السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون وبعد فان اصدق الحديث كلام الله واحسن الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وبعد ففي يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر ربيع الاول من عام اربعين واربعمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نبدأ مستعينين بالله تبارك وتعالى الدورات الخاصة باستقراء تراث الائمة المحققين في علوم الشريعة وهذه هي المحاضرة الاولى والتي هي بمثابة كشاف ودليل للطالب يعرف من خلالها الجواب على هذه الاسئلة الرئيسة ما عنوان هذه الدورات ولماذا هذه الدورات ما اهدافها وما برنامجها وما مراحلها وماذا يرجى منها ان تضيف للمشارك فيها من اخلاق ومهارات ومعارف وما هي طرائق المدارسة ما هي طريق طرائق المدارسة فيها وما صفة الطالب المستهدف من هذه الدورات آآ كذلك آآ اه لماذا هذا النوع اه من الدورات ولماذا آآ من هو يعني الطالب الذي يعني نستهدفه من هذه الدورات ولماذا اخترنا آآ تراث الائمة المحققين وما قيمته في تكوين طالب العلم وكيف يقيم الطالب نفسه ليعرف قدر الافادة آآ من هذه الدراسة كذلك من هم الائمة المحققون وما تراثهم آآ وما قيمته في تكوين طالب العلم وكيف نبدأ في استقراء تراثهم؟ وما هي طرائق الانتفاع آآ من تراثهم ولماذا كانت البداية مع الامام ابن تيمية رحمه الله ثم لماذا ايضا كانت البداية مع تراثه في ابواب تزكية النفس والاستقامة واخلاص العبادة ونحو ذلك ولماذا جعلنا في الخطة ان نقرأ كل تراثه في هذه الابواب على نسق واحد؟ يعني لماذا لا نأخذ مثلا كتابا في هذا الباب ثم نأخذ كتابا في باب الايمان ثم نأخذ كتابا في باب الاسماء والصفات ثم كتابا في القدر ثم كتابا في النبوات يعني لماذا اخترنا ان ندرس التراث كاملا اه في ابواب العبادة وتزكية النفس ايضا من الاسئلة المهمة ما هي الكتب المختارة في المرحلة الاولى واوقات المحاضرات وزمنها وكيف تدار المحاضرة وما هو تكليف الطالب المشارك في هذه الدورات قبل واثناء وبعد المحاضرة هكذا ايها الطلاب الكرام يحتاج الانسان قبل ان يقدم على امر سيأخذ منه جهدا ووقتا وتركيزا آآ يحتاج ان يكون بصيرا به وبتفاصيله وبقيمته وماذا سيضيف اليه من معارف واخلاق اه معلومات فذلك ادعى ان يحرص عليه وان يصبر في سبيله وان يعطيه من وقته وجهده بل يجعله قيمة مركزية في يومه فاقول وبالله التوفيق اولا عنوان هذه الدورات وموضوعها استقراء تراث الائمة المحققين في مختلف علوم الشريعة وسبل الانتفاع منه في تكوين طالب العلم خلقيا ومهاريا ومعرفيا يعني هذه الدورات يا شباب آآ تعنى باستقراء تراث الائمة المحققين في ابواب الشريعة المختلفة في الايمان وفي العقيدة وفي اصول الفقه وفي آآ اللغة لكننا بلا شك سننتقي من هؤلاء الائمة آآ يعني ائمة آآ محققين. وآآ ننتقي لهم كتبا محققة في ابوابها تكون كتبا مركزية او تكون مرجعا لهذا الباب الذي جاءت فيه ثانيا لماذا هذه الدورات؟ او لماذا هذا النوع من الدورات آآ هي دورات ارجو ان تكون نوعية تضيف الى طالب العلم قيما خلقية ومهارية آآ ومعرفية آآ ارجو منها ان آآ يتعرف الطالب على اه التراث الائمة المحققين وان يتعرف على صفة الائمة المحققين وان يتعرف على اهم الكتب في كل علم من العلوم وآآ كذلك ان يعرف من هم الائمة الذين يحرص على جمع تراثهم وكيف ينتفع من تراثهم وان يتعلم منهج الائمة في الاخلاق والنظر والاستدلال والنقد والمناظرة وغير ذلك وارجو ان يبث فيها قيم اخلاقية ومعرفية ومهارية يحتاجها الطالب لماذا يا شباب حتى يعطي طلب العلم ثمرته المرجوة حتى يكون طلب العلم قربة الى الله تعالى وعملا صالحا ليس وسيلة لدنيا شهرة او مال او منزلة حتى يكون طلب العلم قيمة مركزية في حياة الطالب ومشروع عمر ليس امرا ثانويا يعطى فضول الاوقات كذلك حتى يكون العلم وسيلة لاصلاح النفس واصلاح المسلمين وليس مجرد جمع معلومات ومعارف حتى يكون طلب العلم منهجيا وليس عشوائيا. حتى يكون الطالب حتى يكون طالب العلم القوي الامين في مجاله. اذا اسند اليه مهمة او بحث او مناظرة ان يكون قويا امينا فيها كذلك ليتحول الدرس العلمي من عبء وملل الى قرة عين ومتعة كذلك نرجو ان يتحول الدرس العلمي من مجرد تحفيظ وتلقين الى مدارسة وفهم ومشاركة وتفاعل. ويتحول الطالب من مجرد لمستمع مستهلك الى مشارك فعال منتج ومبدع كذلك ليتحول التقييم في قياس آآ مدى يعني آآ استيعاب الطالب آآ بدلا من ان يكون قياس مجرد تذكر الطالب للمعلومة يتحول هذا التقييم ليكون قياسا لخلقه وذكائه وقدرته على الفهم والتحليل والتطبيق والحفظ والبحث والاستدلال والتقرير والالقاء والعرض والنقد والمحاورة والنقاش والكتابة والابداع هذه مهارات كثير من الطلاب يغفل عنها في تحصيله العلمي فيرى نفسه بعد زمن طويل من الطلب يفتقد هذه المهارات وانما غاية ما وصل اليه هو مجرد آآ تحفيظ آآ وتلقين يعني يعتمد فقط على مدى تذكر الطالب كذلك نرجو ان تكون هذه الدورات سببا ليؤدي طالب العلم دورا فعالا في الاصلاح فارجو ان تتحقق تتحقق له هذه الثلاثية التي كثيرا ما اتحدث عنها في آآ محاضرات او في منشورات وهي القلب السليم والعقل الذكي والمعرفة الصحيحة الانسان بمعرفة صحيحة وان كانت قليلة مع قلب سليم وعقل ذكي ينفعه الله تبارك وتعالى بعلمه وينفع به الناس اما عن الحاجة لمثل هذه الدورات النوعية فاقول ايها الطلاب الكرام لماذا يحتاج طلاب العلم في هذه الايام الى مثل هذه الدورات النوعية التي تتحدث عن اخلاق طالب العلم وعن مهارات طالب العلم. وعن الانتفاع بتراث الائمة المحققين اقول ايها الطلاب الكرام لا يستطيع المرء انكار حب كثير من المسلمين للعلم وشعورهم بقيمته وفضله واهميته ورغبتهم الشديدة الشديدة في ان يكونوا من طلاب علم الشريعة ومن المشاركين في الدعوة والاصلاح وشعورهم بالمسئولية بل وشروع كثير منهم بالفعل في سلوك ذلك الطريق وتلمس الخطط وتلمس الخطط والبرامج والمناهج والتواصل مع من يثقون به من اهل العلم. ليرسوا ليرسم لهم طريقا لتحصيل العلوم وبالفعل منذ زمن طويل وقد بدأ آآ كثير منهم في الدراسة واقتنوا الكتب بافضل النسخ النسخ واقتطعوا من مالهم ووقتهم للتحصيل وانت ترى الافا بل مئات الالاف من الطلاب يملئون الجامعات والمعاهد الشرعية فضلا عمن يدرس على المشايخ في المساجد. ومن يمارسون التعلم الذاتي بانفسهم قراءة ومطالعة وسماعا ومدارسة جماعية يعني من الشباب الذين لم يتوفر لديهم مشايخ ونحو ذلك من سبل التحصيل وترك ذلك غرفا ومجموعات على فيسبوك وواتساب وتليجرام وغيرها من وسائل التواصل يقصدون من تواصلهم طلب العلم الشرعي وترى جامعات ومعاهد وحلقات في كل بلدان العالم موضوعها تحصيل العلوم وكذلك مواقع على الانترنت في كل علوم الشريعة وابوابها ومسائلها ودقائقها مليئة بالمواد المسموعة والمرئية والمقروءة هذه الادوات وهذه الامكانات آآ قد آآ يعني آآ ساهم فيها وشارك فيها داعمون اهل خير بذلوا من اموالهم ورصدوها لاعانة المعاهد والجامعات والحلقات وكفالة طلاب العلم ابتغاء اعداد طلاب علم ودعاة يبثون العلم بين الناس ويبصرونهم بدينهم ويفتونهم فيما يحتاجونه من امر دينهم وما ينزل بهم من نوازل دينية وغير ذلك من المقومات التي هي جديرة باخراج اعداد كبيرة من النابغين في مختلف مجالات التعليم والدعوة والاصلاح وفي مختلف التخصصات بحيث لا يبقى باب مما يحتاجه المسلمون الا وجدوا فيه الكفاءات الكثيرة التي تسد الحاجة وتزيد هذا هو المفروض. يعني كل هذه الامكانات وكل هذه الادوات المتوفرة وهؤلاء الداعمون وهذه المشروعات وهذه الجامعات وهؤلاء الطلاب هذه الامكانات كان ينبغي ان يكون مخرجها كبيرا من طلاب العلم النابغين في كل المجالات. لكن الواقع غير ذلك فان الذي يلفت النظر وينبغي ان يلفته انه مع كثرة مقومات النجاح وقوتها وتنوعها لاخراج الكفاءات في المجال التعليمي والدعوي فان الواقع يشهد بخلاف ذلك الواقع يشهد بقلة بل بندرة الكفاءات في المجال العلمي في مختلف تخصصاته سواء في ذلك علوم المقاصد كالتفسير وشرح السنة والعقيدة والفقه او في العلوم التي تسمى بعلوم الالة كاصول التفسير واصول الفقه وعلوم اللغة. وعلم مصطلح الحديث وعلم المنطق واولى من ذلك في العلوم الانسانية التي تتقاطع كثيرا مع ابواب العلم الشرعي كالفكر والفلسفة وتاريخ العلوم والافكار والسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيره واما في المجال الدعوي بمختلف صوره فانت ترى قصورا كبيرا جدا في دروس الوعظ وخطب الجمعة ودروس المساجد وتوعية الناس المواسم كالصيام والحج والعيدين وعرفة وعاشوراء ونحوها وترك ذلك تقصيرا كبيرا في تبصير الناس عند الفتن وتثبيتهم. وغير ذلك من المهام التي يقوم بها الداعي وطالب العلم آآ ندرة الكفاءات في كل هذه المجالات بالنسبة للمال والجهد المبذول فيها. وبالنسبة لحاجة الناس امر واضح لا احسب احدا يخالف فيه الا من لا يعي معنى الكفاءة والتخصص حق الوعي او من يغتر بالصور وبالالقاب وبالشهادات قوما يغتر بكثرة الجامعات والمعاهد وطلاب العلم فيظن ان هذا العدد وهذه الكثرة وهذه الشهادات تدل على آآ ان العلمي بخير واننا عندنا متخصصون كثيرون ايها الاخوة الكرام نحن امام ظاهرة ينبغي ان نقف عندها. وان نتصورها وان نحللها وان نبحث عن اسبابها. وان نحاول في لماذا مع كل هذه الامكانات يقل طلبة العلم النابغون. لماذا لماذا انت مثلا اذا نظرت مع نفسك اذا آآ يعني نظرت الى المتخصصين حولك في ابواب الفقه او علوم الحديث او العقيدة او المنطق او آآ او العلوم الانسانية او غير ذلك من العلوم. انت اذا اردت ان تستفتي احدا. انظر الى قدر الصعوبة التي آآ بها الى رجل تثق في علمه ودينه وورعه نحن امام مشكلة ينبغي ان نبحث عن اسبابها من الخطأ هنا يا شباب وعند عند حل اي مشكلة ان نرجع سبب الاخفاق او القصور الى عامل واحد بعض الناس مثلا اذا جاء آآ في مشكلة معينة واجهته مشكلة في اي باب من ابواب الحياة فانه يرجع ذلك الى آآ سبب واحد اه والصحيح ان منظومة طلب العلم او منظومة تكوين الطالب آآ يعني تتحمل آآ جميعا آآ طرفا من هذه المشكلة وهذا ظهر لي بعد ممارسة طويلة واختلاط بمئات الطلاب مدارسة وتدريسا وزمالة وصداقة سواء منهم من يتعلمون في جامعات او معاهد او مع المشايخ او يمارسون التعلم الذاتي او الاطلاع وكذلك مع عملي آآ او بعملي مع كثير من المعلمين وفي كثير من المعاهد وتعاملي مع كثير من الداعمين لهذه المشاريع في بلدان مختلفة اقول ان هذا الاخفاق وهذه النتائج القاصرة وهذه النتائج القاصرة يشترك فيها جميع افراد المنظومة كل منهم له نصيب وهم جميعا جزء من هذه المشكلة امم الطالب والمعلم ومنهج التدريس وبرنامج الدراسة والادارة والداعم ومنهج التقييم ومعيار النجاح غير ذلك من مفردات المنظومة لا يبرئ الانسان نفسه من التقصير بلا شك والانسان لا يزال بخير ما جعل الحق والخير مقصوده واجتهد في طلبه. يعني يمكن للانسان ان يجرب ويخطئ آآ ما دام يريد الحق وما وما دام يطمح الى آآ الافضل وما دام يطور نفسه وما دام آآ في الطلب ولا يستنكف من النصح والتصحيح آآ ما دام يحب الناصحين فانه بخير وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اني والله ان شاء الله لا احلف على يمين ثم ارى غيرها خيرا منها الا كفرت عن يميني واتيت هو خير والله سبحانه وتعالى لا يضيع اجر المحسنين وهو في عون العبد ما خطا في طريق التصحيح خطوات. قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ذكرت لكم ايها الكرام ان منظومة التعليم آآ في البلدان المختلفة سواء في العالم العربي الاسلامي او حتى من طلاب العلم في اوروبا او امريكا او في اي بلد هذه المنظومة آآ مكونة من الطالب ومن الشيخ المعلم او الدكتور المحاضر اه مكونة من ادارة الجامعة او المعهد او ادارة المركز آآ مركز اعداد الدعاة مكونة كذلك من آآ من المنهج وآآ والبرنامج ومعيار التقييم. كيف ما هو معيار نجاح الطالب وما هو آآ معيار عدم نجاحه؟ كل هذه المنظومة هي منظومة التعليم لكنني هنا بالتحديد ساركز على اهم عنصر في العملية التعليمية وهو الطالب احاول ان اذكر هنا آآ اسباب القصور والتقصير عند طلاب العلم. التي تحول بينهم وبين النبوغ العلمي. يعني لماذا مع بذل الطالب ومع اجتهاده ومع الخطط الدراسية المبذولة ومع الكتب المتوفرة ومع المواد المقروءة والمسموعة ومع المكتبات الكبيرة ومع توفر المشايخ لماذا يقل طلبة العلم النابغون انا هنا آآ حينما آآ اتكلم عن النبوغ لا اعني بالنبوغ مجرد قدر ما قرأ من الكتب او حفظ من المتون او جمع من المعلومات انما هنا اتحدث عن منظومة متكاملة هي محصلة الطلب طلب العلم حقا. وهي معيار التقييم وميزانه الدقيق. من ترقي الطالب وظهور اثر ذلك في تزكية نفسه وسلامة قلبه واجتهاده في العبادات فرائضها ونوافلها. وكم من معلومات التي حصلها وكم المهارات التي يحسنها من حسن قراءة وفهم ونظر واستدلال ومنطق وعرض وتقرير ومناقشة ونقد وكتابة وتدقيق وابداع علمي هذه منظومة ومن ذلك اثر الانتفاع بعلمه من شرحه وتعليمه ودعوته واصلاحه. وغير ذلك من مقاصد العلم. هذه هي مخرجات طلب العلم هذه هي اثار العلم العلم الذي يعلم به صاحبه الحق فيؤمن به فيخبت له قلبه. العلم الذي يخر صاحبه لله تعالى ساجدا يبكي ويزيده وخشوع العلم الذي يبصر به صاحبه الفتنة وهي مقبلة فيعلم ويعلم الناس ان ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا واذا رق علماء السوء دنياهم بدينهم فهو ثابت مستمسك لا يجعل نفسه وعلمه سلعة تشترى. هذا هو العلم العلم الذي يغني صاحبه عما في ايدي الناس فلا يمد عينيه الى ما متعوا به ويعلم ان رزق ربه خير وابقى العلم الذي يجعله يحب الخير لاخوانه تشجعهم ويفرح بتميزهم ويشهد لهم ويتعلم منهم ويعلمهم ويطلب نصحهم ويقبل ويقدمهم ويعلم ان اخوانه سنده. كما قال موسى عن اخيه هو افصح مني لسانا. وكالذين يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا يا اخوانهم العلم الذي يزيد آآ او يزداد به العبد رحمة بالخلق كذلك هو العلم الذي يصير صاحبه من خير امة يدعو الى الله تعالى والى دينه لا يدعو الى نفسه ولا الى جماعته وطائفته العلم الذي لا يجعل صاحبه يموت الا وقد جاهد في سبيل الله او حدثته نفسه بالجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين. العلم الذي لا يفارق صاحبه فلا يزال يحدث لصاحبه حسنات واجرا وهو ميت في قبره. ذلك ايها الاخوة الكرام هو العلم الذي يخشى به الله يخشى به الله تبارك وتعالى. العلم الذي يسلك بصاحبه خطوات هو العلم الذي سأل امر الله تبارك وتعالى نبيه ان يسأل الزيادة منه. وقل رب زدني علما هذه المخرجات التي ذكرتها ايها الشباب لماذا حينما يطلب كثير من الشباب العلم لماذا لا يحصل لهم هذه الثمرات لماذا يرون قصورا كبيرا في الادوات في المهارات في حسن القراءة في المطالعة مهارة العرض والتحليل والنظر آآ كثير منهم عنده المعلومة لكنه لا يحسن ان يعرضها او لا يحسن ان يستدل لها. او لا يحسن ان يناقش. كذلك لا يرى اثره المعلومة على نفسي في خلقه وعقله ومعاملته مع الناس او معاملته مع الله هناك عوائق ايها الاخوة الكرام تحول بين طالب العلم وبين الشروع في الطلب او تحول بينه وبين الوصول الى ثمرة العلم خلقيا ومعرفيا آآ او انتفاعا من هذا انا ايها الشباب الكرام من خلال يعني مخالطة آآ لكثير من طلاب العلم في بلدان مختلفة وزمالتي معهم وقد عشت مع كثير منهم في آآ بيت واحد وآآ عشت معهم زمنا طويلا حاولت ان استخلص يعني مجموعة من اشهر العوائق التي تعيق الطالب اما تحجزه عن الشروع في طلب العلم او تمنعه من الاستمرار عليه او حتى لو استمر عليه فانها تحول بينه وبين ان يحقق ثمرته من النبوغ العلمي اذكر هنا آآ يعني اشهر هذه المعوقات واحاول ان يعني ابين علاجها بشيء مختصر. اول عائق يعيق طالب العلم او كثيرا من طلاب العلم عن البدء او يعيق كثيرا من الاشخاص عموما عن ان يبدأ في طلب العلم ان يكون مقصرا في القيام بالعمل الصالح. ان يكون مبتلى بذنوب آآ يعني آآ ربما آآ يداوم على شيء منها لا يمكنه التخلص التخلص منها فانه يستحي والحالة هذه ان يطلب العلم يقول كيف اطلب العلم وانا مقصر في حق الله ولا يكون ذلك الوسواس الذي يحجزه عن عمل صالح كبير الاجر كطلب العلم الا من الشيطان وطلب الفقه في الدين عمل صالح يحب الله يحبه الله. وهو حسنة تدفع تدفع بها السيئات ولا يمنعك تقصيرك من ان يكون لك نصيب من اجر طلب العلم وان تتفقه في دينك. وان تعبد ربك على بصيرة اطلب العلم ومع ذلك فجاهد نفسك على القيام بحق الله وحقوق العباد. والله سبحانه وتعالى في عونك ما قصدت الخير والهدى اذا المعوق الاول يأتي اما للانسان حينما يريد ان يبدأ او يعيق استمرار الانسان وهو ان يرى نفسه مقصرا في حق الله ولا يكون هذا الا من الشيطان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. وابدأ في تعلم دينك والتفقه في دينك. ومع ذلك جاهد نفسك على العمل بذلك والله سبحانه وتعالى في عونك الامر الثاني وهو من العوائق عدم شعور كثير من الناس بقيمة طلب العلم وفقه في الدين هنا ينبغي ان يتذكر الانسان ان الله تبارك وتعالى امر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ان يسأل ربه الزيادة من العلم وان يتذكر انه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وان يتذكر ان من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة يجب يا شباب ان تعلم قيمة ما تفعل ومن عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل. فكثير من الناس لا يدرك قيمة فضل طلب العلم. سواء من الناحية المعرفية او الناحية خلقية او الناحية السلوكية. فلذلك لا يصبر عليه ايضا من المعوقات التشتت والتذبذب في تحديد الهدف الذي يقضي فيه عمره ويدخره قربة لله تعالى هناك اشخاص كثيرون يحبون الخير ويحرصون عليه اه يريدون ان يتقربوا الى الله تبارك وتعالى باعمال مختلفة. منهم مثلا من يريد ان يتعلم القرآن ليعلمه ومنهم من يريد ان يتعلم لغة اجنبية ليدعو الى الله تبارك وتعالى بها. ومنهم من يريد ان يكون طبيبا آآ متقيا لله آآ يعني يخدم الناس فيما ومنهم من يريد ان يكون كاتبا آآ يعني يدافع عن حقوق المستضعفين ومنهم من يريد ان يكون مجاهدا ومنهم من يريد ان يكون طالب علم ومنهم من نريد ان يكون طالبا جامعيا يحصل على شهادات يتمكن بها ان يصل الى مواضع يمكنه بها خدمة آآ الاسلام. كذلك منهم من يريد ان يكون غنيا آآ يعني ينفق على مشروعات خيرية المشكلة تأتي من اين يا شباب ان يكون الانسان مشتتا مذبذبا في اختيار الهدف فان هذا التذبذب وهذا التشتت يشتت عليه شمله. لا يجعله يركز في باب واحد فلا يحسن بابا من هذه الابواب. يعني يتقطع بين هذه الامور. نعم يمكن ان يكون للانسان اكثر من هدف. لكن ينبغي ان يكون له هدف كبير هو القيمة المركزية في حياته وفي ذلك يقول الامام ابن تيمية رحمه الله ومعلوم ان من اجتمع همه على شيء واحد كان ابلغ فيه ممن تفرق همه في اعمال متنوعة اذا ما هو العائق التشتت لا تحدد طريقك الكبير لخدمة هذا الدين او طريقك الكبير الذي تتقرب به الى الله. وما هو الحل ان تختار من الاعمال ما يناسب مواهبك والا تكون نسخة من احد وان تحاول قدر الامكان ان تنتقي من شعب الايمان وابواب الخير ما يناسبك وما يناسب مواهبك وما ترى من نفسك انك تحبه وتصبر عليه ايضا من العوائق يا شباب وهذه كثيرة جدا الربط بين الاستمرار في طلب العلم او حفظ القرآن او اي خير برؤية النتائج وظهور الثمرة كثير من طلاب العلم في بلدان مختلفة مختلفة قضوا عمرا طويلا جدا في الطلب وبذلوا من اموالهم وقوتهم واوقاتهم وكذلك اشتروا افضل الكتب وافضل النسخ النسخ وعندهم مكتبة ضخمة حدثوني انهم تركوا طلب العلم وما السبب في ذلك؟ السبب انهم بعد هذا العمر الطويل لم يصلوا الى حيث ارادوا ليس لهم مؤلفات آآ ليس لهم دروس لا لا يلتمس العلم عندهم ليسوا معروفين فاقول يا شباب اهادي والله اقولها بصدق خلال سنوات يعني طويلة قصدت فيها طلب علوم الشريعة مررت كثيرا بمحن وابتلاءات مادية ومعنوية شديدة وحديث نفس قوي باني لا اصلح له او بانه يعني بان سني قد قد كبرت. فقد بدأت متأخرا يعني تقريبا وانا عندي اتنين وعشرين عام بدأت فيه ان انا اتعلم وحدثتني نفسي باني لن استدرك ما ضاع من عمري وان الدعاة والعلماء وطلاب العلم كثيرون. يعني الدنيا مش واقفة عليك يعني. هناك كثيرون لماذا تطلب وكان لي اصدقاء يزاهدونني في هذا الطريق وبعضهم يسخر وغير ذلك مما يصد عن اكمال هذا الطريق ويدعو لتركه. ويزهد في الاستمرار عليه ويصرفني عنه بقوة او يجعلني اقنع بالقدر اليسير الذي حصلته وكذلك وجدت امامي آآ فرص عمل في مجالات مختلفة بمرتبات مغرية جدا تلك الخطوب ايها الشباب والله كانت كفيلة لولا فضل ربي تبارك وتعالى كانت كفيلة ان اترك الاستمرار وان اقنع بالقدر اليسير الذي حصلته والله لم يصبرني على الاستمرار بعد فضل ربي تبارك وتعالى الا معنى واحد وضعت امام عيني لم يفلح غيره في تثبيته هذا المعنى هو طلب الفقه في الدين عمل صالح يحبه الله ويقرب من الجنة. وامر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ان يسأل ربه الزيادة منه وقل رب زدني علما فمهما رأى الطالب ضعف فهمه وقلة تحصيله او قلة الثمرة. مهما رأى من يزاهده او يسخر منه او يقلل من اهمية طلبه. مهما رأى طلاب كعلم كثيرين متميزين غيره مهما رأى سبق الطلاب له وتأخره عنهم او غير ذلك فلا يربط الاستمرار والجدية في الطلب بشيء من ذلك لماذا الشباب ذلك ان نفس طلب العلم هو العبادة طلب العلم هو العبادة. عبادة وفقط فانت رابح على كل حال. تجارتك عند الله لن تبور واي شخص يربط استمراره على طلب العلم على اي معنى اخر فانه معرض للانقطاع. وقد رأيت بعيني كثيرا من بعدما قضوا عمرا طويلا جدا في الطلب تركوه لانهم ربطوه بغير هذا المعنى. ستختلف نظرتك الى طلب العلم كبيرا ومؤثرا اذا نظرت اليه على انه قربة وعبادة ووسيلة لتزكية النفس وطريق لرحمة الناس دعوتهم وتعليمهم وليس مجرد طريق لتحصيل المعرفة ليس مقصودا لتبدو عالما اذا تحدثت ليس طريقا لصرف انظار الناس اليك او لكسب المال وكذلك سيختلف تقييمك آآ لنفسك بحيث اذا رأيت نفسك تزداد معلومات ومعارف ولم تشعر بزيادة خير في خلقك وعبادتك فستعلم انك بحاجة الى المراجعة تلك النيات الصالحة يا شباب في طلب العلم تأتي شيئا فشيئا ومن عظيم ما قاله الامام المفسر المحدث الفقيه مجاهد رحمه الله قال طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله فيه بعض النية. يعني يقول لما بدأنا نطلب العلم لم يكن عندنا هذه النيات العظيمة. لكنها جاءت شيئا فشيئا كذلك من المعوقات يا شباب التي تصرف كثيرا من الطلاب عن الشروع في طلب العلم. وهذه يعني كثير منكم يراها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي الشروط الوهمية التي يعلق الشخص على توفرها طلبه للعلم كان ينتظر آآ الخطة الذهبية لطلب العلم. يريد خطة اللولبية آآ يعني لا خطأ فيها. ينتظر توفر آآ افضل المشايخ مكابر المشايخ او طلاب العلم الذين يتبنونه علميا وماديا ومعنويا. ينتظر الوقت والتفرغ الكامل وينتظر البال والجو الصافي وانتهاء المشاكل. ينتظر المكتبة الكاملة. ينتظر الكفالة والخضرة والماء والوجه الحسن هذا النوع من الناس في كل المجالات لن يبرح مكانه ابدا، سيبقى هكذا يمني نفسه ومثل هؤلاء وان توفر لهم كل الشروط لن يتحركوا. ببساطة يا شباب هؤلاء مشكلتهم ليست في الادوات وانما في الارادة الشخص الذي يجتهد بحسب الادوات المتاحة ويحسن استثمارها هو نفسه وحده. اذا توفرت له ادوات اكثر سيجتهد اكثر وسيبدع اكثر والشخص القاعد الذي يشترط اكتمال الادوات ليبدأ لو توفرت له كل الادوات فلن يبدأ لان مشكلته ليست في نقص الادوات ولكن في العزم والارادة هذا عام في كل مجالات الشباب بالمناسبة في كل مجالات الحياة في كل مجالات الخير في طلب العلم وتعلم القرآن وممارسة الرياضة والوظيفة وتعلم لغة بل حتى في الفرح والمتعة والتنزه الانسان الذي يحسن ان يستمتع بالمتاح هو الانسان الذي لو توفر له يعني فرص اكبر فانه آآ يمكنه ان يستمتع اكثر. كذلك الانسان اللي بيمارس الرياضة البيت بالمتاح يلعب ضغط وبطن وهذه الاشياء المتاحة هو الذي لو توفر له صالة مليئة بالاجهزة فانه سيبدع اكثر. والقاعدة العامة المحكمة في ذلك قول الله تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما. ولهديناهم صراطا مستقيما. ايضا يا شباب من المعوقات معوقات الاستمرار في الطلب ان يضع الطالب لنفسه خطة او برنامجا لا يناسب ظروفه ولا قدراته ولا يستطيع ان يستمر عليه كأن يضع مثلا برنامجا شاقا يحتاج تفرغا كاملا وجهدا كبيرا بينما هو يعمل مثلا عشر ساعات يوميا او عنده ما يشغله فانه هو الحالة هذه لن يستطيع المواظبة او سيمل. يعني يمكن ان يبقى مدة وهذا رأيناه كثير من الطلاب يضع لنفسه خطة كبيرة جدا لا تناسب مواهبه ولا قدراته ولا تناسب وقته وتفرغه ولا يصبر عليها ولو انه وضع خطة مناسبة له وداوم على القليل لاجتمع القليل مع القليل فصار كثيرا على مر الزمن. فليس الاعتبار هنا آآ الا على المواظبة. فالانجاز والنجاح وفي كل عمل في حفظ القرآن وتعلم اللغة وتعلم آآ علوم الشريعة وبناء الجسم وتربية الابناء وتطوير النفس في مجال عملك كل هذا وغيره يحتاج خصلة اساسية وهي المواظبة ولم ارى في حياتي مواظبا صابرا الا ويفتح الله لي والانسان المتعجل الذي يتعجل الثمرة سيكون سريع الملل فانه لا يصبر ولا ينجح وكما قال آآ بعض الكتاب هو يعني آآ يعني من من الكتاب يعني المتميزين وهو احمد خالد توفيق رحمه الله. قال الناس لا ينقسمون الى ناجح وفاشل بل ينقسمون الى مواظب والى سريع الملل. فالانسان المواظب هو الذي اه يعني يحصل الثمرة والانسان سريع الملل لا يحصل شيئا. ولابد انه سينقطع فلذلك اجعل الخير والتفوق عادة يومية تواظب عليها ولو بالقليل. ولا تفعله فقط لمجرد ان تحقق هدفا ثم تتركه. يعني حاول ان تواظب على القليل ايضا من المعوقات الكبيرة جدا التي تجعل الطالب لا ينجز شيئا ان يرى نفسه دائما مضطرا ان يبدأ من الصفر ما معنى ذلك شباب؟ ما معنى ان تبدأ دائما من الصفر آآ ارأيت مثلا من اه يريد ان يشعل نارا فينفخ في الحطب سيخرج من الحطب شرارة نار ثم يترك تلك الشرارة ولا يتعاهدها بالنفخ. ماذا سيحدس؟ ستخمد تلك النار ثم تنطفئ نهائيا ويضيع عليه مجهود تلك النفخات ولا كأنه عمل اي شيء ذلك بالضبط مثل من يسير خطوات في اتجاه معين ولا يتبع السير ولا يصبر مثلا شخص حفظ سورة وتعب فيها وسمعها على شيخه ثم انصرف عنها ظنا منها انها ثبتت في قلبه بعد يوم واحد او اسبوع نفسه مضطرا لحفظها من جديد كذلك شخص اخر درس كتابا مع شيخ وفهمه لكنه بعد انتهاء الكتاب وضعه على الرف ولم يراجعه. فوجد نفسه بعد مدة يحتاج الى ان يبدأ فيه من جديد وهذا شخص اخذ دورة دورة في اللغة او في الكمبيوتر او تدرب شهرا في صالة الالعاب ثم لم يتعاهد ذلك ولم يستمر. فوجد نفسه بعد مدة لا اثر لما اخذ وقد ضاع تعبه وماله ويحتاج ان يبدأ ايضا من الصفر لماذا يحدث ذلك شباب النفخ في الحطب يعطي شرارة مؤقتة لكن يحتاج النافق ان يتعاهدها مدة ولا والا يتعجل بعد ان تصير نارا قوية يمكنه بعد ذلك ان يتركها تشتعل وحدها واضح مع متابعة يسيرة من حين لاخر. هكذا اذا تعب الانسان يرتاح اما من قدم الراحة والعجلة فانه سيستمر في التعب وسيكون دائما مضطرا ان يبدأ من الصفر. اذا ما هو الحل؟ الحل انك اذا اذا بدأت طريقا ان تستمر عليه ولو بالقليل. اذا اخذت كتابا اضبطه واحكمه ثم اتركه. اذا حفظت سورة اكثر من تكرارها من من تكرارها ومن الصلاة بها ثم تعاهدها يعني على الاقل كل شهر ايضا من المعوقات يا شباب التي تعيق طالب العلم اه الا يكون متصورا للهدف ليس عنده تصور لخارطة العلوم. وليس عنده تصور لخارطة المادة التي التي يريد ان خصص فيها هو مثلا لا يعرف من علوم الشريعة الا مثلا الفقه والعقيدة. لا يعرف ان علوم الشريعة اوسع فيها علوم الحديث وعلوم القرآن وفيها اصول التفسير وفيها المنطق وفيها آآ علوم لسان العرب وفيها وهكذا. لابد ان يتصور واذا دخل في مادة واحدة لابد ان يتصور كل ابواب هذه المادة حتى يعرف ماذا عنده منها وماذا حصل منها وماذا ينقصه وكيف يحصله ايضا من معوقات النبوغ يا شباب وهذه ساركز عليها واطيل فيها العجلة في التدريس والدعوة والتأليف والافتاء والمناظرات ان يتعجل الطالب يتعجل ليس عنده بضاعة قوية ويتعجل يعني يصرف وقته في التدريس والتأليف والدعوة والافتاء والمناظرات واقول ان معاهد اعداد الدعاة تتحمل جزءا كبيرا من هذه المشكلة فان احد اعظم الاخطاء المركزية في معاهد ودورات اعداد الدعاء يعني اعداد الدعاء آآ التي رأيتها والتي تفرع عنها جملة من الاخطاء هي فكرة وهي فكرة الفصل والتمييز المبالغ فيه بين معنى الداعية وتكوينه ومعنى طالب العلم وتكوينه يقولون مثلا ان الداعي اللي هو خطيب الجمعة والرجل امام المسجد الذي يعظ الناس ليس طالب علم. فبالتالي لا يحتاج تأهيلا قويا ولا تأصيلا ولا دقة في المعرفة ولا يحتاج علوم الالة مثل اصول الفقه وعلوم الحديث واصول التفسير حتى ما يدرسونه لهم من العقيدة والفقه والسيرة واللغة وغيرها سطحي جدا لا يشتغلون فيه بتحقيق او تفصيل ولا بمعرفة صورة مسائل ولا اسباب الخلاف ولا الاقوال ولا ادلتها ولا اصولها ولا وجه الاستدلال منها ولا شيء. لا ينشغلون في اعدادهم الا باسلوب الدعوة وطرق التأثير وجذب الانتباه مع مجموعة اشياء يعني قليلة جدا في الفقه والعقيدة والسيرة واللغة لا يهتمون بمضمون ما سيدعو آآ آآ الداعية الناس اليه. لا يعتنون به حق العناية بل لا يكادون يهتمون اصلا بالموضوعات التي ينبغي ان يبثها الداعية في في الناس كذلك مراحل الدراسة ومنهج التدريس هو تحفيظ وتلقين ثم تسمية يعني لا يختبرون الا مدى تذكر الطالب لذلك الكتب المختارة آآ لا يختارون الكتب المركزية المهمة. كذلك المعلم ليس عندهم انتقاء للمدرسين وهذا اساسا لندرة المدرسين النابغين وكذلك معيار التقييم. يعني ما هي الصفات التي يصير الطالب بها ناجحا؟ كل ذلك لا يعتنون به حق العناية. فضلا عن اهمال جوانب العلوم الانسانية والفكرية وفروعها تماما. يعني انا لا ارى في هذه المعاهد من يدرس العلوم الانسانية التي يحتاجها. اه الطالب كداعية وكذلك وبناء على ما تقدم آآ يعني من ظنهم انه آآ لا يحتاج آآ اكثر من ذلك فان كثيرا من الطلاب بعدما يتخرج يقف عن طلب العلم لا يستمر لا يطور نفسه ويعيش بعد ذلك في خطبه ودروسه على نتف يلتقطها من هنا او هناك بيت شعر جملة فصيحة خطبة جمعة يأخذها من اي خطيب ثم ويقدم فيها ويؤخر حتى لا حتى يخفي تقليده. وبعضهم يكلم الناس منذ سنين طويلة في ثلاثة او اربع او اربعة موضوعات بنفس الشواهد وبنفس الامثلة لا يكرر ذلك لان الناس يحتاجون اليه. فان الناس قد ملت منه وحفظته. ولكن لانه يكسل عن تحضير مواضيع جديدة يحتاجها الناس وكثير من هؤلاء الذين يتخرجون من هذه المعاهد يستنكف من ان يحضر دروسا ليتعلموا ويكملوا نقصه ويكمل نقصه اه كذلك حتى على فرض الصحة المعلومات التي يطرحها فكثير منهم ينقل منكرات. يعني يعني لو هذا على فرض ان المعلومات التي ينقلها صحيحة. لكن ان كثيرا منهم ينقل منكرات وبدعا ويستدل باحاديث باطلة. مع وجود ما يغني عنها من الصحيح المشهور. ولا يعتني بذلك من ان ثبت من الادلة ولا ان يراجع تفسيرا او شرحا لا يشغله الا كيف اجزب اجزب الانتباه وسارفع صوتي هنا واخفضه هنا وانظر يمينا وشمالا وهذا والله رأيته من الطلاب. يعتنون بالدعاء يعني او الخطباء او الائمة يعتنون يعتني بشكله وبقميصه الذي سيلبسه في الخطبة او في الدرس وباشارة يده ومتى يرفع صوت صوته ومتى يخفضه؟ اكثر من مضمون الخطبة ومن اعداد الخطبة ثم بعد ذلك يصدر نفسه بعد هذا الضعف في الاعداد يصدر نفسه للناس بكل جراءة وبكل بجاحة على انه متخصص في الفقه وعلوم القرآن والعقيدة والفرق والمذاهب والسياسة والاقتصاد والاعجاز العلمي. ومتخصص في رد الشبهات ومجادلة اهل البدع والملل. آآ وكذلك ممكن تلاقيه بيفسر احلام وممكن تلاقيه بيحلل مباريات كرة قدم بتاع كله يعني وطبعا مفتي وبعضهم قاضي شرعي والله بعضهم قاضي شرعي كلمته مسموعة ومطاعة في قومه. ويعني يأخذ من اموال هذا ويعطي لهذا منه ولا يترك خبرا الا ويعلق عليه ويحكم ويقطع ويرسم خططا استراتيجية للخروج من الازمات. يعني يصدر نفسه على انه كذلك محلل سياسي يتكلم في مسجده عن النوازل الكبيرة التي لم ولن يعني آآ يكون ابدا باعداده الضعيف هذا آآ لم يكن متمكنا ابدا من ان يعني يتصورها فضلا عن ان يضع لها حلولا كذلك بعضهم يبغي ويستعلي بعدد الحضور عنده في الجمعات والدروس العامة. ويعيش وهما كبيرا بهذا ويظن ان كثرة عدد من يحضرون اليه تدل على علمه وفضله ايها الاخوة الكرام هذه المعاهد رأيتها بعيني ووجدت عددا كبيرا منها منتشرا في بلدان المسلمين. هذه المعاهد التي تفكر بهذه الطريقة السطحية وتفرق بين طالب العلم والداعية هذا التفريق المبالغ فيه ويسرعون في تخريج دفعات دفعات من الدعاة بحجة العمل على الارض. هؤلاء والله يزرعون شوكا على الارض هؤلاء يزرعون شوكا على الارض وانا وجدت كثيرا من الطلاب الذين تخرجوا من هذه المعاهد ووجدت اثرهم السيء على الناس. ليس فقط علميا ولكن آآ اثرهم يعني اه خلقيا ومعنويا على الناس. يعني يصدرون انفسهم تصديرا كبيرا ويفتحون على انفسهم ابوابا ابوابا لم يعدوا لها فهذا عائق كبير يا شباب. وهو ان يتعجل الانسان التصدر ان يتعجل الانسان التعليم والافتاء والتدريب الكنيسة والتأليف ليس معنى ذلك ان يترك الانسان هذه الابواب ولكن يبقى الانسان مستمرا في طلب العلم وفي تطوير نفسه ويختار مما يحسنه ما ينفع الناس ويحكم اعداده ويعني لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لا يصدر نفسه في شيء يعلم انه لا يمكنه ان يسده كذلك من المعوقات التي تأكل العمر وتضيع الجهد وتفسد القلب. كثرة الجدل يعني ان تضيع قليل ما عندك ما عندك بكثرة الجدل ترى اشخاص مثلا تعلم مسألة او مسألتين. يمشي بين الناس لا يتكلم الا في هذه المسائل. ويناقش ويصنف الناس بناء عليها ويجادل كثيرا فيها. يعني في ناس مسلا تلاقي على صفحات الفيسبوك او في اي يعني مواقع من مواقع التواصل لا يتكلم الا في مسألة ويجادل كل الناس فيها ويريد ان يجيب عن كل عن كل الشبهات. هؤلاء يحرقون اعمارهم ليس لا يطلب العلم للجدال يعني الانسان يمكن ان يجادل ويمكن ان يناقش لكن لا ينبغي ابدا ان يكون هذا هو اصل فان تعلم المحكمات ونشر المحكمات بين الناس هو الغذاء والجدل والاجابة عن الشبهات هو الدواء. فمن الخطأ ان تضع الدواء مكان الغذاء ايضا يتفرع عن هذا المعوق معوق اخر وهو التقوقع حول مجموعة من المسائل آآ يبذل لها الجهد والوقت. ان ترى مثلا اشخاص عنده ثلاثة آآ ثلاث او اربع مسائل يقضي فيها عمره ويصنف الناس بناء عليها العذر بالجهل مسألة الخروج على الحاكم والمظاهرات مسألة الصفات مسألة الولاء والبراء وهكذا لا يقرأ الا فيها لا يسمع الا فيها. آآ يعني آآ لا يتكلم الا فيها. يصنف الناس بناء عليها الله سبحانه وتعالى ذكر في الوحي اعمالا آآ كبيرة. آآ وذكر محكمات الشريعة وذكر ما يبنى عليه الاسلام لم يذكر هذه الامور الا لتحتل موقعا كبيرا من طلبك للعلم. ومن معرفتك ومن دعوتك ذكر الله سبحانه وتعالى كبار الاعمال كالصلاة والزكاة والحج وكبر الوالدين وذكر الكبائر وذكر منها الشرك ثم العقوق قول الزور وقذف المحصنات والزنا. وذكر الصالحات اعظمها الايمان. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر. كل هذه الاعمال لم تذكر معظمة في الشريعة الا لتكون معظمة في نفوس المؤمنين وفي خطاب الدعاة الداعية الموفق وطالب العلم الموفق هو الذي يتبع الوحي يكون علمه وطلبه للعلم تبعا للوحي ما عظمه الوحي يعظمه. وما اكثر من الحديث عنه يكثر الحديث عنه آآ لكن هناك آآ يا شباب مسائل اريد لها ان تحتل موقعا من الناس. اريد لها ان تفرق بين الناس. اريد لها ان تجعل الى ولاء وبراء وخصام كثير من العلماء شغلوا انفسهم وشغلوا الناس في الخطب والدروس بمسائل وعظموها وشددوا فيها واعطوها من الوقت ما لا تستحق وجعلوها محنة يوالون ويعادون عليها واهملوا كثيرا من مباني الاسلام ومحكمات الدين. التي هي اولى بالبحث والعلم والدعوة والنشر. ويبقى من يسمعهم يسمعهم شهورا طويلة وهو منهمك ومشغول آآ في المخاصمة والولاء والبراء وهو جاهل بفرائض ومباني الاسلام والايمان شغلوا العامة بنزاعات وخلافات لا منفعة لهم بالانشغال بها فلذلك يا شباب اقول ان اعظم دور يقوم به الداعي ان يتبع الوحي في علمه وعمله ودعوته. ينطلق منه ويصدر عنه فالشاهد من كل هذا قدر المسائل بقدرها من الشريعة. واعط المسألة ما يناسبها من البحث والتعليم والدعوة وما يترتب عليها من الخلاف. يعني يا شباب لا تقف مع المسألة وتعيش حولها واحد يتعلم مسألة مسلا في الاسماء والصفات لا لا يتكلم الا فيها اعمارا طويلة عمرا طويلا لا لا يدرس الا الا هي لأ الدين مسائل كثيرة جدا فلذلك قف مع المسألة الى ان ترى نفسك يعني قد يعني احكمتها وتجاوزها الى غيرها ايضا من المعوقات يا شباب التي يقع فيها كثير ممن توفر لهم مشايخ او فرص للعلم هو تضييع الكفاءات الا تحسن الافادة من الكفاءة التي توفرت لك اضرب لكم مثلا يا شباب كان في طالب اراد ان يتعلم آآ التجويد ذهب الى شيخ متقن جدا ومعه اعلى الاسانيد. فطلب من الشيخ ان يختم عليه ختمة يضبط فيها القراءة. الشيخ اعطاه نصف ساعة يومية. طيب ماذا فعل الطالب؟ الطالب كان يذهب الى الشيخ ليس متقنا للحفظ. فيبقى الشيخ النصف ساعة يرده في الحفظ لم يتبقى وقت لضبط التلاوة. فهل انتفع هذا الطالب من هذه الكفاءة؟ لأ لم ينتفع لماذا؟ لان هذه الكفاءة خاصة في اتقان التلاوة. فلما هذا الشيخ يقضي النصف ساعة في تصليح او في رد في الخطأ فانت لم تنتفع منه كذلك شخص مثلا توفر لديه يعني آآ شيخ من اهل العلم المتمكنين. الشيخ اعطاه وقتا للمدارسة. فراح آآ ذلك شخص يسأله عن اشياء سهلة جدا او اسئلة يمكنه التعرف عليها او اسئلة تافهة او يسأله عن طريقة لبسه وعن طريقة مشيه فضاع الوقت هل تحققت الفائدة؟ لم تتحقق. واضح يا شباب؟ تماما مثل الشخص الذي يذهب الى صالة الاثقال اللي هو الجيم يعني. مليء بالاجهزة ويبقى ساعة فيه يلعب جري في المكان وضغط وبطن واطالة. طيب ما هذه التمرينات يمكنك ان تفعلها في البيت هل تضيع هذه الاجهزة ولا تستثمرها؟ هكذا يا شباب. ينبغي اذا توفر لك معلم ان يعني تختار افضل ما يمكن ان تنتفع من ذلك المعلم آآ منه يعني طيب عندنا كذلك شباب من الامور التي رأيتها تعيق آآ طالب العلم ودي خاصة بالجماعة اللي هم ائمة المساجد والخطباء. مش عارف معنا حد من الشباب منهم ولا لأ دي قصة عشرات يا شباب بل مئات طلاب العلم. اعرف انا تقريبا منهم يعني قل عشرين واحد هي قصة لا زالت تتكرر بنفس السورة. ما هذه القصة؟ ببساطة يا شباب آآ كثير من الشباب لما اطلق لحيته وشرع في حفظ القرآن وصار يطلب العلم ظن اهله وجيرانه وعائلته اصدقاؤه انه صار شيخا فبالتالي جعلوه مرجعا لهم في كل ما يطرأ عليهم من الاسئلة الخاصة بالدين في التفسير والفقه والحديث وتفسير الاحلام والنوازل السياسية والاقليمية والدولية طبعا كتير مننا حصل منه هذا الامر. معه هذا الامر. الامر ما هي المشكلة يا شباب؟ المشكلة الاكبر ان الاخ احيانا يصدق ذلك بالفعل وصار يحمل على عاتقه مسئولية تقديم البحث عن الاجابات الشافية لكل ما يطرح من اسئلة واستفسارات في العائلة والحي والشارع والمجتمع والناس يعني خلاص هو صدق فعلا ان هو شيخ واصبح يعني آآ مكلفا بان يجيب على كل الاسئلة. يستحي ان يقول في اي سؤال مهما كان صعبا او مشكلا لا اعلم واو يستحي ان يقول سلوا غيري آآ وماذا بعد فلاجل ان يسد حاجاتهم المتنوعة يعني كلهم عمالين يسألوه اسئلة مختلفة في كل الابواب فهو مضطر هو هذا الشخص كان عنده خطة وعنده خطة تأسيسية تأصيلية للعلوم ماشي بطريقة مرتبة. لكن حاجات الناس تتعارض مع هذه الطريقة. لان هو لو مشي على الطريقة العلمية التي يسير عليها فربما سأله الناس عن سؤال فقال لا اعلم. هو يستحي ان يقول لا اعلم. طيب ماذا يفعل هذه الطريقة التأصيلية تأخذ وقتا طويلا. تجعله يتعمق ويبذل جهدا لتحصيل علوم ومسائل لا يحتاجها عامة الناس من حوله الا قليلا او نادرا يعني الناس هتسأله مسلا في اللغة او في مصطلح الحديث او في اصول الفقه او في المنطق لأ واحيانا لانها لن تحقق له شهرة من حيث انها ليست مطلوبة. فسيبقى عندهم لا فائدة منه. فهو يطلب العلم ولكن في كل ما يسأل عنه يقول لهم لا اعلم انا لم اخذ هذا هذه المسألة هذا شباب اه مع ان كثير من الطلاب يعني ربما يعني يأخذوا كفالة في طلب العلم. فهو يقول في نفسه انا اعطى انا معي كفالة انسان يكفلني باي حق اخذ هذه النفقة وانا لا اغطي حاجات الناس فماذا يفعل يا شباب؟ هنا بقى تحدث المشكلة يقول انا اتفنن يعني يتحول من الخطة التأصيلية الى التفنن يعني ايه؟ يعني يدرس كل شيء بسطحية شوية تفسير على شوية حديث على كم قاعدة فقهية على كم مسألة نازلة على بعض احداث تاريخية على جزء من السيرة وكتاب مبسط في اللغة على كتاب في البيوت والحج والمواريس وآآ احكام الطلاق والحيض والطهارة مع كتاب في العلمانية كل ده في السريع. وفي الانجاز ليه لانه يريد ان يكون موسوعة طب ما هي النتيجة؟ النتيجة اشوف مسجد امسكه وساتكلم في كل شيء وفي اي بحث وفي اي نازلة وسأفتي الناس وربما اقول في اخر الفتوى والله اعلم واكمل حياتي على هذا النمط. بهذا اكون قد ارضيت الله وحللت الفلوس او النفقة اللي انا بأخذها وانتفع مني الجيران والمجتمع الناس. والله يا شباب هذه قصة يعني تكررت كثيرا ان الطالب يصرف عن خطته التي يعلم ثمرتها آآ اما لكونه آآ يريد شهرة او يريد ان يجيب الناس او يريد ان يحلل الكفالة التي يأخذها او اي في شيء من هذه الوساوس وآآ سبحان الله يخرج هذا الطالب نموذجا كالدعاة الذين اساسا بدأ في طلب العلم العلم ناقما عليهم واراد ان يكون نسخة مختلفة آآ عنه فاذا به صار يعني اقل منهم لذلك شباب لا تترك لا تترك ابدا طريقة تأصيل العلمي يعني لتصير مجرد موظف واضح يا شباب؟ لأ ابق على هذا الطريق ومع ذلك حاول ان تنفع الناس بما تعلمت ايضا الشباب من المعوقات ان ينتقل من سطحية الى سطحية. يعني انسان لا يريد ان يدخل في دقيق العلوم. وقد قال الشافعي من تعلم علما فليدقق لئلا يضيع دقيق العلم. يعني انسان كلما اردت ان تتعمق معه في المسألة او تتكلم عن صورتها او الاقوال فيقول لا انا عايز كتاب سريع. لا اريد كتابا يدخلني في اشكالات. طب هؤلاء لا يمكن ابدا ان يحصل لهم نبوغ علمي ايضا من مما يحرق العمر يا شباب ان تضيع الجهد والوقت اه والمحصلة لا تستحق. وهذا شباب ساطيل فيه كثيرا. لماذا؟ لان بعض الشباب يتقوقع حول مجموعة متون او كتب مختصرة او ابحاث معاصرة. يعيش لها وينتقل من شرح الى شرح ومن حاشية الى حاشية وهذا احد اشهر انواع تضييع الوقت عند طالب العلم اذا قضى طالب العلم عاما او عامين او اكثر من حياته في دراسة مثل هذه الكتب الاصول الثلاثة وكتاب التوحيد التوحيد وكشف الشبهات والقواعد الاربع الاعتقاد ونحوها من المختصرات يدرس يدرس كل لفظة باعرابها ومعانيها واشكالاتها. ويدرس الشروح المتنوعة فيها. فهو بين نوعين من الخطأ يا شباب نوعين من الخطأ. الاول انه انفق وقتا كبيرا في امر كان يمكن ان يحصله في اسبوع او شهر على الاكثر. هذه كتب مختصرة يا شباب نفس المؤلفين الذين الفوا هذه الكتب لم يريدوا ان تكون هذه الكتب مرجعا للناس. ارادوا فقط ان تكون تذكرة فلا يصح ان تبقى معهم عمرا طويلا تدرس كتاب التوحيد في سنوات ولمعة الاعتقاد في سنوات هذه الكتب حقها ان يعني تفك الفاظها وان يفهم آآ مقصد المصنف منها وان يستدل لها وانتهى الامر. واضح يا شباب؟ الخطأ الثاني الذي يقع فيه الطالب ان كثيرا من هؤلاء آآ الذين بقوا مدة في آآ قراءة كتاب ككتاب التوحيد مثلا بعشر شروح ظن انه انهى العقيدة وظن انه صار متخصصا يعني هو يظن انه لما قرأ عشر شروح لكتاب التوحيد يعني صار متخصصا. واضح يا شباب؟ وذلك الوهم الكبير سينكشف له بمجرد ان يطالع آآ كتبا محققة في العلم ككتب الامام ابن تيمية مثلا واو او ان يدرك كم النقص الذي هو عليه سواء في العلوم المهمة التي يجهلها او حتى في العلوم التي درسها. بل في نفس المسائل التي درسها من تلك المختصرات وسيعرف آآ يعني جهله من جهتين الاول ان نفس ما اطلع عليه مع كثرة شروحه ليس محققا في بابه. هذه الكتب المختصرة شباب لا يمكن ابدا ان تكون كتبا مركزية في في العلم او في المادة او في المسألة هي مجرد متون. مجرد يعني فاتحة. وان كانت مهمة كتوطيع لكن لا يمكن ان تكون منتهى الامر الثاني يا شباب ان العلم الشرعي فنون كثيرة. فاذا حبس طالب العلم نفسه على هذه المختصرات فانه ينفق عمرا كبيرا في ما حقه ان يقضى في عمر قصير واضح يا شباب؟ وكما قلت لكم ان نفس المؤلفين الذين الفوا هذه الكتب لم يريدوا لها ابدا ان تكون مرجعا. فضلا عن ان ينفق فيها آآ يعني ذلك الوقت الكبير ان يصير لها عشرات الشروح والحواشي والتعليقات. يدرس الطالب في المرحلة الاولى كتابا وفي الثاني شرحا مختصرا عليه وفي الثالث شرحا مطولا وفي الرابع يدرس الشبهات والردود على ما قاله المؤلف يمضي خمس سنوات وهو يدور في وحي كلام ذلك المؤلف الذي يبذل الشراح لفهم كلامه ثم لتفسيره وشرحه والجواب عن اشكالاته ما لم يبذله جزءا منه في فقه القرآن والحديث ثم ما تلبس نتائج ذلك المؤلف ان تصبح محنة يوالى ويعادى عليها. يا شباب مثل تلك المختصرات غايتها ان تقرأ وان تفك عبارتها وانتهى الامر لا ان يقحم فيها الشارع ما لم يقصده المؤلف. ثم يتكلف بشرحه ثم يتكلف بذكر ما يعارضه. ثم يتكلف في الجواب عن وللاسف الى الان لا تزال هذه الكتب يتكلف يعني كتابة شروح لها وحواشي بالتأكيد انا لا اقصد التنبيهات والتعليقات المهمة الموجزة لكني اقصد هنا الاطالة في كتاب والتقوقع حوله وترك يعني الكتب المركزية في العلم. فلابد للطالب شباب ان يعرف ما من العلوم وابوابها ومسائلها ومراجعها ما يدرك معه ان آآ هذه المختصرات لا تستحق ابدا ان يبذل لها سنوات ايضا يا شباب من معوقات النبوة في طلب العلم ان يدخل الطالب في الجزئيات والتفاصيل والشبهات دون احكام القواعد والمحكمات والاصول ترى يعني طلاب علم كثيرين يهتمون بتفاصيل وشبهات واشكالات وهم لم يدرسوا القواعد المحكمة. لم يدرسوا اصول العلم. يريدوا مثلا ان حكم الاعذار بالجهل وهو لم يدرس باب الايمان اصلا. يريد مثلا ان يدرس مسألة الخروج على الحاكم وهو لم يدرس اساسا باب السياسة الشرعية او يدرس مثلا مال الحاكم من آآ ما عليه من من حقوق وما له من واجبات وهكذا. واضح يا شباب هذه مشكلة كبيرة ان يدخل الطالب في الحديث عن جزئية او شبهة دون ان يدرس القواعد الكلية المحكمة. تراه مثلا يريد ان يتكلم عن صفة الهرولة لله او صفة مثلا آآ المجيء او النزول دون ان يحكم باب الاسماء والصفات من اصله فهذا عيب كبير يعني يضعف نبوغ الطالب. ايضا يا شباب من المعوقات ان بعض من يطلب العلم لم يميز بين الشيخ الطيب الذي حببه في الاستقامة وبين الشيخ الذي يعني يعظه وبين المتخصص الذي يؤخذ عنه العلم يعني انت يمكن مثلا ان تكون احببت الاستقامة عن طريق شيخ لكن لا يلزم ان يكون هذا الشيخ متأصلا في العلم. ممكن يعني تكتفي منه بهذا القدر. جزاه الله خيرا. يمكن ان يكون مثلا جارك يعني آآ شيخ اه يعني رجل فاضل يعظك موعظة لكن ربما لا يكون مؤهلا لان يعطيك علما معين. اذا لا بد ان تفرق بين الشيخ الذي حببك في اقامة وبين الواعظ الذي يعظك وبين المتخصص الذي تأخذ عنه العلم الذي تريده ايضا من المعوقات يا شباب الانفة من الانتفاع من الزملاء والاقران المتميزين بعض الناس يستنكف ان يحضر دروسا او ان ينتفع من اخوانه وزملائه واقرانه. وهذا والله يفوت عليه خيرا كثيرا. وانا بعيني رأيت شبابا كثيرين توفر لنا اخ طيب فاضل كان يعلمنا وانتفعنا منه كثيرا. وكان كثير من الطلاب تركوا درسه بحجة انهم سبقوه في طلب العلم يعني بدأوا قبله. وانه اصغر منهم سنا. فما اتفه هذا السبب ووالله الذي لا اله الا هو انتفعت من صحبتي كثيرا جدا ولا زلت ادعو له بان يكرمه الله الانفة من الانتفاع تفوت الانسان خيرا كثيرا كذلك من المعوقات يا شباب ضعف تصور المهارات التي يحتاجها الطالب طالب العلم الشباب يحتاج مهارات اكثر من المعلومة. المعلومة اخر ما يحتاجه الطالب. طالب العلم يحتاج الى مهارة القراءة والنظر والتصور التحليل والتوظيف يحتاج مهارة النقد والاستدلال. والعرض كيف يعرض ما يعرفه من النتائج؟ كيف يستدل عليه؟ كيف يناقش؟ آآ كيف فيناظر وهكذا كيف يدعو ايضا من المعوقات الشباب هو ان يكون ان يريد الشخص ان يكون نسخة من احد. بعض الناس مسلا يعجبه طالب علم في انه يناظر مسلا رأى شيخا او رجلا من الازهر يناظر الناس ويفحمهم فيقول انا اريد ان اكون مثله. لأ لابد ان تختار من كل نسخة متميزة ما يناسبك. رأيت مثلا رجلا مهتما بالفلسفة والمنطق. ورأيت رجلا مهتما بالوعظ ورجلا مهتما بالشعر ورجل مهتم باللغة ورجل مهتم بالمناظرات خذ من كل نسخة ما يناسبك ويناسب مشروعك واهدافك. ولا تكن نسخة من احد كذلك من المعوقات يا شباب حبس النفس على شيخ او طالب علم لا تسمع الا له. وده بيحصل كثير جدا آآ بسبب الانبهار. تنبهر بشخص معين فتترك كل المشايخ ولا تعتني بهم. آآ فقط تحبس نفسك على شيخ واحد. الذي يحبس نفسه على شيخ لن يكون الا نسخة باهتة منه. لذلك لما سئل الامام احمد هل نستمع اليك؟ فقط؟ فقال لا بل اسمعوا من هذا وهذا خذ العلم من هنا ومن هنا ومن هناك وهكذا. ومعروف جدا ان الانسان لن ينبل في العلم الا اذا تعدد مشايخه واحسن انتقاءهم ايضا من المعوقات يا شباب الاعتماد على وسيلة واحدة في التحصيل. انسان لا يفعل الا القراءة. لأ هناك وسائل من التحصيل منها القراءة. ومنها آآ مم جرد المطولات الكتب الطويلة ومنها المدارسة الجماعية ومنها حضور دورات ومنها حضور المحاضرات ومنها الدروس المرئية ومنها كتابة البحث ومنها اختصار الكتب ومنها تلخيص المسائل. هذه وسائل اذا اجتمعت في آآ في طالب العلم فانها تكون فيه المهارات المختلفة ايضا من اسباب يعني ضعف تحصيل طلاب العلم تضييع الاوقات القصيرة. مثلا آآ طالب علم يقول انا لا ازاكر لما يكون خمس ساعات متوفرين لدي. لأ الربع ساعة الخمس دقائق الدقيقة الواحدة يمكن ان تنتفع منها. والله يعني كثير من الكتب اعرف اشخاصا انهوها كاملة بهذا الاوقات الربع ساعة والنصف ساعة آآ وهو مسافر مثلا خمس ساعات او ساعة او ساعتين يسمع فيها آآ شرحا او يسمع فيها محاضرة او تسمع فيها فيلما وثائقيا يحكي واقعة تاريخية وهكذا. لابد من استثمار الوقت القصير وطبعا من الامور التي تضيع العمر هي وسائل التواصل فهي تحرق العمر. اذا يعني آآ ادخل الانسان نفسه فيها دون ان يحكم نفسه فانه يرى عمره يعني آآ تطير ايامه وسنينه وشهوره دون ان يدري ايضا من من الاخطاء في طلب العلم ترك اغتنام المواسم والاجازات والعطل. يعني ايه يا شباب؟ يعني في واحد مثلا شغال طول الاسبوع بس عنده يوم السبت والاحد طيب هو لو طول الاسبوع يذاكر مثلا ساعتين جيد. لكن مثلا في العطلات حاول ان تستغل العطلة في ان تنجز شيئا كبيرا. ان تخلص كتابا كبيرا. او ان تكتب بحثا او ان تقرأ مقالا وهكذا. فلا بد ان الاجازات والعطل ايضا آآ من الامور التي يضيع فيها عمر الانسان ان يتحير بين الاهداف المرتبطة بالزمن. يعني وده يعني حصل معي كثيرا مثلا. اقول هذا العام انا اريد ان اهتم باللغة الانجليزية. لأ انا اريد في هذا العام ان اهتم اه اه دراسة كتاب معين يبقى الانسان مترددا حتى يضيع هذا العام وهو في ذلك التردد ايضا يا شباب من المعوقات معوقات النبوغ في طلب العلم والاستمرار عليه الا تشعر من حولك بقيمة ما تفعل. يعني ايه يا شباب انسان مثلا يعيش مع اسرته او مع زوجته او مع عائلته. يعني مع ابيه وامه واخواته. واخوته لا يشعرهم بقيمة ما يفعل. اذا لم تشعر انت من حولك بقيمة ما تفعل سيكونون عائقا في طريقك ودائما يلومونك على اضاعتك للوقت وشرائك للكتب. اذا اشعر كل من حولك بقيمة ما تفعل. اخبرهم بهدفك وبطموحك وبثمرة عملك عند الله. اخبرهم بنياتك من هذا العمل يبقى انسان مع زوجته عشرين عاما آآ يتعلم ولم يشعرها ولم يجلس معها مرة يشعرها بقيمة ما يفعل لماذا يشتري الكتب؟ لماذا يجلس عشر ساعات على على الدراسة او عشرين ساعة يحضر درسا؟ لابد ان تشعر من حولك بقيمة ما تفعل ولابد كذلك ان تصحبهم معك في الخير وان تكلفهم باعمال خير مناسبة ايضا يا شباب من الامور التي تعيق آآ يعني طالب العلم عن الاستمرار هو ان ينشغل دوما بان يعرف الناس جهده وتعبه ومستواه والله هذا وجدت في كثير من الناس الشباب ليس حتى في طلب العلم فقط كتير من الناس مشغول قوي بان الناس تعرف كيف تعي بقى يقول ياه انا تعبت امبارح في المسائل دي انا يعني بقى لي مسلا عشر ساعات على الكتاب انا مستوايا وصل للمرحلة الفلانية. لأ. لا تنشغل بان يعرف عنك او يعلم عنك الخير الا من يملك لك الضر والنفع فقط الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك الضر والنفع ولن تخاف معه ظلما ولا هضما. يعني ارح نفسك ولا تعذب نفسك لا لا تعذب نفسك بان ترسم صورة لنفسك عند الناس. الله سبحانه وتعالى هو المصور والله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم ايضا الشباب من المعوقات الوقوف عند حد وترك تطوير النفس. ده بيحصل كتير جدا للمتصدرين. طالب علم مثلا يعطي دروسا او امام او خطيب في مسجد او رجل كاتب في في صحيفة مثلا او رجل حوله تلاميذ. هو يرى ان التلاميذ آآ يعني آآ لا يحتاجون ان يتوسع فبالتالي هو يقف عند مرحلة معينة ولا يستزيد. وكثيرا ما يكون السبب ان من حوله يعني اه عقلهم بسيط او يحتاجون علما قليلا وهذا خطأ. لماذا يا شباب لان الزيادة من العلم لا ينبغي ان ترتبط بالمتلقي. الانسان يجب ان يستزيد من العلم. وان يكثر منه والا يكتفي بشيء منه ابدا واضح؟ ثانيا دور الداعية هو ان يرفع الناس لا ان ينزل اليهم. يعني حتى اذا كان الناس من حولك لا يحتاجون دقيق العلم. انت ساوجد فيهم من يحتاج دقيق العلم ومن يجبرك على قوة التحضير ومن يناقشك ومن يكون شريكا لك واضح لا تقف عند حد وايضا يا شباب من من اعظم الامور التي انبه عنها يعني في نهاية هذه الجلسة هو آآ تضييع اعظم غاية للطلب وهي اصلاح النفس. كثير من الناس والله يا شباب يتوه وينسى بعد زمن طويل هو لماذا اصلا يدرس؟ يعني تراه يهتم بقدر المعلومات ودقائق العلوم لكنه يكسب ان ان ان يحافظ على صلاة الجماعة يكسل على على او ركعة الوتر يكسل على ان يتوضأ. يعني يعني اذا خرج من من دورة المياه هذا مشكلة كبيرة يا شباب اساسا قيمة العلم ما هي قيمة العلم؟ اعظم اعظم قيمة للعلم ان تكون سببا في صلاح نفسك. هذا هو الاصل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع فاذا رأى طالب العلم انه يزداد معلومات ولا يؤثر ذلك على خلقه وسلوكه وعبادته فانه يجب ان يقف مع نفسه وقفة كبيرة وقد قال عبدالله بن المبارك اعظم مصيبة للعبد ان يرى تقصيرا من نفسه ولا يبالي. واضح وقد تكلم السبكي وغيره من العلماء على كثير من الطلاب الذين حتى اذا دخلوا في الصلاة لا يفكرون الا في دقائق المسائل ولا يخشعون ولا ولا يحرصون حتى على قيام الليل ولا المحافظة على الوضوء. ولا صلة الارحام ولا غير ذلك. اذا يا شباب اعظم قيمة لطلب العلم ان تزكي نفسك فاذا لم يحصل لك من كل العلم الا هذه الثمرة فوالله يعني تكفيك واضح اما ان تضيع هذه الثمرة وتضيع العبادات بحجة النفع المتعدي فانت والله تغش نفسك واخيرا يا شباب من المعوقات وهذا هو يمكن ان يعني نكتفي عنده وان كنت انا اريد ان انا ابقى معكم والله عشر ساعات. لكن لا احب ان اثقل على على الشباب وان شاء الله سيستمر معنا آآ ستستمر معنا هذه المحاضرات تقريبا بمثابة عشر ساعات اسبوعيا. يعني آآ خمسة ايام ان شاء الله تقريبا ان شاء الله في كل يوم ساعتين آآ يمكن ان يكون اخر ما اذكره وهو الذي سادخل منه ان شاء الله في درسي في المحاضرات القادمة هو حصر الجهد والوقت في الابحاث المعاصرة والمختصرات وتضييع تراث الائمة المحققين كثير من الطلاب شباب كثير من الطلاب آآ يعني يبقى عمرا طويلا في مختصرات وابحاث يدور حولها ولا يدرس كلام الائمة المحققين. لا يدرس كلام الشافعي. لا يدرس كلام ما لك ابي حنيفة محمد بن حسن الشيباني. لا يدرس كلام آآ ابن تيمية ابن كثير ابن حجر الشاطبي آآ الذهبي انما يتقوقع حول مجموعة ابحاث معاصرة لانها تعطيه معلومة سريعة هذه الابحاث المعاصرة شباب. وان كانت تسهل العلم وان كانت مدخلا لكنها ابدا لا يمكن ان تكون الطالب. لا يمكن ان كون مهارات الطالب لا يمكن ان تجعل منك طالب علم متميز ولا باحثا متميزا لابد من دراسة تراث الائمة المحققين واضح يا شباب احنا تقريبا اخدنا كم ساعة دلوقتي اه بسم الله طيب ده احنا ممكن نكمل شوية طيب ندخل في العنصر الذي بعد ذلك يا شباب اه من هو الطالب المستهدف من هذه الدورات الطالب المستهدف من هذه الدورات يا شباب يمكن ان يكون الطالب المبتدئ. يمكن لكن هذه الدورات يا شباب يعني تكون اكثر خصوصية بطالب العلم الذي درس عمرا طويلا لكنه رأى يعني نفسه متشتتا وجد انه بعد عمر طويل لم يحكم آآ العلوم ولم يستطع ان يشرح. ولم يستطع ان يعلم. لم يستطع ان ان يعرض او يدرس او يفصل في المسائل كثير من الشباب آآ كثير من من طلاب العلم يا شباب في بلدان مختلفة يعني يراسلونني من زمن طويل يقولون نحن بقينا عمرا طويلا ندرس ونقرأ ونكتب ونلخص لكننا الى الان لم نحكم آآ آآ المواد لم نحكم المسائل لا نحسن عرض ما نعلم. لا نحسن التدريس. آآ لا نحسن المناقشة. لا نحسن الكتابة والتأليف هم يا شباب يقولون نحن نريد ان ننتقل من السطحية الى التأصيل واضح يا شباب عندهم تشتت كبير جدا فلذلك هؤلاء الشباب بالتحديد هم الذين اختصهم بهذه الدورات وقد نصحتهم هنا نصيحة مركزة وهي ان يركزوا جهدهم وقوتهم وطاقتهم في باب من ابواب العلم يعني لا يجعلون الوقت المتاح لهم للمذاكرة او للدراسة. يعني يعني يتفرق بين مثلا خمسة علوم. لا حاول ان تختار علما وان تبقى فيه مدة من الزمن هذا العلم تحتاج فيه ان تعرف ابوابه. وتحتاج ان تعرف مسائله وفصوله واهم الكتب فيه. وان طريقة مدارستك له. بين القراءة على الشيخ وحضور المحاضرات والدورات والاستماع الى الدروس المرئية المسموعة وهكذا واضح يا شباب؟ يعني انت اذا اردت ان تتخلص من التشتت عندك فلابد ان تجمع همك على علم واحد. هذا العلم تعرف فيه كل الابواب وتعرف فيه آآ كذلك الكتب الرئيسة في هذا العلم واضح يا شباب؟ يعني اضرب مثلا انت اذا اردت ان تتخصص في علوم الحديث او ان تتأصل فيه. تحتاج ان تعرف كل ابواب العلم وان تعرف ما هي الكتب الرئيسة في هذا العلم وتحتاج ان تنوع طريقة التعلم فيه. تقرأ وتطالع وتختصر وتستمع الى الدورات وتناقش اصدقاءك في مدارسة جماعية وآآ تكتب بحثا فيه وان تدرس دراسة تطبيقية وهكذا كذلك علم اصول الفقه وعلم العقيدة وعلم اللغة العربية وهكذا. اما شباب ان تفرق وقتك يعني المتاح يعني ربع ساعة في العقيدة وعشر دقائق في السيرة وخمس دقائق في كتاب في الفكر. فهذا والله يا شباب لن يخرجك من السطحية. لأ. لا لابد ان آآ تعرف ان ان الانسان اذا اجتمع همه في باب واحد لمدة معينة فانه خليق بان يحكم هذا الباب ان شاء الله فلذلك ان شاء الله سيكون لنا يعني محاضرة خاصة عن التخصص. كيف ينتقل طالب العلم من السطحية الى التخصص؟ لكني فقط هنا اعطيت لمن هو الطالب الذي يعني اخصه في هذه الدورات وهو الطالب الذي عنده ارضية او عنده معلومات عامة. لكنه يحتاج ان ترتب المعلومات. يحتاج ان يتعلم المهارات. مهارة القراءة كيف نقرأ لنستخلص الفوائد؟ كيف نفهم؟ كيف نستوعب؟ كيف نحلل؟ كيف آآ يعني نستدل؟ كيف نفهم الاشكال؟ كيف نرد الاشكال وهكذا فهذه الامور يا شباب وهذه المهارات يحتاج الطالب ان يعرفها. حتى يعرف ماذا عنده منها. وماذا آآ حصل وماذا ينقصه آآ يمكن ان اختم هذه الفكرة بكلام للمفسر الكبير ابن عطية رحمه الله قال الامام ابن عطية الشباب وهو احد كبار المفسرين بعدما ذكر مقدمة تفسيره ذكر ان العلوم العلم فنون. وان على من تشوق للتحصيل ان يأخذ من كل علم بطرف يعني الفكرة عنده يا شباب ان يكون عندك ارضية بكل العلوم ثم قال ركز معي جدا في هذه المقالة قال ابن عطية رحمه الله ثم رأيت ان من الواجب على من احتبى وتخير من العلوم واجتبى ان يعتمد على علم من علوم الشرع يستنفي فيه غاية الوسع يجوب افاقه ويتتبع اعماقه ويضبط اصوله ويحكم فصوله ويلخص ما هو فمنه او يؤول اليه ويفي بدفع الاعتراضات عليه حتى يكون لاهل ذلك العلم كالحصن المشيد والزخر العتيد يستندون الى اقواله ويحتذون على مثاله. هذه بالضبط يا شباب مختصر الفكرة. ما هو مختصر الفكرة ان يكون عندك ارضية بكل العلوم المنتسبة الى الشريعة يعني ان تدرس دراسة افقية في الحديث واصول الفقه وعلوم القرآن والفقه والتفسير و آآ المنطق والفلسفة والعلوم الانسانية. هذه دراسة افقية. ثم تعطي وقتا من حياتك لكل علم من هذه العلوم تركز في هذا العلم على الاقل ستة اشهر. واضح؟ ثم بعد ذلك تختار بابا كبيرا من هذه العلوم هذا الباب تحاول ان تعرف عنه كل شيء قدر الامكان ان تعرف ابوابه ومسائله واهم كتبه واهم العلماء الذين يرجع اليهم فيها وان تعرف اصول وقواعد آآ هذا العلم وان تعرف فنون هذا العلم وما يدخل تحته من الابواب. كل هذا شباب جدير بان يعني تحقق المرجو في هذا العلم آآ يعني يمكن ان نكون هناك اقتربنا من ساعة ونصف ان شاء الله يعني كل مرة نزيد نصف ساعة حتى لا نشق عليكم. يعني آآ كنت انوي ان احنا ناخد سلاس ساعات اليوم لكن يعني اظن ان هذا سيكون صعبا فانا احاول ان احنا يعني ايه نقتضي بالاضعف يعني حتى لا يمل الناس ان شاء الله آآ موعدنا غدا في درس الحديث يعني نحن نسير في خطين في التأصيل في علوم الحديث والخط الاخر هو دراسة تراث الائمة المحققين واخترنا ان نبدأ بالامام ابن تيمية رحمه الله. سيكون ان شاء الله يوما لعلوم الحديث ويوما لتراث الائمة المحققين ان شاء الله في الدرس القادم آآ او في المحاضرة القادمة الخاصة بهذا العلم ستكون ان شاء الله آآ يعني يوم الاحد ان شاء الله. آآ سنتكلم فيها عن تراث الائمة المحققين ما صفتهم وما تراثهم؟ وما قيمته في تكوين طالب العلم؟ ونتكلم عن الامام ابن تيمية الله ونتكلم عن تراثه في تزكية النفس. ثم ندخل في الكتاب الاول وهو كتاب العبودية واحنا عندنا ان شاء الله واحد وسبعين كتاب في المرحلة الاولى اه هذه الكتب ان شاء الله يعني يعني ما تتخضش من ان هي واحد وسبعين كتاب يعني تظن ان هي لأ احنا ان شاء الله سنقرأ فيها قراءة سريعة وكل ما يمكن الطالب آآ فهمه فلن يعني نشرحه. سنقف فقط مع المشكل. لاننا اخترنا ان نقرأ كل تراث الامام في كل باب يعني كل تراث الامام في باب التزكية والعبادة. كل تراث الايمان في باب الاسماء والصفات وباب القدر وباب النبوات وهكذا. بهذه الصورة سنمر ان شاء الله على كل تراث الامام ابن تيمية رحمه الله. وهذا احسن واقوى ما يمكن ان تبدأ به استقراءك لتراث الائمة. بعد فهذا التراث ان شاء الله سيسهل عليك كل كتب الائمة باذن الله اه لاننا سنحاول ان يعني ننمي مهارة اه كيف تفهم كلام الامام؟ كيف تقسم كلامه الى فقرات؟ كيف تفرق بين الفائدة والقاعدة؟ كيف اه توظف الفائدة في بابها آآ كيف تعرف استدلال الامام وجمعه للنصوص وتحريره للاقوال وهكذا. يعني سنهتم جدا بسؤال كيف اكثر من سؤالي ماذا فنسأل الله سبحانه وتعالى العلم النافع والعمل الصالح وانا شايف كثير من الشباب ما شاء الله بيقول ان هو مستمتع وده ده من فضل الله سبحانه وتعالى. واحنا ان شاء الله سنجتمع ان شاء الله على الخير. وسنتم باذن الله فهي هذه الكتب ان شاء الله. وهذه الكتب ستنتهي سريعا يعني آآ ما تشعرش ان هي كتب طويلة جدا لأ. يعني انا احب دائما آآ انجاز كل معلومة تدخر الى موضعها. وكل معلومة اشعر ان الطالب لا يحتاج ان تحرر له او ان يعني تشرح له ساكتفي ببيانها من القراءة. ونركز فقط على ما يصعب على الطالب ونسأل الله سبحانه وتعالى العلم النافع والعمل الصالح. موعدنا غدا ان شاء الله مع آآ دروس الحديث في اخ عبدالرحمن رزق بيقول ما اسم هذه السلسلة؟ هي دراسة تراث الائمة المحققين والانتفاع بهم نبدأ آآ كتب الامام ابن تيمية رحمه الله في آآ باب اخلاص العبادة لله وتزكية النفس والاستقامة. وآآ الحديث عن الفرق المخالفة في هذه الابواب آآ جزاكم الله خيرا يا شباب وآآ انا والله سعيد جدا بهذه الدورات. واشعر ان شاء الله انها ستستمر باذن الله. واشعر ان الله سبحانه وتعالى يفتح لنا ابواب خير كثيرة جدا هو يعني انا كنت اود ان نكون جميعا آآ يعني نكون مجتمعين يعني ندرس على السبورة لكن الحمد لله. يعني جعل الله خيرا في هذه الوسائل التواصل. اريد منكم الا تحرق اعماركم في وسائل التواصل الاجتماعي ولا تدخلوا عليها الا وانتم تعرفون ماذا تريدون منها بالتحديد. واغتنموا اوقاتكم واحرصوا على سلامة قلوبكم واحرصوا على تزكية انفسكم. واحرصوا على طلب العلم النافع واخلصوا النيات الى الله تبارك وتعالى فان الله سبحانه وتعالى اذا علم في قلب العبد خيرا فانه يعطيه خيرا. وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته