السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد وبعد فان اصدق الحديث كلام الله واحسن الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وانما توعدون لات وما انتم بمعجزين يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون نبدأ باذن الله تبارك وتعالى قراءتنا في كتاب الامام ابن تيمية رحمه الله امراض القلوب وشفاؤها وهو كتابنا الرابع في استقرائنا لتراث الائمة المحققين الذي بدأناه بتراث الامام ابن تيمية عليه رحمة الله في ابواب تزكية النفس واعمال القلوب والاستقامة وبيان طريق الولاية الذي يرضاه الله وبياني ما يخالفه من الطرق المبتدعة اه اخذنا اه كتاب العبودية للامام ابن تيمية وكذلك كتاب شرح حديث ابي بكر الصديق ظلمت نفسي ظلما كثيرا وتفسير الاية الكريمة اه قول يونس عليه السلام لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وهذا كتابنا الرابع نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا قال شيخ الاسلام تقي الدين احمد ابن تيمية رحمه الله الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا فصل في مرض القلوب وشفائها قال الله تعالى عن المنافقين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وقال تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وقال لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا وقال ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بها مثلا وقال تعالى قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وقال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وقال ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم هذه الفقرة الاولى من آآ كتاب امراض القلوب وشفائها للامام ابن تيمية رحمه الله ونحن سنقسم الكتاب الى فقرات ثم نعلق على كل فقرة بما يناسبها وبما يناسب مقصد المصنف منها ذكرت لكم ان هذا الكتاب يتحدث عن القلب لكنه يتناول جزءا مهما آآ في الحديث عن القلب وهو ما يعرض للقلب آآ من المرض فان القلب يمرض كما يمرض البدن وان كان مرض القلب اشد خطرا على العبد ذكرت لكم بالامس في حديثنا عن القلب ان القلب هو اساس التكليف وان القلب هو ملك الاعضاء. وكل الاعضاء تبع له وهذا القلب هو محل الايمان ومحل الكفر وهو الذي يعقل ويتدبر ويهتدي ويضل ويعمى ويبصر وهو الذي آآ فيه اعمال كالحب والبغض والتوكل والرجاء والايباء والاستكبار والتواضع وغير ذلك من الاعمال التي عزيت في الوحي الى القلب لذلك فهذا القلب هو الممتحن هو المختبر هو المبتلى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تعرض الفتن على القلوب لعرض الحصير عودا عودا الى اخر الحديث. وقد ذكرنا ذلك بتمامه امس اراد ابن تيمية رحمه الله في الفقرة الاولى ان يبين ان القلب يمرض وهذه الامراض تتنوع يمكن ان يكون مرض القلب اما من باب العلم والمعرفة واما ان يكون من باب العمل وقد يكون من باب المعرفة قد يكون جاهلا وقد يكون متكبرا وقد يكون لديه شبهة وفي باب العمل قد يكون لديه شهوة او حب للدنيا او حب للجاه هذه الامراض تحول بين القلب وبين ان يؤدي وظيفته التي خلق لها فان القلب خلق ليعرف الله وليحب الله وليعبد الله ثم يسري ذلك في باقي الجسد فاذا كان القلب مريضا فانه اما انه لا يقوم بعمله او انه لا يقوم به على وجهه اراد ابن تيمية رحمه الله في الفقرة الاولى ان يثبت ان القلب يمرض وذكر قول الله تبارك وتعالى عن المنافقين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وفي وفي اكثر اقوال المفسرين ان المرض المذكور هنا هو الشك او الريب بعض المفسرين يرون ان المرض هنا المقصود به الرياء وهي اقوال تتكامل فان اغلب اختلاف المفسرين فان اغلب اختلاف المفسرين آآ هو من باب اختلاف التنوع يعني تتكامل فيه المعاني ولا تتناقض او لا تتعارض في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وقال تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وهذا جاء في سورة الحج آآ لما قال الله سبحانه وتعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى. القى الشيطان في امنيته فينسخ الله يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان. فهذا من الابتلاء وهذه من الايات التي ذكر الله فيها القلوب الثلاثة القلب السليم وهو قلب المؤمنين الذين علموا ان ما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق فتخبت قلوب بذلك ولذلك ويتبعون النبي صلى الله عليه وسلم وذكر القلوب المريضة في قوله آآ ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وذكر كذلك القلوب القاسية وهم الكفار هذه الاية آآ هي الاية التي ذكر فيها القلوب الثلاثة آآ بين في هذه الاية ان من في قلبه شك او ريب آآ او ضعف ايمان فانه لا يستطيع ان يثبت امام الفتنة. وهذا ذكرناه امس للحديث عن صنف من المؤمنين ذكرهم الله سبحانه وتعالى كثيرا في القرآن وهم معهم اصل الايمان معهم ايمان مجمل لكن آآ لم يدخل الايمان قلوبهم ولم آآ يختبروا ولم يبتلوا في الاسلام فاذا ابتلي آآ فاذا ابتلوا فكثير منهم لا يثبت على الايمان آآ وربما كفر وخرج من الايمان وهؤلاء يبتلون بانواع من البلاء. منها الجهاد او التكاليف الشرعية او الزكاة او الصدقة آآ او يبتلون بامر آآ من مصائب الدنيا فلا يصبرون. وهؤلاء هم الذين ذكروا في ايات كثيرة من مثل قول الله تبارك وتعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمئن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة وكذلك في قول الله تبارك وتعالى ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنون وفي قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم الى ان ميز بينهم وبين المؤمنين الصادقين آآ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله الى اخر الايات كذلك ذكرهم الله سبحانه وتعالى آآ في ايات كثيرة بين فيها آآ انهم بعد الاختبار لا يثبتون على ما كانوا عليه آآ اذا ابتلوا بانواع من البلاء في مثل قوله ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. الى اخر الايات التي ذكر فيها ضعاف الايمان الذين لم يدخل الايمان في قلوبهم. آآ فاذا اختبروا ظهر ضعف ايمانهم وربما تركوا الدين جملة كذلك ذكر ابن تيمية رحمه الله قول الله تبارك وتعالى لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا وذكر قول الله تبارك وتعالى ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا ثم بين ابن تيمية رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى آآ مع كونه ذكر ان القلب يمرض لكنه كذلك ذكر العلاج او الشفاء او الدواء فان الله سبحانه وتعالى ما انزل داء الا انزل له دواء واعظم دواء لما في القلوب سواء من امراض العلم او امراض العمل امراض العلم كالكبر وكالشك وكالجهل وامراض العمل وان كان الكبر يدخل كذلك في العمل امراض العمل كذلك كحب الدنيا وكالشهوات القرآن او الوحي فيه شفاء لهذا ولهذا قال تعالى قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وبين كذلك ان القرآن آآ فيه شفاء قال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين الا خسارا آآ ولا يزيد الظالمين الا خسارا يبين ان ان الخير انما يكون بالاتباع القرآن خير وشر. هو شر لمن لا يتبعه لانه يزيد الحجة عليه وهو خير للمؤمنين يعني خير للمؤمن المتبع. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم هو خير لمن اتبعه اه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم فالنبي صلى الله عليه وسلم رحمة للمؤمنين اما قول الله تبارك وتعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين فهذه غاية وحكمة. قد تحصل وقد لا تحصل كما قال الله تبارك وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه الله سبحانه وتعالى قضى بذلك. لكن هل كل الناس عبدوا الله؟ لأ ففرق بين الغاية والحكمة وبين الواقع النبي صلى الله عليه وسلم ارسل ليطاع وارسل رحمة للعالمين لكن هل هو رحمة لكل احد؟ لأ النبي صلى الله عليه وسلم رحمة لمن اتبعه وقد تكلف بعض آآ اهل العلم وبعض الخطباء وبعض الوعاظ في محاولة بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة لكل احد وفي رأيي هذا ليس صحيحا ولا يوافق عليه القرآن وانما النبي صلى الله عليه وسلم رحمة لمن اتبعه لكنه حجة على من لم يتبعه ومن لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا يمكن ان يرحم ببعثته انما يرحم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم من كان مؤمنا به وقد كتبت يعني منشورا شرحت فيه هذه الفكرة بشيء من التوسع المهم ان هذا القرآن فيه شفاء ورحمة لمن؟ للمؤمنين كما قال الله تبارك وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم. وماتوا وهم كافرون وهذا يبين ان هذا القرآن للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم اعمى آآ وقال تعالى ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم فهذه هي الفقرة الاولى اراد ابن تيمية ان يثبت فيها ان القلب يمرض وانه يشفى. وان شفاءه انما يكون بالوحي نكمل القراءة. قال ومرض البدن خلاف صحته خلاف صحته وصلاحه وهو فساد يكون فيه يفسد به ادراكه. وحركته الطبيعية. فادراكه اما ان يذهب كالعمى والصمم واما ان يدرك الاشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلو مرا وكما يخيل اليه اشياء لا حقيقة لها في الخارج واما فساد حركته الطبيعية فمثل ان تضعف قوته عن الهضم او مثل ان يبغض الاغزية التي يحتاج اليها ويحب ويحب الاشياء التي تضره ويحصل له من الالام او ويحصل له من الالام بحسب ذلك ولكن مع ذلك المرض لم يمت ولم يهلك بل فيه نوع قوة على ادراك الحركة الارادية في الجملة سيتولد من ذلك الم يحصل في البدن اما بسبب فساد الكمية او الكيفية نعلق على هذه الفقرة آآ ثم او ممكن ان نكمل اما بسبب فساد الكمية او الكيفية فالاول اما آآ اما نقص المادة فيحتاج الى غذاء واما بسبب زيادتها فيحتاج الى استفراغ والثاني كقوة في الحرارة والبرودة خارج خارجة او خارج عن الاعتدال فيداوى الفقرة الثانية هنا يبين فيها ابن تيمية رحمه الله آآ اثر آآ المرض على البدن ثم ينتقل بعد ذلك ليبين اثر امراض القلوب على القلب آآ ذكرت لكم بالامس ان كل عضو خلقه الله تبارك وتعالى لعمل من الاعمال الله سبحانه وتعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون جعل السمع لو جعل الاذن ليسمع بها الانسان وجعل العين ليبصر بها وجعل الانف ليشم بها. وجعل اللسان ليذوق به وجعل الجلد ليحس وجعل القلب ليعقل ويتفكر ويتدبر ويحب ويبغض وهكذا وكل عضو من هذه الاعضاء او كل الة من هذه الالات قد تمرض كما قال ابن تيمية هنا ومرض البدن خلاف صحته وصلاحه خلاف صحته وصلاحه. يعني ان المرض يجعله ليس صحيحا او ليس سليما اوليس صالحا هو نوع فساد يفسد به ادراكه وحركته الطبيعية يعني لا يقوم لا يقوم بهذا العمل على وجهه ان الله سبحانه وتعالى خلق القلب ليتدبر وليعقل وليفقه وليحب وليستقيم وليؤمن فاذا لم يقم بهذا العمل او قام به على آآ على وجه الناقص فان به آآ نوعا من المرض كذلك البدن الله سبحانه وتعالى خلق للانسان الحواس. كل عضو من هذه الاعضاء له مهمة يقوم بها لذلك عاب الله على من يعبدون الاصنام الذين يصورون تلك الاصنام ويصورون لها يدا ورجلا وعينا ولسانا قال الله سبحانه وتعالى ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين لهم ارجل يمشون بها ام لهم ايدي يبطشون بها ام لهم اعين يبصرون بها؟ ام لهم اذان يسمعون بها؟ قل ادعوا شركاء ثم كيدوني فلا تنظرون وبين الله سبحانه وتعالى ان مما يدل على نقص هذه الاصنام كالهة ان لها حواس لا فائدة منها هي وعدمها سواء وكذلك حواس الانسان. اذا آآ نقصت نقص عملها او لم يقم او لم تقم بعملها على الوجه الكامل. فان آآ نوعا من المرض وهنا ابن تيمية رحمه الله يبين ان مرض البدن آآ خلاف خلاف صحته وصلاحه وهو فساد يكون فيه يفسد به ادراكه وحركته الطبيعية. يعني المهمة او الوظيفة التي يقوم بها فادراكه اما ان يذهب يعني يذهب كلية لم يعد لهذه الالة عمل العمى والصمم يعني عينه لا يرى بها واذنه لا يسمع بها واما ان يدرك الاشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلو مرا. في المذاق مسلا المفروض انه يذوق الاشياء الحلوة حلوة ويذق الاشياء المرة مرة. فاذا فسد ادراكه او فسد مذاقه فانه يدرك الاشياء على غير ما هي عليه وكما يخيل اليه اشياء لا حقيقة لها في الخارج. هذا فساد في التصور اه واما فساد حركته الطبيعية يعني الاول هو فساد الادراك وهو اما ان يذهب بالكلية او يدرك الاشياء على خلاف ما هي عليه اما فساد الحركة الطبيعية وهي الوظيفة التي يقوم بها. فمثل ان تضعف قوته عن الهضم له مثل ان يبغض الاغذية التي يحتاج اليها ويحب الاشياء التي تضره يعني اه حركته الطبيعية ان انه اذا اكل يهضم. واضح؟ هذه حركة طبيعية. لكنه اذا لم يستطع ان يهرب او آآ يعني بغض اليه الاغذية التي يحتاج اليها واحب ما يضره فان ذلك مرض في هذه الاعضاء ويحصل بسبب ذلك المرض الام بقدر هذا المرض لكن ابن تيمية هنا بين ان هذا المرض لا يساوي الموت وفرق بين المرض والموت قال ولكن مع ذلك مع ذلك المرض لم يمت ولم يهلك او لم يهلك بل فيه نوع قوة على ادراك الحركة الارادية في الجملة. يعني لم يمت هذا العضو يعني آآ وان كان ليس قادرا على الهضم وان كان آآ يذوق الحلوى مرا والمرة حلوا لكنه مع ذلك عنده ادراك في الجملة لكن ليس كادراك الاصحاء ليس كادراك الاصحاء ثم قال ابن تيمية فيتولد من ذلك يعني من فساد الحركة ومن عدم القيام بالوظيفة يتولد من ذلك الم يحصل في البدن اما بسبب فساد الكمية او الكيفية عن ابن تيمية هنا شباب اراد ان يدخل في الحديث عن مرض القلب آآ بالحديث عن مرض البدن تبين ان البدن يمرض وبين اثار تلك الامراض. يعني بين انواع الامراض التي يمكن ان يتعرض لها البدن وبين الاثار التي تحصل بسبب تلك الامراض ثم قال فالاول نقص نقص المادة نقص المادة فيحتاج الى غذاء. يعني اما ان هو ليس قابلا للاكل ما عندوش مسلا نفس للاكل فهذا يحتاج الى غذاء. واما بسبب بزيادتها فيحتاج الى استفراغ. يعني ان آآ يخرج ما في بطنه والثاني كقوة في الحرارة والبرودة خارجة المفوضية خارجية هو كاتب عندي خارج عن الاعتدال فيداوى ده في الحديث عن فساد الايه؟ الكمية والكيفية. فساد الكمية اما نقص او زيادة وفساد الكيفية اللي هو الحالة. يعني انه يحتاج ان يعني عنده حرارة او برودة زائدة عن الاعتدال فيحتاج الى الدواء هذه المقدمة الثانية يا شباب كانت المقدمة الاولى انه يبين ان القلب يمرض. وانه آآ آآ يمكن ان يشفى ثم بين ان البدن يمرض وبين انواع الامراض التي يمكن ان يتعرض لها البدن ثم بين اثار تلك الامراض يدخل بعد ذلك الى الحديث عن القلب فصل وكذلك مرض القلب هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره وارادته وتصوره بالشبهات التي تعرض آآ تعرض له حتى لا يرى الحق او يراه على خلاف ما هو عليه وارادته بحيث يبغض الحق النافع ويحب ويحب الباطل الضار. فلهذا يفسر المرض تارة بالشك والريب كما فسر مجاهد وقتادة قوله في قلوبهم مرض اي شك وتارة يفسر بشهوة الزنا كما فسر به قوله مع الذي في قلبه مرض ولهذا صنف الخرائطي كتابا اعتلال القلوب. اي مرضها واراد به مرضها بالشهوة هذه يا شباب هي الفقرة الثالثة من هذا الكتاب وهي فقرة اساسية للحديث عن مرض القلب اذا اردنا ان نتحدث عن مرض القلب فيجب ان نتحدث اولا عن الصورة السالمة من العيوب للقلب وهو صلاح القلب صلاح القلب في بابين. في باب العلم وفي باب العمل في باب التصور وفي باب الارادة القلب خلق ليعرف الحق ويراه حقا ثم يتبعه ويعرف الباطل ويراه باطلا ثم يجتنبه لذلك لما النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن القلب المنكوس او القلب الذي فتن وقبل الفتنة قال لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه اذا وظيفته انه كان يجب ان يعرف المعروف معروفا ويتبعه وان يعرف ويتبعه وان يعرف الباطل باطلا والمنكر منكرا ويجتنبه هذا هو عمل القلب. باب العلم وباب العمل يجب ان يعرف الحق وان يراه حقا ثم يجاهد نفسه في العمل به. ويتبعه ويجب ان يعرف المنكر منكرا على صورته كما هو ثم يجتنبه هذا هو باختصار صورة عمل القلب السليم اما الفساد الذي يطرأ على القلب او المرض الذي يطرأ على القلب فهو بابان باب في التصور وباب في الارادة. التصور كالجهل وكذلك الشك والريب وباب الارادة يدخل فيه حب الدنيا ويدخل فيه الشهوة المحرمة. ويدخل فيه الحرص ويدخل فيه الجبن ويدخل فيه الكسل. كل هذه ابواب تدخل في باب الارادة اذا الانسان يحتاج الى قوة علمية والى قوة عملية. القوة العلمية هي التي يبصر بها والقوة العملية هي التي يقوم آآ استجابة لهذا العمل الذي رآه هنا نعلق على هذه الفقرة قال ابن تيمية فصل وكذلك مرض القلب هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره وارادته التصور اللي هو باب العلم والارادة هي باب العمل وتصوره يعني تصوره يفسد بماذا؟ بالشبهات التي تعرض له حتى لا يرى الحق او يراه على خلاف ما هو عليه يبقى هو هنا القلب لم يقم بعمله. عمله انه يرى الحق حقا وان يتبعه وان يرى الباطل باطلا ويجتنبه. فاذا رأى الباطل حقا او رأى الحق باطلا او انه علم ان هذا حق فلم يتبعوه فلم اه يتبعه فهذا نوع فساد في القلب. يبقى اذا الاول هو فساد في التصور وهو من جهتين يا شباب الاولى اما انه لا يرى الحق او يراه على خلاف ما هو عليه والله سبحانه وتعالى ذكر هذين النوعين اللي هو باب التصور وباب الارادة. قال ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى فالظن هنا مقابل للعلم والقطع واليقين. فهؤلاء يتبعون الظن وكذلك وما تهوى الانفس. يعني يتبعون ما تهواه النفوس الظن هو باب التصور وتهواه النفوس هو باب الارادة قال رحمه الله وارادته بحيث يبغض الحق النافع ويحب الباطل الضار يبقى الارادة هنا تجعله يخالف مقتضى العلم كان يجب ان يحب الحق وان يتبعه. وان يكره الباطل وان يجتنبه. فاذا ابغض الحق آآ او ترك اتباعه او احب الباطل واتبعه فهذا فساد ومرض ثم بين ابن تيمية ان مرض القلب احيانا يفسر من باب العلم او يفسر من باب العمل. فقال فلهذا يفسر المرض تارة بالشكل والريب هذا باب العلم يا شباب كما فسر مجاهد وقتادة. طبعا وغيره ما فسروا قول الله تبارك وتعالى عن المنافقين في قلوبهم مرض اي شك وتارة يفسر بشهوة الزنا كما فسر قوله تعالى يعني اه ولا تخضع فلا تخضعن بالقول ولا تخضعن بالقول فيا طمع الذي في قلبه مرض يعني ان خضوعكن بالقول يجعل الذي في قلبه مرض يطمع فان الانسان اذا كان عنده مرض او تعلق بشيء فانه اذا وجد بادرة او سببا يعلقه به تعلق به. اما اذا يأس منه فانه لا يطمع فيه فاذا خضعت المرأة بالقول او فعلت اي شيء آآ يشعر ذلك الرجل الذي عنده مرض مرض الشهوة اذا فعلت سببا من الاسباب آآ تشعره انها ستستجيب له فان ذلك يقوي مرضه واضح فلذلك آآ نهى الله سبحانه وتعالى النساء عن الخضوع بالقول. فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. وسيأتي تفصيل ان شاء الله لهذا المهم ان المقصود بالمرض هنا هو مرض الشهوة قال ابن تيمية ولهذا صنف الخرائطي كتاب اعتلال القلوب اي مرضها او اي مرضها. واراد به مرضها بالشهوة يبقى اذا يا شباب الفقرة الثالثة اراد فيها ابن تيمية ان يبين امرا مهما وهو ان ابواب امراض القلوب بابان باب في التصور او العلم وباب في الارادة او العمل وظيفة القلب ان يعرف الحق وان يتبعه وان يعرف المنكر وان يجتنبه ان يعرف الحق وان يحب الحق وان يعمل به وان يعرف الباطل وان يبغضه وان يجتنبه وان يحذر منه فاذا لم يقم القلب بهذا العمل فان به مرضا وقد يصل الى الموت ندخل في الفقرة الرابعة يا شباب قال رحمه الله والمريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح فيضره آآ يسير الحر والبرد والعمل ونحو ذلك فيضره يسير الحر والبرد والعمل ونحو ذلك ونحو ذلك من الامور التي لا يقوى عليها لضعفه بالمرض والمرض في الجملة يضعف المريض يجعل قوته ضعيفة لا تطيق ما يطيقه القوي دي الفقرة الرابعة يا شباب وفائدتها ان يبين ان المريض غير الصحيح يعني ان الشخص المريض يتأذى من امور لا يتأذى بها الشخص الصحيح يعني ايه يا شباب؟ لو تصورنا مثلا في في البدن الشخص السليم يمكن ان يتعرض للبرد للهواء يتعرض للحرارة اما الشخص المريض فانه فانه يؤذيه يسير الحر او يسير البرد او يسير العمل. الانسان المريض ربما لا يقوى على الاشياء التي يقوى عليها الصحيح الانسان الصحيح آآ يمشي ويجري وآآ آآ يفعل اشياء آآ تناسب قوته. الانسان المريض آآ ربما يعني تسبب مرضه انه لا يستطيع ان يقوم بما يقوم به الصحيح. او انه يضر بما لا يضر به الانسان الصحيح يعني مثلا يا شباب لو طبقنا ذلك في باب القلب الانسان العالم الذي يعرف الحق آآ ويعرف ادلة هذا الحق ويعرف بينات الحق ويعرف الباطل ويعرف آآ شبهات هذا الباطل وعنده علم ببطلانه. فانه اذا عرضت له شبهة لا يتأثر بها اما الانسان ضعيف العلم الذي عنده ريب او شك فان هذا الشخص آآ لا يقاوم تلك الشبهة او لا يقاوم تلك الشهوة يعني الله سبحانه وتعالى يا شباب ذكر مثلا فتنة يتعرض لها آآ صنفان من الناس المؤمنون ومن في قلوبهم مرض المؤمنون لما رأوا الاحزاب لما رأوا الاحزاب ورأوا آآ الذين تحزبوا لقتالهم قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. وما زادهم الا ايمانا وتسليما فلما تعرضوا لهذه الفتنة ثبتوا وصبروا وزادهم ايمانا وزادتهم ايمانا. اما المنافقون او الذين في قلوبهم مرض قالوا ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. نفس الفتنة لكن هؤلاء اصحاء ثبتوا امام تلك الفتنة لكن هؤلاء ضعفاء لم يثبتوا امامها وقالوا ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. امثلة كثيرة كما قال موسى عليه السلام ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء يعني هي فتنة واحدة حتى يا شباب آآ كمثال عملي شخص مثلا شخصان يتقدمان الى الامامة بالناس مثلا وشخص يخطئ كثيرا في القراءة والاخر يخطئ كثيرا في القراءة. يعني استوت المصيبة عند الاثنين واحد منهم قرر الا يدخل ابدا يصلي بالناس وبقي جبانا خائفا اما الاخر فجعل ذلك سببا في التواضع لله والافتقار لله وكثرة المراجعة ثم اقدم آآ وحاول ان يقرأ القرآن آآ ويكون متقنا. فنفس البلاء واحد لكن آآ تفاعل الناس معه يختلف من شخص لاخر. وهذا معنا في كل شيء هناك شخص يستخرج من كل مشكلة فرصة وفكرة وحكمة. وهناك شخص اخر يأتي الى كل فرصة تتاح اليه تبحث فيها عن مشكلة حتى آآ يترك العمل بها آآ هذه امثلة كثيرة يا شباب تبين ان الانسان الصحيح او سليم القلب او سليم الاعضاء فانه يقوى على ما لا يقوى عليه الضعيف آآ كذلك مثلا في امر الجهاد هو في باب عملي آآ الله سبحانه وتعالى بين ان المؤمنين آآ يستجيبون لداعي الجهاد. اما من في قلوبهم ريب فانهم آآ تضعف عن ذلك ولا يتصور احدهم ان يقتل في سبيل الله فانه يحب الدنيا. قال الله تبارك وتعالى لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر يعيدوا باموالهم وانفسهم ثم بين بعد ذلك انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون كل هذا يبين يا شباب ان الفتن التي تعرض على القلوب او الاعمال التي تعرض على الابدان يختلف التفاعل معها من الانسان الصحيح الى الانسان المريض من الانسان القوي الى الانسان الضعيف طيب ندخل في الفقرة الخامسة قال رحمه الله والصحة تحفظ بالمثل وتزال بالضد والمرض يقوى بمثل سببه ويزول بضده. فاذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وزاد ضعف قوته حتى ربما يهلك وان حصل له ما يقوي القوة ويزيل المرض كان بالعكس هنا ابن تيمية رحمه الله اراد ان يبين جانبا مجملا عاما من العلاج ان الصحة تحفظ بالمثل يعني ان الانسان خلينا نتكلم عن مثلا البدن اولا الانسان الذي وجد نفسه صحيحا بانه آآ يستيقظ قبل صلاة الفجر ويصلي ركعات لله ويدعو ويستغفر يحضر صلاة الفجر في المسجد ثم يذكر الله تبارك وتعالى الى ان تطلع الشمس ويصلي ركعتين اه ثم بعد ذلك يقوم بعمل اشياء رياضية او نحو ذلك وجد في نفسه قوة البدن ووجد بركة في الوقت فهذا يحفظ بالمثل. يعني اذا فعلت نفس الفعل فانك ستحصل على نفس النتيجة كذلك الانسان الذي وجد من نفسه انه آآ كلما قرأ القرآن او كلما تدبره قوي ايمانه. كلما مثلا قرأ الايات التي فيها الجنة الجنة وتحمس للعمل الصالح فانه يكثر من ذلك. يعني اذا وجدت سببا لصحة قلبك او صحة بدنك فانك تواظب وعليه كذلك مع الابناء هذا امر عام في كل شيء يا شباب. اذا وجدت مثلا ان جلوسك مع الابناء وان آآ الحوار معهم والحكايات والانس بهم او اللعب معهم يقوي العلاقة فاعلم ان ان ذلك يحفظ بالمثل. يعني انك اذا اردت ان تقوي العلاقة بينكما او تصنع جسرا من الحب والمودة حتى تسهل التربية. فكذلك يحصل بنفس ما حصل به الاول. فالصحة تحفظ بالمثل تزال بالضد يعني الشخص الذي وجد انه يكون قويا بالاذكار وبقيام الليل وبنحو ذلك من الطاعات وجد بركة في الوقت آآ العكس بالعكس اذا لم يواظب على الاذكار او لم يواظب على الصلاة في المسجد او لم يواظب على آآ كذلك ركعات بالليل فانه آآ لا يكون نشيطا كنشاطه الاول. فان الصحة تحفظ بالمثل وتزال بالضد. كذلك الشخص الذي عنده علم بالحق وعنده ايات وبينات وحجج على هذا الحق. يرى انه يثبت على الحق بقدر تلك البينات والادلة وبقدر ما في قلبه من حب الله وحب الحق العكس بالعكس فاذا ضعفت الادلة او ضعف حب الحق فانه آآ يكون مريضا. وهكذا قال والمرض آآ يقوى بمثل سببه. يعني آآ اذا الانسان حصل له مرض مثلا بتناوله لاكل ما فان زيادته في هذا الاكل ستزيد مرضه واضح الانسان مثلا اذا كان يحصل له مرض مرض الشهوة بان يطلق بصره في فيما لا فيما حرمه الله. فانه سيزداد مرضه كلما اطلق بصره والعلاج ان يحفظ بصره. وهكذا الصحة تحفظ بالمثل وتزال بالضد. والمرض يقوى بمثل سببه. يعني نفس ما تسبب عن المرض الاول فانه يزيد المرض قال ويزول بضده فاذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وزاد ضعف قوتي حتى ربما يهلك. نعم. لان حتى النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ان العبد اذا اذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء. فان هو ونزع واستغفر صقل قلبه. يعني رجع قلبه ابيض تاني اجرد ابيض يعني ليس فيه شيء اما اه اذا لم يستغفر او لم يتوب ايه اللي بيحصل يا شباب تزداد النكت النكت السوداء نكتة سوداء ونكتة سوداء حتى يعلوه الران. يعني يكون قلبه كله اسود كما قال الله سبحانه وتعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون واضح يا شباب فاذا آآ اذا الصحة تحفظ بالمثل وتزال بالضد وكذلك المرض يقوى بمثل سببه ويزول بضده فاذا حصل المريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وزاد ضعف قوتي حتى ربما يهلكه وان حصل له ما يقوي القوة ويزيل المرض كان بالعكس. يعني انه يذهب ذلك السبب الذي كان سببا في مرضه ندخل الفقرة السادسة يا شباب. قال ومرض القلب الان سيدخل آآ الى الحديث عن مرض القلب قال ومرض القلب الم يحصل في القلب كالغيظ من عدو استولى عليك فان ذلك يؤلم القلب. قال الله تعالى ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم فشفاؤهم بزوال ما حصل في قلوبهم من الالم ويقال فلان شفى غيظه. وفي القود استشفاء اولياء المقتول ونحو ذلك. فهذا شفاء من الغم والغيظ والحزن وكل هذه الام تحصل في النفس وكذلك الشك والجهل يؤلم القلب. قال النبي صلى الله عليه وسلم هلا سألوا اذا لم يعلموا فانما شفاء العي السؤال. والشاك في الشيء المرتاب فيه يتألم قلبه حتى يحصل له العلم واليقين ويقال للعالم الذي اجاب بما يبين الحق قد شفاني بالجواب الفقرة السادسة يا شباب يبين فيها آآ نوعا من الامراض التي تأتي القلب وبين آآ ان شفائها هو ذهابها وذكر مثلا الغيظ من عدو وان شفاءه بالانتصار منه وبين كذلك آآ ما يحصل من الشك والريب فالانسان الشاك في شيء لا يشفى الا بمعرفة الادلة البينة اما على بطلانه او على صحته واضح فهذا لذلك القرآن سمي شفاء الله سبحانه وتعالى قال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. يعني في كتاب الله الهدى يعني بيان الحق وفيه بينات الهدى. يعني فيه الادلة على هذا الهدى. وفيه الفرقان بين الحق والباطل يعني فيه ادلة بطلان الباطل وبذلك يشفى الانسان الشك والمرتاب عنده الم. واضح؟ لا يحصل هذا الالم الا باليقين او بالعلم او بالبينات قال وكذلك يقال للعالم الذي اجاب بما يبين الحق قد شفاني بالجواب. يعني ان جوابه شفى ما كان في نفسي من الشك او الريب او الجهل الفقرة السابعة قال رحمه الله والمرض دون الموت. فالقلب يموت بالجهل المطلق ويمرض بنوع من الجهل فله موت ومرض وحياة وشفاء وحياته ومرضه. وحياته وموته ومرضه وشفاؤه اعظم من حياة البدن اعظم من حياة البدن وموته ومرضه وشفائه. فلهذا مرض القلب اذا ورد عليه شبهة او شهوة قوت مرضه وان حصلت له حكمة وموعظة كانت من اسباب صلاحه وشفائه. قال تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرضوا قاسية قلوبهم اه لان ذلك اورث شبهة عندهم. قال والقاسية قلوبهم ليبسها فاولئك قلوبهم ضعيفة بالمرض فصار ما القى الشيطان فتنة لهم. وهؤلاء كانت قلوبهم قاسية عن الايمان فصار فتنة لهم وقال لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرضوا والمرجفون في المدينة. كما قال وليقول الذين في قلوبهم مرض لم تمت قلوبهم كموت الكفار والمنافقين وليست صحيحة صالحة كصالح قلوب المؤمنين بل فيها نوع مرض بل فيها مرض آآ مرض شبهة وشهوات وكذلك فيطمع الذي في قلبه آآ ولأ بل فيها مرض شبهة. هنا طبعا انا عندي النسخة اللي عندي ما فيهاش اي علامات ترقيم ولا حاجة دي كانت مكتوبة كده على النت فانا طبعتها لان انا على سفر يعني لست عند مكتبتي يعني، فلزلك النسخة اللي معي ما فيهاش اي علامات ترقيم المفروض ان احنا نقف عند آآ كلمة اه شبهة يعني وليست صحيحة صالحة كصالح قلوب المؤمنين بل فيها مرض شبهة وبعدين نعمل فصلة ونقول وشهوات وشهوات وكذلك فيطمع الذي في قلبه مرض وهو مرض الشهوة. فان القلب الصحيح لو تعرضت له المرأة لم يلتفت اليها خلاف القلب المريض بالشهوة فانه لضعفه يميل الى ما يعرض له من ذلك بحسب قوة المرض وضعفه. فاذا خضعن قولي طمع الذي في قلبه مرض الفقرة دي يا شباب هي الفقرة السابعة آآ هذه الفقرة السابعة يبين فيها ابن تيمية رحمه الله معنى مهما جدا وهو ان المرض دون الموت يعني ان ما يعرض للقلب اما ان يكون مرضا واما ان يكون موتا وهنا يتكلم عن المرض دون الموت يعني اقل من الموت قال فالقلب يموت بالجهل المطلق ويمرض بنوع من الجهل تذكر ان القلب له مرض وحياة وشفاء تكلم عن ان حياته ومرضه وموته وشفاءه اعظم مما في البدن اذا اذا كان القلب يمرض او يموت او يحيا او يشفى فان ذلك اعظم من مرض وحياة وشفاء آآ الابدان ثم تكلم عن آآ مرض القلب فبين ان الذي آآ يعني عنده قلب مريض بشبهة اذا طرأت عليه شبهة اخرى فانها تقوي مرضه اما اذا ورد عليه بينات وايات وحكم فانه يزول به ذلك المرض وكذلك من عنده شهوة فانه آآ يزداد مرضه اذا تعرض لاكثر من هذه الشهوة ويزال ذلك المرض اذا استمع الى حكمة وموعظة وقصة او ترغيب او ترهيب لذلك نهي عن ماذا يا شباب؟ نهي عن آآ التعرض لاسباب المرض. الوقاية خير من العلاج. ومن ذلك مثلا آآ قل للمؤمنين قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم. هو وقاية. وكذلك آآ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه قلبه مرض اه نهي عن السبب. واضح يا شباب؟ اذا المرض آآ دون الموت المرض دون الموت وذلك المرض يزاد اذا تعرض لنفس سببه وآآ يزال اذا تعرض لما يشفيه اه ثم ذكر ابن تيمية رحمه الله ان القلب المريض بالشهوة اه بخلاف القلب الصحيح. القلب الصحيح الذي ليس عنده مرض الشهوة لو تعرضت له المرأة لم يلتفت اليها. يعني لم تؤثر فيه هي دي بالضبط تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فايما قلب اشربها. وايما قلب انكرها. يعني يمكن ان يشربها ويمكن ان ينكرها واضح يا شباب فهنا آآ الامام ابن تيمية رحمه الله بين ان الصحيح لا تضره هذه الفتنة من كثرة ما انكر الفتن اما المريض لكونه يقبل ذلك فلذلك تؤثر فيه هذه الفتنة بحسب امرين. بحسب قدر ضعفه وبحسب الفتنة المعروضة عليه يبقى احنا عندنا يا شباب امران يتحكمان في مسألة القلب المريض قدر المرض الذي عنده انسان عنده مرض مثلا الحسد هذا مرض وسنتكلم عنه ان شاء الله كلاما مفصلا عرض عليه شيء جاء اليه شخص فبدأ يثني ثناء كبيرا على شخص اخر ينافس الشخص الاول في نفس المجال وبقدر حسد قلبه وبقدر مدح هذا الشخص في هذا الرجل الذي ينافسه فانه يقوى عليه ذلك يقوى عليه ذلك. اما الانسان الذي هو سليم الصدر لاخوانه فانه لا يضره ابدا ان يثنى على احد من اخوانه بشيء لكون قلبه سليما كذلك مرض الشهوة لذلك نهي عن التعرض للاسباب التي تقوي المرض ثم ذكر ابن تيمية في الفقرة الثامنة امرا مهما جدا الشباب وهو آآ بماذا تشفى القلوب قال رحمه الله والقرآن شفاء لما في الصدور ومن في قلبه امراض الشبهات والشهوات ففيه من البينات ما يزيل الحق ما يزيل الحق من الباطل. يعني يميز آآ فيزيل امراض الشبهة المفسدة للعلم والتصور والادراك بحيث يرى الاشياء على ما هي عليه وفيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والقصص التي فيها عبرة ما يوجب صلاح القلب ويرغب القلب فيما ينفعه ويرغب عما يضره. فيبقى القلب محبا للرشاد مبغضا للغي بعد ان كان مريدا للغي مبغضا للرشاد القرآن فالقرآن مزيل للامراض الموجبة للارادات الفاسدة حتى يصلح القلب فتصلح ايراداته او ارادته ويعود الى فطرته التي فطر عليها كما يعود البدن الى الحال الطبيعي ويغتدي القلب من الايمان. والقرآن بما ويغتدي القلب من الايمان والقرآن بما يزكيه ويؤيده كما البدن بما ينميه ويقويه هذه الفقرة الثامنة يا شباب هي فكرة مركزية في هذا الكتاب وهي اين نطلب شفاء آآ الشفاء لما في صدورنا الذي في صدورنا شباب نوعان اما من باب العلم وهو باب الجهل او الشك او الريب او من باب العمل كالكبر حب الدنيا انما تطلب ذلك في مصدر رئيس وهو الوحي القرآن القرآن شفاء لما في الصدور. وكلمة ما هنا عامة. يعني كل ما في الصدور من الامراض علمية كانت او سواء كانت من باب الايرادات او التصورات او الشبهات او الشهوات انما تطلب ذلك في الوحي. بين ابن تيمية ان القرآن فيه ايات وبينات وادلة وبراهين. تبين الحق وتميز بينه وبين الباطل وتكشف الباطل وبين كذلك ان فيه من الحكمة والموعظة والقصص والترغيب والترهيب ما يجعل القلب يرغب في الحق ويحبه ويحب وان يعمل به فيبقى القلب محبا للرشاد مبغضا للغي اذا يا شباب عندنا بابان العلم والعمل العلم آآ بالمعرفة وبكثرة الادلة والبينات تزول الشبهات وتنكشف الشبهات ويحصل اليقين في القلب والعلم وكذلك باب الارادة. باب الحب باب البغض. فان العبد بسماعه للمواعظ والحكم والقصص وباعتباره بها من الوحي فانه يحصل بذلك له آآ حب الخير ويجاهد نفسه للعمل به كما قال الله تبارك وتعالى عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وقال الله سبحانه وتعالى قد كان في يوسف واخوتي ايات للسائلين اه طيب ندخل في الفقرة التاسعة. قال رحمه الله فان زكاة القلب مثل نماء البدن والزكاة في اللغة النماء والزيادة في الصلاح. يقال زكى الشيء اذا نمى آآ اذا نمى في الصلاة فالقلب يحتاج ان يتربى فينمو آآ ويزيد حتى حتى يكمل ويصلح كما يحتاج البدن ان يربى بالاغذية المصلحة ولابد مع اه مع ذلك من منع ما يضره فلا ينمو البدن الا باعطاء ما ينفعه ومنع ما يضره كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتم صلاحه الا بحصول ما ينفعه ودفع ما يضره الا بحصول ما ينفعه ودفع ما يضره. وكذلك الزرع لا يزكو الا بهذا. طيب ممكن نشرح هذه المقدمة عشان نقرأ الباقي قراءة سريعة هو الامام ابن تيمية رحمه الله شباب يتكلم هنا عن ان زكاة القلب مثل نماء البدن الزكاة معناها آآ حصول الخير والزيادة في الخير. كذلك البدن البدن والشباب انما يربى وينمى على الاغذية الصالحة ومنع الضار منها. واضح كذلك القلب القلب كذلك آآ يصلح ويكون سالما بقدر ما تعطيه من العلم النافع المعاني التي تعينه على العمل بموجب هذا العلم فهو هنا يا شباب ذكر آآ امرين الاول اه ان نعرضه لما يصلحه وان نجنبه ما يفسده يعني نضرب مثال يا شباب بالزرع الزرع مثلا آآ لو كانت التربة صالحة واضح وكانت هناك تهوية وكان هناك شمس مثلا وكان هناك ماء وبالتالي سينمو الزرع لكن آآ اذا حصل عدم شيء من ذلك يعني تعرض ام ليس هناك مثلا تهوية او التربة غير صالحة فان الزرع لا لا يزكو بذلك ولا ينمو. يبقى اذا عندنا امران يا شباب ان نعرض القلوب لما يصلحها من العلم والموعظة والترغيب والترهيب وكذلك نصرف عنها كل ما يمكن ان يكون سببا في فسادها واضح يا شباب طيب نقرأ بقى الفقرة اللي جاية قراءة سريعة لان هي يعتبر يعني سهلة قال رحمه الله والصدقة لما كانت تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. صار القلب يزكو بها. وزكاته معنى زائد معنى زائد على طهارته من الذنب يعني يا شباب ليست الزكاة هي مجرد عدم الذنوب. لان بعض الناس وده خطأ مشهور عند بعض الناس. مسلا هو لا يزني او لا يشرب خمرا او لا يلعب قمارا. آآ او مثلا آآ لا يفعل شيئا محرما من المحرمات الكبيرة الظاهرة شهادة الزور وغيرها فيظن انه بذلك يزكو قلبه. لأ انما يزكو القلب بالعمل الصالح مع ترك الذنب. اما مجرد ترك ذنب فلا تزغو به النفس وانما تزكوا النفس اذا تركت الذنوب لله وعملت الاعمال الصالحة فان ترك العمل الصالح في نفسه ذنب آآ قال قال الله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وكذلك ترك الفواحش يزكو به القلب وكذلك ترك المعاصي فانها بمنزلة الاخلاق الرديئة من البدن ومثل الدغل في الزرع. الدغل يا شباب اللي هو الفساد فاذا استفرغ البدن من الاخلاط الرديئة كاستخراج الدم الزائد تخلصت القوة الطبيعية واستراحت فينمو البدن وكذلك القلب دائما يا شباب ابن تيمية يحاول ان يقرب الكلام عن القلب آآ بقياسه على البدن حتى يسهل تصور هذه الامور قال فاذا استفرغ البدن الاخلاط الرديئة من الاخلاط الرديئة كاستخراج الدم الزائد تخلصت القوة الطبيعية واستراحت فينمو البدن وكذلك القلب اذا تاب من الذنوب كان استفراغا من تخليطاته حيث خلط عملا صالحا واخر سيئا فاذا تاب من الذنوب تخلصت قوة القلب وارادات واراداته للاعمال الصالحة واستراح القلب من تلك الحوادث الفاسدة التي كانت فيه قال فزكاة القلب بحيث ينمو ويكمل يعني هو يريد ان يقول يا شباب ان هناك امراضا واشياء مفسدة تفسد القلب وتفسده عن ان يقوم بعمله. فاذا تخلص منها العبد قوي على العمل الصالح. من هذه الامراض مرض الشهوة ومرض الحسد وحب الدنيا والغل والحقد وهذه والكبر كل هذه امراض تحول بينه وبين آآ الاستجابة لداعي الحق يعني شوف مثلا هرقل الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم وآآ علم انه رسول من عند الله وانه النبي الخاتم. لكنه لما رأى جاهه يذهب آآ اذا اتبع النبي صلى الله عليه وسلم حمله حب الدنيا وحب الجاه على ان آآ لا يؤمن والا يتبعه. كذلك آآ المشركون قالوا انسجد لما تأمرنا وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وقال كذلك قبل ذلك الله سبحانه وتعالى قال عن ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين. ابليس كان عنده اباء واستكبار قال ااسجد لمن خلقت طينا؟ فهذا الكبر هذا الايباء حب الدنيا آآ الحقد الحسد كل هذه موانع تمنع القلب عن ان يتبع بالحق ان يتبع الحق او ان يستجيب لداعي الحق اه قال رحمه الله وكذلك البدن اذا تاب من الذنوب كان استفراغا من تخليطاته حيث خلط عملا اه صالحا واخر سيئا فاذا تاب من الذنوب تخلصت قوة القلب واراداته للاعمال الصالحة واستراح القلب من تلك الحوادث الفاسدة التي كانت فيه فزكاة القلب بحيث ينمو ويكمل. يعني حاجتين شباب ينمو ويكمل. يعني ايه ينمو ويكمل يا شباب؟ ببساطة كده نعتبر ان عندنا الاعمال الصالحة هذه آآ اعمال آآ كثيرة منها مثلا شعب الايمان يعني الصلاة والصيام والصدقة والزكاة وبر الوالدين. وآآ ترك الفواحش الزنا وآآ ترك امراض القلوب كالرياء والحسد وهذه الامور فالانسان يحتاج الى امرين ان ينمي ما فيه من الخير وان يزيل ما فيه من النقص وان يكمل ما عنده من نقص يعني ايه يا شباب؟ يعني انسان مثلا بيصلي الصلوات الخمس آآ لكنه مسلا آآ يفعل شيئا محرما. آآ وليكن مثلا يطلق بصره في المحرمات يبقى هو محتاج هنا حاجتين. الامر الاول ان يكمل تلك الصلاة وان ينميها. فبدل ما بيصلي الصلوات الخمس فقط لأ. يصلي الصلوات الخمس ويصلي السنن كذلك ويصلي قيام الليل فيزداد في هذا الخير بحيث يطلب الكمال فيه. طب وفي الاتجاه الاخر يزيل ما به النقص فيحاول ان يترك تلك الابواب التي ينقص بها ايمانه. يبقى في اتجاهين يا شباب ان ننمي ما عندنا آآ من الخير ونسعى في كماله وان نكمل ما عندنا من النقص فنحاول ان نزيل ذلك النقص وبذلك يزكو الانسان قال الله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. وقال تعالى وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا وازكى لكم. وقال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون. وقال تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. وقال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها وقال تعالى وما يدريك لعله يزكى وقال تعالى فقل هل لك الى ان تزكى واهديك الى ربك فتخشى؟ كل هذه ايات يثبت فيها ابن تيمية رحمه الله ان العمل الصالح مما يزكو به القلب او تزكو به النفس خلفت تزكية وان كان اصلها النماء. النماء والبركة وزيادة الخير فانما تحصل بازالة الشر. يعني تحصل كذلك بازالة الشر. فلهذا صار التزكي يجمع هذا وهذا. هذا وهذا تعود على ماذا يا شباب تعود على عمل الخير وترك الشر وقال وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهي التوحيد والايمان الذي آآ به يزكو القلب فانه يتضمن نفي الهية ما سوى الحق يعني الله من القلب واثبات الهية الحق في القلب وهو حقيقة لا اله الا الله وهذا اصل ما تزكو به القلوب يعني كلمة وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة. اساسا هذه السورة مكية نزلت في بداية البعثة فما معنى الزكاة والزكاة لم تكن فرضت؟ لا المقصود بالزكاة هنا هي التوحيد والاخلاص واخلاص العبادة لله. الذين لم تزكوا انفسهم لا يطلبون الزكاة لانفسهم وهم المشركون. واضح اه فاذا التزكية هنا مقصود بها ان يكون الدين كله لله آآ ثم بدأ ابن تيمية رحمه الله يفسر معنى التزكية قال والتزكية جعل الشيء زكيا اما في ذاته واما في الاعتقاد والخبر كما يقال عدلته اذا جعلته عدلا في نفسه او في اعتقاد الناس قال تعالى فلا تزكوا انفسكم اي تخبروا بزكاتها وهذا غير قوله قد افلح من زكاها. ولهذا قال هو اعلم بمن اتقى وكان اسمه طب نشرح الفقرة دي يعني عشان نحاول يعني ننجز شوية لان ايه لو احنا فضلنا نتوسع كده هيبقى كتير يعني آآ هو بيقول ان التزكية هي جعل الشيء زاكيا اما في ذاته واما في الاعتقاد والخبر يعني التزكية اما تزكية آآ الذات الانسان يزكي نفسه بمعنى انه يفعل ما تزكو به نفسه يفعل الاعمال الصالحة ويترك ما لا يرضي الله اما التزكية الاخرى فبمعنى الاخبار ان يخبر عن نفسه بان نفسه زكية او يثني على نفسه لذلك يا شباب جاء النهي عن التزكية التزكية. وجاء الامر بالتزكية. قال الله سبحانه وتعالى فلا تزكوا انفسكم. هذا نهي وقال تعالى ونفسي وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها واضح الامر بالتزكية هنا يعني ان تزكي نفسك بالعمل الصالح والعلم النافع. اما النهي عن التزكية هو نهي عن الثناء على النفس الا عند على قدر الحاجة. واضح لذلك قال تعالى الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء آآ قال ابن تيمية رحمه الله يضرب مثالا يعني على فكرة ان التزكية بمعنى الاخبار عن النفس بالزكاة. قال وكان اسم زينب برة وقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب يعني زينب قيل ان هي زينب بنت جحش او زينب بنت ابي آآ بنت ابي سلمة اللي هي ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم اه اه كانت يعني تسمي نفسها برة او كانوا يسمونها برة. فهي فقيل تزكي نفسها بهذا الاسم. فالنبي صلى الله عليه وسلم غير ذلك وسماها زينب آآ كذلك يا شباب تغيير الاسماء للمصلحة هذا ورد كما ان النبي صلى الله عليه وسلم مثلا جاءه آآ قال آآ سعيد بن المسيب جاء ابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ما اسمك؟ قال حزن او حزم قال له انت سهل فقال لا اغير اسما سمانيه ابي. قال ابن المسيب فما زالت الحزونة فينا يعني لان هذا الرجل لم يقبل ان يغير اسمه طيب المهم ان المقصود هنا تغيير الاسماء للمصلحة هذا جائز واحد مثلا ممكن ابوه يكون مسميه عبد النبي فهذا الاسم ليس صحيحا فهو يغير اسمه قال قال رحمه الله واما قوله المتر الذين يزكون الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء اي يجعله زاكيا ويخبر بزكاته كما يزكي المزكي الشهود في خبر بعدلهم عندما يزكي المزكي الشهود فيخبر بعدلهم. يعني ايه يا شباب؟ يعني شخص يزكي شخصا. يعني مثلا آآ انا ارسل شخصا الى شخص اخر وازكيه عنده يعني اقول له ان هذا الشخص جيد كويس يعني استعمله او اجعله يعمل عندك او نحو ذلك من الامور هذه تزكية يعني اخبار بالعج قال والعدل هو الاعتدال والاعتدال هو صلاح القلب كما ان الظلم فساده. ولهذا جميع الذنوب يكون الرجل فيها ظالما لنفسه. والظلم خلاف العدل فلم يعدل على نفسه بل ظلمها وصلاح القلب في العدل وفساده في الظلم واذا ظلم العبد نفسه فهو الظالم والمظلوم يعني ايه يا شباب؟ يعني العبد اذا فعل شيئا من الظلم فهو الظالم وهو المظلوم يعني مثلا يا شباب الشرك الانسان اذا عبد نفسه لغير الله. يعني عبد مثلا آآ وليا من الاولياء او عبد صنما او حجرا فهو ظلم نفسه كما قال موسى لقومي انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل. يعني ايه هذا له معنيان الاول انكم آآ وضعتم العبادة في غير محلها فالظلم هو وضع الشيء في غير محله كانت العبادة لله فوضعتموها للصنم. الامر الثاني انكم ظلمتم انفسكم يعني اوبقتموها. تسببتم لانفسكم بالهلاك فظلمتموها كل الناس يغدو فبائع فبائع النفس فمعتقها او موبقها لذلك الله سبحانه وتعالى آآ قال مثلا آآ ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين. يعني الانسان يظلم اذا وضع الشيء في غير موضعه وقالت كذلك بلقيس ربياني ظلمت نفسي يعني قديما بعبادتي غير الله بعبادات الشمس واسلمت آآ مع سليمان لله رب العالمين. فالظلم الانسان اذا ظلم نفسه فهو الظالم والمظلوم. وكذلك في العدل اذا عدل فحسنة هذا العدل تعود عليه قال ابن تيمية رحمه الله كذلك اذا عدل فهو العادل والمعدول عليه فمنه العمل وعليه تعود ثمرة العمل من خير وشر قال تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت والعمل له اثر في القلب من نفع وضر وصلاح قبل اثره في الخارج هذه الفقرة يا شباب جميلة جدا جدا تبين ان الانسان اذا احسن في عمله احسن في عبادته لله او احسن في معاملته للناس فان ذلك كمردود عليه لا محالة. يعني الانسان اذ يحسن الى الناس او يحسن آآ في عبادة ربه فانه يحسن لنفسه لذلك الفقرة دي يا شباب من الفقرات الجميلة جدا التي احب منك ان تعتني بها وان تكثر قراءتها اقرأها مرة اخرى يا شباب. قال والعمل له اثر في القلب من نفع وضر وصلاح قبل اثره في الخارج وصلاحها عدل لها وفسادها ظلم لها. قال تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وقال تعالى ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها قال بعض السلف ان للحسنة لنورا في القلب وقوة في البدن وضياء في الوجه وسعة في الرزق في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وان للسيئة لظلمة في القلب وسوادا في الوجه ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق وقال تعالى كل امرئ آآ كل امرئ بما كسب رهين يعني رهين يا شباب يعني مرتهن وقال تعالى كل نفس بما كسبت رهينة وقال وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وان تعدل كل عادل لا يؤخذ منها اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا كلمة يعني ابن تيمية قال وتبسل اي ترتهن وتحبس وتؤسر. يعني كل انسان مرهون بعمله كما ان الجسد اذا صح من مرضه قيل قد اعتدل مزاجه قال والمرض انما هو باخراج المزاج مع ان الاعتدال المحض السالم من الاخلاق لا سبيل اليه لكن الامثل فالامثل. هكذا صحة القلب وصلاحه في العدل. ومرضه من الزيغ والظلم والانحراف والعدل المحض في كل شيء متعذر علما وعملا ولكن الامثل فالامثل ولهذا يقال هذا امثل. ويقال للطريقة السلفية الطريقة المثلى وقال تعالى ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم وقال تعالى واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها والله تعالى بعث الرسل وانزل الكتب ليقوم الناس بالقسط واعظم القسط عبادة الله وحده لا شريك له ثم العدل على الناس في حقوقهم ثم العدل على النفس هذه الفقرة يا شباب فقرة مهمة جدا لان من لم يفهم هذا الكلام سيحصل له وسوسة كثيرة جدا وهو ان المراد من العبد ان يتقي الله بما يستطيع يعني قول الله سبحانه وتعالى اتقوا الله حق تقاته يكمله ويبينه فاتقوا الله ما استطعتم. لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يكلف نفسا الا ما اتاها ما جعل عليكم في الدين من حرج يريد الله ليبين لكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. يعني يا شباب الاعتدال المحض السالم من الاخلاط هذا لا سبيل اليه. وانما يجاهد الانسان نفسه في طلب الخير. تلك المجاهدة هي التي يريدها الله تبارك وتعالى منك فاذا كان شخص يطلب العلم ولكنه يعني ضعيف في طلب العلم او انه ضعيف في الذاكرة. اراد ان يحفظ القرآن. فيحفظ قليلا او اراد مثلا ان يصلح ابناءه اه او اراد ان يصلح اهله او اراد ان يفعل اي شيء من الخير فان المراد منه ان يبذل السبب وليس عليه النتيجة يأتي نبي يوم القيامة عند الله وليس معه احد لانه بلغ الرسالة وادى الامانة لكن لم يحصل له الاثر. اذا يا شباب الله سبحانه وتعالى يحاسبنا على الاجتهاد لا يحاسبنا على الاثر الله سبحانه وتعالى يريد منك ان تجتهد ان تطلب الخير. من اراد الاخرة وسعى لها سعيها والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه. هذا هو المطلوب اذا علمت ذلك يعني سهل عليك الامر. ليه يا شباب بقول كده ؟ ان فيه ناس كتيرة واحدثهم يكلموني عن اكتئاب وصلوا له وعن ملل وعن وعن وسوسة تحصل لهم بانهم لا لا لا يتقربون الى الله او انهم لم يصلوا بعد ذلك العمر الى حيث ارادوا من الخير او لم يصل ابناؤهم الى حيث ارادوا او لم يصل اهل بيته الى حيث اراد المطلوب منك ان تطلب ذلك وان تجتهد فيه وان تسعى فيه. واضح آآ لا ان تدركه. فالادراك هذا هو توفيق من الله طيب آآ سيتكلم الان ابن تيمية رحمه الله لما تكلم عن معنى العدل وبين ان اعظم العدل آآ هو العدل في حق الله ان تعبد الله وحده ثم العدل في حقوق الناس ثم العدل مع النفس. قال والظلم ثلاثة انواع والظلم كله احنا بنقرأ يا شباب انا عندي صفحة آآ ستة ما اعرفش عندكم صفحة كم قال رحمه الله والظلم ثلاثة انواع. والظلم كله من امراض القلوب والعدل صحتها والعدل صحتها وصلاحها قال احمد بن حنبل لبعض الناس لو لو صححت لم تخف احدا. اي خوفك من المخلوق هو من مرض فيك. كمرض الشرك والذنوب واصل صلاح القلب ابن تيمية هو الذي يتكلم شبابنا. يعني انتهى قول احمد واصل صلاح القلب هو حياته واستنارته. قال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثلوه في الظلمات ليس بخير منها يعني يا شباب الامام احمد رحمه الله يقول لاحد اصحابه لو صححت لم تخف احدا معنى الكلام ايه هو يا شباب؟ ان الخوف من الخلق الخوف من مديرك او من رجل له جاه او سلطة لا يكون ابدا لكون ذلك الرجل عظيما وانما لضعف في نفسك في قلبك هذا الضعف هو الذي تخاف بقدره اما بقدر علمك ان الله على كل شيء قدير وانه وحده الذي يملك الضر والنفع. وان وحده سبحانه وتعالى الذي يملك الخير لك وانه سبحانه وتعالى هو الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. بقدر ذلك لا لا تخاف مخلوقا لذلك سيدنا ابراهيم لما خوفه قومه بالاصنام ان تضره ماذا قال لهم؟ قال وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون يعني بقدر اطمئنان العبد لمعبوده وخالقه بقدر علمه بان خالقه وحده هو الذي يملك الضر والنفع بيده الخير وهو على كل شيء قدير بقدر ما يقل آآ خوفه من المخلوق آآ لذلك قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. الظلم هنا عام يدخل فيه الشرك ويدخل فيه كل نوع من انواع الظلم بقدر وقاية الانسان من انواع الظلم بقدر ما يطمئن قلبه الى الله تبارك وتعالى آآ ويحصل له من والهداية بقدر ذلك ثم تكلم ابن تيمية رحمه الله عن حياة القلب. حياة القلب يا شباب ببساطة ان القلب يكون عامل زي الكشاف كده عارف انت لما تكون في مكان مظلم ماشي في الظلمات لكن معك كشاف. الكشاف ده بيجعلك ترى في الظلمات. هو ده بالظبط معنى القلب السليم النضيف اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. يعني ماشي كده منور منور لها دلالتان الاولى ان هو شايف الاشياء على ما هي عليه وانه يسير في الطريق الصحيح والامر الثاني انه قدوة لغيره يمشي به في الناس فمن مثلوه في الظلمات ليس بخارج منها يعني انسان في ظلمات لا يخرج منها فهو آآ يعني يتيه في الطريق ويضل الطريق قال رحمه الله لذلك ذكر الله حياة القلوب ونورها وموتها وظلمتها في غير موضع. كقوله لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ثم قال واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون. وقال تعالى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن انواعه انه يخرج المؤمن يعني من ان يعني مما يدخل في الاية اللي هي يخرج الحي من الميت قال ومن انواعه يعني مما يدخل تحت الاية انه يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن. واضح مثل يا شباب مثلا آآ سيدنا نوح خرج منه ولده الكافر واضح يعني الشاهد هنا يا شباب انه سمى المؤمن حيا وسمى الكافر ميتا قال والكافر من المؤمن. وفي الحديث الصحيح مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت. وفي الصحيح ايضا اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا. وقد قال تعالى والذين باياتنا صموا وبكم في الظلمات. وذكر سبحانه اية النور واية الظلمة. فقال الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. نور على فهذا مثل نور الايمان في قلوب المؤمنين. ثم قال والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور الاول آآ مثل الاعتقادات الفاسدة والاعمال التابعة لها يحسبها صاحبها شيئا ينفعه فاذا جاءها لم يجدها شيئا ينفعه فوفاه الله حسابه على تلك الاعمال والثاني آآ مثل آآ آآ مثل للجهل البسيط وعدم الايمان والعلم فان صاحبها في ظلمات بعضها فوق بعض لا يبصر شيئا فان البصر انما هو بنور العلم والايمان. يعني ايه يا شباب؟ اشرح الفكرة دي ابن تيمية يريد ان يقول ان الحياة والبصر والسمع في الاصل هي حياة القلب لذلك الانسان المؤمن يسمى حيا. اما الكافر يسمى ميتا. اموات غير احياء وما يشعرون اي انا يبعثون واضح؟ فالمؤمن حي. لماذا؟ لانه عمل في حياته بما يرضي الله. وكذلك القلب الحي وكذلك السمع. الله سبحانه وتعالى مثلا نفى السمع عن الكفار قال وكانوا لا يستطيعون سمعا مع انهم يسمعون. يعني لا يستجيب سمعهم لما لما يسمعون من الحق. قالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه وفي اذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب واضح يعني هؤلاء محجوبون عن الحق فلذلك ذكر ابن تيمية النور وذكر ان مثل الايمان في قلب المؤمن مثل النور. يعني قلبه منور. يرى الحق حقا ويتبعه اما الاخرون فضرب الله لهم مثلين. الذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء يعني يحسب ما هو عليه خير. حتى اذا جاءه يعني اذا اختبره واذا ابتلاه عرف انه آآ كان على باطل او نوع اخر وهو الذين آآ مثل الجهل البسيط او كظلمات في بحر لجي. هذا مثل للجهل وعدم العلم وعدم الايمان صاحبها في ظلمات بعضها فوق بعض. لا يبصر ثم قال ابن تيمية فان البصر انما هو بنور العلم والايمان. انا ذكرت لكم مثلا بالامس مهما جدا يا شباب ان العبد المؤمن الثابت المحب لله تبارك وتعالى يبصر الفتنة وهي مقبلة اما الجاهل او محب الدنيا او من او من في قلبه ريب فانه قد يبصر الفتنة لكن وهي مدبرة. وضربت لكم مثلا بفتنة قارون لما خرج على قومه اول ما خرج فتن به الذين يريدون الحياة الدنيا الجهلة. فقالوا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم اما اهل العلم والايمان فابصروا ذلك آآ على ما هو عليه. فلم يفتنوا به بل حذروا الناس من الافتتان به قال تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. وقال تعالى ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه وهو برهان الايمان الذي حصل في قلبه فصرف الله به ما كان هم به وكتب له حسنة كاملة ولم تكتب ولم يكتب عليه خطيئة اذ فعل خيرا ولم يفعل سيئة. تكلمنا طبعا عن معنى الهم وعن قصة يوسف عليه السلام وعن الاختلاف فيها بشيء من التوسع في كتاب تفسير الاية الكريمة لمن يريد ان يراجع ذلك وقال تعالى لتخرج الناس من الظلمات الى النور. كل ذلك يريد ابن تيمية ان يبين ان الظلمات هي ظلمات الكفر او الجهل او العصيان او البدعة وان النور هو نور الايمان والطاعة آآ العلم والسنة وقال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونه من النور الى الظلمات. وقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ولهذا ضرب الله للايمان مثلين. مثلا بالماء الذي به الحياة وما يقتنل به من الزبد ومثلا بالنار التي بها النور. وما بها مما يوقد عليه من الزبد وكذلك ضرب الله للنفاق مثلين. قال تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبد رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. كذلك يضرب الله الحق والباطل. فاما الزبد فيذهب جفاء اما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال يعني ان الله سبحانه وتعالى ضرب مثالا للايه يا شباب للحق او للايمان بالنور بالماء وبالنار. واضح؟ الماء يختلط بها اشياء فاسدة والنار كذلك تختلط بها اشياء واضح فيبقى الحق حقا آآ كذلك يضرب الله الامثال. وقال تعالى في المنافقين مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون سم بكم عميوا فهم لا يرجعون. او كصيب من السماء في ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه. واذا اظلم عليهم قاموا قاموا هنا يا شباب بمعنى اقاموا مش قاموا يعني وقفوا واضح؟ ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير فضرب لهم مثلا كالذي او قد النار كلما اضاءت اطفأها الله. والمثل المائي كالمثل النازل من السماء وفيه ظلمات ورعد وبرق وبرق يرى ولبسط الكلام اه في هذه الامثال موضوع اخر. يعني ابن تيمية فقط اراد ان يبين ان الحياة وان السمع والبصر وان انما هي للقلب ثم يسري ذلك في البدن. فيعني توسع قليلا في الحديث عن الايات التي تبين ان المؤمن هو الحي وان الكافر ميت ويعني استطرد قليلا في في الامثلة التي ضربها الله للمؤمنين وللمنافقين والكفار انتهى هذا الاستطراد يا شباب ثم يعود ابن تيمية الى المقصود الاصلي وهذا يا شباب فائدة في في الدراسة او في التدريس وهي الا تعطي الاستطراد قدر ما تعطيه للمقصود الاصلي من الكتاب. يعني من الخطأ ان يكون المؤلف استطرد في امر ثانوي او فرعي ثم تعطيه من الاهتمام اعلى او بقدر ما تهتم الموضوعات الاصلية في الكتاب. هذا يا شباب اولا يضيع المقصود الاصلي من الكتاب وثانيا ان المؤلف نفسه لم يتوسع في ذكر تلك المسائل بحيث يتوسع فيها الشارح او الدارس. فلذلك يعطى الاستطراد قدر ما يبين الغاية منه فقط قال ابن تيمية رحمه الله وانما المقصود هنا ذكر حياة القلوب يعني ان القلب له حياة ذكر حياة القلوب وانارتها وفي الدعاء المأثور اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا هذا الدعاء يا شباب هو آآ مأثور اللهم اني عبدك ابن عبدك الى اخر الحديث يعني آآ آآ صححه عدد من اهل العلم وبعض آآ العلماء يرى ان هو ايه لا يثبت مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم. المهم ان هو فيه خلاف في ثبوته لكن الدعاء نفسه دعاء جميل اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا والربيع وهو المطر الذي ينزل من السماء فينبت آآ او آآ فينبت به النبات او فينبت به النبات قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا او يلم الحديث ده يا شباب آآ حديث طويل يعني لا يمكن ان تفهم هذا المعنى الا بان تعرف الحديث الطويل او او تعرف اصل الحديث. الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان مما اخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل او يأتي الخير بالشر فالنبي صلى الله عليه وسلم سكت سكت قليلا ثم اعاد الرجل السؤال فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم قال انه لا يأتي الخير بالشر واما مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا او يلم. الا اكلة الخضر. فانها اكلت حتى اذا امتلأت خاسراتاه ها قاصرتاها استقبلت عين الشمس آآ عين الشمس ففلطتت وبالت. ثم رتعت هذا الحديث يا شباب حديث عظيم جدا يبين ان نفس آآ الدنيا او زهرة الدنيا التي تفتح على الناس قد تكون خيرا وقد تكون شرا. فاذا اخذ المال او زهرة الدنيا كل ما ياتي من زهرة الدنيا اذا ناله من وجهه وبطريق الحق ثم اقتصر منه على ما ينفعه في دينه ولم يسرف فان ذلك يكون خيرا عليه او خيرا له اما اذا اخذه بغير وجه حق او منع الحقوق منه او اسرف في استعماله فانه يكون عليه شرا. كلمة حبطا يا شباب اللي هي التخمة اللي هو انتفاخ البطن قال ان مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا او يلم يعني هذا مثال يا شباب لمن يسرف او يأخذ الدنيا بغير حقها. او يكتم او يحبس حق الله سبحانه وتعالى او حقوق العباد في ماله كلمة او يلم يعني او يقارب يعني يقارب القتل. او يقارب الموت. فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يشبه المال بما ينبت الربيع. فاذا اقتصرت منه على الحاجة والكفاية واعطيت الحقوق منه كان نعمة فهذا مثل للمقتصد اما اذا اخذته بغير حقه او اسرفت في استعماله او منعت الحقوق آآ حق الله او حق العباد منه فانه يقتله او يكاد ان يقتلك هذا هو معنى الحديث طيب طبعا وجه الشاهد هنا فقط هي ايه؟ الكلام عن حياة القلوب يعني قال والفصل والفصل الذي ينزل فيه فيه اول المطر تسميه العرب الربيع لنزول المطر الذي آآ ينبت الربيعة او ينبت الربيع فيه وغيرهم يسمي الربيع الفصل الذي يلي الشتاء. فان فيه تخرج الازهار التي آآ تخلق منها الثمار وتنبت الاوراق على الاشجار والقلب الحي المنور فانه لما فيه من النور يسمع ويبصر ويعقل. والقلب الميت فانه آآ لا يسمع ولا يبصر. قال تعالى مثل الذين كفروا كمثل الذي بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم عميون فهم لا يعقلون وقال تعالى ومنهم من يستمعون اليك افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون. ومنهم من ينظر اليك افا انت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون وقال تعالى ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم اكنة اي يفقهوه وفي اذانهم وقرا. وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها حتى اذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين الايات. فاخبر انهم لا يفقهون بقلوبهم ولا يسمعون باذانهم ولا يؤمنون بما رأوهم من النار عندي انا مكتوب النار غلط طبعا هي المفروض من النبي صلى الله عليه وسلم لانهم اساسا كانوا يستمعون الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا يؤمنون آآ به. عندنا في النسخة النار هي طبعا تصحيف واضح يعني المفروض هي النبي صلى الله عليه وسلم. كما اخبر عنهم حيث قالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه. وفي اذاننا وقروا ومن بيننا وبينك حجاب فذكر الموانع على القلوب والسمع والابصار وابدانهم حية تسمع الاصوات وترى الاشخاص يعني ايه يا شباب؟ يعني ابن تيمية رحمه الله لما ذكر ان حياة القلب ان حياة القلب آآ هي التي يرى بها الانسان هي البصيرة التي يرى بها. ذكر كذلك ان من ليس قلبه حيا فانه لا يرى الاشياء على ما هي عليه او لا يتبعها وذكر ان الكفار الله سبحانه وتعالى ذكر انهم صم بكم عمي او على قلوبهم اكنا او انها مختومة عليها او مطبوع عليها وذكر ان هؤلاء ابدانهم حية. ويسمعون الاصوات لكنهم لا ينتفعون بذلك السماع قال ابن تيمية لكن حياة البدن بدون حياة القلب من جنس حياة البهائم. لها سمع وبصر وهي تأكل وتشرب وتنكح. ولهذا قال تعالى ومثلوا الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. فشبههم بالغنم الذي ينعق بها الراعي. وهي لا تسمع الا نداء. يعني هي سامعة كلام بس مش فاهماه يعني كما قال في اية في الاية الاخرى ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان الا كالانعام بل هم اضل سبيلا. لماذا يا شباب شبههم بالانعام ثم بين انهم اضل شبههم انهم كالانعام من جهة تأكل وتشرب وتنكح. لكن هم اضل لماذا؟ لان الانعام لم تخلق لعبادة الله اما هؤلاء فخلقوا لعبادة الله. لكنهم لم يقوموا بما خلقوا له. فلذلك كانت الانعام اهدى سبيلا منهم وقال تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل قال ابن تيمية رحمه الله ركز بقى عشان دي يعني تعتبر فائدة تفسيرية نادرة جدا. اريد منك ان تستمع اليها. انا احاول ان اقرأها قراءة. آآ يعني سريعة ثم اعقب عليها في الاخر قال ابن تيمية رحمه الله فطائفة من المفسرين تقول في هذه الايات وما اشبهها كقوله واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مرة كأن لم يدعونا الى ضر مسه وامثالها مما ذكر الله في عيوب الانسان وذمها. يعني ذم العيوب. فيقول هؤلاء يعني هؤلاء المفسرون هذه الاية في الكفار والمراد بالانسان هنا الكافر ابن تيمية بيقول فيبقى من يسمع ذلك يظن انه ليس لمن يظهر الاسلام في هذا الذم والوعيد نصيب. بل يذهب وهم الى من كان مظهرا للشرك من العرب او الى من يعرفهم من مظهري الكفر كاليهود والنصارى ومشركي التركي والهند ونحو ذلك فلا ينتفع بهذه الايات التي انزلها الله ليهتدي بها عباده اشرح الاول الفكرة عشان نبين ابن تيمية سيرد عليها بماذا؟ ابن تيمية يريد ان يقول ان هناك ايات كثيرة جدا يذكر فيها عيوب الانسان. مثلا ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا ايات اخرى مثلا اذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما ايات كثيرة جدا تتحدث عن ان الانسان خلق ظلوما جهولا او انه خلق هلوعا فكثير من المفسرين يحصر تلك الايات في الكافر فبالتالي لا ينتفع بها المسلم ابن تيمية سيرد على ذلك ويبين ان الاعتبار هو بالمعنى العام. وهذا المعنى العام يدخل فيه حتى لان المسلم قد يكون عنده شعبة من الجاهلية قد يكون عنده شعبة من النفاق. قد يكون عنده شعبة من الكفر واضح وهذا سيأتي ان المؤمن قد يكون عنده من شعب الايمان وقد يكون عنده من شعب المعاصي او من شعب الجاهلية واضح وابن تيمية سيبين ذلك ان شاء الله. اذا الغاية من هذا شباب آآ الرد على من يحصر دلالة النصوص فيما نزلت له والصحيح ان اه يبقى النص ينتفع فيه. ينتفع به في كل ما يدخل تحته طيب ابن تيمية هيجاوب على الكلام ده يا شباب فيقال اولا المظهرون للاسلام فيه مؤمن ومنافق والمنافقون كثيرون في كل زمان. والمنافقون في الدرك الاسفل من النار هذا هو الوجه الاول يا شباب. وهو اننا اذا حملنا تلك النصوص فقط على من يظهر الكفر فاننا بذلك نخرج منها المنافق الذي يبطن الكفر وهو داخل فيها قال ثانيا الانسان قد يكون عنده شعبة من نفاق وكفر وان كان معه ايمان. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا حدث كذب واذا اؤتمن خان واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر فاخبر انه من كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق وقد ثبت في في الحديث الصحيح انه قال لابي ذر رضي الله عنه انك امرؤ فيك وابو ذر رضي الله عنه من اصدق الناس ايمانا يعني وجه الشاهد يا شباب ان الانسان يمكن ان يكون مؤمنا وعنده بعض الجاهلية. عنده بعض النفاق. عنده بعض المعاصي. واضح وقال في الحديث الصحيح اربع من امتي اربع في امتي من امر الجاهلية الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والنياحة والاستسقاء بالنجوم وقال في الحديث الصحيح لا تتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قالوا قال فمن؟ وقال ايضا في الحديث الصحيح لتأخذن او لتأخذن امتي ما اخذت الامم قبلها اه شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا فارس والروم قال ومن الناس الا هؤلاء وقال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كلهم يخاف النفاق على نفسه كل هذه النصوص يا شباب آآ فيها معنى وهو ان الشخص الواحد يمكن ان يجتمع فيه ايمان صحيح وبعض خصال نفاق او خصال الكفر او خصال المعاصي او الكبائر او الجاهلية ويمكن ان يكون مؤمنا وعنده بعض يمكن ان يكون كافرا وعنده بعض خصال المؤمنين. كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون يعني انسان مثلا يا شباب مؤمن لكنه يزني او يسرق او يعني آآ يفر من الزحف. كل هذه ليست من خصال الايمان. آآ او مثلا يعاير آآ آآ الناس او يتفاخروا بحسبه او يطعن في الانساب آآ او مثلا اذا حدث كذب او اذا اؤتمن خان، كل هذه ليست من خصال الايمان. ويمكن العكس يا شباب يمكن ان يكون كافرا. لكن مثلا يبر بوالديه او لا يكذب او لا يزني او لا يشرب الخمر فهذا كافر عنده بعض خصال الخير. واضح اه المهم انه لا يمكن ان يجتمع ايمان كامل او ايمان صحيح مع كفر صريح. هذا مش ممكن ابدا. لكن يمكن ان يكون مؤمنا عنده بعض جاهلية او بعض النفاق او بعض المعاصي والعكس يمكن ان يكون كافرا وعنده بعض خصال الخير هذا هو وجه الشاهد من الايه؟ من كل هذه النصوص طيب آآ هنا قال ابن تيمية وعن علي او حذيفة رضي الله آآ عنهما آآ يعني آآ قال القلوب اربعة قلب اجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب اغلف فذاك قلب الكافر وقلب منكوس يعني مقلوب. فذاك قلب المنافق وقلب فيه مادتان. مادة تمده الايمان ومادة تمده النفاق فاولئك قوم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا اه اه هذا الاثر يا شباب هو مروي عن اه حذيفة. يعني ليس عن علي رضي الله عنه. الصواب ان هو عن ايه؟ عن حذيفة. لكنه بغير هذا اللفظ يا شباب هذا اللفظ مروي في مسند الامام احمد آآ من طرق آآ يعني يعني مروي لكنها مرفوعة هذا اللفظ يا شباب اللي هو ابن تيمية ذكره على انه من كلام علي او حذيفة لا الاثر مروي عن حذيفة لكن بغير هذا اللفظ. هذا اللفظ يا شباب هو مروي روي مرفوعا في مسند الامام احمد وغيره من طريق ليث ابن ابي سليم عن عمرو ابن مرة عن ابي البختري عن ابي سعيد الخدري اه ومدار هذا الحديث يا شباب على ليث ابن ابي سليم وهو ضعيف. وكذلك ابو البختري هذا لم يسمع من ابي سعيد الخدري هذا الحديث بهذا الاسناد لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم واضح؟ كلمة اجرد يا شباب يعني عاري. عشان نفك الالفاظ يعني كلمة اجرد اللي هو قلب اجرد يعني عاري ليس فيه شيء. يعني سالم من الغش والغل والرياء. نضيف يعني. واضح اللفظ بقى يا شباب الذي روي به الاثر من كلام حذيفة احنا خلاص قلنا ان هذا اللفظ روي آآ مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم باسناد لا يثبت فيه انقطاع وفيه ضعف اما هذا الاثر يا شباب اللي هو الموقوف على حذيفة فهو روي بلفظ اخر. قال حذيفة القلوب اربعة قلب مصفح فذاك قلب المنافق كلمة مصفح يعني له وجهان وقلب اغلف فذاك قلب الكافر وقلب اجرد كأن فيه سراجا يزهر فذاك قلب المؤمن. وقلب فيه نفاق وايمان اه فمثله مثل قرحة يمدها قيح ودم. ومثله مثل شجرة يسقيها ماء اه خبيث وماء طيب فاي ماء غلب غلبة. الحديث هذا اللي هو من كلام حذيفة ذكر رواه ابن ابي شيبة في المصنف وفي كتاب الايمان كذلك. وهو اثر موقوف معناه صحيح وان كان في اسناده بعض المقال لان ابا البختري آآ يعني آآ قيل ان هو لم يسمع من حذيفة لكن الشباب ما هو المقصود من كل تلك الاثار؟ سيبينه ابن تيمية رحمه الله قال ابن تيمية واذا عرف هذا علم ان كل عبد ينتفع بما ذكر الله من الايمان من مدح شعب الايمان وذم شعب الكفر يعني ايه يا شباب؟ هذا هذه هي الخلاصة الخلاصة هنا وهي ان العبد يجب ان ينتفع من كل ما في القرآن حتى ما ذكر الله ما ذكره الله عن الكفار. فانه نافع جدا بان يعرف الانسان صفات الانسان آآ التي آآ لا يحبها الله وكيف يتقي تلك الصفات فيكون له عبرة لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. وقال الله لما ذكر قصة الرجل الذي اعجب بنفسه او الذي آآ يعني اخلد الى الارض واتبع هواه. ومثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث بين الله سبحانه وتعالى ان ذلك للاعتبار قال فاقصص القصص لعلهم يتفكرون طيب ثم سيذكر ابن تيمية مثالا اخر آآ للخطأ في التفسير المبني على نفس تلك الفكرة واضح هو خطأ في التفسير ويبين ابن تيمية صوابه. اقرأه ايضا سريعا يا شباب قال رحمه الله وهذا كما يقول بعضهم في قوله اهدنا الصراط المستقيم فيقولون المؤمن قد هدي الى الصراط المستقيم فاي فائدة من طلب الهدى ثم يجيب بعضهم بان المراد ثبتنا على الهدى كما تقول العرب للنائم نم حتى اتيك او اه يقول بعضهم الزم الزم قلوبنا. يعني ده القول الثاني. يعني هو ابن تيمية هنا يا شباب يذكر اصلا في الخطأ وهو ظنهم ان العبد الذي امن هدي الى الصراط المستقيم فكيف يقول اهدنا الصراط المستقيم فهذا اصل الخطأ عندهم. ظنهم ان العبد المؤمن قد هدي الى تمام الصراط المستقيم فكيف بعدها يسأل الله الصراط المستقيم او الهداية اليه؟ فاجابوا بجوابين بعضهم قال ثبتنا على الهدى. يعني كلمة اهدنا يعني ثبتنا. وبعضهم قال الزم قلوبنا الهدى فحذف الملزوم اللي هو القلوب يعني ويقول بعضهم زدني هدى. يبقى ده القول الثالث يبقى فيه تلات آآ اقوال هنا آآ مبنية على خطأ وهو ظنهم ان العبد المؤمن قد هدي الى الصراط المستقيم. طب كيف تقول اهدنا؟ قال لك القول الاول على الهدى والثاني الزم قلوبنا الهدى والثالث زدني هدى قال ابن تيمية وانما يريدون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يطلب العبد الهداية اليه. يعني هذا يا شباب سبب الخطأ في هذا التفسير. يبقى ابن تيمية هنا يا شباب ذكر نموذجا من الخطأ في التفسير وذكر القول وشرحه ثم ذكر سبب الخطأ هذه الكام صفحة اللي احنا بنقراهم دول يا شباب يعني نافعة جدا في باب التفسير. قال وانما يريدون هذا يعني يذكرون مثل هذا آآ السؤال عدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يطلب العبد الهداية اليه. فان المراد به العمل بما امر الله به وترك ما نهى الله عنه. في جميع الامور. والانسان وان كان اقر بان محمدا رسول الله وان القرآن حق على سبيل الاجمال. فاكثر ما يحتاج اليه من العلم بما ينفعه ويضره وما امر به وما نهي عنه في تفاصيل الامور وجزئياتها لم يعرفه. يبقى يا شباب هنا الانسان عنده آآ عنده حاجة الى طلب الهدى من جهتين. من طلب العلم بالهدى والعمل بالهدى. يعني يطلب ان يعرفه الله او يعلمه الله او يرشده الله الى الهدى وان يعينه الله على العمل به. فالانسان لا يزال يحتاج الى هذا الدعاء قال وما عرفه يعني ابن تيمية بيقول وما عرفه الانسان او المؤمن فكثير منه لم يعمل بعلمه ولو قدر انه بلغه كل امر ونهي في القرآن والسنة فالقرآن والسنة انما تذكر تذكر فيها الامور العامة الكلية لا يمكن غير ذلك. لا تذكر لا آآ تذكر ما يخص به كل عبد. ولهذا امر الانسان في مثل ذلك بسؤال الهدى الى الصراط المستقيم ولهذا امر الانسان في مثل ذلك بسؤال الهدى الى الصراط المستقيم. يعني ان الانسان يحتاج ان يسأل ربه الهدى الى الصراط المستقيم. ثم بين ابن تيمية ما معنى الصراط المستقيم الذي نطلب الهداية اليه؟ قال رحمه الله والهدى الى الصراط المستقيم يتناول هذا كله يتناول التعريف بما جاء به الرسول آآ مفصلا ويتناول التعريف بما يدخل في اوامر الكليات تناولوا الهام العمل به. فان مجرد العلم بالحق لا يحصل به الاهتداء. ان لم يعمل بعلمه. ولهذا قال لنبيه بعد صلح الحديبية انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وقال في حق موسى وهارون واتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم والمسلمون قد تنازعوا فيما شاء الله من الامور الخبرية والعلمية والاعتقادية والعملية. مع انهم كلهم متفقون على ان محمدا حق والقرآن حق على ان محمدا حق والقرآن حق فلو حصل لكل منهم الهدى الى الصراط المستقيم فيما اختلفوا فيه لم يختلفوا يبقى هذا وجه اخر يا شباب يبين آآ حاجة الانسان الى طلب الهدى هو ان المؤمنين جميعا آآ امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وامنوا بالقرآن في الجملة ثم وقع بينهم خلاف. فلو ان كل المؤمنين هو الى الصراط المستقيم لم يقع بينهم خلاف وقوع الخلاف بينهم يؤكد حاجتهم الى طلب الصراط المستقيم قال ثم الذين علموا آآ ما آآ امر الله به اكثرهم يعصونه. هذا بقى باب العمل يا شباب. الاول كان باب العلم وهذا باب العمل قال ثم الذين علموا ما ما امر الله به اكثرهم يعصونه ولا يحتذون حذوه فلو هدوا الى الصراط المستقيم في تلك الاعمال لفعلوا ما امروا به وتركوا ما نهوا عنه يبقى هذا جهة العمل نحن نعلم اشياء كثيرة جدا لكن لا نعمل بها فنطلب الهداية في العمل بها آآ قال والذين هداهم الله من هذه الامة حتى صاروا من اولياء المتقين كان من اعظم اسباب ذلك دعاؤهم الله. يعني من اعظم لاسباب كونهم اولياء دعاؤهم الله تبارك وتعالى في هذا الدعاء في كل صلاة مع علمهم بحاجتهم وفاقتهم الى الله دائما في ان يهديهم الصراط المستقيم ابن تيمية هنا سيعقب الشباب قال رحمه الله فبدوام هذا الدعاء والافتقار صاروا من اولياء الله المتقين. قال سهل بن عبدالله التستري ليس بين العبد وبين ربه اقرب اليه من الافتقار ليس بين العبد وبين ربه طريق اقرب اليه من الافتقار وما حصل فيه هو ما حصل فيه الهدى في الماضي فهو محتاج الى حصول الهدى فيه في المستقبل. وهذا حقيقة قول من يقول ثبتنا واهدنا لزوم الصراط وقول وقول من قال زدنا هدى وقول من قال زدنا هدى يتناول ما تقدم لكن هذا كله هدى منه في المستقبل الى الصراط المستقيم فان العمل في المستقبل بالعلم لم يحصل بعد ولا يكون مهتديا حتى يعمل في المستقبل بالعلم. وقد لا يحصل العلم في المستقبل بل يزول عن القلب. وان حصل فقد يعني وان حصل يعني وان حصل قال العلم فقد لا يحصل العمل. فالناس دي النتيجة يا شباب. دي خلاصة هذا الاستطراد. الذي بين فيه ابن تيمية خطأ من لم يفهموا دعاء المؤمنين اهدنا الصراط المستقيم قال ابن تيمية في الخاتمة فالناس كلهم مضطرون الى هذا الدعاء. ولهذا فرضه الله عليهم في كل صلاة فليسوا الى شيء من دعائي احوج منهم اليه واذا حصل الهدى الى الصراط المستقيم حصل النصر والرزق وسائر ما تطلب النفوس من السعادة والله اعلم. واضح يا شباب يبقى آآ هذا خلاصة الاستطراد الذي بين فيه ابن تيمية نموذجين لاخطاء المفسرين الاول في حصرهم الايات التي نزلت في الانسان بانها للكافر فلا ينتفع بها المؤمن اه والثاني اه وهو فرع عن هذا الخطأ آآ ظنهم ان العبد المؤمن قد هدي الى الصراط المستقيم المستقيم كيف يدعو الله ان يهديه الى الصراط المستقيم وهو مهدي بالفعل تبين ابن تيمية ان ذلك آآ من جهة العلم ومن جهة العمل ومن جهة الاعانة على العمل الى غير ذلك من تفاصيل يرجع ابن تيمية مرة ثانية شباب الى الكلام عن حياة القلب. قال رحمه الله واعلم ان حياة القلب وحياة غيره ليست مجرد الحس والحركة الارادية او مجرد العلم والقدرة كما يظن ذلك طائفة من النذر في علم الله وقدرته كابي الحسين البصري ابو الحسين البصري يا شباب محمد بن العلي آآ ابن علي الطيب من ائمة المعتزلة. متوفى يعني في في القرن الخامس آآ الهجري. ومن اهم كتبه كتب المعتمد الكتاب المعتمد في اصول الفقه قالوا ان حياته آآ انه بحيث يعلم ويقدر يعني ابن تيمية رحمه الله الشباب يتكلم عن معنى حياة القلب وقال معنى حياة القلب؟ ليس مجرد انه يعني يتحرك او او فيه حركة او مجرد العلم والقدرة واضح كما يظن ذلك يعني هذا خطأ عند طائفة من النظار. كلمة النظار تطلق على كثيرا على علماء الكلام تطلق يعني على مثلا المعتزلة والاشاعرة ونحوهم اه فقال كما يظن ذلك طائفة من النظار في علم الله وقدرته كابي الحسين البصري قالوا ان حياته انه بحيث يعلم ويقدر بل الحياء كده كلام او ابي الحسين البصري خلص. ابن تيمية سيعقب شبابه بل الحياة صفة قائمة بالموصوف وهي شرط في العلم والارادة بالعلم والارادة والقدرة. والقدرة على الافعال الاختيارية وهي ايضا مستلزمة لذلك. فكل حي له شعور وارادة وعمل اختياري اه بقدرة وكل ما له علم وارادة وعمل اختياري فهو حي يعني ابن تيمية الشباب يريد ان يقول ليست حياة القلب فقط في انه يتحرك. او انه يعلم وانما العمل بمقتضى هذا العلم واضح وهذا واضح يا شباب آآ ثم قال والحياء مشتق من الحياة الحياء مشتق من الحياة فان القلب الحي يكون صاحبه حييا. مكتوب انا عندي حيا. لأ هي يا شباب حييا. يعني في اتنين ياء يكون حييا فيه حياء يمنعه من القبائح فان حياة القلب هي المانعة من القبائح التي تفسد القلب. يعني ايه يا شباب؟ يعني الانسان الذي عنده حياء فانه لا يفعل كل ما يشتهي ولا يفعل كل ما يقدر عليه لان حياءه وحياة قلبه تجعله حكيما يفعل الاشياء النافعة لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك. فالانسان الذي يفعل كل ما يشاء ويفعل كل ما يقدر عليه فهذا ليس حكيما واضح لان الحكمة هي التي تقيد القدرة واضح آآ آآ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الحياء من الايمان وقال الحياء والعي شعبتان من الايمان. هنا المقصود بالعي يا شباب آآ ليس هو العجز عن الكلام وانما العي هو قلة الكلام كلمة عيي يعني على وزن فعيل يعني المراد به السكوت عما فيه اثم وكذلك المراد منه التأمل والتفكر قبل الكلام فهذا ليس خللا في اللسان. ليس المراد بالعي هنا او بالانسان العيي الذي مدح بانه انسان لا يقدر على الكلام. لأ اي انه يتأنى ويتفكر قبل ان يتكلم. كما قيل شباب الكلمة لك تملكها. فان نطقت بها ملكتك يعني الكلمة انت تملكها ما دمت لم تنطق بها. لكن اذا قلتها فهي التي ملكتك. تتصرف فيك. يعني ممكن انسان مثلا يمزح مع الناس بما يضايقك قبل ان يمزح معهم هو يملك الكلمة فاذا قالها ربما احتاج ان يعتذر وربما احتاج ان يطلب العفو والسماح. فلذلك يا شباب العي هنا المقصود به الاناة التفكر في الكلام قبل النطق به واضح يا شباب اه اه قال النبي صلى الله عليه وسلم الحياء والعي اه شعبتان من الايمان. يعني الحياء يمنع الانسان من الافعال الفاسدة او من الامور التي لا يرضاها الله او الامور القبيحة والعي يجعله يتأمل في الكلام قبل ان ينطق به وآآ يقلل من الكلام الا فيما يرضي الله تبارك وتعالى قال رحمه الله قصدي وتكملة الحديث والبذاء والبيان شعبتان من النفاق هذا تكملة حديث النبي صلى الله عليه وسلم. البذاء والبيان شعبتان من النفاق. طبعا المقصود بالبذاء هو فحش الكلام في ناس مثلا شخص وده موجودون معنا على فكرة في وسائل التواصل وغيرها يعني آآ ما دام يقدر يعني لا يعلم ان الحرية مسئولية. ينطق تراه ينطق بفحش الكلام يعني الكلمات الكلمات الفاحشة اه عاصم كاتب عنده فلاتر. ايوة هي هي بالزبط الفكرة دي كده. عنده فلاتر يعني الفلتر هذا فلتر في العلم وفلتر في الايه؟ في العمل هنا في الحديث يا شباب والبذاء والبيان شعبتان من النفاق. البذاء اللي هو فحش الكلام ان الانسان يتكلم بالكلمات الفاحشة او البذيئة واضح آآ وقلت لكم ان هذا موجود في في كثير من الناس آآ ربما آآ يحملوا على ذلك غيرة على الدين او يحملوا على ذلك حماسة او تهور فينطق بكلمات لا يزنها بميزان الشرع آآ آآ وكذلك شباب آآ البيان هنا. المقصود بالبيان هنا كثرة الكلام فيما لا يرضي الله. او الفصاحة في غير ما يرضي الله. او اظهار التفاصح آآ بغية التقدم والتصدر والجرأة على القول كل هذه آآ مما يدخل في البيان المذموم. فان حسن البيان في نفسه ليس مذموما الا اذا كان فيما لا يرضي الله طيب هذا كان تعليقا على حديث الحياء والعي آآ شعبتان من الايمان والبذاء والبيان شعبتين من النفاق فان الحيي اه يدفع ما يؤذيه فان الحي يدفع ما يؤذيه بخلاف الميت الذي لا حياة فيه انه يسمى وقحا آآ فانه يسمى وقحا والوقاحة الصلابة وهي اليوكس المخالف لرطوبة الحياة فاذا كان وقحا اه يابسا صليب الوجه لم يكن في قلبه حياة توجب حياءه وامتناعه من القبح كالارض اليابسة لا يؤثر فيها وطأ الاخر بخلاف الارض الخضرة الخضرة. ولهذا كان الحيي يظهر عليه التأثر بالقبح. وله ارادة تمنعه عن فعل القبائح بخلاف الوقح الذي ليس فلا حياء معه ولا ايمان يزجره عن ذلك. طبعا ده يا شباب فصل مهم جدا يبين ان ان الحكمة والحياء تقيد الافعال واضح يا شباب؟ لذلك الله سبحانه وتعالى لما قال وما الله يريد ظلما للعباد ما معناها؟ ان الله قادر على الظلم لكنه لا يريد لا يحبه لا يشاؤه واضح يا شباب؟ ففرق بين ما تقدر عليه وبين ما يجب ان تفعله. فالشخص الذي يفعل كل ما يقدر عليه او يفعل كل ما يشتهيه فهو شخص جاهل احمق وقح انما ينبغي ان تقيد القدرة بالحكمة وتقيد كذلك بالايمان. فابن تيمية يريد ان يقول ان الشخص الوقح ليس عنده حياء وليس عنده ايمان يمنعه من فعل القبائل وده يا شباب تشوفوه مثلا موجود في المجتمعات الكافرة او في المجتمعات التي تأثرت بالكفار انهم يفعلون القبائح ترى يعني امرأة آآ تبدي اكثر جسدها او مثلا رجل وامرأة يفعلون افعال منكرة في الشارع بل يعني الذين يعملون عمل قوم لوط كثير منهم ينتشرون في في دول ويفعلون ذلك في ساحات في في الشارع يفعلون يعني مقدمات هذه الافعال الخبيثة امام الناس. فهؤلاء عندهم وقاحة ليس عندهم لا حياء وليس عندهم ايمان. يعني ربما كان الانسان كافرا لكن عنده حياء وربما كان الانسان آآ مؤمنا آآ معه الايمان الذي يمنعه من فعل تلك الامور. لكن الذي ليس عنده حياء وليس عنده ايمان فانه لا يعني لا يترك اعمالا يقدر عليها. فكل ما يقدر عليه يفعله آآ اذكر هنا قصة ان في واحد كان في يعني رجل تعرفت عليه في في الدنمارك وهذا الرجل كان يدعو الى الاسلام وكان آآ ده يعني انا اذكر هذا كمثال للكافر الذي عنده حياء هذا الرجل كان يدعو الى الاسلام ويعني يناقش غير المسلمين فجاءت امرأة كافرة وقالت يعني آآ ان هذا الاسلام ظلم المرأة وكذا وكذا ودائما تقدمون الرجل. المهم حصل بينهم نقاش ثم جاء وقت الصلاة. فالرجل ومن معه من الناس صفوا في في الشارع او في آآ وصلوا فكانت النساء في الصفوف الاخيرة والرجال في الصفوف الاولى فبعد ما انتهت الصلاة جاءت هذه المرأة وكان يعني قلبها مليء بالغيظ وقالت له آآ الم اقل لكم انكم تظلمون المرأة تجعلون المرأة في اخر الصفوف او في الصفوف الاخيرة والرجال مقدمون قال لها يعني انت آآ تريدين ان اذا اذا كنت مسلمة ان تصلي في الصفوف الاولى؟ قالت نعم وقال لها يعني تركعي وتسجدي امامنا؟ قالت نعم. فالمهم قال لها طيب افعلي كده. الرجل شعر فيها بشيء من الحياء فلما آآ وقفت المرأة امام الناس واعطت المرأة ظهرها وجاءت ان يعني همت ان تركع استحيت هو الرجل كان ذكيا. لمح ان المرأة فيها سنة حياء المرأة يعني وشها احمر وظهر عليها التأثر ومشيت وده يبين يا شباب ان الكافر قد يكون عنده شيء من الحياء. اذا الذي يمنع الانسان او يحجم فعله اما الايمان او الحياء. فاذا اجتمع كان خيرا واذا انتفى عن الانسان الايمان او الحياء كان شرا عليه طيب قال ولهذا كان الحيي يظهر عليه التأثر بالقبح. الانسان الحيي اول ما يشوف مثلا منظر قبيح يظهر على وجهه لذلك كثير من من من اصدقائنا تركوا اماكن كانوا يعيشون فيها في رغد كبير كبير جدا تركوها وذهبوا الى اماكن اخرى. تعرفوا ليه يا شباب؟ لانه وجد انه لم يصر يعني يتأثر بما يراه من القبح كما كان في اول امره يعني كأنه الف ان يرى القبائح ولا يتأثر بها آآ قال رحمه الله فالقلب اذا كان حيا فمات الانسان بفراق روحه بدنه كان موت النفس فراقها للبدن ليست هي في نفسها ميتة بمعنى زوال حياتها عنها نعم آآ الاخت كتبت ان حتى المسميات اختلفت فقد يسمون الحياء ضعفا. طبعا هم يسمون الحياء ضعفا ويسمونه جبنا ويجعلون التعري حضارة. يجعلون التعري حضارة. والله سبحانه وتعالى جعل التعري عقوبة يعني الله سبحانه وتعالى جعل من عاقبة آآ ما فعله ادم وحواء عليهما السلام ان آآ انهما تعري الغرب او او او العلمانيون جعلوا ذلك تحضرا. والذي يعني آآ ذهب الى تلك البلاد ورأى ما يفعلونه بالمرأة يعلم ان اكثر من يتاجرون بالمرأة بجسدها وبشرفها وبكرامتها هم هؤلاء الذين يزعمون انهم يأتون بانهم يجلبون لها حقوقها وانهم يساوونها مع الرجل. والله العظيم لم ارى اقبح اثرا على المرأة من هؤلاء وان امرأة تتبع هؤلاء وتطلب الهدى عندهم امرأة جاهلة وستقع فريسة لهم ولابد فان هؤلاء اقبح من يتاجر بالمرأة طيب آآ قال رحمه الله فالقلب اذا كان حيا فمات الانسان بفراق روحه بدنه كان موت الانسان فراقها للبدن كان موت النفس فراقها للبدن ليست هي في نفسها ميتة بمعنى زوال حياتها عنها يعني يقصد يقول ان موت القلب مش ان هو لا ينبض هو ينبض لكنه لا يقوم بعمله ولهذا قال تعالى ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء. وقال تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء مع انهم موتى داخلون في قوله كل نفس ذائقة الموت وفي قوله انك ميت وانهم ميتون اه يعني وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم. فالموت المثبت غير الموت المنفي الموت المثبت غير الموت المنفي المثبت هو فراق الروح. فراق الروح البدنة والمنفي زوال آآ الحياة بالجملة عن الروح والبدن يعني ايه يا شباب؟ هنا عندنا قاعدة مهمة جدا احنا يا شباب هنحاول ان احنا نختم ان شاء الله بهذه القاعدة آآ وغدا ان شاء الله نتكلم عن باقي الكتاب هو باقي في الكتاب نصفه آآ تقريبا يتكلم فيه عن مرض الحسد ومرض البخل ومرض الجبن وشح النفس ومرض العشق ثم يتكلم عن علاج تلك الامراض لا يمكن ان شاء الله ان احنا آآ نختم آآ بهذه الفكرة. يعني تقريبا هتاخد خمس خمس دقائق. ونكون بذلك تقريبا اخذنا آآ ساعتين وعشر دقائق ماشي يا صالح حبيبي اه يا حبيبي سواني سواني آآ الفكرة التي اريد ان اتكلم عنها شباب هي قاعدة مهمة جدا يعني احب منكم ان تكتبوها اذا جاء الخبر في الوحي منفيا ومثبتا فلابد ان يكون المثبت غير المنفي نعيدها مرة ثانية اذا جاء الخبر مثبتا ومنفيا في الوحي. يعني مرة جاء الخبر مثبتا ومرة جاء منفيا فلابد ان يكون المثبت غير المنفي. يعني ايه يعني الله سبحانه وتعالى يا شباب اذا اخبر بخبر ثم في موطن اخر نفى يعني اثبت شيئا ثم نفاه فلابد ان يكون المثبت غير المنفي دليل هذه القاعدة قول الله تبارك وتعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا آآ الدليل الثاني يا شباب الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني. متشابها يعني يصدق بعضه بعضا طيب من امثلة هذه القاعدة يا شباب مثلا قال الله تبارك وتعالى وما النصر الا من عند الله ومع ذلك قال وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر فالنصر المنفي عن العباد في قوله وما النصر الا من عند الله غير النصر المثبت الذي يقدر عليه العباد كذلك قال الله تبارك وتعالى في اية واحدة اثبت ونفى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وما رميت اذ رميت. يعني شف الله سبحانه وتعالى نفع النبي صلى الله عليه وسلم الرمي واثبت له الرمي المثبت هو الحذف اللي احنا بنسميه الحذف يعني ان هو ايه رمى رمى شيء اما الرمي المنفي فهو القتل. يعني يقول الله للنبي صلى الله عليه وسلم وما قتلت اذ حذفت ولكن الله قتل يعني الله هو الذي قتلهم. لذلك قال فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم. فالرمي المثبت غير للرمي المنفي كذلك مثلا قال الله تبارك وتعالى وهو يأمر بالعدل بين النساء فان خفتم الا تعدلوا فواحدة ومع ذلك قال تعالى ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم. فالعدل المنفي يعني اننا لا نقدر عليه هو العدل في القلوب عدل المحبة اما العدل المثبت فهو العدل المقدور عليه. من من مثلا حاجات المنزل ومن الرعاية ومن التفقد ونحو ذلك وكذلك قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت فهذه بداية منفية. ومع ذلك قال الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فالهداية انفية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي هداية القلوب او التوفيق الى الايمان لا يقدر عليه الا الله. اما الهداية المثبتة فهي هداية الارشاد. هذا ليس النبي صلى الله عليه وسلم فقط حتى هو للمؤمنين للدعاة آآ انما انت منذر ولكل قوم هاد. وقال الذي امن يا قوم اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد. واضح يا شباب اذا الاخبار اذا جاءت منفية. ثم جاءت مثبتة فلابد ان يكون المثبت غير المنفي. قال الله سبحانه وتعالى مثلا هنا ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء. مع انهم ميتون يعني داخلون في قول الله انك ميت وانهم ميتون. واضح يا شباب؟ فالموت المثبت غير الموت المنفي هذا شباب في الاخبار. اما الاحكام الشرعية فقد يكون كذلك قد يكون المثبت غير المنفي. مثلا يا شباب النبي صلى الله عليه وسلم صام وهو مسافر. ومع ذلك قال ليس من البر الصوم في السفر الصوم المنهي عنه غير الصوم المباح او المشروع او المستحب ينهى عن الصوم في السفر اذا كان يسبب مرضا وعنتا وضعفا واضح آآ ويباح اذا كان يقوى الانسان عليه واضح يا شباب؟ آآ مثلا آآ فر من المجذوم فرارك من الاسد هذا يؤكد ان هناك عدوى لكن في حديث اخر يقول لا عدوى ولا طيرة آآ هذا الذي يقول لا عدوى ولا طيرة يعني العدوى لا تؤثر بنفسها واضح؟ اما الحديث الاخر فيجعل مخالطة المريض مجرد سبب لنقل المرض هنا المثبت غير المنفي. كذلك شباب الاحكام مثلا النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان تستقبل القبلة بغائط او بول او تستدبر مع ان النبي صلى الله عليه وسلم فعل شيئا من ذلك فحاول بعض العلماء ان يجعل صفة الفعل غير صفة النهي بان الفعل كان في البنيان وان النهي آآ في الصحراء آآ او مثلا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب واقفا. والنبي صلى الله عليه وسلم شرب واقفا فيجعلون الوجه المشروع هو اذا كان في الزحام او عند الحاجة. ويجعلون الوجه غير المشروع هو آآ او الوجه المنهي عنه هو بدون حاجة. واضح وغير ذلك من الامور التي يجمع فيها بين النصوص لكن يا شباب الاحكام الشرعية فيها احتمال اخر وهو النسخ يعني يمكن ان يأتي حكم ثم يأتي حكم اخر ينسخه سيكون الحكم الاخير ناسخا للاول. كما مثلا في حديث انما الماء من الماء معناها ان الرجل آآ بمجرد جماعه لا يجب عليه الاغتسال ولا المرأة الا بالايه؟ بالانزال. اما في في آآ في الاخر آآ اذا جلس بين شعبها وجهدها آآ فقد وجب الغسل يعني بمجرد الجماع فهذا شباب يبين ان الحكم الاول نسخ. اذا الاخبار ليس فيها الا الجمع بينها. ما دام الاخبار صحت فيجب الجمع بينها بان تجعل المثبت غير المنفي اما الاحكام فقد يجمع بينها وقد يقال فيها بالنسخ او الترجيح. طيب نكمل نصف الصفحة دي يا شباب ونقف ان شاء الله قال رحمه الله وهذا كما ان النوم اخو الموت فيسمى آآ فيسمى وفاة ويسمى موتا. وان كانت الحياة موجودة فيهم يعني الانسان النائم هو حي لكنه يسمى ميتا ايضا آآ آآ وصلنا لفين؟ اه وهذا كما ان النوم اخو الموت فيسمى وفاة ويسمى آآ موتا. وان كانت الحياة موجودة فيهما. قال تعالى الله توفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى. وكان النبي صلى الله عليه وسلم آآ اذا استيقظ من منامه يقول الحمد لله آآ الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور. وفي حديث اخر الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي واذن لي بذكره وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا واذا اوى الى فراشه يقول اللهم اني اللهم انك خلقت نفسي وانت تتوفاها لك مماتها ومحياها ان امسكتها فارحمها وان ارسلتها فاحفظها وبما تحفظ به عبادك الصالحين ويقول باسمك اللهم اموت واحيا يعني عند النوم آآ خلاصة هذا الفصل يا شباب ان الامام ابن تيمية رحمه الله يريد ان يقول ان حياة القلب او حياة السمع او حياة البصر ليست في مجرد الادراك. وانما في العمل بمقتضى هذا ادراك فان القلب الحي هو الذي يرى الاشياء على ما هي عليه فيعمل بالحق ويترك العمل بالباطل. هذا هو الحي. كذلك السمع هو الذي يدرك ويستجيب فليست مجرد الحياة هي الادراك وانما العمل. فالقلب الحي هو الذي يبصر الانسان به الحق حقا ويبصر به الباطل باطلا في حب الحق ويتبعه ويبغض الباطل ويترك العمل به نقف ان شاء الله تبارك وتعالى عند هذا الحد. وغدا ان شاء الله نكمل الكتاب كاملا. وسيكون حديثنا فيه عن الامراض او اشهر الامراض التي ذكرها الامام ابن تيمية رحمه الله آآ او التي يمكن ان تفسد على الانسان عبادته وعمله. نبدأها بالحديث عن الحسد. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل عملنا كله صالحا وان لوجهه خالصا والا يجعل فيه لغيره احدا آآ او الا يجعل فيه لغيره شيئا منه وان ينقي قلوبنا من امراضها وان يقينا شح انفسنا. اقول قولي هذا واستغفر الله لكم. واستغفر الله العظيم لي ولكم. وجزاكم الله خيرا. وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته