السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مفترق الطرق في طريق الاهداف تكلمنا في الحلقة السابقة عن انواع الناس من حيث المطالب ومن حيث السعي. قلنا ان من الناس من هو تافه المطلب. تافه العزم. انسان يعيش لشكله للبسه لمظهره لبيته لسيارته. قال النبي صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ان تعس عبد القطيف والخميصة. ناس تحولت معهم الكماليات او التوافه الى اهداف عظيمة يعيشون لها ويحرصون عليها ويخططون لها وبوجودها يفرحون وبعدمها يسخطون. او انسان اخر مكبر دماغه عايش في الطراوة زي ما احنا آآ يفعل كل ما يشتهي كل شيء يشتهيه ويقدر عليه يفعله. النموذج الاخر من يريد ان يغير نفسه للافضل يطلب معالي الامور هذا الصنف عنده اهداف. والهدف اما فعل واما ترك. اما شيء تريد ان تضيفه الى الى برنامجك الى يومك او شيء تريد ان تتخلص منه وان تخرجه من حياتك. يكون هذا من اقل تفاصيل يوم الى اعظم الامور التي تطلبها. يبدأ ذلك من غسل الاسنان او من ترتيب السرير مثلا او من تنظيف المكان. او من المحافظة على النوافل او صلاة الجماعة او ممارسة بعض آآ الرياضة الى عظائهم الامور كتعلم القرآن وتعلم العلم الشرعي والتميز في آآ الدراسة وآآ اصلاح الابناء او اصلاح الاسرة او اه مشروع تساعد به المحتاجين وغير ذلك من المطالب العالية حينما يبدأ الانسان في طريق هدفه يبدأ معه الهدف برغبة ومحبة وارادة يحصل معه تفكير. هذه الخاطرة الاولى في المرحلة الثانية يبدأ في السعي او العمل. انسان مثلا يريد ان يتعلم القرآن. بدأ يفكر وبدأ يجيب المصحف ويسمع شريط او يذهب الى شيخ ففخط خطوة. انسان مثلا يريد ان يستخرج فيزا لدولة معينة يريد ان يتم دراسته فيها. او ان يطور من حياته هناك. انسان مثلا يريد ان يتعلم لغة اجنبية ستنفعه في مجال عمله يريد ان يحصل على شهادة اكاديمية يحسن نفسه في عمله. اي مطلب من المطالب. حينما يبدأ الانسان في اي مطلب من المطالب لابد ان تواجهه صعوبات ومشكلات. وهذه المشكلات متنوعة. منها مثلا عدم اكتمال الادوات انسان عايز يتعلم قرآن ما عندوش شيخ. انسان عايز يتعلم لغة ما عندوش مدرس. مدرس انجليزي يعلمه. انسان مسلا يريد ان يمارس رياضة ما عندوش جيم ده نوع من العقبات. عقبة تانية منها عدم وجود الثمرة او عدم تحقق الثمرة. انسان دخل في حمية غزائية وفضل عليها شهر ووزنه سابت. ذهب الى صالة جيم يمارس رياضة ووزنه زي ما هو. او انسان عمل مشروع لمساعدة المحتاجين لكن المحتاجين قابلوا احسانه بالاساءة. او واحد منهم بيطلب آآ المال انه حق مكتسب له. واضح هذه العقبات يحدث بعدها مجموعة من الامور. النفس حينما ترى عقبة في طريق الهدف هيحصل الشعور قرب صعوبة الهدف وطول الطريق هيحصل اخفاق. هيحصل تردد وخوف من الاقدام والاستمرار. هنا بالضبط مفترق الطرق. الصنف الاول من الناس هيحصل عنده زهق. وملل واحباط واستسلام. يبدأ يلوم الناس يلوم الاقدار او يلم نفسه انا اصلا انسان مش ناجح انا اصلا انسان فاشل. واحيانا ينتقل من عمل الى عمل في قول قديم لبعض الحكماء يقول ان الشيطان يرضى من ابن ادم ان ينتقل من خير الى خير اخر بعض الناس بيقول طب ايه المشكلة؟ طب ما كويس انا كنت على خير وانتقلت الى خير. لأ. ليس هذا هو المعنى. المعنى ان الشيطان يريد منك كأن تنتقل من عمل قبل ان تتمه قبل ان تكمل العمل فتدخل في عمل اخر. طب ما ما المشكلة؟ المشكلة انه اريد منك ان تفقد الثقة في نفسك. ان تفقد الثقة في قدرتك على العمل والسعي والانجاز. ان تصل الى استسلام او الاحباط او الملل هو يريد منك ذلك. طب ازاي نفرق بين الحالة دي وبين ان الهدف ده ما كانش مناسب لي؟ ببساطة تباصير على نفسك. اذا كنت تعلم من نفسك انك عندك صبر وجلد في امور كثيرة. لكن هذا الامر بالذات صعب عليك انه ليس مناسبا لقدراتك او مواهبك اذا ليست هذه مشكلة. بل هذا من حسن التفكير وحسن التخطيط وعدم اضاعة الوقت والجهد ما لا ينفع. اما اذا كنت ترى من نفسك ان كل عمل تدخل فيه وتطلبه تتركه وتمل منه وتضعف وعن اكماله يبقى هي دي مشكلتك. انت ضعيف العزم. الصورة الثانية او الحالة الثانية في مفترق الطرق التصميم والثبات والاستمرار. انسان اخفق او لم تتحقق الثمرة معه. او حصل عنده صعوبات في طريق هدفه. يبدأ يفكر يتعرف لماذا اخفقت؟ ما هي اسباب الفشل؟ ويبدأ يبحث عن امثلة المناسبة اضرب مثالا حصل لي في حياتي شخصيا كنت امارس رياضة الكاراتيه وانا عندي تقريبا من من عمر اربع سنوات. وكنت اريد ان اكون بطلا وكنت بتدرب كثير كثير جدا المحافظات اللي كانت دايما بتكسب البطولات عندنا هي الاسكندرية والقاهرة. وانا كنت في محافظة الاسماعيلية كانت قليل جدا ما يفوز منها شخص مركز او اثنين في بطولة الجمهورية بدأت اهتم بالرياضة اه بطولات المنطقة المنطقة يعني عندنا. كنت اجيبها اجيب فيها الاول. هذا كان بالنسبة لي يعني سهلا. لكن ادخل بطولات الجمهورية اخسر. آآ كتير من الشباب اللي كانوا معي اول ما بدأوا يخسروا تركوا اللعبة بالفعل كتير جدا من الشباب اللي كان عندنا في المنطقة بدأوا اه يتعلموا معي الرياضة لكن اول ما كانوا بيخسروا كانوا بيسيبوا اللعبة. حاولت اكمل واصبر. بدأت ابحث انا ليه باخسر؟ اكتشفت ان في اشياء كثيرة جدا عندي نقص منها نقص اللياقة البدنية ضعف القوة كذلك آآ نفسي ضعيف. اول ما المباراة تطول مش قادر اكمل يبقى في عيوب. اكيد فيه عيوب. بدأت احاول ابحث عن العيوب اراقب آآ اللعيبة الكبار واتعلم منهم شيئا فشيئا بدأت آآ مستوايا يكبر جدا بس برضو عند البطولة كنت كتير جدا بخسر. لحد ما جاءت تصفيات لبطولة فرنسا المفتوحة كانت سنة الفين. انا طبعا خسرت في بطولة الجمهورية المفروض ما ادخلش التصفيات لكني رحت استأذنت المدرب ممكن ادخل قال لي ادخل ورينا شطارتك. المهم انا بلعب بلعب. بقدر الله كان بيمر المدير الفني للمنتخب. شافني وانا بلعب. سبحان الله! يعني مباراة عادية ما تفهمش. قال لي آآ ندهني قال لي انت اسمك ايه ؟ قلت اسمي كذا. كتب اسمي اول واحد مرشح للبطولة والحمد لله سافرت البطولة. دي بسيطة جدا آآ تبين ان الانسان ما يسارعش بالملل ولا يسارع في الحكم على نفسه بانه فاشل وان هو آآ مش وش نعمة او ان هو مش اهل لتحقيق الاهداف يبحث عن المشكلات والاسباب. واكيد انت عندك امثلة كثيرة جدا في حياتك لهذا الامر امور واجهت فيها صعوبات واخفقت لكنك استعنت بالله. وآآ بقيت في الطريق الى ان وجدت ثمرته باذن الله. المثال الثاني في اكتمال الادب اه قبل قبل ان يكون عمري اتنين وعشرين سنة ما كنتش مهتم بالقرآن نهائي. اه يعني كنت ممكن اقرأ كده كل فين وفين صفحة يعني قبل البطولة او او لما يكون عندي امتحانات. لما بدأت احب القرآن وبدأت آآ يعني اطلب القرآن. آآ ذهبت الى كم واحد من جيراني اللي هم حافظين القرآن قلت يعني اقرأ عليه واسمع عليه. كتير جدا منهم رفض وقال لي والله انا مش فاضي. بعضهم قال ممكن اديك ربع ساعة في اليوم كنت اروح له حافظ ومية مية واختار الوقت المناسب واكلمه بكل توقير واحترام. كان كثير منهم يتحجج وكثير منهم عنده ظروف. لم اكرههم والله والله ولم اخذ منهم موقفا ولم اقل انتم فين؟ انتم انتم سايبيني انا كده انتم ناس مش كويسة لأ. قلت انا هتوكل على الله واحاول اعمل بالمتاح ايه هو المتاح؟ ما كانش فيه انترنت فاشتريت اشرطة للشيخ الحصري رحمه الله وتعلمت منها القرآن. اكيد كان بيقع اخطاء كتيرة. نعم كان بيقع. بس هو ده المتاح ما ان انتهيت من تعلم القرآن او حفظ القرآن هيأ الله لي شيخا متقنا معه الاسانيد العالية شرح الله صدره لي وصار بيننا تعاون في طلب العلم وقرأت عليه القرآن وكمل عندي ما نقص واتم آآ ما لم يكن عندي. اكيد انت عندك امثلة كثيرة جدا ثبت فيها على امور تطلبها واعانك الله سبحانه وتعالى واكتملت معك الادوات شيئا فشيئا العمل بالمتاح. ابدأ الانسان الناجح عامل زي البناء. البناء الجميل او برج العالي ده لم يبدأ هكذا. وانما بدأ شيئا فشيئا. بالعكس انت لو بصيت للبرج ده وهو لسه بيتبني مش هيعجبك. تجد منظره غير مكتمل وناقص. وفي اشياء مش كويسة. لكن بعد ما بيكتمل يصير بناء جميلا مبهرا. كذلك الانسان ناجح. وراءه اخفاقات وفشل. بس لما بيقع ما بيفضلش واقع. بيقوم بينفض هدومه وبيكمل الطريق. ما بيستسلمش ما بيجبش احباط. ما بيقولش الناس مش فاضية لي. الناس اتخلت عني. لأ ما حدش اساسا فاضي لك. لا تنتظر من يشجعك من يعينك. من يرشدك. من يأخذ يديك لا تنتظر من يكافئك. لا تنتظر من يعاقبك. لا تنتظر من يحمسك. كن انت ذلك كله لنفسك. الدنيا مليانة شاغل ما حدش فاضي لك الشخص اللي اللي هتلاقيه اليوم نصحك نصيحة او اعطاك شرارة عزم مش فاضي لك. لابد ان تستعين بالله وان تكون رقيب نفسك طيب الانسان اللي بيسعى في طريق النجاح وبيصبر. بيحدث عنده مجموعة اشياء هي تغييرات جذرية في شخصيته. نركز فيها الامر الاول انه يكتسب ثقة وعزم وقوة وجلد. لان النجاح هو استمرار على العمل. والفشل هو التوقف عن المحاولة. ما دمت تحاول تسعى فانت ناجح. الله يريد ان تسعى قال النبي صلى الله عليه وسلم يأتي النبي يوم القيامة وليس معه احد. نبي مرسل من عند الله ارسله الله بالايات والبينات وعظ قومه بقي فيهم مدة من الزمن يدعوهم ولم يدخل في دينه احد. هل نجح في مهمته؟ نعم. لانه بذل ما يستطيع. سعى ومن اراد الاخرة سعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. اذا النجاح المداومة والفشل التوقف عن المحاولة. هذا اول ما تكتسبه. ثانيا سيكتمل هدفك شيئا فشيئا. وتكتمل شيئا فشيئا. من اتقى الله بالمستطاع اعانه الله على ما لم يكن متوفرا لديه. الامر الثالث وهو عظيم. لا يبقى هدفك هذا فقط هو الذي تعيش عليه. بل ستسعى في تكميل كل جوانب حياتك. الدين الخلق القلب اللياقة الصحة الشكل تطوير المعيشة. بل ستكون بركة على كل من يخالطك الذين يخالطونك سيكتسبون منك قوة وعزما وارادة بكلامك وتشجيعك بل بفعلك مجرد ان يراك ناس سيجدون فيك صورة حية لمن طلب اشياء وحققها وبذل وصبر في سبيلها. فلذلك يجب ان علم يقينا ان النجاح هو البقاء. الاستمرار العزم التصميم. والذين جاهدوا فينا لنهدين هم سبلنا وان الله لمع المحسنين. وان ارادة تتعثر في طريق الخير افضل من زيمة استحكمت في الاستسلام والاحباط والرجوع لذلك كانت هذه الحلقات التي نريد ان نرفع فيها من كفاءة المسلم بشكل عام وكفاءة طالب العلم بشكل خاص كيف تتحول الرغبة الى عزيمة وصبر وجلد وعمل. وهذا هو موضوع الحلقات القادمة ان شاء الله نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا قلبا سليما وعقلا حكيما. اللهم انا نسألك العزيمة في الرشد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبركاته