بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المخلوقين سيد الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الصادق الامين. وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الاحبة الكرام ان ازكى واطيب ما نفتتح به هذا المجلس العلمي المبارك ايات من الذكر الحكيم يتلوها علينا فضيلة المقرئ عبدالرحمن الوثيقي الطالب الباحث بتكوين الدكتوراه تفسير الخطاب الشرعي قضايا ومناهج فليتفضل مشكورا مأجورا ان شاء الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الله السماوات والارض فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة تنها كوكب درية قد من شجرة مباركة. يوقد من شجرة مباركة زيتونة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسهما يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس. والله بكل شيء في بيوتنا الله ان ترفع ويزداد فيها اسمه يسبح له فيها رجال لا تنهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والبصار من فضله ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء صدق الله العظيم شكر الله لاخي العبد اسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منه وان يضاعف له الاجر واعطي الكلمة للسيد عميد المؤسسة ليفتتح هذا اللقاء فليتفضل مشكورا بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين اه السادة الاساتذة ضيوفنا الكرام بداية اود ان اتقدم بالشكر الجزيل الى ضيوفنا لحضور هذه المحاضرة هذه المحاضرة في كلية الاداب والعلوم الانسانية نشكرهم على السفر رغم اهتماماتهم المتعددة وخصصوا لنا الوقت الذي هو ركن ثمين وبالمناسبة اذا وفي نفس الاطار تقدم الشكر للاستاذ عبد الرحمن الذي ساهم في تنظيم هذا اللقاء الذي يدخل في اطار البرنامج الثقافي لمسلك الماستر او الاسلامي اذن فمرحبا جميعا فكلية الاداب فهي خلال هذه السنة نظمت في برنامجها الثقافي تقريبا ما ثمانية وعشرين ندوة دولية ووطنية فضلا على محاضرات وايام دراسية وكذلك آآ امسيات آآ ثقافية او قراءات في كتب تنظمها مختلف الشعر او المسرات التكوينات او المختبرات الموجودة في المؤسسة فهذا يبين على ان الحمد لله ان الحركة الثقافي في المؤسسة فهي في آآ في تطور صحيح ان هذه الارض الثقافية فهي مكلفة بالنسبة للمؤسسة بطبيعة الحال يعني هي مكلفة ماديا ولكن نتائجها فهي ايجابية هذا هو المهم هو ان تكون هذه النتائج هذه الانشطة ايجابية لفائدة الطلبة والاساتذة لان هذه الأنشطة تدخل في اطار تكوين الطلبة واحتكاك الطلبة بأولا اساتذتهم ثم بأساتذة خارج المؤسسة فهو ما يعزز التكوين الاساسي للطلبة والهدف بطبيعة الحال هو هذا الاحتكاك وهذا التكوين ثم ان البارحة كان لنا لقاء رغم ان بعضهم حاضرا لهذا اللقاء الذي هو لقاء خاص بالطلبة الذين نظموا امسية يعني مختلطة ماشي مختلطة كواكب مختلطة فيها ما فيها ما هو فيها شعر قصة غناء مديح. قرآن فيها يعني ولكنها ايضا تدخل في اطار البرنامج الثقافي للطلبة باعتبار ان الطالب فهو مكون اساسي داخل المؤسسة فنحن ندعم كل هذه الانشطة باعتبار انه من حق الطالب ان يستفيد من ميزانية الكلية. اذا فهذه كلها توجهات اه تدعمها المؤسسة ونحن نراهن على اه الطلبة وعلى الاساتذة من اجل تشجيع هذه المبادرات وتشجيع هذه الانشطة لان الهدف الاساسي والاسمى هو ان ترقى كلية الآداب الى اه المؤسسات الجامعية التي ربما نحتاج الى مؤسسة جماعية اه الى مكانتها في بالطبع ان هذا لا يمكن ان يتم الا دعم من جامعة مولاي اسماعيل وبالخصوص السيد رئيس جامعة مولاي اسماعيل الذي اه يدعم ماديا ومعنويا كل هذه اه الانشطة فنحن ايضا كمؤسسة وكادارة نراهن على ونراهن على تعيينها ونراهن على تشجيعها اه لان بدون تشجيع الجامعة فلا يمكن ان نقوم باي شيء. اذا فمرة اخرى ارحب واجدد الترحاب بضيوفنا الكرام ونتمنى لهم مقاما طيبا داخل هذه المؤسسة فنحن رهن اشارتهم ورهن اشارة الاستاذ عبد الرحمان الذي ربما انه برمج آآ البرنامج الثقافي خلال هذه السنة في الاسبوع المقبل ان شاء الله سيكون اللقاء مع الاستاذ في نفس الوقت ونفس اليوم يوم الخميس يوم الاربعاء على الساعة العاشرة صباحا بنفس القاعة بالطبع فهذا في اطار اه تشجيع الطلبة واحتياج الطلبة كما قلت قبل قليل مع اساتذة باحثين مرموقين سواء داخل المغرب او خارج المغرب فشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا السيد العميد المحترم على هذه الكلمة الطيبة الترحيبية وبعد احبتي الكرام اطار الانشطة الثقافية التي ينظمها ماستر الفكر الاسلامي ومناهج التجديد ومجموعة مناهج البحث في العلوم الاسلامية لدعم التكوينات الاساسية للطلبة الباحثين بشعبة الدراسات الاسلامية في مختلف الاسلاك يندرج تنظيم هذا اللقاء العلمي المبارك في موضوع معالم منهجية في قراءة واختيار هذا الموضوع ينبعث من قناعة راسخة لاهمية هذا التراث والمكانة المتميزة التي يحتلها في ذاكرة هذه الامة وتاريخها. بل وفي امتداده الطبيعي لحاضرها ومستقبلها ولا اكون مبالغا ايها الاحبة اذا قلت ان هذا التراث بابعاده الدينية والثقافية والفكرية يمثل المخزون الاستراتيجية لهذه الامة ومعينها الذي لا ينظر وكنزها الدفين الذي لا يفنى تفزع اليه في النائبات وتلوذ فيه المهمات. اذ فيه تتبدى صورتها الحقيقية الناصعة المتألقة وتتوضح معالمها الحضارية المتميزة التي بوأتها موقع السيادة ومرتبة الصدارة والريادة في العالم القديم وما احوجنا اليوم ايها الاحبة في هذا الظرف التاريخي الصعب الذي اشتدت فيه حدة التدافع الحضاري بين الامم من العودة الى هذا التراث والاعتصام به في مجابهة كل التحديات ولابد في هذه العودة من هدي المنهاج واضح المعاني نعتدي به في التعامل مع مخزون هذا التراث تحقيقا وتحليلا وتقويما اذ بذلك نستطيع الوقوف على عناصر القوة فيه وما تحمله من طاقة متجددة يمكن البناء والتأسيس عليها نتطلع اليه من يقظة ونهوض حضاري مرتقب ان شاء الله. لمدارسة هذا الموضوع يحضر معنا في هذه الجلسة العلمية المباركة. علمان كبيران من اعلامنا المبرزين. يحملان ما عن هم هذا التراث ولهما المام واسع بمحتويات وجهود محمودة واياد بيضاء في خدمته وخدمة الباحثين سمينا به علميا ومنهجيا احد العلمين الشيخ العلامة العالم العامر فضيلة الاستاذ الدكتور الحسن العلمي حفظه الله. وهو من الوجوه المعروفة المألوفة لدى العلماء والطلبة الباحثين داخل الوطن وخارجه. لوفرة علمه وخصوبته وغزارة انتاجه وسداد رأيه وحسن سمته ونهجه في التربية والتعليم والتكوين ومهما ذكرت من مناقبه وفضائله فلم او فيه حقا. اشتغلوا حاليا استاذا للحديث والفكر الاسلامي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ومديرا لمعهد الغرب الاسلامي بالمدينة وله مسؤوليات ومهام علمية وتربوية في كثير من المنظمات والمنتديات والمجامع العلمية بالمغرب وخارجه ولله الحمد والمنة الذي اتاح لنا هذه الفرصة لمجالسته والاستفادة من علمه وثاني العلمين الضيف العزيز الكريم العلامة المحقق المدقق فضيلة الأستاذ حسين عبد الرزاق استاذ العلوم الشرعية بتفسير وحديث وفقه واصول بمعهد العلوم الاسلامية بتركيا له اسهامات ومشاركات علمية وازنة في عديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية بتركيا وخارجها وصدرت له عدة ابحاث ومقالات في معالجة قضايا فكرية ومنهجية مهمة. فمرحبا بضيفنا العزيز. مرحبا بك. حللت اهلا ولا يفوتنا بهذه المناسبة ان نشكر ادارة المؤسسة عميدا ونوابا وموظفيه على العناية الكريمة لتيسير في عقد هذا اللقاء واعطي الكلمة بداية لأستاذنا الفاضل الحسين عبد الرزاق وعنوان مداخلته منهجية قراءة الائمة المحققين تفسير الامام الطبري نموذجا فليتفضل مشكورا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال بيته وذريته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال بيته وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبعد فان اتقدم بالشكر الى ادارة هذه الجامعة. ثم الى ادارة كلية العلوم والآداب. الاداب والعلوم الانسانية بمكناس جامعة مولاي اسماعيل. واسأل الله تبارك وتعالى ان يحفظهم وان يجعلهم بركة على هذه المؤسسة. كما اتقدم بالشكر الى السيد الكلية. ثم الى الاساتذة الكرام المسئولين عن هذه الدورة. واتقدم بالشكر كذلك الى السادة دكاترة والطلبة والطالبات. واتقدم بالشكر الى اه السيد الاستاذ الدكتور الحسن العلمي لانه شرفني في هذه الدورة وهذه الدعوة واسأل الله ان يجعل العلاقة بيننا تعاونا على البر والتقوى ان شاء الله اه كما اسأل الله سبحانه وتعالى بطبيعة الحال ان يحفظ المملكة المغربية وان يجعلها بلد امن وامان وان يجعلها بلد عدل وتقدم وحضارة. وان يحفظ هؤلاء الطلبة الكرام وان يجعلهم منارة للعلم والعمل. باذنه فانه المسئول عن ذلك اه ان المتابع لحركة طلاب العلم والمتابع المنشغلين بالتراث الاسلامي يلحظ ان عددا كبيرا جدا من النساء والرجال آآ صار يطلب العلم الشرعي وصار يخطط له ببرامج وخطط حتى يبلغ مرتبة عالية من العلم الشرعي. ويحاول بدوره ان يسهم دورا في الاصلاح والعمل النافع. يرى كثيرا من المواقع على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. ويرى كثير من آآ الكتب والطبعات وكثيرا من الادوات التي من شأنها ان تكون الطالب تكوينا قويا. آآ حتى يكون عندنا في كل مجال من مجالات التخصص متخصصين بارزين او متخصصون بارزون. لكن الذي نظرة ثاقبة يرى ان هذه الامكانات لا تعادلها المخرجات. فيرى قلة بل ندرة طلاب العلم النابغين المتفوقين. ويرى فقرا كبيرا جدا في عامة التخصصات. سواء في ذلك علوم الآلة كاصول الفقه وعلوم العربية واصول التفسير والمنطق وعلوم الحديث. او كذلك في العلوم التي يسمونها المقاصد. كعلم التفسير عقيدة والفقه. كذلك يرى فقرا اكثر منه في العلوم الانسانية. يرى فقرا كبيرا جدا في مجال آآ علم النفس الاجتماعي وتاريخ الفلسفة والافكار ونحو ذلك من العلوم. من الخطأ هنا ان نرجع اسباب الاخفاق الى عامل واحد وهو الطالب. ولكن هذه الفاتورة يتحملها كل افراد المنظمة التعليمية. فيتحملها جزء من الادارة ومن المعلمين ومن الطلاب يتحملون كذلك جزء من الداعمين الذين يدعمون مشاريع دون تخطيط او وما الخطايا ان نرجع هذا الاخفاق الى عامل واحد. لكني هنا معني ان اتحدث عن احد اخص اسباب هذا الاخفاق لماذا يقل النهوض؟ ولماذا يقل التفوق في ساحة طلاب العلم؟ ولماذا يندر النابغون في مختلف التخصصات. لذلك عوامل كثيرة تخص منها ما يختص بالطالب نفسه. من نص هذه الامور هو ان كثيرا من الطلاب اهمل تراث الائمة المحققين. واقبل في عمره وصرف جهده ووقته وكل ما لديه من قوة حول مجموعة متون او كتب مختصرات او ابحاث معاصرة تقوقع حولها واعتنى بها وحفظ ما فيها. لكنه اهمل تراث الائمة المحققين. الائمة المحققون الذين اقصدهم هم الذين يصورون المسائل تصويرا دقيقا. ويحسنون عرض مسألتهم ثم يجمعون الاقوال ويجمعون ان ادلتها والاصول التي بنيت عليها. ويعرفون الحجج ويعرفون رتب اهل العلم. ثم يدرسون ذلك دراسة النقد ترجع الى حجية الدليل والى ثبوته والى معناه. ثم بعد ذلك يخلصون الى نتيجة يحسنون عرضها تقريرها والاستدلال لها. ثم يناقشون ما يشكل عليها من المقالات ثم يبينون ما يخالفه من المقالات ويردونه ردا علميا. ما جاءنا عن تراث الائمة المحققين يمكن ان نقسمه الى قسمين. مقالات ونتائج هذا هو القسم الاول. ان الامام مالكا رحمه الله افتى بكذا. او ان الامام الشافعي اختار الاختيار في مسألة فقهية. او ان امام البخاري صحح حديثا معينا. او ان الامام ابن معين اه ضاع فراويا من او ان الامام الدرى قطني رحمه الله اعل رواية معينة. هذه هي المقالة. الامر الثاني هو منهجية النقاد الائمة المحققون. هؤلاء الائمة ما هي المسائل التي قرروها؟ وكيف صوروها وكيف جمعوا الاقوال؟ وكيف نظروا فيها؟ وكيف اختبروها وفحصوها؟ ثم كيف وصلوا الى النتائج وكيف قرروها؟ وكيف اجابوا على ما يشكل عليها؟ وكيف ناقشوا ما يعارضها من الاقوال؟ اذا طالب العلم الذي يريد ان يكون دامغا وان يستثمر تراث الائمة المحققين. لا ينبغي ان يعتني بسؤال ماذا؟ بقدر ما يعتني بسواه وقال لماذا وكيف؟ الذي يدخل تراث الائمة المحققين ولا يخرج منه الا بمجرد مقالات ان مالك من افتى بكذا او ان الشافعي اختار كذا او ان احمد استدل بحديث كذا او ان ابن معين اعل الرواية الفلانية هؤلاء تماما كما دخل بحرا طويلا عريضا به من الكنوز والجواهر. ولم يخرج منه الا بقطرات من الماء. او بمثال بسيط جدا انسان عنده ايفون سفن مثلا. اه لا يستعمله الا في ارسال الرسائل. هذه صورة واضحة جدا. فتراث الائمة المحققين هو اعلى ما يمكن ان تنتفع به في تكوينك العلمي. من امثلة الائمة المحققين الامام اه ابو حنيفة رحمه الله وصاحباه ابو يوسف ومحمد ابن الحسن الشيباني. آآ وكذلك الامام ما لك والامام الشافعي واحمد والبخاري ومسلم والدار قطني والبيهقي والجويني والسبكي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي والشاطبي ابو هشام الانصاري وابن الصلاح وغير هؤلاء كثير. هؤلاء الذين اعتدوا بضبط المسائل وتحريرها وحسن تصويرها وجمع الاقوال فيها ونقدها من حيث الدليل والثبوت والدلالة. هؤلاء هم الذين يمكن ان تغنم من تراثهم يمكن ان تنتفع بهم. كيف ادخل الى تراث الائمة المحققين قبل ان تدخل في دراسة تراث امام معين ينبغي ان يكون عندك مقدمات في هذا العلم. ينبغي ان تعرف ابواب العلم. وان تعرف فروعه. وان تعرف المسائل المهمة في هذا العلم. وان يكون لديك قاعدة عريضة من قراءة الكتب الميسرة التي تعد مدخلا لهذا العلم. ثم بعد ذلك تدخل الى الى تراث الائمة بخطة وبرنامج. فمثلا انت تريد ان تقرأ تراث الامام ابن تيمية رحمه الله لكنك ستبدأ بكتب الاعتقاد عند ابن تيمية فينبغي ان تكون قد درست هذه المسائل وان تكون عرفت اخص المسألة السائل والابواب والفروع. لان هذا هو الذي سيساعدك عند الاستقراء ان تعرف ان هذه فائدة ينبغي ان تلتقطها. او ان هذه مسألة مهمة ينبغي ان تعتني بها وبما قيل فيها. اذا الخطوة الاولى ان احدد العالم الذي اريد ان اقرأ رأى له وان انتقي الشخصيات المؤثرة من حيث البناء العلمي والبناء الاستدلالي. ثم الباب الذي اريد ان استقرأ فيه. هل ساستقرأ في علوم الحديث ام علوم القرآن ام الاصول ام الفقه؟ ام العلوم الانسانية الفلسفة او غير ذلك من المجالات. الخطوة التي بعد ذلك ان احدد عناوين رئيسية سأذكرها اقولها لكم ان شاء الله عند الحديث عن تفسير الامام ابن جرير الطبري رحمه الله. ان احدد نقاطا رئيسة هي التي اجمع الفوائد تحتها اخص ما اريد ان انبه عليه هنا هو خطوات دراسة المسألة. الامام الذي اريد ان استقرأ كتبه لابد انه يبحث عن قضية معينة. هذه القضية وصل فيها الى نتيجة. فانا اريد ان ان اعرف هذه الامور ما هي القضية التي يبحثها؟ ثانيا ما هي النتيجة التي يريد ان يصل اليها ثالثا كيف جمع الادلة فيها؟ رابعا كيف فهم هذه الادلة؟ خامسا كيف انتقد الادلة. النقد هنا ليس المقصود منه الرد. وانما النقد في لسان العرب معناه التمييز والفحص والاختبار. الرجل الذي يعمل في الجواهر يسمونه ناقدا لانه يميز الجواهر المزيفة من الجواهر الصحيحة. اذا النقد ليس معناه الرد وانما النقد معناه التمييز والفحص. فاريد ان اعرف كيف فحص هذا العالم هذه الادلة. كيف فهمها ثم بعد ذلك اعرف قول هذا العالم. كيف قرره وعرضه واستدل له؟ وكيف اجاب عما يشكل عليه من الاقوال وكيف ناقش ما يخالفه من الاقوال. اول ما يعنينا هنا هو معرفة سورة المسألة. عندنا هنا مجموعة من المهارات يمكن ان نبدأ بالحديث عنها وهي مهارة القراءة والفهم والاستيعاب والتذكر والتحليل والنظر والاستدلال والعرض والتقرير والنقد والتمييز والحوار والمناقشة. هذه المهارات تشمل بالضبط عناصر اللياقة البدنية عند اللاعب الرياضي. اللاعب الرياضي عنده مجموعة من العناصر اذا لم يكن مكونا بها يكون عاجزا عن اداء كثير من المهارات. كذلك عندنا اللياقة لطالب العلم. عناصر هذه اللياقة ان يحسن القراءة. وان يحسن الفهم والتذكر والحفظ. يحسن كذلك الاستيعاب ويحسن كذلك العرض والتقرير. بعض الطلاب مثلا يفهم لكنه لا يحسن التعبير عما يفهم وبعض الطلاب يستطيع التعبير لكنه لا يحسن الاستدلال. وبعض الطلاب يحسن الاستدلال لكنه لا يستطيع ان يجيب على الشبهات او ان يرد الاقوال المخالفة. الله سبحانه وتعالى وصف الوحي وصفا جامعا يبين هذه المقاصد. فقال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس. وبينات من الهدى والفرقان. اذا الباحث الحق هو الذي يستطيع ان يصل الى الحق ويستطيع ان يستدل له ويستطيع ان يدافع عنه. هذه مختصر مكونات باحث عنده الالية لبحث المسائل والوصول الى الحق فيها. وعنده حسن عرض لما وصل اليه من النتائج ويستطيع ان يستدل له بالحجج العقلية. وكذلك الحجج التي من الوحي. وانا لا اريد ان افصل بين الحجج العقلية في الوحي فان الوحي جاء بافضل واصح الحجج العقلية. قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. كذلك يستطيع ان يرد على الشبهات المثارة على هذا القول. وان يرد المقالات الخاطئة. فان العلم بالخطأ هو طريق للعلم بالصواب. وكثير من طلاب العلم لا يعتني بالمقالات ولا يعتني بالفرق. فيبقى اه تبقى تبقى معرفة بالحق معرفة ناقصة. وكان حذيفة رضي الله عنه يقول كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت انا عن الشر مخافة ان يدركني. وقال عمر رضي الله عنه انما تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام تم من لا يعرف الجاهلية. اذا علمك بالباطل وباصوله وبما بني عليه وبشبهاته وبردها من احسن ما يخبرك عن الحق ويثبت ويثبت عندك العلم بالحق اذا انت تحتاج هذه الاية. هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. كثير من الطلاب عنده نقص مبالغ جدا في مهارات البحث العلمي. وهذا له اسباب كثيرة ربما نتحدث عنها في وقت لاحق. المهم ان هذه المهارات ينبغي ان ان تقرأها في تراث الائمة المحققين. نبدأ هنا بالحديث عن خطوات البحث العلمي. الخطوة الاولى تصور المسألة. تصور المسألة معناه تحرير محل للبحث ما هي السورة التي يبحثها هذا العالم الصورة التي يبحثها يعني الصورة الدقيقة. التي ذكرها وسيجمع الاقوال عليها ويذكر ادلتها ثم يذكر حكمها لها عنده قد يكون الحكم الباحث في نهاية الامر ظنيا. لكن الذي لا ينبغي ان يكون ظنيا هو حسن التصور ينبغي عند الباحث ان يتحلى بالحلم والاناة. الحلم هو الدقة في تصور المسألة. والاناة في اصدار الحكم في المناسب لها عندنا مثلا اه مسألة لها اكثر من سورة. اه مثل مسألة تارك الصلاة. تارك الصلاة يمكن ان يتركها انتهى كسلا ويمكن ان يتركها جحودا وانكارا. وكلاهما يسمى تاركا للصلاة. لكن هذه المسألة لها اكثر فالذي تختلط عليه السور ربما يأتي بادلة غير مناسبة لصورة محل البحث. وربما تختلط الصور. فاذا ينبغي عليك اولا ان تحدد السورة بدقة. نذكر في ذلك حديثا عظيما للنبي صلى الله عليه عليه وسلم يبين هذا المعنى. حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه لما نقل اخبار المسلمين الى الكفار اراد عمر رضي الله عنه ان يقتله. فالنبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يبين لعمر ولكل الصحابة ان هذه المسألة لها اكثر من سورة. وهي نقل اخبار المسلمين للعدو. فسأل حاطبا سؤالا رئيسا سيحدد كل ما يأتي ما حملك على هذا اذا الذي حمل حاطبا على هذا سيغير المسألة فبين له حاطب رضي الله عنه ان الذي حمله على ذلك ليس عن الاسلام وانما هو كان يريد ان يكون له يد عند الكفار الى اخر الحديث. فانت ينبغي اذا انت دخلت على مسألة معينة ان تحرر صورتها. التفريق بين الصور المتشابهة تحت المسألة الواحدة هو خاصة الناجح. كذلك تحتاج ان تعرف دلالات الالفاظ. اذا كنت ستدرس مسألة فيها لفظ المزابنة او معقلة او المزارعة او بيع العرايا ينبغي ان تفهم ما دلالة هذا اللفظ؟ كذلك ينبغي ان تعرف مثلا بالتقسيط ما صورته؟ المضاربة في البورصة؟ ما صورتها؟ اه كذلك الالفاظ المحدثة المدنية الليبرالية المركسية القديانية الشيوعية قبل ان تحكم على مقالة او فرقة او مذهب ينبغي ان تفهم دلالة هذا المصطلح. ربما مصطلح مثل مصطلح الدولة المدنية. هو مصطلح واحد لكن له اكثر من دلالة. فهو عند قوم يعني الدولة وعند دولة يعني او عند مجموعة من الافكار يعنون به الدولة غير العسكرية. فالدولة التي يحكمها رجل ليس عسكريا يسمونها مدنيا. وربما قصد به وهذا هو المشهور عنهم. الدولة التي ليس لها مرجعية مقدمة ينبغي ان تحكم بها. وانما يحكمها الشعب او اطر اخرى قد تكون علمانية او شيوعية او مركزية او غير ذلك اذا مصطلح واحد اختلفت دلالاته وبالتالي سيختلف الحكم بناء على ذلك. ايضا تحتاج هنا حتى المصطلحات المشهورة. مصطلح التوحيد ومصطلح العبد. مصطلحان اشتهر لهما معنى. التوحيد افراد الله بالعبادة. والعدل معروف ان الله عادل ويحكم بالقسط ولا يظلم مثقال ذرة. لكن المعتزلة يعنون بهذا المصطلح دلالة مختلفة تماما توحيد عندهم معناه ان الله سبحانه وتعالى ليس له صفات او افعال. فالتوحيد هو انكار الصفات والافعال. والعدل معناه ان الله لم يخلق افعال العباد. فصار المصطلح الواحد حتى المصطلح الشرعي له دلالات مختلفة. فالباحث الذي لا يتنبه لهذه الدقائق يخسر كثيرا. وسيجد انه جمع اقوالا وادلة غير مناسبة تماما لمحل البحث فهذا هو الامر الاول المهم في تصور المسألة. امر اخر في تصور المسألة ان تعرف رتبة المسألة في الشريعة فلا تستعظموا الامر الهين ولا تستهينوا بالامر العظيم. انسان مسلا يأتي الى مسألة يسيرة جدا مثل تحريك الاصبع في التشهد فيقضي في بحث هذه المسألة سنوات او شهور. هي مسألة اصلا يسيرة. والخلاف فيها سائر. وليست مسألة كبيرة من اصول الدين. وفي راجل يستهين بعض الناس بمسائل عظيمة كحفظ القرآن وكعدالة الصحابة ونحو ذلك من الامور. اذا لا ينبغي الا تستهين بما عظمته الشريعة. والا تعظم ما سهلت الشريعة امره ايضا في الحديث عن تصور المسألة ينبغي ان تعرف هل هي من مسائل الاجماع ام من مسائل الخلاف؟ وهل ثبت ثبت الاجماع فيها ام لا؟ وان كانت مسألة خلافية فما نوع الخلاف فيها؟ اه هل هو اختلاف تنوع؟ الاختلاف التنوع ان يكون جهة حكم مختلفة. الامام احمد مثلا لما يحكم على راوي اه مثل معمر ابن راشد فيقول هو ثقة في الزهري يعني اذا روى حديثا عن الزهري فهو ثقة. ثم يقول هو ضعيف عن ايوب السختياني. هذا في الواقع ليس خلافا. لان جهة الحب مختلفة. فهو ثقة في روايته عن الزهري. وضعيف في روايته عن ايوب السختياني. او ان عالما وثق راويا وضاعفه في حديث بعينه فهذا كله اسمه اختلاف تنوع. الامام الشافعي مثلا لا يحكم بكفر تارك الصلاة كسلا لكنه يحكم بكفر تارك الصلاة جحودا. اذا هذا ليس خلافا. هذا في الاصل ليس خلافا. ايضا من انواع الخلاف اختلاف التضاد هو الذي لا يمكن فيه الجمع بين الاقوال. وان تكون جهة الحكم واحدة هذا يقول حلال وهذا يقول حرام. ايضا من انواع الخلاف الخلاف اللفظي الخلاف اللفظي ان يكون معنى الحكم واحدا لكن اللفظ مختلف. يأتي عالم مثلا فيقول تارك الصلاة مرتكب للكبيرة واخر يقول تارك الصلاة فاسق وليس بكافر. هذا الخلاف لفظي لان اه كليهما اتفقا على انه ليس بكافر خارج من الملة. آآ بعض النقاد قدر قطني يعبر عن راوي بانه ثقة ويعبر عنه البخاري بانه ثابت. فهذا خلاف لفظي فكل هذه الامور تعينك على حسن تصور المسألة الامر الثاني وهو جمع الاقوال. بعدما تصورت انا هذه المسألة وتصورت آآ ما هو الذي اختلف فيه العلماء؟ او ما هي المسألة التي ابحثها؟ احتاج ان ان اجمع اقوال العلماء فيها. هنا ينبغي ان اعرف من هم العلماء المعتبرون الذين ينبغي ان اجمع اقوالهم. ثانيا هل ثبت بدت هذه الاقوال عنهم. وهنا احتاج ان ارجع الى المصادر الرئيسة التي كتبوها هم وليست وليست التي نقلت عنهم كذلك احتاج التثبت من صحة الاقوال. واحتاج كذلك ان اجمع اقوال العالم فربما كان للعالم الواحد اكثر من قول في المسألة. ربما فصل في مكان معين وفي مكان اخر اجمل. ولم يفصل الامر الذي بعد ذلك ان الجماعة الواحدة او المذهب الواحد قد يقع بينهم اختلاف. فمثلا الرافضة تجمعهم صفة رئيسة وهي رفض خلافة ابي بكر وعمر وعثمان لكنهم بعد ذلك في امور القدر والايمان والصفات والامامة وغيرها اختلافات كبيرة جدا. فينبغي ان اعرف ما الذي يجمعهم؟ وما الذي يفرقهم؟ حتى لا تظلم هؤلاء اصحاب المقالات لجميعهم ما لم يقله الا افراد منهم. اذا في الاقوال احتاج آآ الجمع واحتاج الشمولية ثم احتاج الى التثبت ثم احتاج الى فهم القول. فربما انت تخطئ في فهم القول فلذلك تستعينوا بمن هم خبرة في هذا المجال هم اتباع كل فرقة او اتباع كل مذهب. الفقرة التي بعد ذلك هي معرفة الاقوال من حيث اه امور معينة. الامر الاول معرفة القول بدقة. ثانيا ما هي الادلة التي اعتمد عليها القول ثالثا ما وجه الاستدلال منها رابعا ما هو الاصل الذي بني عليه القول في فرق بين الدليل وبين الاصل الذي بني عليه القول. عندنا مثلا المرجئة له مقالة في الايمان. وهي ان العمل لا يدخل في الايمان. هذه مقالة احتجوا بادلة كثيرة. اما من العقل واما من اخطأوا في فهمها. لكن عندهم اصل محرك لهذا القول. وهو ظنهم ان الايمان كل لا يتجزأ. اما ان يولد كله او يذهب كله. هذا الاصل هو الذي اه كان المحرك لهم في هذه العقيدة. فانت مهما على الاقوال ومهما بينت خطأها ومهما رددت على الادلة اذا لم تنقض هذا الاصل وتبين خطأه فانت لم اصنع شيئا. ليه؟ لان هذا الاصل هو الذي وصلوا به الى تلك النتيجة. مثال اخر المعطلة مثلا الذين او الصفات. لما انكروا صفات الله تبارك وتعالى عندهم اصل مهم جدا وهو ان الاتفاق في الصفة الاتفاق في الموصوف او في الكيفية. فهم بذلك انكروا صفات الله خوفا من ان يقع يقع في التشكيك فينبغي ايضا ان تعرف الاصل الذي بني عليه القول. اذا عندنا امور في المقالات. الامر الاول ان احرر المقالة بدقة وان اعرف ادلتها. وان اعرف كذلك آآ الوجه الاستدلال منها. وان اعرف كذلك الاصل الذي بنيت عليه. ثم فندخل في الدراسة النقدية. الدراسة النقدية للمقالة. ما معنى الدراسة النقدية للمقالة؟ ان ادخل على المقالة فاعرف دليلها هل هذا الدليل حجة؟ يعني لو ان شخصا احتج بقول لصحابي او قول لتابعيه او احتج بمنام او رؤية او ذوق او وجه نقول له هذا لا يحتج به في الاسلام. ربما يحتج بدليل لكنه ليس بثابت يعني يحتج بدليل وهذا الدليل ليس ثابتا يحتج بحديث ضعيف. وربما احتج بدليل صحيح لكنه لم يحسن فهمه فلابد في الدليل الذي يحتج به من ثلاثة صفات. الاولى ان يكون حجة في نفسه. يعني يصح ان يحتج بجنسه باصله ان القرآن او السنة او الاجماع او غير ذلك من الادلة المعتبرة. والامر الثاني الثبوت ان يكون ثابتا ان يكون حديثا صحيحا او اية. او اجماعا ثابتا والامر الذي بعد ذلك صحة وجه الاستدلال ان يكون هناك علاقة صحيحة واضحة بين النتيجة وبين الدليل ندخل بعد ذلك الى نتيجة البحث الذي وصل الى نتيجة البحث يحتاج ان يحسن عرضها. وان يحسن الاستدلال لها. انت وصلت الى حكم معين في اي باب من الابواب فانت تحتاج اذا ان تذكر القول وان تذكر ادلته وان تذكر وجه الاستدلال منه ثم ترد على كما يخالفه من الاقوال وما يشكل عليه من المقالات. بهذه الصورة يكتمل البحث العلمي الآن ان اذكر دراسة تطبيقية على احد الأئمة المحققين الكبار وهو الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله هذا الامام العالم له كتاب هو انفس كتب التفسير على الاطلاق. وهو آآ الكتاب الذي جمع فيه الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين وعن المعتبرين من اهل التفسير. انا حينما ادخلوا على استقراء تفسير الامام ابن جرير الطبري. كيف يمكن ان استثمر هذا الكتاب العظيم؟ هذا سؤال مهم جدا وهو محوري في هذه المحاضرة. عندي مجموعة امور مهمة جدا الامر الاول ان يكون عندي ارضية قوية في الباب الذي اختار الاستقراء فيه. انا مثلا اريد ان اقرأ في علم التفسير ينبغي ان اكون قد قرأت كتبا في قواعد التفسير وفي علوم القرآن وفي القراءات وفي مناهج التفسير وفي المفسرين المعتبرين كل هذه الارضية هي التي ستساعدني على فهم الكلام وعلى تصنيف هذه الفوائد وعلى استثمارها احتاج كذلك اذا اردت الاستقراء ان انتقي الشخصيات التي تستحق الاستقراء. العلماء ليسوا على درجة واحدة. ربما الانسان نفسه على عالم معين وهو اصلا لا يستحق ان ان تستقرأ له. ولا ان تحبس نفسك عليه. فينبغي ان تعرف من هم حققون في المجال الذي تريد ان تستقرأ فيه تراث الائمة. الامر الذي بعد ذلك انتقاء الكتب التي تحتاج الى الاستقراء. هناك كتب مختصرة. يعني انت اذا مثلا دخلت الى كتاب تيسير عزيز آآ الرحمن مثلا للشيخ السعدي هذا الكتاب يذكر آآ اقواله في التفسير ولا يذكر الاقوال كلها ولا ايذكر ادلتها ولا يناقش؟ فبالتالي هذا الكتاب لا يصلح لهذا المنهج. لانه يذكر مجرد نتائج. فاذا انت ينبغي ان تحسن يرى الكتاب الذي يستحق الاستقراء الامر الذي بعد ذلك حسن القراءة. حسن القراءة اساسها ان اقسم الكتاب الى فقرات وان احاول تصنيف هذه الفقرة. هناك فقرة يعرض فيها العالم المسألة. وهناك فقرة يذكر فيها وفكرة يذكر فيها ادلة كل قول. وفقرة ينتقد فيها الاقوال ويختبرها ويميزها اقرأ يذكر فيها نتيجته. وفقرة اخرى يذكر فيها قاعدة. وفقرة اخرى يذكر فيها فائدة. فلابد ان اصنف هذه الفقرات كما سيأتي معنا ان شاء الله. ندخل بعد ذلك الى التقاط الفائدة والقاعدة والمسألة لا تفرط في اي فائدة ولكن قدرها بقدرها. بعض الناس مثلا تمر به فوائد كثيرة جدا. لكنه يغفل عنها اما لكونه لا يعلم انها فائدة. او لكونه دخل يستخرج الكتاب بنية بعض الفوائد. انت مثلا اذا قرأت في تفسير الطبري فوجدت الطبري رحمه الله يذكر جريرا به من جملة الشعراء. هذه ربما لا اه تلفت انتباه بعض الباحثين. لكن الباحث المدقق سيحسن استثماره امر هذه في الشعراء المحتج بهم. فسيعرف ان الطبري مع جلالته يحتج بجرير في الشعر. او احتجوا مثلا بالفرزدق او غيره من المتأخرين. فهذه سيستثمرها في باب الاحتجاج بالشعر في النص العربي بعد ذلك التصنيف. لابد هنا ان نفرق بين القاعدة والفائدة والمسألة والنتيجة. لما يأتي مثلا الامام الطبري رحمه الله فيقول اننا لا نقول بالنسخ الا في الدليلين الذين لا يمكن الجمع بينهما هذه قاعدة يقول انا لا اتسرع في الحكم بالنسخ آآ بين دليل واخر الا اذا تعذر الجمع بين هذه القاعدة فهذه القاعدة عندي ينتظم تحتها مئات الجزئيات. فلابد ان نفرق بين المسألة وبين القاعدة وبين الفائدة. القاعدة هي المعنى العام الكلي الذي يندرج تحته جزئيات. اما الفائدة فهي امر خاص الفائدة كأن تعرف ان الامام الطبري يحتج مثلا بعنترة في الشعر او يحتج بالحادث ابن عباد في الشعر او او يحتج على الاسلوب القرآني بالشعر. او يحتج على لفظة معينة بمقالة لصحابي او نحو ذلك. هذه فائدة اما القاعدة فهي اشمل من ذلك ايضا احتاج هنا حسن التوظيف انا قرأت فائدة معينة. اي باب من ابواب العلم اليق بهذه الفائدة. مثلا الامام الطبري رحمه الله حينما يرد على المقالة قبل ان يرد عليها يحسن عرضها ويذكر ادلتها وحجتها كاملة ثم فيبدأ في الرد عليها. هذا المعنى كيف اوظفه؟ اوظفه في منهج الاستدلال. لو ان الامام الطبري تكلم عن الاسراء كيف يمكن ان اوظفها في مصادر التفسير في علوم القرآن؟ لو ان الامام الطبري رحمه الله ذكر نوعا من انواع الخلاف انهم يختلفون في عود الضمير في الاية. كيف اوظفها اوظفها في باب الخلاف وفي انواع الخلاف واقسامك وهكذا. اذا انت تحتاج ان تعرف ان هذه فائدة وتحتاج ان تفهمها وتحتاج ان تحسن اذا لم تحسن توظيف هذه المعلومة ضاعت هذه المعلومة وضاعت هذه الفائدة عندنا بعد ذلك جمع نظير. لو انك مثلا وجدت الامام الطبري رحمه الله يستدل كثيرا في القرآن المكي او في القصص بروايات عن بني اسرائيل. مثلا في قصة البقرة وفي قصة داوود وسليمان وفي القصة في اي قصة من قصص القرآن او مريم او قصة بني اسرائيل اي قصة. فانت اذا كان عندك هذه المعلومة ينبغي ان مع نظائرها فتخرج بمادة دسمة في هذا الباب. ثم من مجموعي هذا يمكن ان تصوغ فائدة عامة وهي لان الامام الطبري يرى ان من اجل مصادر التفسير ما جاء عن بني اسرائيل ما لم يعارض الوحي. كيف وصلت الى هذه النتيجة من مجموع هذه النظائر. لو انك اعتمدت على مصدر واحد لا يمكن ان تخرج بهذه النتيجة الكلية او الاغلبية الامر الذي بعد ذلك الترتيب. ينبغي ان ترتب هذه الفوائد. وينبغي ان تصنفها. فهذه ورقة هندي وانا اقرأ خاصة بالشعراء الذين احتج بهم. وورقة اخرى خاصة بالفرق الذين رد عليهم. وورقة اخرى خاصة الفقهاء الذين ذكر اقوالهم. وورقة اخرى خاصة بقواعد التفسير. وورقة اخرى خاصة بانواع الاختلاف في التفسير وهكذا لابد ان يكون عندي ورقات كل هذه الورقات اجمع المسألة تحت بابها حتى اخرج بكل من الكتاب. الامر الذي بعد ذلك حسن الاستثمار. كيف استثمر المعلومة؟ استثمر المعلومة اما في تصنيف او في شرح او تدريس. لو انك مثلا ستدرس كتابا في علوم القرآن. بدلا من ان تذكر نفسك الامثلة التي يذكرها من كتب في هذا العلم ستجد عندك رصيدا عظيما من الامثلة. بعض الناس مثلا يدخل في اصول الفقه او في يوم الحديث يمثل بامثلة قليلة معروفة. ما لك عن نافع عن ابن عمر لا يعرف الا هذا الاسناد. او يذكر مثلا قياس مثلا الحشيش على الخمر بجامع الاسكار. امثلة معروفة جدا لابد ان تجدد هذه الامثلة وان تنوعها. ما هو المصدر الذي يعطيك الرصيد هو حسن استثمار تراث الائمة المحققين. بدل من ان يكون عندك نموذج واحد يكون عندك عشرات النماذج ناذج وعشرات الامثلة مما يعين على التقاط الفائدة للائمة الكبار هو قراءة الابحاث المحققة في هذا العلم. انا مثلا اريد ان اقرأ تفسير الطبري. او اريد ان اقرأ مقدمة ابن الصلاح او اريد ان اقرأ كتاب الرسالة للامام الشافعي مثلا. يعينني على فهم هذا الكتاب وعلى التقاط فوائده ان اقرأ الابحاث المحررة المحققة الخاصة بهذا الباب. لانها ستنبهني ان هذه مسألة. وان هذه فائدة وان هذه قاعدة وان هذا القول ينبغي ان اعتني به وان ابحث له عن شواهد وهكذا هنا عندنا كدراسة تطبيقية على تفسير الطبري. مثال ما هي العناصر التي اضعها في دفتري او في كراستي وانا اقرأ يعني اعتبر اني سأقرأ تفسير الطبري باعتبار ان هذا هو موضوع المحاضرة. عندي اوراق سالتقط الفوائد واضعها فيها. اول ورقة في في استقراء تفسير الطبري. ما هي؟ قواعد في التفسير. هذه ورقة مهمة جدا. وانا اقرأ ينبغي ان التقط الفائدة المناسبة لها. الامر الثاني منهج الطبري في عرض الاقوال. كيف يعرضها؟ لان الامام الطبراني يذكر قوله الا بعد ان يستوعب الاقوال السابقة في الاية سواء من اقوال الصحابة ثم من بعدهم او المحققين من المفسرين كمجاهد مثلا وسعيد ابن جبير وعكرمة وقتادة وابن جريج وغير هؤلاء. كيف يعرض الاقوال هذا منحى اخر بعد ذلك منهجه في عرض الخلاف كيف يعرض الخلاف؟ يصور اولا يكتب الاية كاملة. ثم يذكر موضع الاتفاق وموضع الاختلاف فيذكر مثلا ان العلماء اتفقوا على هذا المعنى لكنه اختلفوا في جزء من جزئياته. فهو يحرر اولا محل الاجمال ثم يحرر محل الخلاف. طبعا انا اختصر جدا ان وقت المحاضرة قصير والا فلكل عنصر من هذه العناصر امثلة كثيرة جدا من من خلال التفسير وان شاء الله سارسل لكم هذا الملف كاملا في نهاية المحاضرة ان شاء الله عندنا بعد ذلك معرفة اسباب الخلاف في التفسير. هذا عنصر مهم. لماذا يختلفون؟ سؤال لماذا هذا هو الذي على ادارة الخلاف. ما اسباب الاختلاف؟ ربما اسباب الاختلاف ترجع الى ان بعضهم يستدل بشيء والاخر لا يستدل به او ربما يرجع الاختلاف الى امر لغوي. امر يخص الاعراب. وربما يرجع الاختلاف الى امر اخر. فلابد ان اعرف باب الاختلاف. امر اخر وهو انواع الخلاف في التفسير. هناك اختلاف تنوع واختلاف تضارب واختلاف لفظي. هناك اختلاف في سبب النزول هناك اختلاف في اعراب الاية. هناك اختلاف في الناسخ والمنسوخ من الاية. هناك اختلاف في عود الضمير في الاية هناك اختلاف في الحكم المستنبط من الاية. كل هذا لابد ان اصنفه وان اجمع الامثلة والنماذج تحته عندي كذلك موقفه من الاسرائيليات. انا اذا لم اكن قرأت هذا المبحث في كتب علوم القرآن ربما يمر بي مئات الامثلة ولا اتنبه له. لان حكم الاسرائيليات كمصدر من مصادر التفسير هي مسألة خلاف كبيرة. فانا اذا تفطنت الى لان هذه مسألة فاني ساعتني بجمع هذه النظائر وهذه الامثلة ايضا موقفه من القراءات. الامام الطبري آآ يعني اشتهر عند كثير من طلاب القرآن. لا اقول طلاب العلم انه يرد القراءات وهذا كلام سطحي. كلام من لم يقرأ حتى تفسير الفاتحة. الامام الطبري رحمه الله له منهج خاص نقدي في القراءات. بغض النظر