السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون نبدأ باذن الله تبارك وتعالى كتابنا السادس من سلسلة استقراء تراث الامام ابن تيمية رحمه الله في باب اعمال القلوب وتزكية النفس والاستقامة والاخلاق وبيان المقالات المخالفة للوحي في ذلك مع نقضها ونقضيها نقدم لهذا الكتاب بمقدمة مختصرة نتحدث فيها عن اسم الكتاب هو كتاب التحفة العراقية الاعمال القلبية وعن سبب تأليفه طبعا الموضوع الرئيس لهذا الكتاب ثم الحديث عن قيمة الكتاب ثم آآ اسلوب المؤلف فيه ومقاصد الكتاب العامة وموضوعات الكتاب بحسب الترتيب وطبعات الكتاب نقول وبالله التوفيق هذا هو كتاب التحفة العراقية في الاعمال القلبية وهذا الكتاب آآ صحيح النسبة الى الامام ابن تيمية رحمه الله ولعله كان جوابا آآ لسؤال سأله له آآ اهل الخير ويمكن ان يكون هذا السائل من العراق مثلا في كتاب الواسطية كتاب الحموية وكتاب التدمورية وكتاب القبرصية يكون آآ سائل من بلد آآ معينة ويتوجه بالسؤال الى آآ احد ائمة العلم آآ فيجيبه السؤال فيسمى الكتاب او ينسب الكتاب الى هذه البلد قيمة الكتاب او موضوع الكتاب الرئيسي اولا الكتاب يتحدث عن اعمال القلوب اه مثل اه مثل محبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص الدين لله وشكر الله والصبر على قدره والخوف منه والرجاء وما يتبع ذلك والامام رحمه الله اه في مثل هذه الكتب لا يستوعب كل ما يدخل تحت العنوان اه فانه يذكر قواعد عامة ويذكر اصولا جامعة وهذه عادته في هذه الكتب مثلا مر معنا في كتاب تزكية النفس وامراض القلوب فانه فانه لا يستوعب كل ما يدخل تحتها وانما يذكر الاصول الجامعة والقواعد العامة ثم يمثل باخص ما يدخل تحت الباب قيمة هذا الكتاب هذا الكتاب هو كنز ثمين وهو انفس ما كتب في بابه هذا الكتاب يتحدث عن اعمال القلوب. وهي اخص ما يحتاجه العبد ويتحدث عنه آآ يجعل الوحي هو المنطلق وهو المرد عند النزاع ويقيس ويزن به آآ يعني بالوحي كل المقالات آآ التي ذكرت بعد ذلك يتخلل آآ بيانه للوحي ولبيانه لمسائل اعمال القلوب ونحوها يتخلل ذلك مسائل اه مهمة وقواعد عامة ويتخلل ذلك آآ تعرضه لكثير من الايات والاحاديث آآ مع شرحها وتفسيرها وكذلك يتعرض للمقالات المخالفة للسنة في تلك الابواب ويبين اصلها ويبين نشأتها ويبين من قال بها ثم يبين آآ ما هي الادلة التي اعتمدوا عليها ثم آآ يزنها بالوحي ويبين ما فيها من خير وما فيها من شر ما فيها من سنة وما فيها من بدعة اه بالنسبة لمقاصد الكتاب العامة. يعني هذا الكتاب يا شباب له مقاصد عامة آآ المقصد الاول هو بيان الهدى في ابواب تزكية النفس واعمال القلوب يعني يبين الهدى في تلك الابواب ولا شك انه في هذا الكتاب كما هو في باقي الكتب يجعل الوحي ويجعل بيانه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو المنطلق في بحث اي مسألة ويجعله المرد عند التنازع في اي مسألة ويجعله الفصل في النزاع في بين المختلفين كذلك يبين الامام رحمه الله آآ اساس العبادة ان الله آآ لا يعبد الا الله الا يعبد الا الله والا يعبد الا بما شرع ثم يبين الاصل الذي يحرص على بيانه كثيرا في ابواب العبادة وهو الجمع بين الشرع والقدر يعني كيف نجمع بين قدر الله السابق ان الله علم الاشياء وكتبها وشاءها وخلقها. وبين تكليف الله تبارك وتعالى وتشريعه. يعني الامر والنهي كما مر معنا ذلك في كتاب العبودية ايضا من اخص مقاصد الكتاب يا شباب هو المقصد الرابع نقد مسالك المبتدعة في التعبد الى الله تبارك وتعالى بما لم يشرعه الله او مجاوزة الحد المشروع هو كثيرا ما يتعرض للامور التي خالف فيها آآ المبتدعة اهل السنة او خالفوا فيها الوحي يا اما انهم جاوزوا الحد المشروع اه في في التعبد آآ او انهم تعبدوا الى الله تبارك وتعالى بما لم يشرعه الله. وسيأتي معنا ان شاء الله بيان زلك ايضا اعتنى الامام ببيان آآ وجوب تسمية العبادات الشرعية باسمائها الشرعية وانتقد المصطلحات التي آآ درج عليها العباد والزهاد وهي ليست شرعية. كمصطلح الحال والمقام والسكر والاصطلام والفناء ونحو ذلك من المصطلحات آآ ثم بين ما فيها من آآ من خير او ما فيها من امور مشروعة ومع ذلك نهى ان تسمى الا بالاسماء الشرعية ايضا من اخص مقاصد الكتاب ضبط معاني الالفاظ الشرعية المتعلقة باعمال القلوب آآ مثل لفظ حب الله والتوكل على الله والرجاء والورع والزهد والرضا والحمد والاخلاص والجهاد كل هذه المصطلحات اعتنى الامام في بياني معانيها الشرعية ثم ذكر الاصول الجامعة آآ التي آآ نتج عنها اخطاء العباد او الزهاد او المتكلمين عموما في ابواب التزكية وذكر ان الاصل الجامع هو انهم لم يتبعوا الوحي في تلك الابواب يمكن ان نتحدث الان عن موضوعات الكتاب بالترتيب. يعني مثلا آآ يعني نحاول ان نذكر مختصرا لهذا الكتاب ليتصور الطالب موضوعات الكتاب بالترتيب اه الكتاب يتحدث اولا عن وجوب اعمال القلوب المذكورة يعني مثل محبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص الدين له وشكر الله والصبر على قدره والخوف منه والرجاء ونحو ذلك وما يتبعها من اعمال يبين الامام رحمه الله بداية ان تلك الاعمال واجبة على جميع الخلق آآ ثم يبين الامام رحمه الله ان الناس في اعمال القلوب درجات كما هم في اعمال البدن ويذكر القسمة المذكورة في سورة فاطر ويبين معنى الظالم لنفسه ومعنى المقتصد ومعنى السابق بالخيرات ويبين ان كل عبد معه من ولاية الله تبارك وتعالى بقدر ايمانه وتقواه ويبين مراتب اولياء الله تبارك وتعالى بقدر تحقيقهم للايمان والتقوى ثم يتحدث عن قاعدة مهمة وهي ان الشخص الواحد يجتمع فيه من الحسنات والسيئات ثم يستطرد في بين آآ الذين خالفوا اهل السنة في هذا الاصل وهم الخوارج والمعتزلة ويتحدث عن كون البدعة آآ احب الى ابليس من المعصية من وجه ثم يبين ان التوبة على المبتدع تكون بقدر تقواه وعلمه يعني يذكر القول المشهور عن بعض السلف ان البدعة احب احب الى ابليس من المعصية يبين وجه ذلك ثم يبين ان المبتدع قد يتوب الله تبارك وتعالى عليه بقدر علمه وتقواه ثم يذكر قاعدة مهمة ان من آآ عمل بما يعلم اورثه الله علم ما لم يعلم وذكر القاعدة المقابلة لها ان من اعرض عن العمل بالعلم او استكبر عنه ان الله سبحانه وتعالى يصرفه عنه ثم تحدث عن الصدق والاخلاص وبين انهما اصل الدين ثم ذكر شيئا من لوازم الصدق بين كذلك رحمه الله آآ معنى الاخلاص وهو الاستسلام لله تبارك وتعالى وبين ما يناقضه وهو الكبر والشرك ثم بين معنى الاسلام العام الذي هو دين جميع الرسل والذي لا يقبل الله تبارك وتعالى دينا غيره. ثم تكلم عن الاسلام الخاص وهو شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم تحدث عن اصل الدين آآ وهو ما في القلوب يعني الاعمال الباطنة او الامور الباطنة ثم بين بعد ذلك التقسيم الصحيح للعباد انتقد تقسيم آآ العباد والمتصوفة انهم قسموا الناس الى عامة وخاصة من جهة التكليف وزعموا ان العبد كلما ارتقى في العبودية او كلما ارتقى في المقامات يسقط عنه بعض العبادات الامام ابن تيمية انتقد ذلك وبين ان العباد من جهة التكليف يلزمهم جميعا دين واحد ويلزمهم جميعا كل العبادات وان العبد انما يرتقي عند الله تبارك وتعالى بقدر استقامته على تلك العبادات ثم تحدث عن بعض الامور المبتدعة التي يتقرب بها الى الله عند بعض العباد الجهلة مثل الحزن وبين ان التعبد الى الله تبارك وتعالى بالحزن ليس مشروعا بل اغلب ما جاء في الوحي النهي عن الحزن وبين ان الحزن لا يجلب منفعة ولا يدفع آآ ضررا وبين انه قد يقترن به ما يثاب عليه العبد وقد يقترن به ما يأثم عليه العبد فهنا الثواب والعقاب ليس على نفس الحزن بخلاف الاعمال المشروعة المستحبة الواجبة كمحبة الله والتوكل عليه والاخلاص فهذه خير محض وهي واجبة على كل عبد من الله نبيا فمن دونه يعني كان او من دونه آآ وانتقد الامام ابن تيمية رحمه الله آآ الذين قالوا ان التوكل من مقامات العامة دون الخاصة ثم بين رحمه الله ان التقسيم الصحيح هو ان المؤمنين درجات بحسب ايمانهم وتقواهم وضرب مثلا لخطأ المتعبد الجهلة او المتكلمين في ابواب تزكية النفس واعمال القلوب آآ ليسوا ولم يكونوا متبعين للوحي بين غلطهم في معنى التوكل وبين غلطهم كذلك في جعلهم التوكل من مقامات العامة وذلك مبني على خطأهم في تصور معنى التوكل انتقد الامام رحمه الله قوله في باب التوكل من عدة جهات الجهة الاولى معنى التوكل عندهم. الامر الثاني انهم ظنوا ان التوكل كل آآ فقط من مقامات العامة وليس للخاصة او لخاصة العباد يعني آآ ثالثا انهم آآ جعلوا التوكل هو مجرد علامة وليس سببا على اي خير لان الامور قد فرغ منها وان التوكل لا يمنع من القدر ثم بين الامام غلطهم في ذلك وتخلل ذلك آآ حديث مهم جدا عن الاسباب بين فيه الامام اه الجمع بين الشرع والقدر ثم استطرد فتكلم عن الارادة والقضاء والامر والاذن والكتابة والحكم والتحريم. وكل ذلك منه ما هو قدري منه ما هو شرعي كما سبق معنا في كتاب العبودية ثم تحدث الامام رحمه الله عن خوارق العادات وعن الكرامات وبين ان الكرامة او آآ خوارق العادات ليست مناط الولاية وانما مناط ولاية الله الايمان والتقوى ثم تحدث عن انواع الاستطاعة آآ ثم تكلم عن مقالات الناس في في باب الشرع والقدر آآ فصل فيها وذكر آآ اربع اقسام اه زكر اربعة اقسام ثم بعد ذلك بين القسمة الصحيحة للناس اه في مسألة التوكل اه في اثناء حديثي عن الجمع بين الشرع والقدر تعرض الامام لبعض آآ شيوخي آآ الصوفية او شيوخ اهل الكلام كالهروي مثلا ابن العريف الصنهاجي المغربي الذين تحدثوا عن آآ مقام التوكل وجعلوه من مقامات العامة فبين الامام خطأهم في ذلك ثم تحدث عن قسمة الناس في مسألة التوكل ثم بعد ذلك تحدث عن الرضا والتوكل آآ انهم انهما يكتنفان المقدور ثم ذكر بعد ذلك آآ كراهة ان يتعرض الانسان للبلاء او ان يأخذ بالاسباب التي توقعه في البلاء ثم تحدث عن الصبر على شرع الله وقدره. ثم تكلم بعد ذلك عن الرضا. وهل الرضا على عن المصيبة او بعد المصيبة واجب ام مستحب وهذه مسألة ستأتي معنا ان شاء الله مفصلة ثم تحدث بعد ذلك عن آآ مسألة الحمد المعنى حمدي العبدي لله تبارك وتعالى وتخلل حديثه كلام مهم عن موانع انفاذ الوعيد. يعني الاسباب التي تدفع عقوبة السيئة وتكفر ثم رجع مرة اخرى فتكلم عن الحزن المشروع والحزن المنهي عنه. وتكلم عن البكاء على الميت وانواع ذلك البكاء منه بكاء رحمة ومنه بكاء للحسرة او لفوات الحظ من الميت ثم تحدث عن مقامات الناس في الصبر والرحمة ثم تكلم عن مسألة الذوق والوجد. وبين المعنى الشرعي فيها وبين المعنى البدعي فيها ثم دخل بعد ذلك في الحديث عن محبة الله تبارك وتعالى عن معناها وعن لوازمها وتكلم بكلام طويل مهم عن اخلاص الدين لله تبارك وتعالى وتكلم عن ايتين وجمع بينهما قول الله تبارك وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقول الله تبارك وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا استطرد تكلم بكلام عن المعطلة والمشبهة في باب الاسماء والصفات ثم تكلم عن فضل الجهاد في سبيل الله وانه آآ دليل دليل محبة العبد لله ثم ذكر طرفا مهما من صفات من يحبهم الله ويحبونه ثم شرح حديث ما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وبين غلطاء اهل الحلول والاتحاد في فهمه. ثم ذكر فصلا اخيرا عن الخوف والرجاء وتضمن آآ كلامه آآ كلاما مهما عن بعض بدع المتعبدة في تلك الابواب. اللي هي في باب العبادات هذا الكتاب يا شباب هو اصل في بابه وهو كتاب نفيس جدا اه اعتنى الامام فيه ببيان اعمال القلوب لكنه كذلك تحدث فيه عن التعبد الى الله عن التعبد الى الله تبارك وتعالى بما لم يشرعه الله ووزن ذلك بالوحي هذا الكتاب يعني طبع اكثر من طبعة. هو اساسا موجود في مجموع الفتاوى في اول مجلد السلوك المجلد العاشر من بدايته الى صفحة تسعين وطبع ايضا مع رسالة امراض القلوب لكنه طبع اخيرا طبعة متميزة جدا هي مكتبة الرشد يعني طبعتها مكتبة الرشد والمحقق هو يحيى ابن محمد الهنيدي. جزاه الله خيرا قام بدراسة الكتاب اولا آآ وعلق عليه تعليقات في اغلبها مفيدة. وان كان احيانا يختار في ضبطه للكتاب يختار كلمة لا تكون هي الاولى او اليق لانه اعتمد على اكثر من مخطوطة لكن في الجملة هو اجتهد اجتهد جهدا كبيرا في هذا الكتاب. واخرجه بسورة اه جيدة جدا فنبدأ ان شاء الله تبارك وتعالى في قراءة الكتاب قال رحمه الله الحمد لله نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له نشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد هذه كلمات مختصرة في اعمال القلوب التي قد تسمى المقامات او الاحوال وهي من اصول الايمان وقواعد الدين مثل محبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص الدين له والشكر له والصبر على حكمه والخوف منه والرجاء له وما يتبع ذلك وما يتبع ذلك. اقتضى ذلك بعض من اوجب الله حقه من اهل الايمان واستكتبها وكل منا عجلان هنا الامام يا شباب يتحدث عن موضوع الكتاب ويتحدث عن سبب تأليفه الامام آآ ذكر في هذه الفقرة الاولى التي هي مقدمة للكتاب ذكر ان الكلام آآ سيكون مختصرا في اعمال القلوب التي قد تسمى المقامات تسميتها بالمقامات لم تأتي في الوحي لم تأتي في الشرع لم تأتي في سنة النبي صلى الله عليه وسلم صفحة متين تسعة وتمانين والكتاب يبدأ من صفحة متين تسعة وتمانين اما قبل ذلك فهي مقدمة من المحققة الاخ اللي سأل اه صفحة كم آآ فالامام هنا بين انها قد تسمى المقامات. وهذا اللفظ لم يأتي في الشرع ولم يعبر به آآ النبي صلى الله عليه وسلم ولا اتى في القرآن وانما آآ هي تسمى اعمال القلوب وهي من اصول الايمان وقواعده. يعني بين الامام منزلتها ثم ضرب امثلة لاهمها آآ منها محبة الله ورسوله ومنها التوكل على الله واخلاص الدين لله والشكر لله والصبر على حكمه والخوف منه والرجاء له وما يتبع ذلك وبين سبب ذلك انه آآ سئل سأله اهل الخير آآ ان يكتب له شيئا في هذه الابواب آآ يعني كل منهم كان عجلان. كان عجلانا يعني كان متعجلا وكتب الامام تلك القواعد المهمة قال الامام رحمه الله فاقول هذه الاعمال جميعها واجبة الان احنا يا شباب في صفحة متين وتسعين قال الامام رحمه الله فاقول هذه الاعمال جميعها واجبة على جميع الخلق المأمورين باتفاق ائمة الدين والناس فيها على آآ على ثلاث درجات كما هم في اعمال الابدان على ثلاث درجات ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات الظالم لنفسه العاصي بترك مأمور او فعل محظور والمقتصد المؤدي للواجبات والتارك للمحرمات والسابق بالخيرات المتقرب بما يقدر عليه من واجب ومستحب والتارك للمحرم والمكروه وان كان كل من المقتصد والسابق قد تكون له ذنوب تمحى عنه اما بتوبة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين واما بحسنات ماحية واما بمصائب مكفرة واما بغير ذلك وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من اولياء الله وان اولياء الله هم الذين ذكرهم الله في كتابه الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. فحد اولياء الله هم المؤمنون المتقون ولكن ذلك ينقسم الى عام وهم وخاص وهم السابقون وان كان السابقون على درجات كالانبياء والصديقين وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم القسمين القسمين في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع بيبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته ولابد له منه واما الظالم لنفسه من اهل الايمان آآ طيب يمكن ان نعلق على هذه الفقرة ثم نتكلم عن آآ معنى الظالم لنفسه الامام والشباب في هذه الفقرة الاولى بعدما ذكر آآ سبب تأليف الكتاب وذكر موضوع الكتاب آآ تكلم عن مقدمة مهمة وهي آآ منزلة هذه الاعمال من الدين تبين ان هذه الاعمال جميعها واجبة ان هذه الاعمال جميعها واجبة يعني هي واجبة على جميع الخلق المأمورين باتفاق ائمة الدين يعني هنا بين ثلاثة امور يا شباب. الاولى وجوب تلك الاعمال الثاني انها واجبة على جميع الخلق المأمورين يعني المكلفين ويبين آآ يعني يبين ضمنا خطأ من حصروا بعض تلك الاعمال على العامة. بعض الصوفية او المتعبدة الجهلة يجعلون بعض تلك العبادات هي من مقامات العامة. مثل التوكل. يقولون التوكل هذا ليس من مقاماتي الخاصة. يعني العباد الذين هم خاصة الله لا يتعبدون الى الله بالتوكل. وعندهم اخطاء في ذلك يأتي بيانها ان شاء الله هنا قدم بمقدمة وهي وجوب كل تلك الاعمال على جميع الخلق المكلفين. المأمورين هنا بمعنى المكلفين ثم ذكر الاتفاق على ذلك. يعني ان هذا بالاجماع ثم بعد ذلك شباب في الفقرة آآ بين ان الناس على درجات من يقصد بالناس هنا المؤمنون يقصد بالناس هنا المؤمنين. فالمؤمنون درجات بحسب امتثالهم وبحسب ايمانهم وبحسب قيامهم او استقامتهم على دين الله ثم ذكر هذه القسمة المذكورة في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله فذكر انهم درجات ثم بين معنى كل درجة آآ الظالم لنفسه هو العاصي بترك مأمور او فعل محظور. فهذا العاصي يا شباب عنده اصل الايمان. يعني هو مؤمن صحيح الايمان لكنه ليس كامل الايمان او انه يعني يفرط او يقصر فيفعل اما اه محظورا او يترك مأمورا وتكلم عن المقتصد وهو الذي يؤدي الواجبات ويترك المحرمات. لكنه يقصر في ابواب النوافل. ثم تكلم عن السابق بالخيرات وهو الذي يتقرب الى الله الواجب وما استطاع من المستحبات وآآ يترك المحرم ويترك ما استطاع من المكروه واضح يا شباب اه هل الامام هنا شباب يقصد ان الانسان الواحد يكون على صفة واحدة طول عمري لأ لا يقصد ذلك هو يتكلم عن اساس القسمة يعني الشخص الواحد يا شباب يمكن ان يكون سابقا بالخيرات في بعض اعمال الخير ويمكن ان يكون مقصرا في بعضها فيكون ظالما لنفسه ويمكن ان يكون مقتصدا يقتصر فيها على الحد الواجب هذا اولا فالشخص الواحد يمر بتلك المراحل جميعا واضح آآ لا يتصور من شخص انه لا يظلم نفسه. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم آآ امر ابا بكر ان يدعو في صلاته وفي بيته طلب منه ابو بكر قال له قل اللهم اني ظلمت نفسي ولا يغفر الذنوب الا انت الى اخر الحديث الذي تقدم شرحه فبالتالي يا شباب الامام هنا لا يقصد ان الشخص الواحد يبقى على صفة واحدة لأ الامر الثاني ان الشخص الواحد يمكن ان يكون في بعض الاعمال سابقا ويكون في بعضها مقتصدا ويكون ويكون في بعضها مقصرا او ظالما لنفسه. واضح؟ يبقى هذان امران مهمان الشخص الواحد لا يلزم صورة واحدة او حالا واحدة لا يمكن ان يكون في بعض الاوقات ظالما لنفسه وفي بعض الاوقات مقتصدا وفي بعض الاوقات سابقا الامر الثاني انه حتى في اعماله يمكن ان يكون مجتهدا في بعض الاعمال. مم. في الاعمال التي مثلا يتقرب بها الى الله وتكون سهلة عليه ويبذل فيها ما يستطيع ويأتي يحاول ان يأتي بها فيها على اكمل صورة. ويكون مقصرا في اخرى ويكون في آآ في بعضها مقتصدا واضح يا شباب؟ فهذا تنبيه مهم ثم بين الامام رحمه الله آآ شيئا من هذه الفكرة وقال ان ان وان كان كل من المقتصد والسابق قد تكون له ذنوب تمحى عنه يعني المقتصد والسابق ايضا تكون له ذنوب لكن هذه الذنوب لها اسباب تمحى بها ان شاء الله وتفصيل تلك الاسباب. سيذكر الامام آآ عشرة اسباب يمحى بها اثر آآ الذنب وتكفر بها الخطيئة وتدفع بها العقوبة. سيأتي ان شاء الله تفصيلها ثم بين الامام رحمه الله ان المقتصدين والسابقين هم من اولياء الله وان اولياء الله هم الذين ذكرهم الله يعني الامام هنا يذكر مناط الولاية واذا اردت ان تعرف مناط اي حكم شرعي لابد ان ترجع الى الوحي الى الشريعة الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ذكر المناط واضحا جدا في سورة يونس وفي غيرها وهو الايمان والتقوى الذين امنوا وكانوا يتقون ذكر الامام ان الايمان والتقوى هما آآ حد الولاية ثم بين رحمه الله ولكن ولكن ذلك ينقسم الى عام وهم المقتصدون وخاصة هم السابقون وان كان السابقون على درجات. يعني المؤمنون في كل درجة على درجات الظالمون لانفسهم ليسوا على درجة واحدة اه والمقتصدون ليسوا على درجة واحدة والسابقون ليسوا على درجة واحدة وبشكل عام يا شباب لا يمكن ان يشترك جماعة في امر ما الا ويتفاضلون فيه. في اي شيء في اي شيء في الدنيا؟ الكفر نفسه درجات الله سبحانه وتعالى انما النسيئ زيادة في الكفر وقال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب واضح فالمؤمنون درجات والكفار درجات والمنافقون درجات والفاسقون درجات والناجحون درجات واضح تبين الامام رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى او ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر القسمين في الحديث المشهور وهو آآ حديث ما آآ من عاد لي وليا هنا انبه فقط على ان الامام ابن تيمية رحمه الله كثيرا ما يذكر هذا اللفظ من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة. ويعزوه الى البخاري. هو ليس في البخاري آآ الذي في البخاري آآ فقد اذنته بالحرب من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب واضح هذا اللفظ مذكور في بعض آآ السنن لكنه ليس في البخاري وهذا الحديث آآ سبق الكلام عنه. وانه في اسناده بعض الكلام. وان كان البخاري رحمه الله صححه وقبله. لكن آآ بعض اهل العلم كأنه يعني استدرك ذلك على البخاري وقال لولا هيبة الصحيح يعد الحديث من منكرات آآ خالد ابن مخلد اللي هو الراوي الذي تفرد بالحديث المهم ان الامام الذهبي الذي قال تلك المقالة كأنه قبل الحديث بناء على تصحيح الامام البخاري وهذا الحديث من حيث المعنى سيشرحه الامام بعد ذلك ان شاء الله في اخر الكتاب لكن فائدة هذا الحديث يا شباب انه فقط يبين اقسام آآ السابقين او اقسام آآ المقتصدين والسابقين المقتصد هو الذي يتقرب الى الله بالفرائض فقط السابق هو الذي يؤدي الفرائض ويجتهد كذلك في النوافل ان شاء الله تبارك وتعالى مزيد كلام آآ على هذا الحديث قال الامام رحمه الله واما الظالم لنفسه من اهل الايمان فمعه من ولاية الله بقدر ايمانه وتقواه. كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب والسيئات المقتضية للعقاب حتى يمكن ان يثاب ويعاقب. وهذا قول جميع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة الاسلام واهل السنة والجماعة الذين يقولون انه لا يخلد وفي النار من في قلبه مثقال ذرة من ايمان طيب نشرح هذه الفكرة لانه سيدخل بعد ذلك في الكلام عن الوعيدية هم الخوارج والمعتزلة الامام هنا شباب يبين ان الظالم لنفسه الذي هو من جملة المؤمنين الذي معه ايمان صحيح الذي ليس بكافر الظالم لنفسه المراد به هنا. طبعا يا شباب قالوا هو لاحظ هنا قال واما الظالم لنفسه من اهل الايمان لماذا يا شباب؟ لان الظالمين لانفسهم كذلك الكفار. الكفار والفساق والفجرة هم ظالمون لانفسهم واضح لكنه قيد هنا ان المراد بالظالم نفسه من اهل الايمان. فهذا يخرج الكافر وهو يقصد هنا الظالم الظالم لنفسه من اهل الايمان. يعني من معه اسلام صحيح وايمان صحيح هذا شباب معه من ولاية الله بقدر ايمانه وتقواه يعني كل مؤمن هو ولي لله بقدر ما معه من ايمان وتقوى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وميدان الايمان والتقوى مفتوح امام كل عبد وسيأتي معنا ان شاء الله في كتاب الاستقامة بيان مهم جدا للامام ابن تيمية رحمه الله يبين ان اولياء الله آآ هم الذين معهم ايمان وتقوى في اي باب من ابواب الحياة. يوجدون في الزراع في الصناع في العلماء في المجاهدين في القراء في ربات البيوت كل انسان من موقعه يمكن ان يكون وليا لله وبين غلط من يحصر اولئك الاولياء في المجاهدين والعلماء. وبين ان من بطء به عمله لم يسرع به نسبه. وان العبد يمكن ان يكون آآ الظاهر من العلماء او المجاهدين ويكون زنديقا في الباطن. ويمكن العكس ان يلبس آآ لبس الاعاجم او لا يأبه الناس له ويكون مدفوعا بالابواب وهو ولي من اولياء الله بما معه من ايمان وتقوى. سيأتي ذلك مفصلا ان شاء الله ثم بين القاعدة المهمة في باب الايمان قال رحمه الله اذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب والسيئات المقتضية للعقاب. حتى يمكن حتى يمكن ان يثاب يعاقب ونقل الاجماع على ذلك. يعني الشخص الواحد يا شباب كما سبق معنا كثيرا بيان تلك المسألة ان الشخص الواحد يمكن ان يكون عنده ما يثاب عليه وعنده ما يأثم عليه ويعاقب ثم بين اتفاق اهل السنة على انه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. لا يخلد معناها انه قد يدخل ان العبد العاصي الذي مات ولم يتب من ذنوبه قد يدخل النار لكنه لا يمكن ان يخلد فيها. ما الذي يخرجه؟ يخرجه ما معه من اي شخص عنده ايمان صحيح فانه لابد ان يخرج من النار ان دخلها ان دخلها لا يمكن ان يخلد في النار مؤمن. واضح يا شباب؟ هنا في خطأ مشهور جدا آآ سمعت بعض الخطباء مثلا وهو يخطب يتكلم عن آآ عن مسألة عذاب القبر او عن فتنة القبر فيقول ان العبد المؤمن الصالح المصلي المزكي لما يسأل من ربك؟ ما ما دينك؟ من نبيك؟ يقول ربي الله ودين الاسلام ونبيي محمد. اما الانسان الفاجر اما الانسان العاصي اما الانسان آآ آآ مثلا المضيع المفرط فانه قولوا ها ها لا ادري طبعا هذا الكلام جهل وهو خطأ كبير جدا كل مؤمن يا شباب لابد ان يجيب عن تلك الاسئلة. لا يمكن ان يكون ايمانه صحيحا الا ويجيب عن تلك الاسئلة. من ربك ما دينك من نبيك؟ كل من معه ايمان صحيح سيجيب على تلك الاسئلة فهذه الاسئلة هي حد فاصل بين المؤمن والكافر لكن خطأ هؤلاء شباب اساسه انهم ظنوا ان فتنة القبر محصورة في تلك الاسئلة. وان عذاب القبر او نعيم القبر مبني فقط على الاجابة على تلك الاسئلة. وهذا خطأ كبير لان العبد لا يسأل فقط آآ من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وانما يسأل عموما عن عن عمله بشكل عام يسأل عن الفرائض. لذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم آآ اصنافا ممن يعذبون في القبور منهم مثلا من يسعى بالناس بين الناس بالنميمة ومنهم من لا يستبرئ من بوله الى غير ذلك من الصنوف التي ذكرت ذكر انها تعذب في قبورها واضح يا شباب؟ طيب قال رحمه الله نقرأ بعد تكملة الفقرة التي يتحدث فيها عن الخوارج والمعتزلة. قال واما القائلون بالتخليد من الخوارج والمعتزلة. طبعا احنا نبهنا كتير يا شباب على فكرة آآ اخطاء معاهد اعداد الدعاة التي يركزون فيها فقط على الجانب الادائي والتعبيري والجانب اللغوي وآآ شكل الخطيب ويتعلمون نتفا في السيرة ونتفا في الحديث ونتفا في آآ امور ليست آآ لا يعتنون فيها بعلوم الالة وحتى ما يدرسونه من آآ آآ العقيدة والتفسير ونحو ذلك لا يدرسونه على وجه قوي وانا كتبت منشور طويل عن اخطاء معاهد اعداد الدعاء والحمد لله يعني اه عملت في كثير منها ولي اطلاع يعني جيد في في معرفة الاخطاء التي تتعرض لها تلك المعاهد وقدمت لهم بعض المقترحات لتطوير تلك المعاهد والخطأ الرئيسي الجامع لكل تلك المعاد هو تفريقهم بين طالب العلم وتكوينه وبين الداعية والخطيب والامام وتكوينه وهم يظنون ان الامام او الخطيب لا يحتاج ما يحتاجه طالب العلم. فلذلك يخرج هؤلاء اه هؤلاء الائمة والخطباء بعد اه دراسة قصيرة سنتين مثلا او سنة او اربع سنوات حتى اه لا يعرف عن دينه الا القليل ولا يهتم الا بشكل الخطبة وبطريقته وبلبسه وببيت شعر وبخطبة اه لشيخ اخر آآ يأتي بها كما هي ثم يهذب فيها بعض الامور دون تحقيق او تنقيح ربما ان شاء الله يأتي لنا او اظن ان انا تكلمت عنها في اول درس حينما تكلمت عن آآ اسباب عدم نبوغ طالب العلم او المعوقات التي طالب العلم عن النبوغ من جملة هذه الامور يا شباب هي عدم التحقيق ان هو يأخذ الكلام كلام مشهور بين الناس او على السنة الخطباء يعني دون ان يزنه بالوحي ودون ان ان يعرف ادلته وهو ليس مؤهلا لان يجمع الادلة ولا ان يتصور المسائل ولا ان يجمع الاقوال ولا ان آآ يفهم تلك الادلة لان واساسا لا يعرف مصادر العلم وانما هو فقط يعتني بالتأثير في الناس. هو يهمه ان يتأثر الناس بخطبته. لكن ما هو مضمون الخطبة؟ وما هو اسلوب الخطبة؟ وما هي حجج التي يقدمها وما هي الموضوعات التي يقدمها كل هذه الامور يا شباب والله يعني يعني تمثل لنا سببا رئيسا في آآ ان الخطاب الديني لا يؤثر في الناس تأثيرا آآ قويا طيب قال رحمه الله واما القائلون بالتخليد من الخوارج والمعتزلة القائلون بانه لا يخرج من النار من دخلها من اهل القبلة وانه لا شفاعة للرسول ولا لغيرهم في الكبائر لا قبل دخول النار ولا بعدها فعندهم لا يجتمع في الشخص الواحد ثواب وعقاب وحسنات وسيئات بل من اصيب لم يعاقب هو من عوقب لم يثب اهالينا وابن تيمية شباب بعدما ذكر قول اهل السنة في ان الشخص الواحد يمكن ان يجتمع فيه حسنات وسيئات وبين ان من دخل النار من اهل القبلة يعني من المسلمين لا يمكن ان يخلد فيها بل انه يخرج بما معه من ايمان وتقبل فيه الشفاعة لان مناط الشفاعة يا شباب هو اخلاص العبادة لله آآ في حد بيقول يوم ممكن تشرح رأي الامام في مسألة خلاء النار آآ حينما يأتي وقتها ان شاء الله نشرحها لكن احنا ملتزمون بمنهج محدد آآ ان شاء الله لما يأتي معنا هذه الفقرة ستأتي معنا ان شاء الله في بعض كتبه نشرحها الامام بعدما بين ذلك الشباب وبين ان المذنب او او العاصي او العبد المؤمن قد يدخل النار لكنه لا يمكن ان يخلد فيها وانه تقبل فيه فيه الشفاعة لان مناط الشفاعة يا شباب هو اخلاص العبادة يعني كل مخلص لله تبارك وتعالى موحد فانه تقبل فيه الشفاعة باذن الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ابو هريرة من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وفي حديث اخر رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشفاعة انها نائلة من امتي ان شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا فماط الشفاعة ليس هو آآ آآ ترك المعاصي او آآ او فعل الواجبات ونحو ذلك. لأ مناط الشفاعة هو التوحيد واخلاص العبادة. فكل عبد مات على الايمان يمكن ان تقبل منه الشفاعة باذن الله تبارك وتعالى بين ابن تيمية ان هؤلاء الوعيدية عندهم اصل هو اصل الخطأ وهو انهم قالوا لا يجتمع في الشخص الواحد ثواب وعقاب وحسنات وسيئات يعني عندهم هذا اهم آآ اصل من اصول الخطأ. وهو ان الشخص الواحد لا يجتمع فيه حسنات وسيئات. وان شعب الايمان آآ متلازمة يعني لا يمكن ان يكون معه شعبة وتنقص منه شعبة اخرى. وهذا قول باطل يا شباب لان شعب الايمان قد لا تتلازم كما ذكرنا كثيرا في حديث الرجل الذي كان يشرب خمرا كثيرا فنقصت منه تلك الشعبة وهي ترك آآ شرب الخمر مع انه كان يحب الله ورسوله وان كانت محبته لا تكون كاملة الا بترك المعاصي رجع الامام مرة اخرى فقال ودلائل هذا الاصل من الكتاب والسنة واجماع سلف الامة كثير كثيرة. ليس هذا موضعه قد بسطناه في مواضعه يعني الامام ابن تيمية بين ان الحديث هنا عن هذه المسألة وهو ان الشخص الواحد يجتمع معه حسنات وسيئات هذا اه تكلم عنه ابن تيمية في اه مواضع كثيرة ليس في هذا الكتاب وليست هي كذلك مناسبة لموضوع الكتاب. هنا يا شباب آآ طبعا الامام آآ ذكر تلك الامور في كتابين مهمين اه كتاب الايمان الكبير وكتاب الايمان الاوسط. وسيأتي وسيأتيان معنا باذن الله لكن في قول الامام هنا يا شباب فائدة وهي آآ ان الامور التي ليست هي موضوع البحث يمكن ان نتطرق اليها بقدر ما يخدم بحثنا لكن لا يصح ان تكون هي الاصل ولا يصح ان يستطرد فيها. هذا خطأ واضح يا شباب الامر الثاني ان يترك التفصيل في كل مسألة الى موضعها اللائق وكل شخص يا شباب لا يراعي هذا فانه لا يحسن تعليم الناس ولا يحسن شرح الكتب. لماذا؟ لانه سيضيع مقصود الكتاب ويضيع موضوعات الكتاب ينبغي ان يكون الاهتمام الاصلي الرئيس والتوسع والتفصيل في موضوعات الكتاب الخاصة. اما ما استطرد فيه الامام العلة فانه يبين منه بقدر ما يبين كلام الامام. او المؤلف. واضح يا شباب طيب طب لماذا ذكر ابن تيمية رحمه الله هذا الاصل لانه ينبني عليه امور. قال رحمه الله وينبني عليه امور كثيرة. ولهذا من كان معه ايمان حقيقي فلابد ان يكون معه من هذه الاعمال بقدر ايمانه كلمة ايمان حقيقية يا شباب هنا يعني اه يعبر عنه ابن تيمية احيانا بكلمة اصل الايمان او الايمان الصحيح او الايمان الواجب واضح او صحيح الايمان. يعني انه ليس كافرا كلمة ولهذا من كان معه ايمان حقيقي يعني كل من ليس كافرا فكل من ليس كافرا فما فلا بد ان يكون معه من هذه الاعمال بقدر ايمانه. كلمة هذه الاعمال تعود على ماذا يا شباب؟ تعود على اعمال القلوب قال وان كان له ذنوب كما روى البخاري في صحيحه عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان رجلا كان يدعى حمارا وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان يشرب الخمر ويجلده النبي صلى الله عليه وسلم فاوتي به مرة فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به ما اكثر ما يؤتى به الى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله ابن تيمية هنا يا شباب يعني ذكر دليلا آآ واضحا في في خطأ الوعيدية الذين زعموا ان العبد لا يمكن ان يجتمع فيه حسنات وسيئات آآ فاما ان يكون مرضيا عنه من كل وجه او مسخوطا عنه من كل وجه. وهذا ليس صحيحا. وهذا الحديث واضح جدا في الدلالة. وذكرنا وجه الدلالة فيه اعلق فقط على كلمة حمار يا شباب التي كان يسمى بها بعض آآ الناس في العرب دلالة لفظ حمار عندهم لم تكن آآ كالدلالة عندنا. عندنا الحمار مثلا يعني كشتم او سب ويطلق احيانا على بيان الغباء مثلا لأ الذي اظنه ان كلمة حمار عندهم كانت تعني القوة. يعني كان دليل على من يتحمل او من يقوى على التحمل واحنا حتى ممكن نستعملها يقول لك فلان ده حمار شغل يعني عنده قوة وجلد في العمل لا اظن ابدا ان تكون آآ كلمة حمار او كلمة جحش او هذه الكلمات التي كان يسمى بها بعض العرب انها تتضمن معنى مذموما آآ طبعا قوله آآ لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله هذا بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل عنده من شعب الايمان واعمال القلوب مع كونه مقصر في آآ امور اخرى قال رحمه الله فهذا يبين ان المذنب بالشرب وغيره قد يكون محبا لله ولرسوله وحب الله ورسوله اوثق عرى الايمان كما ان العابد الزاهد قد يكون لما في قلبه من بدعة ونفاق مسخوطا من ذلك الوجه عند الله. كما استفاض في الصحاح وغيرها من حديث علي ابن ابي طالب وابي سعيد الخدري وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الخوارج فقال يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة لان ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد هذا الحديث يا شباب اراد الامام ابن تيمية ان يبين فيه العكس. ذكر في الحديث الاول آآ رجلا معه يعني على معصية من المعاصي لكن عنده ايمان وعنده حب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم هنا يذكر العكس العكس ان العابد الزاهد يمكن للانسان ان يكون عنده عبادة وعنده استقامة لكن يكون في قلبه بدعة ونفاق سيكون مسخوطا عليه من هذا الوجه يعني هو مؤمن ايمان صحيح عنده ايمان لكن لكن ايمانه ناقص بماذا بما في قلبه من بدعة ونفاق فيسخط عليه من هذا الوجه واضح يا شباب؟ فيكون مسخوطا عليه من وجه مرضيا عنه من وجه لكنه من جملة المؤمنين. فذكر هنا حديث الخوارج. لفظ الخوارج يا شباب هذا لم يأتي في الحديث وانما لان هؤلاء الذين استحلوا دماء المسلمين بغير حق وكفروهم بما لم يكفر الله سبحانه وتعالى به ولم يكفر به رسوله صلى الله عليه وسلم آآ اشتهر ذلك في جماعة وهم الخوارج وسيأتي الحديث عنهم مفصلا في آآ الكلام عن الايمان وهم الذين مرقوا يعني خرجوا آآ على حين فرقة من الناس لما كان يعني نزاع بين آآ علي بن ابي طالب ومن معه من اهل الكوفة. ومعاوية آآ رضي الله عنه آآ علي بن ابي طالب رضي الله عنه ومعه اهل الكوفة ومعاوية رضي الله عنه ومعهم اهل الشام مرقت هذه آآ الفرقة الذين استحلوا دماء المسلمين كفروهم بغير حق اه فالنبي صلى الله عليه وسلم بين هنا شيئا من صفاتهم هنا يا شباب تنبيه مهم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر آآ ما يظهرون من الاعمال لم يذكره على وجه الثناء وانما ذكر آآ اعمالهم وبين حكمهم حتى لا يغتر بعبادتهم فتصحح افعالهم لان بعض الناس يا شباب اذا مثلا آآ رأى شخصا عالما او عابدا فانه يحمله حبه وتوقيره له على ان يصحح افعاله واقواله ولا يزنها بالوحي. وهذا خطأ يا شباب لا يصح ان يحكم على الاقوال بناء على قائليها. واضح؟ وانما يحكم على الاقوال بناء على منزلتها من الشرع اذا النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر هنا صفات هؤلاء وعبادتهم لم يذكرها على وجه الثناء وانما ذكرها حتى لا يغتر بعبادتهم فتصحح اعمالهم او اقوالهم هنا النبي صلى الله عليه وسلم يا شباب آآ امر بقتلهم هل هذا يقتضي انهم كفار؟ لا ليسوا كفارا. والصحابة لم يسنوا فيهم سنة الكفار. وان آآ عندهم فسق عندهم فجور عندهم آآ شيء من النفاق عندهم آآ عندهم بغي عندهم ظلم عندهم استحلال للدماء لكن الصحابة لم يسنوا فيهم سنة الكفار. لا تلازم في الشريعة بين الحكم بالقتل والحكم بالكفر يعني الشريعة قد تنهى عن قتل بعض الكفار. كما نهت الشريعة عن قتل الذمي والمعاهد والمستأمن هؤلاء كفار والشريعة تنهى عن قتلهم بغير حق. والعكس الشريعة قد تأمر بقتل بعض المؤمنين مثلا آآ القصاص الذي قتل او مثلا حد الحرابة او الزاني المحصن هؤلاء يا شباب يقتلون حدا وليس ردة تلازم في الاسلام بين الحكم بالقتل والحكم بالكفر آآ طيب نكمل يا شباب. قال وهؤلاء قاتلهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. احنا في صفحة متين ستة وتسعين يا شباب قال هؤلاء قاتلهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع امير المؤمنين علي ابن ابي طالب بامر النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين يقتلهم ادنى الطائفتين الى الحق واضح يعني ان عمر آآ علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كان ادنى الطائفتين الى الحق في مسألة الايه؟ في في الخلاف. الخلاف الذي نشأ بين الصحابة هل يأخذون بدم عثمان رضي الله عنه قبل ان يولوا آآ اميرا عليهم او انهم يولوا الامير آآ عليهم ثم بعد ذلك يأخذون بالقصص. المهم يعني هذا سيأتي ان شاء الله معنا مفصلا حينما آآ ندرس كتاب منهاج السنة النبوية للامام ابن تيمية رحمه الله اه هذه الفرقة وهم الخوارج اه مرقوا على حين فرقة من الناس يعني من المسلمين اه وقاتلهم ادنى الطائفتان الى الحق وهو علي ابن ابي طالب في معركة النهروان المشهورة هذا استطراد ليس مذكورا يعني اقصد ليس مقصودا من الايمان فقط هو استطراد يعني وسيأتي ان شاء الله وتفصيله بعد ذلك قال رحمه الله ولهذا قال ائمة المسلمين كسفيان الثوري وغيره ان البدعة احب الى ابليس من المعصية لان البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها ومعنى قولهم ان البدعة لا يتاب منها ان المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ورسوله قد زين له سوء عمله. فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا. لان اول التوبة العلم بانه بان فعله سيء ليتوب منه او بانه ترك حسنة آآ آآ ترك آآ حسنة المفروض حسنة او ترك حسنا نعم ترك حسنا مأمورا به امر ايجاب. مكتوب هنا يجاب. لأ هي ايجاب امر ايجاب او امر استحباب ليتوب منه فما دام يرى فعله حسنا وهو سيء في نفس الامر فانه لا يتوب. ولكن التوبة منه ممكنة وواقعة بان يهديه الله ويرشده حتى يتبين له الحق كما هدى سبحانه وتعالى من هدى من الكفار والمنافقين وطوائف من اهل البدع من اهل البدع والضلال وهذا يكون بان يتبع من الحق ما علمه. فمن علم بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم اشرح يا شباب الفكرة يعني كل ما نقرأ مثلا فقرة صغيرة نحاول نعلق عليها ان شاء الله. هو قال في اول صفحة متين سبعة وتسعين ولهذا. لهذا يا شباب هذا يعود على ماذا؟ على ذكره للخوارج. فانه ذكر ان الخوارج عندهم عبادة ظاهرة. عندهم عبادة وقد يكون كثير منهم عنده ارادة للحق كما حصل من كثير منهم يعني عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل امير المؤمنين علي ابن ابي طالب الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم وشهد له الصحابة بالعلم والايمان والجهاد في سبيل الله. وكان من السابقين الاولين ومن اكمل الناس ايمانا رضي الله عنه تصور ان شخصا يقتله تقربا الى الله هذا الشخص جاهل بلا شك. واضح يا شباب؟ لكنه تقرب بقتله الى الله. وذكر عنه قصص آآ بعدما يعني امسكوا به وارادوا قتله وذكر عنه كلام يبين انه كان جاهلا جدا وكان يظن ذلك حقا المهم ان ابن تيمية رحمه الله سيبين هنا من وجه لماذا البدعة احب الى ابليس من المعصية وبين رحمه الله ذكر قولا قال ولهذا قال ائمة المسلمين كسفيان كسفيان الثوري وغيره ان البدعة احب الى ابليس من المعصية لان البدعة لا منها والمعصية يتاب منها هنا يا شباب الامام ابن تيمية اراد ان يبين وجه الكلام. لكني انبه هنا تنبيها مهما جدا يا شباب هذه المقالات التي تذكر عن بعض اهل العلم او العباد او العلماء لا يصح ابدا ان تجعل دينا او وحيا يرجع اليه او تجعل اقوالا محكمة في بابها المحكم عندنا هو الوحي. وكل ما ياتي بعده انما يوزن بالوحي. نعم قد يقول امام كلاما جميلا يقول قد ينطق بالحكمة قد ينطق بالعلم النافع. قد يقول كلاما حسنا لكن لا يصح ابدا ان يجعل هذا الكلام بمنزلة الوحي ولا يصح كذلك ان يعارض الوحي بهذا الكلام. وانما المحكم عندنا هو الوحي وبيانه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الكرام. حتى الصحابي الواحد يوزن اجتهاده بالوحي. وقد ورد عن بعض الصحابة اجتهادات في باب العلم او العبادة او الفقه او غيرها وكانت خطأ وانكرها عليهم آآ آآ اصحابهم او انكرها عليهم آآ اخوانهم من الصحابة الكرام او عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي معنا طرف كبير من هذه الاجتهادات في كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة. اذا يا شباب تلك الاقوال لا ينبغي ان تجعل كالوحي لا ينبغي ان تجعل محكمة في اي باب. انما المحكم عندنا هو كتاب الله وبيانه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام كل هذه الاقوال انما يستأنس بها او يسترشد بها او يفقه بها الوحي لا نمنع من ذلك. لكنها ابدا لا لا تنزل منزلة الوحي. هذا هو الامر الاول الامر الثاني يا شباب هو ان تلك المقالات توزن بالوحي يعني كل مقالة تصدر من عالم او عابد آآ في باب الدين او اي مجتهد لابد ان توزن بالوحي الامر الثالث يا شباب هو محاولة فهم المقالة قبل ردها او قبولها الامر الذي بعد ذلك شباب ان يجمع اقوال العالم في الباب الواحد. يعني لا تتسرع فتفهم قولا من عالم قبل ان تجد مع بقية كلامه في الباب. لان كلام العالم يفسر بعضه بعضا. وقد ينسخ آآ بعضه بعضا. يعني قد يجتهد في بداية عمره ثم يتبين له خطأ قولي وهكذا الامر الذي بعد ذلك يا شباب هو ان ابن تيمية له قاعدة مهمة وهي انه من اعظم التقصير ان تنسب الخطأ الى متكلم مع امكان تصحيحك يعني اذا كان المتكلم يعبر عن معنى صحيح ولكن بلفظ خطأ فبين انت ان المعنى صحيح وان اللفظ خطأ. واضح يا شباب؟ يعني محاولة انت يعني تفهم الكلام على وجهه. فالكلام فيه معنى وفيه لفظ واضح هنا شباب الامام ابن تيمية اراد ان يشرح هذا القول المشهور. فبين ان البدعة لا يتاب منها. ما معنى لا يتاب منها؟ هل معناها ان الانسان لا يمكن ان هو من البدعة لا طبعا هذا منكر. فالانسان يتوب من كل صنوف المعاصي من الكفر فما دونه. كما قال الله سبحانه وتعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف فما دونه اولى واضح يا شباب لكن الامام هنا يريد ان يقول ان البدعة لا يتاب منها لماذا؟ يعني تبعد يبعد احتمال التوبة منها لماذا؟ لان البدعة زينها الشيطان في نفس الانسان. والانسان لا يتوب الا من السيء اذا كان الانسان يتقرب بالبدعة الى الله او يراها حسنة. فكيف يتوب منها؟ فان اول التوبة هو العلم. العلم بانك فعلت شيئا سيئا لتتوب منه. فاذا كنت تظن انك تفعل شيئا حسنا فكيف تتوب منه؟ واضح يا شباب؟ لكن مع ذلك بين الامام وجه الكلام فبين ان المبتدعة قد يتوب الله سبحانه وتعالى عليه كما هدى الله الكفار والمنافقين وطوائف من المبتدعة ثم ذكر الامام هنا اصلا مهما قال رحمه الله فمن عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم. هذه القاعدة مهمة جدا يذكر ابن تيمية رحمه الله ادلتها كما قال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وقال تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم. والله غفور وقال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه. ويهديهم الى صراط مستقيم. وشواهد هذا كثيرة في الكتاب والسنة طبعا يا شباب لماذا انا علقت على على فكرة المقالات التي تذكر عن العباد والعلماء والمجتهدين لاني وجدت كثيرا من الخطباء والائمة والله آآ يبثون في خطبهم ودروسهم ومحاضراتهم كلام العلماء والعباد والزهاد اكثر بكثير مما يذكرونه من الايات الاحاديث وما جاء عن الصحابة الكرام. هذا حق والله. احيانا يبنون خطبة كاملة على مقالة لبعض العباد او آآ المتصوفة او الزهاد او حتى بعض العلماء وهذا الشباب يحصل به لبس كبير جدا فان الدعوة الى الله وموعظة الناس ينبغي ان تكون بالوحي اولا ثم قد تفسر ذلك بمقالات او افعال لبعض اهل العلم او اهل العبادة. لكن لا يصح ابدا ان يصدر للناس مقالات هؤلاء على انها محكمة في الباب. وهذا احد اخص الاخطاء التي وقع فيها اه الخطباء والوعاظ والمتكلمين في ابواب التزكية هنا ايضا يا شباب احيانا يذكرون مقالة والله سمعتها كثيرا يقولون آآ ينقلون عن بعض المتعبدة او بعض العلماء انهم قالوا ليس لمبتدع توبة فهذا القول قول اساسا منكر. يعني هو قول خطأ واضح لكن قد يلتمس منه معنى صحيح لكنه بتكلف هذا القول في الاصل خطأ. نحن لسنا مكلفين ان نجتهد في حمل الكلام على احسن وجه. خصوصا اذا كان واضحا في الخطأ. يعني قوله آآ ليس لمبتدع توبة لا شك هو لا يقصد ان المبتدع لا يمكن ان يتابع عليه. لكن تعبيره منكر. التعبير خطأ. ما معنى كلمة ليس لمبتدع توبة؟ هل هل الله وتعالى لا يقبل توبته. الله يقبل توبة كل عبد ما لم يغرغر واضح مهما بلغ من الكفر حتى فرعون الله سبحانه وتعالى عرض عليه التوبة والتزكي عن طريق موسى عليه السلام وبالتالي هذا القول مثلا يا شباب وامثاله من الاقوال آآ هذا قول منكر لا يصح ابدا ان ان يصدر للناس ولا يصح ان يتكلف في التماس الوجه الحسن له آآ قد نقول ان التوبة ان ان التوبة من البدعة ربما تكون صعبة. لكن ان نقول ليس لمبتدع توبة ثم نقصد بعد ذلك ان التوبة تبعد منه فهذا تعبير باطل. لا يصح يا شباب ان ان نأتي الى هذه الاقوال فنعظمها ونجتهد فيها ونجتهد في بها وفهمها والتماس الاوجه لها. كما نجتهد في الوحي لا. انما هذه الاقوال توزن من جهة المعنى ومن جهة اللفظ نرجو ان يكون المقصود واضحا ان شاء الله طيب نرجع يا شباب اه قال رحمه الله طبعا خلاصة ما قاله ابن تيمية هنا ان العبد حتى وان كان على بدعة فاذا عمل بمقتضى ما يعلم واتقى الله سبحانه وتعالى فبقدر ذلك يهديه الله سبحانه وتعالى الى العلم النافع والعمل الصالح قال رحمه الله وكذلك من اعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعا لهواه فان ذلك يورثه الجهل والضلال حتى يعمى قلبه عن الحق الواضح هنا يا شباب الامام رحمه الله يذكر عكس القاعدة الاولى يقول من اعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعا لهواه. ده قيد مهم يا شباب يخرج الله الجاهل والمخطئ والناسي والمقيم يعني ان الانسان قد يعرض عن اتباع الحق لجهله به وقد يعرض عن اتباع الحق آآ خطأ او سهوا او اكراها. واضح؟ لكن المراد هنا من يعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعا لهواه يعني يقدم هواه الشخص يا شباب الذي عنده علم وكثيرا ما يخالف العمل بعلمه فانه يعاقب بان يزيغ قلبه عن الحق. ونعوذ بالله من ذلك يعاقب بان يعمى عن الحق كما قال الله سبحانه وتعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق الله سبحانه وتعالى يصرفهم عن الحق. وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس وتر الحق ان يعمى عنه يكون اعمى عنه. وذلك باحتقاره للناس او بانتقاصه للناس او يكون قرين قرينا معه انتقاصه للناس. واضح يا شباب قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. واضح ان الجزاء من جنس العمل. والله لا يهدي القوم الفاسقين كله يا شباب من ذكر الله انه لا يهديهم لابد ان يذكر سببا فيهم ويضل الله الظالمين مثلا ان آآ والله لا يهدي القوم الفاسقين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. لابد ان يكون عند العبد سبب يصرف به عن الخير آآ عن خير الله سبحانه وتعالى قال تعالى قال تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. وقال تعالى واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنون بها. قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون قال رحمه الله وهذا استفهام نفي وانكار اي وما يدريكم انها اذا جاءت لا يؤمنون وانا لنقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة على قراءة من قرأ انها بالكسر. تكون جزما بانها اذا جاءت لا يؤمنون. ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ولهذا قال من قال من السلف. طيب نشرح الاية يا شباب لان هذه الاية آآ وقع فيها خلاف كبير جدا وله تعلق بمسألة عقدية آآ لكننا الان نحاول فقط ان نبين موضع الشاهد منها. هذه الاية يا شباب فيها ان المؤمنين والنبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون الله الايات لماذا؟ يعني رجاء ان يؤمن بها الكفار لان الكفار يا شباب اقسموا بالله جهد ايمانهم لان جاءتهم اية ليؤمنون بها وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لرحمته والمؤمنون لرحمتهم آآ وارادة الخير عندهم. يعني كانوا يسألون الايات حتى يؤمن هؤلاء الله سبحانه وتعالى قال قل انما الايات عند الله. الايات من الله. وما يشعركم وما يدريكم انها اذا جاءت لا يؤمنون وفي قراءة انها اذا جاءت لا يؤمنون وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونظرهم في ونذرهم في طغيانهم يعمهون فهنا آآ طبعا الاية يا شباب سيأتي تفصيلها ان شاء الله في كتاب تفسير ايات اشكلت للامام ابن تيمية وسيأتي الخلاف فيها ان شاء الله لكني فقط ابين وجهها هنا الامام ابن تيمية شباب يرى ان هذه الاية معناها ان من لم يؤمن بعد اتيان الايات اليه فانه قد يعاقب من الله سبحانه وتعالى بان بان يصرف الايمان عنه يعني ان يعمى عن الايمان كأنها معنى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية يقول الله سبحانه وتعالى للمؤمنين ما يشعركم لعل الايات اذا جاءتهم اذا جاءت هؤلاء المشركين لا يؤمنون بها فهم اذا جاءتهم الايات ولم يؤمنوا بها سيعاقبهم الله بان يقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة يعني عند مجيئ تلك الايات لهم لما رفضوا الايمان بتلك الايات وهي واضحة سيعاقبهم الله سبحانه وتعالى ويذرهم في طغيانهم يعمهون. موضع الاشكال هنا يا شباب في كلمة اول مرة هل معناها بسبب كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم او باي نبي يصرفون عن الايمان بالايات امين مراد انهم لما جاءتهم الايات وتركوا الايمان بها صرفهم الله عن الايمان واضح؟ ان شاء الله سيأتي معنا تفصيل ذلك فجماعة من المفسرين يرون ان كلمة اول مرة يعني عند مجيء نبي من الانبياء. وابن تيمية يرى ان ذلك خطأ وانه يمكن للانسان الا يؤمن بالنبي في بداية بعثته. ثم لما يرى الايات منه يؤمن به. وهذا حصل كثيرا. ويمكن ان يؤمن بلا ايات اصلا المهم يا شباب ان موضع الشاهد منها ان هؤلاء عوقبوا بسبب انهم لم يؤمنوا اول مرة صرف الله قلوبهم عن الايمان وقلب افئدتهم وابصارهم. فموضع الشاهد هنا ان من ترك اتباع الحق الذي يعلمه فانه آآ يورثه ذلك الجهل والضلال وعمل قلبي عن الحق. وان شاء الله ياتي تفصيل هذه الاية. طبعا هو قال هنا هذا استفهام نفي وانكار. الاستفهام يا شباب يأتي لاسباب ممكن استفهام يراد منه الاستفهام. وهذا هو المعنى الاصلي. وهو معرفة العلم يمكن ان يكون الاستفهام مثلا للنفي مثلا آآ يعني احنا عندنا الاساليب يا شباب بشكل عام عشان نفهم الفكرة. في عندنا اسلوب آآ اثبات اللي هو مسلا الله خالق كل شيء. هذا اثبات. خبر. وفيه نفي مثلا لم يكن له كفوا احد. وفي عندي اسلوب اسلوب التعجب مثلا فما اصبرهم على النار. وفي اسلوب اسمه اسلوب استفهام. مثلا هل من خالق غير الله واضح يا شباب فهذه اسمها اساليب في اساليب في اللغة العربية. الاستفهام بقى يا شباب احيانا يراد منه طلب المعرفة وطلب الفهم فالانسان اذا كان جاهلا عن شيء فيسأل واضح؟ لكن احيانا يكون هذا الاستفهام لغاية اخرى غير طلب الفهم يمكن ان يكون للانكار مثلا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين يعني لا تكره الناس ويمكن ان يكون للتقرير يا شباب الست بربكم اليس الله بكاف عبده؟ يعني كأنك تحمل المخاطب على الاقرار يمكن جه يا شباب كمان ان يكون للتوبيخ مثلا اتدعون بعلا لما النبي من الانبياء يقول للناس اتدعون بعلا يعني تتركون آآ عبادة الله وتدعون بعلا. اإفكا الهة دون الله تريدون؟ مسلا يا شباب واضح؟ وقد يكون مثلا للتعجب كيف تكفرون بالله اه مثلا قد يكون للتذكير اه الم اقل لكم اه اني اعلم غيب السماوات الى غير ذلك من المراد بالايه يا شباب بالاستفهام واضح؟ فهو هنا يريد ان يقول هذا استفهام نفي وانكار اللي هو وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون واضح هذا استفهام للنفي والانكار. يعني لا تلتمس الايات لهؤلاء. لانهم يضرون بها. لانهم اذا ولم يؤمنوا بها عوقبوا بان يصرفوا عن الحق اه طيب لا نريد ان نطيل اكثر من ذلك نكمل يا شباب نحن في صفحة ثلاثمائة قال رحمه الله ولهذا قال من قال من السلف كسعيد ابن جبير وغيره ان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها. وان من عقوبة السيئة بعدها وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. واياكم والكذب فان الكذب يهدي يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار. ولا يزال الرجل ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الصدق اصل يستلزم البر. طبعا آآ كل ما كل ما ذكره ابن تيمية هنا يا شباب هو استدلال للقاعدة واضح يا شباب وهي ان الحسنة تأتي بحسنة بعدها آآ وان السيئة تأتي بسيئة بعدها ده كان استطراب على القاعدة التي ذكرها فمن عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم. طبعا يا شباب وانت شغال في الكتاب تحاول تعمل خطوط على هذه القواعد. احنا اخدنا هنا قاعدتين القاعدة الاولى فمن عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم دي صفحة متين تمانية وتسعين والقاعدة المقابلة لها وكذلك من اعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعا لهواه فان ذلك يورثه الجهل والضلالة حتى يعمى قلبه عن الحق الواضح يا شباب لما اخذنا هذه هذه الكتب اردنا ان لا ان نعرف ما فيها من العلم وانما يعني ليس المراد هنا ان نعرف النتائج التي وصل اليها الامام ابن تيمية. هذه يا شباب اخر الفوائد التي نريدها وان كانت عظيمة. لكننا اريد ان نفيد منها. نعرف منهجه في الاستدلال منهجه في عرض الاقوال كيف يجمع الادلة في الباب كيف يصورها آآ كذلك آآ كيف يستدل لما اه يريد ان يبينه كيف يناقش ما يخالفه كيف يجيب عن الاعتراضات كيف يفسر الايات كيف يشرح الاحاديث فسؤال كيف ولماذا عندنا هو اهم من سؤال ماذا واضح؟ فمن هنا يا شباب هذه الفوائد ينبغي ان ان ان تهتم بها وينبغي ان تقيدها. واحنا طبعا كنا اخذنا واجبات ان كل كتاب ننهيه آآ لابد ان اقرأه مرة ثانية وتستخرج الفوائد والقواعد والاحاديث التي شرحها والايات والكلمات الجميلة آآ ومنهجه في الاستدلال والاشخاص الذين تكلم عنهم والفرق التي تكلم عنها. هذا هو الاستقراء يا شباب. ليس الاستقراء هو ان نفهم الكلام وان نعرف المعلومة فقط لانك انت لما لما بتقتصر فقط على فهم المعلومة فانت خسرت اعظم ما في تراث الائمة المحققين. اعظم ما في تراثهم يا شباب آآ ما ما كانوا عليه من الايمان والتقوى والاجتهاد وطلب الحق والامر الثاني هو منهجهم في آآ تصوير المسألة وجمع الادلة وجمع الاقوال والنظر في الادلة والاستدلال والمناقشة وكشف الاعتراضات هذا هو اعظم ما في منهجهم ليست مجرد المعلومة طيب قال رحمه الله صفحة تلتمية وواحد فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الصدق اصل يستلزم البر وان الكذب يستلزم الفجور. وقد قال تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار في جحيم طبعا ذكر هذا النص يبين ايه؟ مقابلة وصف الفجور للبر واضح ان هذا آآ اهل الجنة وهذا اهل الجحيم طيب قال رحمه الله ولهذا كان بعض المشائخ هي مكتوب المشائخ لكن هي من ناحية اللغة اظن ان هي خطأ. الصواب اللي هي المشايخ ولهذا كان بعض المشايخ اذا امر بعض متبعيه بالتوبة واحب الا ينفره ويتعب قلبه امره بالصدق ولهذا يكثر في كلامي مشائخ الدين وائمة اه وائمته ذكر الصدق والاخلاص حتى يقولوا قل اه قل لمن لا قل لمن لا يصدق لا يتبعنا طبعا كلمة المشايخ هنا بيعبر بها عن الصوفية يا شباب. مشهورة جدا يعني اه احيانا يقصد بها العباد آآ ويقول الصدق سيف الله في الارض كل الاقوال دي يا شباب مروية يعني تجدوها مثلا مروية عن يوسف بن اسباط مروية مثلا عن الداراني عن ابن خفيف عن ذي النون المصري عن بعض من لهم يعني كلام في تزكية النفس او العبادة يصدر منهم احيانا كلام جميل آآ وان كانوا يعبرون عنه بالفاظ بعيدة عن الوحي لكن ينبغي ان يعني آآ نكون منصفين فاذا قالوا يا من قصدوا به معنى حسنا ودل على هذا المعنى الشرع فانه يقبل المعنى لكن لا تصير هذه المقالات شائعة بين الناس وانما الذي يصدر للناس هو الوحي. يعني يا شباب ان اعجبك قول من اقوال اهل العلم او العباد هذا حسن. ولا ينبغي ابدا ان تبخسه حقه. لكن الذي لا ينبغي هو ان تكون هذه المقالات معظمة في نفسك او في نفوس الناس او مبثوثة بين الناس كما يبث الوحي ويقول الصدق سيف الله في الارض وما وضع على شيء الا قطعه. ويقول يوسف بن اسباط وغيره وغيره ما صدق الله عبد الا صنع له وامثال هذا كثير لاحظ ان ابن تيمية رحمه الله ذكي شباب جدا آآ ورحيم كذلك في الاستدلال فانه يذكر مقالات في كل كتاب مناسبة لمن يناقشهم فهذا الكتاب اكثر من يناقش فيه ابن تيمية يناقش فيه المتعبدة او الصوفية الذين لهم مقالات خطأ او افعال خطأ في باب التعبد واعمال القلوب والاستقامة والاخلاق ولذلك من ذكائه ورحمته وقوة استدلاله انه آآ بعدما ذكر الوحي لاحظوا ان هو ذكر الوحي هو المحكم هو الاساس يعني يذكر مقالات عن بعض المشايخ المشايخ هي مشهورة عند الناس ومعروفة من باب الانصاف هؤلاء قالوا مقالات حق فينصفون فيها. كذلك من باب التقريب. يعني كانه يعني يصنع جسرا مع المخالف. يقول له انا كذلك اعجب اقوال هؤلاء وكذلك هي من قوة الاستدلال وبيان ان هذا المعنى لا يخص هؤلاء المتصوفة آآ وانما آآ اقصد لا يخص اهل السنة وانما اللي هو معنى الصدق مثلا. هو الان يتكلم عن الصدق يا شباب. فيريد ان يبين ان هذا المعنى ليس خاصا باهل السنة. وانما كذلك بعض المشايخ من المتصوفة او العباد كانوا يركزون على معنى الصدق طيب اه بعض المعلقين كاتب العلم تصور العلم تصور وعمل يعني في الشريعة لا يمدح العلم لمجرد التصور الصحيح كل نص مدح فيه العلم والعلماء لم يمدحوا بمجرد المعرفة بل لم يرد العلم الذي هو مجرد المعرفة الا على وجه الانكار. كما قال الله سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. وقال الله سبحانه وتعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وقال موسى لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر فهذا العلم الذي هو مجرد المعرفة فقط لا يذكر الا مذموما. كما قال الله سبحانه وتعالى واتل الذي واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتى الشيطان فكان من الغاوين انما العلم المحمود في الشريعة هو تصور وعمل. عمل بمقتضى هذا العلم كما في قوله مثلا انما يخشى الله من عباده العلماء كما في قوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين خيركم من تعلم القرآن وعلمه كل هذه نصوص التي مدح فيها العلم لا يقصد فيه مجرد التصور طيب نرجع يا شباب احنا وصلنا لصفحة تلتمية وتلاتة. الان يا شباب الامام سيدخل في آآ الحديث عن بعض آآ اعمال القلوب الباطنة. يتكلم عن الصدق والاخلاص. صفحة تلتمية وتلاتة يا شباب قال رحمه الله والصدق والاخلاص هما في الحقيقة تحقيق الايمان والاسلام اه الاخت كتبت ان هي تقصد آآ ان احنا ذكرنا في في الاستقراء التصور يعني اه فهمت انا انا ظننت انك انت تقصدين العلم اه يعني تعريف العلم ان هو مجرد التصور. طيب لكن عموما هي فائدة يعني والصدق والاخلاص هما في الحقيقة تحقيق الايمان والاسلام فان المظهرين الاسلام ينقسمون الى مؤمن ومنافق والفارق بين المؤمن والمنافق هو الصدق اساس النفاق الذي ينبني عليه فاساس النفاق الذي ينبني عليه هو الكذب ولهذا اذا ذكر الله حقيقة الايمان نعته بالصدق. كلمة حقيقة الايمان يعني الايمان الصحيح يا شباب. او الايمان الكامل. تأتي هكذا وتأتي هكذا في قوله قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم. انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون هنا يا شباب الامام يريد ان يبين ان اخص صفة للمؤمن هي الصدق وان اخص صفة للنفاق هي الكذب وكل صفات المؤمن هي منبعثة من الصدق من صدق ايمانه. وكل صفات المنافق تأتي من الكذب. سواء بقى الرياء او حب الدنيا او اي صفة من هذه الصفات للمنافق او اذا عاهد غدر او اذا خاصم فجر كل هذا منبعث من الكذب هذه الاية يا شباب اللي هي قالت الاعراب امنا سيأتي تفصيلها ان شاء الله. لكن وجه الشاهد منها ان هؤلاء الاعراب الذين جاءوا يمنون باسلامهم على النبي وسلم لم يكن معهم ايمان كامل فقط هم مسلمون معهم اصل الايمان. لكن لم يدخل او لما يدخل الايمان في قلوبهم لانهم ليس لهم من الاعمال من الجهاد والصدق وطمأنينة القلب والصدقة ما ما للصحابة الكرام. وان كان وقع خلاف في هذه الاية هل هؤلاء الاعراب المذكورون كانوا منافقين يعني مظهرين للاسلام مبطنين للكفر. هذا قول بعض اهل العلم لكن القول الاشهر والاصح ان هؤلاء وهو الذي دلت عليه الايات ان هؤلاء الاعراب كان معهم ايمان صحيح لكنهم كانوا الايمان واضح لان هناك ادلة كثيرة تثبت ذلك ان شاء الله ياتي الكلام عنها مفصلا في كتاب الايمان الاوسط وقال تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. طبعا عن وجه الشاهد في هذه الاية والتي قبلها انه وصف هؤلاء هم الصادقون. يعني ايه الصادقون يا شباب؟ هم الذين صدقت اعمالهم اقوالهم. هم يعني المدعون للايمان يا شباب منهم الصادق ومنهم الكاذب الذي تصدق اعماله اقواله هو الصادق اه لذلك الله سبحانه وتعالى دائما بعدما يذكر اعمال الخير يقول ايه؟ اولئك هم الصادقون. اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. يعني ليس المراد بالصدق هنا فقط تصديق النبي صلى الله عليه وسلم او تصديق القرآن. وانما العمل بمقتضاه العمل يسمى تصديقا ايضا. كما قال الله لابراهيم قد صدقت الرؤيا وفي اية البر المذكورة في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم الى اخر الاية قال اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. صدقوا يعني صدق اعمالهم اقوالهم واخبر ان الصادقين في دعوى الايمان هم المؤمنون الذين لم يتعقب ايمانهم ريبة وجاهدوا في سبيله باموالهم وانفسهم وذلك ان هذا هو العهد المأخوذ على الاولين والاخرين كما قال تعالى واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم تؤمن النبي ولتنصرنه. قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين يعني كل مؤمن يا شباب يعلن الايمان لابد ان يبتلى آآ واي اختبر بشيء يبين صدقه. احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون؟ ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ولا يعلمن الكاذبين يعني اه العمل هو الذي يصدق ذلك قال ابن عباس قال ابن عباس ما بعث الله نبيا الا اخذ عليه الميثاق قال ان بعث محمد وهم احياء ليؤمنون به ولينصرنه وامره ان يأخذ الميثاق على ليؤمنن به ولينصرنه. وقال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب. ان الله قوي عزيز وذكر سبحانه انه انزل الكتاب والميزان وانه انزل الحديد لاجل القيام بالقسط وليعلم الله من ينصره ورسله طبعا سبق شباب التعليق على ليعلم كلمة ليعلم هنا تعليل وليعلم هنا ليس المراد منها طبعا اختلف فيها المفسرون خلافا كبيرا وكان الخلاف مبنيا على فكرة ان العلم اه هو اه العلم بعد الجهل او طلب معرفة ما لم يعلم هذا ليس صحيحا يا شباب لان العلم علمان. علم بالشيء مقدرا وعلم بالشيء واقعا. يعني مثلا يا شباب انا اعلم ان فلانا من الناس سيموت لكن هل هو مات؟ لأ هذا علم بالشيء مقدرا. طب اذا مات بالفعل وعلمت موته فهذا علم بالشيء واقعا الله سبحانه وتعالى لا يحاسبنا على ما علم اننا سنعمل. وانما يحاسبنا على ما عملنا. لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وقول الله سبحانه وتعالى في ايات كثيرة ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم. او وليعلم الله من ينصره ورسله. واضح؟ ايات كثيرة جدا يأتي فيها ان الله آآ فعل ذلك ليعلم او حتى يعلم او فينظر كيف تعملون كل هذا يا شباب ليس معناه آآ ان الله سبحانه وتعالى سيعلم ذلك بعدما كان لا يعلمه. فالله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم الله سبحانه وتعالى علم كل شيء قبل ان يخلقه. وكتب كل شيء قبل ان يخلقه. ولكن المراد هنا ان يعلم ذلك واقعا بعدما علمه مقدرا يعني ليعلم الله الايمان منكم حاصلا او ليعلم الله النفاق منكم حاصلا وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا. يعني هو يعلم من سينافق ومن سيؤمن لكنه بعد نفاقهم علم ذلك العلم الذي يجازيهم به. واضح يا شباب وان شاء الله يأتي معنا تفصيل ذلك في الحديث عن صفة العلم في آآ باب الاسماء والصفات او كذلك في باب القدر خلاصة هذه الاية يا شباب ليعلم يعني ليعلم الله ذلك منهم واقعا يجزيهم عليه اه قال رحمه الله ولهذا كان قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر. وكفى بربك هاديا ونصيرا والكتاب والحديد وان اشترك هنا استطراد يا شباب. احيانا الامام يا شباب يكون عنده اصل يذكر بعض الادلة على هذا الاصل ثم يبين شيئا من فوائد او من شرح تلك الادلة ثم يعود الى الفكرة الرئيسة قال والحديد والكتاب والحديد وان اشترك في الانزال فلا يمنع ان يكون احدهما نزلا من حيث لم ينزل الاخر حيث نزل نزل الكتاب من الله كما قال تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. وقال تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وقال تعالى وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم والحديد انزل من الجبال التي يخلق فيها. وكذلك وصف الصادقين يعني ده استطراد فقط يا شباب. لبيان ان اه ان كان الحديد ان كان اقصد ان الكتاب لقد ارسلنا روسنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد. يعني الحديد ينزل انزله الله والكتاب ينزل انزله الله هنا فقط الامام ابن تيمية بين ان الكتاب ينزل من عند الله لكن الحديد ينزل من الجبال التي هو فيها قال وكذلك وصف الصادقين في دعوى البر الذي هو جماع الايمان في قوله ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة الملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وبنى السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون باعهدهم اذا عهدوا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. يعني وصف هؤلاء يا شباب الذين يقومون بتلك الاعمال اولئك الذين صدقوا. يعني هذا هو ايه؟ هو هو معنى الصدق نلاحظ يا شباب ان الامام ابن تيمية رحمه الله يعني عنده غزارة في الاستدلال بالوحي لكن ليست العبرة عند ابن تيمية في كثرة الادلة وانما في انتقاء الادلة ليس العبرة بكثرة الرمي وانما بالاصابة. فربما كان نص واحد حجة في بابه وواضح في الدلالة وصريح من جهة الثبوت وربما يأتي شخص بمائة نص وهي لا تفيد موضع الدلالة او لا تكون صحيحة اذا يا شباب هذا فيه فائدتان الاولى ان يكون المرد في الاستدلال الى الوحي ثانيا انتقاء اقوى الادلة من جهة الثبوت ومن جهة الدلالة على المعنى المستدل عليه قال رحمه الله واما المنافقون فوصفهم سبحانه بالكذب في ايات متعددة كقوله تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون آآ ايضا هنا بيان صفة الكذب يا شباب. طبعا ابن تيمية يستدل الفكرة. لو تفتكروا يا شباب احنا بدأنا آآ في صفحة تلتمية وتلاتة عن عن امر وهو بيان ان الصدق التصديق بالقول والعمل هو اخص صفات المؤمنين وان الكذب في القول او العمل هو اخص صفات المنافقين. ابن تيمية يستدل هذه الفكرة آآ وقال تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون وقوله تعالى فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ونحو ذلك ونحو ذلك في القرآن كثير ومما ينبغي ان يعرف ومما ينبغي ان يعرف ان الصدق والتصديق يكون في الاقوال والاعمال. دي يا شباب فائدة. يعني دي لما احنا نصنفها نصنفها في باب الفوائد وهي ان الصدق والتصديق يكون في الاقوال وفي الاعمال ومما ومما ينبغي ان يعرف ان الصدق والتصديق يكون في الاقوال والاعمال. كقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح كتب على ابن ادم حظ آآ حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة. فالعينان تزنيان وزناهما النظر والاذنان تزنيان وزناهما السمع واليدان تزن تزنيان وزناهما البطش تزنيان وزناهما المشي. والقلب يتمنى ويشتهي والفرج يصدق ذلك او يكذبه يعني هذا دليل يا شباب على ان آآ العمل كذلك يصدق. كما قال الله سبحانه وتعالى قد صدقت الرؤيا. وقال تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لما جاهدوا في سبيل الله واضح منهم من قضى نحبه ومنهم من ايه؟ ينتظر. وكذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي بين انه سيقوم بالاعمال الواجبة في الدين. قال افلح ان صدق وكذلك في قول الله في المؤمنين الذين استقاموا على العبادة او على الايمان اولئك الذين صدقوه ويقالوا نرجع تاني للكلام يا شباب صفحة تلتمية وستة ويقالوا حملوا على العدو حملة صادقة. اذا كانت ارادتهم للقتال ثابتة جازمة قال فلان صادق الحب والمودة ونحو ذلك ولهذا يريدون بالصادق الصادق في ارادته وقصده وطلبه وهو الصادق في عمله ويريدون الصادق ويردون الصادق في خبره وكلامه. والمنافق ضد ضد المؤمن الصادق وهو الذي يكون كاذبا في خبره او كاذبا في عمله كالمرائي بعمله. واضح يا شباب آآ الامام هنا يريد ان يقول ان الصدق هو اخص صفات المؤمن وان الكذب اخص صفات المنافق. والكذب منه كذب في القول وكذب في العمل. كما ان الصدق في القول وفي العمل. كذلك الصدق يا شباب والكذب الارادة يعني الانسان مثلا ربما آآ يعزم على امر ويزعم انه يريده واضح فتختبر ارادته بان يمكن من ذلك العمل الله سبحانه وتعالى مثلا آآ بين آآ ان بعض المنافقين ضعاف الايمان لما عزم او اراد زعم انه ان وسع عليه في المال فانه سيكون عبدا صالحا ويتصدق بماله منهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. فالله سبحانه وتعالى بين انه كاذب في الارادة مثلا في قول الله سبحانه وتعالى الم تر للذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لان اخرجتم لنخرجن معكم ولنطيع فيكم احدا ابدا. وان قتلتم لننصرنكم والله يشهد ان والله يشهد انه انهم لكاذبون لان اخرجوا لا يخرجون معهم ولان قتلوا لا ينصرونهم ولان نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون. فهؤلاء كاذبون في الارادة. زعموا انهم ينصرون آآ اخوانهم آآ من اهل الكتاب آآ ان اخرجوا يعني او ان يعني ان آآ حوربوا ومع ذلك كانوا كاذبين في ارادتهم آآ يا شباب الفائدة هنا ان الارادة توصف بالصدق وتوصف بالكذب. مسلا بالصدق كما قال تعالى قال الله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه طيب الان يذكر ابن تيمية مثالا لكذب الاعمال قال تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادع واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء واما الاخلاص لله فهو حقيقة الاسلام دخل الان يا شباب بعدما تكلم عن الصدق سيتكلم عن الاخلاص واما الاخلاص لله فهو حقيقة الاسلام اذ الاسلام هو الاستسلام لله لا لغيره. كما قال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء ومتشاكسون ورجلا وسلما لرجل هل يستويان مثلا؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون فمن لم يستسلم لله فقد استكبر. ومن استسلم له ولغيره فقد اشرك وكل من الكبر والشرك ضد الاسلام. والاسلام ضد ضد الكبر والشرك ويستعمل لازما ومتعديا. يعني كلمة اسلم اه تستعمل لازمة ومتعدية الارادة توصف بعض الشباب معلق. الارادة ايضا توصف بقصد العمل او عدمه. ان هم بها او لم يهم. او لم يهم. نعم قد يقصد بها النية وقد يقصد بها العزم وقد يقصد بها الهم لكن العزم والنية والهم كل هذا اما ان يكون صادقا واما ان يكون كاذبا هنا الامام يا شباب يبين ان الاخلاص هو ان ان اسلام الوجه الى الله تبارك وتعالى ثم بين ان الذي يناقض ذلك الاخلاص امران. الاول الكبر وهم الذين يمتنعون او يستنكفون عن عبادة الله. والثاني هو الشرك الذين يعبدون الله ويعبدون غيره. ثم بين ان لفظ اسلم يستعمل لازما ومتعديا. لازما يعني لا يحتاج شباب الى مفعول به مثلا ومتعديا يعني يحتاج مثلا اللازم قال الله تعالى اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين. خلاص اسلم يبقى هذه لا تحتاج مفعول به لكن بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون واحيانا يقولون اسلم وجهه يبقى كده احتاج ايه؟ مفعول به. اسلم الرجل وجهه. واحيانا نقول اسلم الرجل وخلاص ولهذا كان عنوان صفحة تلتمية وتمانية شباب. ولهذا كان عنوان الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وهي متضمنة عبادة الله وحده. وترك عبادة ما سواه وهو الاسلام العام الذي لا يقبل الله من احد من الاولين والاخرين دينا سواه. كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ان الدين عند الله الاسلام يعني يعني يا شباب كله آآ نبي من الانبياء جاء بشريعة الاسلام. الذي هو المعنى العام للاسلام الا يعبد الا الله والا يعبد الا بما شرع ثم يأتي الاسلام ايضا بمعنى الاسلام الخاص الذي هو دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم لاحظوا يا شباب ان الافكار تتكرر معنا في هذه الكتب وهذا هو الغرض من استقراء كتب الامام او كتب العلم في باب واحد على نسق واحد يعني يا شباب نحن الان تلاحظ ان في افكار كثيرة جدا تتكرر. او يحصل فيها عمق او كثرة ادلة. او يظهر فيها اشكالات ونعرف حل الاشكالات هذا هو الغرض يا شباب من ان نجعل قراءة كتب الائمة على نسق واحد. يعني ان نأخذ مثلا تراث الامام ابن تيمية في باب آآ العبادة وتزكية النفس والاخلاق والسلوك. آآ كل كتاب بعد الاخر لماذا يا شباب حتى تتكرر معك المعلومة فتثبت وحتى تعرف ادلة اكثر وحتى تعرف اوجها اكثر وحتى تعرف المسائل التي فرع بعضها عن بعض هذا في رأيي افضل من ان يقرأ في كل باب كتاب واحد لكن الشخص الذي يريد الثقافة فقط الاولى له ليس ان يسير على هذه الطريقة التي نفعلها. الذي يطلب الثقافة فقط الاولى ان يأخذ في كل باب آآ اهم كتاب او اوسع كتاب اما من يريد الاستقراء لمعرفة كيف كانوا يستدلون وكيف كانوا آآ يبحثون وكيف كانوا يجمعون الادلة وكيف كانوا يناقشون فهذا لا يكفيه في الباب كتاب واحد طيب يا شباب آآ نكمل صفحة تلتمية وتمانية آآ وهذا الذي ذكرناه مما يبين ان اصل الدين في الحقيقة هي الامور الباطنة. ده كانه يا شباب نتيجة كل الاستطرادات التي سبقت الكلام عن الصدق والاخلاص يريد ان يبين ان اساس الدين وان اصل الدين هو الامور الباطنة وان الاعمال الظاهرة ناتجة عنها. وانها لا تنفع بدونها قال رحمه الله ان الاعمال الظاهرة لا تنفع بدونها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه احمد في مسنده الاسلام علانية والايمان في القلب هذا الحديث يا شباب ضعيف لا يثبت وتفرد به علي بن مسعدة عن قتادة وهو نفس آآ التفرد الذي تفرده علي ابن مسعدة عن قتادة في حديث كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. وهذا حديث ايضا منكر انكره جماعة من اهل العلم. وان كان معناه جيد طبعا ان كل بني ادم لابد ان يظلم نفسه ان خير هؤلاء هم الذين يسارعون في التوبة. فالمعنى جيد وحسن لكن آآ ربما يكون المعنى الذي تفرد به الحديث هو كلمة خطاء التي تفيد كثرة الخطأ وان كان هذا ايضا يمكن ان يكون له شواهد. المهم ان آآ هذا الحديث الذي هو الاسلام علانية والايمان في القلب حديث من جهة الاسناد لا يثبت قال ولهذا وابن تيمية هنا لم يستدل بها شباب يعني لم يؤسس عليه المعنى ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن النعمان ابن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى. يوشك ان يواقعه. الا وان لكل ملك حمى. الا وان حمى الله محارمه الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. كأن النبي صلى الله عليه وسلم هنا يا شباب اه ضرب مثلا للبدن بالقلب. او ضرب مثلا للقلب بالبدن او للدين مثلا الجسد جسد الانسان اذا مات قلبه او مرض فان الجسد آآ كله يمرض او يموت كذلك اعمال القلوب اذا كانت صحيحة فانها تبث وتبعث الايمان والعمل الصالح في سائر الجسد طيب قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال القلب ملك والاعضاء جنود فاذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث الملك خبث جنوده تقريبا كده يعني اه ممكن نقف هنا عشان لا حتى لا نكثر على على الشباب وغدا ان شاء الله نكمل من صفحة ثلاثمائة واحدى عشر آآ في الحديث عن آآ الاعمال الباطنة كالمحبة والاخلاص والتوكل وبيان بعض الاعمال غير المشروعة التي يتعبد بها كالحزن مثلا وغيره احنا ممكن ان شاء الله يا شباب نكتفي على هذا القدر حتى لا نطيل على الشباب وغدا ربما يكون عندنا ساعتان ان شاء الله آآ حتى ننجز الكتاب لان الكتاب كبير. غير الكتب السابقة. الكتب السابقة كانت قصيرة لكن هذا الكتاب كبير يشبه كتاب العبودية جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم واحسن الله اليكم واطلب من الاخوة الكرام ان آآ يعيدوا قراءة الكتب ولا يكسلوا عنها حتى لا يضطروا بعد ذلك الى مراجعتها مراجعة اه اولية يعني لذلك يا شباب احب منكم ان تعيدوا قراءة كل كتاب واستخراج الفوائد والقواعد والايات التي فسرها والاحاديث التي شرحها هذا آآ هذا هو المقصود الاصلي يا شباب. اما ان نقرأ الكتاب وان نتركه فهذا لا يبقى معك ولا يستمر معك. فان المراجعة والضبط والكتابة مهم جدا. انت الان سمعت وقرأت. بقي عليك ان تكتب باقي عليك ان تكتب وان تصنف كل معلومة في مكانها هذه نصيحة نصيحتي المهمة لكم. لو سمحتم لا لا تجعلوا الكتب في المكتبة على الرفوف كل وقت عندك يكون فيه فراغ راجع الكتب انت الى الان في الحديث اخذنا كتابين مع مقدمات مهمة وفي تراث الامام ابن تيمية اخذنا هذا هو الكتاب السادس. الكتب بعد كده هتتكوم عليه يعني يعني ايه عارف المثال اللي هو لا تؤجل عمل يومي الى الغد ميزته ايه؟ ان العمل بيكون خفيف. لكن لو اجلته الى الغد سيكثر عليك لذلك نصيحتي يا شباب لا تؤجل عمل اليوم الى الغد. ابدأ من الان في كل كتاب اخذته حاول ان آآ تقرأه وان تصنف فوائده وان تكتب ذلك بيديك هذا احرى ان تبقى معك تلك المعلومات ان شاء الله الى ما شاء الله وتبقى تنفع الناس بها وتبقى مستحضرا لها تجد نفسك مستحضرا لها. اما ان تعرف المعلومة وان تتركها دون ان تثبتها ودون ان تعرف ادلتها ودون ان تحفظ ادلتها. ودون ان تصنفها في مكانها فهذا نفع قليل اسأل الله سبحانه وتعالى العلم النافع والعمل الصالح. وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله. موعدنا غدا ان شاء الله في نفس المعاد