السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا صباح الخير احببت ان نصبر انفسنا بكتاب الله تبارك وتعالى ونستهدي به قال الله تبارك وتعالى لتبلون في اموالكم انفسكم ولا تسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور احب ان اقدم في الحديث عن هذه الاية المباركة بمقدمتين الاولى بقول الله تبارك وتعالى صبغة الله ومن احسن من الله صبغة. ونحن له عابدون اريد ان ان تعلم كمسلم انك مصبوغ بصبغة الاسلام وصبغة الاسلام هي علم وعمل. تصور وتصرف يعني كيف تنظر الى الاشياء وكيف تتحرك في هذه الدنيا الاسلام يصبغ المسلم في اه فيما يفكر. وفي طموحه وفي ايراداته وكيف ينظر الى الاشياء وكذلك في رد فعله لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم مبينا هذه الخاصية في المسلم ما بال المؤمن ان امره كله له خير. كيف ذلك ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمك كيف تنظر الى الاشياء كيف تقيمها؟ كيف تتصرف تجاهها؟ كيف تتفاعل معها هذه المقدمة الاولى وهي ان صبغة الاسلام تصور وتصرف علم وعمل المقدمة الثانية وهي الاية التي ذكرها الله تبارك وتعالى قبل الاية التي بدأت الحديث عنها قال الله تبارك وتعالى كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور لتبلون في اموالكم وانفسكم ولا تسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ان الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور الله سبحانه وتعالى يعلمك كيف ترى الاشياء. كيف تقيمها؟ كيف تنظر اليها؟ فبين لك انك اه كل نفس ذائقة الموت وانك توفى اجرك يوم القيامة ثم بين لك ما هو الفوز الذي تحرص عليه والذي تتحسر على فوات شيء منه فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور فالله سبحانه وتعالى يريدك ان تنظر الى الدنيا بهذه العين فبالتالي اذا ابتلي الانسان في نفسه او ماله ما دام الانسان لم يبتلى في دينه فكل شيء هين قال الله عز وجل تبلون وهذه لام القسم لام التأكيد لتبلون في اموالكم وانفسكم الله سبحانه وتعالى بين انك عبد. والعبد ممتحن ومبتلى هذا الابتلاء بمعنى الاختبار او الامتحان او كشف ما عند الانسان. يعني هذا الابتلاء هو الذي يكشف. الانسان يبتلى في ما له في ماله بفرض الله تبارك وتعالى له الزكاة. وبفرض الله له الا يسرف فيه وان ينفقه فيما شرع الله ومبتلا كذلك في ماله قد يضيع ماله وقد يسرق آآ ومبتلا في ما له بانه قد يغتر برزق الله له فيظن ان الله انما رزقه لانه يحبه او لانه على خير كما كان يظن قارون والرجل صاحب الجنتين في في سورة الكهف فالانسان مبتلى في ماله باصناف من الابتلاء كذلك الانسان مبتلى في نفسه مبتلى في نفسه بمرض ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين كذلك مما يبتلى الانسان به في نفسه الفروض التي فرضها الله عليه الصلاة والصيام وغير ذلك من شرائع الاسلام مما يبتلى الانسان به كذلك في نفسه ان لنفسه عليه حقا من هذا الحق ان ان يعيش مع نفسه بهدى من الله الله سبحانه وتعالى بين ان النفس لها اهواء. وبين ان الانسان ظلوم جهول وهلوع. آآ اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه خير منوعا وانه خلق من عجل وانه آآ اكثر شيء جدلا فالانسان فيه كثير من الشرور. لن يتخلص من هذه وهذه الاهواء الا باتباعه هدي الله تبارك وتعالى الله سبحانه وتعالى قال واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى كثير من الناس من الكبار والصغار والشباب آآ الرجال النساء عنده اهواء نفس لا يصبر عليها فانا ابعث له هذه الكلمة. استعن بالله تبارك وتعالى. وانهى نفسك عن هواها. والله سبحانه وتعالى معك. ان الله مع الذين ان اتقوا والذين هم محسنون. والانسان الذي يريد آآ الانسان الذي يحب نفسه هو الذي لا يتبع هوى نفسه حتى هذا كان في الجاهلية الرجل العاقل منهم كان يعرف ذلك. يعني مثلا قال عنترة واغض طرفي ان بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها. اني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا اتبع النفس اللجوج هواها النفس اللجوج هي النفس مديمة الطلب. التي تلح. عندك مثلا شيء حرام. كنت تفعله فنفسك تذكرك به والشيطان يزينه في عينيك وتلح عليك هذه هي النفس اللجوج وعنترة يقول اني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا اتبع النفس اللجوج هواها. لا اطيع نفسي في هواها. لماذا لانه يعرف عاقبة اتباع هوى النفس. كما قال الله تبارك وتعالى واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان. فكان من الغاويين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب الى اخر الاية فالانسان تزين له نفسه والشيطان ان هوى النفس هو الذي يسعده. وهو الذي يريحه وهو الذي يعيشه في جو جميل. وهذا ليس صحيحا هذا كذب كما قال الله سبحانه وتعالى عن وعد الشيطان يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا اذا اول رسالة ابعثها لكل من لديه اهواء نفس هذه الاهواء تؤرقه وتلح عليه. يطيعها تارة ويضعف يعصاها تارة. ويستعين بالله تبارك وتعالى. فاقول له لا تطع هوى نفسك. لان طاعة هوى النفس هي سبب لكثير من الشرور الامر الثاني المصائب الانسان يصاب في نفسه وفي احبابه وكثير من الناس بعد ازمة كورونا آآ تعطلت مصالحهم وآآ قلت اموالهم او طردوا من العمل آآ او يعني تضايقوا من جلوس ابنائهم في المنزل معهم. حصلت مشاكل كثيرة جدا النبي صلى الله عليه وسلم يبين ان المؤمن مختلف عن كل الناس بعض الجرائد نشرت آآ تقريرا عن بعض الناس في دول اوروبا اصابهم اكتئاب من الحجر الصحي وكثير منهم يعني انهار وكثير منهم اتى اتى له امراض نفسية كثيرة بسبب ان هو ليس معتادا على هذا الجو النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نتصرف وكيف ترى ان كل امرك خير اذا كنت في نعمة فهي من الله. وان تشكر نعمة الله تبارك وتعالى وان تستعملها في طاعة الله فتكون النعمة في هذا الوقت خيرا لك واذا نزلت بك مصيبة في نفسك في مالك في حبيب لك. في رزقك في عملك في صحتك. فلابد ان تستحضر انك اصبروا لله تبارك وتعالى وتستحضر الاجر. وتستحضر انك بالصبر يكون عملك هذا خيرا لك الله سبحانه وتعالى يصبرك. لذلك قال يوسف عليه السلام لاخوته انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. من يتق ويصبر التقوى هي ان تحسن في عملك في كل ما امرك الله به. بمعنى انك مثلا ما هو مقام التقوى في حق اهلك هو ان ان ترعاهم وان آآ تقوم على حاجتهم ونحو ذلك. ما هي التقوى يعني ان تعطي كل ذي حق حقه. فربنا سبحانه وتعالى يقول انه من يتق ويصبر هذا فيه دلالتان يعني اجتماع التقوى مع الصبر ياتي كثيرا اه مثلا اه قال الله سبحانه وتعالى في الاية التي بدأت بها الكلام آآ وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور العزم هو ان تمضي ارادتك في واحد ممكن يكون عنده ارادة لكنها ضعيفة. مثلا يريد ان يتدرب. عايز يتمرن فوجد ان الجو برد قال خلاص لن اتدرب. آآ يريد مثلا ان يعمل آآ حمية غذائية اللي هي بنسميها الدايت يعني آآ يريد ان ينقص وزنه لكن وجد اكلة جميلة جدا فقال لأ انا خلاص مش هقدر. فليس عنده عزم العزم هو ان تمضي ارادتك حتى كان في بعض الشعراء اللي هو اسمه سعد بن ناشب وكانوا حرقوا داره ويعني آآ وبين ان هو اتخذ قرارا ولن يرجع فيه. قصة يعني لا اريد ان احكيها. فهو بيحكي عن نفسه بيقول يمدح نفسه قال اذا هم لم تردع عزيمة همه ولم يأت ما يأتي من الامر هائبا اذا هم القى بين عينيه عزمه ونكب عن ذكر العواقب جانبه. بيقول بيمدح نفسه وبيقول انا اذا هممت بشيء خلاص لا افكر في غيره. اجعله بين عيني وامضي فيه لا افكر في العواقب الله سبحانه وتعالى يعلمنا ان يكون عندنا عزم. يعني اذا نويت شيئا من الخير فاجتهد فيه. لا تكن مجرد ارادة او او هوى او رغبة او حب لابد ان تترجم الى عمل ان تأخذ بكل اسبابها والله سبحانه وتعالى يقول وان تصبروا وتتقوا يعني من استطاع ان يصبر على حاله وان يتقي الله بان يؤدي حق الله وحق العباد عليه فان ذلك من عزم الامور. كما قال لقمان يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور انا احب من كل مسلم ان يتذكر هذه المعاني المعنى الاول صبغة الله. انت مسلم انت مسلم ينبغي ان تنظر الى الاشياء كما جاءت في القرآن. فما عظمه الله تعظمه وما هونه تهونه الامر الثاني ان تعلم انك مبتلى في نفسك وفي مالك وفي بدنك وفي صحتك وفي رزقك وفي مبتلى ممتحن. الله سبحانه وتعالى قال انا جعلنا مع على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا. وهذا الابتلاء كاشف يكشف لك اخطاءك ويكشف لك عيوبك فلابد ان تستعين بالله تبارك وتعالى ما هي المعاني التي استحضرها عندما اصاب او عند المصيبة؟ الامر الاول الاستعانة بالله وما بكم من نعمة فمن الله الله سبحانه وتعالى امرنا كثيرا جدا ان نستعين به. وان نتصبر به. والامر الثاني ان تتذكر نعم الله عليك يعني الشيطان ونفسك يصوران لك انك دائما في مصائب وهذا كذب. انت غارق في نعم الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. نعمة صحة ونعمة ونعمة الاسلام خير النعم نعمة الاسلام يكفي انك مسلم. كل ابتلاء في غير الدين هو هين. لذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي فالدين هو عصمة الامر يبقى هذا هو الامر الامر الاول ان تستعين بالله. الامر الثاني ان تتذكر نعم الله سترى بعدها ان الابتلاء قليل. الامر الثاني احتساب الاجر ان تعلم ان كل مصيبة تنزل بك فهي تكفير لسيئاتك. واذا صبرت عليها فهي رفعة في درجاتك الامر الذي بعد ذلك ان تعلم ان الجزع او السخط لن يجلب لك الا شرا السخط والجزع لن يجلب لك الا شرا. وكما كان يقول بعض الناس من لم يصبر صبر الكرام سلا سلو الانعام. يعني ايه؟ يعني وانت لم تصبر ما الذي سيحدث؟ انت خلاص مش هتصبر. طب هتعمل ايه يعني؟ ولا هتعمل حاجة. ستزداد شكوى للناس وسخط. وبعد ذلك يعني عليك عيشتك ولن تشعر حتى بالنعم التي بين يديك وكل هذه الامور مهمة. انا اريد ان اقول الشخص الصابر يكون بركة على كل من يخالطه يرى الناس فيه مثلا حيا لصبغة الله يرونه كيف ينظر الى الاشياء؟ يحرص على الخير ويجتهد فيه. واذا عزم على امر امضاه. فاذا عزمته فتوكل على الله ويرونه كذلك في باب المصائب صابرا يقدر الامور بقدرها. لا يعظم الامور التي هونها الله تبارك وتعالى. ويسهل عليها كل شيء في سبيل الله. هذا الشخص تكون بركته ليست على نفسه فقط ولكن على من حوله. يصبرهم ويعينهم كما كان سيدنا موسى يقول يا قوم ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وبين لهم كثيرا ان الله سبحانه وتعالى يعني يجزي الصابرين. الله سبحانه وتعالى قال انما نوفي آآ انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان تعلم ان آآ كل مصيبة دون الدين هي هينة فما دمت مسلما مؤمنا تقيم فرائضك فانت والله على خير الصحة تزول. والاهل كذلك. الانسان لا يحزن على فراق اهله اه وانما يحزن على نفسه ويدعو لهم بالخير فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته