كل من ادعى الايمان فانه ممتحن اما ان يكون صادقا واما ان يكون كاذبا وكذلك في في الحديث العظيم الذي رواه حذيفة ابن اليمان رضي الله آآ عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فاي قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء واي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على ابيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه لو نظرنا في هذا الحديث يا شباب سنعرف ان القلب هو موضع الفتنة هو موضع الابتلاء هو موضع الامتحان هو موضع الاختبار لكن النبي صلى الله عليه وسلم هنا في هذا الحديث بين امرا عظيما وهو ان القلب تعرض عليه الفتن الوانا واشكالا وانواعا كما يعرض الحصير عودا عودا يعني طاقات الحصير. لو تصورنا الحصيرة يا شباب لو الانسان وضع يده عليها فانها تعلم في يديه. فكأن القلب تعرض عليه الفتن بهذه الصورة. يعني هذه الفتن اشكال والوان وانواع فاي قلب اشربها حينما تعرض عليه فتنة فيتشرب هذه الفتنة ينكت فيه نكتة سوداء والقلب الذي ينكرها تنكت فيه نكتة بيضاء مع مرور الزمان ومع كثرة الفتن تصير القلوب على قلبين على ابيض مثل الصفا من كثرة آآ عدم قبوله للفتنة ومن كثرة بصيرته واختياره ما يرضي الله فانه يصير قلبه ابيضا مثل الصفا هذا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض اما الاخر من كثرة ما قبل الفتن واستجاب لها صار اسود مربادا. كالكوز مجخيا. يعني تصور كوز قلوب اه مهما سمع من الحكمة والمواعظ والاداب مهما سمع من الحجج والايات لا ينتفع. كما قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية هؤلاء لا تنفعهم الايات وقال الله للمؤمنين وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. يعني الله سبحانه وتعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين لا يشعركم لعل الايات اذا جاءت للكفار والمشركين لا يؤمنوا بها. فهؤلاء آآ طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم. فيصبح كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. يعني ايه يا شباب لا يعرف معروفا يعني صار قلبه لا يقوم بعمله ان عمل القلب هو معرفة المعروف وانكار المنكر فاذا لم يعرف المعروف او ظنه منكرا ونظر الى المنكر فرآه معروفا اذا هذا القلب لم يعد آآ يعمل آآ بعمله وهنا اذكر قصة يا شباب لا انساها ابدا اه تفرق بين الانسان الثابت والمعافى انا احب كثيرا ان اذكرها واحب كثيرا ان ننتفع منها. قابلت صديقا منذ مدة كان معتقلا آآ مجموعة من اهل العلم والمشايخ وطلاب العلم كان معتقلا في سجن جلس معي جلسة طويلة يحكي عن عدد من المشايخ وطبعا خرج من من الاعتقال حكى عن عدد من المشايخ والدعاة وطلاب العلم الذين كانوا معه في السجن وذكر الجو الايماني الذي كانوا عليه في السجن وذكر من عبادتهم وزهدهم وعلمهم وصبرهم وتمسكهم بدينهم. يعني ذكر ان هم كانوا في السجن يعيشون حياة جميلة جدا قيام الليل وصلاة وتفقد لبعضه وطلب علم وزهد وفرح وعدم شعور بالبلاء. يعني كانوا يحيون حياة في الظاهر انها سعيدة جدا ثم ذكر شيخا من هؤلاء لما اخرج من السجن بعد مدة انقلب تماما وفتن وتحول الى ناشر للباطل. يعني اصبح يخرج في الفضائيات ويعني يستضاف من قبل آآ اعداء الدين ومن قبل العلمانيين والليبراليين. ويتكلموا ويشكك في اشياء في الدين وآآ اتكلموا بالباطل يعني اصبح مدافعا عن الباطل باسم الدين. ويذكر ايات احاديث يستدل بها للعلمانية وغيرها صديقي هذا شباب قال انا هتجنن والله يعني بيقول انا هتجنن كيف لهذا الشيخ الذي كان يعلمنا الثبات والتمسك بالدين والصبر عليه ويحذرنا من الفتن؟ كيف بهذا الشيخ الذي كان يصوم كثيرا ويقوم كثيرا الذي يحفظ كتاب الله ذلك الشيخ الذي عذب في سبيل الله كثيرا فصبر كيف حينما خرج وعافاه الله وصار عنده بيت وصار عنده مال كيف يفتن كيف كيف يفتن ثم كيف يصير هو نفسه فتنة للناس لانه صار يفتن الناس قال لو انا كنت مكانه وافرج عني لكرست باقي عمري للدعوة والعلم والاصلاح ومحاربة البدع وكشف الشبهات قلتوا يا شباب روي كثيرا آآ روي من طرق كثيرة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اه لما رأى اه يعني عددا من ممن كانوا مع الصحابة يوم احد وقعوا في الغنائم قال ما كنت احسب احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا وعرضها حتى كان اليوم يعني فلم يظهر له ذلك ولم يكن يحسبه ممكنا الا بعد الفتنة الله سبحانه وتعالى يمتحن المؤمنين. يمتحنهم كذلك بالقتال بالجهاد في معركة احد الله سبحانه وتعالى ابتلاهم حتى اه مم حتى ان المنافقين قالوا آآ لما لما امتحنهم الله سبحانه وتعالى قالوا لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا وبين الله سبحانه وتعالى ان هذا الاختبار كان تمحيصا للقلوب فليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور وكان هؤلاء النفر الذين كانوا مع الصحابة كانوا معافين من هذا النوع من الافتتان فلما امتحنوا ظهر آآ ما في قلوبهم وتميزوا وقلت كذلك شيخك شيخك هذا لم يكن معرضا لهذا النوع من البلاء. لم يكن ثابتا وانما كان معافى وفرق يا شباب بين المعافى وبين الثابت الثابت هو الذي امتحن فثبت. انما المعافى هو الذي لم يتعرض للفتنة واضح آآ وكثير منا هكذا يا شباب حتى لو كان كثير العبادة كثير المعرفة كثير الكلام فهو يعبد الله على حرف ليس ثابتا ولكنه معافى. ولو ابتلي لفتن وما صبر. ولا ظهرت خباياه ولا يثبت في ذلك الا من يثبته الله تبارك وتعالى ومن يحرص دائما على سلامة قلبه ويحصن نفسه بالتقوى والعلم النافع وتزكية النفس ويداوم على محاسبتها فلذلك يسأل الله يسأل الله الانسان العافية ولا يتمنى البلاء. لا يقول الانسان آآ لو كنت مكانه لفعلت وفعلت لابد للانسان ان يبصر مواضع تقصيره وضعفه الايماني وان يسرع في علاجها ان يجعل صلاح نفسه وقلبه قضيته التي يعيش لها لان الفتن شباب التي يمكن ان تعرض على العبد فتن كثيرة ومتنوعة. اوسع واكثر بكثير من ان يطمئن على نفسه بمعلومات مجرد معلومات او عبادات بدنية هذه بلا شك من اسباب النجاة. لكن الفتن متنوعة الفتن التي يمتحن بها الانسان كثيرة منها التكاليف الشرعية الصلاة والصيام والزكاة والحج ومنها الجهاد منها المصائب الخوف والجوع والمرض والتعذيب. ومنها كذلك العافية. الصحة والمال والجاه. فتنة المال. فتنة الشهرة. فتنة النساء. فتنة الاقران الناجحين من حولك الذين ينافسونك في مجال عملك. فتنة القرب من المترفين الفاسدين اه لا يدري العبد ابدا باي نوع منها يفتن ثم قد يصبر العبد على نوع من البلاء دون بعض. يصبر على الصيام في اليوم الحار ويصبر على طول القيام ويعرض عليه صنوف من المال الحرام فيصبر. لا يخطر بباله ابدا ان يستجيب لذلك لكن نفس الشخص الذي يصبر على كل الفتن لا يصبر ان وقعت عينه على متبرجة لا يزال يفكر فيها حتى تعكر عليه عبادته ودراسته وعلمه تجره الى خطوات في المعاصي ليجد نفسه قد فعل منكرات وفواحش ابدا ما كانت تخطر بباله. ولم يكن يتصور انه يقع فيها شخص اخر آآ مجاهد يجود بنفسه لكنه فتن حينما رأى اموال اعطاها له بعض الاغنياء لينفقها في الجهاد في سبيل الله لما آآ وجد هذا المال في يده لعب الشيطان برأسه فقال له المال معك والحياة جميلة فلماذا تقتل نفسك؟ ولماذا تنفقها على هؤلاء والله اخذ المال وهرب الى اوروبا وعاش هناك وانسلخ من دينه تصدق عليه ابليس ظنه. هذا حدث بالفعل كذلك اخر فتن بزميل له في عمله متميز عليه فلا يزال الشيطان ينزغ بينهما حتى جعله يحسده ويكيد له ويكذب ويخون ويظلم وادخله في شح النفس كذلك هذه فتاة محجبة تحب الله ورسوله وتحفظ نفسها وتحفظ دينها فتنت لما نظرت للمتبرجات من حولها اللاتي يبدين مفاتنهن فقالت لماذا اعيش انا في هذا الشقاء؟ لماذا؟ يعني هؤلاء النسوة يتمتعن بالحياة يفعلن ما يردن. لماذا انا اعيش في هذا الجحيم واستمعت الى كلام العلمانيين وغيرهم الذين صوروا لها ان الله ظلمها وان الدين ظلمها. وان اهل الدين ظلموها حينما امروها بالعفة فخلعت فخلعت حجابها فصارت لحما رخيصا يعني كهؤلاء الرخيصات هذا شخص اخر مفتون بكثرة علمه او كثرة عبادته او كثرة جهاده او انفاقه فخور بنفسه محتقر لغيره الواقع من حولك شاهد كم هم الذين سقطوا في الوحل. ولم يكن يخطر على بالك قط الا انهم اولياء لله صالحون عن كل فتنة فرأيتهم بعينيك قد فعلوا ويفعلون الموبقات بل يجهرون بها لذلك اقول يا شباب ابواب الفتن كثيرة ومتنوعة بحيث لا يدري العبد من اي باب يختبر ويبتلى ومتى يأتي البلاء وكيف وماذا يفعل؟ لذلك لا تتمنى البلاء وسل الله تبارك وتعالى العافية فلا يأمن على نفسه ابدا مهما كثرت عبادته ومهما كثرت معلوماته ومهما كان قريبا من من الصالحين لا يأمن على نفسه الا الجاهل المغرور، بل يجب ان يبقى الانسان راجيا خائفا قال الله تبارك وتعالى في صفة النبي صلى الله عليه وسلم امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب آآ كثير ممن يتحسرون ويتعجبون اليوم ممن يرونهم قد انقلبوا وفتنوا والله هم انفسهم يسيرون في نفس طريقهم وليس في عدتهم لا علم ولا عمل يمنعهم من نفس المصير انما هي مسألة وقت فقط. يعني كثير من الشباب المتحمس الذي يقول كيف هؤلاء المجاهدون الذين باعوا الدين او هؤلاء العلماء الذين فتنوا او هؤلاء الذين كتموا العلم او هؤلاء الذين خافوا على انفسهم. والله كثير من هؤلاء الشباب يسيرون في نفس الطريق ليس معهم لا علم ولا عمل يمنعهم من نفس المصير ليس بينهم وبين الفتنة الا ان تعرض عليهم ولذلك نسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية. وعافية الله خير لنا ندخل انا شباب في مسألة ذكرها الله تبارك وتعالى كثيرا في كتابه حينما تحدث عن آآ ظهور الايمان وظهور المؤمنين وقوة المؤمنين ذكر آآ النفاق ذكر الله سبحانه وتعالى نفاق القلب وبين الله سبحانه وتعالى ان المؤمن يختبر حتى يكشف صدق ايمانه او كذبه قال تعالى وليعلم الذين نافقوا وليعلم هذه لام التعليل وهذا المعنى ليعلم ليس معناه ان الله سبحانه وتعالى يعلم بعدما كان لا يعلم. لأ الله سبحانه وتعالى ذكر نوعين من العلم العلم بالشيء مقدرا والعلم بالشيء حاصلا موجودا فكل الايات التي ذكر فيها ليعلم او حتى نعلم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين. او وليعلم الذين نافقوا او قول موسى عليه السلام فينظر كيف تعملون هذا ليس معناه ان الله تبارك وتعالى يعلم بعدما كان لا يعلم. فالله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم. يعلم كل شيء قبل خلقه وكتب كل شيء في الذكر. لكن المراد ان الله يعلم ذلك واقعا بعدما كان يعلمه مقدرا يعني ان الله سبحانه وتعالى يعلم من المؤمن ومن الكاذب؟ يعلم من المؤمن ومن المنافق؟ من الصادق ومن الكاذب لكن بعد الاختبار يعلم الله ذلك واقعا بعدما كان معلوما له مقدرا الله سبحانه وتعالى لا يحاسب العباد على علمه السابق بما سيعملون. وانما يحاسبهم بما عملوا لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وسيأتي ان شاء الله تبارك وتعالى تفصيل ذلك في الحديث عن الايمان بالقدر قال تعالى وليعلم الذين نافقوا يعني ان الله ابتلاكم بالجهاد وبالمصائب ليعلم الذين نافقوا. يعني ليعلم النفاق منهم واقعا ثم وصفهم بانهم يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم قال تعالى وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل وادفعوا. قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون. فهذا صنف ذكر الله انهم اقرب للكفر من الايمان. يعني عندهم نوع من الايمان. لكن لما ابتلوا اقتربوا من الكفر هناك هناك فريق اخر اظهروا الايمان ولم تؤمن قلوبهم فهؤلاء كفار في الباطن. قال الله تعالى يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم يأتوك يحرفون الكلمة من بعد مواضعه يقولون ان ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروه ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيء اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم. فهؤلاء قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم. واضح يا شباب؟ آآ لذلك حذر الله سبحانه وتعالى المؤمنين ممن يظهرون لهم آآ حب آآ الحب والود لكنهم في في آآ في قلوبهم يعني تأبى قلوبهم ذلك قال تعالى كيف وان يظهر عليكم لا يرقب فيكم الا ولا ذمة يرضونكم بافواههم وتأبى قلوبهم واكثرهم فاسقون لكن الذين نريد ان نتحدث عنهم اكثر هم صنف من المؤمنين عندهم اصل الايمان وعندهم شيء من العمل بالايمان لكن هؤلاء عندهم نوع من الريب والشك يعني لم تطمئن قلوبهم ولم يقوموا بواجبات الايمان من الجهاد والصبر والعمل هنا يا شباب انبه على خطأ مشهور جدا يقع فيه بعض طلاب العلم والذين يتحدثون في كتب العقائد وكتب الايمان رأيته كثيرا انهم يذكرون من المكفرات يعني من الاسباب التي يكفر بها العبد الريب والشك وعدم اطمئنان القلب هكذا باطلاق ودون تفصيل يعني يجعلون كل شك وكل ريب باي درجة وفي اي جزئية من الشريعة مكفرا. يعني يقولون الشك والري بكفر ويلحقون ذلك الذي وقع في نوع من الشك آآ يعني يجعلونه خارجا عن دائرة الايمان وداخلا في دائرة النفاق اكبر او الكفر الصريح وهذا شباب غلط كبير وقد يكون عند العبد بعض الريب او عدم الاطمئنان التام في بعض جزئيات الشريعة علما او عملا ولا يكون كافرا يعني يكون عنده نوع من الريب. نوع من الشك. في بعض جزئيات الشريعة هذا الشخص يا شباب هو مؤمن لكنه ناقص الايمان ليس هو كالمؤمنين المطمئنين ولا هو كالكافرين القاسية قلوبهم. لأ عنده نوع من الايمان هذا الشخص معرض جدا للنفاق. يعني هو قريب جدا من النفاق وساذكر الادلة على هذا المعنى يا شباب اذا القسمة المشهورة الثلاثية الناس بيقولوا القسمة للناس يعني او المتحدثين في في العقائد يقولون الناس اما مؤمن او كافر او منافق هذه القسمة شباب اجمالية لكن المؤمنون يدخل فيهم صنف آآ ممن معهم اصل الايمان لكن معهم ايمان مجمل. ليسوا كفارا لكن عندهم شيء من الريب ليس عندهم اطمئنان تام ايمان هؤلاء يا شباب ان عوفوا من البلاء يعني اذا لم يبتلوا آآ ماتوا على الايمان واضح لكنهم يبتلون كثيرا فاذا ابتلي الواحد منهم ظهر ضعف ايمانه وربما كفر وانقلب. قال الله سبحانه وتعالى عن هذا الصنف ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصاب وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين وقال تعالى عن هذا الصنف ومن الناس من يقول امنا بالله. فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين يعني يا شباب الله سبحانه وتعالى ذكر هذا الصنف. صنف معهم اصل الايمان لكنهم لم يبتلوا باحكام الشريعة بتكاليف الشريعة لم يبتلوا بالامور التي تظهر ضعف ايمانهم لذلك اذا ابتلوا سيبتلون مثلا يا شباب بماذا آآ قد يبتلون بتكاليف الايمان واضح ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين. يعني يعلنون الايمان فاذا امروا على الدين تركوا الدين او مثلا اذا عذبوا في سبيل الله جعلوا فتنة الناس كعذاب الله. او اذا اصابتهم مصيبة تركوا الايمان. واضح يا شباب؟ هذا الصنف كما قال الله عنهم. ولقد كنتم الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون آآ والصنف الذين آآ لم يقوموا بواجبات الصلاة والصدقة في مكة وقالوا نريد ان نجاهد ونقاتل. فلما كتب الله عليهم القتال تولوا. وجبنوا وجعلوا يعني وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال قال الله سبحانه وتعالى الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال لولا اخرتنا الى اجل قريب في نفس السياق قال الله سبحانه وتعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. يعني لان هؤلاء لم يقوموا بواجبهم ذات الايمان التي كانوا مكلفين بها ومستطيعين لها لما كتب عليهم القتال لم يقوموا بهذا بواجب القتال لذلك الشباب الله سبحانه وتعالى ذكر هذا الصنف كثيرا وهم الذين آآ هم ضعاف الايمان. لم يدخل الايمان في قلوبهم فهؤلاء اذا امتحنوا آآ ظهر ضعف ايمانهم بل ربما يكفرون لذلك اغلب المذكورين في سورة التوبة شباب هم من هذا الصنف سورة التوبة سميت سورة الفاضحة لانها كشفت ضعف ايمانهم وكشف وكشفت نفاقهم هؤلاء لم يكونوا كفارا اصليين. بل كان معهم ايمان مجمل وليست قلوبهم مطمئنة بالايمان كالمؤمنين كالصحابة. لكنهم عند البلاء فتنوا وكفروا ولم يصبروا من هؤلاء مثلا شباب صنف امتحن بالعافية قال الله سبحانه وتعالى ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون اعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون هذا الصنف يا شباب كان ايمانه ضعيفا قال يا رب انا فقير فلو اعطيتني مالا سيحصل مني امران. الاول ان اكون صالحا والثاني ان اتصدق به. فابتلاه الله بالمال. هذا الرجل تمنى البلاء ابتلاه الله بالمال. فماذا فعل لما اتاه الله المال بخل يعني لم يتصدق وتولى عن الطاعة فماذا حصل آآ عاقبه الله سبحانه وتعالى بنفاق في قلبه الى يوم يلقى الله. لماذا؟ باخلافه وعد الله وبكذبه. الكذب هنا كذب بالارادة هذا الشخص الذي عاهد الله كذب. فالارادة تكذب يا شباب. والارادة تصدق كما قال الله سبحانه وتعالى عن انس ابن النضر واصحابه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. لان اسف النضر قال لان اشهدني الله لم يكن قد شهد بدرا فلما آآ يعني لم يشهدها قال يا رب لان اشهدتني غيرها لترين ما اصنع. يعني ساجاهد جهادا عظيما. فلما اشهده الله غيرها في احد آآ صدق آآ في وعده. وان كان الانسان لا يتمنى البلاء والاولى ان يسأل الله ان يسأل الانسان الله تبارك وتعالى العافية لذلك قال الله سبحانه وتعالى آآ عن هذا الصنف آآ الذين امتحنوا آآ بالبلاء الذين امتحنوا بالقتال. وبمصائب القتل قالوا قال الله سبحانه وتعالى واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا يعني هؤلاء ظهر ضعف ايمانهم لما رأوا القتلى في المؤمنين ورأوا المصائب تنزل بالمؤمنين قالوا هذا هذا الذي نحن فيه بسبب آآ بسبب ان الله سبحانه وتعالى اخلفنا وعده. ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا الله سبحانه وتعالى عن هذا الصنف في في سورة محمد ويقول الذين امنوا لولا ونزلت سورة فاذا انزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون اليك نظر المغشي عليه من الموت فاولى لهم. يعني هؤلاء يعجبهم الدين ما داموا ينالون منه مصلحة يحبوا الدين ما دام بياخدوا منه مصلحة فقط اما اذا ابتلوا بشيء يخالف اهواءهم فانهم لا يقبلون هذا الدين وربما كفروا لذلك قال الله سبحانه وتعالى قالت الاعراب امنا قم لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. قل اتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات في الارض والله بكل شيء عليم يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين هؤلاء الاعراب ضعاف الايمان الدعوة الايمان ومنوا يعني يمنون على النبي صلى الله عليه وسلم باسلامهم ويعلمون الناس بايمانهم. فالله اخبرهم انهم ليسوا مؤمنين كالصحابة عندهم شيء من الايمان لكنهم اذا اذا ابتلوا لا يصبرون. وانما يثبت ايمانهم بعد الابتلاء اه كذلك شباب الله سبحانه وتعالى ذكر ان هؤلاء يعجبهم الايمان اذا نالوا منه خيرا كما قال تعالى واياكم لهم الحق يأتوا اليه مذعين مين افي قلوبهم مرض ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون يعني هؤلاء اذا تعرضوا لمحنة الابتلاء بالتكليف مثلا الميراث واحد منهم وجد ان ان حقه في الميراث اذا كان شرعيا آآ سينقص اذا حكم الشرع فانه لا يعجبه الشرع حينئذ. وانما يعجبه الشرع اذا جاء بتكليف يوافق هواه. ويوافق محبته فهذا لا يصبر. لا يصبر على الصيام الذي يخالف هو اه ولا الصلاة التي تخالف هو اه. اه وانما تعجبه العافية. فاذا امتحن لم يصبر لذلك الله سبحانه وتعالى ذكر هذا الصنف ايضا آآ انهم آآ آآ يتخلفون عن الجهاد ويتحججون بحجج باطلة. قال الله تعالى سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا اموالنا واهلنا فاستغفر لنا. يقولون بالسنت ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا او اراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا. بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهله ابدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا واضح يا شباب؟ فهؤلاء هؤلاء المنافقون آآ يخافون من الجهاد يخافون من تكاليف الله التي آآ تخالف اهواءهم لذلك اذا رأوا بالمؤمنين مصيبة فانهم يرجعون تلك المصائب الى الدين. يقولون ان المصائب التي يعيش فيها المؤمنون بسبب ايمانهم قال الله سبحانه وتعالى اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم يعني دينهم هو سبب ابتلائهم انسان مثلا يرى يرى شخصا مستقيما لكن هذا المستقيم آآ مثلا ذهب الى عدد من الوظائف آآ كلها فيها حرام يعني بقي بلا عمل وهو يحاول ان يعمل فيراه بعض من في قلوبهم نفاق يقول هذا بسبب ايمانه وتمسكه بدينه لا يعمل فيرجعون الابتلاء والمصائب الى الايمان. هو ده بالضبط اللي كان بيفعله المنافقون يرون القتل في المؤمنين والمصائب فيقولون غر هؤلاء دينهم. يعني دينهم سبب ابتلائهم. واضح الله سبحانه وتعالى قال عن هؤلاء لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا واضح؟ وقال الله سبحانه وتعالى كذلك وترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يعني يسارعون في الكفار الذين يرون حينما يرون ان الكفار الدائرة لهم يسارعون فيهم. يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة واضح يا شباب؟ فهؤلاء المنافقون وضعاف الايمان لا يفرحون الا بخير ينالهم او بشر ينال المؤمنين يعني ايه يا شباب؟ ان اصابتهم مصيبة قال آآ ان اصابتكم يعني ان تصبكم حسنة تسؤهم وان تصيبكم مصيبة يفرحوا هو ده هذا هو المنافق ابن تيمية له نص جميل جدا يشرح هذه الفكرة يا شباب. هذه الفكرة باختصار يا شباب هي ان من المؤمنين من هم ضعاف الايمان معهم ايمان مجمل. لكن اذا تعرضوا الى الفتنة لم يصبروا وقد يصل بهم والحال الى الكفر قال ابن تيمية رحمه الله عامة الناس اذا اسلموا بعد كفر او ولدوا على الاسلام والتزموا شرائعه وكانوا من اهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون ومعهم ايمان مجمل. ولكن دخول حقيقة الايمان الى قلوبهم انما يحصل شيئا فشيئا مين اعطاهم الله ذلك والا فكثير من الناس لا يصلون والا فكثير من الناس لا يصلون لا الى اليقين ولا الى الجهاد. ولو شككوا لشكوا ولو امروا بالجهاد لما جاهدوا وليسوا كفارا ولا منافقين. بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب ولا عندهم من قوة الحب لله ولرسوله ما يقدمونه على الاهل والمال وهؤلاء ان عوفوا من المحنة وماتوا دخلوا الجنة وان ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم فان لم يمنع فان لم يمنعهم الله فان لم يعنهم الله آآ عليها فان لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب والا صاروا مرتابين وانتقلوا الى نوع من النفاق نشرح النص ده يا شباب لانه مهم جدا ابن تيمية بيقول عامة الناس اما الذين اسلموا بعد كفر او ولدوا على الاسلام والتزموا الشرائع التزاما كليا يعني. هؤلاء مسلمون لكن دخول الايمان الى القلب يحصل شيئا فشيئا يا شباب. يحصل بالعلم والعمل لكن كثير من الناس لا يصل الى اليقين ولو شككوا لشكوا. كتير من الشباب يا شباب اول كتير من الناس اللي هم ما عندهمش اهتمام بالدين لا علما ولا عملا. اول ما تعرض عليه شبهة يستجيب لها اذا طلب منه امر يخالف هواه في الدين لا يعمل به. ليه يا شباب لانه ليس عنده من العلم واليقين ما يدفع الشبهات وليس عنده من حب الله ورسوله ما يجعله يخالف هواه فهؤلاء يا شباب اذا عافاهم الله من الفتنة ماتوا على الايمان ودخلوا الجنة. اما اذا ابتلوا فانهم ينتقلون الى النفاق ويظهر منهم الكفر لذلك يا شباب قلت لكم ان سورة التوبة سميت بسورة الفاضحة لانها فضحت ما في المنافقين قال الله تعالى يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم الان يا شباب نتكلم عن لفظ ذكر في القرآن كثيرا وعزي اليه بعض ما عزي الى القلب. وهو لفظ الفؤاد قال الله سبحانه وتعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة وقال كذلك ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا اه عوزي الى الفؤاد يا شباب معاني. منها مثلا التثبيت قال الله سبحانه وتعالى كذلك لنثبت به فؤادك وقال تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وكذلك الصدق والكذب. والتصديق والتكذيب. قال الله تبارك وتعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كذب الفؤاد ما رأى يعني ما كذب فؤاد محمد محمدا الذي رأى. ولكن صدقه. جاءت يعني قراءة اخرى ما كذب الفؤاد ما رأى والمعنى ان الفؤاد لم يكذب الذي رأى. ولكنه جعله حقا وصدقا. يعني صدقه. واضح كذلك في دعاء ابراهيم عليه السلام لما ترك آآ ابنه اسماعيل وزوجه هاجر بواد غير ذي زرع قال ربياني اسكنت من بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا آآ ليقيموا الصلاة واجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وجعل الافئدة تهوي آآ قال سبحانه وتعالى كذلك وافئدتهم هواء وكذلك الفؤاد يصغي كما قال تعالى ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة ايضا يا شباب من الالفاظ التي جاءت وعزي اليها بعض هذه المعاني من العلم والعمل الصدر الصدر يا شباب مثلا الله سبحانه وتعالى قال الم نشرح لك صدرك وقال فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء وقال تعالى افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه. فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ومن دعاء موسى عليه السلام رب اشرح لي صدري وقال كذلك في موطن اخر ويضيق صدري والله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون ايضا عزي الى الصدر بعض الاعمال كالغل قال الله سبحانه وتعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل. وهو كذلك عزي الى القلب. في دعاء المؤمنين ولا تجعل في قلوبنا غلا وكذلك الصدر يحصل فيه الوسوسة آآ قل اعوذ برب الناس. ملك الناس. اله الناس من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس وكذلك آآ ما ما في الصدور الله سبحانه وتعالى يحاسب عليه العباد كما قال وحصل ما في الصدور وكذلك يحصل في الصدر الرعب ويحصل فيه الشح ويحصل فيه الحسد كما قال تعالى لانتم اشد رهبة في صدورهم. وكذلك قال الله في صفة الانصار ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا يعني لا يجب الانصار لا يجد الانصار في صدورهم حاجة مما اوتي المهاجرون من السبق الى الاسلام والايمان ونحو ذلك ذكر الله سبحانه وتعالى ان القلب في الصدر كما قال الله سبحانه وتعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وقال كذلك فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور هنا نتحدث يا شباب عن العقل العقل ذكر لم يذكر كأنه اداة وانما ذكر على انه وظيفة يقوم بها القلب لم يرد في القرآن لفظ العقل وانما جاء الفعل يعني عقلوه نعقل يعقلها افلا تعقلون افلا يعقلون لم يرد لفظ العقل جاءت هناك الفاظ تدل على هذا المعنى مثل لفظ القلب واللب والاحلام والنهى والحجر والفؤاد كما قال الله سبحانه وتعالى افتكون افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور آآ الان يا شباب نتحدث عن آآ الموضوع الاساس لهذا الكتاب وهو امراض القلوب هل القلب يمرض الله سبحانه وتعالى لما ذكر ان القلب هو الذي يعلم وهو الذي يسمع ويبصر وهو الذي يتدبر وهو الذي اه فيه الحياة وفيه النور وهو الذي يهتدي به العبد ذكر ان القلب قد يمرض وقد يموت قال سبحانه وتعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. وقال تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وقال تعالى لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرضوا والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم. ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا وقال تعالى ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون. ماذا اراد الله بهذا مثلا وقال تعالى فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيها. وقال تعالى ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. ايات كثيرة ذكر فيها ان القلب قد يمرض والنبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. فالقلب يمرض ويصح ويفسد ويسلم وهكذا كذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب ذنبا آآ آآ كانت نكتة سوداء في قلبه. فان تاب ونزع واستغفر آآ صقل منها يعني آآ رجع قلبه ابيض مرة اخرى وان زاد زادت حتى يغلف بها قلبه. فذلك الران الذي ذكر الله تبارك وتعالى كلا بل ران على قلوبهم. حديث رواه الترمذي صححه ايضا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث آآ آآ الاغر رضي الله عنه اه انه ليغان على قلبي. واني لاستغفر الله في كل يوم مائة مرة وقول انه انه ليغان على قلبي. بعض اهل العلم ترك الكلام عليه توقيرا لمقام النبي صلى الله عليه وسلم وبعضهم تكلف له اوجها من التفسير لا يدل عليها الحديث وقلت يا شباب ان هذا ليس من التوقير في شيء. التوقير هو ان تطلب علم النبي صلى الله عليه وسلم. وان تحاول ان افقهه ليس التوقير ان تتركه او ان تخفيه هذا ليس توقيرا وليس تعظيما كما يفعل كثير من الناس آآ يقولون يعني يريدون ان يعني لا يذكروا ايات كثيرة في القرآن ذكر فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر آآ امره الله سبحانه وتعالى ان يستغفر من ذنبه. او ان الله سبحانه وتعالى ذكر انه يغفر ذنبه. او آآ ذنوب الانبياء من من قبله كما تكلمنا في الكتاب السابق تفسير الاية الكريمة ان كثيرا من النصوص تثبت ان نبيا من الانبياء يمكن ان يخطئ في اجتهاد لكن الله لا يقره على ذلك ويمكن ان يقع منه ذنب لكنه او آآ يسارع في التوبة والاستغفار فيكون مقامه اعلى عند الله. كثير من الناس يريد ان يخفي تلك النصوص ولا يذكرها وكأن هذه النصوص ليست في القرآن لأ المطلوب ان ان تفقه هذه النصوص وان تحاول ان تفهم دلالاتها كلمة يوغان فسرت بانه يغطى كأن المقصود انه يحصل احيانا نوع من السهو فيستغفر النبي صلى الله عليه وسلم من آآ الله تبارك وتعالى. وللحديث تعلق آآ مسألة امكان وقوع الذنب من الانبياء وقد ذكرناها في كتابين في كتاب شرح حديث ابي بكر الصديق وفي كتاب تفسير الاية الكريمة ايضا يا شباب مما ذكر في الوحي آآ ذكر آآ القلوب ذكر انواع القلوب. ذكر القلب السليم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وقال الله عن ابراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم وذكر القلب المريض. كما ذكرنا انفا وذكر القلب القاسي. كما قال الله تبارك وتعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة اه وقال الله سبحانه وتعالى فبما ناقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية واضح يا شباب؟ وكذلك قال الله سبحانه وتعالى افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله والله سبحانه وتعالى ذكر اية جمع فيها قلب المؤمن والقلب المريض والقلب القاسي وبين ان هذه القلوب تعرض للفتن قال تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم. وان الظالمين لفي شقاق بعيد. وليعلم الذين اوتوا العلم انه من ربك فيؤمن به فتخبت له قلوبهم. وان الله لهادي الذين امنوا الى صراط مستقيم آآ اذا يا شباب القلب ذكر في القرآن انه آآ منه القلب السليم ومنه القلب المريض اما مرض شبهة او مرض شهوة ومنه كذلك القلب القاسي او الميت ذكرت كذلك حياة القلوب ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثلوه في الظلمات ليس بخارج منها كذلك مما ذكر في الوحي يا شباب اسباب حياة القلب يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم وذكر اسباب كثيرة في آآ حياة القلب وفي مرض وفي مرضه وفي موته آآ الله سبحانه وتعالى ذكرها لنعمل بها ذكرت كذلك علامات لمرض القلب وذكر كذلك اسباب آآ للوقاية منها ولعلاجها اعظم علاج لكل امراض القلب المعنوية هو الوحي الوحي القرآن هو شفاء لما في الصدور الذي يأتي في صدر الانسان اما شبهات او ريب او شك او مرض كالبخل والحسد وشح النفس والشهوة والعشق المحرم ونحو ذلك. وفي القرآن هدى هدى وبينات تدفع الشبهات وموعظة وآآ ترغيب وترهيب يقوى به الانسان على دفع الهوى قال الله سبحانه وتعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. وقال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين الان يا شباب ندخل في الحديث عن آآ الكتاب. يعني ان شاء الله يا شباب ممكن يكون آآ عشر دقائق يعني نتكلم فيها عن فكرة الكتاب. آآ وغدا ان شاء الله ندخل فيه آآ نقرأ الكتاب كاملا ان شاء الله. غدا صباحا سنقرأ الكتاب كاملا. الان فقط نتكلم عن موضوعات الكتاب طبعا آآ الطباعات الكتاب وعن قيمة الكتاب آآ الكتاب يا شباب اسمه امراض القلوب وشفاؤها امراض القلوب وشفاؤها مطبوع ضمن مجموع الفتاوى في المجلد العاشر وطبع كذلك بتحقيق احمد العيسوي دار الصحابة موضوعات هذا الكتاب يتكلم عن قيمة القلب وعن دوره وعن اعماله وما يعرض له من امراض وما يعرض له من امراض ويتكلم عن اثار تلك الامراض امثلة لهذه الامراض ويتكلم عن حياة القلوب وعن آآ اسباب حياة القلب وعن علاج امراض القلوب وعن الوقاية من امراض القلوب وبيان ان اساس ذلك هو العلم بالوحي والعمل به اذا هذا الكتاب يا شباب وان كان صغير الحجم لكنه عظيم الفائدة افكار هذا الكتاب انه آآ يقيس القلب على البدن. من حيث الحياة والموت والمرض والصحة ويبين ان القلب اعظم من البدن في ذلك القلب يصح ويمرض ثم يبين شيئا مما يعرض للقلب من المرض والقسوة ثم يبين الاثار. يعني اثار المرض على القلب التي تجعله اما انه لا يقوم بعمله آآ او انه لا يقوم به على وجهه ثم آآ يتكلم عن انواع الامراض منها مرض الشبهات. ومنها مرض الشهوات آآ ويتكلم عن ان الوحي علاج لمرض آآ الشبهات بما فيه من البينات وعلاج لامراض الشهوات بما فيه من الموعظة والترغيب والتذكير والقصص ثم يتكلم عن عن ان القلب المريض آآ ليس سليما كالقلب السليم وليس قاسيا ميتا كقلوب الكفار هل هو فيه مرض يحتاج ان يعالج آآ ثم تكلم كذلك الامام ابن تيمية كما قلت لكم عن ان القرآن آآ هو فيه الشفاء. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وفي قراءة فلتفرحوا وخير مما يجمعون ويبين ابن تيمية رحمه الله ان القرآن فيه البينات اه فيه العلم الذي يدفع به الشبهات وفيه المواعظ والقصص التي الذي اه تدفع اه بها الشهوات ثم تكلم عن معنى زكاة القلب. ما معنى ان يكون القلب زكيا واضح؟ اه وتكلم عن اه الاشياء التي اه يزكو بها القلب وتكلم عن الاعمال التي يصلح بها القلب ثم بين امرا عظيما جدا وهو ان السلامة المحضة آآ السلامة المحضة من الاخلاط لا سبيل اليها يعني لا سبيل للعبد ان يكون قلبه سليما نقيا من كل شيء وانما غايته ان يطلب ذلك. ان يطلب السلامة فاتقوا الله ما استطعتم وكما قال الله تعالى واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها اذا العدل المحض لا سبيل اليه وانما غاية الانسان ان يطلب ذلك ثم تكلم عن حياة القلوب وتكلم عن اسباب حياة القلوب ثم تكلم عن فائدة نفيسة جدا في الانتفاع بالقرآن. وان الانتفاع به يكون اعظم من مجرد ما نزل فيه. يعني ليست العبرة بخصوص السبب وانما العبرة بعموم اللفظ. سيتكلم عن هذه القاعدة كلاما رائعا جدا جدا ثم يمثل لها ببعض اخطاء المفسرين ثم بعد ذلك يتكلم عن اشهر امراض القلب حتى تقيس عليها ما بعدها. سيتكلم عن مرض آآ الحسد ومرض شح النفس. ويتكلم عن مرض البخل والجبن ويتكلم عن مرض العشق المحرم ثم يختم ذلك بخاتمة مهمة جدا يتحدث فيها عن حياة القلب وكيف يطلب الانسان لقلبه الحياة آآ ان شاء الله غدا باذن الله تبارك وتعالى نقرأ الكتاب كاملا الكتاب عندي تقريبا في اربعين صفحة آآ ما اعرفش انتم الطبعة اللي معكم طبعة ايه ، لكن آآ احب من الشباب ان تكون ان يكون الكتاب بايديهم اثناء القراءة اه وان شاء الله غدا موعدنا في الثامنة صباحا اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا قلبا سليما. وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته