السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. صباح الخير رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام آآ رأوا بمكة كثيرا من المشكلات والمصائب الله سبحانه وتعالى قال مستهم البأساء والضراء وزلزلوا فكان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بحاجة الى التذكير بمن سبقوهم من الصالحين كيف كان حالهم عند البأساء والضراء الله سبحانه وتعالى قص على نبيه صلى الله عليه وسلم قصة ايوب عليه السلام وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان يتذكرها وامره ان يذكر بها الناس. ذكر ابتلاء ايوب عليه السلام ثم قال انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب انا وجدناه صابرا بين الله سبحانه وتعالى ان ايوب في حال الابتلاء كما كان في حال الشدة لم يخرجه البلاء من الطاعة ولم يدخله البلاء في المعصية. انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب. وذلك يبين ان المؤمن ينبغي ان يبقى مستقيما على العمل الصالح وترك المعصية حال الرخاء وحال الشدة. الله سبحانه وتعالى بين في سورة هود حال الانسان قال الله تبارك وتعالى ولئن ادقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤوس كفور ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح ثخور الا الذين عملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة واجر كبير. ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم فلعل كتاركم بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ان يقولوا ان يقولوا لولا انزل عليه كنز او جاه آآ معه ملك انما انت نذير. والله على كل شيء وكيل. بين الله تبارك وتعالى ان الانسان تلهيه النعمة تشغله يفرح بها ينسبها لنفسه ويغتر بها وينشغل بها عن طاعة الله. فاذا اصابه آآ مصيبة او ضراء آآ اوبأس فانه يجزع فانه ييأس. وانه كذلك ينشغل بها يعني يحمله شدة الجزع على الا يفكر الا فيها. فلا يعمل بطاعة الله وربما تدخله في معصية الله. كأن تسخط على القدر وكأن آآ يكفر بالله تبارك وتعالى. وكأن يكفر بالله تبارك وتعالى آآ الله سبحانه وتعالى استثنى من هؤلاء اهل الايمان اهل الصبر الذين عملوا الصالحات. الا الذين صبروا وعملوا الصالحات. بين الله سبحانه وتعالى ان المؤمن يستثنى من هؤلاء. فاذا مسته النعمة علم انها من الله فشكر الله واستعملها في طاعة الله وعمل بشكر الله اعملوا ال داوود شكرا. واذا اصابته مصيبة علم انها من نفسه فاستغفر الله وتاب منها ولم تخرجه هذه المصيبة عن الطاعة ولم تدخله في المعصية هذه كانت مقدمة لقول الله تبارك وتعالى الذي اريد ان اتكلم عنه اليوم الله سبحانه وتعالى في سورة المعارج ذكر آآ كفر المشركين بالاخرة. وانهم يرونها بعيدة. فلا يغفلون لها وبين احوالهم في الاخرة. وانهم في النار. ويعني يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه يعني بين الله حال المجرمين ثم بين ان الانسان في الدنيا ما ما خلقه في الدنيا ان الانسان خلق هلوعا. اذا مسه الشر جزوعا. واذا مسه الخير منوعا. اذا مسه الشر يعني مصيبة يجزع شديد الجزع. يعني ييأس من رحمة الله ويقنط ويسب ويلعن ويسب القدر ويتسخط على قدر الله. واذا جاءه الخير انشغل به عن طاعة الله ونسب الخير الى نفسه وشحت به نفسه. فهذا هو حال الانسان. استثنى الله تبارك وتعالى من كل الناس الذين عندهم هذا الخلق الخلق وهذا عام في الناس. قال الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في اموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ان عذاب ربهم غير مأمون والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم. او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن طغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك في جنات مكرمون. فالله سبحانه وتعالى بين في هذه الاية انك لا يمكن ان تخرج من حالة الجزع. والجزع هنا كثير من الناس يحصره فقط في المصيبة. وهذا ليس دقيقا. الجزع هو اسم كن عام يشمل حال الانسان عند المصيبة وعند النعمة. فهو عند المصيبة يعني يكون شديد الجزع يعني يكون يؤوسا غضوبا يشتم يسب يلعن يدخل في المعاصي ويترك الطاعة. واما في حال النعمة فانه يغتر بها وينسبها لنفسه وينشغل بها عن الطاعة وتشح بها نفسه. يعني يكون شحيح النفس ويحسد غيره. فالله سبحانه وتعالى استثنى من كل هؤلاء اهل الصلاة. اهل الصدقة اهل الزكاة. الذين يحفظون فروجهم. الذين اه يشهدون بالحق لا يشهدون الزور. الذين يؤدون الامانة. الذين يخافون من يوم القيامة. خوفهم من يوم القيامة هو الذي جعلهم في كل الاحوال يبقون على طاعة الله لا يتركون العمل الصالح ولا يدخلون في المعصية. والله سبحانه وتعالى اكد ذلك فقال ان عذاب ربهم غير مأمون. المؤمن لا يمكن ان يكون امنا على حاله بل يبقى خائفا. ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة فلذلك هذا هو حال المؤمن فنحن نمر بمشكلات كثيرة متنوعة يعني نحن اساسا نعيش مشكلات الانسان مبتلى آآ يعيشوا مشكلات مع اسرته مع ابنائه في ضائقة مالية آآ يعيش مشكلات مع مرض عنده او عند حبيب له عيشوا مشكلات في العمل اجتمع مع ذلك انتشار فيروسات يعني آآ شديدة التأثير تغيرت معها احوال كثيرة آآ يعني واكب مع ذلك مسلمون كثيرون يقتلون وآآ يعني يفتنون عن دينهم. وآآ اعاصير ورياح وامطار غزيرة تخلفت كثيرا من آآ المصائب. فلذلك ينبغي ان يتذكر الانسان انه في هذه الدنيا مبتلى. وينبغي بان يجاهد نفسه ان يبقى يعمل لله تبارك وتعالى بالعمل الصالح. والا يحمله البلاء على ان يترك الطاعة. ولا ان يدخل في معصية نسأل الله سبحانه وتعالى ان يصرف قلوبنا الى طاعته وان يثبت قلوبنا وان ينزل علينا صبرا وان يجعلنا من المحتسبين الصابرين شاكرين جزاكم الله خيرا وصباح الخير