السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال بيته وذريته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال بيته وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد صباح الخير آآ مع آآ فصل آآ من من جامع المسائل المجلد الثامن صفحة مئة وتسعة وعشرين وهو تكملة في قراءتنا لتراث الامام ابن تيمية رحمه الله في ابواب اخلاص الدين واتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتزكية النفس والاستقامة وشعب الايمان وهذا فصل مختصر لكني كثيرا ما كنت انبه على ما فيه من المعاني الجليلة اه وهو بيان ابن تيمية لمقالة اه مشهورة انا لله عبادا يرضى لرضاهم ويغضب لغضبهم وآآ هذا القول يعني له آآ ما يشهد له بايات كثيرة واحاديث آآ كما سبق ان شرحت ذلك آآ قبل. كانت في محاضرة لطلاب كلية الطب وكانت المحاضرة تكلمت فيها عن آآ كلام قوم نوح له بان يطرد من حوله من المؤمنين وكذلك كلام بعض آآ من كانوا بعض من كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه ان يطرد من حوله من ضعفاء الصحابة بلال وآآ آآ صهيب وسلمان وان الله تبارك وتعالى انزل ايتين آآ في اية في سورة الانعام ولا تطرد الذين يدعون الى اخر الايات والاية الاخرى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي تكلمت عن هذا المعنى ويدخل فيها ايضا آآ قول الله تبارك وتعالى في قصة مؤمن آآ في سورة ياسين وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين خلاصة هذا المعنى ان الله تبارك وتعالى آآ من يعني بعض عباده بعض عباد الله لكونه وليا من اولياء الله فان الله سبحانه وتعالى يرضى اذا آآ ارضي ويغضب اذا غضب لكن سنفهم هذا المعنى ان شاء الله في كلام ابن تيمية. وان كان الكلام هنا مختصرا لكنه شرح هذا المعنى ايضا في مجموع الفتاوى في المجلد الحادي عشر من صفحة خمسمائة وخمسة عشر الى صفحة خمسمائة وسبعة عشر وكذلك في المجلد العاشر من صفحة ثمانية وخمسين الى صفحة تسعة وخمسين قال رحمه الله فصل قول من يقول ان لله عبادا يرضى لرضاهم ويغضب لغضبهم حق لكن هذا لا يستمر في جميع انواع رضاهم وغضبهم فان ذلك انما يكون لمن لا ذنب له اصلا لكن قد يكون في غالب رضاهم وغضبهم وذلك لان من كان رضاه وغضب وغضبه موافقا لرضى الله وغضبه. فان الله يرضى لرضاه ويغضب لغضبه. وهذا يقع من الطرفين تارة من الطرفين تارة يرضون لرضى الله ويغضبون لغضبه وتارة يرضى لرضاهم ويغضب لغضبهم. نلاحظ هنا ان ابن تيمية رحمه الله حينما يناقش مقالة مشهورة فانه يحاول ان يبين هل هذه المقالة صحيحة ام فاسدة وهل هي صحيحة من كل وجه؟ ام انها تحتاج قيدا هو بين ان هذه هذا القول المشهور هو حق ولكن ليس من كل وجه يعني لابد من التفصيل فخلاصة ما يريد ان يقوله هنا رحمه الله ان لو لو قلنا ان ان لله عبادا يرضى لرضاهم ويغضب لغضبهم هذا باطلاق فهذا يعني ان هؤلاء العباد آآ ليس ليس منهم ذنب وانما يعني لم يقع منهم ذنب اصلا. فبالتالي كل احوالهم يكون في رضا الله فالله سبحانه وتعالى يرضى لرضاهم لماذا؟ لانه آآ يكون في ارضائه موافقة لرضا الله وفي اغضابهم هيكونوا آآ فيه غضب الله تبارك وتعالى وقال هنا رحمه الله هذا حق لكن لكن هذا لا يستمر في جميع انواع رضاهم وغضبهم. فان ذلك انما يكون لمن لا ذنب له اصلا. لكن قد يكون يعني اولياء الله سبحانه وتعالى يمكن ان يكون منهم الخطأ والذنب بل والكبيرة آآ ولكن الكلام هنا عن غالب احوالهم قال لكن قد يكون في غالب رضاهم وغضبهم. وذلك سيفسر يعني. لان من كان رضاه وغضبه موافقا لرضا الله وغضبه فان الله يرضى رضاه ويغضب لغضبه. يعني ليس المعنى هنا ان الله سبحانه وتعالى يرضى لرضاه ويغضب لغضبه. بمعنى ان هذا الرجل اي فعل يفعله او اي فعل يغضبه اه يغضب الله به لا ويمكن ان يغضب بالحق انسان مثلا اساء فرد الناس اساءته فغضب فهل كل غضب يغضبه آآ الرجل الصالح يكون آآ حقا؟ لا يمكن ان يغضب بغير حق. فابن تيمية هنا يقول الله سبحانه وتعالى يغضب لغضب من اغضب بغير حق. ويرضى لرضا من رضي بحق. والا فانسان يمكن ان من يرضى بالباطل يمكن ان يرضى بالمنكر طيب قال فان قال فان الله يرضى لرضاه ويغضب لغضبه قال وهذا يقع من الطرفين تارة يرضون لرضا الله ويغضبون لغضبه انسان مثلا يعلم ان هذا الفعل يرضي الله فيرضى به ويعلم ان هذا الفعل يغضب الله فيغضب عليه وينكره بقلبه. وتارة يرضى الله لرضاهم ويغضب لغضبهم وهذا واضح يا شباب الوجه الاول واضح والوجه الثاني هو الجديد هنا. يعني الوجه الاول واضح ان الانسان المؤمن ينبغي ان يرضى لما يرضي الله. يعني اذا وجد الناس في في ايمان وعافية وآآ وطاعة فانه يرضى. لماذا؟ لان هذا الفعل يرضي الله لكن الجديد هنا آآ واتكلمنا عنه قبل ذلك ان الله سبحانه وتعالى يرضى لرضاه ويغضب لغضبه وهذا في واقع الامر في رأيي ان مبتدأه من الله يعني انه لابد ان يكون هذا الفعل مرضيا لله اولا فيرضى به العبد فيرضى الله رضا العبد. وكذلك في امر الغضب قال ودليل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن ابي هريرة ملاحظ ان ابن تيمية دايما يقدم الادلة للنتائج التي يصل اليها قال والدليل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه يعني حديث قدسي آآ قال آآ من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة. قلت لكم قبل ذلك الشباب ان ابن تيمية رحمه الله كثيرا ما يذكر هذا اللفظ ويعزوه للبخاري في صحيحه وانا لم اجده في البخاري يعني هذا اللفظ قال وما تقرب الي عبدي بمثل ادائي ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اذا احببت كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفسي عبدي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموتى واكره مساءته ولابد له منه طبعا هذا الحديث يا شباب من الاحاديث يعني رواه البخاري وان كان هذا الحديث يعني تكلم في اسناده وآآ قال الذهبي لولا هيبة الصحيح العودة هذا الحديث من منكرات يعني خالد بن مخلد وهو احد رواة الاحاديث هذا الحديث آآ وطبعا هذا الحديث انفرد آآ في الواقع بعدد من الجمل. لكن ليس هذا آآ وقت الكلام عنه ولا عن اسناده ولا عن معناه لاني لا اريد ان اخرج عن موضوع الفصل هذا ولكن الذي تكلم فيه هو صفة التردد لله تبارك وتعالى وباختصار آآ التردد لا يلزم ان يكون نقصا. آآ قد يتردد الانسان في شيء لكمال علمه. فالتردد متى يكون نقصا اذا كان للجهل مثلا انت متردد ان تسافر اليوم او لا تسافر. لماذا انت متردد؟ لانك لا تعرف هل السفر سيكون خيرا؟ او يكون شرا ردد هل تقدم في هذه الوظيفة ام في هذه الوظيفة؟ فالتردد الناشئ عن الجهل هو الذي يعد آآ نقصا. لكن هناك تردد اخر ليس ناشئا عن الجهل. ولكن عن التفاضل. واضح؟ فهذا هو التردد الذي اذا يعني ثبتت هذه الصفة لله يكون هذا المعنى يعني الله سبحانه وتعالى يعلم ان عبده يكره الموت وان كان الله قضى عليه بالموت فالله سيفعل ذلك حتما لانه قال ولابد له منه ولكن التردد هنا ليس ناشئا عن الجهل. تعالى الله عن ذلك وانما تردد بين امرين تعلم انك ستفعل احدهما. ولكن يعني آآ آآ كل واحد منهم له وجه من الخير. وان كنت في في الاخير سترجح ما آآ لابد من فعله زي بالضبط مثلا هضرب لك مثال بسيط انت آآ يعني ستسافر لعمل ضروري جدا وانت لا تحب ان تترك ابناءك. مثلا فانت تتردد في هذا السفر وان كان لابد لك من ان تسافر فانت لابد ستفعل ذلك ولكن سيكون صعبا عليك لانك ستفارق اولادك وهكذا هذا يعني قريب من المعنى ولله تبارك وتعالى المثل الاعلى. قال فقد اخبر انه من عادى وليه فقد بارزه بالمحاربة وفي المعاداة مغاضبة ومباغضة. يعني يريد ان يقول يعني ان من كان وليا لله ومن كان عبدا صالحا. وهذا بالمناسبة يا شباب ليس هناك ناس مخصوصون هم اولياء الله. لأ كل مسلم يمكن ان يكون وليا لله بعمله الصالح. وانا تكلمت عن ذلك كثيرا جدا. واخذناه في كتاب الفرقان وغيره من كتب ان العبد بايمانه وتقواه يمكن ان آآ يمكن ان يكون في هذه المنزلة ايا كان عمله وايا كان آآ مجاله سواء كان او تاجرا او ربة منزل اي انسان من موقعه يمكن ان يكون وليا لله بحسب اعماله الصالحة. ليس ليس هؤلاء محصورين في العلماء او المجاهدين بالعكس. يمكن ان يكون منسوبا الى العلم هو فاجر يبيع دينه بعرض من الدنيا ويوالي اعداء الله ويشرع الفسوق والكفر والعصيان اه وهكذا ويعين الفجرة الظالمين. ويمكن ان يكون مجاهدا ولكنه يقاتل اه ليس لوجه الله. ويمكن ان يكون جوادا ولكن يفعل ذلك رياء فالشاهد ان ان اكرمكم عند الله اتقاكم. فنيل هذه المنزلة لا المنزلة لا يحتاج لا منصبا ولا مالا ولا جاها ولا سمعة وانما يحتاج ان تكون يعني آآ في طاعة الله وتقواه ابن تيمية يستنبط من هذا اللي هو الحديث طبعا انا قلت لكم ان هذا هذا اللفظ الذي استنبط منه ابن تيمية انا لم اجده في آآ صحيح البخاري وانما الذي في صحيح البخاري من عاد لي وليا آآ فقد آآنته بالحرب وان كان يعني قريب من المعنى ولكن بشكل عام ان اللفظ المحفوظ هو فقد اذنته بالحرب وهو قريب من من المعنى الذي يريده ابن تيمية ان يستنبطه ان من عادى يا الله يعني انه عاداهم بغير حق او عاداهم بسبب دينهم فانه يكون عدوا لله وان الله تبارك وتعالى ينصرهم عليه قال ثم قال طبعا يا شباب نصر الله عليه لا يلزم ان نراه نحن. وهذا يعني يقع فيه كثير من الناس يقول اين نصر الله نصر الله لا يلزم ان تراه وانتقام الله من الظالم لا يلزم ان تشعر به انت اصلا ولا يلزم ان يراه الناس. ولكن ولكن ايمانك بان الله عدل وانه سبحانه وتعالى آآ يعني لا يخلف وعده هو انه حكيم عليم وانه يملي للظالم حتى اذا اخذه لن يفلته. فكل هذه المعاني توجب عليك ان تؤمن بذلك حتى لو لم تره بعينك حتى لو لم تشعر به قال فاذا احببته كنت سمعه الى اخره الى ان قال وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفسي عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته ولابد له منه واخبر انه يكره ما يكره عبده الموت حتى يكره مساءته بالموت. مع انه لابد له منه ويحب ما يحب والحب والكراهة اصل الرضا والغضب. يعني كأنه يا شباب خلينا نضرب مثال يعني ولهذه الامثلة تقرب شوية. تصور ان ولدك مثلا لابد ان يتناول شيئا من الدواء. وهذا الدواء مر وانت تكره هذا الدواء المر لكره ولدك له. ولكن لابد له ان يتناول هذا الدواء المر هذا في مصلحته فهذا تقريب لهذه الفكرة شباب. الله سبحانه وتعالى يكره ما يكرهه العبد المؤمن عبده المؤمن فاذا كان العبد يكره الموت فالله يكره يكره مساءته. يعني يكره ان يسيئه ان ان ان يسيئه هذا الموت واضح كده؟ مع انه لابد له منه الله سبحانه وتعالى يحب ما يحب ويكره ما يكره. طبعا يا شباب كما قلت لكم هذا ليس في جميع احوال المؤمن لان الانسان المؤمن قد يحب شيئا لهواه او لشهوته وهو شيء لا يحبه الله وقد يبغض شيئا وهو من الخيرات ولذلك ابن تيمية كان يعني آآ مسددا في قوله ان هذا القول ليس باطلاق وانه لا يستمر في جميع انواع رضاه وغضبه. اللي هو انا لله ابدا يرضى لرضاهم وهذا الشباب بصراحة في فائدة مهمة وهي لا يؤخذ من من المثال الجزئي قاعدة كلية. يعني ايه يا شباب يعني مثلا انا عندي هنا حديث بيقول الحديث المشهور ان ابا بكر يعني آآ قال كلاما لسلمان وصهيب وبلال سيأتي هذا الحديث وخلينا نقرأ الحديث اولا ثم نعلق عليها يا شباب قال وايضا ففي صحيح مسلم عن معاوية بن قرة عن عائد بن عمرو ان ابا سفيان اتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقال ما آآ فقالوا ما اخذت سيوف الله في عنق عدو الله مأخذها يعني يقصدون ابا سفيان يعني. فقال ابو بكر تقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اه لا لعل وفاء النبي يعني ممكن يكون ابو بكر ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال يا ابا بكر لعلك اغضبتهم قال لعلك اغضبتهم. آآ لان كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك فاتاهم. فقال يا اخوتاه اغضبتكم. قالوا لا يغفر الله لك اخي ابا بكر اه خلينا نقف هنا يا شباب مع هذا الحديث طبعا هذا الحديث له سياق وهذا السياق انهم قالوا حق. يعني ان هؤلاء آآ لم آآ يعني قالوا لابي ابي سفيان كان يحارب المسلمين وكان يجيش الجيوش وهكذا فهم قالوا له حق فلما ابو بكر ابو فلما ابو بكر رضي الله عنه قال لهم هذا الكلام كأنه اغضبهم النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلك اغضبتهم. يعني يمكن ان تكون اغضبتهم. قال لان كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك فهذا فيه يعني شوفوا يا شباب هذه الدقة ان نقول ان الله قد قد يغضب لغضب بعض عباده هذا استنباط صحيح لكن ان نقول ان لله عبادا بهذا الاطلاق يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم بهذا الاطلاق هذا خطأ ولذلك الشباب كلما كان التعبير بالنص الشرعي كلما كان اصح واضح؟ فهذا الحديث لم يقل ان لله عبادا يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم. لأ وانما قال ان كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك هذا معناه تقييد من جهتين. ان بعض عباد الله قد يغضب الله لغضبهم ويرضى لرضاهم. نعم قد يكون هذا. والرضا لم يأتي في هذا الحديث ولكنه ايضا يستنبط من آآ من معنى الغضب او في مقابله قال فقد اخبر يبقى احنا يا شباب لا يصح ان نأخذ من مثال جزئي قاعدة كلية مثلا عندنا آآ في قول الله سبحانه وتعالى تأخذه سنة ولا نوم هذا فعل منفي فلا يصح ان نقول كل الافعال منفية عن الله استنباطا من هذه الاية لا هذه الاية تبين ان بعض الافعال منفية عن الله. واساسا المناط ليس كونها فعلا وانما المناطو انها نقص فهنا النقص نفي عن الله. فننفي عن الله الجهل وننفي عن الله مثلا آآ العجز ونحو ذلك من النقص قال ابن تيمية فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر انه ان كان اغضب اولئك المؤمنين الذين قالوا لابي سفيان ما قالوا وهم بلال وصهيب وسلم ان ومن معهم من اهل الايمان والتقوى الذين اه امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يصبر نفسه معهم. اه وان كانوا مستضعفين. يعني لماذا؟ تكلمت عن هذا المعنى كثيرا ومعنا شريف جليل ان الله سبحانه وتعالى يأمرك بان تصبر نفسك وان تكون مع اهل الايمان حتى لو كانوا غير معروفين حتى لو كانوا لا يهتم بهم آآ ليس لهم منزلة عند الناس فكل من تعلم ايمانه وتقواه احرص على ان تكون معه احرص على ان تكون معه وان تنتفع بجلوسك معه فما تؤمله من هؤلاء خير ممن تؤمله من اصحاب الجاه ممن ليسوا من اهل الايمان قال وان كانوا مستضعفين والا يطيع من اغفل قلبه عن ذكر الله واتبع هواه وان كان من الرؤساء فقد اغضب الله. يعني لو ان ابا بكر اغضب هؤلاء فقد اغضب الله. ولا ريب انه لو اغضبهم فانه كان يكون ذلك انتصارا لابي سفيان لرئاسته في قومه يعني لاحظ ابن تيمية يريد ان يعود بالفكرة الى اساسها وهي ان هذا ليس باطلاق ليس يعني بعض الناس مثلا خدوا بالكم يا شباب عشان هذا معنى دقيق. بعض الناس حينما يكون في طاعة ربما يتجبر بها على الخلق ويستعلي ويرى انه صار بمنزلة ان من اغضبه اغضب الله. وبعض الحكام يقولون نحن في الارض نحكم باسم الله. هذا هذا من الكهنوت هذه فكرة رجال الدين النصارى في القرون الوسطى والى الان يفعلها كثير منهم انه يصور للناس ان ما عقده في الارض يعقد في السماء وان وانه يحكم بامر الله. حتى بعضهم سمى نفسه الحاكم بامر الله وبعض العباد وبعض العلماء ايضا يمارس هذه السلطة على الناس. فيصور الناس انه انهم ان اطاعوه فقد اطاعوا الله. وان ان عصوه فقد عصوا الله وان ارضوه فقد ارضوا الله. وان اغضبوه فقد اغضبوا الله. وكل هذا باطل وكذب بل هؤلاء يعني من اخص من جاء القرآن بانكار فعلهم والاقتداء بهم. والعكس الله سبحانه وتعالى قال ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. فهذا يريد ان يكون معبودا يريد ان يكون متسلطا على الخلق آآ كذلك مثلا في آآ قول الله سبحانه وتعالى هو يتكلم عن في قول النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الذي قال والله لن يغفر الله لك آآ لما ربنا احبط عمله قال من ذا الذي يتألى علي فهذا الرجل ظن انه وصل الى منزلة يقسم بها على الله ليس من باب الرجاء والدعاء والسؤال. لأ من باب الايه الالزام واضح يا شباب فرق بين ان يكون الانسان عنده رجاء قوي في الله وبين ان يكون متجبرا متكبرا على الخلق يستعلي بايمانه للاسف الشديد هذا يحصل كثيرا اما لطائفة العباد او لطائفة العلماء العالم يستعلي بعلمه ويحقر الناس والعابد يستعلي بعبادته ويحقر الناس فالذي شوفوا يا شباب يعني امران يخشى عليهم يخشى آآ منهم على طالب العلم او العابد. الامر الاول اهماله لحقوق الناس والامر الثاني استعلاؤه على الخلق وهذا شباب هذان الامران في رأيي من اكثر الامراض التي تعرض لطلاب العلم ولمن كان مجتهدا في العبادة. مثلا يذهب الى آآ يقوم الليل ويدعو ويبكي مثلا في الليل ثم يذهب الى صلاة الفجر فيمر على بعض البيوت وهم نائمون فيقول اين هؤلاء لماذا لا يذهبون ان يصلوا آآ اذا قالها من باب الشفقة فهذا جيد انه يحب الخير لهم. لكن كثير من الناس يقولها من باب الاستعلاء والكبر ماذا يكتب مقالا ثم يحقر الناس انتم جهال انتم رعاع انتم دهماء انتم بسطاء انتم مساكين وهكذا آآ يستعمل معلوماته ويستعمل عبادته في الاستعلاء على الناس وانتقاصهم اذا يا شباب الذي نتكلم فيه نحن هنا العكس تماما ان يكون العبد على دين واستقامة وزكاة نفس. ومع ذلك يرى نفسه يعني بسيطا ويتواضع للخلق ويتواضع لله فهؤلاء الذين جمعوا بين العبادة والتواضع هم الذين يرضى الله لرضاهم ويغضب لغضبهم اذا كان بحق فهمنا كده يا شباب؟ لانهم اساسا لا يرضيهم الا ما يرضي الله ولا يسخطهم الا ما يسخط الله. لا انهم صاروا بمنزلة آآ في كل شيء يعني يرضون عنه يرضى الله. لأ المناط هنا ان يكون الذي حركهم هو دين الله وطاعة الله. لا ان يكون حرك التجبر والاستعلاء على الخلق. هذا الامر دقيق جدا والله يا شباب. انا رأيت بعض الناس مشهور بالعبادة في بعض الاعتكافات يعني يستعمل الناس لمجرد انه هو الذي يصلي بهم. او هو مثلا الذي مثلا يحفظ القرآن حفظا آآ قويا. وآآ يعني يستعملهم هذا يخدموا في كذا وهذا يخدمه في كذا وهذا يخدمه في كذا. لا هذا هذا عكس ما نحن فيه تماما هذا عكس ما نحن فيه تماما طيب قال آآ فقد آآ قال ولا ريب انه لو اغضبهم فانه كان يكون انتصارا كان يكون ذلك انتصارا لابي سفيان لرئاسته في قومه يعني انه انتصر لابي سفيان بسبب رئاسته في قومه قال واولئك هم اولياء الله الذين يغضبون لله ويرضون له فان فان اغضاب آآ فاغضابهم اغضاب لله. يعني نلاحظ هنا يا شباب انه جعل ان هؤلاء غضبوا على ابي سفيان لمحاربته دين الله فاذا انت اغضبتهم وهم اساسا ما غضبوا الا لله فلا شك انك ستكون اغضبتهم بالباطل فحينها تكون قد اغضبت ربك اذا الشباب يعود الامر الى ماذا الى ما يرضي الله وما يغضب الله. فالعبد الذي يكون رضاه في رضا الله وغضبه في غضب الله هو الذي يرضى الله لرضاه ويغضب لغضبه. لا يعني احيانا الانسان مثلا امه آآ تأمره بان آآ يعني آآ يشتم آآ زوجته او يهينها يقول انا اريد ان ارضي امي. لأ انت هنا لا ترضي امك. انت هنا هنا ترضي هوى امك فرق بين ان ترضي امك وبين ان ترضي هوى امك فهمنا كده يا شباب فرق ان ترضي شيخك في الخير وان ترضيه في الباطل. مثلا شيخك لك شيخ تحبه يريد منك ان تعينه على المنكر او تشهد معه شهادة زور. او مثلا تنتصر له في امر كان هو المخطئ فيه. فهذا ليس ارضاء لله بل هذا ارضاء لاهواء الناس. فهمنا كده يا شباب؟ فعاد الامر مرة اخرى الى ارضاء الله. فمن سعى في ارضاء الله ومن رضي لما يرضي الله وغضب لما يغضب الله هو الذي قد يغضب الله لغضبه ويرضى لرضاه لانه في الاخر سيعود الى امر الله ونهيه طيب يا شباب فخلاصة هذه الرسالة اه هي اه مثال لنقد المقالات آآ ونقتل مقالات معناها اختبارها آآ وقد تكون هذه المقالة فيها آآ بعض المعاني الصحيحة وبعض المعاني الخطأ وقد تكون ليست صحيحة باطلاق فابن تيمية هنا يعلمنا هذا الامر. الامر الثاني او الفائدة الثانية ان الاعتماد على لفظ الايات والاحاديث احكم واصح واسلم من الخطأ فليس الصحيح ان نقول انا لله يرضى ان لله عبادا يرضى لرضاهم ورضاهم ويغضب لغضبهم. لأ وانما نقول آآ ان الله سبحانه وتعالى قد يرضى آآ كما قال الحديث كما قال الحديث ان الله قد يرضى آآ لرضا بعض عباده ويغضب لغضبهم. قد وقد هنا هي الاصح لان ليس عندنا هذا الاطلاق. الفائدة الثالثة ان اولياء الله ليس لهم صفة محددة الا الايمان والتقوى فهم يوجدون في كل طوائف الامة نجار نقاش تاجر مبيض محارة من التجار اصدقائي حينما اجلس معهم آآ يعني وهم اهل خير وفضل وهم عندي يعني عندي بميزاني يعني بحسب رؤيتي لهم افضل من كثير ممن ينسبون الى العلم والعبادة لانهم اساسا يعبدون الله ويسعون في الخير ويتصدقون يرعون الناس ويحجون وهكذا فكل واحد يدخل من الباب من باب الايمان وشعب الايمان المناسبة له. لكن اجلس معهم اشعر ان هم يظنون انهم لا يمكن ان يكونوا من اولياء الله. وكذلك كثير من ربات البيوت. يعني يعني لا يظنون ابدا انهم يمكن ان يبلغوا هذه المنزلة. يمكن ان يبلغنا هذه المنزلة وهذا خطأ يا شباب خطأ كبير جدا. لابد ان تعلم ان كل انسان في مجاله يمكن ان يكون من اعظم اولياء الله. سواء كان تاجرا سواء كان محاربا في سبيل الله سواء كان من اهل العبادة والاكثار من العبادة. آآ سواء سواء كانت تربي ابنائها وترعى زوجها كل انسان من موقعه يمكن ان يكون وليا لله الفائدة التي بعد ذلك آآ ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم امره الله ان يصبر نفسه مع اهل الايمان والتقوى فان في ذلك تقوية له وتقوية لهم. كذلك ان ما تؤمله من اهل الايمان من اصحابك خير ممن تؤمله من اهل الرئاسة والزعامة اهل المال واهل الجاهل فسقة او الفجرة او الذين تراهم على ضعف ايمان لا تمكث معهم الا عند الضرورة ويبقى جلوسك مع اهل الايمان الذين يتواصون معك بالحق والصبر. ربنا سبحانه وتعالى قال المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا. ما تأمله من هؤلاء خير مما تأمله من اولئك وقال ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه الى اخر الايات واضح وبعد ذلك بين ان آآ هؤلاء اذا اغضبوا آآ بما يغضب الله فلا شك ان الله يغضب لذلك. طيب يا شباب نكتفي على هذا في هذه الرسالة. عندنا ايضا آآ رسالة اخرى آآ قيمة اه هي في اه في قول الله سبحانه وتعالى آآ نعم في قول الله سبحانه وتعالى واطيعوا الله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم اللي هي صفحة مائة وثلاثة واربعين خلينا يا شباب نقرأها اه بس نجعل لها فيديو خاص لان كما قلت لكم الافضل ان احنا نفصل هذه الفصول كل فصل في فيديو خاص ابقوا معنا يا شباب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته