السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال بيته وذريته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال بيته وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد نبدأ باذن الله تبارك وتعالى كتابنا التاسع من سلسلة استقراء تراث الائمة المحققين والتي بدأناها بتراث الامام ابن تيمية رحمه الله في ابواب الاستقامة واخلاص العبادة وتزكية النفس واعمال القلوب وهذا الكتاب هو آآ فصل في حق الله على عباده وقسمه من ام القرآن وما يتعلق بذلك من محبته وفرحه ورضاه ورضاه ونحو ذلك. ونحو ذلك هذا الكتاب يا شباب ومن احسن الكتب التي آآ تكلمت عن معنى اه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزقي وما اريد ان يطعمون هذا الكتاب من انفس الكتب التي تحدثت عن معنى العبادة وعن الحكمة التي خلق الانسان لها هو تفصيل دقيق جدا لمعنى حق الله على عباده وهو شرح عظيم جدا لحديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين حديث آآ سورة احد بيقول الصوت فيه مشكلة انا لا يبدو عندي مشكلة في الصوت آآ وهو كذلك شرح عظيم لحديث آآ الذي يتحدث عن سورة الفاتحة قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين آآ وهو كذلك آآ فصل دقيق جدا يتكلم عن فكرة لماذا يأمرنا الله تبارك وتعالى بالعبادة وهو غني عنها وهذا هو احد الاشكالات المشهورة جدا لا سيما في العصور المتأخرة اه واساس هذه الشبهة وقياس الله تبارك وتعالى على المخلوق فيقولون في هذه الشبهة اذا كان الله سبحانه وتعالى آآ محتاج محتاجا لهذه العبادة فهو ليس الها واذا كان مستغنيا عنها فلماذا يأمرنا بالعبادة؟ فالامام ابن تيمية تناول هذا الامر بالبيان لكنه لم يعرضه كشبهة. وانما عرضه آآ كبيان لماذا يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالعبادة ايضا في الكتاب فوائد كثيرة جدا. في آآ باب الالتزام بالالفاظ الشرعية. والتعامل مع الالفاظ المحدثة والكتاب رسالة قصيرة ان شاء الله اه ننهيه هذا اليوم باذن الله تبارك وتعالى. عنوان الكتاب فصل في حق الله على عباده وقسمه من ام القرآن وما يتعلق بذلك من محبته وفرحه ورضاه قال رحمه الله قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقوله ما اريد منهم من رزق ما اريد منهم من رزق نكرة في سياق النفي تعم كل رزق فيعم اللفظ آآ من رزق لي يعني ممكن نضع كلمة رزق بين قوسين من رزق لي ومن رزق لهم ومن رزق آآ ومن رزق من بعضهم لبعض يعني تعم كل انواع الرزق ما اريد منهم من رزق لكن قوله بعد ذلك وما اريد ان يطعمون والاطعام هو رزق له. فقد يقال هو تخصيص بعد تعميم وقد يقال الاول رزق المخلوق والثانية يتعلق بالخالق. فيكون المعنى ما خلقتهم الا ليعبدوني لا ليطعموني ولا ليرزقوا احدا. فان الله هو هو الرزاق يرزق الخلق وهو ذو القوة المتين هذه المقدمة يا شباب اراد ابن تيمية رحمه الله ان يدخل الى الموضوع بهذه المقدمة فهذه المقدمة تتكلم عن ارادة الله تبارك وتعالى من خلقه العبادة وحتى يتكلم عن ان الله سبحانه وتعالى يريد منا العبادة آآ استهل الكلام بمعنى ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون لان هذا هو سياق الاية فهو بين هنا في في هذا الشرح ما اريد منهم من رزق اي نوع من انواع الرزق؟ لكن قوله وما اريد ان يطعمون الاطعام نوع من الرزق ابن تيمية يقول هنا احتمالان. الاحتمال الاول انه تخصيص بعد تعميم. يعني ذكر الاطعام آآ بعد ذكر الرزق كأنه من باب ذكر الخاص آآ بعد العام وهذا موجود معروف في لسان العرب يذكر ذلك للتخصيص ويمكن ان يذكر العام بعد الخاص رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات مثلا آآ آآ يوم يقوم الروح والملائكة صفا. ايات كثيرة جدا يأتي فيها آآ احد افراد العام ويخصص بالذكر فاما ان يكون المراد هو تخصيص بعد تعميم او يقال الاول رزق المخلوق والثاني يتعلق بالخالق. فكان المعنى ايه يا شباب ما خلقتهم الا ليعبدوني لا ليطعموني ولا ليرزقوا احدا فان الله هو هو الرزاق الذي يرزق الخلق وهو ذو القوة المتين قال رحمه الله فبين الله بهذه الاية انه خلقهم لعبادته التي ارادها منهم. فهي مرادة فهي مراده ومطلوبه لا يريد منهم ان يرزقوه ولا ان يطعموه. لانه لما نفى الارادة عن الرزق واطعامه دل على اثباتها للعبادة. الهاء اثباتها قلنا لابد ان نعرف الضمائر على اي شيء تعود دل على اثباتها الهاء هنا تعود على الارادة دل على اثباتها للعبادة وفي اثباتها للعبادة ونفي ارادة الرزق والاطعام دليل على ان الله آآ على ان له حقا عليهم يريده منهم وهو محب له راض به هنا يا شباب ابن تيمية سيتناول هذه الفكرة من جهة الارادة ان الله سبحانه وتعالى لما بين انه خلق الخلق ولا يريد منهم آآ ان يرزقوه او اي آآ اي يعني يرزقوا الخلق فبالتالي هذا يستدل به على ان الله خلقهم للعبادة. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. يعني انا اردت منه العبادة ما معنى الارادة هنا؟ هل معنى الارادة هنا هي الارادة الكونية بمعنى ان الله شاء ذلك وقدره؟ لا انما المعنى الارادة هنا بمعنى التشريع وبمعنى الحب وبمعنى الرضا اه كذلك معنى القضاء وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه القضاء هنا ليس هو المشيئة التي لا يخرج عنها احد من المخلوقات. وانما القضاء هنا بمعنى التشريع ابن تيمية هنا سيتكلم عن هذا المعنى. ما معنى ان الله اراد العبادة من الخلق وطبعا سيتطرق الى آآ معنى الارادة وان الارادة يعني ذكرت في الوحي على جهتين. الارادة التي هي بمعنى المشيئة كما قال نوح عليه السلام لقومه ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم فهذه هي تسمى بالارادة الكونية او المشيئة. وهي لا يلزم ان تكون فيما يحبه الله ولكنها قدر لابد ان يقع. انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فهذه هي الارادة الاولى اما الارادة الثانية التي تأتي في الوحي فهي بمعنى التشريع وبمعنى المحبة. قد تقع وقد لا تقع آآ كما قال الله سبحانه وتعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. والله يريد ان يتوب عليكم. ليس كل الناس الناس تاب الله عليه فهذه ارادة بمعنى ان الله شرع لكم ذلك واحب لكم ذلك ويأتي كثيرا معنا الارادة بمعنى آآ التشريع آآ او يتضمن معنا التشريع فهو هنا يريد ان يقول ان العبادة مرادة لله ارادة محبة. يعني ان الله يحبها ويشرعها لا ان الله سبحانه وتعالى كتب على عباده العبادة بمعنى انهم لا يخرجون عنها. لأ يوجد الكافر لان الله سبحانه وتعالى لم يكره احد واساسا لا يقبل ايمان المكره فبالتالي معنى الارادة هنا بمعنى التشريع وبمعنى الحب ان الله اراد العبادة وقضاها وشرعها واحبها ورضيها احنا في صفحة ستة واربعين يا شباب قال رحمه الله وقال تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم وقال اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقال ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وقال ان الله يحب المقسطين وقال يحبهم ويحبونه وقال فاتبعوني يحببكم الله وقال رضي الله عنهم في مواضع هنا يريد ابن تيمية رحمه الله ان يثبت تعلق العبادة بشيء من محامد الله تبارك وتعالى. وهي صفة الرضا وصفة المحبة فان الله سبحانه وتعالى يحب ذلك واليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. لان هذا الكتاب يا شباب لا يتناول فقط اثر آآ عبادة الخلق على الخلق وانما يتكلم كذلك عن قسم الله تبارك وتعالى من هذه العبادة يعني هل هذه العبادة لا تعود على الله تبارك وتعالى باي معنى؟ الجواب لا فهذه العبادة تعود على الله تبارك وتعالى بمعاني منها ان الله يفرح بتوبة التائب. ومنها ان الله سبحانه وتعالى يحب الطاعة من عباده ويرضى آآ لهم الطاعة ولا يرضى منهم الكفر. وكذلك يحبهم ويحبونه ورضي عنهم ورضوا عنه. كل هذه المعاني تبين معاني في العبادة تعود على الله تبارك وتعالى اه سيأتي تفصيل هذا الكلام ان شاء الله. قال رحمه الله وقد جاءت السنة بذكر حقه عليهم في الصحيح عن معاذ بن جبل قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ اتدري ما حق الله على عباده؟ قلت الله ورسوله اعلم قال ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. اتدري ما حق العباد على الله اذا فعلوا ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الا يعذبهم طبعا سيأتي ان شاء الله يا شباب معنا كتاب خاص نشرح فيه هذا الحديث ونبين ما معنى ان للعباد حقا على الله ونبين ان هذا الحق هو ليس من باب قياس المخلوق الخالق على المخلوق. وانما هو يعني ليس من باب المعاوضات وانما هو آآ محض فضل من الله تبارك وتعالى. فالله سبحانه وتعالى يحق على نفسه ما يشاء ويحرم على نفسه ما شاء. وكذلك يكتب على نفسه ما شاء. قال الله سبحانه وتعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة. وقال الله سبحانه تعالى اه كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين. وقال الله سبحانه وتعالى كما في الحديث العظيم وهو اشرف حديث لاهل الشام اني حرمت الظلم على نفسي فالله تبارك وتعالى يحق على نفسه ما يشاء يحرم على نفسه ما شاء يقسم على نفسه بما شاء كما قال الله سبحانه وتعالى لاغلبن انا ورسلي. واللام هنا لام القسم اه قال رحمه الله وروى الطبراني في كتاب الدعاء مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول يقول الله يا عبدي انما هي اربعة واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين خلقي فاما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا واما التي هي لك فعملك اجزيك به احوج ما تكون اليه واما التي بيني وبينك فمنك الدعاء علي الاجابة. واما التي بينك وبين خلقي فاتي الى الناس ما تحب ان يؤتوه اليك اه كل هذا يبين هذه القسمة يا شباب. ثم ياتي هنا الحديث الذي هو اساس في هذا الباب وهو حديث آآ سورة الفاتحة وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم يقول الله اثنى علي عبدي. واذا قال ما لك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي. وفي رواية فوض الي عبدي. واذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال فهذه الاية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. واذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال الله فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل ففي هذا الحديث ان النصف الاول وهو الحمد والثناء والتمجيد والعبادة لله تعالى والنصف الثاني وهو الاستعانة والمسألة للعبد هذا مع العلم بان العبد يثاب على حمده وثنائه يعني هذا للعبد هذا القسم الثاني للعبد. هذا مع العلم لان العبد يثاب على حمده وثنائه وعبادته وقد يحصل له بذلك من الثواب اكثر آآ او اكثر مما يحصل بالاستيعاب والسؤال آآ ولابد ان ان تكون للنصف الذي هو للرب خاصية تعود الى الرب تميزها عن نصف العبد. والا فاذا كان للعبد في كلاهما اجر وثواب فتخصيص احدهما بانه للرب لابد فيه من خاصية للرب هذا شباب هو مفتاح الدخول لهذا لموضوع الكتاب ابن تيمية هنا الشباب لا يريد ان يتكلم فقط عن ثمرات العبادة في حق العبد وانما يريد ان يتكلم عن المعاني المتعلقة المتعلقة بالله تبارك وتعالى في عبادة الخلق يتكلم عن محبة الله لتلك العبادة وعن رضاه. آآ وعن آآ ويتكلم عن فرحه بتوبة التائب. هذه المعاني معاني مهمة جدا ويغفل عنها كثير ممن يتكلمون في باب العبادة كثير ممن يتكلمون في باب العبادة ويتكلمون عن العمل الصالح وعن المجاهدة في عمل الصالحات يغفلون او يعني اه يغفلون الكلام عن هذا الموضوع هم مثلا اذا حدثوا آآ العبد الصالح عن العبادة يكلموه فقط من باب انها تكليف او انها نوع من الصبر او انها نوع من الابتلاء والاختبار هذا موجود فيها لكن ليس هذا هو المقصد الاعلى من العبادة وانما المقصد الاعلى هو التزكية وحصول التقوى. فالعبد آآ ينتفع بهذه الموعظة التي يتحدث فيها عن المعاني آآ الاولية للعبادة. فمثلا حتى اذا حدثهم عن الصبر على قضاء لا ينبغي ان يحدثهم اولا عن علم الله وحكمته ورحمته. اما ان يكلمهم فقط على انه مجرد تكليف وانها مخالفة لهواء النفس فهذا قد تكلمنا على نقده في الكتاب السابق اللي هو قاعدة جامعة جامعة في توحيد الله واخلاص الوجه له وبينا ان هذا الظن خطأ وهو ان العبادة آآ يعني نشأت على التكليف ومخالفة الاهواء. هذا قد يوجد قد يعني ليس من شرط المأمور به ان يكون مستحبا يعني محبوبا للنفس ولا من شرط المنهي عنه ان يكون مكروها. نعم. توجد اه يعني شرائع في الدين تخالف اهواء النفس. لكن ان ان يظهر او ان يعني آآ يسطر للناس فكرة ان العبادة فقط هي ابتلاء ومخالفة للاهواء ومشقة هذا خطأ كبير جدا يخالف اخص مقاصد التشريع. يريد الله بكم اليسر ولا ولا يريد بكم العسر وكذلك اه فاتقوا الله ما استطعتم ما جعل عليكم في الدين من حرج. وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت عنه عائشة رضي الله عنها ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما فانت اذا اغفلت هذه المعاني وصدرت للناس او حتى لنفسك فكرة ان العبادة مجرد مشقة وابتلاء او لانها اختبار او انها ثمن جنة وهذه وهذه الامور هذا تقصير كبير جدا واغفال لاعظم جوانب التشريع وهو الرحمة بالعباد وهو تزكية النفوس واضح انت مثلا اذا حدثت شخصا على ان ان غض البصر فقط هو امتحان لك غير ان تحدثه انه تزكية. ذلك ازكى لكم فهذه المعاني مهمة جدا يا شباب. هذا الكتاب اختص بهذه الفكرة يا شباب. وهي اسم الله تبارك وتعالى من العبادة وهذا مهم جدا يا شباب ودقيق جدا في الحديث عن معنى العبادة اذا استشعر العبد وهو يقول مثلا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم انه يفعل شيئا يحبه الله. فهو يفعله لان الله يحبه هذا معنى عظيم جدا. وهو من المعاني التي تحث العبد على العمل اذا كان العبد عاصيا فذكرته بان الله يفرح بتوبته اليه. هذا معنى عظيم جدا. اكثر من مجرد ان تحدثه بان الله سيغفر ذنبه او انه بذلك تحط عنه خطاياه. اذا يا شباب ملاحظة هذه المعاني من العبد او في دعوته احد اخص التي ينجح بها العبد. وهو ان يلاحظ قسم القسم الخاص بالله تبارك وتعالى في معنى العبودية فهنا ابن تيمية يريد ان يقول طبعا هو سيشرح هذا الحديث بالتفصيل يريد ان يقول ان آآ الله سبحانه وتعالى قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. هو ابن تيمية طبعا وغيره من العلماء يرون ان آآ آآ سورة الفاتحة هي التي لخصت كل الشرائع سورة الفاتحة هي السورة الجامعة ثم ان هذه السورة كذلك لخصت في تلك الاية. اياك نعبد واياك نستعين وانت تشعر ان هذه الاية او هذه السورة قسمان قسم الحديث فيه عن الله والقسم الثاني الحديث فيه عن العباد. وان كان في الاول ما يتعلق بالعبد وفي الثاني ما يتعلق بالله الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. اياك نعبد واياك نستعين ترى ان هذا هذا القسم من من قوله الحمد لله رب العالمين الى قوله اياك نعبد كل هذا خاص بالله تبارك وتعالى. وان كان العبد يثاب وعلى كل ذلك يثاب على ثنائه لله تبارك وتعالى ثناء ثنائه على الله. وكذلك يثاب على تفويض امره لله ويثاب كذلك على عبادته لله. اما القسم الثاني يا شباب فهو خاص بالعبد. وكذلك من جهة اخرى يكون لله. فالعبد استعينوا بالله ويسأل الله تبارك وتعالى الهدى الى الصراط المستقيم الذي يريد ان يقوله ابن تيمية هنا انه لابد ان يكون في القسم الخاص بالله الذي كذلك ينال العبد به ثوابا واجرا وثمرات لابد ان يكون فيه معاني خاصة بالله. والا لماذا ميز الله بينهما؟ واضح يا شباب طيب قال رحمه الله نحن في صفحة ثمانية واربعين شبر قال رحمه الله وايضا فان الله اخبر ان الشرك لظلم عظيم وقال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الاية. وقد ورد في الصحيحين عن ابن مسعود قال لما نزلت هذه الاية شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لم يظلم نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما هو الشرك الم تسمعوا الى قول لقمان ان الشرك لظلم عظيم. او كما قال وفي الحديث عن طائفة من السلف وروي مرفوعا الدواوين ثلاثة. كلمة عن طائفة من السلف يا شباب يعني انه اثار رويت عن آآ الصحابة. او التابعين اثار يعني ليست مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يعني روي مرفوعا. لكن كلمة روي مرفوعا تبين انه يعني ضعيف لان هذه صيغة تمريض. وكثيرا ما تأتي في كلام العلماء وابن تيمية كذلك خاصة آآ انها يعني دلالة على وسبق ان ذكرنا ان ابن تيمية رحمه الله لا ينشئ حكما بل هو نفسه نقل الاجماع على انه لا يمكن ان يستنبط حكم شرعي من حديث ضعيف حيثما ذكر ابن تيمية اثرا آآ ضعيفا او حديثا ضعيفا او رواية عن بني اسرائيل هو لا يؤسس عليها حكما وانما يذكرها استئناسا فقط ويكون قد اسس الحكم على المحكمات من الكتاب والحديث الصحيح قال رحمه الله وروي مرفوعا الدواوين ثلاثة ديوان لا آآ لا يغفر الله منه شيئا وهو الشرك وديوان لا يعبأ الله به ديوان لا يترك الله منه شيئا فاما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئا فهو الشرك. واما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فهو ظلم العبد نفسه واما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فهو الظلم للعباد بعضهم بعضا وهنا يتحدث فقط عن معنى الظلم وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. والكافرون هم الظالمون فجعل الظلم في حق الله تعالى قسما خارجا عن ظلم العبد نفسه وعن ظلم العباد وهذا يقتضي ان لله فيه حقا قد ضيعه العبد لا انه مجرد آآ لا انه مجرد لا انه مجرد ظلم العبد آآ نفسه كالمعاصي وان كانت المعاصي مخالفة لامر الله وتركا لما اوجبه وجناية على دين الله يعني ماذا ما هو وجه استدلال الامام ابن تيمية في هذه المعنى؟ في هذه الاية بين ان الله سبحانه وتعالى حيث فرض علينا العبادة بين ان منها امر يعود الى الله وهو محبة الله ورضاه وفرح الله وتعالى بتوبة عبده وبعمل عبده الصالح ونحو ذلك من المعاني في المقابل اذا ضيع العبد او اه اشرك في عبادة الله فانه كذلك اه قد ظلم في حق الله هو لا يستطيع ان يظلم الله لكنه ظلم نفسه في حق الله لانه قد يظلم نفسه في حق الله وقد يظلم نفسه في نفسه وقد يظلم نفسه في آآ حق العباد يعني يا شباب كل ظلم آآ من العبد لنفسه اه فيمكن ان يكون له احد معاني ثلاثة. اما انه ظلم نفسه في حق الله انه توجه بالعبادة بالعبادة لغير الله. كما قال موسى عليه السلام لقومه انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل يعني ايه يا شباب؟ يعني الظلم هو هو وضع الشيء في غير موضعه واضح فهذا هذا والعدل هو وضع الشيء في موضعه. فهذا العبد الذي عبد نفسه لغير الله قد ظلم نفسه من جهتين الاولى انه وضع العبادة لمن لم يستحق واضح؟ والامر الثاني انه اوبق نفسه وتسبب لنفسه بالهلاك اذا الشباب هذا الظلم ظلم من العبد لنفسه ولكن في حق الله. وايضا اذا ظلم العبد نفسه بان حرم عليها الطيبات. او مثلا حملها من المشاق ما لم يحمله الله. او اذا ظلم نفسه بظلمه للعباد. فكل هذا يدخل في انواع الظلم. المهم ان ابن تيمية رحمه الله هنا يريد ان يبين ان قسما من ظلم العبد لنفسه هو ظلم العبد في حق الله عليه وهذا يتميز عن ظلم العبد لنفسه او ظلم العبد للعباد آآ قال رحمه الله وايضا فان الله قد اخبر انه يحب الحسنات المأمور بها آآ من الايمان والعمل الصالح وانه يرضاها ويحب اهلها ويرضى عنهم. والحب مستلزم للارادة آآ وهو مع ذلك وهو مع ذلك فقد شاء جميع الكائنات وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وقد قررت هذه القاعدة في غير هذا الموضع وبينت الفرق بين كلمات الله الكونيات وما يتصل بها من امر وارادة واذن وحكم وبعث وارسال وغير ذلك اه وبين كلماته الدينيات وما يتصل بها من امر وارادة وحكم وبعث وارسال قررت هذا الاصل الفارق في غير موضع ان منه آآ وان منه تزول الشبهات اظنها به وان به تزول الشبهات الحاصلة في مسائل الدين والقدر وتعارضهما نحن شعوب كثيرا في آآ فيما تقدم او في الكتب يعني التي تقدمت تقريبا لا يمر بنا كتاب الا وتكلمنا عن هذا الامر وهو الجمع بين بين الشرع والقدر وبينا ان هذا من اعظم الاصول وهو من اعظم المسائل الكبار التي يتكلم فيها اي انسان عاقل. وهي باختصار اذا كان الله سبحانه وتعالى عالما بنا وهو يعني كتب كل شيء وشاء كل شيء وخلق كل شيء فكيف نجمع بين ذلك وبين التشريع ان الله سبحانه وتعالى شرع لنا آآ الايمان والتقوى والعمل الصالح ونهانا عن الكفر والفسوق والعصاة كيف نجمع بين هذا وذاك وهذا سيأتي معنا ان شاء الله مفصلا في الحديث عن باب القدر لكن خلاصة هذا الامر ان الله سبحانه وتعالى اه وان كان علم وكتب وشاء وخلق كل شيء. لكن العبد له اختيار وله مشيئة وله قدرة بمقتضاها عند الله سبحانه وتعالى. فالله تبارك وتعالى لا يحاسبنا على علمه السابق فينا وانما يحاسبنا على ما عملنا لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. واي امر يخرج عن علم العبد او عن طاقته او عن في اختياره او عن تعمده فانه لا يحاسب عليه. لذلك المكره اه معذور والجاهل معذور. وكذلك آآ المخطئ آآ الذي ليس متعمدا معذور والناس معذور. فانما يحاسب العبد على ما كان قادرا عليه وعلى ما كان مختارا له وسيأتي التفصيل هذا ان شاء الله. سبق كذلك ان ذكرنا الفرق بين الارادة الكونية آآ آآ التي هي بمعنى مشيئة الله تبارك وتعالى وانها لابد من وقوعها وبين الارادة الشرعية التي فيما شرعه الله. تكلمنا عن الفرق بين الارادة آآ الكونية والارادة الشرعية والاذن الكوني والاذن الشرعي والحكم الكوني والحكم الشرعي. وكذلك البعث الكوني والبعث الشرعي. كل هذه الامور سبق ان ذكرناها بتوسع واكثر موضع توسعنا فيه هو في اول كتاب هو كتاب العبودية. فيمكن ان نراجع ذلك وطبعا يا شباب احنا حينما نأخذ هذه الكتب بالترتيب وهذه الكتب كلها في نسق واحد تتكلم عن الاستقامة والعبادة والاخلاق. وتتكلم كذلك عن اعمال القلوب. كلها يعني تؤدي الى باب واحد. وسبق ان بينا انه سيأتي معنا ابواب كثيرة تتكرر معنا كثيرا فنحن لا يعني يحسن بنا عند كل موضع ان نتوسع وانما نتوسع فقط في اول في اول موضع منها ثم بعد ذلك نشير اليها واضح يا شباب؟ وهذا هو معنى الاستقراء. ان ان احنا نأتي عند اليق موضع نتوسع فيه في المعنى المعين. ثم اذا جاء معنى هذا المعنى نشير اليه اليه فقط بما يبين مراد المؤلف. لكن لا يصح ان نتوسع في كل مسألة عندما تأتي لنا قال رحمه الله وحقيقة ذلك تعود الى وحقيقة ذلك تعود الى ان الدين الذي امر الله به شرعا من بين آآ سائر الكائنات له من الله مزية واختصاص بذلك له من الله مزية واختصاص بذلك صار محبوبا مأمورا به وذلك من جهتين آآ احدهما من جهة عوده الى الخلق لما في الدين من مصلحتهم ومنفعتهم في الدنيا والاخرة بالثواب والنعيم المقيم المتعلق المخلوق والمتعلق بالخالق كالنظر الى وجهه الكريم هذا المعنى يا شباب في الكتاب اللي هو السابق اللي هو الكتاب الثامن معنا كان هذا المعنى تكلمنا عنه بتوسع كامل وهو آآ تعلق العبادة للعباد وتعلق العبادة برب العباد سبحانه وتعالى. وثمرات العبادة التي تعود على العبد في الدنيا والاخرة. سبق ان بينا ذلك بتوسع قال رحمه الله والثاني قال والثاني من جهة عوده الى الخالق حتى يصح ان يكون محبوبا لله مرضيا محمودا مفروحا به. والا فنفسه تنعم هذا العبد وتعذب هذا العبد وصلاح هذا وفسادي هذا سواء بالنسبة الى الله من جهة الخلق سواء بالنسبة الى الله من جهة الخلق والمشيئة والتكوين فلابد ان يكون لاحدهما الى الله اضافة وتعلق ونسبة بها يكون محبوبا له. مرضيا مفروحا به. محمودا مثنيا آآ على اصحابه ويكون الاخر مسخوطا عليه ممقوتا مبغضا ونحو ذلك اه وراء ما يلحقه من العذاب يعني هنا يا شباب ركزوا كده شوية هو يريد ان يقول ان كان الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء وشاء كل شيء. وكتب كل شيء. وعلم كل شيء لابد ان يكون ثم فرق بين ما يحبه وما يرضاه وما آآ يعني يسخطه آآ وما يكرهه من الاعمال لابد ان يكون هناك فرق يعود على الله تبارك وتعالى الجميع سواء من جهة الخلق والتكوين والمشيئة. يعني كل كل هذه الامور سواء لكن هل هي سواء من كل جهة؟ لأ ليست كذلك. لان الله سبحانه وتعالى مثلا قال افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ وقال الله سبحانه وتعالى آآ في في ايات كثيرة يبين الفرق بين هذا وهذا ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار الله سبحانه وتعالى وان كان خلق الجميع وشاء وجودهم وعلم كل شيء لكن ثم فرق آآ بين المؤمن والكافر بين الصالح والفاسد اذا يا شباب هو يقول هنا الجميع سواء. آآ بالنسبة الى الله من جهة الخلق والمشيئة والتكوين. لكنهما ليسا سواء او ليسوا سواء من جهة المحبة والرضا طيب هنا الشباب هو سيستطرد في امر مهم جدا آآ لماذا استطرد هذا الاستطراد؟ لانه يقول الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء وشاء كل شيء اما التشريع فلا ينحصر فيما يعود على العبد. بل كذلك يرجع آآ الى الله سبحانه وتعالى ويخص الله تبارك وتعالى من جهة آآ الفرح والحب والرضا والحمد والشكر واضح فهذا يفرق بين يفرق بين آآ المشيئة والتكوين والخلق وبين التشريع والعبادة والعمل الصالح قال ابن تيمية رحمه الله في صفحة خمسين شباب. وهذا الفرق هو حقيقة الدين وسر الامر والنهي. وغاية التكليف وغاية التكليف الشرعي ومقصود والكتاب. ولهذا تكلم الناس في علة خلقه للخلق ثم امره بالدين يعني تكلموا في الحكمة اولا ثم في امر الله سبحانه وتعالى بالدين طبعا يا شباب هذه هي المسائل الكبار المسائل الكبار التي يتكلم فيها كل عاقل تتكلم فيها الفلسفات. تتكلم فيها الاديان. تتكلم فيها الافكار. حتى المذاهب العلمانية تتناول هذه الاشياء. حتى الحاد يتناول هذه الامور يعني لينكرها هذه المسائل الكبار يا شباب هي مسألة المبدأ والمعاد والنبوات وايات الانبياء وآآ الثواب والعقاب والتعديل والتجويز. يعني آآ سيأتي معنا ان شاء الله معنى هذه الالفاظ. المهم ان المسائل الكبار خلاصتها المبدأ والغاية والمصير. لماذا يعني من اين اتينا ولماذا يعني ما الغاية من خلقنا؟ والى اي شيء نصير؟ وهذه الثلاثة شباب اجاب عنها العبد الصالح الذي جاء من اقصى المدينة يسعى. قال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون. خلاص. اجاب على كل هذه الاسئلة باجابة مختصرة. وما لي لا اعبد هي الغاية الذي فطرني هو المبدأ واليه المصير هو اه واليه ترجعون هذا هو المصير ابن تيمية الشباب هنا سيتكلم عن هذه المسألة لماذا شباب ليبين الجمع بين الشرع والقدر؟ يعني ان كانت كل المخلوقات او كل الافعال قد علمها الله وكتبها وشاءها وخلقها لكنها ليست سواء عند الله والله من من الجهة الدينية والله سبحانه وتعالى وان كان خلق الانبياء وخلق ابليس فهو خالق كل شيء لكن ابليس لا يحبه الله والانبياء يحبهم الله وهكذا الله سبحانه وتعالى هو الذي كتب وشاء وقدر آآ الكفر والفسوق والعصيان وهو الذي شاء وقدر آآ الاعمال صالحة فهي من هذه الجهة سواء. لكنها ليست سواء من جهة محبة الله ورضاه. فالله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده الكفر واضح يا شباب؟ طيب وصلنا الى احنا في صفحة خمسين يا شباب الفقرة آآ الثالثة قال آآ فقال فريق سيذكر آآ يعني آآ كلام الناس في علة الخلق. يعني آآ لماذا خلقنا الله فقال فريق انه فعل ذلك لنفع الخلق ومصلحتهم وزعموا ان هذا وجه حسن آآ وجه حسن وجهه حسن الفعل والامر اه وان لم يكن هذا واقعا بالجميع ولا عائدا منه اه اه حكم اه الى الفاعل او حكم الى الفاعل. خلينا نخليها يا شباب حكم وهذا هو وهذا قول المعتزلة آآ وغيرهم من القدرية. ثم التزموا على هذا مسائل التعديل والتجويز والتحسين والتقويم والتقبيح بالقياس الفاسد على الخلق واضطرب فيه اضطرابا لا ينضبط. سيأتي ان شاء الله الحديث عن هذا الاضطراب نشرح هذه الفكرة يا شباب نحن الان آآ نريد ان نفهم ما هو مدخل الكلام ابن تيمية الشباب لما تكلم عن قول الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. تضم هذا مجموعة من الدلالات. الاولى ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادتي كلمة الا ليعبدون يعني لعبادتي. واضح؟ لان هنا في ان والفعل المضارع. لان ان هنا محذوفة الا ليعبدون يعني الا بان يعبدوا يعبدوني يعني فهذا مصدر مؤول اللي هو ان والفعل المضارع. فالمقصود الا لعبادتي. ما اريد منهم من رزقي وما اريد ان يطعمون يبين ان الله لم يرد من خلقهم ان يرزقوه او يطعمه او يرزقه او يرزق خلقه فهذا يتضمن ان الله اراد منهم العبادة ما معنى ان الله يريد العبادة اه احد يقول انقطع الصوت. ممكن يكون من عندك لان انا عندي الصوت شغال اه ما معنى يا شباب ان الله اراد العبادة؟ هل ما هي الحكمة؟ حكمة الله سبحانه وتعالى من آآ خلق العبد العباد او خلق الانس والجن لعبادته. هنا اختلف الناس. فابن تيمية هنا يذكر هذا الخلاف اه فنقرأ تاني يا شباب الفقرة ونشرحها فقال فريق الاول يا شباب ما هي المسألة التي نتحدث عنها الكلام عن علة خلقه للخلق ثم امره بالدين يعني ان الله لماذا خلقنا لماذا خلقنا؟ ثم لماذا امرنا بالدين او بالعبادة الفريق الاول يا شباب ماذا قالوا نلاحظ ان ابن تيمية رحمه الله في بداية الكتاب بين ان الله سبحانه وتعالى آآ وان كان العباد ينتفعون بعبادتهم لا لكن الله سبحانه وتعالى آآ له آآ معاني يختص بها آآ في هذه الامور منها الحب والرضا والفرح وهذا فهذه من حكم الله. اذا الحكمة هنا ليست متعلقة بالمخلوق فقط لكن الفريق الاول هنا ينفي تعلق الحكمة بالله. ويجعل فقط الحكمة مختصة بنفع الخلق ومصلحتهم يبقى ده الفريق الاول يا شباب نقرأه مرة ثانية وقال فريق انه فعل ذلك لنفع الخلق ومصلحتهم وزعموا انه ان ان هذا وجه حسن الفعل والامر وان لم يكن هذا واقعا بالجميع. يعني هل الجميع كلهم عبدوا الله؟ لأ لم يعبدوا الله. في منهم الكافر والفاجر والمنافق اذا آآ وان كان الله خلق الجميع لعبادته لكن آآ ليس الجميع قد استقام على هذا الامر. كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امتي رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة قالوا وان لم يكن هذا واقعا من الجميع. يعني حصول العبادة. ولا عائدا منه آآ حكم الى الفاعل. آآ الفاعل اللي هو ربنا وتعالى. يبقى هم قالوا ايه يا شباب هنا؟ يمكن ان نشرح هذه المقالة. قالوا ان الحكمة في خلق الخلق وامرهم بالعبادة هو ما فقط على نفع الخلق وان لم يكن كل الخلق قد انتفع بذلك لانه ليس كل الخلق استقام على العبادة وقالوا لا يعود شيء من الحكمة في حق الله سبحانه وتعالى. لأ هي الحكمة فقط خاصة بنفع العباد وطبعا يا شباب سيأتي نقض هذا القول قال رحمه الله وهذا قول المعتزلة وغيرهم من القدرية. كلمة القدرية يا شباب يسمن عام للمخطئين في باب القدر لكنه يخص طائفة من الناس هذه الطائفة ظهرت في اواخر عصر الصحابة وكانوا ينفون علم الله السابق آآ بالاشياء يعني ينفون القدر. طبعا القدر عندنا يا شباب فيه اربعة امور رئيسة علم الله سبحانه وتعالى وآآ آآ علم الله وكتابته ومشيئته. هنعرف المعتزلة حاضر حد بيقول من المعتزلة؟ حاضر سنتكلم عنهم بما يوضح فقط المقصود اه علم الله يعني حينما نتكلم عن القدر عندنا مباحث منها علم الله سبحانه وتعالى ومنها حكمته ومنها كتابته لكل شيء في اللوح محفوظ ومنها كذلك آآ مشيئته ومنها آآ خلقه واضح يا شباب؟ هذه الامور الخمسة يمكن ان تكون هي المحاور الرئيسة في فكرة آآ القدر فالقدرية شباب الاوائل كانوا ينفون علم الله السابق بالاشياء يعني يقولون ان الامر انف يعني انه مستأنف يعني ان الله لا يعلمه قبل حدوثه واضح وهؤلاء يعني حكم عليهم الصحابة بالكفر وكذلك حكم الائمة على من قال هذا القول بالكفر لكن بعد ذلك جاء طائفة نفوا خلق الله ومشيئته لافعال العباد خاصة قالوا ان الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يكون شرعا للعباد شرعا ويكون هو الذي خلق افعالهم وشاءها وقدرها. هذا لا يكون هذا ليس العدل. وهؤلاء الشباب هم المعتزلة وان كان تابعهم بعض آآ اهل العلم من رواة الحديث في البصرة وفي هذه الجزئية فقط وهي ان انهم نفوا ان يكون الله خلق او شاء افعال العباد هذا الخطأ يا شباب عندهم كيف نشأ. نشأ لكونهم ظنوا انه ليس من العدل ان يكون الله كتب اقصد ان يكون الله شاء وخلق فعل العبد. ثم بعد ذلك يحاسب العبد عليه. وهذا ليس صحيحا. لان الله سبحانه وتعالى لا يحاسب عباده الا على ما كسبت ايديهم الا ما على ما فعلوه باختيارهم وارادتهم ومشيئتهم واضح وهذا سيأتي تفصيله ان شاء الله فقط نبين ما ما نحتاجه هنا فقط. اما الحديث عن مسائل القدر سيأتي بتوسع كبير الاخ الذي سأل عن المعتزلة المعتزلة ببساطة هم جماعة اه كان عندهم اهتمام بالعلم لكنهم تأثروا بالمنطق آآ اليوناني او تأثروا آآ علم الكلام وهم نشأوا يعني عندنا رأسان فيها اللي هو عمرو ابن عبيد وواصل ابن عطاء يعني تميزوا عن الحسن البصري وكانوا يحضرون معه الدروس آآ يعني انشأوا لانفسهم مذهبا او فرقة ولهم اصول خمسة منها آآ العدل والتوحيد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعد والوعيد لهم اصول يعني خمسة مشهورة ان شاء الله تبارك وتعالى الحديث عنها اه المهم ان هؤلاء المعتزلة هم فرقة من من فرق الاسلام عندهم اخطاء كثيرة جدا آآ في ابواب الايمان والمعرفة والاسماء والصفات والقدر والنبوات وعندهم كذلك في اليوم الاخر. واول مسألة خرجوا بها عن اهل السنة هي حكم مرتكب الكبيرة. يعني المسلم الذي ارتكب كبيرة آآ دون الشرك اه ما اسمه في الدنيا وما حكمه في الاخرة فهم آآ ارادوا ان يتوسطوا بين اهل السنة وبين الخوارج. كان الخوارج يقولون ان مرتكبي الكبيرة كافر في الدنيا مخلد في النار في الاخرة. هم قالوا لا هو في الدنيا في منزلة بين المنزلتين اه وفي الاخرة هو مخلد في النار وان كانوا قالوا ان هو سيكون في نار غير نار الكافرين. المهم ان هم حكموا عليه بالخلود فاول مسألة خرجوا بها وهي عموما اول مسألة حدث فيها آآ يعني خلاف في باب الايمان وهو حكم المسلم الذي ارتكب كبيرة دون الشرك ولم يتب منها اهل السنة قالوا هو مؤمن ناقص الايمان بقدر معصيته اه المرجئة قالوا هو كامل الايمان لان الاعمال لا تدخل في الايمان الخوارج قالوا هو كافر في الدنيا مخلد في النار في الاخرة. المعتزلة قالوا هو في الدنيا في منزلة بين المنزلتين يعني لا هو كافر ولا هو مؤمن. يعني ربما فاسقا. اما في الاخرة حكموا عليه بالخلود المعتزلة يا شباب سارة سار من هنا لهم اصول خمسة آآ المنزلة بين المنزلتين والعدل التوحيد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعد والوعيد كل هذه هي الاصول الخمسة التي ينبثق عنها كل آآ مسائل آآ الايمان عند المعتزلة. وان شاء الله يأتي تفصيل ذلك قال رحمه الله وهذا قول المعتزلة وغيرهم من القدرية. يقصد بالقدرية هنا يعني بعض الرواة او بعض اهل العلم الذين قالوا بمقالة المعتزلة في هذا الباب قال ثم التزموا على هذا مسائل التعديل والتجويز مسائل التعديل والتجويز يا شباب اللي هي مسائل في باب القدر يعني اه طبعا الاول اه سيأتي التحسين والتقبيس سنشرحه. التعديل والتجويز يا شباب يعني الكلام عن عدل الله وعما يجوز على الله وعما لا يجوز على الله. طبعا هذه هذه الاسماء لم تأتي في الوحي جاء في الوحي لفظ العدل ثمة كلمة ربك صدقا وعدلا اما التعديل والتجويز كل هذه الفاظ محدثة وكذلك عبئت معاني محدثة اه فهو الحديث هنا عن الحكمة حكمة الله وعن عدل الله وعن حق الله تبارك وتعالى او حق العباد على الله فهم يعني يقيسون الله سبحانه وتعالى على المخلوق. فيجعلون للعباد حقا على الله من جنس حق المخلوق على المخلوق وسيأتي نقض هذا ان شاء الله مفصلا. آآ حينما نتكلم في باب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة. ونبين ان حق العباد على الله آآ انما هو محض فضل من الله. وليس يعني كحق المخلوق على المخلوق. هم يصورون يا شباب يعني ببساطة كده ان لو انت استأجرت رجلا يعني يدهن لك البيت او يبلط لك البيت. مش عارف اجيبها لكم ازاي باللغة العربية؟ يعني اجرت عاملا او حرفيا فانت اذا اعطيته في اخر اليوم اجرته. هل انت تمن عليه ام هذا حقه؟ هذا حقه. فهم يجعلون العبادة من هذا الصنف ويجعلون ان للعباد حقا على الخالق سبحانه وتعالى من هذا الباب انه حق مكتسب. انه آآ ان هذا ليس منة من الله وهذا قول عظيم ومن اقبح الاقوال. لذلك هم اتفقوا على ان الله ليس له نعمة على عباده واضح يا شباب؟ وامور كثيرة جدا تأتي تبين المنكرات العظيمة التي وقع فيها المعتزلة وكثير من المعاصرين المفكرين ينتهجون هذا تماما في ابواب الايمان والمعرفة والقدر. وسيأتي التنبيه على ذلك ان شاء الله طيب يا شباب قال في مسائل التعديل والتجويز اللي هي شباب مسائل العدل والحكمة آآ وعلم الله سبحانه وتعالى ومسائل حق العباد على الله قال والتحسين والتقبيح. التحسين والتقبيح يا شباب اللي هم التحسين والتقبيح العقليان يعني ببساطة يا شباب هل الاشياء بها صفات حسن او قبح؟ الاشياء في نفسها. مثلا هل الصدق آآ في نفسه حسن؟ آآ هل الكذب في نفسه اه قبيحا في نفسي قبيح مثلا يتكلمون عن آآ هل الاشياء فيها صفات حسن وقبح؟ الامر الثاني هل العقل يمكن ان يدرك حسن الاشياء وقبحها من نفسه ام يتوقف ذلك على الشرع؟ يعني يا شباب الانسان بعقله هل يعرف ان الزنا قبيح؟ ويعرف ان الايمان حسن؟ هل يعرف ان الصدق جميل؟ وان الكذب سيء؟ هل الانسان بعقله يعرف ذلك ام يتوقف ذلك على وجود الوحي؟ دي المسألة الثانية. المسألة الثالثة هل يترتب الثواب والعقاب بمجرد ادراك العقل ام باتيان الرسول؟ صلى الله عليه وسلم او ببلوغ الرسالة بلوغ الوحي فهنا عندنا ثلاث اقوال اذكرها بسرعة يا شباب لانها ستأتي مفصلة القول الاول وقول اهل السنة الذي دل عليه الوحي وهو ان الاشياء آآ فيها صفات حسن وفيها صفات قبح. وان العقل قد قد يدرك حسن الاشياء وقبحها. يعني الانسان بنفسه حتى لو لم ياتيه الوحي قد يدرك اه حسن بعض الاشياء وقبح بعض الاشياء. قد يدرك ان الخيانة سيئة. وان الكذب سيء. وان الزنا سيء واه قد يدرك كذلك ان الصدق حسن. وان اه الله سبحانه وتعالى موجود. او ان الله سبحانه وتعالى حي وقد يدرك فقره الى الله. اذا العقل قد يدرك. لذلك الله سبحانه وتعالى بين ان النبي صلى الله عليه وسلم يحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث فكأنه جاءنا بما نعرفه يأمرون بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث الاشياء بها صفات حسن وقبح. والعقل قد يدرك ذلك لكنه لا يدركه ادراكا تاما الا بالوحي لذلك لا يصير العبد محاسبا عند الله بمجرد عقله وانما ببلوغ الرسالة اليه لذلك الله سبحانه وتعالى بعث الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل واضح يا شباب آآ اما القول الثاني فهو قول الاشاعرة قالوا العقل لا يمكن ان يدرك حسن الاشياء وقبحها وانما يعرف ذلك فقط عن طريق الشرع واما المعتزلة فقالوا العقل يدرك ويحاسب العبد على ذلك الادراك. يعني حتى لو لم يأته رسول فان العبد يصير مكلفا عند الله بمجرد عقله. وهذا قول آآ خطأ. يعني نرى يا شباب ان كل فرقة من هذه الفرق عندها طرف من الحق وعندها تقصير في باب الحق والقول الجامع ان العقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها. لكن لا يترتب الثواب والعقاب ولا الذم ولا المدح الا بعد بلوغ الرسالة واه بلوغ الحجة قال رحمه الله آآ ثم التزموا على هذا مسائل التعديل والتجويز والتحسين والتقبيح بالقياس الفاسد على الخلق يعني انهم نظروا في حق الله وعلم الله وحكمته فقاسوا الله على الخلق. وهذا يا شباب من اخص الامور التي يقع فيها المفكرون وقبلهم الفلاسفة وبعدهم الملحدون المعاصرون او حتى ممكن ان نسميهم الملحدون الالحاد الشعبي يعني ان هم يقيسون الله الله على المخلوق يقول لك ليه ربنا بيعمل كده؟ طب هو آآ هو ليه ربنا مثلا يأمرنا بالعبادة وهو مش محتاج لها؟ طب ليه ربنا يعني كل هذا من جنس قياس على المخلوق. وسيأتي ان شاء الله الرد على هذا. نحن فقط يعني نريد ان نبين مدخل كلام الامام ابن تيمية رحمه الله قال واضطربوا فيه اضطرابا شديدا واضطربوا فيه اضطرابا لا ينضبط. سيأتي الحديث عن هذا الاضطراب قال رحمه الله وقد يوافق بعض اهل السنة من اصحابنا. يعني يقصد الحنابلة وغيرهم هؤلاء في بعض المسائل التي لا تخالف الاصول المشهورة في السنة يعني بين ان بعض الحنابلة وغير هؤلاء قد يوافق المعتزلة او القدرية في بعض هذه المسائل اه التي لا تخالف الاصول المشهورة عن اهل السنة اللي هي المسائل الكبار عن اهل السنة في باب الاسماء والصفات والقدر وعلم الله والجنة والنار ونحو ذلك قال واعراضهم كثير من متكلمة الاثبات للقدر كلمة يا شباب متكلمة الاثبات يقصد بها ثلاث طوائف اللي هم الاشاعرة وآآ طبعا بالبداية ثم الاشاعرة ثم الماتوريدية واضح؟ هؤلاء يسمون متكلمة الاثبات للقدر. وكذلك يسمون متكلمة الصفاتية. يعني في باب الصفات يثبتون بعض الصفات وهنا في باب القدر يثبتون آآ بعض القدر فهم يثبتون مشيئة الله وخلقه لافعال العباد. هل حديث هنا يا شباب عن من؟ عن الكلابية وعن الاشاعرة وعن الماتوريدية. سيأتي تفصيل هذا ان شاء الله. يعني نحن فقط يا شباب يعني نريد ان نفهم مراد المؤلف هنا. لا نريد ان نتوسع في الامر الذي لم يرد المؤلف اه نفسه ان يتوسع فيه اننا سيأتي لنا درس ان شاء الله في خاتمة هذه الدروس عن الفرق آآ والاديان والمذاهب المعاصرة ونحو ذلك وانا لا احب ابدا من طالب العلم ان يفصل في المسائل التي لم يردها المصنف او المسائل التي تفتح ابواب الشبهات والاشكالات قبل ان يتعلم المحكمات ولكن فقط احيانا نحتاج ان نبين الشبهة بشكل مبسط حتى يعني يتصور طالب العلم وجه الخطأ وهنا يقصد آآ قال وعارضهم كثير من متكلمة الاثبات للقدر. يعني الذين اثبتوا ان الله يخلق ويشاء افعال العباد. قال كذابين عن السنة في مواضع كثيرة. شف الامام رحمه الله هنا يثني عليهم بما فيهم من الخير. وان كان يعارضهم في مسائل القدر ومسائل الايمان مسائل الصفات لكنه مع ذلك شباب يثني عليهم بانهم ذبوا عن السنة في مواضع كثيرة. والامام القلاني وكان من هؤلاء كان من ائمة الاشاعرة يثني عليه الامام ابن تيمية رحمه الله كثيرا في مناظراته للنصارى وفي نشره للعلم النافع والعمل الصالح بين الناس. وهذا وهكذا ينبغي ان يكون المسلم شباب. ينبغي ان يكون منصفا لا يحمله حبه لشخص ان يبرر له اخطاءه ولا يحمله بغضه لشخص ان يبخسه حقه. لا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اعدلوا هو اقرب للتقوى قال الذابين عن السنة في مواضع كثيرة فقالوا لا يجوز تعليل شيء من ذلك آآ طبعا هؤلاء اللي هم من الشباب اللي هم الاشاعرة على وجه الخصوص يعني. قالوا لا يجوز تعليل شيء من ذلك بل خلق وامر لمحض المشيئة وصرف الارادة الارادة. لا يجوز تعليل ذلك بمصلحة العباد ونفعهم ولا غير ذلك طبعا هؤلاء الشباب تطرفوا تطرفا كبيرا جدا ماذا يقولون الشباب؟ يقولون ان الله امر بالعبادة فقط لانه شاء ذلك لا لمصلحة العباد ولا لانه يحب ذلك. دول بقى يا شباب تطرفوا تطرفا كبيرا يعني المعتزلة يا شباب ما مشكلتهم والقدرية؟ اه مشكلتهم في امرين. الامر الاول انهم نفوا خلق الله ومشيئته لافعال العباد قالوا لاننا لو اثبتنا ذلك لم يكن هذا من العدل والخطأ الثاني يا شباب انهم قالوا في خلق الله للعباد وامره لهم بالعبادة هو حكمة فقط تعود على العبد. لا تعود على الله الاشاعرة ماذا قالوا يا شباب؟ قالوا لا. الله سبحانه وتعالى خلق وشاء افعال العباد. يبقى هم احسنوا في هذه الجهة شباب. لكنهم اساءوا لكونهم نفقوا او حكمة الله فجعلوا خلق الله ومشيئته وامره للعباد فقط محض مشيئة. انه اراد ذلك لا لحكمة ترجع للعباد ولا لحكمة ترجع الى الله سبحانه وتعالى وهذان القولان يا شباب خطأ بهما شيء من الخطأ وشيء من الصواب والقول الصحيح يجمع بين الصوابين وهو قول آآ القول الذي دل عليه الوحي ان الله سبحانه وتعالى علم وكتب وشاء وخلق كل شيء وان الله وتعالى له حكم عظيمة تعود عليه وتعود على العباد آآ في تشريعه للعبادة يبقى هؤلاء الشباب وهذا هو قول المتكلمة الاثبات من القدر اللي هم الاشاعرة يعني على وجه الخصوص قالوا ان الله خلق وامر لمحض المشيئة يبقى هؤلاء الشباب نفوا الحكمة والعلة. نفوا الحكمة وبعضهم يظن ان الحكمة هي الحاجة آآ يذكرون ذلك في ابواب يسمونها ابواب آآ تنزيه الله عن الاغراض والحاجات ويجعلون الحكمة حاجة وليس صحيحا. يعني يجعلون الله سبحانه وتعالى يفعل لغير حكمة. ويعارضون كل النصوص التي تثبت ان الله سبحانه وتعالى قال عليم حكيم لا يقدر قدرا ولا يشاء شيئا ولا يشرع شيئا الا بعلم ولحكمة يبقى هؤلاء يا شباب احسنوا في شيء واخطأوا في شيء. احسنوا في كونهم اثبتوا ان الله خلق وشاء افعال العباد لكنهم في نفي الحكمة والعلة في آآ امر الله سبحانه وتعالى للعباد بالعبادة تمام يا شباب قال رحمه الله ثم ان كثيرا من العلماء يعتقدون ان ليس في هذا الاصل العظيم الجامع المتعلق باصول الدين والتوحيد وباصول الفقه وبالشريعة الا هذان القولان اما التعليل بنفع العباد وصلاحهم واما رد ذلك الى محض المشيئة والارادة الصرفة. وهذا القول الثاني يلزمه من اللوازم الفاسدة التي تتضمن التسوية بين محبوب الله ومكروه ومكروه ومأموره ومنهيه واوليائه واعدائه اشياء فيها من البطلان والشناعة ماء آآ يعلم به تفريط هؤلاء وغلطهم على ما فرط الاولون نفك العبارة بقى يا شباب احنا اتعودنا ان احنا نقرأ الفقرة كاملة ثم نفك العبارة هو الان يا شباب سيعقب على هذا القول احنا ذكرنا هنا يا شباب يعني آآ قولين. القول الاول هو قول المعتزلة او القدرية من وافقهم يعني من القدرية. والقول الثاني قول متكلمة الاثبات على تقسيم الاشاعرة فهو يعقب على هذا فيقول ثم ان كثيرا من العلماء يعتقدون ان ليس في هذا الاصل العظيم. اللي هو ايه يا شباب؟ الجمع بين الشرع والقدر. اللي هو آآ القدر السابق قدر الله سبحانه وتعالى والامر بالعبادة او التشريع قال المتعلق باصول الدين والتوحيد لانه يتعلق بالدين. والمسائل الكبار. ويتعلق كذلك باصول الفقه والشريعة لانه يدخل به فيه مثلا آآ حكمة التشريع ويدخل فيه باب القياس. لان القياس اساسا يا شباب ما مبني على ماذا؟ مبني على العلة يعني باب القياس مبني على اثبات حكمة الله تبارك وتعالى في التشريع لذلك اه اه القياس مبني على فكرة ان الله لا يسوي بين المختلفين ولا يفرق بين المتشابهين. فاذا كان الله سبحانه وتعالى نهى آآ عن شيء لعلة في هذا الشيء. فاذا توفرت هذه العلة في اشياء اخر فانه يلزمه نفس الحكم واضح يا شباب؟ فاذا هذا الاصل يتعلق بباب الدين والتوحيد ويتعلق كذلك بباب اصول الفقه والشريعة وقال ان كثير من العلماء او كثير من الناس يظن ان ليس في هذا الاصل الا هذان القولان. يبقى ايه يا شباب؟ يبقى هو محصور بقى تظن ان هو ليس امامه الا ان اما ان يقبل قول الاشاعرة او قول المعتزلة. هذا شباب معنى عظيم جدا في مسائل الاستدلال والنظر وهو ان كثيرا من الناس اذا دخل يبحث مسألة معينة فانه لا يستقصي الاقوال في تلك المسألة وانما يحصر نفسه في قولين او ثلاثة. ويكون الحق خارجا عن هذه الاقوال. فيرى نفسه ملزما ان يقبل قولا منها لانه يظن ان ليس في الباب الا هذه الاقوال وهذا شباب موجود كثير جدا حتى في كتب التفسير. احيانا تقرأ كتبا للتفسير يذكر اختلاف المفسرين في اية معينة وانت تحصر نفسك في هذه الاقوال ولا يكون المؤلف ذكر القول الصحيح او القول الذي عليه آآ الائمة من الصحابة والتابعين. هذا موجود كثيرا يا شباب مثلا في باب الاسماء صفات يحشرونك بين التشبيه والتعطيل. اما ان تثبت آآ اسماء الله وصفات الله تبارك وتعالى. وتقول هو يشبه خلقه او تنفي آآ الصفات حتى لا تقع في التشبيه. يعني يضعونك بين ثنائية مفتعلة اما اه اه التشبيه او التعطيل. وفي باب القدر اما ان تنفي القدر او تقول بالجبر ان الانسان مجبر. وفي باب اه الايمان اما ان تقول ان الايمان كل لا يتجزأ فالانسان الذي ارتكب كبيرة خرج من الايمان كله او تقول ان الانسان الذي ارتكب كبيرة باقي على ايمانه كما كان ولا ينقص ايمانه. يعني اما الارجاء او الوعيدية. طيب كذلك اما نقدم العقل او نقدم النقل. هذه ثنائية مفتعلة ايضا. واضح لان العقل يتكامل مع النقل ليس بينهما تعارض. كذلك يقولون اما اسلام بتخلف او آآ مدنية بتقدم. وهذه ايضا ثنائية مفتعلة اذا يا شباب من اخص الحيل التي يقع فيها اصحاب الباطل هي الثنائيات المفتعلة انهم يجعلونك اسيرا لاحد القولين بالضبط يا شباب هذا هو ما فعله المفكرون المتأخرون اه في في عصور الظلام اللي هم في بداية عصر اه يعني في في اوروبا في اخر عصور الظلام اللي هي القرون الوسطى. اللي هم المفكرون مثل سبينوزا وفولتير وجلوك. يعني هؤلاء الذين ارادوا ان يخرجوا الناس من الدين وضعوا لهم ثنائية طبعا كان رجال الكنيسة قد ارتكبوا تحريفات للكتاب المقدس وارتكبوا يعني مهازل وظلم واستبداد للخلق وحرموا على الناس ما احله الله لهم. يعني فعلوا كثيرا من الفظائع كان من اهمها وابشعها فكرة صكوك الغفران انك انت كانسان مذنب تأتي تقف امام القسيس او الراهب تعترف بذنبك وتبكي امامه ثم تطلب منه ان يغفر لك فهذه هي التي استطال بها رجال الكنيسة فجاء المفكرون ووضعوا ثنائية امام الشخص المتدين الاوروبي. قالوا له اما ان تؤمن بصكوك الغفران وتؤمن بدين المسيح فانت بذلك تحكم على نفسك بالغباء والسذاجة وتصير لعبة في ايدي رجال الدين. او تكفر بصكوك الغفران يلزمك ان تكفر بالاطار الذي نتج منه صكوك الغفران وهو الدين. نفس هذه الثنائية يا شباب موجودة. مثلا نجد طائفة من مجاهدين قد تطرفوا او غلوا في باب من الابواب. او قتلوا الناس بغير حق ويضعون امامك ثنائية اما ان تنكر افعال هؤلاء فتنكر الجهاد كله او انك تقر بالجهاد وتقر بافعال هؤلاء. تلك ايضا ثنائية مفتعلة. واضح يا شباب؟ ابن تيمية هنا ينبه على هذا الاصل العظيم وهو ان كثيرا من المسائل لا يذكر فيها الا الاقوال الخطأ. ويظن الانسان انه يعني مجبر مجبر على ان يقبل احد القولين اه طيب نقرأ الفكرة تانية عشان عشان نفك الالفاز قال الا هداني القولان اما التعديل بنفع العباد وصلاحهم اللي هو ايه يا شباب؟ هؤلاء نفوا طبعا هؤلاء تقصير من وجه اخر وبما انهم نفوا خلق الله ومشيئته لافعال العباد. وقصروا كذلك في باب الحكمة فقالوا الحكمة فقط تعود على العباد طب ما هو القول الثاني واما رد ذلك الى محض المشيئة والارادة الصرفية يقولون ان الله امر فقط لانه شاء ذلك لا لانه يحب ولا لانه يرضاه ولا لان العباد ينتفعون به. وهؤلاء الشباب هم وفاة الحكمة والتعليل قال وهذا القول الثاني اللي هو قول نفاة الحكمة والتعليل يلزمه من اللوازم الفاسدة. يعني له لوازم. ما هو من الامور يا شباب التي يبين بها بطلان القول هو اللوازم لهذا القول قال رحمه الله يلزمه من اللوازم الفاسدة التي تتضمن التسوية بين محبوب الله ومكروه. ومأموره ومنهيه واوليائه واعدائه. يعني هم لما يقولون يا شباب ان تشريع الله هو نفسه الخلق والمشيئة. يبقى معنى ذلك ان الانبياء عند الله مثل ابليس ومثل فرعون ومثل الشياطين واضح يا شباب؟ وهذا كذب لان الله سبحانه وتعالى آآ لم يسوي بين هؤلاء. وسبق التفريق بين هذه الامور من باب تشريع كثيرا في كل الكتب المتقدمة تقريبا واكثر كتاب تكلمنا فيه عن هذا المعنى آآ هو كتاب آآ العبودية قال رحمه الله واشياء فيها من البطلان والشناعة ما يعلم به تفريط هؤلاء وغلطهم. اللي هم مين؟ اللي هم نفاة الحكمة والتعليل. كما فرط الاولون اللي هم القدرين يعني كل منهم يا شباب محسن من جهة ومفرط من جهة. لذلك يا شباب من الخطأ هنا ان تنظر الى الى اي قول وتظن انه سيكون باطلا من كل وجه او او باطلا من كل لأ. يعني ربما لا يوجد آآ باطل من كل وجه. يوجد في هذا الباطل من الخير او من الحق آآ فلذلك كل الفرق يا شباب كل الفرق اللي هي منسوبة الى الاسلام آآ وان كانت اخطأت من جهة لكنها آآ ربما يكون عندها صواب من جهة فهنا حكمة الباحث ان يلتقط الخير الموجود عند هؤلاء وان يثبت انه خير وحق وان ينكر عليهم الباطل. اما ان ينكر كل ما هو عليه فهذا ليس من الانصاف لذلك شباب الانبياء انفسهم جاؤوا يذكرون الاقوام بايمانهم بان الله خلق ورزق وقدر وان الله يدبر الامر وان الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك الضر والنفع. ثم استدلوا بذلك على ان يكون الدين كله لله طيب ندخل بقى يا شباب في الفقرة احنا في صفحة واحد وخمسين. هنحاول نقرأ بسرعة شوية قال رحمه الله ويقارب هؤلاء من يقول من الفلاسفة وغيرهم ان هذه المخلوقات لازمة لذاته. وان قالوا انها صادرة عن عنايته وان تضمنت ما تضمنت من منافع الخلق ومصالحهم بطريق اللزوم ويجعلون ذلك علة غائية. كلمة بطريق اللزوم اللزوم يعني بغير ارادة ومشيئة واضح يا شباب؟ يعني آآ فريق من الفلاسفة ينفون عن الله سبحانه وتعالى الارادة والمشيئة وانما يقولون ان هذه الاعمال او هذه المخلوقات تصدر عنه بطريق اللزوم يعني انه لم يردها ولم يشأها. وسيأتي ان شاء الله تفصيل هذا شباب في موضعه قال ويجعلون ذلك علة غائية. يجعلون ذلك هو العلة او الحكمة. طبعا هذا قول باطل ثم انهم يتناقضون فلا يجعلون ذلك مقصودا للفاعل ولا مرادا له بالقصد الاول والا لزمهم ما لزم الاولين من التعليل. يعني هم يا شباب يجعلون ذلك صادرا عن الله بغير ارادة او مشية. طبعا هذا تناقض كيف يكون صادرا عن الله بغير ارادة ولا مشيئة واضح كده؟ والا لزمهم ما لزم الاولين من التعليل. فيثبتون في افعاله من الحكم والعلل الغائية والمنافع ما لا يصدر الا آآ ما لا يصدر الا عن قصد وارادة ثم يتكلمون عن الارادة بما يناقض ما قالوه. يعني يقولون ان الله هو الذي خلق مثلا او ان الله صدر عن العالم لكن الله لم يرد ذلك. فهذا تناقض كيف يعني صدر عنه دون ان ان يريده؟ واضح يا شباب؟ هؤلاء الفلاسفة؟ طبعا قولهم غاية في البطلان وابن تيمية يعني يعني خصص كتبا اه من كتبه في الرد عليهم ليس موضع الكلام الان عنهم هنا بقى يا شباب بعد ما استعرض ابن تيمية الاقوال سيرد. ركزوا بقى يا شباب احنا قلنا قبل ذلك ان خطوات البحث يا شباب هي اربعة يعني تجمعه اربعة التصور والجمع والنقد والاختيار اربعة للبحث بيقوم على هذه الامور بحث اي مسألة يحتاج ان تتصور المسألة وان تتصور محل النزاع او محل البحث وطبعا هذه لها ابواب كثيرة. ان شاء الله قريبا الشباب هيكون لنا محاضرة. ممكن تكون فيديو آآ هيكون المحاضرة موضوعها آآ الاستدلال يعني ما هي خطوات الاستدلال عند الباحث سنتكلم فيها عن التصور وهذا له ابواب كثيرة جدا. يعني حسن التصور وآآ شمول الجمع ونقد آآ الاقوال والادلة. النقد هنا بمعنى الاختبار يا شباب وليس وليس بمعنى الرد ثم الاستدلال كيف تستدل على ما تعتقد من الحق ان شاء الله ابن تيمية يا شباب بعد ما آآ ذكر المسألة وذكر الاقوال فيها سيرد هذه الاقوال. طبعا هو قرر الحق الذي يراه اولا. ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وقدر المقادير لكنه خلق الخلق لحكم تعود عليه وتعود على العباد ثم بعد ذلك ذكر الاقوال وسينقضها قولا قولا. تمام يا شباب؟ نبدأ بقى في النقد آآ قال رحمه الله احنا تقريبا بقى لنا ساعة ونصف يا شباب. اظن بقى لنا ساعة ونصف قال رحمه الله ومما يبين ذلك ان يقال لمنكري التعليل الذين لا يثبتون وراء العلم والارادة لا حكمة ولا رحمة ولا لطفا ولا محبة ولا رضا ولا فرحا ولا غضبا ولا مقتا ولا غير ذلك ولا غير ذلك بل يجعلون لذلك آآ بل يجعلون لذلك ارادة او فعلا لأ هو هنا بل لا يجعلون لذلك ارادة او فعلا يعني بل لا يجعلون بل يجعلون لذلك ارادة وفعلا اه ربما يقصد الارادة هنا بمعنى المشيئة اه فاما ان هو يقصد الارادة بمعنى المشيع انهم جعلوا الله سبحانه وتعالى شاء ذلك فقط لا انه يحبه ويرضاه اه او انه يسخطه كالاعمال الفاسدة او الكفر او يكون هنا في لام آآ لا محذوفة يعني بل لا يجعلون لذلك ارادة او فعلا اما انه يقصد انهم قالوا ان الله خلق وشرع لمجرد المشيئة فقط دون ارادة