السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا صباح الخير يا شباب. هذا هو الدرس السابع من قراءتنا لكتاب الحسنة والسيئة آآ وهو تفسير الامام ابن تيمية رحمه الله لقول الله تعالى في سورة النساء ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك. هذا هو الدرس السابع وآآ وصلنا الى صفحة خمسة وسبعين قال رحمه الله وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع رأسه من الركوع يقول ربنا يقول ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد هذا لفظ الحديث احق افعل التفضيل وقد غلط فيه طائفة من المصنفين طبعا الامام ابن تيمية للشباب كان يتكلم عن الحمد نتكلم عن الحمد والشكر فاستطرد وتكلم عن آآ هذا الحديث الشريف وبين غلط من رواه بلفظ حق ما قال العبد آآ حق ما قال العبد او حق ما قال العبد قال وهذا ليس لفظ الرسول وليس هو بقول سديد فان العبد يقول الحق والباطل بل الحق ما يقوله الرب. كما قال تعالى فالحق والحق اقول ولكن لفظة احق ما قال العبد خبر خبر مبتدأ محذوف. اي الحمد احق ما قال العبد او هذا هو الحمد احق ما قال العبد قال ففيه بيان ان الحمد لله احق ما قاله العباد. ولهذا اوجب قوله في كل صلاة وان تفتح به الفاتحة واوجب قوله في كل خطبة وفي كل امر ذي بال والحمد ضد الذنب والحمد يكون على محاسن المحمود مع المحبة له. كما ان الذنب يكون مع مساوئه مع البغض له فاذا قيل انه سبحانه يفعل الخير والحسنات وهو حكيم رحيم بعباده ارحم بعباده من من الوالدة بولدها واوجب ذلك ان يحبه عباده ويحمدوه واما اذا قيل آآ واما اذا قيل بل يخلق ما هو شر محض ولا اناء ولا نفع فيه ولا رحمة ولا حكمة ولا آآ لاحد هو يرد لذلك على قول الجهمية شباب يعني احنا طبعا الكتاب لكونه يعني فيه بعض الصعوبة للشباب المبتدئ. فنحن يعني نأخذ صفحات قليلة. فطبعا لو كان الكلام متصلا مناسبة الكلام هو الان كان يرد على الجهمية الذين ينفون حكمة الله ويزعمون ان الله ان الله يمكن ان يخلق الشر المحض ونحو ذلك قال واما اذا قيل بل يخلق ما هو شر محض ولا نفع فيه ولا رحمة ولا حكمة لاحد وانما يتصف بارادة ترجح مثلا على مثل يعني يعني نفي الحكمة. يعني هؤلاء الجهمية ومن تبعهم ينفون حكمة الله من الافعال. يقولون فقط هو يفعل لمجرد المشيئة آآ وانهم يقولون وانما يتصفوا بارادة ترجح مثلا على مثل لا آآ فرق عنده بين ان يرحم او يعذب. وليست نفسه ولا ارادته نجحتا للاحسان الى الخلق بل تعذيبهم وتنعيمهم سواء. وهو مع هذا يخلق ما يخلق لمجرد العذاب والشر. ويفعل ما يفعل لا لحكمة ونحو ذلك وذلك مما يقوله الجهمية لم يكن هذا موجبا لان يحبه العباد ويحمدوه بل هو موجب للعكس. هذا ممتاز جدا الامام ابن تيمية رحمه الله يبطل قول الجهمية في نفيهم لحكمة الله وزعمهم ان الله يخلق بلا حكمة وان وان الله يفعل لمجرد المشيئة ابطل ذلك بمجرد معنى الحمد لله ويبين ان الحمد هو ذكر المحامد التي يستحق بها الحمد مع حبه فكيف يستحق الحمد وهو آآ لا لا يخلق لحكمة؟ واضح؟ قال ولهذا فان كثيرا من هؤلاء ينطقون بالذم والشتم والطعن ويذكرون ذلك نظما نثرا. يعني هم يصرحون بذلك فعلا قال وكثير من شيوخ هؤلاء وعلمائهم من يذكر في كلامه ما يقتضي هذا ومن لم يقله ومن لم يقله لسانه فقلبه ممتلئ به لكن يرى ان ليس في ذكره منفعة او يخاف من عموم المسلمين وهذا فعلا ان كثيرا من آآ ممن عندهم عقائد باطلة آآ اما انه لا يجهر بها لكونه يظن ان المستمع لا يفهمها او لكونه يظن ان العام لهم حكم غير الخاصة كما يفعل الباطنية ومن شابههم او انه يخاف منهم كما دخل كثير من الناس في آآ في بعض العقائد يعني او انهم اخفوا عقيدتهم خوفا من الناس او خوفا من ذهاب سلطانهم وكان في بعض المنتسبين الى العلم يعني كان يدخل بعض القنوات ويخفي مذهبه لانه كان يرتزق من هذه القناة فلما طردته القناة اظهر مذهبه كاملا وبين انه كان عليه منذ سنوات. يعني كانه يشهد على نفسه وقلة المروءة ويشهد على نفسه انه كان آآ يكذب وانه كان ينافق ويشتري بدينه عرض الدنيا. نعوذ بالله من ذلك قال وفي شعر طائفة من الشيوخ ذكر نحو هذا قال وهؤلاء يقيمون حجج ابليس واتباعه على الله ويجعلون الرب ظالما لهم. وهو خلاف ما وصف الله به نفسه في قوله وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين طبعا آآ لماذا هم ينفون آآ يثبتون الظلم لله لانهم يقولون ان العبد مجبر على افعاله ويقولون ان الله يفعل ما يشاء بمعنى انه ليس حكيما. يعني يمكن ان يدخل كل الانبياء النار. ويدخل الكفار وابليس الجنة وهذا قول باطل منكر وبعض الناس يردده الان آآ طيب قال وقوله وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم. طبعا هذا النفي يتكرر كثيرا. لماذا؟ لان هذا آآ يعني معنى اذا اذا تكرر شيء في القرآن فلابد ان يكون له مقتضي فنفى الله سبحانه وتعالى كثيرا مثلا ان الله لا يظل مثقال ذرة. وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم. آآ وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين وما ربك بظلام من العبيد لا يمكن ان ان ينفى هذا الا وهو موجود عند كثير من الناس هذا الظن مثلا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله؟ بل اولئك هم الظالمون. فيمكن ان يخطر ببال كثير من الناس في قضاء الله انه يظلمهم الله سبحانه وتعالى يبطل ذلك وكل عاقل يعلم من نفسه ان الله سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة قال كيف يكون ظالما وهم فيما بينهم لو اساء بعضهم الى بعض او قصر في حقه لكان يؤاخذه ويعاقبه وينتقم منه ويكون ذلك عدلا اذا لم يعتدي عليه يعني هو بيقول ان الله سبحانه وتعالى اذا جاز العبد بعمله فهذا لا يكون ظلما بل هو العدل وهو الحق والانسان منا اذا آآ الذي ظلمه احد فانه يقتص منه ولا يسمي ذلك ظلما ولا يسميه اعتداء بل يسميه عدلا ويسميه حقا قال ولو قال ان الذي فعلته قدر علي فلا ذنب لي فيه لم يكن هذا عذرا له عندهم باتفاق. باتفاق العقلاء واذا كان العقلاء متفقين على ان حق المخلوق لا يجوز اسقاطه احتجاجا بالقدر كاتب هو القدرة. لأ خطأ. قلت لكم ان النسخة هذه مليئة بالاخطاء فاذا كان العقلاء متفقين على ان حق المخلوق لا يجوز اسقاطه احتجاجا بالقدر فكيف يجوز اسقاط حق الخالق احتجاجا بالقدر؟ يعني لا يحل لاحد ان قل يا رب انت كتبت علي هذا العمل وانا آآ يعني مجبر عليه آآ يعني فهذا باطل. لانك فعلته بقدرتك. كل ما هو خارج عن قدرتك وارادتك لست مكلفا به او انت معفو عنك فيه قال مم وهو سبحانه الحكم العبد الذي لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. وهذا مبسوط في غير هذا الموضع. فقوله احق ما قال العبد سيرجع الحديث يقتضي ان حمد الله احق ما قاله العبد. فله الحمد على كل حال لانه لا يفعل الا الخير والاحسان الذي يستحق الحمد عليه. سبحان وتعالى. وان كان العباد لا يعلمون. يعني هو يريد ان يقول ان الله سبحانه وتعالى يستحق الحمد سواء علم العبد لذلك او لم يعلم سواء علم العبد بذلك او لم يعلم. وهذا مهم جدا يا شباب ان علمك بالشيء او جهلك به لا يثبته ولا ينفيه مثلا لو انت انا مثلا اعتبر ان انا لا اعرف ان في بلد مثلا آآ اسمها براج مثلا اللي هي عاصمة شيك مثلا او لا اعلم ان في بلد اسمها سمنود مثلا هل علمي هذا سينفي وجودها؟ لأ. لا ينفي ولا يثبت. واضح؟ فكون الشيء معلوما او مجهولا هذه امور نسبية. فالله الله سبحانه وتعالى يستحق الحمد سواء علم ذلك العباد وشهدوا به او لم يعلموه ولم يشهدوا به قال وهو سبحانه خالق الانسان وخلق آآ خلق الانسان وخلق نفسه متحركة بالطبع حركة لابد فيها من الشر لحكمة بالغة ورحمة سابغة آآ طبعا هو قال هنا ان الحركة لابد فيها من الشر حتى ان الملائكة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فالملائكة علموا انه سيحصل من هذا الانسان شر لكن هذا الشر لا يكون من كل وجه بمعنى انه لابد ان يقتضي مقاما من مقامات الخير. وسبق لنا ذكر ذلك شباب في الدرس الماضي. تكلمنا عن آآ ان الله تبارك وتعالى لا ليس في خلقي ما هو شر من كل وجه فاما ان يكون خيرا واما ان يؤول الى خير واما ان يكون شرا من وجه وخيرا من وجه سبق ذلك بتفصيل فاذا قيل لاحظ ان كلمة فاذا قيل تستعمل في دفع الاشكالات عن القول وهو من من بلاغة القول انك انت تدفع الاشكالات عليه اه فاذا قيل فلم اه فلم يخلقها على غير هذا الوجه يعني لماذا لم يخلقها آآ وهي خير؟ يعني لماذا خلق الشر الذي يقتضي الخير؟ قيل كان يقول ذلك آآ قيل كان يقول ذلك خلقا غير الانسان وكانت الحكمة التي آآ خلقها بخلق الانسان لا تحصل وهذا سؤال الملائكة اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء آآ ما لم تعلمه الملائكة فكيف يعلمه احد الناس؟ يعني هو بيقول لك ان الملائكة ان الملائكة نفسها سألت الله تبارك وتعالى هذا السؤال اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء هل الله سبحانه وتعالى قال لا هو لا يسفك الدماء ولا يفسد في الارض. لأ هو فعلا يفسد هم سألوا يعني نفس السؤال هذا الذي قد يخطر ببال الانسان اللي هو وجود الشر في الكون آآ فهم سألوا هذا السؤال والله سبحانه وتعالى ان هذا لا لا يمكن ان يعلم تفاصيله العباد وان كان العباد بشكل عام يعلمون ان ربهم حكيم. فسواء علمت الحكمة المفصلة من الامر او لم تعلمه يكفيك الحكمة العامة وهذا امر مهم جدا يا شباب من ظن انه سيعلم الحكمة من كل آآ شرع وقدر يقدره الله فهو كاذب وهو يريد ان يكون علمه كعلم الله. وهذا باطل. فالله سبحانه وتعالى يعني لا يحيط الناس بشيء لا يحيطون به علما وتعالى. ولكن يعرفون شيئا من علم الله تبارك وتعالى الذي اذن به سبحانه وتعالى. وما يخفى عنهم اعظم واعظم قال ما لم تعلمه الملائكة فكيف يعلمه احد الناس؟ الملائكة الانفسهم لم يعلموا ذلك قال وفي نفس الانسان وفي نفس الانسان خلقت كما قال تعالى ان الانسان خلق هلوعا. يعني في شرور خلقت في الانسان اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. قال تعالى خلق الانسان من عجل. فقد خلقت خلقة تستلزم وجود ما وجد منها حكمة عظيمة ورحمة عميقة كان ذلك خيرا ورحمة. وان كان فيه شر اضافي كما تقدم. يعني ببساطة يا شباب مثلا كخلق المرض الانسان يمرض انت اذا نظرت الى هذا المرض نظرة آآ سطحية ستقول ان هذا المرض هو شر. لكن هذا المرض هو خير من وجوه كثيرة. وربما يكون خيره اكثر بكثير من شره واول من يناله الخير هو العبد فانه يكفر به آآ يكفر به من خطاياه وترفع به درجته بالصبر وينتفع منه كثيرون مثلا لو زوجته صبرت عليه فانها تؤجر وجيرانه لو اعانوه فانهم يؤجرون. وكذلك الطبيب ينتفع ويعني احنا لو نظرنا الى اي شر في الكون سنجد هذا الشر يعني بنظرتنا السطحية سنجد ان هذا الشر يتضمن مقامات كثيرة من مقامات الخير. كما قال الله سبحانه وتعالى عن الافك هو اتهام عائشة رضي الله عنها في عرضها ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم فالخير والشر نسبيان وكثير من الناس ربما يصيبه ذنب فيكون نقطة انطلاق له في التوبة والشعور بالضعف والفقر الى الله وان يرحم المذنبين ويفتح طريقا الى الله في العمل الصالح ليعوض واضح؟ والعكس ربما يرى الانسان آآ الشر خيرا. فمثلا يكون عنده اموال كثيرة جدا ولا يستطيع ان ينفقها في الخير. وتكون سبب في قدرته على الشر والباطل. فالشاهد من هذا انك علمك بحكمة الله العامة ينبغي ان يغنيك عن معرفة التفاصيل اصيل فتسلم لله. كما قالت هاجر رضي الله عنها االله امرك بهذا قال نعم قالت اذا لن يضيعنا اذا يا شباب الانسان في نفسه شر. لذلك الله سبحانه وتعالى اعلمك بهذا ونفسه وما سواها فالامها فجورها وتقواها. قد افلح من زكاها وقد من دساها وفي ايات كثيرة جدا يذكر ما في النفس من شرور. وانها امارة بالسوء. وانها وان بها هوى. وغير ذلك قال رحمه الله فقد خلقت خلقة تستلزم وجود ما وجد منها لحكمة عظيمة ورحمة عميقة وكان ذلك خيرا ورحمة. وان كان فيه شر اضافي. كلمة شر اضافي يعني ليس شرا من كل وجه. اكيد هو شر من وجه بلا شك واضح؟ لكنه ليس من كل جهة فهذا كلمة اضافية يعني نسبي يا شباب. فهذا من جهة الغاية مع انه لا يضاف الشر الى الله يعني كما في الحديث السابق والشر ليس اليك. لان الله لا ينسب اليه الا الخير قال واما الوجه الثاني من جهة السبب فان هذا الشر انما وجد لعدم العلم والارادة التي تصلح النفس فانها خلقت بفطرتها تقتضي معرفة الله ومحبته وقد هديت الى علوم واعمال تعينها على ذلك. وهذا كله من فضل الله واحسانه. لكن النفس المذنبة لما لم يحصل لها من من يكملها بل حصل لها من من زين لها السيئات من شياطين الانس والجن. مالت الى ذلك وفعلت السيئات كان فعلها للسيئات مركبا من عدم ما ينفع وهو الافضل يعني انها لم تفعل الافضل ووجود هؤلاء الذين كاتب خيروها لأ غيروها ان هو غيروها قال والعدم لا يضاف الى الله. يعني ابن تيمية سبق يا شباب ان احنا اخذنا ما معنى الشر ليس الى الله؟ وان الشر الموجود في افعال العباد ليس من الله بمعنى ان الله لم يأمر به. وان كان الله خلقه لكن هو من العبد او من تزيين شياطين الانس والجن. يعني الله سبحانه وتعالى الذي خلق لك لسانا ثم سببت بهذا اللسان الله او انكرت به الله او او او كذبت به هل الله سبحانه وتعالى يعني هذا الشر هو ممن هل هذا الشر من من العبد ام ام من الله؟ من العبد لان العبد فعله بارادته وقدرته واختياره. ولكنه ليس من الله آآ لكن انه من الله تبارك وتعالى خلقا وتقديرا طيب قال وهؤلاء اه وهؤلاء القول فيهم كالقول اه فيها خلقهم لحكمة. اللي هي الذنوب يعني. لو الكلام عن ايه؟ الذنوب اللي هو هو يريد هنا ان يتكلم عن المصيبة وعن سبب المصيبة. فالمصيبة يريد ان يقول ان هذه المصيبة آآ هي لحكمة فكونها فكونها لحكمة يقتضي انها خير. وهذا هو الذي يضاف الى الله. طيب ما سبب المصيبة؟ اللي هو من نفسك المصيبة اما تقصير منك او آآ انك زين لك الباطل او او نحو ذلك من المعاني. فايضا من جهة السبب هو ليس من الله. يعني من جهة انك فاعل ذلك وانه انك فعلته بقدرتك واختيارك. فهمنا كده يا شباب؟ يبقى هو يريد ان يبطل يعني يريد ان يتكلم هنا. لماذا قال ما اصابك من من من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. لماذا كانت السيئة من نفسك اذا قصد بالسيئة انها المصيبة فلا تنسب الى الله. لماذا؟ لان الله لا ينسب اليه الا الخير. فهذه المصيبة تتضمن خيرا. هذا هو الذي الى الله. طيب سبب هذه المصيبة هو الذنوب. والذنب من نفسك. يعني باختيارك وقدرتك. واضح؟ وهذا معنى والشر ليس اليك بعكس الحسنة يا شباب الحسنة وما يترتب عليها هي من الله تبارك وتعالى. فهو الذي هداك وهو الذي ارشدك وهو الذي علمك وهكذا قال فلما كان عدم ما تعمل به وتصلح هو احد السببين. وكان الشر المحض الذي لا خير فيه هو العدم المحض هو العدم المحض والعدم لا يضاف الى الله فانه ليس شيئا والله خالق كل شيء. يعني يريد ان يقول ان هذا اساسا ليس شيئا يعني اساسا هو ليس شيئا والله خالق كل شيء كانت السيئات منها باعتبار ذاتها في نفسها مستلزمة للحركة الارادية التي آآ تحصل منها عدم آآ آآ التي تحصل منها عدم او تحصل منها عدم مع ما مع ما يصلحها تلك السيئات والعبد اذا اعترف واقر بان الله خالق افعاله كلها فهو من وجهين يعني يا شباب هو يريد هنا باختصار ان يقول ان المصيبة او الشر يعني احيانا مثلا انسان يرى مصيبة مثلا في الكون. هو لا يعرف وجه هذه المصيبة يعني رأى مثلا طفلا لا ذنب له في قتل او بنت مثلا تغتصب فيقول هذا شر. لماذا يخلق الله هذا الشر اول شيء هو لا يفهم هو لا يفهم اول شيء لو هو نظر الى هذا الكون بهذا الاحكام سيعرف ان الخير فيه غالب على الشر دي اول فكرة الفكرة الثانية انه بنظره لهذا الكون واتقانه والنظر في ايات الله في النفس وفي الكون سيعرف ان ان هذا الرب عليم حكيم قدير قوي يبقى هذا ينبغي ان يستصحبه في النظر الى هذا الحدث الجزئي. اللي هو مثلا آآ امرأة تغتصب او طفل يقتل. او المسلمون ينهزمون مثلا فيقول هذا الشر لماذا يخلقه الله هذا شر اضافي لكنه لا يمكن ان يكون شرا من كل وجه. فكل مصيبة من هذه المصائب لابد انها تتضمن مقاما من مقامات الخير سواء انت علمت ذلك او لم تعلم. يعني ايه يا شباب خليني اضرب لكم مثال مثلا في شخص بيقول نظر الى ممثلة اجنبية كانت بتتبرع للناس وعمل منشور قال لك انظر الى هؤلاء اللي انتم بتقولوا عليهم كفار دول يتصدقون الاف الدولارات والمسلمون لا لا يتصدقون. هذا الشخص بالظبط يشبه الانسان اللي هو نظر الى طفل قتل مثلا او آآ قتله الكفار او نحو ذلك. فيقول كيف يفعل الله هذا هو لا يدري اساسا الوجه الحسن في هذا الفعل ولا يعرف حكمته كثير فهؤلاء هذا الشخص الذي يقول ان اينما يتبرع به المسلمون هو لا يدري ان ان كثيرا من المسلمين يتبرع بملايين الدولارات مش الاف فجهله هذا لا يمنع ان يكون الشيء واقعا فعدم علمك بحكمة الله لا ينفي حكمة الله في في ذات الامر. الله سبحانه وتعالى عليم حكيم. سواء علمت انت وجه حكمتي او لم تعلمه. واضح؟ وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وهو هنا يريد ان يقول ان هذه الامور التي يظن الانسان آآ انها شر من كل وجه لا يمكن ان تكون شرا من كل وجه. لابد ان خيرا. انت بقى علمت الخير او لم تعلموا هذا تماما كقصة موسى والخضر يا شباب هل موسى عليه السلام ادرك وجه الخير الغالب على على الفعل الذي فعله الخضر؟ لا لم يدركه لكن هل هذا يمنع ان يكون هذا الفعل فعلا هو خير؟ ان هو خرق السفينة وان هو قتل الغلام وان هو بنى الجدار هذه الامور الثلاثة خفي وجه حكمتها على آآ موسى لكن هل حكم موسى عليها بانها شر؟ او انها ليست خيرا؟ هل هذا يجعلها في ذات الامر شرا ليست خيرا؟ لأ وانما هذا اجتهاد من موسى عليه السلام بين انه لم يكن اجتهادا صحيحا والصواب انها كانت هي الخير. وهي الافعال المناسبة وهي مقتضى الحكمة. فانت خذ هذه القصة كمثال لافعال الله تبارك وتعالى واعلم ان كل ما آآ ظاهره انه آآ شر لابد ان يكون اما خيرا واما انه يقتضي مقام من مقامات الخير قد تعلم انت ذلك وقد لا تعلم طيب وانا حتى ذكرت قبل ذلك قصة ان انا كنت في مدينة وفي آآ سمعنا بان طفل يعني مات متجمدا بسبب الثلج يعني كان في خيمة كان يعني امه كانت عايشة في مخيم يعني اللي هم الناس النازحين يعني وهذا الطفل مات من البرد تجمد هذا الطفل تجمد امه يعني ذهبت تبحث عن غطاء فلم تجد ورجعت وجدت ابنها يعني قطعة ثلج بسبب هذا الولد يعني آآ مش عايز اقول لك كمية التبرعات اللي اللي هي شملت الشعب مش فقط المخيم كانت مهولة لان كثيرا من المحسنين تأثر بهذه القصة جدا وجاء بنفسه وانفق ملايين. اشترى بطاطين واشترى اللي بيسموها صوبة. اللي هي دفاية يعني حاول ان هو يعني يجبر هذا النقص. ده دي تفصيلة بسيطة. هذه تفصيلة بسيطة من الخير المتضمن آآ لهذا الشر طيب قال والعبد اذا اعترف واقر بان الله خالق افعاله آآ كلها فهو على وجهين. ان اعترف بي اقرارا بخلق الله كل شيء بقدرته مشيئتي واقرارا بكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر واعترافا بفقره وحاجته الى الله وانه آآ ان يهده فهو ضال. نزود كلمة ان يا شباب كلمة انه ان وانه ان لم يهده فهو ضال. وان لم يتب عليه فهو فهو مصر وان لم يغفر له فهو هالك خضع لعزته وحكمته فهذا حال المؤمنين الذين يرحمهم الله ويهديهم ويوفقهم لطاعته يبقى يا شباب هذا هو الحال الاول. الذي يشهد فيه العبد ان ربه خالق فعله. وهذا حال حسنة تدل على ان علم علم الانسان بقدرة الله ونفوذ مشيئته واقراره بكلمات الله التامات وفقره الى الله وانه لا يهدي لا يهدي الا الله ولا يضل الا الله. كل هذا هو حال المؤمنين. طب الحال الاخر بقى؟ الحال الاخر هو حال فاسد وهو ان يحتج بالقدر. يقول يا رب انت خلقت فعلي فكيف تحاسبني عليه؟ وهذا فعل الكفار وفعل ابليس ربي بما اغويتني لا آآ لازينن لهم في الارض مثلا اه او لاقعدن لهم صلاتك المستقيم او مثلا كقول الكافر لو ان الله هداني لكنت من المتقين. وكقولهم اه لو شاء الله ما اشركنا او لو هدانا الله لهديناكم ففرق بين ان آآ تشهد لله بانه خالق كل شيء وخالق فعلك لتخضع لله لتؤمن لله بالله وتفتقر اليه. وفرق بين ان تحتج بذلك على فعلك فتقول يعني لو ان الله الله هداني لكنت من المتقين قال وان قال ذلك احتجاجا على الرب ودفعا للامر والنهي يعني معارضة. بين الامر والنهي ودفعا للامر والنهي عنه واقامة واقامة لعذر نفسه فهذا ذنب اعظم من الاول. يعني ذنبه الذي فعله مسلا انسان كذب او شرب خمرا او نحو ذلك اذا احتج بالقدر هذا ذنب اعظم من ذنبه الاول. قال وهذا من اتباع الشيطان وينفع يكون من اتباع الشيطان. يعني ينفع ولا يزيده ذلك الا شرا. وقد ذكرنا ان الرب سبحانه محمود لنفسه ولاحسانه الى خلقه. ولذلك هو يستحق المحبة يستحق المحبة اسف هو لذلك هو يستحق المحبة لنفسه ولاحسانه الى عباده. ويستحق ان يرضى العبد بقضائه لانه حكم وعدل اه لا يفعل الا خيرا وعدلا ولانه لا يقضي للمؤمن قضاء الا كان خيرا له ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له طبعا قوله يرضى العبد بقضائه فصلنا قبل ذلك كلام عن الرضا في كتاب التحفة العراقية في الاعمال القلبية وذكرت وذكرنا وقتها حتى ابن تيمية رحمه الله ذكر ان الرضا آآ بالقدر نوعان فيه فرق بين ان ترضى عن فعل الله وعن المفعول. لابد ان ترضى عن كل افعال الله. لا نقول الا ما يرضي ربنا لكن هذا المفعول لا تحاسبه بقدره. يعني مثلا انت اذا رأيت المسلمين هزموا لو رأيت رجلا قتل من الصالحين فانت تحزن لا ترضى بهذا وان كنت تسلم وتؤمن ففي فرق بين الرضا والصبر الرضا هذا شيء مستحب. والامر الاخر ان الرضا على الاشياء بحسبها. فاذا رأى الانسان منكرا لا يرضى به وان كان يصبر عليه. فرق بين لا تلازم بين الرضا والصبر. من يريد ان يتوسع في ذلك يراجع كتاب التحفة العراقية قال فالمؤمن يرضى بقضائه لما يستحق الرب لنفسه من الحمد والثناء ولانه محسن آآ الى المؤمن طيب قال وما تسأله طائفة من الناس وهو انه صلى الله عليه وسلم قال لا يقضي الله هذا يا شباب من من اجمل ما في الكتاب اللي هو شرح للحديث وابن تيمية كل الايات التي شرحها والاحاديث التي شرحها هي من احسن ما ينتفع به طالب العلم ان شاء الله قال وما تسأله طائفة من الناس وهو انه صلى الله عليه وسلم قال لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له وقد قضى عليه بالسيئات الموجبة للعقاب. كيف ذلك خيرا. هذا اشكال يا شباب. يعني ابن تيمية بعد ما قرر هذه القاعدة يريد ان يدفع هذا الاشكال. طب ما هو الاشكال يا شباب؟ شرح الاشكال مقدمة في فهم جوابه وجه الاشكال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له. طيب من جملة ما قضى الله به على المؤمن انه سيزني او سيسرق او سيكذب فهل هذا ايضا يدخل في كونه خيرا؟ سيجيب ابن تيمية رحمه الله. قال وعنه جوابان احدهما ان اعمال العباد لم تدخل في الحديث. انما دخل فيه ما يصيب الانسان من النعم والمصائب. نعم كما في قول ما اصابك من حسنة فمن الله ما اصابك من سيئة فمن نفسك. نعم يا شباب هذا الحديث لا يتكلم عن افعالك انت وانما يتكلم عما يصيبك. اما افعالك هذه فقد تكون خيرا وقد تكون شرا. الانسان اللي صلى وزكى وتصدق غير الانسان اللي زنا وكذب واه وظلم فرق لكن هذا الحديث لا يتكلم عن افعالك وانما يتكلم عن المصائب التي تصيبك او قضاء فهمنا كده طيب ولهذا قال ان اصابته سراء شكر فكان خير له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. فجعل القضاء ما يصيبه من سراء وضراء. هذا ظاهر لفظ الحديث فلا اشكال علي يبقى هذا هو الجواب الاول وفي رأيي هذا قوي جدا لكن مع ذلك حتى لو قلنا ان هذا الحديث يشمل افعال العبد فايضا حتى لو كانت سيئة فيمكن ان تكون خيرا له شرط ان يحسن التفاعل معها. وفي رمضان احنا كان لنا كلام يعني كان لنا دروس كده خفيفة بعد صلاة الفجر يعني نأخذ فيها مفاتيح النجاح من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وشرحنا هذا الحديث بتوسع كيف يكون كل قضاء الله فيك خيرا ولكن بحسب حسن معه قال الوجه الثاني انه اذا قدر ان الاعمال دخلت في هذا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سرته حسناته وساءته سيئته فهو مؤمن فاذا قضى له بان يحسن فهذا مما يسره فيشكر فيشكر الله عليه. واذا قضى قضى عليه بسيئة فهي انما آآ فهي انما تكون سيئة يستحق العقوبة عليها اذا لم يتب منها. فان تاب ابدلت بحسنة. فيشكر الله عليها. وان لم يتب ابتلي بمصائب تكفرها فصبر عليها فيكون ذلك خيرا له. والرسول صلى الله عليه وسلم قال لا يقضي الله للمؤمن والمؤمن هو الذي لا يصر على ذنب بل يتوب منه فيكون حسنة كما قد جاء في عدة ايات ان العبد آآ لا يعمل آآ لا يعمل الذنب فيدخل به الجنة بعمله هذه خطأ ولا يزال يتوب منه حتى يدخل بتوبته منه الجنة يعني انسان يعمل زنب فيستعظم هذا الذنب. فيشعر بفقره الى الله ويحتاج ان يعوضه بالحسنات وينكسر ويعذر المذنبين. يعني هناك معاني عظيمة جدا يمكن ان تترتب على الذنب بشرط ان يحسن الانسان التفاعل معه وان يتوب منه وان يستغفر. قال والذنب يوجب ذل العبد وخضوعه ودعاءه آآ الله ودعاء الله واستغفاره اياه وشهوده بفقره وحاجته اليه وانه لا يغفر الذنوب الا هو. وهذا شباب هذا الموطن جدا في بياني كيف يحسن الانسان التفاعل مع الذنب وان الشيطان يضحك على ابن ادم. اذا اوقعه في ذنب فانه آآ يجعله يستحي من التوبة. ويستحي من الاستغفار يستحي من طلب العلم ومن قراءة القرآن يقول له كيف تقرأ القرآن وانت الذي تفعل كذا وكذا؟ فيريد ان يخرجك من ذنب ويدخلك في ذنب اخر والعاقل هو الذي يجعل ذنبه نهاية الذنوب وبداية للعمل الصالح. والخضوع لله والفقر لله. وما يلقاه الا الذين صبروا. الانسان العاقل هو الذي يحسن التفاعل مع كل حدث يستخرج من المشكلة فرصة قال فيحصل للمؤمن بسبب الذنب من الحسنات ما لم يكن يحصل له بدون ذلك. فيكون هذا القضاء خيرا له. نعم. وابن تيمية له فصل جميل جدا في منهاج السنة في في اثار الذنوب على المؤمن ليس طبعا ليس معنى ذلك ان هو يقول لك افعل الذنب لأ وانما كالانسان الذي يحذرك من شرب السم. السم السم السم لكن يقول لك لكن اذا شربت السم هذا ترياقه واضح كده؟ زي ما انت كده تقول لابنك اوعى اوعى تاكل من دي لكن لو انت غلطت وكلت كل دي بعدها عشان هتذهب آآ اثرها او المرض بتاعها وهكذا يعني طيب قال فهو زي بالضبط طفاية الحريق اللي موجودة معك في البيت. هل طفيت الحريق معناها انك انت تولع في البيت وبعدين تطفي الحريق؟ لأ وانما معناها لو البيت ولع او انت غلطت وولعت وحصلت منك نار تطفيها. فهمنا كده قال فهو في ذنوبه بين امرين. اما ان يتوب فيتوب الله عليه فيكون من التوابين الذين يحبهم الله. واما ان يكفر عنه بمصائب خلاص كده تصيبه آآ تصيبه ضراء فيصبر عليها فيكفر عنه السيئات بتلك المصائب وبالصبر عليها ترتفع درجاته. طبعا مهم جدا يا شباب فرق بين ان تنزل بك المصيبة وبين ان تصبر عليها. نزول المصيبة بالمؤمن يحط خطاياه. لكنه لا يؤجر بمجرد ذلك. انما يؤجر بالصبر على المصيبة. فرق كن بين فرق بين نزول المصيبة والصبر على المصيبة اتكلمنا عن ذلك قبل ذلك. وقد جاء في بعض الاحاديث يقول الله اهل آآ يقول الله تعالى اهل ذكري اهل مجالستي واهل شكري اهل زيارتي لأ هي زيادتي قال واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اؤيسهم من رحمتي ان تابوا فانا حبيبهم اي محبهم. فان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. قال وان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لاكفر عنه المعائب. هذا الحديث ان كان يعني اسناده فيه ضعف آآ لكن لكن معناه جميل جدا وهذا الحديث فعلا لو لو الانسان المؤمن فكر في هذا الحديث سيجد ان امره كله له خير. بشرط ان يمتثل ما جاء في الحديث قال وفي قوله تعالى من نفسك سيعود مرة اخرى. وفي قوله تعالى من نفسك من الفوائد ان العبد لا يركن الى نفسه. ولا يسكن اليها فان الشر لا يجيء الا منها. هنا بقى يا شباب ابن تيمية يريد ان يقول لك كيف كيف تنتفع من هذا الحديث؟ من هذه الاية. يعني يا شباب لماذا الله سبحانه وتعالى قال ما اصابك وما اصابك من سيئة فمن نفسك. يعني ما الحكمة في ان يبين الله لك ان الشر من نفسك هذا هنا الذي يذكره ابن تيمية رحمه الله وفي قوله تعالى من نفسك من الفوائد ان العبد لا يركن الى نفسه ولا يسكن اليها فان الشر لا يجيء الا منها. لازم نفهم يا شباب ان القرآن ان القرآن الكريم عظيم يعني القرآن الكريم حينما يتكلم عن الفعل احيانا يسند الفعل الى الله واحيانا يسند الى نفسك. مثلا شف الاية بيقول ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. طيب جميل. يبقى هذا يؤكد اننا لن تزكوا انفسنا الا طيب في موضع اخر يقول قد افلح من زكاها لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات. مرة يقول لك انت اللي بتزكي نفسك ومرة اخرى يقول لن تزكو نفسك الا بالله. نعم لكل مقام مقال حينما يذكر نعمة الله عليك غير الموطن الذي يشعرك فيه بالمسئولية. انك مسئول وان لديك قدرة وانك محاسب عليها. نفس الكلام هنا الله خالق كل شيء. نعم. لكن اذا عرف الانسان ان المصيبة من نفسه وان السيئة والذنب من نفسه هنا سيحصل معاني لم يكن ليحصلها لو علم انها من خلق الله فقط فهمنا كده يا شباب؟ لماذا؟ لانه سيشعر بفقري الى الله وسيعاتب نفسه وسيأخذ بالاسباب التي لا توقعه. وسيعذر المذنبين لان ضعفت ايضا واقع يعني لو لو اردنا ان نبحث عن الفوائد التي في كلمة من نفسك يعني ربما لا لا نستطيع ان نحصيها حتى ربنا قال في في الهزيمة هزيمة احد اولما اصابتكم مصيبة قد اصابتم مثلها قلتم انى هذا؟ قل هو من عند انفسكم. هذا مهم جدا يا شباب لذلك قول علي ابن ابي طالب حتى انا يعني في الفيسبوك جعله هو الشعار يعني مش عارف بيسموها ايه اللي هي بتتكتب تحت الاسم دي لان هذا القول في رأيي هو من اعظم الاقوال التي قالها غير نبي يعني الاقوال التي قالها غير النبي هذا عندي في الذروة لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن عبد الا ذنبه. والله هذا قول يعني ينبغي ان الانسان يفكر فيه. لا تعول على اي سبب تأخذ به الا على ربك تبارك وتعالى ولا تخف من اي شيء في الدنيا الا من ذنبك. لان ذنبك هو اللي بيوديك في ستين داهية. من الاخر قال وفي قوله تعالى من نفسك من الفوائد ان العبد لا يركن الى نفسه ولا يسكن اليها فان الشر لا يجيء الا منها. ولا يشتغل بملام الناس ولا ذمهم اذا اليه فان ذلك من السيئات التي اصابته. وهي انما اصابته بذنوبه. فيرجع الى الذنوب فيستغفر منها ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله ويسأل الله ان يعينه على طاعته فبذلك يحصو له كل خير ويندفع عنه كل شر حتى في يعني اثر مشهور ان شخصا سبه الناس فدخل الى بيته واستغفر الله قال لم يهني هؤلاء الا بسبب ذنبي وهذا من العقل؟ نعم قد يكون في شيء من ذلك من الابتلاء. لا يلزم ان يكون كله عقوبة. على فكرة يعني ما يبتلى به الانسان قد يكون عقوبة وقد يكون اختبارا لازم نفهم دي يا شباب يعني ان شاء الله سيأتي الكلام عنها لما نتكلم عن القدر طيب قال ولهذا كان انفع انفع الدعاء واعظمه واحكمه دعاء الفاتحة. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فانه اذا هداه هذا اعانه على طاعته وترك معصيته. فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الاخرة لكن الذنوب هي من لوازم نفس الانسان. وهو محتاج الى الهدى في كل لحظة وهو الى الهدى احوج منه الى الاكل والشرب. ليس كما يقول طائفة من المفسرين طبعا ابن تيمية هنا سيفسر ما معنى اهدنا الصراط المستقيم. ما وجه الاشكال فيه يا شباب؟ ان المسلم او المؤمن قد هدي الى الصراط المستقيم. فكيف يقول اهدنا فبعضهم هنا بقى اشكل عليه هذا وانت اذا قرأت تفاسير العلماء للفاتحة ستجد كلاما يدل على انهم استشكلوا هذا. ابن تيمية لا يرى ان هذا اشكال اصلا يرى انه قول صحيح لان العبد لا يمكن ان يحصي الهداية. هو نحتاج كل ثانية الى هداية الله. انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى كل انسان ويزيد الله الذين اهتدى هدى لا يمكن ان يحصي الانسان هدى الله تبارك وتعالى قال ليس كما يقول طائفة من مفسرين انه قد هداه فلماذا يسأل الهدى هذا هو الاشكال. وان المراد بسؤال هو مكتوب المهدي لا الهدى الثبات يعني قالوا ايه؟ معناها ثبتنا على الصراط المستقيم. لأ معناها اهدنا الانسان لا يحصي الهداية. وربنا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي اتق الله آآ قال وان المراد بسؤال الهدى الثبات او مزيد الهداية. هذا القول يخطئ ابن تيمية قال بل العبد يحتاج الى ان يعلمه ربه ما يفعله من تفاصيل احواله نعم انت عندك هداية عامة. يعني اضرب لك مثالا انت مثلا قلت لشخص انا اريد ان اذهب مثلا الى انقرة مثلا الشخص قال لك اذهب الى انقرة هذا هو المكان. طب انت لما دخلت انقرة محتاج تعرف فين المطاعم وفين الفنادق وهتنام فين ومين مين الناس الكويسين ومن الناس الوحشين وفين الاماكن السيئة وهكذا فانت قد تعلم الشيء مجملا ولا تعلم تفاصيله انت مثلا قد تعرف برنامجا في طلب العلم لكنك لا تعرف كيف تسير عليه فعلم الانسان او ايمانه بالله المجمل لا يغنيه عن معرفة التفاصيل. اذا يبقى العبد محتاجا الى اهدنا الصراط المستقيم طيب ولذلك يا شباب والله انا يعني منذ ان يعني يعني واظبت على الصلاة وانا ادعو الله في تفاصيل الدقيقة التي ربما يعني يعني ورأيت بعض الناس لا يهتم بها. انا مثلا يا شباب لو رايح اشتري حاجة بدعي ان ربنا يوفقني ان انا اشتريها لو رايح كنت قريبا في دورة لاطفال يعني عندهم عشر سنوات وفتيات كانوا يتامى عن القرآن يعني المفروض ان انا مسلا بدرس للشباب من من من سنوات طويلة. والحمد لله احيانا اعطي دروسا لاساتذة في الجامعة ومع ذلك اذا اذا جلست مع ابنائي جلست مع انسان بسيط اعطيه اي كلمة لابد ان ادعو الدعاء يكون في الامور القليلة كما يكون في الامور الكثيرة. لان لابد ان تعلم ان حتى القليل الذي تظن انك تقوله بطلاقة هو ايضا من الله. والانسان اذا وكل الى نفسه ان الانسان ليطغى متى ان رآه استغنى. فاستغناء الانسان عن تفاصيل حياته الاستغناء الانسان عن عن الاستعانة بالله في تفاصيله حياتي هذا يجره شيئا فشيئا آآ يعني كما انه خطأ هو كذلك يجره شيئا فشيئا الى ان يستغني عن الله في كبار آآ اه اموره وانا في رأيي ان الانسان فقير الى الله في كل شيء. ليس هناك شيء يعني انا لو داخل اقرأ بالناس آآ جزء عم مثلا بعض الناس مثلا لما يجي يدخل يصلي بالناس بصورة كبيرة سورة النساء ولا سورة التوبة ولا اي صورة يعني يقعد يقول يا رب يا رب لكنه لو داخل يصلي بجزء عما لا يفكر ان يدعو الله لانه بيعتز بنفسه او يرى انه قادر عليه وهذا شباب مخالف تماما لما جاء به الوحي شف ربنا يقول ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وفي المقابل يقول وما بكم من نعمة فمن الله. آآ وقول سيدنا موسى اني لما انزلت الي من خير فقير. كل خير انا فقير له نعم وبعض الناس معلق ان الصحابة كان يستخير الله في في شراك نعله نعم وفي ادق من من ذلك وهذا يؤكد حسن توكل العبد على الله وعلمه بان ما به من نعمة فمن الله طيب قال بل العبد محتاج الى ان يعلمه ربه ما يفعله من تفاصيل احواله والى ما يتولد من تفاصيل الامور في كل يوم. صح يا شباب؟ يعني انا مسلا لو رحت انت رحت مسلا اعتبر انك انت يا عم بتدرس ليه مش اساتزة الجامعة انت بتدرس للائمة الاربعة. نعتبر ده. خلاص فرضا يعني. طيب انت رحت تدرس لاطفال انت فاكر انك انت لن يخرج لك تفاصيل جديدة؟ لا سيخرج لك تفاصيل جديدة لم تتعامل معها من قبل واضح؟ فانت في كل وقت تحتاج واحد يقول لك اصل انا مربي للابناء بقى لي مش عارف عشرميت سنة طيب هو انت فاكر ان الابناء كلهم نمط واحد؟ ده كل واحد من العيال بيكونوا توأم وكل واحد فيهم له شخصية وله طريقة. فالانسان فقير الى الله في كل شيء واحد يقول لك انا لي تجارب كثيرة في الحياة. فخلاص انا ما عدتش محتاج اتعلم. لا يا حبيبي. الانسان اللي اللي بيفكر ان هو اتى عليه وقت احصى فيه العلم هذه بداية الجهل قال بل العبد محتاج الى ان يعلمه ربه ما يفعله من تفاصيل احواله والى ما يتولد من تفاصيل الامور من كل في كل يوم. والى ان يلهم ان ذلك صح انت ليس لست محتاجا فقط الى العلم محتاج كذلك الاعانة اياك نعبد واياك نستعين فانه لا يكفي مجرد علمه ان لم يجعل ان لم يجعله الله مريدا للعمل به. يبقى انت كمان تحتاج الى ايه؟ العلم والارادة والعمل والا كان العلم حجة عليه ولم يكن مهتديا صح؟ كم من انسان يعرف الحق ويفعل ضده. وكم من انسان باع دينه بعرض من الدنيا وجعل علمه وسيلة لشهرة او مال او رشوة او نحو ذلك كما قال الله عن عن بعض اليهود يأخذون عرض عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا. ونحن نرى باعيننا كثيرا من المنسوبين الى العلم يكذب على الله ويتلو الايات في غير موضعها يبيع دينه بعرض من الدنيا. فهل هذا العلم نفعه لأ يبقى الانسان يدعو ربه بالعلم وارادة الخير وعمل الخير وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم نعوذ بك من علم لا ينفع. فليس كل العلم نافعا قد يكون حجة عليه قال والعبد محتاج الى ان يجعله الله قادرا على العمل بتلك الارادة الصالحة فانه لا يكون مهتدنا الى الصراط المستقيم. صراط الذين انعم انعم الله عليهم من النبيين والصديقين الشهداء والصالحين الا بهذه العلوم والايرادات والقدرة على ذلك يبقى هذه الثلاثة يا شباب هذه هي الثلاثة نعم حد كاتب ان الحكمة هي ان تعلم انك لا تعلم وان ما اوتيت من العلم الا قليل. نعم هذا هذا جزء من الحكمة فعلا آآ يبقى هذه الثلاثة شباب مهمة انك تحتاج الى الله في العلم وفي الارادة وفي القدرة. يا ريت نحط خط تحت الثلاثية دي يا شباب. تحتاج ان تعلم الهدى صح وتحتاج ان تريد الهدى وتحتاج ان اعمل بالهدى لماذا يا شباب حتى كانت لي كلمة انا امبارح اظن مش فاكر امبارح والله ولا اول امبارح. كنت باتكلم فيها عن عن عن ارادة الخير. نسيت والله. اه عن اكتساب العادات. فقلت ان كثير من الناس يريدوا الخير لكن بعضهم او كثير من الناس يعلم الخير لكن القليل هو الذي يريد والقليل هو الذي يبدأ والقليل هو الذي يستمر. فاذا اراد الانسان ان يعان على ذلك فليكثر من الدعاء قال فانه تمام. ويدخل في ذلك من انواع الحاجات ما لا يمكن احصاؤه. يعني لو انت لو انت عددت ما تحتاج فيه الى الله لا يمكن ان تحصيه. انت تحتاج اليه الله في كل نفس من حياتك في كل خطوة مع اهلك مع نفسك والتعامل مع النفس يا شباب في رأيي اكثر ما تحتاج فيه الله تبارك وتعالى لان نفسك اذا صلحت خلاص. يعني كده انت ما عادش عندك اي مشكلة. كل المشاكل الباقية تهون. لكن اذا لم تصلح نفسك يبقى انت كده منظر على الفاضي فاكثر ما يحتاجه الانسان ان يعان على فهم نفسه وعلى اه التغلب على هوى نفسه وعلى العمل بما خلق له قال ولهذا كان الناس مأمورين بهذا الدعاء في كل صلاة لفرط حاجتهم اليه. فليسوا الى شيء احوج منهم الى هذا الدعاء. وانما يعرف بعض قدر وانما يعرف بعض قدر هذا الدعاء او يعرف بعض قدر هذا الدعاء من اعتبر احوال نفسه ونفوس الانس والجن والمأمورين بهذا الدعاء ورأى ما في النفوس من الجهل والظلم الذي يقتضي شقائها في الدنيا والاخرة في علم ان الله بفضله ورحمته جعل هذا الدعاء من اعظم اسباب الاسباب المقتضية للخير المانعة للشر قال رحمه الله ومما يبين ذلك يا سلام! والله الفصل ده جميل جدا يا شباب. يعني تحفة كده فنية يعني. طبعا هو كلام ابن تيمية صراحة ده يتبروز يعني كله يعني من المشكلة يا شباب ان انا بدأت بتراث ابن تيمية مبكرا جدا فلما بقرأ بعد كده لاي احد صراحة لا استلذ كما استلذ لابن تيمية. طبعا والاكابر الشافعي والطبري والناس دي. لكن اقصد يعني انك انت لما بتتعود على هذا النمط العالي من فقه الوحي وهذا والتعبير عن المعلومة بهذه البراعة صراحة بيصعب جدا انك انت بعد كده تقرأ لاحد. على عكس كثير من الشباب الان يعني غارق في الابحاث المعاصرة والمنشورات وليس عنده ورد من تراث الائمة فيستصعب هذا او فسد ذوقه. يعني ما عاد يحب هذه هذا النمط من الكلام لأ. يريد اللي هو الكلام سهل الايه اللي هو باب وفصل ومش عارف والدليل والمدلول ما يقدرش ان هو يقرأ هذا النوع من الكلام فهنا بقى ابن تيمية الشباب سيتكلم عن معنى جليل جدا هذا المعنى يا شباب هو ان الله تبارك وتعالى لما قص علينا قصص القرآن. الله سبحانه وتعالى قال لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب كل قصة ذكرها الله تبارك وتعالى قد تكون قصة لانسان صالح. لنبي او غير نبي قد تكون لانسان فاسد او كافر. الله سبحانه وتعالى علينا قصة ادم وقصة ابليس. قصة فرعون وقصة موسى اه قص علينا قصة السامري وقص علينا قصة مؤمن ال فرعون وقال الذي امن يا قوم اتبعون اهدكم سبيل الرشاد ركز بقى في هذا المعنى لانه مهم جدا. لولا ان نفوس بني ادم يمكن ان تصل الى هذا الكفر او هذا الايمان لم يكن في قصص الله تبارك وتعالى عبرة يعني معنى ان الله تبارك وتعالى قص علينا هذه القصص هذا يؤكد ان العبد يحتاج الى هذه القصص لانه قد يقع في نفس هذا الامر فيحتاج ان يتأسى بالصالحين ان يسلك سبيلهم وان يتجنب سبيل المفسدين لذلك الله سبحانه وتعالى لما قص هذه القصص آآ نرى ان الله سبحانه وتعالى يعني ذكر انماطا من البشر ذكر مثلا العبد الجاهل مثل مثلا برصيصة وقصته عظيمة جدا ينبغي ان يقف عندها كل انسان اه كمثل الشيطان اذ قال لانسان اكفر رجل كان عابدا كان زاهدا لكنه كان معافى من الفتن. فاول ما عرضت عليه الفتنة بلغ فيها منتهاها تحول من عابد زاهد يضرب به المثل الى رجل فاحش فعل الفاحشة وكذب وقتل وسجد للشيطان فهذه قصة. طيب قصة اخرى. قصة مثلا بلعام الذي اغتر بعلمه واتل عليه النبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها. رجل عالم انسلخ من الايات فشبهه الله بالكلب. فمثله كمثل الكلب طيب نمط اخر من القصص وهو قصة السامري الرجل الذي اعجب بعلمه قال بصرت بما لم يبصروا به يعني انا على علم لم يعلمه الناس. واراد ان يغوي الناس هذا نمط. طيب قصة اخرى في المقابل آآ او او مثلا في نفس هذا النمط اصحاب السبت الذين احتالوا ويعني عتوا عما نهوا عنه. وتحولوا الى قردة في المقابل مثلا قصة الذي امن او قصة مؤمن اللي في سورة ياسين الذي قتل في سبيل الله لما قتله قومه في سبيل الله الى اخر هذا الله سبحانه وتعالى يذكر قصصا كثيرة. كل مؤمن اذا نظر الى كل قصة سينتفع منها حتى لو لم يكن حاله مطابقا ولحال هذا الشخص يعني انت تنتفع من قصة فرعون كما تنتفع من قصة مؤمن ال فرعون. تنتفع من قصة السامري كما تنتفع من قصة موسى واضح يا شباب؟ فهذا مهم جدا اي انسان يقرأ قصص القرآن لابد ان يستخرج منها المعاني. لذلك يا شباب قصص القرآن لم تروى للتسلية وانما للعبرة قصص القرآن لم تذكر آآ كنسق تاريخي لأ تذكر في مواضع بما يناسب السورة مثلا سورة الكهف سورة الكهف مبنية على فكرة. وهي الفرق بين الباقيات الصالحات وبين زينة الحياة الدنيا هذا فرق فلذلك ذكر اربع قصص في هذه السورة آآ قصة مثلا صاحب الجنتين وقصة اصحاب الكهف وآآ قصة آآ ذي القرنين وقصة موسى والخضر كل قصة من هذه القصص فيها نوع من الزينة وفيها نوع من الباقيات الصالحات. واضح؟ وطبعا ليس المجال هنا ان نتوسع في هذه القصص. لكن الفكرة شف ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر قصة موسى في آآ سورة الكهف هل ذكر قصة موسى مع فرعون؟ لأ. قصة موسى مع بني اسرائيل لأ. ذكر مشهدا واحدا من قصة موسى عليه السلام. وهو ان موسى قام خطيبا في قومه فسأل من اعلم الناس فقال انا فعاتب الله عليه اذ لم يرد العلم اليه. فهنا زينة وهو زخرف العلم فالله سبحانه وتعالى قص علينا هذه القصة حتى ننسب العلم الى الله. وحتى نعلم انه فوق كل ذي علم عليم. ونعلم اننا ما اوتينا من العلم الا قليلا فهذا العلم قد يكون من الباقيات الصالحات اذا نسبه العبد الى الله وقد يكون زينة وزخرفا يقضى على العبد به يوم القيامة ويكون هباء منثورا. واضح كده كما آآ وصف الله سبحانه وتعالى كثيرا من من اهل العلم بانهم لم يكونوا امناء وانهم آآ ضلوا واضلوا فانت تلاحظ ان قصص الانبياء الله سبحانه وتعالى لم يسردها سردا تاريخيا. مثلا قصة ادم فرقت على سور جاءت في سورة الحجر وجاءت في سورة البقرة وجاءت في آآ سورة صاد وجاءت في سور كثيرة. لكن ذكر منها مشهد واحد فقط في سورة الكهف. لماذا؟ ليذكرنا الله تبارك وتعالى بعداوة ابليس. واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا كان من الجن ففسق عن امر ربه. افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو. بئس للظالمين بدلا هذه القصة الطويلة الكبيرة التي فيها تفاصيل جاء منها مشهد واحد لانه يناسب سياق السورة. وهكذا في سورة ال عمران ذكر مشهد واحد فقط ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ليرد به على النصارى الذين قالوا عيسى اله لانه ولد بغير اب فالله سبحانه وتعالى قال طيب ادم ولد بغير اب ولا ام. وانتم تقرون انه ليس الها فكيف يكون عيسى الها؟ وهكذا يا شباب طيب فالامام ابن تيمية رحمه الله هنا هنا يريد ان يبين ان قصص القرآن ينتفع بها المؤمن وخير ما ينتفع به المؤمن من قصص القرآن ان يقرأ نفسه وان وان يعرف ان نفسه يمكن ان يبلغ بها اعلى المنازل ويمكن ان يدسيها. قد افلح من زكاها يعني طهرها وقد خاب من دساها فهذه القصص انما تساق لتبين امثلة واقعية. اما لمن زكوا انفسهم او لمن دسوا انفسهم. ويعطى لك الخيار براحتك بقى. انت يمكن ان تفعل هذا ويمكن ان تفعل هذا. من من فعل مقدمات الصالحين ناله عاقبة الصالحين. لذلك ربنا سبحانه وتعالى وكذلك نجزي المحسنين. وكذلك نجزي الظالمين وما هي من الظالمين ببعيد. فكل من فعل هذه المقدمات لابد ان يكون له نفس النتيجة لا يمكن ان تفعل مقدمات الصلاح ثم يعاقبك الله بمقدمات الفساد واضح يا شباب طيب قال رحمه الله ومما يبين ذلك ان الله تعالى لم يقص علينا في في القرآن قصة احد الا لنعتبر بها. لما في الاعتبار بها من حاجتنا اليها ومصلحتنا وانما يكون الاعتبار اذا قسنا الثاني بالاول. وكانا مشتركين او مشتركين لا مشتركين في المقتضي للحكم فلولا ركز بقى في الفكرة دي عشان دقيقة جدا فلولا ان ان نفوس الناس من جنس ما كان في نفوس المكذبين للرسل فرعون ومن قبله لم يكن بنا حاجة الى الاعتبار بما لا نشبه قط لا نشبهه قط. يعني ايه يا شباب يعني واحد ممكن يخطر ببالي ويقول لماذا يقص الله علينا قصة فرعون؟ وهل نحن يمكن ان نبلغ في الكفر مبلغ فرعون؟ طبعا يمكن جدا بل هناك من بلغ هذا المبلغ. ونحن لا يلزم ان نعلمه. فلولا ان ان نفوسنا بها مقدمات التي يمكن ان تصل بها الى اصحاب هذه القصص لم يكن هناك معنى للاعتبار وهذا معنى دقيق جدا يا شباب قال ولكن الامر كما قال الله ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك. وكما قال تعالى كذلك اما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون. حتى الشباب انا لما لما اقرأ كتاب الله تبارك وتعالى كنت اتتبع آآ آآ قص الله القصص على النبي صلى الله عليه وسلم لاحظتوا يا شباب ان الله في كل موضع يكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعظه يختار من القصص ما يحتاجه النبي الكريم في ذلك الموقف مثلا في مكة يا شباب. كان النبي صلى الله عليه وسلم مستضعفا وكان الكفار يعني يهينون المسلمين وكان بهم شدة على المسلمين. فهنا ناسب ان يذكر النبي صلى الله عليه وسلم بقصة يوسف عليه السلام وقصة ايوب عليه السلام قصة المبتلين من الانبياء الذين انعم الله عليهم او مكنوا او نحو ذلك. ترى في كل موقف من المواقف اذا ذكر الله نبيه صلى الله عليه وسلم لابد ان يكون هناك تشابه وانا يا شباب لما قرأت في سورة هود وفي الواقع هذه الصورة اه طبعا صورة جليلة جدا ولكن في موقف منها هذا الموقف مطابق لموقف اخر احتاجه النبي صلى الله عليه وسلم الموقف باختصار ان كبراء قوم نوح كانوا يسخرون من آآ الفقراء وقالوا انؤمن لك واتبعك الارذلون؟ يعني كيف نؤمن لك وقد اتبعك اراذل القوم؟ احنا آآ زي ما دلوقتي بيقول لك ده ده المسلمين دول آآ نقاشين ونجارين ومبيضين محارة فالناس مش مش مهمة يعني. وهذا شباب هذا من ابطل ما دخل على المسلمين من العلمانية او الليبرالية تقييم الناس بحسب الشهادة واغفال الصلاح والفساد. فتجد مثلا شخصا آآ لكونه دكتورا او مهندسا او طبيبا او او صيدلانيا يرفعه الناس فوق فوق الاعناق حتى لو كان كافرا كاذبا غشاشا غير امين. وشخص اخر عامل سباك نجار يحتقرونه ويمكن ان يكون اعبد الناس. هذا من اخص ما ابطله الوحي من اخص ما ابطله الوحي قال الله تبارك وتعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم يمكن ان يكون الرجل اعلم الناس واغنى الناس واقوى الناس ولا يزن عند الله جناح بعوضة فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا الشاهد من الموضوع ان هؤلاء الكفار قالوا لنوح عليه السلام وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل. وارادوا منه ان يطرد من حوله من المؤمنين المستضعفين فماذا قال لهم؟ والله اجابهم نوح عليه السلام بجواب هذا الجواب انا انا اكتب امامي اساسا يعني هذا الجواب انا اكرر النظر فيه يعني في سورة الشعراء اجابهم قالوا وما انا بطارد المؤمنين. لكن في السورة الاخرى قال ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا. الله اعلم بما في انفسهم اني اذا لمن الظالمين وبعدين قال ايه؟ ويا قوم من ينصرني من الله ان طردتهم هو بيقول انا اصلا لا املك ان اطردهم هؤلاء ان طردتهم سيعاقبني الله. يا سلام! شوفوا العبد يا شباب حينما يكون مؤمنا يكون غاليا عند الله. الله سبحانه وتعالى نفسه هو الذي يدافع عنها فهو يقول ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله اعلم بما في انفسهم. ثم يقول من ينصرني من الله ان طردتهم. نفس هذا الموقف تماما نفس هذا الموقف تماما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال له المستكبرون الذين يعتزون بمالهم وذريتهم قالوا اطرد بلالا وخبابا وعمارا وسلمان وهؤلاء يعني احتقروا آآ ضعفاء الصحابة الكرام الله سبحانه وتعالى انزل فيهم ايتين هذه الايات تتلى الى يوم الدين فيها امر ونهي النهي لا تطرد الذين يدعون ربهم شوف شوف هذا النهي وربنا سبحانه وتعالى قال له لو طردتهم ستكونوا من الظالمين. طب والاية الاخرى اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. شف المعنى الجميل يا شباب يعني انك لا تطلب انك انت لا تطردهم هذا معنى هذا معنى لكن لا اصبر يعني خد راحتك في القعدة معهم ما تستعجلش ثم ثم نهاه ان يستمع الى كلام من من يأمره بطرد هؤلاء. قال ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرط وبعدين قال المال وفي نفس السياق يعني في نفس هذا السياق المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا. يعني ما تؤمله من بلال وخباب وسلمان اعظم مما تأمله لو التفت الى هؤلاء لما لهم ودنياهم وظننت انك بذلك ستكفر شوكة المسلمين. وهذا كما يقوله كثير من الناس لذلك ربنا قال اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الا يزكى. واما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت عنه تلهى. فالشاهد يا شباب ان ترى ان الله سبحانه وتعالى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بقصة نوح عليه السلام بقول هؤلاء المتكبرين حتى يتأسى به النبي صلى الله عليه وسلم اذا لان الموقف تقريبا واحد طيب قال رحمه الله آآ قال الله تعالى كذلك ما اتى الذين من قبله من رسول الا قالوا ساحر او مجنون. وقال تعالى كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم. وقال تعالى يضاهئون قول الذين كفروا من قبل. كل هذا يؤكد يا شباب ان القصص التي يقصها الله تبارك وتعالى علينا ان القصص التي يقصها الله تبارك وتعالى علينا الاعتبار بها ان آآ نعتبر بما فيها من قصص الصالحين او من قصد غير الصالحين لان نفس فالانسان مهيأة لهذا ولهذا قال ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسلكن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال فمن وقال لتأخذن او لتأخذن آآ لتأخذن امتي ما اخذ الامم قبلها. شبرا بشبر وذراعا آآ بذراع. قيل يا رسول الله فارس والروم. قال فمن؟ وكلا حديثين في الصحيحين ولما كان في غزوة حنين كان لمشركين شجرة يقال لها ذات انواط يعلقون عليها اسلحتهم وينوطونها بها يعني يعلقون يعني ويستظلون بها متبركين فقال بعض الناس يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط. كما آآ لهم ذات انواط وقال الله اكبر قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. انها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم. وقد بين الله وقد بين القرآن ان السيئة ان السيئات من النفس وان كانت بقدر الله قال فاعظم السيئات جحود الخالق والشرك به وطلب النفس ان تكون شريكة وندا لله. او ان تكون الها من دونه وكلا هذين وقع فان فرعون طلب ان يكون الها معبودا دون الله. وقال ما علمت لكم من اله غيري. فقال انا ربكم الاعلى. وقال لموسى لان اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين وقال وقال الله قال الله فاستخف قومه فاطاعوه. وابليس يطلب ان يعبد ويطاع من دون الله فيريد ان يعبد ويطاع ويطاع هو ولا يعبد الله ولا يطاع وهذا الذي في فرعون وابليس هو غاية الظلم والجهل. وفي نفوس هذا هو وجه الشاهد يا شباب. وفي نفوس سائر الانس والجن شعبة من هذا ومن هذا. اللي هو الظلم والجهل ان لم ان لم آآ يعن الله العبد ويهديه. يعني الانسان يمكن فيه هذا وكثير من الناس يدعي العفة واذا اختبر آآ ظهر ظهر ظهرت خباياه وكثير من الناس يدعي انه متواضع فلما مكن بغى على الناس وتجبر. في فرق يا شباب بين المعافى والثابت المعافى انسان لم يختبر. كما قال يعني كثير من الناس لا يدعي الزهد من لا يملك. انسان يدعي الزهد لانه فقير. حينما يملك هنا سنعرف هل هو زاهد ام لا ومع ذلك الانسان لا يتمنى البلاء بل يسأل الله العافية. نسأل الله سبحانه وتعالى العافية قال وفي نفوس سائر الانس والجن شعبة من هذا وهذا. ان لم يعن الله العبد ويهدي والا وقع في بعض ما وقع فيه ابليس وفرعون بحسب الامكان. يعني بحسب قدرته قال بعض العارفين ما من نفس الا وفيها ما في نفس فرعون غير ان فرعون قدر فاظهر وغيره عجز فاضمر. انا في رأيي ان اطلاق هذا قول ليس صحيحا. يعني يمكن ان يقول ان بعض النفوس فيها ما كان في نفس فرعون لكن فرعون قدر فاظهر وهؤلاء لم يقدروا. اما ان يقول ان كل النفوس فيها هذا ففي رأيي ان هذا الاطلاق ليس صحيحا. قال وذلك ان الانسان اذا اعتبر وتعرف نفسه والناس وسمع اخبارهم رأى الواحد منهم يريد لنفسه ان تطاع وتعلو بحسب قدرته طبعا يا شباب هذا هذا الجزء الذي سنقرأه انا كتبته قبل ذلك في منشور طويل وهو من اجمل ما يكون ويحتاجه طالب العلم والشيخ بكثرة الشيخ وطالب العلم يحتاج ان يقرأ هذا الكلام كثيرا الشهوة الخفية حب الرئاسة حب ان ان يشار اليك حب ان تطاع. حب ان تكون آآ انت الاول والناس دونك حب ان ان تكون يعني حب السمعة. هذا يتكلم عنه الان. لذلك ساقرأه سريعا يا شباب بعد اذنكم قال فالنفس مشحونة بحب العلو والرياسة بحسب امكانها فتجد احدهم يوالي من يوافقه على هواه. ويعادي من يخالفه في هواه. وانما معبوده ما يهواه ويريده قال تعالى ارأيت من اتخذ الهه الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا والناس عنده في هذا الباب كما هم عند ملوك الكفار من المشركين من التركي وغيرهم. يقولون يا رباعي اي صديق آآ آآ اي صديق وعدو. فمن وافق هواهم كان وليا وان كان كافرا مشركا ومن لم يوافق هواهم كان عدوا وان كان من اولياء لله المتقين وهذه حال فرعون والواحد من هؤلاء يريد ان يطاع امره بحسب امكانه. لكنه لا يتمكن مما تمكن منه فرعون. من دعوى الالهية وجحود الصانع آآ قال وهؤلاء وان كانوا يقرون بالصانع لكنهم اذا جاءهم من يدعوهم الى عبادته وطاعته آآ المتضمنة ترك طاعتهم فقد عادونه كما عاد فرعون موسى يعني مختصر الكلام ان كثيرا من المشايخ الذين يدعون الناس هم لا يدعونهم الى الله وانما يدعونهم الى انفسهم والى دينهم والى مذهبهم والى جماعتهم واضح كده؟ ويظهر ذلك عندما تختلف مصالح الجماعة مع مصالح الدين. حينها سيقدم مصلحة الجماعة والحزب وغير ذلك قال وكثير من الناس ممن عنده بعض عقل وايمان لا يطلب هذا الحد. يعني ما يصلش الى هذا الحد. بل يطلب لنفسه ما هو عنده. آآ فان كان مطاعا مسلما فطلب ان يطاع في اغراضه وان كان آآ فيها ما هو ذنب ومعصية ويكون من اطاعه في هواه احب اليه واعز عنده ممن اطاع الله وخالف هواه وهذه شعبة من حال فرعون وسائر المكذبين للرسل يعني تلاقي صاحبك مثلا يفرح بك لو انت وجبت معه في الباطل. مثلا تروح تشهد معه شهادة زور. آآ او مثلا تنصره بالباطل. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما قال انصر اخاك ظالما او مظلوما استغربوا اه لكن النبي صلى الله عليه وسلم بين ان نصرك لاخيك وهو ظالم ان تأخذ على يديه. فهذا هو معنى النصر قال وان كان عالما او شيخا احب من يعظمه دون من يعظم نظيره حتى لو كانا يقرأان كتابا واحدا كالقرآن او يعبدان عبادة واحدة متماثلان فيها كالصلوات الخمس فانه يحب من يعظمه بقبول قوله والاقتداء به اكثر من غيره. وربما ابغض نظيره واتباعه حسدا وبغيا كما نرى كل واحد عنده جماعة هذه الجماعة تبغض الجماعة الاخرى وربما لا يلقون عليهم السلام ويكذبون عليهم ويكيدون عليهم ويبغون عليهم ويفجرون في الخصومة الى غير ذلك آآ قال وربما ابغض نظيره واتباعه حسدا وبغية. كما فعلت اليهود لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يدعو الى مثل ما دعا اليه موسى. قال تعالى اذا قيل لهم امنوا بما انزل الله وقولوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم. قال تعالى وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم وقال تعالى وما تفرقوا الا من بعد ما جاءتهم البينة قال ولهذا اخبر الله تعالى عنهم بنظير ما اخبر به فرعون وسلط عليهم من انتقم به منهم. فقال تعالى عن فرعون ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين. وقال تعالى عنهم وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولا تعلن علوا كبيرا. ولهذا قال تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. والله سبحانه وتعالى انما خلق الخلق ليذكروه ويشكروه ويعبدوه وارسل الرسل وانزل الكتب ليعبدوا الله وحده. وليكون الدين كله لله. ولتكون كلمة الله هي العليا كما ارسل رسول بمثل ذلك. قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وقد امر الله الرسل كلهم بهذا والا يتفرقوا ولا يتفرقوا فيه فقال ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون. وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم قد تكون فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. كل حزب كل حزب بما لديهم فرحون. قال قتادة اي دينكم دين واحد اللي هو الملة يعني. وربكم رب واحد والشريعة مختلف وكذلك قال الضحاك عن ابن عباس ان هذه امتكم امة امة واحدة اي دينكم دين واحد. قال ابن ابي حاتم وروي عن سعيد ابن جبير وقتادة وعبد الرحمن وابن زيد لأ وراه ممكن وروية نحو ذلك. وقال الحسن بين لهم ما يتقون وما يأتون. ثم قال ان هذه سنتكم سنة واحدة. وهكذا قال جمهور المفسرين. قال والامة شف كده بقى يعني هل دخل في فصل جديد مم نعم خلاص هو باقي آآ بقي صفحة واحدة نقف ان شاء الله يا شباب لان الكلام متصل. قال والامة الملة والطريق كما قال تعالى بل قالوا انا وجدنا اباءنا على امتي وانا على اثارهم مهتدون مقتدون. اللي هي الاية اللي بعدها يعني. اللي هو كذلك ما من قبلك في قرية من نذير آآ كما يسمى الطريق كما يسمى الطريق اماما لان السالك فيه يهتم به فكذلك السالك يؤمه ويقصده. والامة ايضا معلمو الخير ربنا يجعلنا امة ويجعلنا للمتقين اماما يا رب امين قال الذي يأتم به الناس كما ان الامام هو الذي يأتم به الناس وابراهيم عليه السلام جعله الله اماما واخبر انه كان امة. وامر الله الرسل ان ان تكون ملتهم ودينهم واحدا لا يتفرقون فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ان معشر الانبياء ديننا واحد. وقد قال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى تقيم الدين ولا تتفرقوا فيه ولهذا شكرا حبيبي قال ولهذا كان جميع رسل الله وانبيائه يصدق بعضهم بعضا لا يختلفون مع تنوع شرائعهم. فمن كان فمن كان من المطاعين فمن كان من المطاعين من العلماء والمشايخ والامراء متبعا للرسل ده وجه الشاهد بقى يا شاب. هذه اهم اهم شيء يحتاجه طالب العلم يا شباب. لو سمحتم من اول الفقرة اللي هي اه فالنفس مشحونة بحب الدنيا صفحة اربعة وثمانين. الى صفحة تسعة وثمانين. هذه يا شباب انا احب منكم ان تكتبوها بايديكم امامكم حتى يعني تعاهد ربك عليها لان هذه الاية عظيمة جدا وتعالج كثيرا مما في شرور النفس قال فمن كان من المطاعين للانسان المتبوع من العلماء والمشايخ والامراء والملوك اللي هو الناس الرأس الذي الذين يتبعهم الناس متبعا للرسل امر بما امروا به ودعا الى ما دعا اليه واحب من دعا الى مثل ما دعا اليه. لوجدت اخاك يعلم الناس الخير لابد ان تفرح بذلك ولابد ان تدعو له ولابد ان ترشد اليه وان تعترف بخيره لا ان تجحد ذلك وبعض الناس يتضايق لما الناس تثني على غيره. هذا شباب من اعظم شرور النفس ومن شح النفس قال فان الله يحب ذلك. يعني ينبغي ان يكون حبك تابعا لحب الله. فيحب ما يحبه الله. وهذا قصده في نفس الامر. ان تكون العبادة لله. آآ لله تعالى وحده ان يكون الدين كله لله. واما من كان يكره ان يكون له نظير. لاحز يدعو الى ذلك فهذا يطلب ان يكون هو المطاع المعبود فله نصيب من حال فرعون. يا سلام! كلام زي الفل قال فمن طلب ان يطاع دون الله وهذا معنى الاية يا شباب. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. اما ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين. طيب قال فمن طلب ان يطاع وانا كنت شرحت ذلك يا شباب بشكل موسع في درس اللي هو بعنوان ولكن كونوا ربانيين. تكلمت فيه بعنوان يا طالب العلم انهض لتأخذوا مكانك في الاصلاح تكلمت فيه عن عن صفات طالب العلم التي يجاهد نفسه عليها قال فمن طلب ان يطاع دون الله فهذا حال فرعون ومن طلب ان يطاع مع الله فهذا يريد من الناس ان يتخذوه من ان يتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والله سبحانه وتعالى امر الا يعبد الا اياه والا يكون الدين الاله وان تكون الموالاة فيه والمعاداة فيه والا يتوكل والا يتوكل الا عليه. ولا يستعان الا به المؤمن المتبع للرسل يأمر الناس بما امرتهم به الرسل ليكون الدين كله لله لا له. وهذا معنى يا شباب ادعو الى الله وليس الى نفسي واذا امر احدا واذا امر واذا امر احد غيره بمثل ذلك احبه لو فيه شخص تاني عرفت ان فيه شخص طالب علم او داعية او انسان بيعمل مقاطع نافعة تفرح تقول هذا اخي. ولا تنظر اليه بمنطق التاجر الذي يظن انه سيأخذ رزقه بل بمنطق المحارب الذي يراه عونا يخفف عنه حمله واضح ويعينه واذا امر احد غيره واذا امر احد غيره اه لأ غيره بقى. كده صح. واذا امر احد غيره بمثل ذلك احبه يعني تحب اخاك الداعي واعانه وسر بوجود آآ مطلوبه يا سلام على الكلام الجميل. واذا احسن الى الناس فانما يحسن اليهم ابتغاء وجه ربهم الاعلى ويعلم ان الله قد من عليه بان جعله محسنا ولم يجعله مسيئا. وهذا معنى قد احسن بي. يعني احسن الى الناس بي جعلني سبب في الاحسان الى الناس يرى ان عمله لله وانه بالله وهذا مذكور في فاتحة الكتاب التي ذكرنا ان جميع الخلق محتاجون اليها اعظم من حاجتهم الى اي شيء قال ولهذا فرضت طيب نقف هنا يا شباب لان هو سيتكلم هنا بكلام بديع جدا عن معنى ان ان يكون عملك بالله ولله وانك اذا يعني اكرمت انسانا فانما تحمد الله ان جعلك سببا في الاحسان الى الناس. لا ان تمن عليه. هذا فصل بديع. هذا الكتاب يا شباب تحفة فنية هذا الكتاب بصوا كل الكتب التي يفسر فيها ابن تيمية الايات او يشرح فيها الاحاديث انا ادمن القراءة فيها لسببين السبب الاول ان افقه الاية بهذا الشكل العام الذي يبحث فيه عن النظائر في القرآن والسنة. والامر الثاني ان اتعلم كيف اتناول الاية بالشرح والبيان رحم الله ابن تيمية. نسأل الله ان ينفعنا بخير ما في هذه الكتب جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم يا شباب. وصلنا الى صفحة تسعة وثمانين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته