السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال بيته وذريته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال بيته وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد صباح الورد والياسمين آآ سؤال يتكرر كثيرا يقول كثير من الشباب اه كيف احافظ على جدول اعمالي مع كل هذه الاخبار وكل هذه النوازل وكل هذه الاحداث يقول انا لا استطيع ان اتحمل هذه الاخبار. لا قوة لي ولا طاقة ان امارس جدول اعمالي. وانا ارى كل هذه الاخبار وهذه المشكلات وهذه المصائب فضلا عن المشكلات الشخصية التي يمر بها كل شخص بداية يا شباب من اكثر ما يعانيه آآ شباب الاسلام في هذه الايام امران. الامر الاول الضعف والامر الثاني العجلة ضعف عن التزام الاعمال العبادات ضعف في القراءة او في طلب العلم. ضعف في تحمل المصائب. ضعف في التفاعل مع المصائب. لا تحمل عندهم الصفة الثانية العجلة. يستعجلون نتائج لم يبذلوا اسبابها ولم يسعوا فيها العجلة والضعف في رأي اعظم الامراض التي يمكن ان يصاب بها انسان وآآ اذا اردنا ان نعالج هذه الظاهرة ظاهرة الضعف والعجلة. ففي كتاب الله تبارك وتعالى الشفاء. قال الله سبحانه وتعالى قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى شفاء لما في الصدور في الصدر تأتي امراض كثيرة منها القلق الخوف الاضطراب الشك الجبن فكتاب الله تبارك وتعالى فيه الشفاء وفيه الهدى وفيه التبيان اول آآ وهم يدخلك فيه الشيطان ان يشعرك ان المشاكل التي تعيشها لا يعيشها غيرك او ان المشاكل التي يعيشها المسلمون في هذه الايام هي اعظم من كل ما سبق من المصائب والابتلاءات. وهذا ليس صحيحا والله سبحانه وتعالى بين فقال احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فلا يعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين الله سبحانه وتعالى علم ان المؤمن قد يأتي في قلبه معنى الاحباط او الشك او الضعف آآ او الاستكانة او الذل او التراجع عن الطريق الذي اخذه لنفسه فلذلك كان يذكرنا الله تبارك وتعالى بهذه المعاني. يذكرنا بما كان يصيب من قبلنا من الابتلاءات. وكيف كانوا يتفاعلون مع هذه الابتلاءات ثم كذلك ذكرنا وقص علينا حال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في وقت البلاء قال الله سبحانه وتعالى وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير من فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين الله سبحانه وتعالى بين في هذه الاية لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما اشيع في احد ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل ودب الضعف في بعض آآ من كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم الله تبارك وتعالى بحال من كانوا قبلهم وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرون فما وهنوا لما اصابهم كانوا يصابون مصائب عظيمة. فما وهنوا الوهن هو العجز او النكول او التراجع. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا ما ضعفت قلوبهم. بل بقيت قلوبهم قوية حية وما استكانوا الاستكانة هي الذل والتراجع وكثير من الناس يكون على خير عنده مقاصد في الخير لكنه ليس قويا لا يتحمل لا يصبر والحق لا يكتمل الا بالصبر لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف المؤمن القوي قوي في الاستقامة على الطاعة قوي في تحمل ما ينزل به من البلاء. قوي يشكر عند النعمة ويصبر عند المصيبة وهو المحسن المحسن هو حال هؤلاء. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب المحسنين. والله يحب الصابرين. وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين وبين الله سبحانه وتعالى حالهم واقوالهم الحال هو انهم ما عجزوا ولا نكلوا ولا تراجعوا ولا ذلوا ولا تخشعوا لعدوهم بل مضوا على طريق آآ نبيهم الذي كانوا على عهده. وكذلك كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك ذكر ابو بكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الايات لما آآ توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. ثم تلا قول الله تبارك وتعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم الى اخر الايات اذا وصف الله حالهم ووصف قولهم وما كان قولهم الا ان قالوا. ربنا اغفر لنا ذنوبنا. لماذا لان العبد انما يضعف عند الابتلاء او عند الفتنة بسبب ضعف قلبه او بسبب ذنوبه ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. شرور النفس هي الامراض امراض النفس هي ذنوب اما سيئات الاعمال هي المصائب التي تصيب العبد بسبب ذنوبه. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ان الذين تولوا منكم يوم التقى جمعاني انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. فلذلك استعاذوا آآ من ذنوبهم. ربنا يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وسألوا ربهم الثبات وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافيين. فما جزاء هؤلاء؟ هل يجب ان ينصر هؤلاء؟ لأ جزاؤهم على صبرهم انهم كانوا محسنين. هذا هو الاحسان. سواء انتصرت او لم تنتصر. غلبت او غلبت المهم ان تبقى على هذا الطريق ان تبقى صامدا صابرا عاملا بطاعة الله لا تشغلك النعمة عن طاعة الله. ولا تضعفك المصيبة عن آآ عن العمل بطاعة الله كما قال الله سبحانه وتعالى ولئن اذقن الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤوس كفور. ولئن ادقناه نعماء بعد ضراء مسكها ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور الا الذين صبروا وعملوا الصالحات الذين صبروا مستثنون من هؤلاء الذين صبروا لا تشغلهم الفرحة عن شكر الله او عن استعمال نعمة الله فيما يرضي الله. ولا تضعفهم المصيبة ولا تقعدهم والله سبحانه وتعالى قال والله يحب الصابرين ثم بين الله سبحانه وتعالى انهم اتاهم ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة. والله يحب المحسنين هذا هو الاحسان فالسؤال هنا ان اه كثير من الشباب يعني بعد هذه المقدمة كثير من الشباب يقول كيف اتحمل؟ يعني كيف اعرف كل هذه الاخبار وكل هذه الاحداث مع ما عندي من المصائب الشخصية اه كيف احافظ على جدول عملي اه في الواقع هذا السؤال المفروض يكون العكس كيف يمكن لانسان ان يترك عمله الصالح في وقت المصائب بل وقت المصائب هو هو اهم الاوقات التي يستدعى فيها معالي الامور ويستدعى فيها الدعاء والاستعانة بالله والمواظبة على العمل الصالح بل يضاعف العمل الصالح وما هو البديل؟ البديل انك انت تغرق نفسك في متابعة اخبار خبر انت عرفته خلاص. انت تريد ان تتابع التحليلات والاقوال والتعقيبات كيف يتفاعل الناس معه ومن كتب عنه منشورات؟ كل هذا من اضاعة الوقت. وكثير من الناس يكسوا ضعفه وكسله صورة النضال انا مشغول باخبار المسلمين. وماذا ماذا استفاد المسلمون من اشتغالك هذا؟ ان لم يتحول ويترجم الى اعمال نافعة فلذلك شباب الشيطان يلبس على الانسان يصور له ان اشتغاله بالعمل الصالح يتعارض مع متابعة الاخبار او كيف اشتغل برنامج يومي اتعلم القرآن واعلم وادرس واعلم ابنائي واصلح وادعو الى الله يصور لك ان هذا يخالف هذا بالعكس هذا هو اعظم تفاعل مع الاهتمام بامر المسلمين آآ ايضا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر اصحابه بذلك. ويعالج فيهم هذين الامرين. الضعف والعجلة. لما ذكر لهم ان فمن كان قبلهم كان آآ يؤتى احدهم في شق بنصفين. يعني يوضع المنشار او المنشار في مفرق رأسه ثم يسقط يعني يشق بنصفين وما يصده ذلك عن دينه قال ولكنكم قوم تستعجلون. جيلنا يا شباب فيه خير ولله الحمد. فيه ارادة فيه رغبة. فيه في حب لله وللنبي صلى الله عليه وسلم ولدينه فيه غيرة فيه فرح بما يصيب المسلمين من خير وفيه حزن عظيم بما ينزل بهم من الشر. وفيهم تفاعل. لكن ينقصه الصبر والاناة ينقصه التخطيط. ينقصه العزم على فعل الخير والتصميم والارادة والجلد. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. فبالتالي انت حينما تظن ان تفاعلك مع المسلمين يكون بمجرد ان تتابع الخبر الف مرة وتكوى وتنظر الى التحليلات هذا هذا خطأ هذا من مما يضعف به الشيطان عزمك ربما يصيبك باحباط ربما آآ يقعدك عن العمل الصالح. غيرك يشتغل بامر المسلمين ويتفاعل معه ويحب لهم الخير ومع ذلك يسعى في برنامج عمله. لانه يريد ان ينفع المسلمين آآ ايضا كذلك شباب الاحداث لا تنتهي. احنا الان بنشتغل بحدث وتاني يوم يأتينا حدث اخر. يعني في اليوم الواحد بتحصل يعني آآ عفوا احداث مثلا كبيرة. والامر المهم جدا ان وسائل الاعلام ووسائل وقنوات الاخبار لا تركز الا على الاخبار المحبطة ولا تركز الا على الشرور. لماذا؟ لان هذا هو الذي ياتي بنسبة مشاهدات عالية. فانت بقى لو فضلت تتفاعل طول اليوم مع كل خبر يعني لو كل خبر اخذ منك مثلا نصف ساعة وانت تتابع كل التحليلات والبرامج حوله يبقى ضاع يومك وانت الى لا لا تزال في مقاعد المتفرجين وغيرك من اهل الخير والصبر والعمل الصالح. قد قطعوا مسافات طويلة على ارض الواقع وانت جالس على وسائل التواصل والقنوات الاخبارية عمال تتابع ما الذي يقال وما الذي خلاص انت عرفت الحدث انتهى الامر خلاص اشتغل بما هو نافع. الحل باختصار يا شباب اول شيء ان تعلم انك لست وحدك في هذا الامر. ثانيا ان من سبقونا كانوا يبتلون باعظم من هذا البلاء ثالثا ان هذا البلاء اختبار آآ الله سبحانه وتعالى قال ولنبلونكم حتى نعلم الصابرين منكم حتى حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم فهذا ابتلاء. الله سبحانه وتعالى قال ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض. فهناك ابتلاء فما هو تفاعلك مع هذا الابتلاء واضح فلابد ان تستشعر انك ممتحن بهذا. كذلك لابد من الاستعانة بالله وكثرة الدعاء. والمرابطة والجلد ما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا لم يتراجعوا. لم تكن هذه المصائب سببا في تراجعهم او ضعفهم او ذلهم او خواريم بل العكس لما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله فهذا هو التصديق والقول وما زادهم الا ايمانا وتسليم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. ما بدلوا تبديلة بقوا على هذا الطريق لم تشغلهم المصائب لم تشغلهم النعم. ولكن بقوا على هذا الطريق صابرين محتسبين. عاملين بما يرضي الله تبارك وتعالى. اه من النصائح يا شباب ان تضع برنامجا واضحا من الاعمال التي تريد ان تقوم بها وتحاسب نفسك على هذه الاعمال. وتلزم نفسك بها. وتبتعد عن عن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن ان تجعل لها وقتا في يومك وخلاص انتهى الامر واذا دخلت الى هذه الوسائل لابد ان تعرف من تشاهد. وخلاص اذا عرفت الحدث انتهى الامر وخلاص. لا تعش على هذه الوسائل لانها والله محرقة الاعمار وانا كنت اقول لكثير من الطلاب نعم جيلنا متوفر لديه كثير من الادوات. يعني عنده محاضرات وعنده دورات وعنده كتب وعنده وسائل. عنده لاب توب وعنده كل شيء تقريبا موجود من لكن عنده كذلك من الملهيات ما هو اعظم وعنده من ضعف الارادة والخور والعجلة ما يجعله لا ينتفع بهذه الادوات. النصيحة الاخيرة احب لك ان تستفتح يومك قيام الليل. قبيل الفجر بعشر دقائق او نصف ساعة. قم لله تبارك وتعالى هذا وقت مبارك يعني استغفر من ذنبك وسل الله التوفيق والثبات وادع وصل لله تبارك وتعالى واكثر من ذكر الله. فوالله بداية يوم تبدأ من قبيل الفجر حينما يقول الله هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من سائل فاعطيه؟ فالله سبحانه وتعالى يحب منك ان تقوم هذا الوقت وتتلوا اياته وتذكره وغير ذلك من معاني الخير. ثانيا صلاة الفجر في جماعة. ثالثا ذكر الله تبارك وتعالى. فوالله هذه بداية الخير. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان ان يجعلنا من الصابرين الصادقين الثابتين. وان يجعلنا يجعلنا من هؤلاء الذين ما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما والله يحب الصابرين. ما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله يعني ما عجزوا وما ما اصابهم في سبيل الله يدل على انهم اساسا كان عملهم في سبيل الله. يعني هم يسعون في سبيل الله فاصابتهم مصائب وهم على هذا الطريق لم تخرجهم هذه المصائب عن الطريق بل زادتهم صمودا واصرارا وعملا وهذا هو حال المؤمن اذا تليت عليهم زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. بارك الله فيكم يا شباب وصباح الورد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته