السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. صباح الورد صباح السعادة منذ صغري وانا آآ احب كثيرا الشخص الذي آآ يحافظ على الصلاة ويضبط اقواله وافعاله بالشرع آآ الذي مثلا اذا سمع شخصا يغتاب ينهاه الشخص الذي تجلس معه يحدثك عن الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصحابة عن قصص الانبياء كنت احب هؤلاء جدا آآ كنت اقدرهم واحترمهم حتى في الوقت الذي لم اكن اصلي فيه آآ فانا بدأت في الصلاة متأخرا اه لكن كان دايما عندي شعور ان هؤلاء وان كانوا قريبين من الله وانهم على طاعة وعلى خير لكن كان عندي شعور دائما ان هؤلاء حياتهم معقدة او كئيبة او لا يمكن ان هو ينطلق في الحياة ويحقق طموحه ويكون له اهدافه ويغير من نفسه كنت اشعر انه على خير. انسان كويس انسان طيب تجلس معه لا تسمع غيبة ولا ولا فحش في القول لكن كان عندي احساس انه انسان مقيد عن الانطلاق في سبل الخير في الواقع انا انسان احب السعادة واحب النجاح واحب ان اطور نفسي آآ كنت قديما آآ اريد ان اكون آآ شخصا آآ مشهورا شخصا ناجحا فكنت اتصور ان الاستقامة ستعطلني عن هذه الانطلاقة الواقع والله يا شباب من اول يوم هداني الله تبارك وتعالى فيه للصلاة وشرح صدري لحب الاستقامة اكتشفت اني كنت في وهم كبير جدا اكتشفت ان ان ما كنت اتصوره عن السعادة وما كنت اطلبه هو مجرد لذة سريعة او فرحة خاطفة. او آآ شهوة عابرة. آآ او متعة آآ يعني لا يعني تنقضي سريعا اكتشفت ان السعادة امر اخر ان السعادة هي الطمأنينة هي السكينة هي فرحة القلب هي راحة البال. آآ هي الفرح بالله اكتشفت كذلك ان هذه الوسائل التي نظنها من السعادة يعني الانسان بيتصور مثلا ان السعادة تكون في الفيلا والسيارة والمرأة الجميلة والاموال والشهرة هذه كلها وسائل للترفيه للهو للمتعة. لكن هذه الوسائل لا تملك اساسا ان تسعد قلبك لان السعادة ملك لله تبارك وتعالى وحده. الله تبارك وتعالى وحده هو الذي يسعد وهو الذي يشقي اكتشفت كذلك ان الاستقامة هي المنبه الذي ينبهني على قيمة العمر وقيمة الصحة وقيمة من حولي من اصدقائي واهلي اكتشفته كذلك ان هذه الاستقامة هي البوصلة التي توجهني للطريق الصحيح ان هذه الاستقامة هي الميزان الذي اعرف به قيمة الاشياء. اعرف في اي شيء افكر؟ وعلى ماذا احرص؟ وعلى اي شيء ان احزن والى شيء الى اي شيء اسعى. وباي شيء افرح وما هو الشيء الذي اسعى لتعويضه ان فاتني؟ وما هو الشيء الذي لا انتبه له ان فاتني كذلك اكتشفت ان هذه الاستقامة هي بركة اليوم وزاده وان اعظم قوة وطاقة وقدرة يعطاها العبد انما تكون بسبب تأديته لواجبات يومه لحق الله تبارك وتعالى عليه اكتشفت كذلك ان السعادة توسع دائرة الطموح. وتوسع دائرة الهدف. بينما كنت انانيا لا افكر الا في نفسي لا افكر الا في ان اكون مشهورا او ان يكون لبسي جميلا او يكون عندي منزل او ان اكون رياضيا كبيرا او لا افكر الا في نفسي اكتشفت ان السعادة اوسع من ذلك بكثير وان السعادة في العطاء وليست في الاخذ وان السعادة تبدأ بان تعرف ماذا عليك من الحقوق. حق الله. حق الوالدين حق الزوجة حق الابناء حق الاسرة حق الجيران. وان تسعى في هذه الحقوق كذلك آآ اكتشفت ان الاستقامة على الدين تدفعني دفعا الى تغيير نفسي للافضل. في كل ميادين الحياة. فبين كما انا كنت افكر في شيء واحد ان اكون رياضيا مشهورا. او ان اكون في منتخب مصر مثلا او اسافر بطولات دولية. هذا كان اقصى طموحي الاستقامة آآ تضعك على الطريق الصحيح تجعلك ناجحا في كل ابواب الحياة. اذا فهمت هذه الاستقامة فهما صحيحا. فبينما انت تفكر في طريق واحد اذا بالاستقامة تدفعك الى كل طريق ممكن للنجاح ان يكون قلبك سليما وان يكون عقلك حكيما. وان يكون لسانك ينطق بالطيب من القول. وان يكون شكلك جميلا وان تكون نظيفا وان تكون قويا وان ان تكون رياضيا وان تكون زوجا صالحا ووالدا صالحا وان تكون عاملا مجتهدا نشيطا تطلب التميز كل يوم وهكذا. فما عطلتني في شيء بل هي التي دفعتني دفعا وهي التي اشعرتني بقيمة الوقت والحياة هي التي كانت تؤزني ازا كلما ضعفت همتي كلما كسلت كلما آآ غلبتني آآ الشهوات هي التي تدفعني دفعا ان اغير من نفسي آآ علمت كذلك ان فرقا كبيرا بين المظاهر الخارجية للسعادة وبين السعادة السعادة الداخلية المظاهر الخارجية تعطيك متعة. تعطيك لذة. تعطيك آآ فرحة مؤقتة. لكنها لا يمكن ان تسعد ما بداخلك. لان ما بداخلك هو طمأنينة وسكينة وراحة وفرح وانشراح صدر. هذا لا يملكه احد الا الله. والله سبحانه وتعالى بين طريقه. ان الله الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. لكن كثير من الناس لم يذق حلاوة الايمان ولم يذق طعم ايمان. فلذلك هو لا يتصور هذا. هذا امر لا يمكن ان ان يتصور او يحكى. هذا امر يعاش. واعظم الناس جهلا من يظن ان رب العالمين تبارك وتعالى يمكن ان يسعد الكفار في الدنيا وان ينعمهم نعيما يرضى به عنهم. وان يشقي اولياءه المؤمنين. هذا من اجهل الناس علما وعملا. ذلك الذي يتصور ان الله لا يتولى الصالحين. وان الله يسعد اهل الكفر والفسوق والعصيان. لذلك بين الله سبحانه وتعالى قال ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون الله سبحانه وتعالى يعطي هذه المظاهر لكل الناس. وما كان عطاء ربك محظورا. كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من ربك وما كان عطاء ربك محظورا. هذا التفضيل في الدنيا هو تفضيل ابتلاء واختبار اما التفضيل في الاخرة فهو تفضيل جزاء. والله سبحانه وتعالى ينعم اهل طاعته اعظم الف الف مرة مما يظهر انه يتنعم به اهل الكفر والفسوق والعصيان. فالذي مظاهر وبين السعادة فيجعل وجودها دليلا على السعادة. ويجعل عدمها دليلا على عدم السعادة شخص جاهل. جاهل شرعا عقلا ووحيا. والله سبحانه وتعالى من اخص المعاني التي ابطلها الربط بين سعادة القلب وبين هذه المظاهر لكن ما معنى ان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر سجن المؤمن لانه محبوس فيها عن هواه عن المحرمات عن شهواته. كما تحبس طفلك عما يضره. طفلك يشتهي اشياء تضره وانت تعلم اعلم انها تضره فهذا المنع ليس حرمانا وانما هو حماية. ففرق بين الحرمان والحماية. فالله تبارك وتعالى يحميك ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم فهذا تطهير وتزكية وتعليم وهداية كذلك الدنيا سجن المؤمن بالنسبة لما ينتظره في الاخرة والمؤمن مع كون الدنيا سجنا في حقه بهذا المعنى لكنه ارجح لذة وفرحا وطمأنينة وسكينة لا يقاس من الكافر. الكافر يعيش في اضطراب يعيش في قلق آآ يفكر في في في كل تفاصيل الحياة لانه لا يعتمد على الله. اما المؤمن فيتوكل على الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه كذلك لا يمكن ان يصاب المؤمن بسبب ايمانه وهذا من الاخطاء المشهورة. يظنون ان معنى يبتلى المؤمن على قدر دينه ان الايمان هو سبب البلاء وهذا معنى باطل. لا يمكن ان تكون الطاعة او الابتلاء سببا في المصيبة. وانما يصاب المؤمن ليطهر ويبتلى ليستخرج منه معاني الصبر والايمان والطاعة والتقوى. انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين اما عن النجاح والطموح اعظم شيء تنجح فيه ما خلقت له. واحاول ان اضرب مثالا هنا. تصور ان رجلا ارسل ابنه الى بلد ليتعلم ويأخذ دكتوراه. مثلا فهذا الولد ذهب الى هذه البلد اه اشتغل بالتجارة وراح للجيم عشان يعني اللي هو صالة الاثقال يبقى رياضي. وتزوج وصار غنيا لكنه لم يأخذ الشهادة التي ارادها منه ابوه هل هذا هذا الشاب حقق ما بعث له؟ لأ هذا بالضبط ما يحصل لكثير من الشباب. يفكر في كل تفاصيل الحياة في شكله. في لبسه في سكنه. في آآ مركبه في ملبسه في مأكله ولا يفكر فيما خلق له اعظم ما ينبغي ان تسعى في تصوره والتخطيط له والنجاح فيه والسعي فيه هو ما خلقت له. اجمع بعده ما شئت من النجاحات في في في شكلك في لبسك في جسمك في عملك في اي شيء. لكن الذي لم ينجح في في الذي خلق له فماذا ربح والذي نجح فيما خلق له فماذا خسر؟ فلذلك لابد ان تعلم ان الله تبارك وتعالى يتولى الصالحين. حتى لو نزل بك بلاء فان الله تبارك وتعالى ينزل لطفه عليك. ما بال المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. فالله سبحانه وتعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون لذلك شباب كل انسان منا يطلب السعادة وعنده طموح من من اعظم الباطل ومن ومن تلبيس الشيطان شياطين الانس والجن وهم منتشرون كثيرون ان يصوروا لك ان الاستقامة هي التي امنعك من السعادة او التي تصدك عن آآ ما ما تطلبه من الطموح. وهذا بالضبط فعل ابليس. ان ابليس طور لادم عليه السلام ان امر الله مصادم لمصلحته. وان مصلحته تتحقق بمعصية الله. هل ادلك على شجرة الخلد وملك الا يبلأ وفي الاية الاخرى آآ ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين. فهو يعمل في اتجاهين. يصور لك ان سعادتك وتحقيق غاياتك لا تكون بالاستقامة. ويصور لك ان الاستقامة اكبر عائق في آآ تطوير نفسك او في للحصول على مطالبك وهذا من فعل الشيطان. الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا واضل ناس من يترك هداية ربه في الوحي ويتبع شياطين الانس والجن نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يسعد قلوبنا وان يصرف قلوبنا الى طاعته وان يرزقنا همة عالية في الخير. اللهم انا نسألك العزيمة على الرشد والثبات في الامر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته