السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آآ نكمل الشباب ان شاء الله الدرس الثالث من قراءتنا لرسالة قيمة للامام ابن تيمية رحمه الله في نعمة الله تبارك وتعالى على المؤمنين في الدنيا قبل الاخرة وبيان آآ حال المؤمن عند المصيبة وعند النعمة وان المصيبة قد تؤول الى خير وان النعمة قد تؤول الى شر وقد تؤول كذلك الى خير بحسب تفاعل المؤمن معها وصلنا الى قول الامام ابن تيمية رحمه الله والمنعم عليهم في الحقيقة هم الذين يموتون على الايمان وذكرت لكم الشباب النساء آآ يعني سافتتح كلامي في الدرس الثالث عن هذا المعنى وهو كيف يأمرنا الله تبارك وتعالى بان لا نموت الا على الاسلام اه وهذا شيء لا يملكه البشر وقلت لكم ان المقصود هو ان يأخذ الانسان باسباب ذلك. والله سبحانه وتعالى آآ يعني جعل العبد اه مؤثرا في عمله وله قدرة وله اختيار وله مشيئة وله فعل آآ وانا آآ يعني ساضع لكم رابطا آآ شرحت فيه هذه الفكرة بتوسع وهو درس كان لطلاب آآ اكاديمية مساق وذكرت فيه هذا المعنى وهو ولا تموتن الا وانتم مسلمون وذكرت فيه اسباب الثبات على دين الله تبارك وتعالى وارجو انه درس نافع آآ احب منك ان يعني ان تسمعه وانا كتبت هذا الدرس هو مكتوب وضعت رابطه في في المحاضرات السابقة قال رحمه الله وقد يكثر تنازع الناس. طبعا يا شباب تنازع الناس طبعا يا شباب هذا اشكال هذا الباب وهو هل لله نعمة على الكافر آآ نشأ من مثل قول الله تبارك وتعالى او فهم بعض الناس لقول الله صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم فهذا جعل بعض اهل العلم فهم من هذه الاية ان غير المؤمن لا يمكن ان يكون له نعمة في الدنيا وبينا ان هذا الكلام خطأ وان الصواب ان غير المؤمن ينعم واه يكرم في هذه الدنيا. ولكن هذه النعمة انها تكون في حقه سيئة لانه لم يتق الله تبارك وتعالى فيها قال رحمه الله وقد يكثر تنازع الناس في هذا الباب. فالمثبتة للقضاء والقدر من متكلمة اهل الاثبات وغيرهم. يلاحظون القدر من علم الله وكتابه ومشيئته وخلقه وقد يعرضون عما جاء به الامر والنهي والوعد والوعيد. وعن الحكمة العامة وما في تفصيل ذلك من الحكم الخاصة واما من لم يلاحظ الا الامر والنهي والوعد والوعيد والوعد والوعيد فقط من القدرية ومن ضاهاهم في حاله فقد كفر بما وجب عليه الايمان به من خلق الله وكتابته ومشيئته وتدبيره لعباده المؤمنين الذين سبقت لهم منه الحسنى بتدبير خاص ومن قضائه على الكفار بما هو سبحانه فيه عدل كما في الحديث المرفوع ماض في حكمك عدل في قضاؤك وفي الاية. ولا يظلم ربك احدا خلينا نشرح هذا الشباب لان هذا هذا الكلام يحتاج بيانا قال رحمه الله وقد يكثر تنازع الناس في هذا الباب. يعني اي باب يا شباب هو الجمع بين الشرع والقدر الشرع يا شباب هو الامر والنهي. يعني ان الله سبحانه وتعالى امرنا ونهانا. وآآ يعني امرنا بعبادته ونهانا عن معصيته. فكيف نجمع بين ذلك آآ وبين ان الله سبحانه وتعالى علم ما سنفعله وكتب ما سنفعله وخلق افعالنا وقدرها شاءها فالجمع بين الشرع والقدر هو من اخص المسائل التي وقع فيها اه خلاف كبير بين طوائف المسلمين بل حصل في فيه نزاع كبير بين كثير من المفكرين والفلاسفة واصحاب الملل وحتى غير الاسلام وخلاصة هذا القول ببساطة يا شباب هو ان الله سبحانه وتعالى علم وكتب وشاء وخلق وقدر كل ما سيفعله العباد ولكن العبد له قدرة وله استطاعة وله مشيئة فبها يفعل. وكل ما خرج عن قدرة العبد وعلمه واختياره يكون العبد فيه معذورا لا يحاسبه الله سبحانه وتعالى كما سبق بيان ذلك في الكتاب السابق وهو كتاب آآ تفسير قول الله تبارك وتعالى ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك وهنا رحمه الله يتكلم عن تنازع الناس في هذا الباب وهو الجمع بين الشرع والقدر ابن تيمية رحمه الله بين ان النعمة او ما يصيب العباد اما انه نعمة او مصيبة واضح او سيئة يعني شيء يسوءه اه لكن السيئة اه قد قد تؤول به الى نعمة وسعادة ونعيم. والحسنة قد تؤول به الى اه مصيبة. ان في حقه مصيبة. فالعبرة بالخواتيم وابن تيمية بين ان المنعم عليهم هم الذين ماتوا على الايمان وهنا يتكلم عن هذا الباب قال وقد يكثر تنازع الناس في هذا الباب فالمثبتة للقضاء والقدر يقصد هنا الاشعرية بالتحديد يعني من متكلمة اهل الاثبات وهو سبق ان بينت دلالة هذا المصطلح عند ابن تيمية رحمه الله يقصد بمتكلمة اهل الاثبات يعني المتكلمين الذين اثبتوا القدر واثبتوا الصفات اه فهؤلاء اثبتوا القدر السابق ان الله علم وخلق وشاء وقدر. ولكنهم قصروا في باب الامر والنهي فجعلوا العبد كأنه مجبر على افعاله آآ بما سموه الكسب. يعني جعلوا انه ليس له ارادة على آآ يعني ارادة فاعلة وليس له قدرة وليس له اختيار يعني يشبه كلام الجهمية الجبرية القذف المثبتة للقضاء والقدر من متكلمة اهل الاثبات وغيرهم يلاحظون القدر من علم الله وكتابه ومشيئته وخلقه. يعني ايه يعني ايه يلاحظون يعني انهم يعتبرون هذا يقولون يثبتون لله العلم والكتابة والمشيئة والخلق وقد يعرضون يعني انهم لا يراعون الامر والنهي. قال وقد يعرضون عما جاء به الامر والنهي والوعد والوعيد. كان الواجب الشباب ان يجمعوا بين ذلك بين هذا وذاك لكنهم آآ اعتنوا بباب القدر واهملوا باب الامر والنهي اللي هو الشرع والوعد والوعيد. قال وعن الحكمة العامة لانهم ينفون الحكمة في افعال الله تبارك وتعالى وسبق ايضا بيان ذلك مفصلا في الكتب السابقة في اثبات حكمة الله تبارك وتعالى والرد على منكريها الذين زعموا ان الله يفعل بمجرد المشيئة والقدرة وآآ انه آآ يعني ليس له حكمة او علة في افعاله تبارك وتعالى قال وقد يعرضون عما جاء به الامر والنهي والوعد والوعيد وعن الحكمة العامة وما في تفصيل ذلك من الحكم الخاصة قال واما من لم يلاحظ الا الامر والنهي والوعد والوعيد فقط من القدرية القدرية يقصد بهم هنا المعتزلة ومن من ضاهاهم يعني شابههم في هذا الامر لان عددا من رواة الحديث من اهل البصرة وغيرهم دخلوا في باب القدر ونفوا خلق الله مشيئته لافعال العباد بحجة ان الله اذا قدر آآ افعال العباد وخلقها ثم حاسبهم عليها يكون ذلك ظلما. آآ او يكون العباد مجبرين على ذلك فبالتالي هم راعوا الامر والنهي والشرع والوعد والوعيد ولكنهم اضاعوا آآ باب القدر فنفوا عن الله ما اثبته الله سبحانه تعالى وما هو يثبته العقل ايضا؟ فالعقل يثبت ان الله الذي آآ خلق كل شيء. هو كذلك خالق افعال العباد طيب اه قال واما من لم يلاحظ الا الامر والنهي والوعد والوعيد فقط من القدرية ومن ضاهاهم في حاله. يعني من قلدهم في هذا الامر فقد كفر بما وجب عليه الايمان به من خلق الله وكتابه ومشيئته وتدبيره لعباده المؤمنين الذين سبقت لهم منه الحسنى بتدبير خاص. يعني يا شباب هناك حكمة عامة وحكمة خاصة حكمة العامة هي حكمة الله في خلقه وشرعه وامره. وهناك حكمة خاصة آآ من الله تبارك وتعالى بعباده المؤمنين. او كذلك بافعاله بعباده بشكل عام وهو يقول ان المعتزلة قصروا في هذا الباب آآ لم يثبتوا ما اثبته الله سبحانه وتعالى من الخلق والكتابة والمشيئة والتدبير آآ قال ومن قضائه على الكفار بما هو سبحانه فيه عدل يعني ان الله سبحانه وتعالى قضى قضاء في الكفار هو عدل منه سبحانه وتعالى ولا يظلم ربك احدا. وسبق بيان ذلك شباب مفصلا في شرح حديث اني حرمت الظلم على نفسي آآ قال واذا عرف ان كل هذا الشباب من الملخصات المهمة في هذا الكتاب قال واذا عرف ان كل واحد من الابتلاء بالسراء والضراء قد يكون في باطن الامر مصلحة للعبد او مفسدة له وانه ان اطاع الله فذلك كان مصلحة له وان عصاه كان مفسدة له تبين ان الناس اربعة اقسام منهم من يكون صلاح على السراء ومنهم من يكون صلاحه على الضراء ومنهم من يصلح على هذا وهذا ومنهم من لا يصلح على احد منها والانسان واحد قد يجتمع له هذه الاحوال الاربعة في اوقات او وقت واحد باعتبار انواع يبتلى بها. هذه يا شباب من اجمل هذا الكتاب خلينا نحلل هذا الكلام يا شباب قال اذا عرف ان كل واحد من الابتلاء بالسراء والضراء يعني اتفقنا في المقدمات يا شباب ان الله سبحانه وتعالى خلق الحياة ليبلوها اينا احسن عملا؟ اذا الحياة كلها ابتلاء. انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا طيب احسن عملا يكون بان يتقي الله سبحانه وتعالى وان يصبر وان يشكر الى غير ذلك من معاني آآ احسان العمل بينا كذلك ان الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالخير والشر. آآ يبلوهم بالحسنات والسيئات والحسنات مقصود بها النعم. والسيئات مقصود بها المصائب قال واذا عرف ان كل واحد من الابتلاء بالسراء والضراء يعني هذا ابتلاء وهذا ابتلاء. قد يكون في باطن الامر مصلحة للعبد او مفسدة يعني الامر الذي ظاهره نعمة قد يكون في حق بعض الناس نقمة ليس بسبب نفس العمل ولكن بسبب تفاعل العبد معه وقد يكون العبد مسيئا في هذه النعمة معه مال انفقه على الحرام او كان عنده قدرة معينة او آآ عطاء من الله فلم اذكر الله تبارك وتعالى عليه اه وغير ذلك مما بيناه في الدرسين السابقين قال وانه ان اطاع الله فذلك كان وانه ان اطاع الله فذلك كان مصلحة له. وان عصاه كان مفسدة له تبين ان الناس اربعة اقسام. يعني ايه يا شباب؟ يعني بهذه المقدمات الاولى ان الله سبحانه وتعالى في عطائه ومنعه يبتلي وانه يبتلي بالحسنات والسيئات. وان العبد اذا اتقى الله في الحسنة آآ تكون حسنة في حقه. واذا اتقى الله في المصيبة تكون حسنة في حقه ونعمة كما سبق في الحديث العظيم اللي هو ما بال المؤمن ان امره كله له خير هنا بقى يا شباب استنبط ابن تيمية هذا ان الناس اربعة اقسام. منهم من يكون صلاحه على السراء. شخص حينما يعني يكون عنده مال وعنده آآ منصب وعنده جاه وعنده تمكين وعنده قدرة وعنده طعام جيد. واكل جيد وبصحة جيدة واولاده بخير يكونوا في خير في العبادة لكن نفس هذا الشخص اذا ابتلي بضراء او مرض او فقر لا يصبر على العبادة. انسان مرفه يعني يعبد الله ممكن انا كان معي بعض اصحابي اعرفهم. لو كان كنا مثلا لو اعتكفنا في مسجد وكانت الدنيا حر شوية ما يعرفش يصلي معنا بيقول انا ما اقدرش اصلي في في هذا الجو واخد ان يكون في قدامه مروحة والتكييف ما فيش مشكلة ان الانسان يبحث عن وسائل الراحة لكن المشكلة انك تربط استمرارك على العمل بتوفر هذه الوسائل اذا كنت في عز ورخاء اه صفاء ذهن ونعمة اه تعبد الله. اما اذا كنت في مصيبة تترك العبادة او تكسل عنها او تقصر في فيها فهناك نمط من الناس من هذا النوع. انه لا يقوى على طاعة الله ولا على العمل في طاعة الله الا اذا كان كان اه منعما الا واذا كان في جاه وعزوة ومال وراحة وصحة لكن اذا مرض او افتقر او مثلا ان ذهب منصبه لا يصبر او لا يكاد يصبر على الطاعة التي كان عليها قال ومنهم من يكون صلاحه على الضراء في في شخص طول ما هو فقير يعني مش لاقي وآآ او مثلا مريض او به آآ اذى او عنده آآ مصيبة يتقرب من الله ويكثر من الدعاء والافتقار الى الله ويخشع في صلاته ويكثر من دعائه ويقوم الليل. فاذا آآ جاءه المال او صار في صحة جيدة فانه لا يستطيع ان اه يصبر على ذلك قال ومنهم من يصلح على هذا وهذا. وهؤلاء شباب هم الكمل من اهل الايمان الكامل من اهل الايمان هو الذي يكون مؤمنا لله تبارك وتعالى في حال السراء والضراء وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ان امره كله له خير وهؤلاء بالتحديد ده الشباب هم الذين ذكرهم الله بعد ما ذكر الصنف آآ الاول قال الله سبحانه وتعالى آآ ولئن اذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤوس كفور ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور. فهو عند المصيبة لا يصبر وعند النعمة لا يشكر ولا يتقي الله. ثم قال الله سبحانه وتعالى الا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة واجر كبير وكانت هذه مقدمة وصية الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ان يقول لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك انما انت نذير. والله على كل شيء وكيل فهذه الآية مهمة جدا يا شباب في استحضار هذا المعنى قال ومنهم من يصلح على هذا وهذا ومنهم ما ومنهم من لا يصلح على احد منها. هذا هو الكافر. لا لا يصلح لا في حال الرخاء ولا في حال الشدة قال هذا جميل جدا يا شباب لاني في رأيي ان هذه التقسيمة آآ ليست واقعية تقسيم الناس بهذه الصورة المنعم الشاكر او المنعم الجاحد والفقير الصابر او الفقير اليائس هذه القسمة ليست واقعية. وانما الصواب ان الانسان الواحد يمر بكل هذه الابتلاءات ويجب عليه في كل حال ان يتقي الله بما يقتضيه هذا الحال قال والانسان الواحد قد يجتمع له هذه الاحوال الاربعة في اوقات او وقت واحد باعتبار انواع يبتلى بها. نعم. الانسان الان الان وانا اعطيكم هذا الدرس كل واحد منا عنده اشياء آآ تتطلب الشكر واشياء تتطلب الصبر الصبر ونعم تتطلب ان تتقي الله فيها وان تحسن ومصائب تحتاج ان تشكر عليها او تفتح لك باب الرجاء والفقر الى الله والتوبة ونحو ذلك وانا ذكرت قبل ذلك لبعض الشباب قلت له انت الان عندك نعم كثيرة لا تدركها قال مثل ماذا؟ قلت له يكفي انك تستطيع ان تقرأ الكتب باللغة العربية. هناك مسلمون في دول كثيرة يعني يمضون اكثر من عشر لسنوات فقط ليتعلم كيف يقرأ القرآن. وانت تستطيع ان تقرأ ومع ذلك لم تفتح المصحف. تستطيع ان تحفظ ومع ذلك لم تحفظ. تستطيع ان تصلي الليل به ولم تصلي تستطيع ان تصوم ولم تصم فكل هذا سيسأل عنه الانسان. لان الانسان عند الله تبارك وتعالى يسأل بقدر ما عنده من النعم. وماذا عمل فيها هذا ومعنى ولتسألن يومئذ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم وهذا السؤال آآ يعني سؤال اختبار. يعني ماذا عملت فيها؟ الله سبحانه وتعالى يعرفنا نعمه ثم يقول ماذا عملت فيها قال رحمه الله وقد جاء في الحديث المرفوع ان من عبادي من لا يصلح ايمانه الا الغنى. ولو افقرته لافسده ذلك. وان من عبادي من لا يصلح ايمانه الا الفقر ولو اغنيته لافسده ذلك. وان من عبادي من لا يصلح ايمانه الا الصحة. ولو اسقمته لافسده ذلك. وان من عبادي لمن لا يصلح ايمانه الا السقم او السقم ولو اصححته لافسده ذلك. اني ادبر عبادي واني آآ بهم خبير آآ بصير. طبعا هذا الحديث يعني حديث آآ ضعيف اه يعني او ضعيف جدا لكنه من حيث المعنى اه معنى صحيح آآ من حيث حكمة الله تبارك وتعالى في تدبير خلقه وعلمه بهم وعلمه بما يصلحهم وهذا الشباب يؤكد ان منع الله تبارك وتعالى لك من امور تريدها اه قد يكون من باب الحماية وليس الحرمان وان الله سبحانه وتعالى لو اعطاك آآ يعني لو اعطاك هذه القدرة او هذا التمكين او هذا الامر ربما يعني آآ قادرا على المعصية او لم تحسن فيه كالرجل الذي قال لان اتانا الله من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون وكالذين كانوا يطلبون الايات ولما طلبوا الايات كفروا بها فختم الله على قلوبهم قال الله سبحانه وتعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. الانسان قد يطلب شيئا ويلح في الدعاء ويمنعه الله تبارك وتعالى منه. ويكون ذلك من رحمة الله وعلمه وحكمته وفضله وآآ لعل هذا الكلام الذي نقرأه يا شباب يجعل العبد المسلم مع كثرة سؤاله لله يقنع دائما بحاله. وبعض الشباب حينما تكلمت عن ان الحياة الدنيا آآ ان ان الحياة الطيبة هي القناعة. قال اذا آآ الانسان لا يسأل الله قلت له خطأ وانما الانسان يكثر من سؤال الله في كل تفاصيل حياته لكن يبقى دائما راضيا بحاله يبقى القناعة الشباب ان تكون قانعا بحالك. يعني ان ترضى دائما بالموجود وان تكون قانعا به ومع ذلك يمكن ان تطلب وان تأخذ بالاسباب وان تدعو ولكن تبقى دائما في كل حال من احوالك تحمد الله تبارك وتعالى في عطائه ومنعه قال شوفوا بقى يا شباب هذا وجه اخر. قال فكما ان التنعم العاجل ليس بنعمة في الحقيقة بل قد يكون في الحقيقة بلاء وشرا باعتبار دار المعصية فيه والطاعة المتقدمة قد تكون حابطة وسببا للشر باعتبار ما يتعقبها من ردة وفتنة فكذلك التألم العاجل قد يكون في الحقيقة خيرا ونعمة والمعصية المتقدمة قد تكون سببا للخير باعتبار التوبة والصبر على ما يعقبه او يعقبه من محنة لكن لكن تبدل آآ الطاعة والمعصية اه او لكن تتبدل الطاعة والمعصية او لكن بتبدل الطاعة والمعصية ناخد بالنا يا شباب من هذا المعنى الجليل. يعني ابن تيمية يريد ان يقول ان المؤمن اذا اتقى الله في كل احواله كان كل امره خيرا له فهذه الضراء التي تنزل بك موت حبيب او فقد مال او مثلا آآ فقد تمكين او جاه كل هذه الامور يا شباب لو علم الانسان ما تحط به من السيئات وما ترفعه بالدرجات. ما ترفعه من الدرجات بالصبر والتقوى لربما تمنى هذا البلاء لو ابصر ما في هذا البلاء من لطف الله به ولو علم انه ربما لو آآ كان باقيا على تمكينه وقدرته لفجر او كفر او اعين على نيات الشر التي تخطر بباله لحمد البلاء والعكس قد يبتدأ الانسان بطاعة ثم تحبط بريائه او منه او باي نوع مما تحبط به الاعمال. قال وهذا يقتضي ان العبد ركزوا بقى يا شباب عشان دي بقى هذه التوصيات هو الان وصف الحالة. الان يريد ان يوصيك. قال وهذا ويقتضي ان العبد محتاج في كل وقت الى واحد. الاستعانة بالله على طاعته وتثبيت قلبي هذا اول ما يحتاجه الانسان. اياك نعبد واياك نستعين. وتثبيت القلب. تثبيت القلب يا شباب. تكلمت عنه بتوسع في محاضرتي ربط ربط الله على قلب المؤمن لتثبيت القلب هو الا تعبد الله على حرف ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة وقال تعالى ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين الله سبحانه وتعالى كثيرا ما يذكر لنا من كان مؤمنا ثم كفر. ثم نافق وآآ بقي منافقا الى ان لقي الله آآ تبارك وتعالى قال وهذا يقتضي ان العبد محتاج في كل وقت الى الاستعانة بالله على طاعته وتثبيت قلبه ولا حول ولا قوة الا بالله وذلك ان الانسان هو كما وصفه الله. ولئن اذاقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤوس كفور ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور يعني هو ييأس عند المصيبة فلا يصبر. ينفسق عزمه. ان الانسان خلق هلوعا. اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. يعني في كلا الحالين لا يشكر عند النعمة ولا يصبر عند المصيبة قال الا الذين صبروا وعملوا الصالحات فاخبر انه عند الضراء بعد السراء ييأس من زوالها في المستقبل ويكفر بما انعم الله به عليه اليه قبلها. وعند النعماء بعد الضراء يأمن عود المكروه في المستقبل. وينسى ما كان فيه بقوله ذهب السيئات عني. خلاص لا ترجع مرة اخرى انه لفرح فخور. وهذا يا شباب الله سبحانه وتعالى شباب ذم نوعين من الناس في اه النوع الاول من اذا ابتلي او اصيب لم يستكن لله ولم يدعه ولم يتضرع آآ قال الله سبحانه وتعالى ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون يعني انسان مهما تنزل به من المصايب لا يدعو الله ولا يفتقر اليه. ولا يضطر اليه طيب والانسان الاخر هو الذي يدعو الله في حال الشدة ثم يكفر نعمة الله بعد آآ ان ينالها فهنا هذا من باب التفسير يا شباب شف قال فاخبر انه عند الضراء بعد السراء ييأس من زوالها في المستقبل. ولئن اذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه. يعني كان عنده نوع من التنعيم كان عنده قال ثم ذهب. كان عنده الصحة ثم ذهبت. كان عنده اولاد ثم مثلا ماتوا. كان عنده اي شيء من انواع النعم وزالت. فييأس تمام كده قال ويكفر بما انعم الله به عليه به عليه قبلها وعند النعماء بعد الضراء يأمن عود المكروه في المستقبل يقول ايه؟ ذهب السيئات عني. كما قال الله نسي ما كان يدعو فهو ذهب السيئات عني يعني ايه يفخر بها ويظن ان الله كافأه بها. او انه يستحق ذلك واضح يا شباب؟ كما قال الله سبحانه وتعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا فاخبر انه جزوع عند الشر لا يصبر عليه ومنوع عند يبخل به هذه الصفات يا شباب شوفوا كثير من المفسرين حينما قرأت آآ كلمة لفظ الانسان وتتبعت هذا اللفظ في كتاب الله وجدت ان كثيرا منهم يفسر ان الانسان في هذه المواضع هو الكافر وانا في رأيي ان هذا التفسير ليس ليس صحيحا والصواب ان كل صفة ذكرت للانسان او النفس يمكن ان تكون موجودة ايضا في المؤمن او او ان يكون اصلها في المؤمن. وهي من شرور النفس مثلا خلق الانسان من عجل. آآ ان الانسان لربه لكنود. آآ اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. انه كان آآ ان الانسان لظلوم كفار اه مثلا اه كان الانسان اكثر شيء جادلا انا في رأيي ان كل كل انسان بشكل عام المؤمن والكافر يمكن ان توجد فيه هذه الصفات وان كانت النسبة تختلف. ويمكن ان يوجد عنده بعضها فهو فهذه الصفات يا شباب نحن يجب ان نزن انفسنا بها هل الانسان حينما يكون معه مال يبخل ام يجود وهل الانسان اذا كان في فقر هل يقنط من رحمة الله ا فقر او او مرض او نحو ذلك؟ كل هذا ينبغي ان يعرض الانسان فيه نفسه على آآ ايات القرآن قال الله تعالى ان الانسان لظلوم كفار وقال ان الانسان لربه لكنود والكنود هو الجحود الذي يعدد المصائب وينسى النعم. هذا تفسير السلف لمعنى الكنود هذا من باب التفسير يا شباب وقال ان الانسان انه كان ظلوما جهولا وقال وكان الانسان قتورا. قتور يعني بخيل يعني وقال وان مسه الشر فيؤوس قنوط. قال فلما نجاكم من البر اعرضتم وكان الانسان كفورا. يعني يكفر نعمة الله. وهذا يا شباب بالمناسبة ليس محصورا في الكافر المؤمن كثيرا ما يجحد كثيرا من نعم الله عليه. قال وقد وصف المؤمنين بانهم صابرون في البأساء والضراء وحين البأس والصابرون في النعماء ايضا. قال الا الذين صبروا وعملوا الصالحات. قال والصبر على السراء قد يكون اشد ولهذا قال من قال من الصحابة رضي الله عنهم ركزوا في هذا المعنى يا شباب قال بعض الصحابة ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر. وانا حكيت لكم قبل ذلك كثيرا قصة الرجل الذي كان في المعتقل وكان قواما صواما قراء للقرآن يعلم الناس ويصبر على الاذى والتعذيب. واول ما افرج عنه صار فاجرا يعني عضوا يعني صار عضوا فعالا في القنوات التي تدعو الى العلمانية والتي تتهم الاسلام والتي يعني آآ يفعل كثيرا من الشر وتصد عن سبيل الله. كان في حال الضراء على خير وطاعة. لكنهم لما تنعم ولما يعني صار حرا وصار ذا مال يعني اه لم يتق الله تبارك وتعالى فيه قال الصحابة رضي الله عنهم ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا آآ بالسراء فلم نصبر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر وقال لاصحابه والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم نافسوها كما تنافسوها فتهلك فتهلككم كما اهلكتهم وفي رواية ستلهيكم يعني اما تهلككم او تلهيكم. تلهيكم عن الايه عن عن الطاعة. باختصار يا شباب آآ احيانا الانسان منا يكون على طاعة ازا كان في في امر عادي يعني يومه بيمر معه بالشكل الروتيني فيكون على الطاعة. لكن اذا ابتلي بمصيبة آآ يضعف عن هذه الطاعة. او قرأ خبرا بعض الناس مثلا يقرأ اخبار آآ محزنة عن المسلمين او عن كذا. فيترك الطاعة التي كان عليها او العكس يأتيه خبر مفرح فيشتغل به عن الطاعة. المؤمن هو الذي لا تشغله الفرحة عن الطاعة ولا تقعده المصيبة عن الطاعة. فاذا كان الانسان منا اذا حزن ترك الطاعة واذا آآ فرح ترك الطاعة او شغل عنها فهذا من ضعف الايمان يا شباب اه قال رحمه الله فمن لم يتصف بحقيقة الايمان هو اما قادر واما عاجز. هذا جميل جدا يا شباب بقى ركزوا بقى عشان هذا التحليل عظيم آآ معنى ان المؤمن منعم في الدنيا قبل الاخرة وان الكافر معذب في الدنيا قبل الاخرة. هذا المعنى الذي تكلمنا عنه كثيرا وهو آآ كيف تكون آآ الدنيا يعني بالنسبة لمؤمن نعمة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن بين هذا المعنى كثيرا آآ وانها سجن لانه محبوس فيها عن ايراداته السيئة آآ وكذلك سجن باعتبار ما سيلقاه في الاخرة عند الله تبارك وتعالى في الفردوس او في الجنة بشكل عام آآ وان الكافر وان كان في الدنيا آآ يعني هي جنته لانه يفعل فيها بقدر قدرته واراداته الفاسدة هنا ابن تيمية يحلل تحليلا بديعا جدا يا شباب يعني اريد منك ان يعني تستمع الى هذه الكلمات لان كثير من الناس يقول اين اين ما نراه اين ما تزعمونه من من ان الكفار معذبين في الدنيا احنا شايفينهم بيضحكوا وعندهم سيارات وعندهم حمامات سباحة وعندهم بيوت. كما يقول بعض الناس الذين يعني عندهم نوع من الحسد او نوع من الجهل في تقدير نعمة الله قال ابن تيمية فمن لم يتصف بحقيقة الايمان يعني انسان ليس عنده معنى الايمان هو اما قادر واما عاجز اي انسان يا اما قادر يا اما عاجز. انسان معه اموال وعنده قدرة وعند استطاعة انه يسافر انه يروح البلدان انه يفعل اه ما يشاء بالقدر الذي يعني اه هو متمكن فيه. طيب واما عاجز. طيب قال فان كان قادرا. طب اذا كان هو قادرا وعنده ايرادات سيئة ايه اللي هيحصل؟ ستتحقق هذه الايرادات فان كان قادرا اظهر ما في نفسه بحسب قدرته من الفواحش والاثم والبغي والاشراك بالله تكون الدنيا جنته بالنسبة الى ذلك بالنسبة لايه يا شباب؟ فالانسان القادر الفاجر يعني هو قادر وفاجر فاذا كان قادرا وكان فاجرا خلاص لم يحجزه عن المعصية الا العجز كلما قدر على معصية فعلها واضح كده؟ يبقى هذا النوع الاول فتكون الدنيا جنته بهذا المعنى؟ قال وذلك ان الكافر صاحب الايرادات الفاسدة اما قادر واما عاجز. فان كان قادرا تعارضت ايراداته حتى لا يمكنه الجمع بينها وبينها ومل حتى يقل التذاذه بها. او او يعدم يعني وهذا ما حدث لكثير من الشباب. يعني انا كنت اظن ان ان ما يشيعونه من ان كثيرا من الكفار يقتل نفسه وينتحر مع كونه منعما او عنده البيوت والسيارات والاموال كنت اظن ان هذا مبالغ فيه. الى ان حدثني كثير من اصحابي ان جيرانه يعني يعني جاءت جاء البوليس مثلا فتح على جاره وجده شنق نفسه او قتل نفسه باي وسيلة من الوسائل. ورجل عنده كل ما يعنيه يتمناه جهلة الناس. الذين يظنون ان السعادة هي مرتبطة بوسائل اللذة والمتعة فهذا الشخص يا شباب ربما من كثرة قدرته يفقد اللذة. لانه ليس عنده حاجة. انتم عارفين اللذة والمتعة تكون بقدر الانتظار والشوق والافتقار الى الشيء. اما الشيء الموجود دائما آآ يعني آآ انسان بيقول انا لو ساكن في المكان الفلاني ده كنت دائما اخرج فيه واهل هذه المنطقة ربما لم يذهبوا اليها مرة واحدة وانا كنت في مكان جميل جدا ويعني تصورت قلت يعني مش ممكن ابدا يكون الانسان ساكن هنا ولا يخرج في هذا المكان. وعرفت ان بعض اهل هذه المنطقة لم يذهبوا اليه مرة واحدة مع اني بينه وبينه تقريبا عشر امتار يعني عشر امتار حتى يكون في بحيرة جميلة ومنظر جميل ولم يذهب اليها. القصة ليست بمجرد وجود آآ ادوات الطاعة او حتى ادوات الترفيه وانما القصة في الارادة او او الشعور باللذة والمتعة فيها طيب قال رحمه الله ومل حتى يقل التذاذه بها او يعدم او يعدم ولا يمكنه تركها. وربما لا يمكنه تركها. يعني هو كده ايه جمع بين امرين. لا يتلذذ بها وهي حرام اصلا. ومع ذلك لا يمكنه تركها يعني ده بقى يعني موت وخراب ديار. يفعل الفاحشة وتكون في ميزان سيئاته ومع ذلك لا يلتذ بها آآ قال ولا يمكنه تركها ولهذا تجد الملوك من الظالمين اعظم الناس ضجرا ومللا وطلبا لما آآ يروحون به عن انفسهم من مسموع حزور ومشموم ومأكول ومشروب. ومع هذا فلا تطمئن قلوبهم بشيء من ذلك. هذا فيما ينالون به اللذة. ده بقى ايه؟ يريد دون ان يكلمك عن الظالمين. هذا الشباب يشرح لك فكرة مهمة تكلمنا عنها كثيرا وهي لا يلزم ان تشعر انت بتألم الظالم. لا يلزم. انت تقول هؤلاء الطغاة الفجرة الذين يقتلون المسلمين والذين يعتقلون المسلمين ظلما الذين يقهرون شعوبهم. هؤلاء لا نرى فيهم يخرجون يضحكون عندهم البيوت الطائرات الفلل من الذي قال ان هذه الامور تسعدهم السعادة داخلية والله سبحانه وتعالى اجل واكرم من ان يسعد قلب عبد تجبر على الخلق والله يا شباب يعني لو لم يعلم الانسان عن الله تبارك وتعالى الا انه حكيم يكفيه في توقع قدر الظلم الذي يعيشه هؤلاء الفجرة من الحكام والظلمة الذين تجبروا على الخلق. انا عندي يقين قطعي بان هؤلاء فيما يطلبونه من اللذة لا يستمتعون وربما تكون متعة عابرة لكنها لا يمكن ان تكون باقية. وانهم يجدون خواطر سيئة تذهب نومهم وتذهب راحتهم. هذا في الدنيا قبل الاخرة يعني ليس عندي شك في ذلك ابن تيمية يقول لان هؤلاء الشباب عندهم قدرة وعندهم فجور آآ فقدوا اللذة حتى في هذه المعاصي التي يفعلونها. ومع ذلك لا يقدرون على تركها. ويطلبون ما يسعدون به. يعني ايه يا شباب؟ تجد واحد منهم يريد مثلا ويروح يقول لك انا هتغدى في باريس ومش عارف هفطر فين. او افطر في الطائرة. والطائرة بتاعته تكون الكرسي معمول مصنوع بالذهب. والمعلقة اللي بياكل فيها مثلا بالذهب فاكر ان هذه الوسائل ستسعده؟ من الذي قال ذلك؟ السعادة في القلب السعادة في القلب وليس في توفر الادوات وربما زوجته تطلع عين اهله تشقيه ويكون مبتلا في آآ ابنته او ابنه او او خوفه كما سيتكلم ابن تيمية بقى في الوجه الاخر. قال واما ما يخافونه من الاعداء فهم اعظم الناس خوفا. ولا عيشة لخائف هو الانسان الخائف بيتنعم بشيء تصور واحد مثلا من الرؤساء الظلمة او الحكام الفجرة الذين يعني يغتصبون اموال الناس ويسجنونهم بالظلم تصور هذا يعلم انه جاء الى هذا المكان بتخطيط مثلا وانه لم يصل اليه بحق. فهو دائما لا يستمتع لانه يعرف ويعرف انه سيزول وكذلك هو عبد واسير لمن مكنوه هذا التمكين وذليل لهم يتجبر على الضعفاء وهو حذاء في نعلي هؤلاء المتجبرين ويبقى خائفا من زوال ملكه يقول يا ترى سيقتلونني سيضعون لي السم آآ يعني فلا لا يستمتع حتى بالموجود ويبقى خائفا. فهو في خوف وحزن. حزن على ما فات وخوف من ولا يشعر باستقرار. نعوذ بالله من هذا الحال واظن ان من اجهل الخلق من يظن ان الله يشقي عبده المؤمن ويسعد عبده الفاجر الفاسق الكافر. هذا انسان جاهل الانسان الذي يعرف ربه يعلم ان الله اكرم من ان يضيع عبده المؤمن واكرم واجل من ان يسعد قلب الكافر الفاجر الذي يظلم الناس. هذا لابد ان تعلمه ان الله سبحانه وتعالى حكيم طيب هذا المتمكن يا شباب هذا القادر منهم انسان قادر عنده سلطة عنده جاه عنده اموال فلا يلتذ بما يظن انه من اسباب السعادة بل يمله ومع ذلك يبقى طالبا كالذي يشرب من البحر لا يروى منه ومع ذلك يبقى يريد ان يشرب ويمل ويريد ان يروح عن نفسه من مسموع ومنظور ومشموم ومأكول. مثلا يشتري اغلى الرائحة ويلبس اغلى الثياب. ويذهب الى اجمل الاماكن وربما يفعل الفواحش في مع مع نساء كثيرات. واضح كده؟ ومع ذلك لا ينعم يعني لا يلتذ ولا ينعم ولا يتمتع فضلا عن ان يسعد لان السعادة باقية وانما المتعة شيء يعني لحظي ولا تطمئن قلوبهم بشيء مما ينالونه. اما بقى من جهة الخوف فهذا حدث ولا حرج. يخاف من طباخه ويخاف من حارسه ويخاف ممن مكنوه ويخاف من المستقبل ويخاف من المؤمنين الذين عذبهم فهو يبقى في خوف دائم. لكنه خوف غير نافع. لذلك قال والله والله يعني هذا الكلام في غاية الجمال. قال ولا عيشة لخائف. انسان خائف. كيف يتنعم الانسان كيف يتنعم؟ لذلك ربنا لما تكلم عن الجنة يا شباب قال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا طيب الانسان يمكن ان ينزل في مكان جميل لكنه يبقى خائفا من ان يزول عنه قال خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. طيب يمكن الانسان اذا كان في مكان جميل جدا وبقي فيه مدة طويلة ان يمل. قال لا عنها حولا. يعني لا يمكن ان يصيبهم ملل وهم في الجنة. فهذا هو النعيم الباق يا شباب. هذه هي السعادة الباقية. اما ما دون ذلك فهو كما قال الله متاع الغرور. يعني متاع زائل هذا القادر. اما العاجز قال واما العاجز منهم فهو في عذاب عظيم. لا يزال في اسف على ما نابه ولا وعلى ما اصابه قال واما المؤمن يا سلام شف المؤمن بقى. واما المؤمن فهو مع قدرته مع قدرته له من الارادة الصالحة والعلوم النافعة لا اما المؤمن مع قدرته هذا هو هذا هو بداية الكلام. واما المؤمن فمع قدرته له من الارادة الصالحة والعلوم النافعة ما يوجب طمأنينة قلبه وانشراح صدره بما يفعله من الاعمال الصالحة. اللي هي لانه يا شباب اذا كان قادرا وعنده نية صالحة وارادة صالحة وعزم. فسيترجم ذلك الى من صالح وهذا العمل الصالح سيعقب انشراح صدر وفرح وسعادة وحياة طيبة آآ قال وله من الطمأنينة وقرة وقرة العين ما لا يمكن وصفه. وهو مع عجزه ايضا له من انواع الارادات الصالحة والعلوم نافعة التي يتنعم بها ما لا يمكن وصفه ايضا. يعني المؤمن شباب بين امرين اما قادر او عاجز مثلا انا قادر على ان اعلم الناس القرآن قادر على ان اصلي. قادر على ان اقرأ القرآن. قادر على ان اتصدق. ساتصدق. سيترجم ذلك الى عمل. طيب اذا كنت عاجزا انا والله ارجو ان يكون عندي اموال كثيرة لانفق على المسلمين. مثلا او اعمل مشاريع خيرية ليس عندي ولكن ساؤجر بهذه النية. وساعيش بهذه النية سعادة وثوابا وفرحا في القلب حتى لو لم يترجم الى عمل صالح. كما سبق في رسالة الهم والعزم التي تكلمنا فيها عن ما يخطر ببال المؤمن من الايرادات ايرادات الخير قال وهو مع عجزه ايضا من اهله من انواع الايرادات الصالحة والعلوم النافعة التي يتنعم بها ما لا يمكن وصفه وكل هذا محسوس مجرب ابن تيمية يقول كل هذا يعرفه اهل الايمان لا يوصف يا شباب قال وانما يقع غلط اكثر الناس هذه الجملة جميلة جدا شباب كررها في كتاب اسمه قاعدة في المحبة من اجمل الكتب كانك دخلت الجنة بهذا الكتاب. يعني لما تقرأه تشعر تقول يا رب اللهم لك الحمد على نعمة الايمان يا شباب من من من كان مسلما وظن ان احدا من الكفار اكثر نعيما منه في الدنيا فهو جاحد وفاجر. وكذاب لا يمكن ابدا ان يعدل بنعمة الاسلام نعمة قال وانما يقع غلط اكثر الناس. يعني لماذا يخطئ الناس؟ لانه قد احس بظاهر من لذات اهل الفجور وذاقها ولم يذق لذات اهل البر ولم يحسها ولكن اكثر الناس جهال لا يسمعون ولا يعقلون. يا سلام! يا سلام على الكلام الجميل قال وهذا الجهل لعدم شهود حقيقة الايمان ووجود حلاوته وذوق طعمه انضم اليه ايضا جهل كثير من المتكلمين في العلم بحقيقة ما في امر الله من يبقى الامر الاول يا شباب من لم يذق فرحة الطاعة والعمل الصالح لا يشعر بها. ربما يكون عاش عمرا طويلا في الفواحش والمنكرات وشرب الخمر والمسكرات كثير من المسلمين اللي هم بيكونوا كفارا وانا قبلت بعضهم. كان مثلا بيشرب خمرة ويفعل الفواحش وهو نفسه حكى عن لذة الايمان فقط في الدعاء وقال والله يعني دقيقة واحدة امضيها في الدعاء الى الله يعني لا يمكن ابدا كل لذات الدنيا التي سبقت لا تساوي بجوارها شيئا يبقى هذا هو الوجه الاول يا شباب او السبب غلط الناس. الاول انهم لم يحسوا بلذات اهل البر وحسوا بظاهر من لذات اهل الفجور شرب الخمر والمسكرات وآآ والفواحش وغير ذلك اه فهذا لجهل ايه؟ هذا الجهل لعدم شهود حقيقة الايمان ووجود حلاوته. يعني لم يوجد عندهم هذا. انضم الى ذلك ايه بقى يا شباب؟ جهل هذا الثوب الثاني جهل كثير من المتكلمين في العلم بحقيقة ما في امر الله من المصلحة والمنفعة وما في خلقه ايضا لعبده المؤمن من المنفعة والمصلحة المعتزلة يا شباب وآآ غيرهم من والاشاعرة ايضا ينكرون حكمة الله من حيث العبادة ويجعلون يعني المعتزلة يجعلون المصلحة للعبد في مجرد الثواب الذي يناله وآآ غيرهم من الجبرية يقولون ان آآ العبد لا يتلذذ بالطاعة وانما هي لمجرد الاختبار وانها مشقة وانها مخالفة للاهواء وهذا بينا خطأه كثيرا وان هذا من الجهل بل الله سبحانه وتعالى ما جعل علينا في الدين من حرج وانه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وانه يريد ان يهدينا ويبين لنا سنن الذين من قبلنا ويتوب علينا. وان الله سبحانه وتعالى يريد ان يزكي انفسنا وان يطهرها. فلا يسمى هذا حرمانا بل هو تزكية وحماية. فهؤلاء لكونهم نفوا حكمة الله ومصلحة العبد في هذه الطاعة في الدنيا. طبعا يا شباب هم يقولون في الاخرة سينعم لكن محل البحث في هذه الرسالة شبه وتنعيم الله لعبده المؤمن في الدنيا قبل الاخرة وهذا المعنى يا شباب والله اجده ان الدعاة يحتاجون الى بيانه. وانت حتى مع ابنائك مع زوجتك مع اصحابك مع من تدعوهم الى الله. حاول ان ان تبين لهم هذه المعاني لماذا؟ لان الناس فسدت اذواقهم في معنى السعادة. خلطوا اللذة بالسعادة. بالمتعة لا يفرقون بين المتعة العابرة واللذة العابرة والفرحة الخاطفة وبين السعادة وطمأنينة القلب والسكينة والراحة وذوق حلاوة الايمان. فانت لابد ان تبين هذه المعاني يا شباب وتبين نعمة الله على عبده المؤمن وتنعيم وتنعيمه له في الدنيا قبل الاخرة قال آآ انضم الى اليه ايضا جهل كثير من المتكلمين في العلم بحقيقة ما في امر الله من المصلحة والمنفعة وما في خلقه ايضا لعبده المؤمن اه من المنفعة والمصلحة فاجتمع الجهل بما اخبر الله به من خلقه وامره. وبما اشهده الله عباده من موجوده. يعني هذا امر مشهود. هذا لو لم يذكر في القرآن لشعر به المؤمن. المؤمن يشعر يا شباب يعني لا يمكن ابدا ان يسعد المؤمن باكثر من سعادته بالطاعة. ممكن الانسان يسعد بانه مثلا صار يملك بيتا صار يملك سيارة تزوج صار له ذرية لكن لا يمكن ان يسعد سعادة تامة في هذه الدنيا بقدر سعادته بطاعة الله آآ وكذلك الذي يسوؤه ذنبه يعني اذا كان الانسان ذنبه اكثر ما يتعبه ويقلقه فهذه من علامات الايمان يا شباب. واذا كانت الطاعة اكثر اكثر ما يسعده فهذا ايضا من علامات الايمان قال فكان هذا الجهل مع ما في مع ما في النفوس من الظلم مانعا للنفوس من عظيم نعمة الله وكرامته ورضوانه موقعا لها في بأسه وعذابه وسخطه الاول يا شباب جهل بحكمة الله في خلقه وامره. ثانيا جهل بمنفعة العبد ومصلحة العبادة وكذلك ظلم النفس انا تكلمت كذلك شاب كثيرا عن نقض قاعدة الاجر على قدر المشقة. وبينت ان هذه القاعدة بهذا الاطلاق ليست صحيحة وان آآ لم تأتي الشريعة لمجرد الاختبار والابتلاء ومخالفة اهواء النفوس والتكليف والمشقة. وانما جاءت لتزكية النفس وآآ لاصلاح العباد وليقوم الناس بالقسط قال وذلك ان الناس لما خاضوا في مسألة القدر ولما آآ ولما يخلق الله ولما يأمر ونحو ذلك بغير هدى من الله الذي انزله اليهم. فرقوا دينهم وكانوا شيعا. طيب يا شباب خلينا آآ نقف هنا نكمل ان شاء الله بعد صلاة المغرب يعني ان شاء الله ممكن بعد من صلاة المغرب لصلاة العشاء ان شاء الله ننهيها لان خلاص تقريبا باقي صفحات قليلة ولكن المسألة مهمة اه تقريبا باقي مم آآ ممكن يكون عشر صفحات او ثلاثة عشر صفحة تقريبا ان شاء الله ننهيها اه ولكن هذه المسألة لا يصح ان احنا نجزئها. لانه يتكلم هنا عن مسألة هل الله سبحانه وتعالى اه يخلق ويأمر مجرد المشيئة ام انه حكيم له حكمة؟ وانه امر العباد بما فيه مصلحتهم وبما فيه منفعتهم. وهذا شباب من اجمل ما يمكن ان تقرأ في باب القدر وبابي آآ حكمة الله سبحانه وتعالى في تشريعه وفي خلقه وفي امره بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا. ويعني اه تقريبا الدرس سيكون الساعة يعني السادسة والنصف او السادسة واربعين دقيقة سيكون عندنا لمدة ساعة واحدة ننهي فيها هذه الرسالة. مع ان هذه الرسالة صراحة لا يشبع منها اه ولكن اه سنحاول ان ننهيها حتى ندخل في اه الرسائل التي بعدها. بارك الله فيكم يا شباب. وجزاكم الله خيرا. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يحبب الينا الايمان وان يزين انه في قلوبنا وان يكره الينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين وان يجعلنا ممن اه يحمدونه ويشكرونه ويصبرونه في السراء والضراء وحين البأس ويشكرونه على نعمه اللهم اه افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين. بارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته