السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اه هذا هو الدرس الاخير من قراءتنا لهذه الرسالة القيمة من جامع المسائل. اه رسالة في نعمة الله تبارك وتعالى على عبده المؤمن في الدنيا والاخرة. وحكمة الله تبارك وتعالى في شرعه وقدره وصلنا الى اه صفحة مئتي مئتين واه ثمانية وخمسين آآ قال رحمه الله هذا الفصل يا شباب انا احببت ان اقرأه دون ان اعلق عليه لانه فصل لا يحتاج تعليقا آآ يتحدث فيه ابن تيمية عن رحمة الله تبارك وتعالى آآ بخلقه وعن حكمته في شرعه وقدره وصلنا الى الحديث القدسي حديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمت فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم الى من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي انكم اه يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانساكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألة آآ واعطيت كل انسان منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص البحر اذا غمس فيه المخيط غمسة واحدة. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله وما وجد خير ذلك فلا يلومن الا نفسه. وقد قال تعالى في وصف النبي الامي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم وقد وقد قال تعالى لما ذكر الوضوء ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون واخبر انه لا يريد ان يجعل علينا من حرج فيما امرنا به. وهذا آآ نكرة مؤكدة بحرف آآ من بداية في كل حرج واخبر انه انما يريد تطهيرنا واتمام نعمته علينا وقال في الاية الاخرى وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج. فقد اخبر انه ما جعل علينا في الدين من حرج نفيا عاما مؤكدا فمن اعتقد ان فيما امر الله به مثقالا اه ذرة من حرج فقد فقد كذب الله. فقد كذب الله ورسوله فكيف بمن اعتقد ان المأمور به قد يكون فسادا وضررا لا منفعة فيه ولا مصلحة لنا الحمد لله ولا مصلحة لنا في الدنيا وطبعا يرد على الذين زعموا ان الله سبحانه وتعالى قد يأمر بما فيه مفسدة لنا من كل وجه وانه قد يأمرنا قد ينهانا عما فيه خير لنا قال ولهذا لما لم يكن فيما امر الله به ورسوله حرج علينا لم يكن الحرج في ذلك الا من النفاق يعني من وجد في نفسه حرج مما امر الله سبحانه وتعالى فهذا من النفاق كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال فيما امر به من الصيام يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فاذا كان لا يريد فيما امرنا به ما يعسر علينا. فكيف يريد ما يكون ضررا وفسادا لنا بما امرنا به اذا اطعناه فيه سبحان الله ثم انه قد اخبر ان الايمان والطاعة خير من الكفر والمعصية للعبد في الدنيا والاخرة. وان كان لجهله جهل العبد يعني يظن ان ذلك خير له في الدنيا كما يقول هؤلاء الذين فيهم شعبة آآ وهل ونفاق الوهل اللي هو الضعف والجبن الذين يقولون ان المأمور به قد لا يكون فيه للعبد مصلحة ولا منفعة طول عمره بل يكون ذلك في المنهي عنه وقال تعالى كتب عليكم القتال وهو قرن لكم وعسى ان تكرهوا شيء وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. وقال عن الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان الذين طلبوا ما في ذلك من نعيم الدنيا. ولا قد علم لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون. فاخبر انهم يعلمون ان هذه الامور لا تنفع بعد الموت بل لا يكون لصاحبها نصيب في الاخرة وانما طلبوا بها منفعة الدنيا وقد يسمون آآ ذلك العقل المعيشي اي العقل الذي يعيش به الانسان في الدنيا عيشة طيبة وقال تعالى ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون. اخبر ان اولياءه الذين امنوا وكانوا يتقون يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون. فيحصل لهم في الدنيا. لاحظوا يا شباب وهو يتكلم عن تنعيم الله لعباده في الدنيا قال فيحصل لهم في الدنيا من الخير الذي هو المنفعة ودفع المضرة ما هو اعظم مما يحصلونه بذلك من خير الدنيا كما قال تعالى وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء. نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين. ولا اجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون وقال تعالى وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة. والله يحب المحسنين. وقال عن ابراهيم واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. وقال تعالى ما يبين به ان فعل المكروه من المأمور به خير من تركه في الدنيا ايضا. ولو انا كتبنا عليم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من او اخرجوا من ما فعلوه الا قليل منهم. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صرا مستقيما وهذا في سياق حال الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين دون عنك صدودا وهؤلاء منافقون من اهل الكتاب والمشركين. وحالهم ايضا شبيه بحال الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون. واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان قال فان اولئك عدلوا عما في كتاب الله الى الى اتباع الجبت والطاغوت السحر والشيطان وهذه حال الذين اوتوا نصيبا من الكتاب الذين يؤمنون بالجبة والطاغوت وحال الذين يتحاكمون الى الطاغوت من المظهرين للايمان بالله ورسله فيما فيها من حال هؤلاء بقدر ذلك قال وحال الذين يتحاكمون الى الطاغوت من المظهرين للايمان بالله ورسله فيما آآ فيها من حال هؤلاء بقدر ذلك قال والطاغوت هذه فائدة فاذا نفيسة قال والطاغوت كل معظم ومتعظم بغير طاعة الله او متعظم بغير طاعة الله ورسوله من انسان او شيطان او شيء من الاوثان قال وهذه حال كثير ممن يشبه اليهود من المتفقهة والمتكلمة وغيرهم ممن فيه نوع نفاق من هذه الامة الذين يؤمنون بما خالف كتاب الله وسنة رسوله رسوله آآ من انواع الجبت والطاغوت والذين يريدون ان يتحاكموا الى غير كتاب الله وسنة رسوله. قال الله تعالى واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزلتم انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم؟ ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا اي هؤلاء لم يقصدوا ما فعلوه من العدول عن طاعة الله ورسوله الى اتباع ما اتبعوه من الطاغوت. الا لما ظنوه من جلب المنفعة لهم ودفع المضرة عنهم مثل طلب علم وتحقيق وتحقيق كما يوجد في كتب في آآ صنف صنف المتكلمين ومثل طلب اذواق ومواجيد كما يوجد في صنف المتعبدين دائما دائما ابن تيمية الشباب يتكلم عن آآ اصناف الضلال في هذه الامة اه منهم مثلا جهلة العباد او المتكلمون اه الذين اه اعرضوا عن الوحي اما انهم اتبعوا الذوق وما يجدونه في انفسهم آآ دون اتباع الوحي او اتبعوا علم الكلام او اتبعوا الفلسفة ونحو ذلك آآ قال ومثل طلب اذواق ومواجيد كما يوجد في صنف المتعبدين ومثل طلب شهوات ظاهرة وباطنة كما يوجد في صنف الذين يريدون العلو والذين يتبعون شهوات الغيب. قال تعالى ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. اي ضلوا عن مطلوبهم الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرة. يعني ضلوا على المطلوبين يعني لم يجدوا مطلوبهم قال فان ذلك انما هو في طاعة الله ورسوله دون اتباع الطاغوت فاذا عاقبهم الله بنقيض مقصودهم في الدنيا فاصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم قالوا ما اردنا بما فعلنا الا احسانا وتوفيقا اي اردنا الاحسان الى نفوسنا لا وتوفيقا اي جمعا بين هذا وهذا لنجمع الحقائق والمصالح يعني يريدون ان يجمعوا اه مصالح الدنيا والاخرة يعني في زعمهم يعني وهم اعرضوا اساسا عن شرع الله قال تعالى اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم من الاعتقادات الفاسدة والايرادات الفاسدة اللي هو الظن وما تهوى الانفس فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. ثم قال وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما يعني لا حصلوا منفعة الدين بالاستقامة عليه ولا حصلت لهم منفعة الدنيا المظمونة التي تركوا اتباع الشرع واتبعوا غيره آآ يعني رجاء حصولها قال اه فدعاهم سبحانه بعد ما فعلوه من النفاق الى التوبة. هذا جميل جدا يا شباب يعني الله سبحانه وتعالى يفتح باب التوبة سبحانه وتعالى قال وهذا من رحمته بعباده يأمرهم قبل المعصية بالطاعة وبعد المعصية بالاستغفار وهو رحيم بهم في كلا الامرين. وامره بالطاعة اولا من رحمته وامرهم ثانيا بالاستغفار من رحمته فهو سبحانه رحيم بالمؤمنين الذين اطاعوه اولا والذين استغفروا وثانيا فاذا كان رحيما بمن يطيعه والرحمة توجب ايصال ما ينفعهم اليهم ما ينفعهم اليهم من ودفع ما عنهم كيف يكون المأمور به مشتملا على ضررهم دون منفعتهم. كل هذا يا شباب يرد به على يعني الاشاعرة ونحوهم الذين نفوا حكمة الله وزعموا ان الله قد يأمر العباد بما يضرهم اللي هم يعني اثبتوا القدر ولكن ضلوا في باب حكمة الله قال وقوله جاؤوك المجيء اليه في حضوره معلوم كالدعاء اليه. واما في مغيبه ومماته فالمجيء اليه كالدعاء اليه والرد اليه. قال الا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله الى الرسول وقال فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول وهو الرد والمجيء الى ما بعث به من الكتاب والحكمة وكذلك المجيء اليه لمن ظلم نفسه هو الرجوع الى ما امره به فاذا رجع الى ما امره به فانما فان الجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ممن ظلم نفسه يجيء اليه داخلا في طاعته راجيا راجعا عن معصيته. كذلك في مغيبه ومماته واستغفار الله موجود في كل مكان وزمان. واما استغفار الرسول فانما فانه ايضا يتناول اول الناس في مغيبه وبعد مماته فانه امر ان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات وهو مطيع لله فيما امره به والتائب داخل في الايمان. اذ المعصية تنقص الايمان تنقص الايمان والتوبة من المأوى والتوبة من المعصية تزيد في الايمان بقدرها. فيكون له من استغفار النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ذلك فاما مجيء الانسان عند قبره وقوله آآ استغفر لي وادعو لي او ادعو لي. او آآ قوله في مغيبه يا رسول الله ادع لي او استغفر لي او سل لي ربك كذا. فهذا لا اصل له. سبق شباب تكلمنا عن هذا كثيرا في كتابه قاعدة جليلة وقاعدة عظيمة قال ولم يأمر الله بذلك ولا فعله احد من الصحابة ولا سلفي هذه الامة المعروفين في القرون الثلاثة. ولا كان ذلك معروفا بينهم ولو كان هذا مما يستحب لكان السلف يفعلون ذلك ولكان ذلك معروفا عنهم بل مشهورا بينهم ومنقولا عنهم فان مثل هذا اذا كان طريقا الى غفران وقضاء الحاجات مما تتوفر الهمم والدواعي على فعله. وعلى نقله. يعني لو كان ذلك بابا في تحصيل الحسنات ودفع السيئات واستجابة الدعاء لفعلوه. ذهبوا الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه ان يدعوا له. ولكن هذا لا اصل له ولو كانوا فعلوه لاهتم الناس بنقله. فلهم فعلوه ولا نقل الينا. فلماذا نفعل قال لا سيما فيمن كانوا احرص الناس على الخير فاذا لم يعرف انهم كانوا يفعلون ذلك ولا نقله احد عنهم. علم انه لم يكن مما يستحب ويؤمر به بل المنقول الثابت عنهم ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من نهيه عن اتخاذ قبره عيدا ووثنا وعن اتخاذ القبور مساجد كل هذا يا شباب سبق في كتاب الفرقان وقاعدة جليلة وقاعدة عظيمة سبق بالتفصيل. قال واما ما ذكره بعض الفقهاء هذا استطراد ايضا يا شباب. واما ما ذكره بعض الفقهاء من حكاية العتبي عن الاعرابي الذي اتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا خير البرية ان الله يقول ولو انهم اذ ظلموا انفسهم الى اخر الاية واني قد جئتك وانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في آآ آآ المنام وامره ان يبشر الاعرابي قصة مشهورة يعني فهذه الحكاية ونحوها مما يذكر في آآ قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر غيره من الصالحين. فيقع مثلها لمن في ايمانه ضعف وهو جاهل بقدر الرسول وبما امره به فان لم اه يسعف مثل هذا بحاجته والا اضطرب ايمانه وعظمة وعظم نفاقه يعني مثل هؤلاء الاشخاص الشباب ان استجيب له في دعائه يعني لو ذهب الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم واستجيب له يعني ايه؟ آآ تزداد فتنته بهذا الامر وان لم يستجب له يسخط. وربما يضطرب ايمانه وينافق. فيكون في ذلك بمنزلة مؤلفة قلوبهم بالعطاء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال اني لاتألف رجالا لما في قلوبهم من الهلع والجزع واكلوا رجالا الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير مع ان اخذ ذلك المال مكروه لهم فهذا ايضا مثل هذه الحاجات. شف شف كيف يجمع النظائر يعني يقول كما ان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي بعض الناس في الدنيا آآ لضعف ايمانه ولخوفه على ان ينافق او يخرج من الدين فيتألف قلبه. وهذا اذا لم يعطى يسخط يعني اذا اعطوا رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون وكذلك هذا الشخص اذا لم يستجب دعاؤه فانه يسخط ولو انما المشروع الذي وردت به سنته فهو دعاء المسلم ربه متوسلا به في حياته لا في آآ مماته ومغيبه ان يفعل ولا دعاءه في مماته ومغيبه ان يسأل آآ كما آآ في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه ان النبي صلى الله عليه وسلم علم رجلا ان يقول اللهم اني اسألك واتوسل اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا نبي الله اني اتوسل بك الى ربي في حاجتي ليقضيها لي اللهم فشفعه في وذلك ان الله تعالى يقول من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقوله وقال ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع. وقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. ويسلموا تسليما فاقسم بنفسه على نفي ايمان من لم يجمع امرين. تحكيم آآ فيما شجر بينهم والا يجد في نفسه حرجا. وهذا يوجب انه ليس في امره ونهيه ما يوجب الحرج آآ نقاط يعني ليس النسخة مش موجود فيها. قال امتثل ذلك. وبعدين مكتوب حكمه لابد فيه من امر ونهي. وان كان فيه كذا كذا ايضا فلو كان المأمور به والمنهي عنه مضار لعلها كلمة مضرة ومفسدة والما بلا لذة راجحة لم يكن العبد ملوما على وجود الحرج فيما هو مضرة له مفسدة. هذا ابداع من الامام ابن تيمية رحمه الله. لانه يا شباب يقول ان الله لما نفى لما نفل الحرج لما نفى الحرج آآ عن ان يكون في صدورنا حرج مما قضى النبي صلى الله عليه وسلم فلو كان كما يزعم الناس ان اه في امر الله لنا مضرة ومفسدة. فكيف ينفى الحرج والمضرة والمفسدة لا تجلب الا الحرج هذا تفريع ايضا. ولهذا لم يتنازع شوفوا شوفوا الاستنباطات والنظائر التي يجمعها الشباب. والله كلام جميل جدا قال هذا الاستطراد بالذات جميل جدا يا شباب قال ولهذا لم يتنازع العلماء ان الرضا بما امر الله ورسوله واجب. يعني يجب ان ترضى بامر الله. بحيث لا لا يحبون اه كراهة ذلك ولا سخطه اه وان محبة ذلك واجبة بحيث آآ يبغض ما ابغضه الله ويسخط ما سخطه الله من المحظور ويحب ما احبه الله ويرضى ما رضيه الله من المأمور. وان تنازعوا في الرضا بما قدره الله بما قدره الحق من الالم كالمرض والفقر فقيل هو واجب وقيل مستحب وهو الارجح تكلمنا يا شباب في كتاب التحفة العراقية عن في الاعمال القلبية عن هذا ان الرضا آآ على المقدور هو مستحب وليس واجبا. والصواب يا شباب هو انك تتفاعل مع هذا المقدور بقدره يعني الصبر واجب على كل قضاء قضاء الله. لكن الرضا انت ترضى عن فعل الله تبارك وتعالى لكن هل هذا المفعول ترضى عنه؟ يعامل اذا كان يحبه الله نرضى به واذا لم يحبه الله نبغضه. لكننا في كل امر نصبر على قضاء الله قال وان تنازعوا في الرضا بما قدره الحق من الالم كالمرض والفقر فقيل هو واجب وقيل مستحب وهو ارجح. يعني الارجح ان هو مستحب. قال والقولان في اصحاب احمد وغيرهم واما الصبر على ذلك فلا نزاع انه واجب كل هذا يا شباب فرع عن ماذا فرع على بيان ان ما امر الله به يجب ان يحب. ويجب ان يرضى عنه واضح واذا كان يجب ان يحب ويرضى عنه فكيف يكون مفسدة قال وقد قال في الاول ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فجعل من المنافقين من سخط فيما منعه الله اياه ورسوله. وخصهم ان يرضوا بما اتاهم الله ورسوله والذي اتاه الله ورسوله ويتناول ما اباحه دون ما حظره ويدخل في المباح العام ما اوجبه وما احب واذا كان الصبر على الضراء ونحو ذلك مما اوجبه الله واحبه كما اوجب الشكر على النعماء واحبه كان كل من الصبر والشكر مما تجب محبته وعمله. اللي هو الصبر والشكر سيكون ما قدر للمؤمنين من سراء معها شكر وضراء معها صبر خيرا له كما قال شوفوا يا شباب والله انا حينما قرأت هذه الرسالة قبل قبل وقت يعني اه كنت قرأت هذه الرسالة وكنت اتعجب لماذا لم يذكر الامام ابن تيمية هذا الحديث مع انه جامع في مقصود الكتاب فلما وجدته ختم به الكتاب علمت انه يعني نعم الخاتمة. ان هو ختم بحديث جامع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقضي لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء فشكر كان خير ان اصابته ضراء فصبر كان خيرا له واذا كان ذلك خيرا فالخير هو المنفعة. وهو المنفعة والمصلحة. الذي فيه النعيم واللذة كما تقدم فيكون كل مقدور قدر العبدي بشرط ايه يا شباب؟ اذا عمل فيه بطاعة الله ورسوله كان خيرا له. وانما يكون شرا لمن عمل بمعصية الله ورسوله وآآ قبل ذلك وقبل ذلك فهو محنة وفتنة وابتلاء. وبلاء قد يعمل فيه بطاعة الله وقد يعمل فيه بمعصية الله فلا يوصف بواحد من الامرين اخره والحمد لله. يعني خلاصة هذا يا شباب في نقاط اولا الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالحسنات والسيئات بالنعم والمصائب. الامر الثاني ان النعمة اذا اتقى المؤمن ربه فيها وعمل فيها بطاعة الله تكون نعمة في حقه ويؤجر عليها وهي من نعيم ومن نعيم الطاعة المعجل المصيبة اذا صبر الانسان فيها واتقى الله واحتسب. آآ فانها تكون ايضا في حقه نعمة وخيرا. وان الله سبحانه وتعالى ليس له نعمة خالصة على الكافر الدنيا وانما هناك تنعيم واكرام لكنه ليس خالصا وهي من وجه اخر ابتلاء. ومن وجه اخر هي استدراج واملاء ومكر به بهذا العبد الذي لم يستعمل هذه الطاعة في نعمة الله. وانما الاعتبار بالخواتيم وكانت هذه الرسالة في رأيي من اجمل ما قرأناه في هذا في هذه الحقيبة العلمية الاولى. وميزة هذه الرسالة انها آآ تبين نعمة الله تبارك على عبده المؤمن في الدنيا قبل الاخرة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يحبب الينا الايمان. وان يزينه في قلوبنا وان يكره الينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين آآ هذا والحمد لله رب العالمين. وان شاء الله موعدنا آآ بعد ذلك مع آآ رسالة اخرى من آآ آآ الرسائل المهمة في هذا الباب وهذه رسالة شباب خاصة بالبدعة يعني آآ سئل شيخ الاسلام عن رجل يتوب الناس يأمرهم باشياء من البدع ويزعم انه بذلك يتوبهم. هي رسالة مختصرة جدا تقريبا يعني يمكن سبع صفحات ولكنها مهمة اه لانها بدع كانت منتشرة في عهد ابن تيمية ومنتشرة الى الان. وهو امر الناس بالابتداع وتصوير لهم ان آآ ان هذه من ابواب الطاعات وانها من ابواب تكفير السيئات ستأتي معنا هذه الرسالة شباب صفحة ثلاثمائة وثلاثة وتسعين مسألة عن رجل يزعم انه شيخ ويتوب الناس ويأمرهم باكل الحية تكلم ابن تيمية رحمه الله ان هذا من الضلال وان الانسان يجب عليه آآ اذا عصى الله ان يتوب وان يستغفر كما علمنا الله تبارك وتعالى. بارك الله فيكم يا شباب. وهذا اخر هذه الرسالة. نسأل الله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. والسلام ورحمة الله وبركاته