السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا موعدنا باذن الله تبارك وتعالى مع الكتاب السابع في سلسلة استقراء تراث الامام ابن تيمية رحمه الله في ابواب تزكية النفس واعمال القلوب والعبادة والاستقامة آآ هذا الكتاب هو آآ كتاب رسالة في القلب وانه خلق ليعلم ليعلم به الحق ويستعملا فيما خلق له وهذا الكتاب رسالة مختصرة جدا لكنه نفيس جدا في باب آآ العلم بالله وفي آآ خلق الله تبارك وتعالى لاعضاء الانسان القلب والسمع والبصر وعمل هذه الاعضاء واقسام الناس في استعمال تلك الاعضاء آآ وسيأتي الحديث عن آآ موضوعات الكتاب ان شاء الله هذا الكتاب يا شباب ضمن مجموعة فتاوى ابن تيمية اه من اه في المجلد الاول من صفحة متين آآ ستة وسبعين الى صفحة مئتين واثنين وآآ ثمانين وموجود ايضا في مجموع الفتاوى في المجلد التاسع من بداية من صفحة ثلاثمائة وسبعة وطبع مفردا بتحقيق آآ سليم الهلالي في دار ابن الجوزي وهذه هي الطبعة التي آآ سنقرأ منها ان شاء الله آآ طبعا يا شباب كان ترتيبه الحديث عن القلوب ينبغي ان يكون هذا الكتاب هو اول آآ اول كتاب نتحدث فيه اه في هذا الباب لانه يتحدث عن آآ القلب كعضو وعلى آآ اعمال القلوب او اخص اعمال القلب فكان ينبغي ان يكون هو الاول ثم يتلوه الحديث عن آآ كتاب التحفة العراقية في الاعمال القلبية اه ثم نتكلم عن كل عمل اه مثلا الاخلاص والشكر والرجاء ونحو ذلك مما سيأتي معنا في الرسائل ثم بعد ذلك ندخل في كتاب امراض القلوب لكنني لكوني على سفر فليس معي آآ هذه الكتب فبدأت بالكتاب الذي كان موجودا معي وهو كتاب آآ امراض القلوب وشفاؤها آآ وكان معي ايضا كتاب التحفة العراقية. فبدأت آآ به بعد كتاب امراض القلوب لكن الترتيب آآ يمكن ان يكون كالتالي آآ في الحديث عن اعمال القلوب نحن يا شباب في هذه السلسلة عندنا موضوعات تتكامل في في نسق واحد الحديث عن اخلاص العبادة لله تبارك وتعالى والحديث عن آآ تزكية النفس والحديث عن آآ اعمال القلوب والحديث عن الاخلاق وكل هذا يجمعه لفظ الاستقامة او لفظ العبادة فاذا الموضوعات يمكن ان تكون عندنا آآ اربعة الموضوع الاول هو اخلاص العبادة والموضوع الثاني هو اعمال القلوب. والثالث هو آآ تزكية النفس والرابع هو الاخلاق وكل هذا ينتظم تحت الفاظ منها العبادة او الاستقامة وكذلك تزكية النفس فنحن يا شباب اذا اردنا ان نتكلم عن النسق آآ الكامل او بشكل مرتب في تراث الامام ابن تيمية في اعمال القلوب. فيمكن ان تكون هذه الرسالة التي سنقرأها ان شاء الله هي اول ما يقرأ لكن لماذا لم ندخل فيه؟ آآ اولا لانه يعني لماذا لم نبدأ به؟ لانه مختصر وسهل بفضل الله. فانا احببت دائما ان ابدأ معكم الكتب التي بها شيء من الاشكال او الغموض نحتاج ان نقرأه معا ثم بعد ذلك سنقرأ كل الكتب آآ او الرسائل في الباب لكني لا ادري يعني دايما احب ان انا اغتنم الوقت في الاشياء التي يحتاج الطالب فيها الى معلم او من يقرأ معه الكتاب. ونؤجل الاشياء السهلة التي يمكن ان يقرأها وحده وان كان من حيث الترتيب ربما يختلف. يعني نحن لو اردنا ان نقرأ بالترتيب آآ سنبدأ برسائل كثيرة جدا سهلة وميسرة. واخشى ان احنا يعني آآ يحصل اي شيء يطرأ علينا في قطع هذه الدروس ولذلك احببت ان اقدم دائما بالكتب المركزية آآ او الكتب الصعبة التي تحتاج ان تفك الفاظها او يعلق عليها فاذا يا شباب كان تنبيهي هنا من هذا الباب وهو ان الترتيب اه في الحديث عن اعمال القلوب او عن القلب بشكل عام من تراث الامام ابن تيمية ينبغي ان يبدأ اولا بهذه الرسالة ثم بعد ذلك آآ التحفة العراقية ثم الحديث عن الرسائل المفردة في باب اخلاص العبادة وفي باب محبة الله وشكر الله والتوكل على الله. ثم بعد ذلك نتحدث عن امراض القلوب طيب هذه الرسالة يا شباب اه يمكن ان نصنفها في بابين يمكن ان نصنفها في باب آآ القلب او الحديث عن القلوب وعمل القلب وتكون مدخلا مهما جدا لهذا الباب ويمكن كذلك ان تصنف في باب وسائل المعرفة نحن يا شباب عندنا باب مهم جدا من ابواب العلم وهو باب المعرفة يعني آآ من اين نأخذ ديننا؟ او ما هي وسائل العلم والمعرفة؟ يدخل في ذلك الحديث عن الفطرة والعقل والسمع والابصار ايه ده فهذه الرسالة نفيسة جدا جدا على صغر حجمها آآ هذه الرسالة يا شباب لها موضوعات اذكرها بالترتيب حتى يعني يتضح لنا مضمون تلك الرسالة هذه الرسالة تتحدث عن نعمة الاعضاء يعني السمع والبصر آآ الرجل واليد ثم يتحدث عن نعمة الفؤاد ثم بعد ذلك يتحدث عن آآ فضل آآ عن كل عضو من الاعضاء وعمل هذا العضو واضح يبقى اولا يا شباب يتحدث عن نعمة الاعضاء ثانيا ان لكل آآ عضو عملا آآ ثالثا اقسام الناس في استعمال اعضائهم رابعا آآ سيد الاعضاء القلب ثم يتحدث آآ خامسا عن لماذا خلق القلب وعمل القلب او اخص اعمال القلوب ثم يتحدث آآ سادسا عن العلم هو انه آآ نوعان منه ما ياتي بفكر وقصد ومنه ما يكون من الله تبارك وتعالى بغير اعمال فكر. وان كان كلا العلمين من عند الله ثم تحدث عن السمع والبصر والقلب وبين ان هذه الثلاثة امهات آآ العلم او امهات وسائل المعرفة السمع والبصر والفؤاد او القلب وانها هي التي ينال بها العلم ثم تحدث شباب ثامنا في فصل مهم جدا عن افتراق السمع والقلب عن البصر ثم تحدث آآ عن افتراق القلب عن السمع في مجال الادراك وتحدث في تفسير بديع جدا لقول الله تبارك وتعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وجمع جمعا بديعا جدا في هذه الرسالة المختصرة آآ جمع الايات التي يذكر فيها السمع والابصار والافئدة او الايات التي ذكر فيها فقط السمع والعقل يعني القلب العقل هنا يعني عمل يعمله القلب ثم في التاسعة يا شباب تحدث عن منازل الناس في العلم بالحكمة والانتفاع بها اه يعني من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. يعني الناس قسمان اما انسان له قلب يطلب الحق وعنده ادوات ينال بها هذا الحق او قلب يطلب الحق لكنه ربما ليس مؤهلا من العلم والمعرفة آآ ما يصل به الى الحق لكنه عنده ارادة لهذا الحق اللي هو القى السمع وهو شهيد. وسيأتي معنى ذلك ان شاء الله. ثم تحدث عن اعظم آآ حق يعلمه القلب وهو الله تبارك وتعالى آآ ثم تكلم عن براهين آآ عن بعض البراهين الدالة على الله تبارك وتعالى وهو فصل عظيم يصلح جدا في باب آآ اثبات وجود الله اه وان كان لفظ الوجود ليس واردا لكن يعني يعني يستعاض عنه بلفظ حياة الله. لكن مع ذلك يمكن ان يستعمل من باب الاخبار او كونه صار شائعا بين الناس كذلك تحدث عن موانع الهدى يعني الامور التي تمنع العبد من الوصول الى الهدى. او تمنعه من العمل بالهدى مثل الهوى آآ والكبر والشهوات ونحو ذلك ثم تحدث في خاتمة جامعة مهمة آآ حديث النبي في بيان حديث النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل ضيف الكثير اصاب ارضا الى اخر الحديث ثم تحدث عن معنى انصراف القلب الى الحق وانصرافه عن الباطل. يعني ما معنى ان يكون قلبك مصروفا الى الحق وما معنى ان يكون مصروفا عن الباطل؟ تكلم بكلام بديع جدا جدا في هذا المعنى ثم اخيرا تكلم عن معنى الحنيف ما معنى ان يكون الانسان حنيفا نبدأ باذن الله تبارك وتعالى في قراءة هذه الرسالة المختصرة بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين. قال الشيخ الامام العالم شيخ الاسلام تقي الدين ابو العباس احمد ابن تيمية الحراني. قدس الله روحه ونور ضريحه اه كيما تقدس الشباب يعني كأنها بمعنى طهرة يعني وربما تكون هذه الالفاظ انا لا احب هذه التعبيرات وانما يمكن ان ان نقول رحمه الله رضي الله عنه جزاه الله خيرا. اما هذين اللفظين فانا كثيرا ما انا لا استعملهما ولا احب التعبير بهما اه فصل ان الله سبحانه وتعالى خلق القلب للانسان ليعلم به الاشياء كما خلق العين يرى بها الاشياء والاذن آآ يسمع بها الاشياء كما خلق له سبحانه كل عضو من اعضائه لامر من الامور. وعمل من الاعمال فاليد للبطش والرجل للسعي واللسان للنطق والفم للذوق والانف للشم والجلد لللمس وكذلك سائر اعضاء الباطنة والظاهرة هذه هي الفقرة الاولى يا شباب آآ اراد ابن تيمية رحمه الله ان يبين ان الله تبارك وتعالى حكيم وهو سبحانه وتعالى لحكمته خلق للانسان اعضاء بها يعيش وبها يحيا ولكل عضو آآ عمل من الاعمال فهذه الفكرة الاولى فذكر اللي احنا يمكن ان نسميها الحواس يعني بالمصطلح الحادث او المصطلح المتأخر يعني اننا نسميها الحواس يمكن ان تسميها الحواس ويمكن ان تسميها الاعضاء. المهم ان كل عضو من هذه الاعضاء له عمل ذكر مثلا العين للبصر او الرؤية والاذن للسمع. وكذلك اليد للبطش. او للمس والرجل للسعي او للمشي وهكذا واللسان للنطق للذوق والان في للشم والجلد للمس فهذه مقدمة مهمة شباب يشرح فيها الحواس او الاعضاء التي انعم الله بها على الانسان. هذه هي الفقرة الاولى قال رحمه الله فاذا استعمل الانسان العضو فيما خلق له واعد من اجله فذلك هو الحق القائم والعدل الذي قامت به السماوات والارض وكان ذلك خيرا وصلاحا. لذلك العضو ولربه بربه يعني لصاحبه يا شباب الرب هنا بمعنى الصاحب كما في قول الله سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون. فالرب هنا بمعنى الصاحب كما نقول ربة المنزل اه او مثلا انه ربي احسن مثواي على احد التفسيرات يعني انه ربي يعني مالكي. اللي هو يعني اه صاحبي اللي هو العزيز يعني الذي كان آآ يوسف عليه السلام عنده كلمة الرب هنا بمعنى الصاحب يا شباب آآ نقرأ الجملة من اولها وكان ذلك خيرا وصلاحا لذلك العضو ولربه وللشيء الذي استعمل فيه وذلك الانسان هو الصالح الذي استقام حاله واولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون هنا الامام رحمه الله شباب بين ان حق كل آآ كل عضو ان يستعمل فيما خلق له واعد له وبين ان من استعمل العضو فيما خلق له فهذا صلاح للعضو ولصاحب هذا العضو وللشيء الذي استعمل فيه بمعنى يا شباب ان الانسان آآ اذا استعمل آآ قلبه في طلب الحق وارادة الحق والعمل به فان ذلك يعود نفعه على القلب فيصلح وعلى صاحب القلب وعلى على العمل الذي استعمل فيه القلب طيب يا شباب هنا سيأتي عندنا سؤال كيف يعرف العبد اه حق او الحق الذي يجب ان يستعمل فيه اعضاءه. هذا يعرفه عن طريق الوحي اذا يا شباب في هذه المقدمة اراد الامام ان يبين امرين الاول ان الله سبحانه وتعالى من جملة ما انعم الله به على عباده انه آآ اعطاهم اعضاء او يمكن ان نسميها حواسا اه ثم بين ان كل حاسة من هذه الحواس او كل عضو من هذه الاعضاء ينبغي ان يستعمل فيما خلق له. لكن سيأتي السؤال هنا من اين نعرف اه ما يعني لماذا خلقت هذه الاعضاء او ما هو وجه استعمالها الصحيح؟ هذا يأتي عن طريق الاهتداء بالوحي قال رحمه الله واذا لم يستعمل العضو واذا لم يستعمل العضو في حقه بل ترك بطالا فذلك خسران وينفع برضه واذا لم يستعمل العضو يعني الشخص في حقه بل ترك آآ بل ترك لأ ممكن تكون الافضل ان احنا نخليها مبنية آآ لما لم لما لم يسمى فاعله. يعني واذا لم يستعمل العضو في حقه بل ترك بطالا فذلك خسران. وصاحبه مغبون وان استعمل في خلاف ما خلق له فهو الضلال والهلاك وصاحبه من الذين بدلوا نعمة الله كفرا هذه الشباب هي الفقرة الثالثة وهي مهمة جدا يبين ان الانسان اذا لم يكن مشغولا بالحق طالبا له عاملا فيه. فانه اما ان يكون بطالا فيكون مغبونا. لماذا يكون مغبونا يا شباب لان المغبون هو الخاسر. تصور مثلا انك اشتريت قطعة ارض آآ دفعت فيها مثلا مليون دولار وقطعة الارض هذه في الاصل لا تساوي مثلا الا مائة دولار يبقى انت خسران. لانك دفعت ثمنا كبيرا فيما لا يستحق فهذا هو الخسران يا شباب كذلك الله سبحانه وتعالى وصف كل الناس بالخسران الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. لماذا لان كل من ليس مؤمنا فقد خسر نفسه. واضح لماذا؟ لانه بذل عمره الذي كان حقه ان يبذل في طاعة الله بذله في غير طاعة الله. فلذلك هو خسران اذا يا شباب هذا هو المغبون اللي هو انسان عاطل عن العمل. لم يستعمل ذلك العضو في آآ ما خلق له او انه استعمله في خلاف ما خلق له فهذا هو الضلال والهلاك. وصاحبه من الذين بدلوا نعمة الله كفرا. يعني ايه يا شباب يعني نعمة الله تبارك وتعالى اه حقها ان تشكر وشكرها ليس فقط باللسان وانما ان تستعمل فيما خلقت له. كما قال الله اعملوا ال داوود شكرا آآ فبالتالي آآ العبد الذي استعمل نعمة الله في غير ما خلقت له او لم يرجع الفضل الى الله تبارك وتعالى فقد بدل نعمة الله كفرا ثم دخل الامام في مقصود الكتاب هو الحديث عن القلب قال رحمه الله ثم ان سيد الاعضاء ورأسها هو القلب كما سمي قلبا آآ قال النبي صلى الله عليه وسلم ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب آآ يمكن ان تكون صلحت او صلحت وقال صلى الله عليه وسلم الاسلام علانية والايمان في القلب ثم اشار بيده الى صدره وقال الا ان التقوى ها هنا. الا ان التقوى ها هنا آآ هنا هذا الحديث يا شباب يذكره ابن تيمية احيانا وهو حديث آآ آآ ضعيف لا يثبت تفرد به راوي اسمه علي بن مسعدة وهو احيانا ينفرد عن آآ قتادة عن انس بروايات آآ لا يتابعه عليها فبالتالي هذا الحديث حديث ضعيف وبنفس هذا الاسناد روي حديث ايضا مشهور على السنة الدعاة آآ لكنه لا يثبت وهو آآ كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. ايضا تفرد به علي بن مسعدة عن قتادة عن انس وانكره جملة من عدد من العلماء لكن لكن ابن تيمية هنا الشباب اراد فقط ان يبين الفكرة وقد استدل عليها بالحديث الصحيح اللي هو ان في الجسد مضار قال رحمه الله واذ قد خلق القلب لان يعلم به فتوجهه نحو نحو الاشياء ابتغاء العلم بها هو الفكر والنظر يعني هو الان يا شباب آآ بعدما تكلم عن ان القلب هو سيد الاعضاء اراد ان يتكلم عن عمل القلب فقال القلب خلق آآ لان يعلم به اذا يا شباب توجه القلب نحو الاشياء ابتغاء العلم بها بماذا تسمى هذه العملية تسمى بالفكر والنظر؟ اللي هو طلب المعرفة كما ان اقبال الاذن على الكلام ابتغاء سمعه هو الاصغاء والاستماع وانصراف الطرف الى الاشياء طلبا لرؤيتها هو النظر يبقى اذا يا شباب ابن تيمية هنا يريد ان يقول ان الانسان اذا قصد بعضوه شيئا معينا فهذا غير العضو. فالعضو له عمل وله قصد فتوجه الاشياء نحو آآ توجه القلب نحو شيء معين ابتغاء المعرفة والعلم بماذا تسمى هذه العملية تسمى بالفكر النظر النظر هنا يا شباب بمعنى التأمل والتفكر كما ان الاذن مثلا اذا الانسان آآ يعني اصغى باذنه يبقى هو كده اراد ان يستمع. وكذلك اذا صرف طرفه يعني صرف عينه الى جهة معينة فهو يريد ان ينظر قال فالفكر للقلب كالاصغاء للاذن. ومثله نظر العينين فيما سبق واذا علم اه واذا علم ما نظر فيه فذلك مطلوبه. كما ان الاذن اذا سمعت ما اصغت اليه او العين اذا ابصرت ما نظرت اليه اذا يا شباب هو يريد ان يقول ان القلب وان كان خلق آآ ليعلم به يعني هو موطنه كما سبق وتحدثنا عن عن عمل قلبي في محاضرة طويلة جدا آآ في مقدمة كتابي آآ امراض القلوب وشفائها آآ تحدثنا فيه عن ان القلب هو موطن العلم والفقه والتدبر وهو الذي يمتحن وهو الذي يبتلى ويختبر. ذكرنا معاني كثيرة مما تقوم بالقلب وهو هنا يريد ان يقول ان العبد اذا وجه قلبه لطلب العلم لطلب علم شيء ما هذا يسمى بالفكر والتأمل. لكن انه قد يدركه وقد لا يدركه كما ان الانسان مثلا اذا نظر الى جهة معينة يريد ان آآ ان ينظر الى شيء قد يراه وقد لا يراه آآ وكذلك قد يراه على غير صورته كما يرى الانسان مثلا السراب ماء وكذلك اذا اراد ان يسمع اذا اراد ان آآ اذا اراد ان يصغي الى حد احد من الشباب بيسأل اين نجد هذه المحاضرة؟ موجودة موجودة في آآ بعنوان شرح آآ كتاب امراض القلوب وشفائه موجودة تقريبا في ثلاث محاضرات تقريبا في مقدمة هذه الكتاب في آآ تكلمت عن آآ عمل القلب كانت محاضرة طويلة يعني المهم يا شباب انه قال آآ كما ان الاذن اذا سمعت ما اصغت اليه او العين اذا ابصرت ما نظرت اليه. يعني ان الانسان آآ يمكن ان يدرك كذلك ويمكن الا يدركه يعني اذا صرف قلبه الى العلم بشيء معين يمكن ان يدركه ويمكن الا يدركه ويمكن ان يدركه على خلاف ما هو عليه قال وكم من ناظر مفكر لم يصب العلم ولم يله كما انه كم من ناظر الى الهلال لا يبصره ومستمع الى صوت لا يسمعه دي يا شباب قاعدة مهمة جدا وهي ان طلب الانسان آآ العلم آآ هو القصد والارادة هل هذا لازم له ان يدركه؟ لأ ليس لازما هو من جملة الاسباب قد يدركه وقد لا يدركه كما ان شخصا يريد ان يرى الهلال ويخرج ويطلب ذلك قد يبصره وقد لا يبصره. او انسان يريد ان يستمع الى صوت قد يسمعه وقد لا يسمعه قال شباب عكسه من يؤتى علما بشيء لم ينظر فيه ولم تسبق منه سابقة فكر فيه. كمان فاجأته رؤية الهلال من غير قصد اليه او او سمع قولا من غير ان يصغي اليه وذلك كله لان القلب بنفسه يقبل العلم وانما الامر موقوف على شرائط واستعداد قد يكون فعلا من الانسان فيكون آآ مطلوبا وقد يأتي فضلا من الله فيكون موهوبا لأ هنا لا فيكونوا هو مشكلها عندي فيكون لا هي ليس هناك سبب لان ينصب هذا المضارع المفروض فيكون سيكون موهوبا. يعني يا شباب يريد ان يقول اه ان الانسان يمكن ان يتعمد اه ان ان يرى شيئا يعني يطلب ببصره شيئا ما ويمكن الا يحصله طب عكس ذلك عكس ذلك الا يتعمد رؤية شيء ما لكنه تقع عينه عليه دون طلب كذلك يمكن ان يسمع شيئا آآ دون طلبه. واضح فكذلك العلم قد يرد على القلب دون طلب. يبقى عندنا هنا يا شباب ثلاثة اقسام القسم الاول ان ان يقصد بقلبه آآ آآ معرفة شيء ما فيعرف هذا الشيء والامر الثاني ان يقصد بقلبه معرفة هذا الشيء ولا يدركه او يدركه على خلاف ما هو عليه ثالثا ان يأتي اليه العلم موهبة من الله دون سبب مباشر منه وهذا الشباب هو الذي يأتي كثيرا في الوحي بلفظ من لدنه او من عنده يعني هذا اللفظ يا شباب يأتي في القرآن كثيرا ليبين ان الله سبحانه وتعالى قد يهب العبد موهبة دون سبب مباشر من العمل كما قال الله سبحانه وتعالى وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك النبوة ليست مكتسبة وانما هي فضل من الله سبحانه وتعالى يختص به آآ يعني بعض عباده فهي ليست مكتسبة كذلك مثلا في قول المؤمنين ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا. من عنده يعني ليس بسبب مباشر منا وكذلك في قول العبد الصالح لموسى عليه السلام فان اتممت عشرا فمن عندك وما اريد ان اشق عليك كذلك في قول مريم هو اوضح آآ ما ما يذكر هنا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا. قال يا مريم انى لك هذا؟ قالت هو من عند الله. يعني لم اسعى فيه سعيا باشرا هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة. يعني زكريا يا شباب لما لم يكن آآ يعني عند اسباب الانجاب لا هو ولا زوجه اه فالله سبحانه وتعالى اراه اية ان الله قادر على ان يهبه ذلك بغير سبب مباشر منه فلما اطلع على تلك الاية شف ربنا قال هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة. من لدنك يعني يا رب وان لم يكن عندي اسباب الانجاب فانك آآ قادر على كل شيء وانك على كل شيء قدير وبيدك الخير اذا يا شباب ما يهبه ما يهبه الله تبارك وتعالى للعبد يمكن ان يكون بسبب من العبد وهذا ايضا من الله لكن العبد سعى فيه سعيا. واضح؟ ويمكن ان يكون آآ محض فضل من الله تبارك وتعالى او موهبة وبعض الناس يفسر بذلك آآ قول الله تبارك وتعالى آآ اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما. فيما آآ اوتياه آآ عليه السلام من المعرفة والعلم طيب قال رحمه الله في صفحة سبعة عشر يا شباب اه فصلاح القلب وحقه هو الذي خلق من اجلي هو ان يعقل الاشياء. ولا اقول ان يعلمها فقط فقد يعلم الشيء من لا يكون عاقلا له. بل غافلا عنه ملغيا له والذي يعقل الشيء هو الذي يقيده ويضبطه ويعيه آآ يثبته في قلبه سيكون وقت الحاجة اليه غنيا فيطابق عمله قوله وباطنه ظاهره وذلك هو الذي اوتي الحكمة ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا يعني ابن تيمية رحمه الله شباب هنا يريد ان يقول ان المراد ليس مجرد المعرفة. كما ان المراد ليس مجرد النظر. وانما المراد الاثر الاثر المترتب على المعرفة فالانسان اذا علم الحق ولم يعمل به فهو لم يعقله واضح وبذلك وصف الله سبحانه وتعالى كثيرا من عباده بانه يسمع ولا يعقل يعني انهم مثلا قالوا سمعنا وعصينا لذلك الله سبحانه وتعالى كثيرا ما ينفي عن هؤلاء العقل او ينفي عنهم السمع بمعنى الاستجابة ما كانوا يستطيعون سمعه آآ آآ وكانوا لا يستطيعون سمعه وفي ايات كثيرة جدا ان تحسب آآ ان اكثرهم يسمعون او يعقلون اولئك كالانعام بل هم اضل سبيل ايات كثيرة يبين فيها ان مجرد المعرفة هي حجة على العبد اذا لم يتبعها آآ العمل اه قال رحمه الله وقال ابو الدرداء ان من الناس من يؤتى علما ولا يؤتى حكمة. ولا يؤتى حكما الحكم هنا بمعنى الحكمة يا شباب وان شداد ابن اوس آآ ممن اوتي علما وحكما هذا مع ان الناس متباينون في نفس ان يعقلوا الاشياء بين كامل وناقص. وفيما يعقلونه من بين قليل وكثير وجليل وجليل ودقيق وغير ذلك يبقى الامام هنا شباب يريد ان يقول ان الناس وان كانوا يتباينون في آآ العلم بالقلب لكنهم كذلك يتباينون في العمل بعلم القلب منهم مثلا من يعلم الحق على وجهه علما كاملا ويقوم بامتثال هذا الحق عملا ومنهم من يعلمه علما ناقصا فيعمل بقدر هذا النقص ومنهم من يعلمه علما كاملا ويقصر في العمل به آآ اما كسلا عن القيام به او آآ يرفض القيام به اساسا آآ اتباعا لشهوته او هواه او كبرا منه وجحودا او وغير ذلك من موانع العمل بالعلم قال رحمه الله هذا مع ان الناس متباينون في نفسي ان يعقلوا الاشياء بين كامل وناقص وفيما يعقلونه من بين قليل وكثير وجليل ودقيق وغير ذلك ثم هذه الاعضاء الثلاثة هي امهات ما ينال به العلم ويدرك اعني العلم الذي يمتاز به البشر عن سائر الحيوانات دون ما يشاركها فيه من الشم والذوق لمس وهنا يدرك به آآ وهنا يدرك به ما يحب ويكره وما يميز لعلها كلمة هنا يعني وهذا. تقريبا يعني كلمة هنا لان معناها وهذا يدرك به ما يحب ويكره وما يميز به بين آآ من يحسن اليه ومن يسيء اليه او يميز به بين من يحسن اليه ومن يسيء اليه الى غير ذلك. اظن ان ان كلمة هنا هي كلمة هذا لان ليست مناسبة كلمة هنا قال الله قال الله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون وقال ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون وقال ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا وقال وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة. وقال ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة يعني يا شباب هنا ابن تيمية يريد ان يبين لماذا جمعت هذه الثلاثة خاصة من من بين كل الاعضاء يعني ماذا لم يذكر مثلا آآ اليد والرجل والشم مثلا واللمس واللسان؟ لماذا لم يذكر هذه الامور بان هذه الامور الثلاثة السمع والبصر والفؤاد هي التي تخص باب العلم والمعرفة. اما باقي الحواس فيشترك فيها حتى آآ الحيوانات. المقصود بالحيوان هو ما دون الانسان يعني من الكائنات الحية آآ قال رحمه الله وقال فيما لكل عضو من هذه الاعضاء من العمل والقوة. ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. طبعا تكملة الاية اولئك كالانعام بل هم اضل ربما يكون آآ بقية الاية موضحا للمعنى لان هنا اراد ان يميزهم عن الانعام يميز من استعمل تلك الاعضاء الثلاثة فيما خلقت له عن الانعام. فلما لم يستعمل هؤلاء تلك الاعضاء فيما خلق لها لها آآ كانوا كالانعام بل هم اضل سبيلا آآ سيدخل الان شباب في فقرة جديدة وهو الحديث عن لماذا خص القلب والاذن آآ عن العين يعني هنا هذا شيء اكثر خصوصية اه اولا اه ذكر الاعضاء جميعا ثم اختص منها ثلاثة السمع والابصار والافئدة. ثم هنا سيتكلم عن النصوص التي جاء فيها السمع والعقل. التي تتحدث عن السمع وتتحدث عن القلب قال رحمه الله ثم ان العين تقصر عن القلب والاذن. وتفارقهما في شيء وهو انها انما ترى بها الاشياء الحاضرة والامور هو مشكلها الاشياء. يعني كأنها ترى بها هي ليست ليس هذا التشكيل ليس صحيحا. وانما الصواب انما ترى بها الاشياء الحاضرة والامور الجسمانية مثل والاشخاص فاما القلب والاذن فيعلم بهما ما غاب عن الانسان وما لا مجال للبصر فيه من الاشياء الروحانية. اللي هي شباب المغيبات بنسميها المغيبات. لان العين يا شباب مجال ادراكها فقط هو المشاهد اه وباب الايمان يا شباب اغلبه مبني على الايمان بالغيب الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة لذلك شباب الايمان مبني على تصديق المخبر وهو النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك لما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم آآ عن الله وعن الجنة والنار والملائكة والجن. نحن لم نر كل هذه الامور واخبرنا عن البعث والجزاء والحساب ونعيم اهل الجنة والجحيم في النار. كل هذه الامور لم نرها. لماذا امنا بها؟ لاننا صدقنا من اخبرنا بها. وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي اخبر بالوحي فهذا هو الايمان وهو ائتمان المخبر. اما الايمان معاينة فهذا سيؤمن به الكفار. فرعون مثلا لما آآ لما ادركه الغرق حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين. قال الله الان يعني ايمانك بعد معاينة آآ الحق آآ ليس ايمانا اعتمدت فيه على خبر موسى وانما هو ايمان بالعيان. فهذا ليس ايمانا في واقع الامر يا شباب وانما الايمان هو ان تستأمن المخبر على شيء غاب عنك لذلك قال اخوة يوسف يا شباب ليوسف ليعقوب عليه السلام ما لك لا تأمنا على يوسف. يعني لا تأتمن لا تأتمننا على ان نغيب بيوسف. ان نأخذه بعيدا عنك وهوما كذلك قالوا وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين. يعني انت لا تأتمننا على خبر غاب عنك نخبرك به. هو ده معنى الايمان يا شباب هذا هو معنى الايمان ان تصدق الخبر بناء على خبر صادق عندك لذلك ابو بكر الصديق يا شباب لما قيل له ان صاحبك يزعم انه آآ يعني اسري به آآ من المسجد الحرام الى آآ المسجد الاقصى. ماذا قال؟ قال ان كان قالها فقط قد سبق يعني يقول اه انا صدقته في انه رسول فينبغي ان اصدق كل ما جاء منه. ان كان قالها فقد صدق. يبقى هو علق الامر فقط على ان يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو معنى الايمان لذلك يا شباب قال الله سبحانه وتعالى يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم. يعني اه ضعاف الايمان الذين تخلفوا عن الغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ويقولون يعني كان عندنا اعذار فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصدقهم في خبرهم. وكان المؤمنون يصدقونهم لكن في هذه المرة لم يصدقوهم لماذا؟ تأمل معي هذه الاية. قال الله تعالى يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم. قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من اخباركم. يعني كنا نأتمنكم على ما تقولون. لكن الله اخبرنا بالسر. فلذلك لن نأتمنكم هذه المرة واضح يا شباب اذا الحديث هنا عن الايمان. الايمان بالغيب. الايمان بالغيب ليس موضعه العين. وانما موضعه السمع والقلب طيب نرجع يا شباب هذا باب طويل سيأتي الحديث عنه ان شاء الله حينما نتحدث عن لفظ الايمان والفرق بين لفظ الايمان ولفظ التصديق وانتم تعلمون يا شباب ان الله سبحانه وتعالى لن يقبل ايمان الكافر يوم القيامة. قال الله سبحانه وتعالى فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا آآ مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا لماذا؟ لانهم عاينوا هذا العذاب فبالتالي لا يقبل هذا الايمان لان هذا الايمان لم يعتمد على صدق على تصديق من اخبر به وهو النبي صلى الله عليه وسلم او الانبياء عموما طيب يا شباب قال رحمه الله ثم ان العين تقصر عن القلب والاذن وتفارقهما في شيء وهو انها انما ترى بها الاشياء الحاضرة والامور الجسمانية مثل الصور والاشخاص فاما القلب والاذن فيعلم بهما ما غاب عن الانسان وما لا مجال للبصر فيه من الاشياء الروحانية والمعالم المعنوية ثم بعد ذلك يفترقان. يعني هو سيدخل هنا في الحديث عن القلب ثم بعد ذلك يفترقان. فالقلب يعقل يعقل الاشياء بنفسه. اذ كان العلم هو غذاءه وخاص وخاصيته اما الاذن فانها تحمل الكلام المشتمل على العلم الى القلب فهي بنفسها انما تنال القول والكلام. فاذا وصل ذلك الى القلب اخذ منه ما فيه من العلم وصاحب العلم في حقيقة الامر هو القلب وانما سائر الاعضاء حجبة توصل اليه من الاخبار ما لم يكن ليأخذه بنفسه حتى اه ان من فقد شيئا من هذه الاعضاء فانه يفقد بفقده من العلم ما كان هو الواسطة المفروض الواسطة هو مشكلها هنا الواسطة غلط الواسطة فيه بصوا يا شباب خلينا نشرح فكرة كده مهمة توضح هذا الكلام لان هذا الكلام آآ مهم في باب المعرفة هل يا شباب العين تخطئ او الانف تخطئ او الاذن تخطئ لأ كل هذه الاعضاء لا تخطئ وانما هذه الاعضاء تنقل فقط. الذي يخطئ او يصيب هو القلب او العقل بمعنى يا شباب الانسان اذا رأى شيئا يشبه الماء واضح العين نقلت تلك الصورة الى القلب او العقل العقل هو الذي حكم انها ماء. فلما اقترب منها وجدها سرابا العين فقط يا شباب تشبه الكاميرا نقلت الصورة في الواقع. لكن من الذي حكم عليها؟ الذي حكم عليها هو العقل او القلب قد يخطئ وقد يصيب يعني احيانا يا شباب الانسان يحمل الاشياء اكثر مما تحتمل. او يحكم بحكم زائد مثلا يا شباب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يعني علم ان النبي صلى الله عليه وسلم وافق على صلح الحديبية والذي كان يقتضي ان يرجع المسلمون ولا يعتمروا. مش هيعتمروا هذا العام طيب عمر رضي الله عنه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم قال الم تكن تحدثنا انا نأتي البيت ونطوف به مش انت كنت بتقول لنا ان احنا هنروح هنيجي البيت ونطوف به فلماذا قبلت ان نرجع عن البيت فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال احدثتك انك اتيه العام؟ هو انا قلت لك انك السنة دي هتعتمر؟ ولا قلت لك بشكل عام انك تأتي البيت يبقى هذا الشباب يبين ان الانسان احيانا يحمل الشيء اكثر مما فيه. مثال اخر يا شباب آآ لما موسى عليه السلام رأى الخضر قتل نفسا هذا هو الذي يعني نقلته العين الى قلب موسى عليه السلام. لكن ماذا قال موسى؟ قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس يعني كأنه قال انت قتلته بغير حق. كلمة بغير حق هل هذا هو الذي رآه؟ ام هذا هو حكم موسى؟ كان حكما من موسى عليه السلام ولم يكن ولم يكن صوابا. واضح يا شباب؟ طيب لما خرق الخضر السفينة. ماذا فعل؟ خرق السفينة. لكن حكم موسى انه خرق السفينة ليغرق اهلها. او ليغرق اهلها على القراءتين. هل هذا رآه موسى ام حكم حكم به موسى؟ واضح يا شباب فبالتالي احيانا الانسان يظن ان الحاسة اخطأت. لكن الحاسة لا تخطئ. هي فقد تنقل. يبقى الانسان مسلا اللي معدي جنب بيت وشم ريحة كده الانف نقلت الى القلب رائحة معينة القلب بقى حسان دي بقى ريحة ملوخية ريحة آآ بسلة ريحة لحمة ريحة آآ ناس بتشوي كفتة كون العقل يحكم على هذا الامر يا شباب هذا للعقل وليس للانف كذلك اذا سمع صوتا فظنه مثلا ابن عمه. وطلع ان ده صوت رجل اخر. اذا مسلا رأى شيئا من بعيد وظنه شخصا فبدا له حينما اقترب منه رآه شخصا اخر كل تلك الحواس شباب انما تنقل صورة واقعية لكن العين لكن القلب هو الذي يحكم فبالتالي يا شباب هذا هو معنى قول الامام ابن تيمية. وانما سائر الاعضاء حجبة توصل اليه من الاخبار ما لم يكن ليأخذه بنفسه يعني كأن يا شباب ايه مركز التفكر والتدبر هو العقل طيب آآ الداتا بقى يعني لو احنا صح ان احنا نسميها الداتا بياخدها منين؟ بياخدها بقى من الذوق بياخدها من اللسان يعني وبياخدها من الجلد وبياخدها من الانف. وبياخذها من العين وبياخذها من الاذن. لكن الحكم لمن الحكم للقلب الحكم للقلب هو هنا يا شباب في الجملة الاخيرة يشبه كثيرا جملة مشهورة عن عن ارسطو اللي هي من فقد حسا فقد علما. يعني الانسان يا شباب الذي ليس عنده عين لا يرى هل يمكن ان تصف له آآ اللون الاحمر يعني انسان عمره في حياته ما شاف الالوان. هل ممكن يتصور اللون الاحمر واللون الاصفر واللون البني؟ لا يمكن ومن فقد حسا فقد علما بقدر هذا المفقود واضح مثلا الذي لم يسمع الاصوات قط لا يمكن ان يتصور مثلا الفرق بين صوت الهدهد وصوت القط وصوت الاسد لا يمكن فمن فقد حسا فقد علما طيب يا شباب. قال رحمه الله فالاصم لا يعلم من لا يعلم في الكلام من العلم والضرير لا يدري ما تحتوي عليه الاشخاص من الحكمة البالغة. وكذلك من نظر الى الاشياء بغير قلب او استمع الى كلمات اهل العلم بغير قلب فانه لا يعقل شيئا. فمدار الامر على القلب. وعند هذا تستبين الحكمة في قوله تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها يعني هنا يا شباب الامام رحمه الله يريد ان يبين لماذا في هذه الاية ذكر هذان المعنيان الاول انهم لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها يعني ذكر فيها هاتان الحستان لكن بعد ذلك قال فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. يعني ايه يا شباب؟ يعني البصر يدرك تمام؟ لكن لما ينقل البصر هذا الادراك الى القلب لا يعيه القلب. فبالتالي القلب اعمى. يعني البصر قام بعمله لكن القلب هو الاعمى ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى. لان القلب يا شباب هو مركز الايه؟ مركز التفكر وسبق ان تحدثنا عن هذا المعنى في الدرس الاول الذي هو في مقدمة عن عمل القلب قال رحمه الله حتى لم يذكر هنا العين كما في الايات السوابق. فان سياق الكلام هنا في امور غائبة وحكمة معقولة من عواقب الامور لا مجال لنظر العين فيها ويتكلم هنا شباب عن الايمان بالغيب او او القصص التي يقصها الله سبحانه وتعالى علينا آآ فيبين ان آآ الكفار الذين لم يعتبروا آآ بتلك الامور لا بالوحي ولا بقصص السابقين وبعواقب الامور. فان هؤلاء صم بكم عمي وقال رحمه الله ومثله قوله ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون؟ يعني جمع فيها السمع والعقل. والمقصود هنا طبعا يا شباب لفظ العقل لم ياتي في الوحي آآ في القرآن بلفظ العقل وانما اتى كعمل مثلا لو كنا نسمع او نعقل او آآ ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون او افلا تعقلون افلا يعقلون جاء فقط الفعل. لانه اساسا ليس العقل آآ عضوا وانما العقل عمل هو التفكر والتدبر والتأمل وهو محله القلب ويبين حقيقة الامر في قوله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. طبعا يا شباب من الايات المهمة لو كنا نسمع او نعقل ايضا جمعت فيها السمع والعقل آآ آآ هو الان سيشرح او سيفسر قول الله تبارك وتعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد قال فان من يؤتى الحكمة وينتفع بالعلم على منزلتين اما رجل رأى الحق بنفسه فقبله واتبعه ولم ولم يحتج ولم يحتج من يدعوه اليه فذلك صاحب القلب او رجل لم يعقله بنفسه بل هو محتاج الى من يعلمه ويبينه له ويعظه ويؤدبه فهذا اصغى. فالقى السمع وهو شاهد كلمة شهيد اي حاضر القلب ليس بغائبه خلينا يا شباب نشرح هذه الفكرة المهمة وهي ان يكون العبد بنفسه بصيرا او ان يكون محتاجا الى غيره من العباد ان يبصروه خلينا نتأمل هذه القصة يا شباب في قصة آآ خروج قارون بزينته على قومه. شف قال الله سبحانه وتعالى فخرج على قومه في زينته يعني لما خرج قارون على قومه في زينته كان ذلك ابتلاء واختبارا قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم هؤلاء رأوا ما على قارون من الزينة وما اوتي من الملك والخزائن فهم ظنوا يبقى هذا خطأ القلب يا شباب. العين رأت زينة كما ان اهل الايمان والعلم رأوا زينة قارون. لكن من الذي حكم ان تلك الزينة حظ عظيم القلب ومن الذي حكم ان تلك الزينة فتنة لقارون؟ كذلك القلب فبالتالي يا شباب تلقى هذه الفتنة صنفان من الناس الصنف الاول هم الذين يريدون الحياة الدنيا عميت قلوبهم. انما ابصارهم ترى فقالوا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم. يبقى وقعوا في امرين الاول الافتتان برؤية آآ هذا الرجل وظن انه على حظ عظيم والامر الثاني انهم تمنوا ان يكونوا مثله اما اهل الايمان فابصروا زينته لكنهم وضعوها موضعها من الدين. فعلموا ان ان الله سبحانه وتعالى يعطي ذلك لمن احب ولمن لم يحب. وانه وان ذلك لا يمكن ان يكون علامة على حب الله لعبده اذا لم يكن مصحوبا بشكر الله والعمل بطاعته فبالتالي وضعوا ذلك موضعه فعلموا ان ذلك الرجل مفتون فلذلك قالوا ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا فلما جاء آآ اليوم الذي خسف الله آآ الارض بقارون ماذا حصل؟ هنا تنبه هؤلاء ان ذلك لم يكن نعمة وانما كان ذلك فتنة. فابصروا. يبقى هؤلاء يا شباب لم يبصروا في اول الامر وانما ابصروا بعدما الفتنة اذا الشخص الذي يحتاج من يبصره هو بمنزلة من القى السمع وهو شهيد. اما الشخص الذي يبصر ذلك بتأمل وتفكر وطلب وارادة وعلم واخذ بالاسباب هو من له قلب واضح يا شباب يبقى بالتالي ليس معنى ذلك يا شباب ان الانسان في كل حياته لا يحتاج الى من يبصره ابدا. فخير الناس وهو النبي صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى هو الذي هو هداه وابو بكر الصديق هدايته كذلك كانت بتبصير النبي صلى الله عليه وسلم. لكن نحن فقط هنا نميز بين نوعين من الناس بين شخص يأخذ باب الهداية والبصيرة وبين شخص يكسل عن تلك الاسباب او هو فاقد لتلك الاسباب فيعتمد على غيره فيها. هما منزلتان لا شك ان المنزلة الاولى اكمل وان كانت المنزلة الثانية فيها خير. كما ان الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة اه اما الشخص الذي يقرأ القرآن وهو شاق عليه فله اجران. اجر المشقة واجر القراءة طيب اه قال رحمه الله كما قال مجاهد اوتي العلم وكان له ذكرى. يعني تعليق على القى السمع وهو شهيد ويبين قوله ومنهم من يستمع اليك افا انت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر اليك افا انت تهدي تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون وقوله ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا طبعا يا شباب الكلام الذي ذكرته عن آآ قصة قارون هذا تفسر به اية عظيمة جدا وقع بها اشكال كبير عند مفسرين يعني كثير من المفسرين اشكل عليهم جدا قول الله تبارك وتعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ما موضع الاشكال؟ موضع الاشكال يا شباب ان هذا العدد القليل المستثنى من الاية آآ لم يضل واهتدى آآ ليس بفضل الله يعني شف ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا فكان المعنى انه ان الله سبحانه وتعالى بفضله ورحمته عصم آآ كثيرا من المؤمنين من الفتنة لكن بعض المؤمنين عصموا من تلك الفتنة آآ بانفسهم. هذا هو الذي قد يبدو من الاية لكن ليس هذا هو معنى الاية يا شباب وهذه الاية من الايات المشكلة جدا بل هي من اشكل الايات التي آآ رأيت كلاما للمفسرين فيها وحصل فيها اضطراب كبير كيف يكون بعض الناس مهتديا آآ من غير فضل الله ورحمته هذا ليس هو المعنى طبعا لكن انا اقصد قد يبدو هذا هو الاشكال يمكن ان احل لكم هذا الاشكال يا شباب لكني احب ان تتدربوا على حل الاشكالات فلذلك من الاختبارات التي تكلفون بها هي البحث عن تفسير وجيه وقوي لقول الله تبارك وتعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا قيل في سورة النساء هذا يكون واجبا عليكم ان شاء الله قال رحمه الله وان كنت انا حليت لكم جزء منه لما ذكرت لكم قصة قارون لكن برضه آآ لا يمنع ان تبحثه قال رحمه الله ثم اذا كان حق القلب ان يعلم ان يعلم الحق فان الله هو الحق المبين. هذه بقى هي مقصود الكتاب الاصيل اصلي يا شباب كل ما سبق هو مقدمات يعني من صفحة واحد وعشرين هذا هو مقصود الكتاب الاصلي وهو آآ احق ما يجب ان يعلمه القلب قال ثم اذا كان حق القلب ان يعلم الحق فان الله هو الحق المبين آآ فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال اذ كان كل ما يقع عليه لمحة ناظر ناظر او يجول آآ اه او يجول في المفروض او يجول فيه او يجول فيه لفتة خاطر المفروض او يجول فيه والله اعلم يعني او يجول فيه لفتة خاطر الله ربه ومنشأه كلمة منشئه هنا مش مكتوبة صح تكون الهمزة على الواو والله ربه ومنشأه وفاطره ومبدئه مبدئه كذلك مبدئه لا يحيط علما لا يحيط علما آآ الا بما لا يحيط علما الا بما هو من اياته البينة في ارضه وسمائه. يعني نريد ان يتكلم هنا يا شباب عن آآ يعني ايات تدل على الله تبارك على او براهين الله سبحانه وتعالى الدال عليه كل ما يقع عليه نظر الناظر او لفتة الخاطر. فالله سبحانه وتعالى هو هو المنشأ له وهو الفاطر له وهو المبدئ له آآ ولا يحيط علما الا بما مش فاهم في حد كتب هل هذا ضمن خطة المجموعة مش عارف اللي هو مازا يقصد يعني خطة المجموعة آآ طيب اللي عارف هو السؤال يقصد به ايه ممكن يجيب الاخ الكريم آآ قال واصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد آآ الا كل شيء ما خلى الله باطل هو الان سيشرح هذا البيت يا شباب. وابن تيمية كثيرا ما يشرح هذا البيت وله رسائل خاصة في شرح هذا البيت طبعا شطر البيت الاخر هو خطأ لانه قال وكل نعيم لا محالة زائل. وهذا ليس كذلك لان نعيم الجنة لا يزال لأ المجموعة التي الاخ بيسأل هنا عن المجموعة التي يعني انشأتها للمسلمين المقيمين في اوروبا وامريكا او استراليا وكندا اللي هم يريدون العمل الدعوي او التعليمي. لأ هذه هذا امر اخر يا شباب يعني احنا عندنا هنا يعني اكثر من خط في في التدريس او التعليم في آآ آآ خط يخصه آآ المجموعة مجموعة من طلاب العلم آآ على فيسبوك اللي هو في في اكثر من خط دراسة علوم الحديث كنموذج للتأصيل في علوم الالة اللي هي علوم اصول الفقه وعلوم الحديث وعلوم العربية واصول التفسير والمنطق وغيرها وخط اخر وهو استقراء تراث الائمة المحققين كنموذج آآ تراث الامام ابن تيمية ثم يأتي معنا الطبري والشافعي وغير هؤلاء من الائمة عندنا خط اخر وهو آآ تكوين كوادر علمية للمسلمين المقيمين في الغرب انشطة دعوية وتعليمية. هذا امر اخر آآ لكن مع ذلك يا شباب آآ المجموعة اللي هم مجموعة المسلمين المقيمين في الغرب. كذلك انا احب منهم ان يشتركوا معنا في هذه المجموعة. اللي هي آآ استقراء تراث الائمة هذا ايضا من من اهم امور التكوين آآ الاخ بيقول آآ اعتذر ان الامر التبس عليه. لأ ليس هناك مشكلة ليس هناك مشكلة ان تسأل او تستفسر. لكن آآ وليس هناك مشكلة ان تقطع الدرس ايضا الدرس للمدارسة وليس لمجرد التلقين والتحفيظ يعني فبالتالي كل ما احد عنده اشكال او عنده سؤال لا مشكلة طيب يا شباب نرجع آآ ابن تيمية هنا يتحدث عن ان كل ما يقع عليه خاطر الانسان او آآ نظر الانسان فانه دليل على الله تبارك وتعالى ثم شرح البيت اه في من من من شعر لبيد هو احد طبعا اكبر الشعراء في آآ يعني في الشعراء العرب بشكل عام وله معلقة كبيرة مشهورة آآ الا كل شيء ما خلا الله باطل اي ما من شيء من الاشياء اذا نظرت اليه من جهة نفسه الا وجدته الى العدم آآ وما هو فقير الى الحي القيوم يعني وهو كذلك فقير الى الحي القيوم. فاذا نظرت اليه وقدت وآآ تولته يد العناية بتقدير من اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. رأيته حينئذ موجودا مكسوا حلل الفضل والاحسان وقد استبان ان القلب انما خلق لذكر الله سبحانه وتعالى يعني ان كل شيء في الكون يدلك على الله. لماذا يا شباب؟ لان كل شيء فيه فقر لغيره. كل شيء فيه فقر لغيره اه ولابد ان يكون فقيرا الى غني وهذا من اعظم الادلة على حياة الله تبارك وتعالى ووجوده وهذا مما يبين يعني آآ جهل وضحالة وتفاهة كل من يدعي انكار الخالق ولذلك يا شباب الله سبحانه وتعالى لم يذكر في الوحي ابدا من انكر الخالق وانما ذكر اقواما يعبدون غير الله او يشركون في عبادته او قوما يعني بلغوا في الجحود ان ادعوا انهم يستحقون العبودية لك لم يوجد شخص ادعى انه خلق الناس ولم يوجد شخص ادعى ان الله ليس موجودا او ليس حيا. هذا لم يوجد. وهؤلاء الشباب الذين يستميتون في محاولة اثبات آآ انكار وجود الله آآ بعبارة بسيطة الالحاد آآ يعني آآ يبقى آآ يبقى لا شيء الى ان يجد شيئا يلحد به. يعني اساسا الالحاد يبحث عن شيء يلحد به فبالتالي يا شباب فكرة الالحاد هذه لا يمكن ان يهتدي اليها عقل يعني الله سبحانه وتعالى ذكر اصناف الضالين في القرآن وذكر انواعه وبين ان احدا ابدا لم ينكر ان الله هو الذي خلق وان احدا لم ينكر وجود الله من باب اولى. واضح طيب قال ولذلك قال بعض الحكماء المتقدمين من اهل الشام اظنه سليمان الخواص آآ رحمه الله قال الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسد فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدنيا او كما قال. طبعا العبارة فيها شيء جيد بمعنى ان العبد بقدر انصرافه الى طاعة الله يستشعر ذكر الله. يعني يا شباب حينما يقول الحمد لله لا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله سبحان الله الله اكبر كل هذه الادعية والاذكار انما يستشعر بها حينما يكون عاملا بها اما اذا كانت فقط تجري على لسانه نعم هي خير. لكن ابدا لا يمكن ان يستشعر بها او ان يستلذ بها او ان يجد حلاوتها الا بقدر ما يعمل بها. لذلك يا شباب لا يثبت عند الفتن من يعلم الحق وانما يثبت عند الفتن من كان يعمل بالحق وهذا يوضح لك لماذا تخرج كلمات وافعال من اشخاص انت ترى انهم عالمون بالحق لماذا نطقوا لان الثبات على الحق ليس قولا؟ وانما هو نتيجة ومحصلة لسلسلة من امتثال الحق والاستجابة والاختبارات. قال تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. واذا لاتيناه من لدن اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما فبالتالي يا شباب فكرة ان الانسان بمجرد علمه بالحق يثبت هذا من اوجه الضلال ومن هنا تفهم هذه الفكرة التي وضحها الله تبارك وتعالى كثيرا في الوحي وهي فكرة ان الاية ليست موجبة للايمان. بعض الناس مسلا وهو يناقش ملحدا او كافرا يبحث في الايات يظن ان الاية موجبة او الدليل او الحجة موجبة لايمان ذلك الكافر او لهدايته. او مثلا يدعي كافر يقول اذا اتيت لي بالايات البينات ساهتدي الله سبحانه وتعالى يا شباب ابطل تلك الدعوة فبين ان الايمان متوقف على اذن الله مهما كانت الاسباب تأمل هذه الاية واقسام بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنون بها يعني هؤلاء الكفار والمشركون قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اذا جئتمونا باية سنؤمن بها يبقى هؤلاء ادعوا ان ايمانهم موقوف على الاية. وان الاية موجبة للايمان قال الله سبحانه وتعالى قل انما الايات عند الله. الايات ليست مني من الله ثم يوجه الله كلامه الى المؤمنين وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ومن الذي اخبركم ان الاية موجبة لهم؟ موجبة لهم؟ من الذي ادراكم لعل الاية تأتيهم بينة واضحة فيكفرون فاذا كفروا بعد مجيء الاية سنعاقبهم نقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة وهذا معنا يا شباب ان الانسان اذا جحد الحق الواضح فانه يصرف عنه كما قال الله تبارك وتعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. وكما قال سبحانه وتعالى ساصرف عن اياتي الذين حين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها. وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا. وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ليبين يا شباب ان الانسان قد يصرف عن الحق بسبب استكباره عن حق سابق عنه وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس البطل الاعراب عنه صار مصروفا عنه صار اعمى عن هذا الحق فبالتالي يا شباب شف الله سبحانه وتعالى هنا يبين للمؤمنين ويبين للمشركين ان الايمان ليس موقوفا على مجرد وجود الاية كم هم الذين اتتهم الايات فكفروا ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم يعني سيؤمنون عيانا في يوم القيامة فهنا الله سبحانه وتعالى يعلم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وكذلك يبين للكفار ان الايات ليست موجبة للايمان ثم تأتي اقوى اية في هذا المعنى قال تعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. وفي قراءة قبل ما كانوا ليؤمنوا الا يشاء الله قبل يعني شافه ربنا يقول لو ان الموت كلموهم بالبعث. الموت قالوا لهم يا جماعة ده فيه بعث احنا بنتحاسب ورأوا الملائكة وحشر عليهم كل شيء عيانا رأوا الجنة والنار ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. يجهلون ماذا يجهلون ان الهداية من الله وليست بسبب الايات كم هم المؤمنون الذين امنوا بغير اية خديجة رضي الله عنها امنت بغير ما اية او معجزة لكنها فقط لما رأت من حال النبي صلى الله عليه وسلم امنت. ابو بكر الصديق كذلك وعامة الصحابة امنوا بدون رؤية الايات آآ وفي المقابل وهرقل هرقل عرف الحق بغير ايات وان كان كفر استكبارا وحفاظا على جاهه آآ وكم هم الذين اتتهم الايات البينات اقتربت الساعة وانشق القمر وان يروا اية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا اهواءهم وكل كل امر مستقر ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر. حكمة بالغة فما تغني النذر. فتولى عنهم. يعني يقول الله للنبي صلى الله عليه وسلم لا يستخفك هؤلاء فيصورون لك انما ان ايمانهم موقوف على الايات قد جئتهم بايات كثيرة فكفروا. فليس الايمان موقوفا فقط على مجرد الايات. بل على ارادة الهدى منهم. وعلى الله تبارك وتعالى لهم وهذا يوضح آآ وهذا جاء كثيرا في سورة الانعام يا شباب لان سورة الانعام فيها مواساة للنبي صلى الله عليه وسلم ولقد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون نعلم انك تحزن بذلك فيقول الله له فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا خذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين. يعني اخبرناك برسل سبقوك وجاؤوا بايات بينات وكفر الناس بهم يعني هذا في ذلك تعزية لك وتسلية لك ثم يأتي الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين لا تكونن من الجاهلين لا يستخفك هؤلاء يطلبون منك الايات والبينات فتطلب انت الايات والبينات فحينما تأتيهم بالايات البيانات يقولون لسنا مقتنعين كما يفعل ذلك الملحدون في هذا الوقت. انت تأتي بايات وبينات وحجج ثم يهز يهز لك رأسه ويقول لست مقتنعا اساسا الله سبحانه وتعالى لم يفرض على رسول واحد ان يقنع الناس ولم يعاتب رسول ان الناس لم يقتنعوا به ولم ينسب رسول الى تقصير بناء على ان احدا من اتباعه لم يقتنع به ببساطة يا شباب الاقتناع لا يكلف به احد. والاقناع كذلك لا يكلف في احد يعني الاقتناع عمل قلبي والاقناع كذلك سلطان على القلب. ولا سلطان لاحد على قلب احد الاقناع هو معناها ان تلزمه او تكرهه. وهذا جاء منهيا عنه. لا اكراه في الدين. وانما غاية لا تفعل ان تأخذ باسباب هدايته من الحكمة والحجة والرحمة والموعظة الحسنة. اما بلوغ ذلك الى قلبه فليس لك. ليس عليك هداهم انت لست مكلفا باقناع احد ولا تقدر اساسا على اقناع احد لان الاقناع هو لله. الاقناع من باب الهداية والضلال يا شباب وليس من باب الارشاد والتوجيه فلذلك آآ سيأتي معنا ان شاء الله يعني عندنا آآ هعمل درس ان شاء الله عن فكرة كيف تقنع المخالف. والفكرة الاساسية هي انك اساسا لست مكلفا ولست قادرا على الاقناع واضح وانما غاية ما تفعل ان تأخذ باسباب ايصال الحق اليه اما قبول هذا الحق فموقوف على امرين على ارادة الله اولا وثانيا يعني ثم على طلب هذا الشخص للهداية فقد ايات بينات واضحة ولا يقبل. وقد يأتيه الباطل ويقبل. كما ان قوم فرعون استخفهم فرعون. قال اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي افلا تبصرون ابقى انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين. يعني يقول لهم شفتوا حالي بصوا لحالي وبصوا لحال آآ موسى انا غني عندي ملك وموسى فقير. لا يستطيع ان يتكلم. عند لا يستطيع لا يكاد يبين. وعندي ملك مصر. فكيف اكون انا على الباطل ويكون هو على الحق هل هذه حجة؟ هي حجة باطلة. لكن مع ذلك قبلها هؤلاء. قال الله تبارك وتعالى فاستخف قومه فاطاعوه. انهم كانوا قوما واضح يا شباب؟ فبالتالي انت آآ لست كصاحب حق او صاحب قضية لست مكلفا بل لست قادرا على اقناع احد الاقناع باب من ابواب الهداية وباب من ابواب القبول ليس لك ليس عليك هداهم. بل انت منهي عن ان تحزن ان احدا لم يقتنع بالحق بعد بيانه. كما قال الله سبحانه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. في قراءة وايات اخرى لعلك باخع نفسك. ايات كثيرة جدا توضح ان الله يمكن ان يلزم الناس وان يجبرهم على الايمان لكنه لا يفعل ذلك وجعله اختيارا ثم جاء آآ بيانه في قوله لا اكراه في الدين. قد تبين الرشد من الغي انت عندك دين وعندك بينات لا تحتاج ان تكره احدا انما يكره من هو على باطل كفرعون الذي قال ولاصلبنكم في جذوع النخل الى اخر الايات يعني لان اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين. اما انت لا تحتاج ان تكره احدا ابدا. انت فقط تحتاج ان تتعلم الحق وان تحسن بيانه وعرضه وان تكشف الاعتراضات عليه وان تكشف الباطل. اما ان ان تكون ملزما باكراه الناس او باجبارهم هذا هذا ايضا اساسا غير مقبول. الله سبحانه لا يقبل ايمان المكره ابدا واضح يا شباب؟ سيأتي ان شاء الله بيان ذلك آآ كله ان شاء الله. المهم كانت الفكرة هنا فقط يا شباب هي الحديث عن ان مجرد ادراك القلب للعلم ليس موجبا للعمل به. وان ذلك موقوف على ارادة العمل كل ذلك موقوف على اذن الله تبارك وتعالى طيب قال رحمه الله فاذا كان القلب مشغولا بالله عاقلا للحق مفكرا في العلم. احنا صفحة واحد وعشرين يا شباب وقد اه وضع في موضعه كما ان العين اذا صرفت الى النظر في الاشياء فقد وضعت في موضعها اما اذا لم يصرف الى العلم ولم يوعى ولم يعى ما ولم يعى فيه الحق. يعني لم يكن واعيا للحق يا شباب. فقد نسي ربه فلم يوضع في موضع فلم يوضع في موضع بل هو ضائع ولا يحتاج ان نقول قد وضع في موضع غير موضعه. يعني ابن تيمية هنا يريد يا شباب ان يقول التعبير الصحيح ان تقول انه ليس موضوعا في موضع اصلا لكن بعض الناس يقول هو وضع في غير موضعه. لأ ابن تيمية يقول الابلغ ان تقول ان القلب لم يوضع اصلا واضح قال من لم يوضع اصلا فان موضعه هو الحق وما سوى الحق باطل المفروض هو آآ كاتب الحق وما سوى الحق غلط ما سوى الحق وما سوى الحق باطل آآ ده مبتدأ وخبر فاذا لم يوضع في الحق لم يبق الا الباطل. والباطل ليس بشيء اصلا وما ليس بشيء احرى الا يكون موضعا. هذا تعبير جميل جدا يا شباب والقلب هو نفسه لا يقبل الا الحق فاذا لم يوضع فيه فانه لا يقبل غير ما خلق له سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا وهو مع ذلك ليس بمتروك مخلل فانه آآ لا يزال في اودية الافكار واقطار الاماني الاماني لا يكون على الحال التي تكون عليها العين والاذن من الفراغ والتخلي. فقد وضع في غير موضع لا مطلق ولا معلق موضوع لا موضع له. يعني يريد ان يقول انه ان هذا القلب هو لابد ان يشغل بالفكر والتدبر فاذا لم يشغل بخير ما خلق له فانه سيتوه في اقطار الفكر والمعرفة وهو ده شباب معنى او احد تحققات معنى قول الله تبارك وتعالى فان له معيشة ضنكا ان يصير يفكر في كل شيء الا في اخص ما خلق له قال وهذا من العجب فسبحان ربنا العزيز الحكيم وانما تنكشف للانسان هذه الحال عند رجوعه الى الحق اما في الدنيا عند الانابة او عند المنقلب الى الاخرة سيرى سوء الحال التي كان عليها وكيف كان قلبه ضالا عن الحق. هذا اذا صرف بالباطل. فاما لو يعني يريد ان يقول ان الانسان اذا فاق من غفلته وتاب فانه سيندم على تلك الايام التي قضى قلبه فيها زمنا لا ينشغل بما خلق له او قد يدرك ذلك في الاخرة فيقول يا ليتني قدمت لحياتي. او يقول يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله فاما لو ترك وحاله آآ لو ترك وحاله التي فطر عليها فارغا عن كل ذكر خاليا من كل فكر فقد كان يقبل العلم الذي لا جهل فيه. ويرى الحق الذي لا ريب فيه. فيؤمن بربه وينيب اليه فان كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهون او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء اه لا يحس فيها من جدعاء من جدع طبعا هو بيعبر هنا بالايه باللفظ ده حديث مشهور وتكلمنا عنه في الدروس السابقة يعني يريد ان يقول يا شباب ان العبد اذا خلي والفطرة يعني كان هو فقط مع الفترة سيهديه ذلك الى الحق سيهديه ذلك الى الحق لان كل مولود يولد على الفطرة قال تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم وانما يحول بينه وبين الحق في غالب الحال شغله بغيره من فتن الدنيا ومطالب الجسد وشهوات النفس فهو في هذه الحال كالعين الناظرة الى وجهك الارض لا يمكنها ان ترى مع ذلك الهلال. يعني انسانة شباب يعني يريد ان يقول ان الانسان يشغل عن الحق بانشغاله بامور اخرى. كما ان الشخص الذي ينظر دائما في الارض لا ينظر الى السماء. هل يمكن ان يرى القمر لا يمكن لانه مشغول عن رؤيته الانسان يا شباب الذي آآ يعني يقبل آآ في في عامة عمره او اغلبه على الامور المباحة آآ ويقول لك هذا مباح نعم هذا مباح لكن هذا المباح سيصرفك عما خلقت له اما الواجبات او المستحبات. يعني انت مثلا آآ يمكن ان ترفه عن نفسك عن نفسك ان تلعب بعض الاشياء او تمارس رياضة او مثلا تذهب لنزهة لكن ان تعيش عمرك كله لا تفعل الا هذا ثم تقول هو مباح له ليس مباحا لان هو ضرك بان شغلك عن عن طلب الحق وشغلك عن زيادة الايمان لذلك يا شباب من اخص الامور التي هي بداية او اول مسمار يدق في نعش الاستقامة هو عدم الاكتراث بترك المستحبات انك تفوتك مستحبات وفضائل ولا في دماغك يعني عادي مثلا تفوتك النوافل والسنن والمستحبات وصلاة الجنازة وعيادة المريض والامور بحجة ان هي عادي مباحة وانك تفعل الامور المكروهة او الامور المباحة اقصد آآ اللي هي بحجة ان هي مستحبة اللي هي عيادة المريض آآ بتاع ده النوافل وقيام الليل والذكر بحجة ان هي امور مستحبة يعني ليست واجبة. وتغرق بقى في المباحات مقضيها لعب وفسح وآآ بتفكر هتتغدى في المطعم الفلاني وتسافر بلد بعيدة عشان تروح تاكل الاكلة المعينة عايش عايش لهذه الامور الانسان عنده حاجات عنده حاجة للشهوة وعنده آآ حاجة للطعام وعنده حاجة للترفيه عن النفس عندنا هنا نوعان من الخطأ اما ان تعيش لها واضح وتكون هي القيمة المركزية في حياتك هي التي تفكر فيها وتسعى فيها. او في المقابل ان تحرم نفسك منها. والاسلام وسط بين هذا وهذا وسط بين اباحية العلمانية وبين اه رهبانية النصارى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اذا يا شباب آآ ليس المقصود هنا ان يحبس الانسان نفسه فقط على على الطاعات لكن ان تتحول حتى المباحات الى طاعات والا تكثر من المباحات التي لا نفع فيها وان تحسن النية في تلك المباحات حتى آآ في قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يعني مع ان ذلك شيء واجب عليك لكن لك فيها صدقة. وكذلك ان تأتي شهوتك في ما احل الله لك ترجو بذلك ان تنصرف عن الحرام كل هذه الامور يا شباب بحسن النية تصير عملا صالحا اذا الشباب هو يريد ان يقول هنا اه هناك اشياء تحول بين القلب وبين ان يقوم بعمله. كما ان الانسان الذي مشغول بالنظر في الارض لا يمكن ان يبصر الهلال في السماء اه وده شباب يوضح جانبا من انشغال الانسان بامور واستهلاك عمره فيها ودي يا شباب من علامات توفيق الله للعبد. انت دايما كده فكر مع نفسك. انت لا تحتاج ان تذهب لا الى طبيب نفسي ولا الى شيخ ولا الى عالم. اقعد كده مع نفسك وهات ورقة وقلم وشف يومك بيمضي ازاي. يا عم هات اخر اسبوع في حياتك بلاش السنين اللي فاتت اقعد كده مع نفسك شف الاربعة وعشرين ساعة في اي شيء تمضي تمضي في ايه تلاقي نفسك مسلا ساعة بتضيعها في كلام فارغ وساعتين في كزا وساعة في كزا وساعة في كزا. ضاع اليوم. شف بقى بتقرأ قرآن قد ايه. بتقبل على ما ينفعك في دينك قد ايه. بتجلس مع زوجتك وابنائك وتدعو الى الله وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتكرم جارك اين موقع الايمان والاستقامة من يومك وازن كده شف الاربعة وعشرين ساعة فيهم كم من الوقت فيما ينفعك في اخرتك هو ده الميزان يا شباب. ان تنظر فيما ينقضي عمرك. عمرك عمرك ويبذل فيه جهدك الانسان الذي يمضي اغلب عمره في المباحات هذا انسان تافه لم يعقل ما خلق له ولا يمكن ان يكون انسان طالبا للاخرة من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. هذا شباب ليس من باب التكليف العبادة هذا سيأتي معنا في الرسالة القديمة. اقسم بالله ان اكثر ما ينعم به العبد في هذه الدنيا هو طاعة الله وطاعة الله هي اللذة التي لا يعقبها حسرة ولا ندم. وهي لذة من اولها من اولها الى اخرها. اما غير ذلك فلا يمكن ان تحصل عليه الا بنوع من التعب ولا يمكن ان تكون اللذة به كاملة ابدا لذلك اخطأ المعتزلة وغيرهم لما جعلوا العبادات تكليفا او جعلوها لمجرد يعني الابتلاء والاختبار والمحنة. لا العبادات تزكية للنفس. العبادات اول من ينتفع بها هو انت ومن جاهد فانما يجاهد نفسي ان احسنتم احسنتم لانفسكم ليس فقط في الدار الاخرة ولكن في الدنيا لانك يحصل لك اطمئنان وسعادة وفرح في القلب لا يمكن ان تدركه من غير العبادة. لا يمكن لان القلب يا شباب اساسا هو موضع السعادة. والله سبحانه وتعالى فطر القلب على ان يسعد بما يرضي الله. اما سعادته بغير ذلك فمؤقتة او مغشوشة لذلك شيء اريد ان ابين هذه الفكرة ان العبد في طلبه للطاعة لا يفكر فيها من فكرة الابتلاء وانها مجرد مشقة واختبار وعليها ان نجتاز الاختبار لا. يفكر ان هذه العبادة تزكية. تزكية. يعني ايه يا شباب؟ يعني انها تزكو بها النفس وتطمئن اليها النفس وتسعد بها النفس. تلك هي الحياة الطيبة قال رحمه الله وانما يحول بينه وبين الحق في غالب الحال شغله بغيره من فتن الدنيا بغيره من فتن الدنيا ومطالب الجسد وشهوات النفس فهو في هذه الحال كالعين الناظرة الى وجه الارض لا يمكنها ان ترى مع ذلك الهلال او هو يميل اليه فيصد عن اتباع الحق اه فيكون كالعين التي فيها قذى التي فيها قذى لا يمكنها رؤية الاشياء. يعني ذكر هنا نوعين من الاسباب التي عن عن الخير اما انه اعمى عن الحق مشغول بغيره او انه رأى الحق. لكنه لم يتبع ذلك الحق. كالعين التي فيها قذى لا يمكنها رؤية الاشياء لمن يعمل عن الحق او يصد عنه ثم آآ الهواء قد يعترض يعني يا شباب هو ذكر هنا حالين عشان ننتبه لهذا المثال يا شباب اه الاول ان هو اساسا لا ينظر في الحقيقة يعني لا يتعرض له الامر الثاني ان يكون الحق امامه لكنه يعني عنده مانع من اتباع الحق كالكبر او الهوى قال ثم الهوى قد يعترض له قبل معرفة الحق فيصده عن النظر فيه فلا يتبين له الحق كما قيل حبك الشيء يعمي ويصم آآ فيبقى في ظلمة الافكار وكثيرا ما يكون ذلك عن كبر يمنعه عن ان يطلب الحق. يعني اما انه يمتنع عن طلب الحق او يتبع هواه فلا يتبع الحق قال الله سبحانه وتعالى فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون. يعني انكرت الحق واستكبرت عنه او بسبب الاستكبار وقد يعرض له الهوى بعد ان عرف الحق فيجحده وآآ آآ بعد ان عرف الحق اه فيجحده ويعرض عنه كما قال ربنا سبحانه اه ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها ويرى سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا. وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا يعني انه صرف عن الحق بسبب ايه؟ انه يتكبر. فصار يرى الاية ولا يؤمن بها يعني لا يعقلها ولا يؤمن بها. ولو رأى سبيل الرشد امامه لا يتخذه سبيلا. ويتخذ سبيل الغي سبيلا هذا عقاب له يا شباب ثم القلب للعلم كالاناء للماء. من هنا يا شباب بقى هذا من اجمل ما في الكتاب يعني هذه خاتمة الكتاب يا شباب قال رحمه الله ثم القلب للعلم كالاناء للماء والوعاء للعسل والوادي للسيل. يا سلام على هذه المعاني يا شباب! ركزوا في هذه التعبيرات كالاناء للماء والوعاء للعسل والوادي للسيل قال الله تبارك وتعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها اريد منكم يا شباب ان تراجعوا تفسير هذه الاية من تفسير الطبري وما نقله عن الحسن البصري من احسن ما يقال في هذه الاية شبه القلوب بالاودية التي هي وعاء للحكمة والعلم والموعظة ثم بعد ذلك قد يعمل بها وقد لا يعمل وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا. فكانت منها طائفة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب كثير وكانت منها كانت آآ وكانت منها اجاذب امسكت الماء. كانت هنا يا شباب بمعنى وجدت كانت منها اجانب امسكت الماء فسقى الناس او فسقى الناس وزرعوا واصاب منها الناس ها. فسقى الناس وزرعوا واصاب منها طائفة. المفروض طائفة. هو كاتب طائفة واصاب منها طائفة انما هي قيعان آآ وممكن لأ هي المفروض اصاب منها طائفة لان هو كأنه يريد اصاب منها طائفة يعني الطائفة هي التي اصابت لأ ليس صحيحا الغيث هو الذي اصاب الطائفة واصاب منها طائفة انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما ارسلت به ومثل من لم يرفع ذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به هذا الحديث يا شباب عظيم جدا وآآ يعتني العلماء بشرحه في بيان حال الناس في الانتفاع بالوحي الذي بعث الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي حديث كميل ابن زياد آآ وفي حديث كميل ابن زياد خليها نشيل آآ هو كاتب ابنه لأ هي ابني كميل ابن زياد عن علي رضي الله عنه قال القلوب اوعية فخيرها اوعاها وبلغنا عن بعض السلف قال القلوب انية الله في ارضه فاحبها الى الله تعالى ارقها واصفها. طبعا هو التشكيل عنده في هذا الكتاب ليس جيدا خالص يعني هو كاتي ايه المفروض هي فاحبها الى الله تعالى وارقها واصفاها لا فاحبها الى الله تعالى ارقها واصفاها آآ فاحبوها يعني ده ده المبتدأ ارقها واصفاها ده الايه؟ ده الخبر وهذا مثل حسن فان القلب اذا كان رقيقا لينا كان قبوله للعلم سهلا يسيرا ورسخ العلم فيه. وثبت واثر. وان كان قاسيا غليظا كان قبوله للعلم صعبا عسيرا هنا يا شباب يتحدثوا ليس عن ادراك العلم وانما عن قبول العلم وحب العلم والعمل به الانسان قد يعلم الحق ولا يتبعه قد يعلم الباطل انه باطل ويتبع هذا الباطل هو يتكلم هنا عن قبول العلم ثم الانتفاع بالعلم ويتكلمون عن فكرة اللين وفكرة القسوة. دائما يا شباب قلوب الكفار توصف بالقسوة. وقلوب المؤمنين باللين. لماذا وصفت قلوب المؤمنين باللين لانها تتأثر بالموعظة وتعمل بها وتنتفع بها اما قلوب الكفار فهي قاسية. فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. كما قال الله سبحانه وتعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني شعروا منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله فذكر لين القلوب وذكر قسوة القلب كما في في سورة الزمر وكذلك الشباب قال مثلا آآ فهي كالحجارة ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة فدائما توصف الم يأن الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم فدائما القلب القاسي اللي هو لا تؤثر فيه الموعظة يعني لا لا لا يقبل الموعظة ولا ينتفع بها. اما المؤمن فينتفع بها. ايكم زادته هذه ايمانا؟ فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم آآ رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون. اولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يتذكرون. كل هذا يا شباب ذكرناه في الدرس الاول الذي تحدثنا فيه عن عمل القلب وقبول القلب وايباء القلب وغير ذلك من المعاني قال رحمه الله ولابد مع ذلك ان يكون ذكيا صافيا سليما حتى يزكوا فيه العلم ويثمر ثمرا طيبا والا فلو قبل العلم وكان فيه كدر وخبث افسد ذلك العلم. وكان كالدغل في الزرع ان لم آآ الحبة آآ من ان ينبت منعه من ان يزكوا ويطيب وهذا بين لاولي الابصار. يعني يريد ان يقول يا شباب ليس المراد فقط ان تقبل العلم المراد ان تنتفع به لان لان مجرد قبول العلم هي المحطة الاولى لكن يبقى يعني احنا عندنا اول شيء طلب العلم ان تطلب الحق الامر الثاني اذا جاءك الحق وعلمته حقا ان تقبله وان تحبه. الامر الثالث ان تنتفع به وان يثمر معك ذلك الحق هو بين ان اثمار الحق لا يكون الا بزكاة النفس يبقى الانسان يحتاج الى امرين ان يعرف الحق وان يبتعد عن كل الموانع التي تمنع من العمل بالحق. عامل بالضبط يا شباب زي شخص يريد ان يزرع زرعا يبحث عن تربة خصبة ويبحث عن آآ بذرة بذرة طيبة ويبحث عن تهوية جيدة ثم يمنع الحشرات والاشياء الضارة التي تؤثر في الانبات او تؤثر في زكاة النبات او طيب النبات. لان ممكن النبات يا شباب ينبت لكن تكون الثمرة طعمها ليس جيدا ممكن يكون طعمها مش كويس يبقى هي فعلا نبتت لكن طعمها ليس جيدا. ثمرة الايمان في قلب المؤمن تحتاج الى امرين ان يقبل الحق طبعا بعد ان اطلبه هذا هو الاول يعني يمكن ان نجعلهم ثلاثة امور ان يطلب الحق ثم يقبل ذلك الحق ثم يجاهد نفسه للانتفاع بهذا الحق ويقي نفسه موانع اتباع الحق من الكبر واتباع الاهواء فيما لا يرضي الله قال وتلخيص هذه الجملة كلام جميل جدا يا شباب. وتلخيص هذه الجملة وتلخيص هذه الجملة انه اذا استعمل في الحق فله وجهان وجه مقبل على الحق. ومن هذا الوجه يقال له وعاء واناء. لان ذلك يستوجب ما يوعى فيه ويوضع فيه اه وهذه الصفة صفة وجود وثبوت ووجه معرض عن الباطل ومن هذا الوجه يقال له زكي وسليم عارفين يا شباب كده لما يكون آآ ابنك آآ يعني نسأل الله لابنائنا العافية. ابنك مثلا عنده مرض معين برد مثلا الدكتور بيقول لك حاجتين شيء من الوقاية وشيء من العلاج يقول لك مثلا ايه يبقى ابعده عن البرد مثلا او الهواء يبقى كده وقاية. طب والامر الثاني؟ اعطه هذا الدواء. كذلك القلب يا شباب يحتاج ان يتعرض لما ينفعه وان يتقي ما يضره هو ده زي ما يكون واحد مسلا شباب عايز ينقص وزنه فالطبيب يقول له ايه؟ مارس رياضة ورشد الطعام. يبقى محتاج حاجتين. مش ممكن ابدا يوصل للنتيجة بحالة واحدة يعني مش ممكن يوصل للنتيجة الكاملة بشيء واحد وانما يحتاج الى الوقاية ويحتاج الى العلاج قال وجه معرض عن الباطل ومن هذا الوجه يقال له زكي وسليم وطاهر. لان هذه الاسماء تدل على عدم الشر وانتفاء الخبث والدغل. وهذه الصفة صفة عدم ونفي. يا سلام! من اجمل ما في ما في كلام الامام ابن تيمية رحمه الله في هذا الكتاب هو بيان تسمية القلب لماذا احيانا نسمي القلب بانه سليم وزكي وطاهر؟ واحيانا نسميه اناء ووعاء وعاء للخير وسليم من الشر. يبقى السلام والطهارة كأن المراد فيها النفي يعني نفي الاشياء الضارة. اما الوعاء هو قبول الاشياء النافعة والحفاظ عليها ومراعاتها والله من احسن الكلام يا شباب وبهذا يتبين انه اذا صلح الى الباطل فله وجهان. العكس بقى كمان يا شباب وجه الوجود انه منصرف الى الباطل مشغول به. يبقى ده الوجود وجه العدم انه معرض عن الحق غير كاتب غيرة هناك لأ هي غير هي هنا مش حال. هي صفة آآ يعني هو يريد ان يقول ان هو معرض عن الحق غيره. يعني غير قابل كانه يريد ان هو ده حال. لأ هو صفة صارت صفة له. وليست مجرد حال غير قابل له وهذا يبين آآ يبين من البيان والحسن والصدق ما في قوله في قوله هنا في شعر جميل. ابن تيمية سيختم الكتاب بشرحه كلام جميل جدا يا شباب يقول اذا ما وضعت القلب في غير موضع بغير اناء فهو قلب مضيع هنا ابن تيمية سيشرح هذا البيت يا شباب قال فانه لما اراد ان يبين حال من ضيع قلبه فظلم نفسه بان اشتغل بالباطل وملأ به قلبه حتى لم يبقى فيه متسع للحق ولا سبيل له الى الولوج فيه ذكر ذلك منه فوصف حال هذا القلب بوجهيه ونعته بمذهبيه. فذكر اولا وصف الوجود منه فقال اذا ما وضعت القلب في غير موضع يعني جعلت قلبك للباطل يعني ايه يا شباب؟ ببساطة كده انت معك كوب معك كوب او حلة او طنجرة يعني كما يقول يعني ايه بعض السوريين بيسموها طنجرة يعني معك حل او اناء او او وعاء فانت ملأت هذا الوعاء الى اخره مثلا بالبصل لم لم يبق له مكان للتفاح ببساطة خلاص انت ضيعت ما تملك هو هذا الاناء هو الذي تملك. ان تجمع فيه الاشياء. انت دخلت حديقة جميلة جدا حديقة مليئة بالفواكه فانت اول ما دخلت لقيت شجرة بصل فقمت مليت الاناء بالبصل ودخلت لم يبق في الاناء متسع لان تأخذ فيه المنجة اللي هو المنجا والتفاح والفراولة والاشياء الجميلة خلاص انت وعائك اصبح مشغولا هو ده بالضبط يا شباب اذا كان قلب الانسان مشغولا بالباطل او باللهو فبقدر ذلك يعني يضره فلا ينشغل بالحق او بالاشياء النافعة لان هو ده معنى يا شباب يدعو لمن ضره اقرب من نفعه يعني ربنا كثيرا يا شباب ربنا سبحانه وتعالى يذكر كثيرا الاصنام انها لا تضر ولا تنفع لكن في موضع في سورة الحج قال الله سبحانه وتعالى يدعو لمن ضره اقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير. يعني يريد ان يقول ان من يتوجه بعبادته لغير الله من يتوجه بعبادته لغير الله. فيدعو الاصنام فانه هذه الاصنام تضره. كيف وهي لا تملك ضرا ونفعا؟ نعم. لانه شغل بها عن دعاء الله الذي ينفعه. فصارت من في الوجه ضررا اه قال اذا ما وضعت القلب في غير موضع يقول اذا شغلته بما لم يخلق له فصرفته الى الباطل حتى صار موضوعا فيه ثم الباطل وعلى منزلتين آآ احداهما آآ آآ تشغل عن الحق وتعانده آآ مثل الافكار والهموم التي في علائق الدنيا وشهوات النفس والثانية تعاند الحق وتصد عنه آآ مثل مثل الاراء كاتب مثل لا هي مثل آآ مثل الاراء الباطلة والاهواء المرضية من الكفر والنفاق والبدع آآ وشبه ذلك بل القلب لم يخلق الا لذكر الله فما سوى ذلك فليس موضعا له. يعني يريد ان يقول ان الامور التي تشغل عن الحق نوعان اما امور الدنيا والنفس او اه الامور التي تعاند الحق من الكفر والنفاق والبدع والكبر وغير ذلك ثم ذكر ثانيا وصف العدم هو يشرح البيت الشعري يا شباب. بيت الشعر هذا ابن تيمية يعطيه قدرا كبيرا ويهتم به. لانه اعجب ابن تيمية كثيرا ان هذا الرجل وصف من يضع قلبه في غير موضع وصفين بليغين ثم ذكر ثانيا وصف العدم فيه فقال اناء ثم يقول اذا وضعته بغير اناء ضيعته ولا اناء معك كما آآ نقول آآ حضرت آآ حضرت المجلس بلا محبرة. يعني انت حضرت جيت مجلس علم فيه من الحكمة والبيان والفوائد وانت ما معكش قلم وما معكش شيء تسجل فيه هذه الامور ضاع ضاع عليك هذا العلم لانك بعد مدة ستنساه فبالتالي هو يريد ان يقول ان القلب الذي ملئ بغير طاعة الله او بغير علم الله او بغير الحق هو مشغول. وكأنك حضرت الى الهدى بغير اناء. فاي ستستقبل هذا الهدى؟ هتحط الهدى ده فين ؟ يعني انت هتحط الهدى ده فين ازا كان انت ليس معك وعاء ليس معك اناء. طب وانت جاي ليه هي دي الفكرة يا شباب بالضبط قال ثم ذكر ثانيا وصف العدم فيه فقال اناء ثم يقول يعني بغير اناء اذا وضعته بغير اناء ضيعته ولا اناء معك كما نقول حضرت المجلس بلا محبرة. فالكلمة آآ حال من الواضع لا من الموضوع يعني يا شباب يريد ان يقول ان ان القلب يعني كلمة بغير بغير اناء بغير اناء يعني آآ انت كشخص اتيت بغير اناء يبقى كلمة بغير اناء دي حالة يا شباب. يعني اعرابها في البيت حال طب هي حال للقلب ولى للشخص صاحب القلب؟ لأ هي حال للشخص صاحب القلب يعني كأنه يقال له لما كان قلبك مملوءا بالباطل او بالاهواء او بالشهوات مشغولا بها فانك اذا تعرضت لموعظة او علم او شيء نافع فقد حضرت الى تلك الموعظة بغير اناء تضع فيه تلك تلك المواعظ يا سلام على الشباب والله هذا من ابدع ما يكون. من احسن ابن تيمية منبهر بهذا البيت جدا. ومعجب به جدا لانه شبه حال الشخص الذي تعرض عليه الايات والبينات وهو مشغول عنها بالاهواء او الكفر او النفاق بانه اتى بغير اناء يبقى كلمة بغير اناء هي حال من الشخص بغير اناء فهو قلب مضيع. يبقى انسان ضيع قلبه ومعه ابن تيمية قال والله اعلم يعني لا يجزم في لا يجزم في موضع القطع آآ قال وبيان هذه الجملة والله اعلم لاحظ الشباب ابن تيمية يكرر يكرر ان انه لا يقطع في موضع الظن. وهذا من لا يقوله الا الانسان الورع الذي يعلم قدره ما يقال لكن الانسان بقدر جهله وبقدر سطحيته وبقدر جرأته آآ يقطع في موضع الظن تجد عالما كبيرا يعني قرأ مئات الكتب والابحاث في مسألة ثم تراه لا يقطع بها. لكونه يدرك مسئولية الكلمة اما شخص اخر جاهل سطحي لا يعرف شيئا تراه يقطع ويحلف وينقل اجماعا ويحكم ببطلان ما يخالفه. وذلك من سطحيته وجرأته قال رحمه الله وبيان هذه الجملة والله اعلم انه يقول اذا ما وضعت قلبك في غير موضع فاشتغل بالباطل ولم يكن معك اناء يوضع فيه الحوض وينزل اليه الذكر والعلم آآ والعلم آآ والذي هو حق القلب يعني العلم الذي هو حق القلب. فقلبك اذا مضيع ضيعته من وجهي التضييع وان كانا متحدين من جهة انك وضعته في غير موضع. ومن جهة انه لا اناء كما لا اناء معك يكون وعاء للحق. الذي يجب ان يعطاه كما لو قيل لملك قد اقبل على اللهو اذا اشتغلت بغير المملكة وليس في المملكة من يدبرها فهو ملك ضائع صح. يبقى انت كده ايه؟ يبقى انت ضيعت ملكك. انت عمال تلهو وتلعب. والمملكة ليس فيها من يملكها او من يدبرها. يبقى انت هذا ملك ضائع لكن الاناء هنا هو القلب بعينه وانما كان ذلك كذلك لان القلب لا ينوب عنه غيره فيما يجب ان يوضع له فيه. يا سلام يقول الملك ممكن يعني يخلف آآ نوابا عنه. بس القلب لأ ليس هناك حاسة تنوب مكان من احسن ما يكون والله هذا الكلام الرسالة دي يا شباب والله مع صغر حجمها فيها معاني انا لم اجدها في كتب ابن تيمية فضلا عن كتب غيره يعني باقي كتب ابن تيمية لم اجد فيه تلك المعاني الدقيقة في وصف عمل القلب. وانشغاله بما خلق له قال لكن الاناء هنا هو القلب بعينه وانما كان ذلك كذلك لان القلب لا ينوب عنه غيره. انما كان ذلك كذلك يعني ايه؟ يعني انما انما كان الانسان الذي شغل قلبه بالباطل آآ اتى الى المواعظ والعلم بغير اناء لماذا؟ لانه لا عوض له عن القلب. ما فيش حاجة تعوض القلب. مش ممكن يجيب انفه او عينه او او او سمعه ليعقل به لأ الحاسة الوحيدة للعقل والفقه والتدبر القلب قال ولا تزر وازرة وزر اخرى وانما خرج وانما خرج الكلام هو كاتب الكلام اهو خرج الكلام في سورة اثنين بذكر نعتين لشيء واحد. يعني ان هو يا شباب آآ يعني وصف القلب وصفين. هنا سيذكر فائدة جميلة جدا يا شباب عن تعدد الصفات الشيء الواحد وانما خرج الكلام في سورة اثنين بذكر نعتين لشيء واحد كما جاء نحوه في قوله نزل عليك الكتاب الحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان قال قتادة والربيع اه هو القرآن فرق بين الحلال والحرام والحق والباطل وهذا يعني يقصد يقول ان القرآن هنا يا شباب الله سبحانه وتعالى يعني وصف القرآن بالانزال مرتين. نزل عليك الكتاب هو القرآن وبعد كده قال وانزل الفرقان ما هو القرآن هو الفرقان نعم لكنه موصوف مر بالفرقان انه يفرق بين الحق والباطل ومر بالكتاب الذي هو يدعو الى الحق والوصف الجامع هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فكأن القرآن صار اثنين بينما هو واحد زي ما يكون شخص يا شباب طبيب ومهندس. هو طبيب ومهندس يعني يمكن ان تستدعيه في امر الطب ويمكن ان تستدعيه في امر الهندسة يمكن ان يكون ضابطا ومهندسا يمكن ان يكون ضابطا وطبيبا يمكن ان يكون نجارا ويمكن ان يكون عالما. يمكن ان يكون طبيبا ويمكن ان يكون طالب علم. وهكذا شباب فكأنه شخصان وليس شخصا واحدا قال وهذا لان الشيء الواحد اذا كان له وصفان دي قاعدة يا شباب. قاعدة جميلة جدا وهذا لان الشيء الواحد اذا كان له وصفان كبيران اهو في وصفين كبيرين يعني ايه يا شباب؟ يعني ما ينفعش واحد خلينا نقرأ القاعدة كاملة وبعدين نعرف يعني ايه كلمة كبيران وهذا لان الشيء اذا كان له وصفان كبيران فهو مع وصف آآ واحد كالشيء الواحد ومع الوصفين بمنزلة الاثنين لماذا قال وصفان كبيران يا شباب هو الانسان ما هو يوصف بانه يضحك ويبكي ويجري ويلعب. بس آآ ليست هذه اوصاف كبيرة لكن لما يوصف بانه عالم او طبيب او مهندس او عامل آآ او مثلا آآ آآ مدرس هذه الصفات كبيرة. انما لا يوصف بانه عالم وضاحك. ما هذه صفة لكن ليست كبيرة واضح طيب قال حتى لو كثرت صفاته لتنزل منزلة اشخاص ممكن لزلك يا شباب من هنا تفهم لماذا يعطف آآ اه في على الله سبحانه يعني يأتي العطف في باب اسماء الله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن. بعض الناس يقولون العطف يقتضي المغايرة. الادق ان يقول العطف يقتضي عدم المطابقة فقد يعطف الشيء على نفسه بتغيير الصفات. هو الاول والاخر والظاهر والباطن كل هذا عطف. مثلا رب المشرقين ورب المغربين تلك ايات الكتاب وقرآن مبين وهكذا قال الا ترى ان الشخص ان الرجل الذي يحسن الحساب والطب يكون بمنزلة حاسب وطبيب والرجل الذي يحسن النجارة والبناء بمنزلة نجار وبناء يا سلام والقلب لما كان يقبل الذكر والعلم فهو بمنزلة الاناء الذي يوضع فيه الماء. وانما ذكر في هذا البيت الاناء هو كاتب هنا الاناء الاقي الاناء آآ من بين سائر اسماء القلب لانه هو الذي يكون رقيقا وصافيا وهو الذي يأتي به المستطعم مستعطي يعني طالب العطاء آآ في في منزلة البائس الفقير. ولما كان ولما كان ينصرف عن الباطل فهو زكي وسليم فكأنه اثنان. يا سلام! يا سلام! يا سلام على الكلام شوفوا شوفوا يا شباب ماذا يقول هو؟ يريد ان يقول ان القلب هنا صار موصوفا بصفتين فكأنه اثنان مكان وعاء يستقبل الهدى والامر الثاني الزكاء الزكاء بمعناها السلامة والطهارة فهو الطهارة هنا وقاية من الشرور الوعاء هو آآ مكان فيه الموعظة والحكمة والعلم وتحفظ انه اثنان ويتبنوا في السوق ويتبينوا في الصورة ان الاناء غير القلب. فهو يقول اذا وضعت قلبك في غير موضع وهو الذي يوضع فيه الذكر والعلم ولم يكن كن معك اناء يوضع فيه المطلوب فمثلك شوفوا يا شباب هذا المثل الجميل جدا فمثلك مثل رجل بلغه ان غنيا يفرق على الناس طعاما وكان له زبدية او سكرجة يعني عامل زي ما يكونوا يا شباب كده آآ اناء صغير آآ يعني معه كوباية مسلا يا شباب. هو معه كوباية كوب واضح او اناء صغير مسلا ممكن نسميه ايه احنا بنسميه مسلا في مصر جردل او او شوال مسلا خليني اقول اي حاجة من دول. اللي هو بيحط فيها الحاجة يعني يا شباب فتركها ثم اقبل تركها سابها في البيت ثم اقبل يطلب طعاما فقيل له هات اناء نعطك طعاما. كاتب هنا نعطيك لأ هي نعطك يعني لان ده جواب الايه؟ جواب الطلب نعطك هات نعطك يعني ايه آآ مثل آآ ذروني آآ اقتل ضروري اقتل موسى فيه جواب للطلب فاذا فاذا اتيت فاذا اتيت وقد وضعت زباديتك اه اه مثلا في البيت وليس معك اناء نعطيك فلا نعطيك فيه شيئا فرجعت بخفي حنين. ده مثل بيضرب للشخص الذي رجع خائبا آآ طيب نكمل يا شباب قال واذا تأمل من له بصيرة باساليب البيان وتصاريف اللسان وجد موقع هذا الكلام من العربية والحكمة كليهما موقعا حسنا بليغا فان نقيض هذه الحال المذكورة ان يكون القلب مقبلا على الحق والعلم والذكر معرضا عن غير ذلك وتلك هي الحنيفية ملة ابراهيم آآ عليه السلام فان الحنف هو اقبال القدم وميلها الى اختها فان الحنف هو الميل عن الشيء بالاقبال الى الاخر ده تفسير لمعنى الحنيف يا شباب يعني مائل عن الشرك مقبل على الاخلاص. اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض والارض حنيفا وما انا من المشركين. يعني حنيف يعني مائل عن الشرك مقبل الى الاخلاص قال وهو الاخلاص الذي ترجمته ترجمته كلمة الحق والكلمة الطيبة لا اله الا الله اللهم ثبتنا عليها في الدنيا والاخرة ولا حول ولا قوة الا بالله. وهذا اخر ما حضر في هذا الوقت والله اعلم. وفوق كل ذي من عليم والحمدلله العزيز الوهاب الكريم التواب. وحسبنا الله ونعم الوكيل. وصلى الله على محمد آآ جاء في اخرها تم والحمد لله الى اخر الكلام جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم واحسن الله اليكم. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. غدا ان شاء الله موعدنا مع الكتاب الثامن. وهو قاعدة جامعة في توحيد الله واخلاص الوجه له