السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعده فهذه المحاضرة الثالثة من دورات استقراء تراث الائمة وفيها الحديث عن تراث الامام ابن تيمية رحمه الله في ابواب تزكية النفس والعمل الصالح والاستقامة واعمال القلوب وفيها كذلك الحديث عن طريقتنا في قراءة تراثه ثم ندخل بعدها في الكتاب الاول في تلك الحقيبة العلمية وهو كتاب العبودية اولا معالم منهج الامام ابن تيمية رحمه الله فيما كتبه في ابواب التزكية والعمل الصالح والاستقامة واعمال القلوب والاخلاق واقول وبالله التوفيق تراث الامام ابن تيمية رحمه الله في تلك الابواب متسق تماما مع منهجه العام في كل ابواب الشريعة فهو فرع عنه اول ما انبه عليه من منهجه ان الامام ابن تيمية رحمه الله جعل الاصل تلك الابواب ان تطلب من الوحي وبيانه وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام رضي الله عنهم الامام ابن تيمية رحمه الله يجعل المنطلق في بحث اي مسألة في تلك الابواب او غيرها آآ يجعل الوحي هو الاصل. يجعله هو المنطلق. وكذلك يجعله هو المرد والحكم عند التنازع وكذلك يجعله الميزان الحق الذي توزن به كل المقالات والافعال في تلك الابواب من اقواله في ذلك رحمه الله انه قال فالعلم المشروع والنسك المشروع مأخوذ عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ما جاء عن من بعدهم فلا ينبغي ان يجعل اصلا وان كان صاحبه معذورا بل مأجورا لاجتهاد او تقليد فمن بنى الكلام في العلم الاصول والفروع على الكتاب والسنة والاثار المأثورة عن السابقين فقد اصاب طريق النبوة وكذلك من بنى الارادة والعبادة والعمل والسماع المتعلق باصول الاعمال وفروعها من الاحوال القلبية والاعمال البدنية والاعمال البدنية على الايمان والسنة والهدي الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فقد اصاب طريق النبوة وهذه طريق ائمة الهدى ثم بين رحمه الله ان تلك طريقة الائمة كالامام احمد ثم قال يعني ختم هذه الفقرة بقوله فاما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود وقال رحمه الله في بيان ان هذه المسائل ينبغي ان يرجع فيها الى الوحي وان يكون الوحي الحكم فيها والميزان قال رحمه الله مسائل السلوك من جنس مسائل الاعتقاد كلها منصوصة في الكتاب والسنة اه اصطلاح السلوك واصطلاح حادث لكن كان يستعمله الامام لانه صار علما على آآ ابواب التزكية والعمل الصالح والقربات والاخلاق تبين ان تلك الابواب من جنس مسائل الاعتقاد كلها جاءت في الوحي. جاء الوحي فيها باحسن طريق واهدى طريق واكمل طريق ثم عاد طريقة من اعتمد غير الوحي وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في ابواب الشريعة ومنها التزكية والعبادة فقال وكذلك من صنف في التصوف والزهد جعل الاصل ما روي عن متأخري الزهاد واعرض عن طريق الصحابة والتابعين كما فعل صاحب الرسالة ابو القاسم القشيري وابو بكر محمد بن اسحاق الكلباذي وابن خميس الموصلي في مناقب الابرار وابو عبدالرحمن السلمي في آآ تاريخ الصوفية لكن ابو عبدالرحمن صنف ايضا سير السلف من الاولياء والصالحين وسير الصالحين من السلف كما صنف في سير الصالحين من الخلف ونحوهم آآ ونحوي آآ من من الخلف ونحوهم من ذكرهم لاخبار اهل الزهد والاحوال من بعد القرون الثلاثة من عند ابراهيم ابن ادهم فضيل بن عياض وابي سليمان الداراني ومعروف الكرخي ومن بعدهم واعراضهم عن حال الصحابة والتابعين الذين نطق الكتاب والسنة بمدحهم والثناء عليهم والرضوان عليهم ابن تيمية رحمه الله هنا يبين ان هؤلاء الذين كتبوا كتبا في ابواب العمل الصالح والتزكية والاستقامة والاخلاق لم يجعلوا الوحي منطلقا لهم لم يجمعوا نصوص الوحي لم يجمعوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ولا هدي الصحابة الكرام في تلك الابواب. وانما اعتنوا بجمع اخبار واعمال لعباد وزهاد لم يكونوا ابدا آآ لا علما ولا عملا على قدر ما كان عليه الصحابة الكرام ثم اعرض هؤلاء عن ذكري حال الصحابة الكرام والتابعين لهم باحسان الذين نطق الكتاب والسنة بمدحهم والثناء عليهم والرضوان وابن تيمية رحمه الله هنا آآ يبين غلط آآ او اصل الغلط عند هؤلاء في كونهم لم يعتمدوا آآ هدي الصحابة في بيان تلك الابواب ثم بين انه تجب معرفة المحكم في تلك الابواب ثم معرفة المقالات فيها ووزنها بالوحي يعني يجب في اي باب تريد ان تبحثه ان تجمع ما جاء في الوحي منه وان تجمع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه وان تجمع اقوال الصحابة وافعالهم في تلك الابواب ثم تزن كل المقالات والافعال بعدهم بذلك الميزان قال رحمه الله فان معرفة اصول الاشياء ومبادئها ومعرفة الدين واصله واصل ما تولد فيه من اعظم العلوم نفعا اذ المرء ما لم يحط علما بحقائق الاشياء التي يحتاج اليها يبقى في قلبه حسكة يعني يجب في اي باب تدرسه ان تعرف المحكم ثم تزن كل ما يأتي بعد ذلك من مقالات العلماء واجتهاداتهم اه بهذا الميزان المحكم فاذا لم يعرفوا اذا لم يعرف الانسان اه تلك المقالات او لم يضبط المحكمات فانه يبقى في قلبه ريب او شك شك مما هو عليه وهذا المنهج قد طبقه الامام رحمه الله على نفسه وقد ذكر الامام رحمه الله انه كان في بداية طلبه يجتمع مع اخوان له يطلبون الحق وانه وكثير آآ غيره وانه وكثيرا آآ غيره كانوا يحسنون الظن ببعض مبتدعة ثم لما فقه الشريعة ووزن تلك المقالات بميزان الشرع تركها واستقام على الشريعة ثم كشفها وحذر منها قال رحمه الله وانما كنت قديما ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه لما رأيت في كتبه من الفوائد ثم قال ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة ما ولم نطالع الفصوص يعني كتابة فصوص الحكم وهو كتاب به ضلالات كثيرة فيه شرك كثير اه ولم نطالع الفصوص ونحوه. وكنا نجتمع مع اخواننا في الله نطلب الحق ونتتبعه ونكشف حقيقة الطريق فلما تبين الامر عرفنا نحن ما يجب علينا فلما قدم من الشرق مشايخ معتبرون وسألوا عن حقيقة الطريقة الاسلامية والدين الاسلامي وحقيقة هؤلاء وجب البيان وقال كذلك وانا وغيري كنا على مذهب الاباء في ذلك نقول في الاصلين لعله يقصد مسائل الصفات والشرع والقدر نقول فيها بقول اهل البدع فلما تبين لنا ما جاء به الرسول دار الامر بين ان نتبع ما انزل الله او نتبع ما وجدنا عليه اباءنا فكان الواجب هو اتباع الرسول والا نكون ممن قيل فيهم واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا كذلك الامام كتب في اول عمره آآ كتابا ذكر فيه استحباب زيارة مساجد مكة ثم لما آآ تبين خطأه آآ رجع عن ذلك واعلن فقال ثم تبين لنا ان هذا كله من البدع المحدثة التي لا اصل لها في الشريعة اذا الامام والشباب في خلاصة هذه الفكرة يريد ان يقول لك ان المنطلق في بحث اي مسألة شرعية ينبغي ان يكون الوحي وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته صحابته الكرام ثم التابعون لهم باحسان كما بين ضلال من جعل طريق غير الصحابة في اي من ابواب العلم والعمل اهدى او اكمل من طريق الصحابة قال ابن تيمية رحمه الله فمن جعل طريق احد من العلماء والفقهاء او طريق احد من العباد والنساك افضل من طريق الصحابة فهو مخطئ ضال مبتدع كما يعني آآ ذكر حال بعض من خرجوا عن الشرع في ابواب العبادات. يعني ابن تيمية رحمه الله يحكي عن اقوام آآ رآهم بعينه وحكي لهم قصصهم انهم دخلوا في الرهبانية المبتدعة المبتدعة وقال ابن تيمية رحمه الله وهكذا من غلى في الزهد والورع حتى خرج به عن الحد الشرعي عن حد العدل الشرعي ينتهي امره الى الرغبة الفاسدة وانتهاك المحارم كما قد رؤي وجرب المعلم الثاني من معالم منهج الامام ابن تيمية رحمه الله فيما كتبه في كتب التزكية قال الامام آآ يعني من منهج الامام ابن تيمية رحمه الله انه عظم شأن العمل الصالح والعبادة والاخلاق واعمال القلوب وادخلها فيما ذكره عن اهل السنة في الرسالة الواسطية يعني ابن تيمية رحمه الله لما كتب اه الواسطية وكتب فيها ماذا عليه اهل السنة ادخل ابن تيمية معاني العمل الصالح والعبادة والاخلاق واعمال القلوب في ذلك وقال عنهم ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفاسفها ثالثا من معالم منهجه ان الامام يرى ضرورة اتباع الالفاظ الشرعية في بيان المعاني الشرعية وترك الالفاظ المحدثة في عامة ابواب الدين. يعني يرى الامام ان الحق الذي جاء به الشرع ينبغي ان اعبر عنه بنفس لفظ الشرع قال رحمه الله الالفاظ التي جاء بها الكتاب والسنة علينا ان نتبع ما دلت عليه اه مثل لفظ الايمان والتقوى والاحسان والتوكل والحب لله بين كذلك ان الالفاظ المحدثة والمجملة لا يحصل بها الهدى بل هي سبب في اللبس والاشتباه وبين الواجب تجاه تلك الالفاظ انها آآ لا تثبت ولا تنفى وانما يستفسر عن مراد من يستعملها فان قصد معنا شرعيا صحيحا قبل المعنى واستعملنا في بيان ذلك المعنى اللفظ الشرعي الدال عليه قال رحمه الله واما الالفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ولا اتفق السلف على نفيها او اثباتها فهذه ليس على احد ان يوافق من نفاها او اثبتها حتى يستفسر عن مراده او حتى يستفسر عن مراده فان اراد بها معنى يوافق خبر الرسول اقر به وان اراد بها معنى يخالف خبر الرسول انكره ثم التعبير عن تلك المعاني ان كان في الفاظه اشتباه او اجمال عبر بغيرها او بين مراده بها بحيث يحصل تعريف الحق بالوجه الشرعي فان كثيرا من نزاع الناس سببه الفاظ مجملة مبتدعة ومعان مشتبهة اذا ابن تيمية رحمه الله يقول في آآ في هذه الفكرة ينبغي ان نعبر عن الحق الذي جاء به الشرع بنفس لفظ الشرع ولا نستحدث الفاظا نعبر بها عن المعاني الصحيحة وبين كذلك ان من يستعمل الفاظا آآ من عنده يعبر بها عن معاني اه معينة اننا لا نقبل تلك الالفاظ ولا نردها. مثلا لفظ الجوهر العرض لفظ الجسم. لفظ اه التصوف لفظ المعرفة لفظ آآ الفاظ كثيرة يجب آآ ان نستفصل ونستفسر عن مراد المتكلم بها. فان اراد صحيحا قبلنا المعنى لكننا مع ذلك لم نعبر عن تلك المعاني الصحيحة الا بالالفاظ التي جاء بها الشرع وذكر رحمه الله امثلة على تلك الالفاظ المحدثة التي بها معاني صحيحة وبها معاني ليست صحيحة. قال رحمه الله لفظ الفقر والزهد والتصوف قد ادخل فيها امور يحبها الله ورسوله كالتوبة والصبر والشكر وقد ادخل فيها آآ امور يكرهها الله ورسوله كالحلول والاتحاد والرهبنة المبتدعة اذا هذه الالفاظ يا شباب اذا ذكرت في ابواب الايمان في ابواب الاسماء في ابواب القدر في ابواب العبادات واعمال القلوب يجب ان نلتزم اللفظ الشرعي. فاذا ذكرت تلك الالفاظ فاننا لا نردها ولا نقبلها. وانما نسأل عن او نستفسر عن آآ معاني المعاني التي ارادها من اطلقها. ثم اذا كان المعنى حقا قبلنا المعنى وايضا لم نعبر بما جاء به الشرع رابعا من معالم منهجه ساعة تراثه في تلك الابواب. حيث شمل الحديث المفصل عن الايمان واعمال القلوب والاعمال الظاهرة والفرائض والنوافل والمعاصي والكبائر وامراض القلوب وبيان طريق الولاية والاستقامة والاخلاق وغير ذلك مما يدخل تحت تلك الابواب كما سيظهر ذلك في قائمة التصانيف التي جمعتها لكم والتي آآ يظهر فيها سعة آآ تراث هذا الامام في تلك الابواب خامسا من معالم منهجه ربط باب العبودية والاستقامة وتزكية النفس بباب العلم بالله واسمائه ومحامده وقدره وحكمته سبحانه مع العناية البالغة ببيان تكامل تلك الابواب ونفي المعارضة بينها ما معنى هذا الكلام يا شباب نحن عندنا في باب تزكية النفس عندنا آآ امر مهم جدا وهو كيف نجمع بين قدر الله وشرع الله؟ يعني الله سبحانه وتعالى علم علم الاشياء آآ وكتبها وشاءها وخلقها فافعال العباد الله سبحانه وتعالى يعلمها مسبقا قبل ان يخلق العباد وكذلك الله سبحانه وتعالى كتبها والله سبحانه وتعالى شاءها وارادها وخلقها كيف نجمع بين هذا وبين التكليف والتشريع؟ الذي جاء بالامر والنهي يعني كيف يكون العبد مكلفا والله سبحانه وتعالى علم وكتب وشاء وخلق كل افعال العبد اعتنى الامام ابن تيمية رحمه الله ببيان آآ هذه الابواب وبيان التكامل بينها ونفي اي معارضة ورد على كل من آآ اه راعى راعى بابا منها واهمل الباب الاخر رد في ذلك على الصوفية ورد كذلك على المتكلمين من المعتزلة كما سيأتي معنا ان شاء الله آآ سادسا من معالم منهجه يا شباب ربط باب العبودية والاستقامة بفقه خصائص النفس ومراعاة تلك الخصائص في باب الاستقامة والعمل الصالح وهذا سيأتي بيانه يا شباب ان الامام ابن تيمية رحمه الله حينما تحدث عن التقرب التقرب الى الله وتحدث عن الاعمال الصالحة التي يتخذها العبد قربة بينه وبين الله اعتنى جدا ببيان خصائص النفس. الله سبحانه وتعالى ذكر خصائص النفس. ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جازوعا واذا مسه الخير منوعا كذلك آآ خلق الانسان ضعيفا. خلق الانسان من عجل. آآ انه كان ظلوما جهولا. هذه خصائص في النفس فكل من ترك الاعتناء بهذه الخصائص التي بينها الله في الوحي لابد انه سيقصر في الحديث عن التزكية واعمال القلوب. وسيأتي ان شاء الله في المعلم السابع الحديث عن ذلك سادسا من معالم منهجه يا شباب الشمول في بيان شعب الايمان والعمل الصالح وبيان منازل الاعمال ومن ذلك قوله في مقدمة جوابه عن معنى قول الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اللي هو كتاب العبودية الذي سنأخذه لما سئل عن العبادة اراد ابن تيمية ان يبين شمول او او ان يكون بيانه شاملا لشعب الايمان والعمل الصالح وقال رحمه الله العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان الى الجار واليتيم والمسكين والمملوك من الادميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العباد وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والانابة اليه واخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وامثال ذلك هي من العبادات لله نلاحظ ان الامام رحمه الله في هذه الكلمات المختصرة اراد ان يستوعب اه جمل شعب الايمان مع اعتناء خاص بالموازنة بين الاعمال عند التزاحم اه موازنة مبنية على منزلة العمل في الشريعة وفقه خصائص النفس في اختيار ما يناسبها من شعب الايمان والعمل الصالح كما سيأتي سابعا يا شباب من معالم منهجه النظر في باب العمل الصالح والتقرب والتقرب الى الله من جهاد الجهة الاولى شعب الايمان ومنزلة كل شعبة ثانيا فقه النفس واختلاف الناس في المواهب والقدرات ثالثا سياسة النفس باختيار الانسب لها من شعب الايمان فالاصل عند الامام يا شباب في ابواب النوافل والمستحبات التي يختارها الانسان قربة في طريقه الى الله ان يختار العبد من القربات والطاعات ما يناسب مواهبه وقدراته والا يتكلف ما لا يحسنه ولن يقوم به على وجهه وليس ذلك يا شباب من اتباع الهوى في العمل الصالح بل هو من الحكمة في القيام بالعمل الصالح قال الامام ابن تيمية رحمه الله في بيان تلك المعاني الناس يتفاضلون في هذا الباب فمنهم من يكون العلم ايسر عليه من الزهد ومنهم من يكون الزهد ايسر عليه ومنهم من تكون العبادة ايسر عليه منهما فالمشروع لكل انسان ان يفعل ما يقدر عليه من الخير كما قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم واذا ازدحمت شعب الايمان قدم ما كان ارضى لله وهو عليه اقدر وقد يكون على المفضول اقدر منه على الفاضل ويحصل له افضل مما يحصل من الفاضل فالافضل لهذا ان يطلب ما هو انفع له وهو في حقه افضل ولا يطلب ما هو افضل مطلقا اذا كان متعذرا في حقه او متعسرا يفوته يفوته ما هو افضل له وانفع كمن يقرأ القرآن فيتدبره وينتفع بتلاوته والصلاة تثقل عليه. تقصد صلاة النافلة ولا ينتفع منها بعمل او ينتفع بالذكر اعظم مما ينتفع بالقراءة. فاي عمل كان له انفع ولله اطوع افضل في حقه من تكلف عمله لا يأتي به على وجهه بل على وجه ناقص يفوته ما هو انفع له هذا تقرير نفيس من الامام ابن تيمية رحمه الله يا شباب يراعي فيه العبد شعب الايمان وآآ منزلة كل شعبة منها وان يسوس نفسه سياسة سياسة صحيحة في ان يختار من الاعمال الاكمل بحسب ما تناسب مواهبه وقدرته قريب من ذلك قول الامام مالك آآ رحمه الله الامام ما لك آآ كان قد اتخذ طريق العلم وآآ بيان العلم اه قربته الى الله تبارك وتعالى وكان آآ يعني ليس مكثرا من النوافل المطلقة وان كان له قدر منها فكان بعض العباد الذين جهلوا شعب الايمان وتنوع شعب الايمان وجهلوا آآ فكرة ان الله سبحانه وتعالى قسم الاعمال بين الناس اه عاب ذلك على الامام مالك رحمه الله ارسل احدهم الى الامام ما لك وهو عبدالله العمري العابد يحض الامام مالكا على العزلة والانفراد يعني يقول له اترك هذا الطريق اللي هو التحديث والفتية وتعليم الناس واعتزل الناس وانفرد حتى يكون لك عبادة اعظم فاجابه الامام مالك رحمه الله واسمع الى هذا الجواب العظيم قال الامام ما لك ان الله قسم الاعمال كما قسم الارزاق فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم واخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم واخر فتح له في الجهاد فنشر العلم من افضل اعمال البر وقد رضيت بما فتح لي فيه وارجو ان يكون كلانا على خير وبر الامام رحمه الله بين لهذا العابد سعة وتنوع شعب الايمان وبين ان الله سبحانه وتعالى قسم الاعمال الصالحة بين الناس كما قسم الارزاق وبين ان بعض الناس يفتح له في بعض شعب الايمان ما لا يفتح له في الشعبة الاخرى او في الشعب الاخرى ثم بين له منزلة العلم الشرعي وبث العلم بين الناس وتعليم الناس. ثم بين له انه قد رضي بما فتح له. يعني رضي بباب تعليم الناس ثم بعد ذلك لم ينتقص ذلك العابد حقه وقال ارجو ان يكون كلانا على خير وبر لذلك يقول الامام ابن القيم رحمه الله من الناس من يكون سيد عمله وطريقه الذي آآ يعده او يعد سلوكه الى الله طريق العلم والتعليم ليصل الى الله ومن الناس من يكون سيد عمله الذكر وقد جعله زاده لميعاده ورأس ماله لماله ومن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الصلاة ومنهم من يكون طريقه الاحسان والنفع المتعدي من يكون طريقه الاحسان والنفع المتعدي الى قضاء الحاجات وتفريج الكربات وانواع الصدقات ومنهم الواصل الى الله من كل طريق قد ضرب مع كل فريق بسهم فاين كانت العبودية وجدته هناك ان كان علم وجدته مع اهله او جهاد وجدته في صف المجاهدين او صلاة وجدته في القانتين او ذكر وجدته في ذاكرين او احسان ونفع وجدته في زمرة المحسنين لو قيل له ما تريد من الاعمال لقال اريد ان انفذ اوامر ربي حيث كانت وهذا قرره في كتاب طريق الهجرتين وكذلك في كتاب مدارج السالكين. وهذا الصنف الذي ذكره آآ اخيرا آآ ابن القيم هو يعني يدخل فيهم بداية بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصديق ابو بكر رضي الله عنه كما علم من سيرته رضي الله عنه وارضاه من تطبيقات هذه الفكرة يا شباب ان ابن مسعود رضي الله عنه كان لم يكثر من صيام النافلة لانه يحافظ على ورده من القرآن وقال ان آآ الصيام يشغلني عن وردي من القرآن. طبعا يقصد صيام النافلة ليس معنى ذلك يا شباب ان العبد لا يضرب في كل الابواب بسهم. لأ لكن ابن تيمية يقصد الطريق الاعظم الذي تجعله قربتك الاولى في طريقك الى الله اذا يا شباب ابن تيمية رحمه الله اه لما بين هذه الافكار آآ رجع فيها الى الوحي والى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من فقه تلك المعاني يا شباب حصل فوائد جليلة. اولا العلم بشعب الايمان وبتنوعها وبمعرفة رتبة كل منها ثانيا الحكمة في اختيار الانسب للنفس ثالثا في باب الدعوة الى الله ان تختار الانسب للمدعوين يعني لا تلزم الناس الذين تدعوهم باعمال آآ من الخيرات والبر والنوافل وانت تعلم انهم لا يطيقوها او انهم لن يقوموا بها على وجهها ولكن اختر لهم من الاعمال ما يناسب آآ مواهبهم احد احد الشباب يسأل اين تقرأ بالضبط في الكتاب؟ نحن آآ لم نبدأ بالكتاب بعد. نحن آآ يعني ذكرنا آآ نتكلم عن منهج الامام ابن تيمية ثم ندخل في الكتاب ان شاء الله بعد ذلك الى الان لم اه نقرأ في الكتاب. لم نبدأ في الكتاب اه قلنا ان اه قلنا ان من فقه تلك المعاني اه يحصل فوائد جليلة منها العلم بشعب الايمان وبتنوعها وبمعرفة رتبة كل منها ثانيا آآ الحكمة في اختيار الانسب للنفس ثالثا في باب الدعوة الى الله ان يختار الانسب لمن يدعوهم كما ان النبي صلى الله عليه وسلم مثلا كان ينوع في اجاباته عندما يسأل اي الاسلام خير او اي الاسلام افضل او اي الاعمال افضل كذلك لما آآ نصح ابا ذر الغفاري وقال له اني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين ثم ذكر السبب فقال له انك ضعيف فمع كونه يحب له ما يحب لنفسه من الخير لكنه اختار له ما يناسبه من الاعمال ايضا من من جملة الفوائد التي يحصلها من يفقه هذه المعاني ان يعرف ماذا عنده من الخير وماذا ينقصه وان يعرف الفضل لاهله ممن يقومون باعمال وشعب للايمان والا يستطيل عليهم والا يبغي بما معه من خير فبعض المجاهدين مثلا ينتقص الناس آآ لكونهم آآ ضعفوا عن تلك الشعبة ويتهموهم بالجبن مع كونهم يقومون باعمال جليلة في الدعوة والاصلاح والتعليم والانفاق وقضاء حوائج الناس. كذلك بعض آآ طلبة العلم يبغون على الناس ويجلدونهم ويتيهون عليهم بما يعرفون آآ كذلك آآ بعض المنفقين آآ يعني الذين ينفقون في اعمال الخير ربما يمنون على الناس بذلك ويقولون لولا اموالنا قامت مشاريعكم وكذلك العباد ينظرون الى من يهتمون بالعلم ومن يهتمون باي باب من ابواب الخير انهم اضاعوا الغاية العظمى وهي الا ليعبدون وهكذا. تبغي كل امة بما معها من خير والحق ان ان الاسلام او ان الخير العام لا يحصل بصنف واحد من هؤلاء بل يحصل بتكامل هؤلاء. فينبغي ان يعلم آآ شعب الايمان وان يعلم منزلتها وان يختار منها ما يناسبه وان ان يعرف ماذا عنده من نقص. وان يعرف الفضل لاهله. والا يبغي عليهم عليهم بما وان يتكامل معهم وان ينتفع بهم وان يتعاون معهم على البر والتقوى ثامنا من معالم منهج الامام رحمه الله بيان ان اولياء الله يوجدون في كل صنف من صنوف الامة وان ميزان الولاية والتقوى وان ميزان الولاية هو التقوى والايمان. فاولياء الله يوجدون في كل مجال نافع. لا يختصون بالعلم والجهاد والقرآن يوجدون في الصناع والزراع وربات البيوت والاطباء والمهندسين والتجار. وكذلك يوجدون في القراء والعلماء والمجاهدين قال ابن تيمية رحمه الله وليس لاولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الامور المباحات فلا يتميزون بلباس دون لباس اذا كان كلاهما مباحا ولا بحلق شعر او تقصيره او ظفره اذا كان مباحا كما قيل كم من صديق في قباء وكم من زنديق في عباء اه قول ابن تيمية رحمه الله كم من صديق في قباء؟ القبا هو اه لبس الاعاجم يعني الملابس التي يلبسها الاعاجب. فيقول ابن تيمية كم من رجل صديق لا يلتفت لا يلتفت الناس اليه هو صديق ولي لله قد حصل الايمان والتقوى وان كان في الظاهر لا يبدو عليه يعني انه من العلماء او من العباد او او المجاهدين والعكس كم من زنديق في عباءة يعني كم من رجل فاجر زنديق او ربما مرتد وهو يلبس عباءة العلماء او يفتي ناس او يتصدروا المجالس. يعني كم من رجل مدفوع بالابواب وهو ولي لله وكم من زنديق في عباء رجل يلبس لباس العلم وهو محسوب على العلماء لكنه فاجر او زنديق او مرتد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ثم قال الامام ابن تيمية رحمه الله بل يوجدون يعني اولياء الله يوجدون في جميع اصناف امة محمد صلى الله عليه وسلم اذا لم يكونوا من اهل البدع الظاهرة والفجور فيوجدون في اهل القرآن واهل العلم ويوجدون في اهل الجهاد والسيف ويوجدون في التجار والصناع والزراع. وقد ذكر الله اصناف امة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ان لا تحصوه فتاب عليكم فاقرأوا ما تيسر منه واقرأوا ما تيسر من القرآن علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله واخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرأوا ما تيسر ايضا من معالم وهو التاسع معنا من معالم اه منهجه رحمه الله الاعتناء ببيان الحال الاكمل في كل باب يعني ابن تيمية رحمه الله وان كان يبين الحد الادنى الشرعي في كل عبادة او في كل باب لكنه كذلك اعتنى بان يبين ان الناس منازل في القيام بذلك العمل بين ذلك في آآ مسائل كثيرة سيأتي الحديث عنها كما في حديثي عن الغني الشاكر والفقير الصابر. وكما آآ في حديثه عن طلب الدعاء يعني اذا اردت ان تطلب من احد ان يدعو لك فالاكمل ان تقصد من دعائه ان ينتفع هو الاخر بتأمين الملك عليه حينما يقول امين ولك بمثل وذكر ذلك في آآ معنى الحسد الذي يسميه بعض الناس الغبطة هو ان ترجو ان يكون لك ما عند اخوانك ولا يعني يزول ذلك عنهم كما بين ذلك في آآ حديثه في التسابق الى الخيرات قال وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه نافس ابا بكر رضي الله عنه الانفاق كما ثبت في الصحيح قال عمر رضي الله عنه امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم اسبق ابا بكر ان سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك؟ قلت مثله واتى ابو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك؟ قال ابقيت لهم الله ورسوله فقلت القائل عمر لا اسابقك الى شيء ابدا. قال ابن تيمية معلقا على هذه القصة فكان ما فعله عمر من المنافسة والغبطة المباحة لكن حال الصديق رضي الله عنه افضل منه وهو انه خال من المنافسة مطلقا لا ينظر الى حال غيره عاشرا من معالم آآ منهج الامام رحمه الله بيان القواعد الكلية التي دل عليها الوحي في باب الاستقامة يعني بين ان باب الاستقامة مبني على قواعد وذكر منها الاخلاص والمحبة والاتباع. كما معنا ان شاء الله في كتاب العبودية آآ حادي عشر من معالم منهجه النفس الطويل في التحرير والتصوير والاستدلال والعرض والمناقشة والنقد ابن تيمية رحمه الله شباب اذا دخل في مسألة من مسائل الشريعة فلديه نفس طويل جدا لحسن تصوير المسألة وجمع المقالات وتحرير المقالات والتثبت من صحة المقالات وذكر حججها وادلتها والاصول التي بنيت عليها ثم نقض تلك المقالات ثم تقرير ما يراه حقا بالحجة ووجه الاستدلال والتفريق بين الصور التي تبدو متماثلة تحت الباب الواحد ودفع الاعتراضات على قوله والجمع بين الادلة فمن الادلة ما يفسر ومنها ما يتمم ومنها الذي يبدو متعارضا او مشكلا فيجمع الادلة ويحل الاشكال ويكمل آآ بين الادلة او يجعل الادلة متكاملة طبعا يعني امثلة كثيرة جدا جدا على على هذا النسق العلمي المتكامل كما سيأتي معنا مثلا في حديثه عن آآ مسألة آآ زيارة آآ القبور او او شد الرحال الى غير المساجد الثلاثة او شد او شد الرحال الى غير المساجد الثلاثة مسألة آآ سؤال الخلق اه وان الاصل فيها هو الكراهة آآ كما سيأتي ان شاء الله في دراسة كتبه المعلم المعلم الثاني عشر اه غزارة الادلة من الوحي الامام ابن تيمية رحمه الله شباب في تقريره اي مسألة من مسائل الشريعة فانه يعتني بحشد الادلة المتنوعة تحت كل مسألة بحيث يطمئن المتلقي الى صحة تلك الفكرة او صحة تلك النتيجة الثلج الثالث عشر تنويع الادلة من القرآن والحديث قولا وعملا ومن كلام الصحابة والتابعين وكلام ائمة المذاهب وحتى كلام ائمة العباد والصوفية وكذلك من العقل والمقاصد ابن تيمية رحمه الله يحاول ان يحشد في كل فكرة او كل نتيجة يصل اليها كل ما يمكن ان يستدل آآ به يذكر القرآن والحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن عمله ومن كلام الصحابة واعمالهم ومن آآ اعمال التابعين وكذلك من اقوالهم يا ائمة المذاهب الاربعة وكلام ائمة العباد والصوفية وكذلك الادلة العقلية والمقاصد الرابع عشر منهج الامام ابن تيمية رحمه الله التطبيقي وهذا شباب يعني احد اخص ما تميز به ابن تيمية رحمه الله ان سيرة الامام تنطق بهذه الابواب وقد كان الامام رحمه الله حريصا على طلب معالي الامور والتنويع بين شعب الايمان وكان حريصا على نفع الناس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح مثلا قال الامام الذهبي رحمه الله في وهو طبعا تلميذه الامام الذهبي تلميذه ابن تيمية ابن تيمية قال الامام الذهبي رحمه الله ما رأيته الا في بطن كتاب. يعني كل ما اشوفه اجده بيقرأ ويتدارس وقال ولا اعلم احدا من المتقدمين ولا من المتأخرين جمع مثل ما جمع ولا صنف نحو ما صنف ولا قريبا من ذلك مع ان تصانيفه كان يكتبها من حفظه. وكتب كثيرا في الحبس وليس عنده ما يحتاج اليه ويراجعه من الكتب وهو الامام المحيط بمذاهب سلف هذه الامة وخلفها وقال الذهبي ايضا وما رأيت في العالم اكرم منه. ولا افرغ منه عن الدينار والدرهم. لا يذكره ولا اظنه يدور في ذهنه وفيه مروءة وقيام مع اصحابه وسعي في مصالحهم كذلك ايها الاخوة الكرام كان الامام يقوم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه. ويزيل المنكر بيده وبلسانه وكان يليق الخمور ويكسب الاصنام عند الاستطاعة كان كذلك ينصح للولاة ويحضهم على الجهاد واقامة الشرع وكف الاذى عن المسلمين وكان يشير عليهم بالاولى في تولي المناصب وكان يقوم بمهمة التدريس والخطابة وكان مجاهدا يخوض المعارك بنفسه وله دور كبير في تقوية عزائم الامراء والمجاهدين لذلك اتخذ العلم والعمل صاحبين وكان معظما لحرمات الله. وكان كثير الابتهال والعبادة. والاستغاثة والاستعانة كان قويا التوكل على الله وكان عند دراسة اي مسألة يا شباب مثلا اه كما كما في كلامه عن التفسير يقول اه ربما اقرأ في الاية في الاية مائة تفسير. ثم اقول يا معلم اه يا معلم ابراهيم علمني آآ او يا مفهم سليمان فهمني وكان آآ يعني مفتقرا الى الله سبحانه وتعالى. وابتلي رحمه الله مرارا فصبر وجاهد في سبيل الله وسجن كثيرا في آآ سبيل الحق الذي آآ ينشره وكان مع ذلك في آآ سجنه وفي ابتلائه يظهر رضا بقضاء الله تبارك وتعالى وفرحا وسرورا وقال في في في بعض ذلك انا منشرح الصدر وما عندي قلق وهم برى يعني في الخارج يعني برة الحبس قلقون وقد اجاب رحمه الله من يعني آآ ذكره بابتلائه فقال المحبوس من حبس قلبه عن ربه والمأسور من اسره هواه وكان يقول والله انه نازل على قلبي من الفرح والسرور شيء لو قسم على اهل الشام ومصر لفضل عنهم وكان يقول ما يصنع بي اعدائي ان جنتي وبستاني في صدري اين رحت فهي معي لا تفارقني. انا حبسي خلوة وقتلي شهادة واخراج من بلدي سياحة وقال عنه تلميذه ابن القيم رحمه الله وعلم الله ما رأيت احدا اطيب عيشا منه مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والارهاق وهو مع ذلك من اطيب الناس عيشا واشرحهم صدرا واقواهم قلبا واسرهم نفسا تلوح نظرة النعيم على وجهه. وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الارض اتيناه فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة يعني نحن لو اردنا ان يعني نستقصي هذا هذا الثناء الذي رآه طلبة الامام منه يعني هذا يأخذ منا دروسا طويلة لكني احب هنا ان انبه على جملة اه ذكرها او او يعني اه موقفين ذكرهما الامام ابن القيم عن الامام ابن تيمية. اريد ان تركز معهما قال ابن القيم رحمه الله حضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة بعد صلاة الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى الى قريب من انتصاف النهار ثم التفت الي وقال هذه غدوتي. ولو لم اتغد الغداء سقطت قوتي هذا الموقف الاول يا شباب يبين ان كل من قصد طريق العلم وتعليم وتعليم الناس و دعوة الناس ينبغي ان يتخذ التقوى والاستقامة والمسارعة في الخيرات يعني طريقا الى ذلك يعني ليس بينهما تعارض يا شباب. بل العلم يتقوى بالعمل الصالح. والعمل الصالح يرشد بالعلم الموقف الاخير الذي اود ان اذكره هو مروءة الامام ابن تيمية مروءة الامام ابن تيمية رحمه الله. الامام ابن تيمية كان شريفا كان يسعى في في الخير للناس كان يحب الخير للمسلمين واذكر هنا موقفا عظيما لا اذكره ابدا الا ويأتي امام عيني اعظم معاني المروءة والشرف والصدق وحب الخير للمسلمين موقف عظيم. يندر ان يقوم به الا افراد من قال ابن القيم رحمه الله اتيت ابن تيمية يوما فاخبرته بوفاتي الد اعدائه يعني كان ابن تيمية رحمه الله له آآ اعداء كثيرون آآ وكان من اشدهم رجل قد توفي قال ابن القيم فاتيته مبشرا له بموته فقال ابن تيمية رحمه الله انا لله وانا اليه راجعون وفز من مكانه يعني قام سريعا فذهب الى اهل بيت ذلك الرجل والى بناته فقال لهم انا ابوك بعد ابيكم لا يكون لكم حاجة الا تأتون الي ابن تيمية رحمه الله في نفع عائلة ذلك الرجل بما يستطيع هذا والله هو النبل هذا هو الشرف هذا هو الدين اين هذه الاخلاق من مما يعني يراه الانسان كثيرا بين اه مم الدعاة او طلاب العلم. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا لاحسن الاخلاق. لا يهدي الا هو الخامس عشر من معالم منهجه يا شباب. معرفة المقالات في هذه الابواب ونشأتها واصولها وحججها. ووزنها بالوحي والتأصيل التاريخي لهذه المقالات ومعرفة مراحل تطورها اه الامام ابن تيمية رحمه الله لا يعتني فقط بمعرفة الحق الذي جاءت به الشريعة في تلك الابواب وانما يعتني يعتني كذلك بمعرفة المقالات التي نشأت ونسبت الى الشريعة سيعرف اصولها ويعرف نشأتها ومراحل تطورها حتى يرد على اه اه اصحابها وسيأتي معنا ذلك ان شاء الله في آآ دراسة المجلد المسمى بالتصوف من مجموع الفتاوى المعلم السادس عشر نقض المقالات والاعمال في الباب ووزنها بالوحي ومعرفة اصولها ومعرفة سبب الغلط فيها ثم ذكر البديل لها من الوحي يعني الامام ابن تيمية رحمه الله شباب في كل هذه المقالات التي نسبت الى الوحي آآ نسبت الى الشريعة يزن تلك المقالات بالوحي هناك مقالات كثيرة جدا في ابواب العبادة والتزكية آآ يعني ذكرها العباد او قاموا بها. وهناك عبادات مثلا كان عندهم عبادات مخترعة. كانوا يتعبدون الى الله بالصمت والجوع من غير صيام الجوع او الحزن او يتعبدون الى الله بالشهق والصعق عند سماع القرآن او كانوا يغلون آآ في بعض الابواب الشرعية كما يصل بهم الخوف من الله الى اليأس من رحمة الله. وكما ذكروا مثلا قاعدة الاجر على قدر المشقة. وقد اه اعتنى الامام ابن تيمية بجمع اصول هذه القواعد واه نقدها بالوحي. وبيان البديل الذي دل عليه الوحي في تلك الابواب السابع عشر شباب من اه من منهجه وهو دقيق جدا ويدل على حكمته ورحمته بالمخالف وهو ان الامام ابن تيمية كان يقيم المقالات التي تأتي آآ عن العباد والزهاد والعلماء من حيث المعنى والقصد واللفظ. يعني ايه يا شباب تقييمه للمقالات من حيث المعنى والقصد واللفظ فربما هو لا يتعامل مع مجرد الفاظ. لأ يعتني بثلاثة امور بالمعنى الذي اراده المتكلم وكذلك بقصده ونيته من ذلك الذي قاله واللفظ الذي عبر به عن المعنى والقصد لذلك الامام رحمه الله شباب آآ كان كثيرا ما آآ يعني يصحح المقالات التي تبدو خطأ وله قول عظيم جدا قال من اعظم التقصير نسبة الخطأ الى متكلم مع امكان تصحيح كلامه يعني امام ابن تيمية رحمه الله يقول لك لا تتعجل في رد كلام او قبوله الا ان تعرف بدقة مراد المتكلم والمعنى الذي اراده. ولا تحاكمه فقط لمجرد اللفظ لذلك مثلا الامام رحمه الله آآ لما ذكر شرح الحكيم الترمذي لمعنى آآ قول ابي بكر اغفر لي مغفرة من عندك وبين ان هذا معنى غريب وان كان يحتمل انه اراد به معنى صحيح وكذلك لما استدل باقوال آآ عبدالقادر الجيلاني في مسائل القدر والشرع وغير ذلك. فالامام آآ لا ينظر الى شهادات العلماء والعباد والوعاظ الى مجرد الالفاظ التي ينطقون بها وانما ينظر الى ثلاثة امور. ينظر الى المعنى والى القصد. وينظر ذلك الى اللفظ. يعني ايه القصد يا شباب؟ يعني مثلا لما عدد من المعتزلة نفوا كثيرا من صفات الله ومحامد ومحامد الله اه بين الامام رحمه الله ان كثيرا منهم لم يرد انتقاص الله بل كان يظن ان ذلك من تعظيم الله فظن هذا الذي نفى هذا المعطل ظن ان اثبات آآ الاسماء والمحامد لله تبارك وتعالى كصفة مثلا آآ الكلام وصفة المجيء يوم القيامة وصفة النزول الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر وصفة الرضا والغضب ظنوا ان نسبة ذلك الى الله فيه نقص فارادوا تنزيه الله عن النقص فيجب ان نلاحظ هذه الارادة يا شباب لا يستوي عند الله من اراد الحق فاخطأه ومن اراد الباطل فاصابه واضح يا شباب؟ وسيأتي ان شاء الله آآ يعني مزيد لبيان هذه الفكرة فمثلا العلماء لما ردوا آآ على رواة الحديث الذين اخطأوا بينوا ان منهم من تعمد الخطأ ومنهم من لم يتعمد الخطأ فمن لم يتعمد الخطأ ردوا خطأه لكنهم لم يتهموه في عدالته وصدقه ودينه. وانما ارجعوا ذلك الى الغفلة اذا هذا المعلم آآ السابع عشر مهم جدا وهو تقييم المقالات من حيث المعنى والقصد واللفظ الثامن عشر وهو مبني على ما سبق الافادة من صحيح ما جاء عن العباد والزهاد ومن لهم كلام في تلك الابواب وان كان الامام يخالفهم في غير ذلك فيقبل الامام ما عندهم من حق ويستثمره في الاستدلال على اتباعهم هذا شباب من خصائص هذا الامام. الامام ابن تيمية رحمه الله لم يتعامل مع المخالفين آآ بما يتعامل به كثير من طلبة العلم انه اذا اعجبه شيء من شخص قبل كل ما جاء به واذا لم يعجبه شيء من شخص نقصه حقه ويعني انكر فضله. لأ الكبر بطل الحق وغمط الناس. فلابد ان يكون آآ الشخص منصفا فالامام ابن تيمية رحمه الله لما استقرأ احوال العباد وكلامهم وجد ان جملا كثيرة منه واعمالا كثيرة آآ كثيرة منه صحيحة اثنى عليهم بذلك وآآ استشهد بذلك واستدل به على اتباعهم الذين خالفوهم التاسع عشر شباب وهو عظيم جدا من منهجه ويدل على فقهه ورحمته وحكمته في الاصلاح ما هو شباب محاولة تقليل البدع العظيمة والاخذ بيد المخالفين للقرب من السنة يعني له محاولات جليلة يا شباب في ارشاد من ضل في تلك الابواب وفي مناقشته بما يقبل من الحجج وفي ذلك شعبة مما ذكره الله عن الخضر رضي الله عنه وعليه السلام ان الله سبحانه وتعالى قال اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما علم بالحق ورحمة بالخلق ومن رحمة الخلق يا شباب محاولة هدايتهم وارشادهم بالحجج التي يقبلون. كما ان الله سبحانه وتعالى احتج على المشركين آآ الذين يعني يشككون في قدرة الله على البعث ويشككون في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وفي غير ذلك من اصول الايمان احتج الله عليهم بما يقبلون من الحجج العقلية مثلا الذي قال من يحيي العظام وهي رميم. قال الله قل يحيها الذي انشأها اول مرة وقال تعالى ولقد علمتم النشأة الاولى فلولا تذكرون ولما قالوا ائذا كنا عظاما آآ ورفاة ائمة لمبعوثون خلقا جديدا. فقال الله سبحانه وتعالى قل كونوا حجارة او حديدا او خلقا ممن يكبر مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة الله سبحانه وتعالى يحتج على كل طائفة بالحق الذي يقبلونه الامام ابن تيمية رحمه الله اراد ان يحتج عليهم بما يقبلون. واراد كذلك ان يخفف بدعهم الغليظة الى بدع خفيفة او يسيرة. فان البدع درجات وقال الامام ابن تيمية رحمه الله في ذلك في قاعدة تكفير الخير في الناس وتقليل الشر فيهم. ومحاولة ردهم الى السنة قدر الامكان ركز في هذه القاعدة واجعلها قاعدة لك في دعوتك وتعليمك واصلاحك لاهل بيتك اه من تحب من الناس. قال ابن تيمية قد يقترنوا بالحسنات سيئات اما مغفورة او غير مغفورة وقد يتعذر او يتعسر على السالك سلوك الطريق المشروعة المحضة الا بنوع من المحدث. يعني البدعة بعدم القائم بالطريق المشروعة علما وعملا فاذا لم يحصل النور الصافي فاذا لم يحصل النور الصافي بان لم يوجد الا النور الذي ليس بصاف والا بقي الانسان في الظلمة فلا ينبغي ان يعيب الرجل وينهى عن نور فيه ظلمة الا اذا حصل نور لا ظلمة فيه والا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية اذا خرج غيره عن ذلك لما رآه في طرق الناس من الظلمة هذا الكلام يا شباب يمكن ان ابينه لكم في حد بيقول انقطع البث لأ انا عندي اه البث اه شغال تمام يعني ظاهر عندي ان البث يعمل البث يعمل يا شباب؟ لو احد من الشباب يمكن ان آآ لو احد من الشباب يتابع معنا اقرأ مرة ثانية يعمل طيب الحمد لله تمام نقرأ مرة ثانية الفقرة ثم اعلق عليها بمثال قال ابن تيمية رحمه الله في دعوة الناس الى الخير اننا نحاول ان نكفر الخير فيهم قدر الامكان وان نقلل الشر فيهم قدر الامكان قال رحمه الله قد يقترن بالحسنات سيئات اما مغفورة او غير مغفورة وقد يتعذر او يتعسر على السالك سلوك الطريق المشروعة المحضة الا بنوع من المحدث لعدم القائم بالطريق المشروعة علما وعملا فاذا لم يحصل النور الصافي بان لم يوجد الا النور الذي ليس بصاف والا بقي الانسان في الظلمة فلا ينبغي ان يعيب الرجل وينهى عن نور فيه ظلمة الا اذا حصل نور لا ظلمة فيه والا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية اذا خرج غيره عن ذلك لما رآه في طرق الناس من الظلمة ما معنى هذا الكلام يا شباب؟ اذكره بمثال تطبيقي يوضح الفكرة مثلا كان في في بعض جيراني آآ في بداية الاستقامة او مواظبة على الصلاة شخص استقام او يعني بالمصطلح الدارج يعني التزم مع جماعة التبليغ والدعوة فيعني كان يحافظ على الصلاة وكثير من الاعمال الصالحة والدعوة الى الله وكان معهم بعض الامور التي ليست شرعية يعني بعض البدع الخفيفة فقابله شخص ممن آآ يعني يستمعون الى كلام الذين يبدعون الناس والعلماء ويحكمون آآ على طوائف آآ انهم مبتدعة وانهم خارجون عن الهدي. آآ جماعة آآ جماعة معروفة يعني تحذر من الدعاة هذا الشخص المسكين الذي يعني بدأ في طلب العلم قرأ كتابا ان آآ جماعة التبليغ والدعوة جماعة نارية يعني يعني متوعدة بالنار وانها محظورة وهكذا فلما قابل هذا الاخ الذي انتمى لجماعة التبليغ صار يحذره من الجماعة ويترك هذه الجماعة ولم يبين له الطريق الحق. يعني اخرجه من جماعة التبليغ وتركه في الهواء الطلق لان نفس هذا الشاب يا شباب اللي هو المفروض انه طالب علم يعني هو جاهل اساسا. وانما قرأ كتابا او سمع محاضرة لمن يعني يبدعون الناس بغير حق او يبغون على الناس ويستطيلون عليهم ويظنون انهم وحدهم الفرقة الناجية وان غيرهم هلكى وانهم متوعدون بالنار هذا الشخص جاهل فهو اساسا لا يعلم الحق وبالتالي لا يستطيع ان يدل غيره فهذا الشاب ترك جماعة التبليغ قال لا انا لا اريد ان ادخل النار هذا الشاب والشاب الاخر كلاهما يعني على على يعني على ابواب كثيرة من الحرام وكثير منهم ترك الاستقامة بالكلية الخطأ يا شباب والجهل من هذا الذي ادعى انه طالب علم لانك في وعظ الناس وفي تعليمهم اذا وجدتهم على خير فيه نوع بدعة حاول ان تقلل فيهم الشر. والبدعة وان تكفر فيهم الخير واذا اردت ان تنقله من النور الذي فيه ظلمة فيجب ان تنقله الى نور صاف اما ان تخرجه من نور فيه ظلمة الى ظلمات لا نور فيها فهذا والله ظلم وجهل فقد ظلم هذا الشاب ذلك الشاب الاخر الذي كان على خير واستقامة وكثير من شعب الايمان وابن تيمية رحمه الله يقول لك اذا وجدت شخصا على اعمال خير او على باب خير فيه نوع من الغلط او بعض البدع اليسيرة فاذا اردت ان تحذره جيد ولكن بين له الطريق الاخر واعنه عليه. اما ان تخرجه من خير فيه نوع شر الى شر لا خير فيه فانت ظالم وجاهل بالشريعة العشرون وهو اخر معلم معنا قبل ان ندخل في آآ الامر الاخر اعذار المجتهدين والمخطئين في تلك الابواب آآ الامام رحمه الله آآ في حد بيقول طيب لما لا يدعو للانضمام لجماعته وتركه هكذا وتركه هكذا لأ هو اساسا هذا الشاب آآ لا يعرف يعني لا يعرف صحة المنهج. يعني هو حتى اساسا لم يكن منتميا لهذه الجماعة الشاب الذي يحذر من جماعة التبليغ او من غيرها لم يكن منتميا لهذه الجماعة بمعنى الكلمة انما هو سمع كلاما واضح؟ لكن بعضهم كذلك يعني يدخل غيره في آآ الجماعة التي تحذر من الناس والتي تبدعهم بغير حق لكن المقصود من هذه القصة اظنه آآ واضحا يا شباب. وهو ان الانسان يكون فقيها في دعوة الناس آآ المعلم الاخير معنا هو آآ اعذار ابن ابن تيمية رحمه الله للمجتهدين المخطئين في ابواب العبادة والاستقامة ابن تيمية رحمه الله شباب ينظر الى الذين تكلموا في ابواب تزكية النفس وفي آآ العبادة والاستقامة وشعب الايمان انهم كالفقهاء. وكالمحدثين آآ يقبل منهم صوابهم ويثنى عليهم فيهم. ويعذرون في اجتهادهم الخطأ ولا يقبل منهم عادي يعني قال ابن تيمية رحمه الله والصواب انهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من اهل الطاعة آآ لله اه ففيهم السابق المقرب وبحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من اهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد اه وفيهم من يذنب فيتوب او لا يتوب. ومن المنتسبين اليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه. وقد انتسب اليهم طوائف من اهل للبدع والزندقة هنا ابن تيمية رحمه الله شباب يبين امورا. واحد ان كل من طلب الحق وقصد التقرب الى الله واجتهد فهو بين اجر واجرين فعمله الصالح آآ الصحيح مقبول ويجب ان ان آآ يعني يثنى عليه به اما خطؤه فيعذر آآ عليه ولا يتبع عليه وكذلك ينبغي الا ننسب الى اي طائفة الا ما ثبت عنه ان كثيرا من اهل البدع انتسب الى طوائف كما انتسب بعض المبتدعة او كثير من المبتدعة الى الامام ابي حنيفة رحمه الله والصقت هذه البدع به. والامام ابو حنيفة رحمه الله آآ لم يثبت عنه مخالفة في ابواب الايمان الا يعني آآ قوله رحمه الله في آآ باب دخول العمل في مسمى الايمان كما سيأتي آآ وقد نسب يعني الى الائمة الاربعة كثير من البدع بسبب ان بعض المبتدعة انتسب اليهم في الفقه فظن انه ينتسب اليه كذلك كذلك في الايمان والاستقامة وتزكية النفس وغير ذلك من الابواب دي الفائدة يا شباب تراث الامام ابن تيمية رحمه الله في تزكية النفس واعمال القلوب والاستقامة اقوى وادق واقرب الى الوحي واكثر تحقيقا الفاظا من تراث الامام ابن القيم رحمه الله مع عظيم نفع الامام ابن القيم وحسن كلامه وكثرة كلامه ونفع كلامه لكنه لا يقارن بتقريرات الامام ابن تيمية رحمه الله ولا بتحقيقه لماذا نبهت على ذلك الشباب؟ نبهت عليه لاني وجدت كثيرا من الخطباء والوعاظ بل بعض طلاب العلم الذين لم يعتنوا بتراث الامام ابن تيمية رحمه الله في تلك الابواب يذكر ان ابن القيم هو يعني فارس هذا الميدان وانه التلميذ الذي شيخه لا سيما في ابواب التزكية. وانا اقول ان من قال ذلك لم يقرأ تراث الامام ابن تيمية رحمه الله في تلك الابواب وسيتبين لنا ان شاء الله والشباب خلال قرائتنا لتراث الامام مكانة هذا التراث الذي ضيعه كثير من طلاب العلم والوعاظ والخطباء واهملوا الاهتداء به في حديثهم عن ابواب التزكية والاستقامة خطتنا في استقراء تراث الامام يا شباب هذه حقيبة علمية متكاملة. ان شاء الله في دراسة تراث الامام ابن تيمية رحمه الله في كل ابواب الشريعة باذن الله لكننا جعلنا البداية في ابواب تزكية النفس واخلاص العبادة وبيان شعب الايمان واعمال القلوب وبيان طريق الاستقامة والولاية وصفة اولياء الله وبيان المقالات المخالفة للوحي في تلك الابواب كيف نشأت وما مراحلها ومن هما من هم اشهر ائمتها واصول الخطأ عندهم ثم نقضوا تلك المقالات ووزنها بالوحي وذكرنا قبل ذلك يا شباب حاجة طالب العلم خصوصا المسلم عموما لفقه تلك الابواب والاستقامة عليها وبينا ان طالب العلم الذي لم يعتني بتلك الابواب علما او عملا سيجد نفسه بعد مدة كبيرة قد يعني حصل مجموعة معلومات ومعارف لا ممكن ابدا ان يستقيم آآ بسببها او بها وحدها ويجب ان يستصحب معه ابواب الاستقامة علما وعملا دراستنا لهذه الابواب يا شباب ستكون من خلال قراءة آآ واحد وسبعين كتاب ورسالة للامام ابن تيمية رحمه الله جمعتها في تلك الابواب. ثم بعد ذلك ندخل في آآ باب الايمان ثم الاسماء والصفات ثم النبوات ثم القدر وآآ آآ غيرها بابا بابا نجمع في كل باب كل آآ كل كتب الامام فيها او عيون هذه الكتب او اهم هذه الكتب نجمع كتب الامام ورسائله في الباب وما يشابهه ونرتبها للقراءة. نراعي في الترتيب كون الكتاب جامعا في بابه او بحسب سهولة الكتاب كون الكتاب متشابها في موضوعه واسلوبه آآ مع الكتاب الذي قبله او هو تمهيد لما بعده وآآ نحو ذلك من اعتبارات ترتيب تقسم الكتب على ابواب بشكل عام ثم نرتبها تحت الباب الواحد ونحاول ان نجمع الكتب والرسائل تحت الباب الواحد ثم نقرأها قراءة آآ سريعة ونتدرج فيها عند كل كتاب يا شباب ما هي خطتنا في الدخول على كل كتاب عند كل كتاب آآ نحتاج اه مدخلا لموضوع الكتاب وموضوعاته الفرعية. يعني ما هو موضوع الكتاب الرئيس؟ وما موضوعاته الفرعية؟ وما هي اهم مسائله اه اه نتكلم كذلك عن اه مثلا احيانا عن طبعا الكتاب اه نتكلم عن اه امور تخص اه سبب تأليف الكتاب ثم ندخل الى الكتاب فنقسمه فقرات ونتناول كل آآ يعني كل فقرة من خلال فك عبارة المصنف وبيان المعنى العام وبيان المذكورة في الفقرة وبعض المسائل التي اعتنى الامام تفصيلها اذا اعتنى الامام بتفصيل مسألة فاننا ندخل عليها كذلك نعرف صورة المسألة ونعرف الاقوال فيها ونعرف اشهر ادلة كل قول ونعرف وجه الاستدلال والاصل الذي بني عليه القول. لكننا شباب لا نتوسع في ذلك الا بما يناسب الكتاب ومقصد المصنف وطريقة ايراده المسألة وقد نذكر بعض المقدمات قبل الدخول في المسألة او نتوسع في بعضها او نذكر فروعا عنها. لكن ذلك كله لا يكون الا عند الحاجة وعلى قدر الحاجة اذا يا شباب يبقى الاصل عندنا آآ القراءة السريعة وفك العبارة والوقوف عندما وقف عنده الامام والانجاز والاختصار. مع الاعتناء الخاص بطريقة الائمة في الجمع والنظر والبيان والعرض والاستدلال والاحتجاج والنقد والمناقشة والنقض وهذا اخص مقصد لقراءة تراث الائمة والتعرف على منهجهم مع ذكر الفوائد والقواعد والحكم التي تأتي في ثنايا كلامهم. وفي نهاية الكتاب يعني عند ختم كل كتاب يا شباب نذكر اهم مقاصد الكتاب واهم القواعد واهم فوائد اه مع اه يعني ملاحظة منهج الامام ابن تيمية وكيف نقيد الفوائد وسيكون ذلك ان شاء الله يعني سيتبين ذلك بالتفصيل في الكتاب الاول الذي سندرسه. ونترك بعض الكتب لا نصنع فيها ليتدرب عليها الطلاب هنا يا شباب انبه على فائدة قبل ان ندخل في كتاب العبودية مهمة جدا يا شباب قال ايه المعلم الذي يقضي اه سنين طويلة يشرح فيها مجموعة متون حقها ان تدرس او تشرح في يعني شهر يعني بالاكثر هذا المعلم يا شباب يحرق عمر الشباب ويحرق زهرة شباب الطلاب يدخل في الكتاب المختصر او المتن اليسير يذكر يعني يقحم فيه كثيرا من المسائل التي لم يردها المصنف ولم نشر اليها ولا يتوقف عليها فهم الكلام ولا هي فرع عن الكلام. ولا هي لطيفة مناسبة للكلام كثير منهم يعني يجعل درسه حفلة يذكر فيها كل معلومة يعرفها او قاعدة آآ او فائدة في اي علم في اللغة في الفقه في الحديث في شعر في في الايمان دون ادنى داعي. حتى ربما ينسى الطلاب الموضوع الاصلي للدرس نعم بعضهم له نية خير في ذلك يحسب ذلك نافعا. ويحسبه من بث العلم. ويظن عدمه آآ من كتمان العلم وبعضهم يستر بذلك ضعفه في بيان الكتاب الذي بين يديه فيخرج عنه الى ما يحسن من الابواب والمسائل ويتشبع بما لم يعط ويحسب وذلك يغطي ضعفه. للاسف الشباب كثير من الطلاب يغره هذا التوسع الكبير الذي يخرج عن موضوع عن موضوع الدرس ويخرج عن مقصد المؤلف وكل من اجتهد فيما لم يرده المصنف فلابد ان يقصر في مراد المصنف وبعض الطلاب يا شباب ينبهروا بذلك ويحسب ان شيخه علامة جامعا شموليا بمثل ذلك حتى رأيت من يتفاخر من الطلاب بان شيخه شرح حديث جبريل فيما يقارب مائتين درس. مائتي درس او زيادة وانه شرح الطحاوية في خمس سنوات وشرح لمعة الاعتقاد في ثلاث سنوات. يفتخر بذلك حتى يقضي معه الطالب سنتين او ثلاث في متن المفترض ان يقرأ ويشرح في جلسة بين العشاء والفجر يدخل له دين الاسلام كله وفنون الشريعة كلها في الدرس وبعد تلك الاعوام لا يرى الطالب انه احكم اصل الكتاب ولا حتى فكت له جمله. وانما آآ عرف مجموعة معلومات عامة لا رابطة لها ولا ضابط ويهمل اخص ما قصده المؤلف من كتابه. بل لا يحسن فك عباراته فضلا عن بيان مسائله والاستدلال لها وبعضهم يا شباب يحول درسه كأنه جلسة سمر او مجلس افتاء او امسية ثقافية. احيانا يسأله الطالب سؤالا حقه ان يؤجل او تختصر اجابته. فيقضي فيه معلم الدرس كاملا. وبعض المدرسين يخشى الا يجيب فينسب الى الجهل. باختصار الدرس يتحول الى ما يطلبه المستمعون ايها الشباب ايها الطلاب الكرام يا من تحرصون على اوقاتكم لا ارى تلك طريقة صحيحة للشرع ولا نافعة ولا ناجزة بل هي مضيعة للعمر بل تصد كثيرا من الطلاب تصد كثيرا من الطلاب عن الاستمرار حيث يحصل لهم الملل يرى انه يعيش سنين طويلة على مجموعة متون وكم فشلت دروس ودورات ومحاضرات وكم فشلت معاهد ولم يعني تحصل ثمرتها بمثل تلك العشوائية والحق يا شباب ان نفقه الكتاب الذي ندرسه وان نعرف مقاصد المؤلف وان نعرف المسائل التي بسط القول فيها وان نعرف المسائل التي اشار اليها اشارة وان تدخر كل معلومة وقاعدة لمكانها المناسب وان يوضع للدرس اهداف لا يخرج عنها الا لها والا ينساق المعلم خلف ما يطرحه الطلاب فهو مدير الدرس وهو المسؤول عنه وان يتدرج في نيل العلوم وان تختار الكتب بعناية وان يحضر المعلم الكتاب كاملا ليعرف اهدافه ويعرف متى يتكلم ومتى يسهب ومتى يختصر. وان يضع خطة ومنهجية لتدريسه وطريقة لتفاعل الطلاب داخل الدرس وخارجه. وان يذكر معايير تقييم الدرس. والخلاصة هي امانة هي امانة فاعطها حقها وطيبها فان الله سبحانه وتعالى يصعد اليه الكلم الطيب معنا يا شباب في هذه المرحلة يعني آآ ما يقارب سبعين كتابا ورسالة بعضها كبير الحجم وبعضها متوسط وبعضها صغير يعني يعني احاول ان اقدم آآ هذه السبعين كتابا بالكتب او اهم الكتب بحيث يعني ايه نبدأ دائما بالكتب المركزية الجامعة في كل باب منها آآ ساذكر هنا الكتب التي سنبدأ بها وهي آآ عشرة كتب حتى يجهزها الطلاب. وسانزل ان شاء الله من كل كتاب منها نسخة بي دي اف. لتكون متوفرة معكم معنا الكتب بالترتيب يا شباب كالتالي العبودية ثم امراض القلوب وشفاؤها ثم تزكية النفس ثم شرح حديث اللهم اني ظلمت نفسي كنت شرحته قبل ذلك شرحا مفصلا لكني ساشرحه هنا شرحا يناسب هذه الخطة ثم بعد ذلك كتاب تفسير الاية الكريمة ثم كتاب التحفة العراقية ثم كتاب قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات اهل الاسلام وعبادات اهل الشرك. ثم كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة. ثم كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن وابولياء الشيطان. ثم نختم هذه العشرة بكتاب عظيم جدا وجامع ايضا وهو كتاب الاستغاثة في الرد على البكري. ثم يتلوها باقي الكتب على ترتيب ساذكره ان شاء الله. اذا نحن عرفنا الكتب الاولى التي سندرسها ترطيب حتى نجهزها آآ سندخل الان يا شباب في الكتاب طبعا الدرس النهاردة مطول معنا يعني آآ الناس تحتمل بقى لان احنا عايزين ننجز ان شاء الله كتاب العبودية يا شباب كتاب العبودية او رسالة العبودية وايضا يعني طبع باسم آآ تفسير قول الله تبارك وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم والذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وهذا الكتاب يا شباب هو صحيح النسبة للامام نسبه اليه آآ الائمة كابن عبدالهادي العقود الدرية وقال عن الكتاب انه جليل القدر وكذلك نسبه اليه ابن القيم رحمه الله. للكتاب طبعاات كثيرة وهو موجود ضمن مجموع الفتاوى في المجلد العاشر. وطبع مفردا طبعا كثيرة طبع بعناية محمد الشيخ محمد حامد الفقي والشيخ زهير الشاويش والشيخ الالباني عليهم جميعا رحمة الله وكتب الله اجرهم. طبع مؤخرا طبعاات كثيرة هذا الكتاب يا شباب هو اخص كتب الباب واجملها وايسرها واجمعها. على صغر حجمه يعني هذا الكتاب يا شباب في رأيي هو افضل ما كتب في باب اخلاص العبادة الذي اصطلح عليه بعد ذلك بباب التوحيد لفظ التوحيد ليس مشهورا في القرآن والحديث وانما جاء في حديثين. واللفظ الاكثر شهرة هو لفظ الاخلاص هذا هو اللفظ السائد آآ فهذا الباب هو باب اخلاص العبادة الذي اصطلح عليه بباب التوحيد انصح جدا ان يعتنى في بداية دراسته آآ في الجامعات والمعاهد والمراكز الاسلامية والدورات آآ بهذا الكتاب كتاب العبودية او حتى من يمارسون التعلم الذاتي هذا الكتاب بداية جليلة للولوج في تلك الابواب. وهو عندي افضل واصح واشمل من كل ما جعل كبداية يعني دائما المعاهد تقرر مثلا كتاب التوحيد وكتاب القواعد الاربع وكشف الشبهات ومسائل الجاهلية وفضل الاسلام. وكل هذه الكتب للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله او كتاب مثلا تطهير الجنان لاحمد ابن حجر ال بوطامي او آآ نحو هذه الكتب آآ يبدأون بها في تدريس تلك الابواب. وفي رأيي ان هذه الكتب على ما فيها من خير ونفع وتيسير لكنها في رأي لا تقارن بهذا الكتاب وفي اي في اي من معايير التقييم التي ذكرناها لذلك يا شباب هذه الكتب التي ذكرتها كتب جيدة وكتب فيها نفع وخير. لكن آآ في رأيي ان يبدأ بكتاب العبودية آآ لما سنذكره من الميزات ويمكن ان تصطحب هذه الكتب وان تقرأ. لكن لا تكون هذه الكتب هي المحكمة في الباب. وهي آآ التي لا يدرس غيرها في الباب ويهمل تراث الامام ابن تيمية رحمه الله رسالة العبودية شباب للامام ابن تيمية قيمة جدا من حيث الموضوعات والمسائل والمقاصد وترتيب الافكار وطريقة العرض ومنهج الاستدلال وتنوع الادلة وكثرة الادلة من الوحي ولغة الكتاب سهلة واضحة الا في مواضع يسيرة. يعني ربما يحتاج الطالب الى بيان مختصر فيها ومن يقرأ كتب الامام يعرف سهولة هذا الكتاب بالنسبة لكتبه فيها ايضا بيان محكمات الشريعة في باب العبادة وشعب الايمان واعمال القلوب والاستدلال لها ثم بيان اشهر المقالات المخالفة للحق في تلك الابواب مع بيان حججها واصول الخطأ فيها. ثم نقدها بميزان الشرع آآ ومن كلام ائمتهم موضوع الكتاب الكتاب يا شباب جاء جوابا على سؤال سائل يعني السائل آآ سائل سأل الامام ابن تيمية رحمه الله كما جاء في مقدمة الكتاب آآ قال للامام ابن تيمية رحمه الله قول الله تبارك وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها وهل مجموع الدين داخل في العبادة ام لا؟ وما حقيقة العبودية؟ وهل هي اعلى المقامات ام فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول القول في ذلك يعني هذا هو آآ موضوع الكتاب انه جواب على هذا السؤال لكن يمكن ان نقول ان في الكتاب موضوعين رئيسين يتفرع عنهما مسائل الموضوع الاول الرئيس في هذا الكتاب العبادة معناها منزلتها التمثيل لها ببيان شعب الايمان واعمال القلوب ومراتب الناس في الاستقامة عليها مع بيان اشهر المقالات المخالفة للشريعة في ذلك وبيان مختصر لنشأتها والاصل الذي بنيت عليه وحججها. ثم نقدها بميزان الوحي وببعض ما صح من كلام ائمتهم المعتبرين عندهم هذا هو الموضوع الاول الموضوع الثاني يا شباب الجمع بين الشرع والقدر يعني الجمع بين قدر الله علمه وكتابته ومشيئته وخلقه لافعال العباد وبين الامر والنهي يعني كيف نجمع بين قدر الله السابق وبين تكليف الله لنا بالعمل الصالح والنهي عن ما لا يرضي الله فبين الامام رحمه الله ان باب العبادة لا ينتظم الا بالجمع بينهما واستدل لي ذلك وشرحه ثم بين المقالات المخالفة في ذلك على النسق المذكور في الموضوع الاول فهذان موضوعان رئيسان كبيران. تكلم عنهما الامام في كثير من كتبه. واعتنى ببيانهما وبيان ما يخالفهما كثيرا وفي هذا الكتاب يا شباب مختصر جامع لهذه المسائل آآ اثناء القراءة يا شباب يعني سنحاول ان نقرأ آآ يعني نقرأ نقسم الكتاب الى فقرات وان آآ نبين معاني آآ الكلام. وان نعلق بما يناسب كل مسألة ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد. ونسأله سبحانه وتعالى ان يهدينا لما اختلف علينا من الحق باذنه. انه يهدي من يشاء الى صراط مستقيم اللهم لا حول ولا قوة الا بك. نبدأ في الكتاب ان شاء الله شباب بقى نفتح الكتاب اه بنشوف الصفحة اللي هي يعني تناسبكم يعني تبع الطبعة التي يعني تسيرون منها نبدأ باذن الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم. سئل الشيخ رحمه الله عن قوله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل في العبادة ام لا وما حقيقة العبودية؟ وهل هي اعلى المقامات ام فوقها شيء من المقامات وليبسط لنا القول بذلك نلاحظ يا شباب ان هذا السائل انتهى السؤال الان نحن نعلق على هذا السؤال هذا السائل سأل الامام ابن تيمية رحمه الله عن معنى قول الله تبارك وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم فسأل ما العبادة ما معناها ما فروعها؟ يعني ما هي شعب العبادة وشعب الايمان وهل مجموع الدين يدخل في العبادة ام لا وما هي حقيقة العبودية؟ سيأتي يا شباب معنا بيان ان لفظ حقيقة العبودية حقيقة الخوف من الله حقيقة الرجاء حقيقة التوكل. حقيقة الحب في الله ان ذلك اللفظ انما نشأ عن الصوفية وان التعبير الذي جاء به الوحي وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه يذكر الامر دون ان يقول حقيقة كذا. فلما عرف لم يقل حقيقة الاسلام كذا حقيقة الايمان كذا حقيقة آآ القوي كذا الذي يملك نفسه عند الغضب. سيأتي ان شاء الله تعليق لنا على ذلك اللفظ على اه دلالته في الشريعة ثم الدلالة التي نشأت اه عند الصوفية ثم انتشرت بعد ذلك في كلام اهل العلم اه ثم سأل السائل عن حقيقة العبودية وهل هي اعلى المقامات يعني؟ هل هي اعلى ما يصل اليه العبد ام فوقها شيء من المقامات؟ وطلب سائل ان يبسط القول في ذلك ونحن يا شباب سنقرأ ان شاء الله الفقرة كاملة من جواب الامام ابن تيمية رحمه الله. ثم بعد ذلك نعلق على الفقرة بما يناسب الكتاب فاجاب رحمه الله الحمدلله رب العالمين العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة والصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة ارحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان الى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الادميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والانابة اليه واخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وامثال ذلك هي من العبادة وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خلق الخلق لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبها ارسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم لقومهم وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون كما قال في الاية الاخرى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون وجعل ذلك لازما لرسوله الى الموت كما قال واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وبذلك وصف ملائكته وانبيائه فقال تعالى وله من في السماوات ومن وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسنون يسبحون الليل والنهار لا يفترون وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وذم المستكبرين عنها بقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ونعت صفوة خلقه بالعبودية له وقال تعالى عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ولما قال الشيطان رب بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين وقال في وصف الملائكة بذلك وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا وقال تعالى عن المسيح الذي ادعيت فيه الالهية والبنوة ان هو الا عابد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى بن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وقد نعته الله بالعبودية في اكمل احواله فقال في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا وفي الايحاء فاوحى الى عبده ما اوحى وقال في الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال في التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله فالدين كله داخل في العبادة وقد ثبت في الصحيح ان جبريل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في سورة اعرابي وسأله عن الاسلام قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال فما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره قال فما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ثم قال في اخر الحديث هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجعل هذا كله من الدين هذه يا شباب هي الفقرة الاولى وقلت قبل ذلك اننا سنقسم الكتاب الى فقرات تكون آآ الفقرة متكاملة في على نسق واحد ولا نقطعها بالبيان آآ الا بعد ان آآ نذكرها كاملة حتى آآ تتضح الفكرة بشكل متكامل وقلت لكم يا شباب آآ يعني اني ساسير معكم فيما ارى انه يحتاج الى ايضاح والى بيان سابينه والا فندخر لاستفصال او ندخر الاستطراد والتوسع المسائل التي تحتاج الى بيان الامام رحمه الله شباب عرف العبادة وبين انها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فابن تيمية رحمه الله هنا يبين سعة وتنوع شعب الايمان. وبين ان الدين كله يدخل في العبادة ثم ذكر امثلة بالاعمال الظاهرة وهي بلا شك تحتاج الى ايمان باطن وتحتاج الى اعمال باطنة. فذكر كامثلة الصلاة والزكاة والصيام والحج الى اخر ذلك ثم نبه على الخلق ونبه على الاحسان والاحسان الى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والى المملوك من الادميين والبهائم ثم رجع في الحديث عن الدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك. هنا ابن تيمية رحمه الله آآ ذكر هذا الفصل آآ من الاحسان الى الجاري واليتيم والمسكين وابن السبيل اه في سياق حديثه عن اعظم الاعمال الصالحة لينبه على هذا المعنى يا شباب كما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما تحدث عن شعب الايمان قال اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى والحياء شعبة من الايمان وقد يحتاج الانسان الى التنبيه على بعض الامور وليس على وجه الترتيب وليس على انها افضل واكمل مما ذكر بعدها. ولكن لحاجة الناس الى بيان ذلك اه ايضا يا شباب ذكر اعمال القلوب. ذكر الاعمال الباطنة وذكر حب الله وخشيته وذكر الانابة اليه والاخلاص وذكر والشكر والرضا. وذكر آآ الرجاء والخوف من عذابه الى غير ذلك اذا الامام ابن تيمية رحمه الله بين معنى العبادة ثم مثل للعبادات ولشعب الايمان. وبين تنوع الشعب وبين آآ ان الدين كله يدخل في معنى العبادة الامام ابن تيمية رحمه الله اراد ان يبين معاني في العبادة اولا قيمة العبادة تبين ان العبادة هي الغاية المحمودة لله المرضية له. والتي خلق الخلق لاجلها. هذا اول امر الامر الثاني يا شباب ان الله ارسل بها جميع الرسل فجميع الرسل جاؤوا آآ بهذا المعنى. اعبدوا الله ما لكم من اله غيره جاء جميع الرسل بالا يعبد الا الله والا يعبد الا بما شرع كما قال كل نبي ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه ايضا بين الامام رحمه الله ان العبادة ان العبادة تلزم العبد الى الموت يعني ليس هناك وقت يسقط عن العبد فيه العبادة. والامام في ذلك يرد على عدد من غلاة الصوفية الذين زعموا ان العبد يصل الى مرحلة سموها اليقين يسقط عنه فيها التكليف تبين الامام ان سيد ولد ادم وان سيد العباد من الخلق وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم امره الله ان يبقى عبدا لله الى ان يأتيه اليقين واليقين كما ثبت في آآ اجمع عليه المفسرون ان اليقين هنا بمعنى الموت. واضح ولا يسقط عن العبد التكليف بالعبادة الى الموت ايضا بين في العبادة ان ذلك الوصف الذي وصف الله به خاصة خلقه من الانبياء والملائكة الكرام وبين الامام ابن تيمية رحمه الله ان الله ذم المستكبرين المستنكفين عن عبادته كذلك بين الامام رحمه الله ان الله نعت صفوة خلقه بصفة العبودية وبين كذلك الامام ان الله سبحانه وتعالى يثني على عباده بتلك الصفة لكني هنا اقف على فائدة مهمة قال الشيخ ولما قال الشيطان ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين نلاحظ يا شباب ان الامام هنا اسند القول الى الشيطان وهذا صحيح يا شباب فالاصح عند نقل الايات مختصرة. والتي تساق كشواهد في آآ الايمان او تزكية النفس او الدعوة او النحو او اي باب من ابواب العلم ان ينسب القول الى قائله. تقول مثلا قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم قال الجن مثلا وانه تعالى جد ربنا قال لوط عليه السلام هؤلاء بناتي. قالت امرأة العزيز ومن معها ليسجنن مثلا. قال فرعون اليس لي ملك مصر؟ قال ملكة سبأ ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لماذا نبهت على هذا التنبيه يا شباب؟ لاني رأيت كثيرا من الكتب وسمعت دروسا آآ في النحو والبلاغة والايمان تسند القول الى الله في جمل لا تليق ابدا بالله وليس الله سبحانه وتعالى هو الذي قالها اصالة وانما ذكرها الله في كتابه مسندة الى اصحابها. وجدت في بعض الكتب في الشواهد يقولون قال الله تعالى هؤلاء بناتي وقال الله تعالى احدى بناتي هاتين وقال الله يا هامان ابن لي صرحا وقال الله ام انا خير من هذا الذي هو مهين وقال الله لن نبرح عليه عاكفين الى غير ذلك مما لا يصح ابدا ان ينسب الى الله والله سبحانه وتعالى انما ذكر الاقوال منسوبة الى اصحابها فاذا ذكرت قولا مختصرا فلا تنسب فيه القول الى الله تبارك وتعالى ولا ولست بحاجة ان تقول قال الله على لسان فلان او قال الله حكاية عن فلان. لأ انسوا بالقول الى قائله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اشكل على الصحابة قول آآ قول سيدنا آآ آآ قول الله تبارك وتعالى ان الشرك لظلم آآ قول قول الله سبحانه وتعالى الذي ذكره الله سبحانه وتعالى آآ في قصة ابراهيم لما قال ابراهيم عليه السلام فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون. الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون ابراهيم عليه السلام قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فلما اشكل ذلك على الصحابة قال النبي صلى الله عليه وسلم انما هو قول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. اسند القول الى قائله كذلك قالت عائشة رضي الله عنها كما في قصة الافك قالت ليس لي ولكم مثلا الا قول ابي يوسف آآ والله المستعان على ما تصفون وكذلك آآ ينبغي ان تقول آآ فلا فلست بحاجة ان تقول قال الله على لساني نوح او قال الله على لسان النملة او قال الله على لسان الجن هذا غير لازم ولا اراه صحيحا اصلا. الله سبحانه وتعالى لم يتكلم على لسان احد. لم يتكلم على لسان شخص او حيوان او جماد وانما آآ الله سبحانه وتعالى ذكر تلك الاقوال منسوبة. والقرآن كله كلام الله تكلم الله به وقصه علينا. وفي قص الله علينا ينسب الاقوال الى قائلها الله سبحانه وتعالى مثلا قال وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدعو ربه اني اخاف ان يبدل دينكم الى غير ذلك. اذا يا شباب نلاحظ هنا ان الامام ابن تيمية قال قال الشيطان ولم يقل قال الله على لسان الشيطان او لم يقل قال الله رب بما اغويتني. واضح يا شباب آآ ايضا مما بينه الامام رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى ذكر النبي محمدا صلى الله عليه وسلم في اعظم المقامات بصفة العبودية. وهذا مما يشرف وهذه الصفة كما في الاسراء وفي الايحاء وفي الدعوة ثم ختم الامام كلامه فقال فالدين كله داخل في العبادة وذكر حديث جبريل ونلاحظ هنا يا شباب ان النبي صلى الله عليه وسلم في بيانه لمعاني تلك الالفاظ معنى الايمان الاسلام معنى القوي معنى الغيبة معنى البهتان في اي معنى شرعي لا يقول حقيقة الايمان كذا حقيقة الاسلام كذا وانما يذكر ذلك مباشرة. وسيأتي ان شاء الله مزيد بيان لهذه الفكرة ندخل في الفقرة الثانية يا شباب قال رحمه الله والدين يتضمن معنى الخضوع والذل يقال دنته فدان. اي اذللته فذل ويقال يدين الله ويدين لله ان يعبدوا الله ويطيعه ويخضع له فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له والعبادة اصل معناها الذل ايضا. يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد قد وطأته الاقدام لكن لكن العبادة المأمورة بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له فان اخر مراتب مراتب الحب هو التتيم واوله العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب ثم الصبابة لانصباب القلب اليه ثم الغرام وهو الحب الملازم للقلب ثم العشق واخرها التيم يقال تيم الله اي عبد الله. فالمتيم المعبد المعبد لمحبوبه ومن خضع لانسان مع بغضه له لا يكون عابدا له ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له كما قد يحب الرجل ولده وصديقه ولهذا لا يكفي احدهما في عبادة الله تعالى بل يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء. وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء. بل لا يستحق المحبة والخضوع التام الا الله وكل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة وما عظم بغير امر الله فتعظيمه باطل الله قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا يتربصوا حتى يأتي الله بامره فجنس المحبة تكون لله ولرسوله كالطاعة فان الطاعة لله ولرسوله والارضاء لله ولرسوله لعلها والارضاء لله ولرسوله. عندي التشكيل والارضاء. لأ. فان الطاعة لله ولرسوله والارضاء لله ولرسوله الله ورسوله احق ان يرضوه. والايتاء لله ولرسوله. ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله واما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك فلا تكون الا لله وحده. كما قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الى الله الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون الايتاء لله وللرسول كقوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه واما الحسم وهو الكافي فهو الله وحده كما قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين المعنى حسبك الله والمؤمنون معه لأ انا اسف يا شباب في في سطر في الصفحة التي قبلها وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. اي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله ومن ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنون معه لقد غلط غلطا فاحشا كما قد بسطناه في غير هذا الموضع هذه هي الفقرة الثانية يا شباب نلاحظ انه في الفقرة الثانية طبعا يا شباب الملاحظة العامة التي ينبغي آآ ان ان آآ ان تكون قد عرفتها من منهج الامام غزارة الاستدلال بالوحي لاحظوا يا شباب مم يعني الامام رحمه الله يتكلم آآ بالوحي كثيرا يعني يحاول الامام ان يستنطق النصوص بالمعاني التي يصل اليها طيب ندخل في الفقرة الامام تكلم عن الدين. قال الدين يتضمن معنى الخضوع والذل يقال بنته فدان اي اذللته فذل ويقال يدين الله ويدين لله ان يعبدوا الله ويطيعه ويخضع له فدين الله عبادته عبادته وطاعته والخضوع له. يعني يبين الامام رحمه الله باب دين اه او ان باب العبادة يحتاج الى علم وعمل. يحتاج الى معرفة وقصد وطلب وهو بذلك يرد على من حصر العبادة في مجرد المعرفة بمجرد المعرفة واهمل باب الاستقامة والعمل كذلك الامام اراد ان يبين اصل معنى العبادة. فبين انها في الاصل بمعنى الذل لكن العبادة المأمورة بها تتضمن معاني اخرى اكثر من مجرد الذل مثل آآ الحب لله تبارك وتعالى الامام هنا شباب يعني يوافق كثيرا من الفقهاء الذين يقولون ان الكلمة في لسان العرب يكون لها اصل او معنى ثم يأتي الشرع ويضيف لها معاني اخر. واضح يا شباب الامام رحمه الله هنا يبين ان العبادة التي امر بها الشرع ليس المراد فيها فقط الذل. وانما لابد كذلك مع الذل من الحب لابد من الحب فيها فالعبادة تتضمن غاية الذل لله بغاية الحب او غاية المحبة له ثم ذكر الامام الفاظا هذه الالفاظ لا يحتج بها الامام. تستعمل في الكلام عن الحب. لكنها لا يصح ان تستعمل في حب العبد لله. انما في في حب العبد لله لفظ الحب. او لفظ شدة الحب كما جاء في الشرع. والذين امنوا اشد حبا لله فذكر الامام درجات او مراتب الحب آآ ذكر آآ العلاقة وذكر الصبابة وذكر الغرام وذكر الحب ثم العشق ثم التتيم لم يذكرها الامام ليحتج بها في المعنى الشرعي هي الفاظ صوفية محدثة تستعمل في تلك الابواب او يمكن ان تستعمل بين رجل وحبيبته او زوجته او صديقه آآ يعني بعضها يستعمل في الحب بين الاخوة لكنها لا يصح ان يعبر بها عن الحب من العبد لربه تبارك وتعالى او حب الله تبارك وتعالى لعبده الامام ابن القيم رحمه الله طبعا فصل في هذه الالفاظ وبينها كما في كتابه روضة المحبين. لكن الامام هنا آآ ابن تيمية لم يحتج بها ولم يذكرها فقط استطرادا يبين درجات الحب بشكل عام آآ وليبين ان العبودية آآ لابد ان يكون فيها الحب ثم قال الامام من خضع لانسان مع بغضه له لا يكون عابدا له ولو احب شيئا ولم يخضع له لم لم يكن عابدا له وذكر الامام ان الحب لابد فيه من الخضوع والمحبة ثم ذكر الامام اول قاعدة معنا ثم ذكر الامام اول قاعدة معنا شباب يمكن ان نقيدها كقاعدة قال الامام بل يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء. بل لا يستحق المحبة والخضوع التام الا الله. وهذه قاعدة يا شباب الفرق بين القاعدة والفائدة يا شباب ان القاعدة هي معنى كلي ينتظم تحته افراد وجزئيات. اما الفائدة فهي معنى خاص بجزئية معينة مثلا من ضمن الفوائد مثلا ان العبادة فيها معنى الذل والحب. هذه فائدة. او من ضمن الفوائد مثلا آآ ان العبادة تلزم العبد الى ان يموت. مثلا ذكر واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اما ما ذكرناه هنا فهو قاعدة من قواعد العبودية. يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء. بل لا يستحق المحبة والخضوع التام الا الله ثم بين الامام ان كل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة واستدل لذلك ثم دخل الامام في احد اخص مقاصد باب العبودية في كل كتبه وهو يا شباب يمكن ان نجعله من اخص مقاصد باب العبودية التفريق بين حق الله الذي لا يشركه فيه غيره وبين حق الله الذي جعل الله فيه لبعض لبعض عباده شيئا منه يعني ايه يا شباب؟ الله سبحانه وتعالى له حق العبادة والخوف والتوكل والرجاء فلا يكون هذا الا لله كذلك من حق الله علينا الطاعة والارضاء. لكن الله سبحانه وتعالى امرنا ان نطيع النبي صلى الله عليه وسلم وان نرضيه وامرنا كذلك ان نطيع اباءنا وامهاتنا. واضح فلذلك الامام رحمه الله بين هذه الفكرة وهو التفريق بين حق الله الذي لا يشركه فيه غيره وبين حق الله الذي جعل الله فيه لبعض عباده شيئا واضح يا شباب؟ واخص الكتب واوسعها التي بين فيها الامام هذا الاصل او هذا المقصد هو كتاب الاستغاثة ثم كتاب قاعدة جديدة وكذلك كتاب قاعدة عظيمة قال الامام رحمه الله في بيان هذه الفكرة يا شباب فجنس المحبة تكون لله ولرسوله يعني جنس المحبة ان نحن نحب الله ونحب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحب المؤمنين ونحب آآ اخواننا. نعم الطاعة فان الطاعة لله ولرسوله. والارضاء والارضاء لله ولرسوله. والله ورسوله احق ان يرضوه واضح اما العبادة وما يناسبها يعني وما يدخل تحتها من التوكل والخوف. طبعا يقصد خوف العبادة وآآ نحو ونحو ذلك فلا تكون الا لله وحده. واضح يا شباب يبقى دي اول مقصد عندنا من مقاصد كتاب العبودية او مقاصد باب العبودية بشكل عام. وهو التفريق بين حق الله الذي لا يشركه فيه غيره كالعبادة وما يتفرع عنها. وبين حق الله الذي جعل فيه لبعض عباده نصيبا كالمحبة وكالطاعة وكالارضاء وغير ذلك ثم دخل الامام آآ بعدما بين هذا الاصل بين ما يمكن ان يشكل على هذا الاصل وهي اية فسرها آآ بعض آآ المفسرين وفسرها بعض الصوفية فاخطأوا فيها وهي قول الله تبارك وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس آآ وهي قول الله تبارك وتعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين التفسير الصحيح يا شباب يا ايها النبي حسبك الله والله حسب من اتبعك من المؤمنين. يعني حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله واضح يا شباب وهذا تفسير الائمة من السلف كالشعبي وابن زيد واضح يا شباب؟ يعني الله يكفيك ويكفي من اتبعك من المؤمنين ولها تفسير اخر اخطأ فيه يعني آآ يعني وهو غلط فاحش بسطه الامام رحمه الله في اكثر من موضع وسيأتي معنا ان شاء الله بالتفصيل عند قراءة كتاب قاعدة جليلة وهو انهم قالوا يا ايها النبي حسبك الله والمؤمنون معه يعني الله يكفيك ويكفيك المؤمنون والامام ابن تيمية رحمه الله بين في غير موضع المعنى الصحيح وقال خلاصة القول يعني بين خلاصة القول فيها وقال آآ ومعنى ذلك عند جماهير السلف والخلف ان الله وحده حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين. وابن القيم رحمه الله فصل المعاني الخطأ آآ التي فهمت آآ من هذه الاية اه في اه كتابي زاد الميعاد يمكن ان ترجع له في الجزء الاول صفحة خمسة وثلاثين واضح يا شباب؟ اذا الامام ابن تيمية رحمه الله اه بين اه في في هذه الفقرة التي قرأناها بين معنى العبودية وانها لابد فيها من امرين اه الخضوع التام والحب وان الله سبحانه وتعالى وحده هو المستحق للمحبة والخضوع التام كذلك بين الامام رحمه الله المقصد الاول آآ في هذا الكتاب وهو التفريق بين حق الله الذي لا يشركه فيه غيره. وبين ما جعل آآ فيه لبعض عباده شيئا او نصيبا مثل المحبة والطاعة والارضاء. ثم دفع الاشكال الذي ورد على آآ اية يا ايها النبي حسبك الله. ومن اتبعك من المؤمنين وبين ان ان التفسير الصحيح حسبك وحسب من اتبع ومن اتبعك من المؤمنين. الله وبين غلط اه من ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنون معه آآ ندخل يا شباب الان في الفقرة الثالثة اه قال الامام رحمه الله وقال تعالى اليس الله بكاف عبده وتحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره وصرفه. وبهذا الاعتبار فالمخلوقون كلهم عباد الله الابرار منهم والفجار والمؤمنون والكفار واهل الجنة واهل النار اذ هو ربهم اذ هو ربهم كلهم ومليكهم لا لا يخرجون عن مشيئته وقدرته وكلماته التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر كما شاء كان وان لم يشاءوا وما شاؤوا ان لم يشأوا لم يكن كما قال تعالى افغير دين الله تبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون وهو سبحانه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومقلب قلوب اه قلوبهم ومصرف امورهم لا رب لهم غيره. ولا مالك لهم سواه ولا خالق لهم الا هو سواء اعترفوا بذلك او انكروه. سواء علموا ذلك او جهلوه لكن اهل الايمان منهم عرفوا ذلك وامنوا به بخلاف من كان جاهلا بذلك او جاحدا لهم مستكبرا على ربه. لا يقر ولا يخضع له مع علمه بان الله ربه وخالقه فالمعرفة بالحق اذا كانت مع الاستكبار عن قبوله والجحد له كان عذابا على صاحبه كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون. وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون فاذا عرف العبد ان الله ربه وخالقه وانه مفتقر اليه محتاج اليه عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله وهذا العبد يسأل ربه ويتضرع اليه ويتوكل عليه. لكن قد يطيع امره وقد يعصيه وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان وقد يعبد الشيطان والاصنام ومثل هذه العبودية لا تفرقوا بين اهل الجنة واهل النار ولا يصير بها الرجل مؤمنا كما قال الله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فان المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيره قال الله تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله. قل افلا تذكرون طول ما الرب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير لا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون آآ يمكن ان آآ نقف هنا شباب حتى نشرح هذه الفكرة الامام رحمه الله شباب بعدما بين آآ معنى العبادة وبين آآ شعب الايمان وبين تنوعها وبين ان كله يدخل في العبادة بين بعد ذلك ان العبادة تتضمن الخضوع والذل والحب ثم فرق بين حق الله الذي لا يشرك فيه غيره وبين حق الله الذي جعل الله فيه نصيبا او جعل الله لبعض عباده شيئا ثم دخل الامام ليبين معنى العبودية واقسام آآ آآ العبودية اه بين الامام رحمه الله ان العبد يراد به دلالتين او او احد دلالتين المعبد الذي عبده الله فذلله. يعني ان الله خلقه وان الله سبحانه وتعالى دبر امره وان ذلك يدخل فيه كل وبين كذلك العبد الذي بمعنى العابد العبد الذي استقام على امر الله تبارك وتعالى وعمل بدينه هذا شباب ما يعني اصطلح عليه عند كثير من المتأخرين بالعبودية العامة والعبودية الخاصة واضح يا شباب؟ وهذا يمكن ان نتكلم فيه بشيء من التوسع لان الامام هنا توسع فيه لاستقراء ما جاء في الوحي يا شباب من لفظ العبودية وما يشتق عنها كلفظ عبد او عابد او عباد نجد انها جاءت عامة وخاصة العبودية العامة اضطرارية تشمل الخلق كلهم. لا يخرج عنها مخلوق ولا يتميز فيها ولا تميز فيها لمخلوق عن مخلوق وليست هي محل الثواب او العقاب. وهي عبودية اهل الارض والسماء كل اهل الارض والسماء عباد لله بهذا الاعتبار. يدخل فيها جميع الخلق مكلفهم وغير مكلفهم برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم الله سبحانه وتعالى ربهم ومالكهم ومحييهم ومميتهم ومدبر امرهم ورازقهم واليه مرجعهم وعليه حسابهم هذا شباب هو المعنى العام كما قال الله تبارك وتعالى ان كل من في في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عبدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا وكما قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم الله سبحانه وتعالى هنا يقول لجميع عباده لجميع خلقه الذين اسرفوا على انفسهم يدخل في ذلك المؤمن والكافر والعاصي والمطيع كل هؤلاء يدخلون في معنى العباد في هذه الاية وبهذا المعنى يا شباب الاسلام العام والقنوت العام والسجود العام المذكور في الوحي ومعناه الخضوع لله والاستسلام لله تبارك وتعالى طوعا او كرها كما قال الله سبحانه وتعالى افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها. واليه يرجعون لذلك الامام ابن تيمية رحمه الله يعلق على هذه الفكرة فيقول فذكر اسلام الكائنات طوعا وكرها لان المخلوقات جميعا متعبدة الله التعبد العام سواء اقر المقر بذلك او انكره. وهم مدينون له مدبرون فهم مسلمون له طوعا وكرها ليس لاحد من المخلوقات خروج عما شاءه وقدره وقضاه ولا حول ولا قوة الا وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف شاء وهو خالقهم. وهو خالقهم كلهم وبارئهم ومصورهم. كل ما سواه فهو مربوب مصنوع مفطور فقير محتاج معبد مقهور. وهو سبحانه الواحد القهار الخالق الباريء المصور انتهى كلامه يا شباب. انتهى كلامه كذلك الشباب في هذا المعنى السجود. كما يقول الله ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها. وظلالهم بالغدو والاصال. فالسجود هناك ذلك بهذا المعنى بمعنى الخضوع والذل وان الله هو المدبر امرهم. وكذلك قال الله تبارك وتعالى وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والارض كل له قانطون ابن جرير رحمه الله شباب يعلق على معنى القنوت في هذه الاية فيقول كل له قانطون الطاعة والاقرار لله عز وجل بالعبودية بشهادة اجسامهم بما فيها من اثار الصنعة من اثار الصنعة والدلالة على وحدانية الله عز وجل. وان الله تعالى ذكره بارئها وخالقها. وذلك ان الله جل ثناؤه اكذب الذين زعموا ان لله ولدا بقوله بل له ما في السماوات والارض ملكا وخلقا ثم اخبر عن جميع ما في السماوات والارض انها مقرة بدلالتها على ربها وخالقها. وان الله تعالى بارئها وصانعها. وان جحد ذلك ذلك بعضهم فالسنتهم مذعنة له بالطاعة بشهادتها له باثار الصنعة التي فيها بذلك وان المسيح احدهم فانى يكون لله اه فانى يكون لله تبارك وتعالى ولدا؟ يعني كيف يكون المسيح لله ولدا؟ وهذه صفته؟ واضح يا شباب اذا الامام رحمه الله تكلم هنا عن العبودية العامة والعبودية الخاصة اه اما العبودية الخاصة والاسلام الخاص والقنوت الخاص الذي يأتي طوعا من العبد فهو عبادة الاختيار اسلام الاختيار قنوت الاختيار سجود الاختيار وهو اعظم حكمة خلق لها الخلق. وبعث لها الرسل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وكما قال الله سبحانه وتعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول المسلمين واني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله اعبد مخلصا له ديني. فاعبدوا ما شئتم من دونه. قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة. الا ذلك هو الخسران المبين. لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل. ذلك يخوف الله عباده يا عبادي فاتقون. والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى. فبشر عبادي الذين يستمعون القول يتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب الله سبحانه وتعالى بين هنا العبادة الشرعية عبادة الاختيار كما قال تعالى يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون. فليس المقصود بالعباد هنا ما قصد من قوله قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لان العباد هنا في سورة الزخرف قل يا يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون. هم عباده الذين عبدوه واطاعوه اختيارا اما في الاية الاخرى فيدخل فيهم الكافر كذلك ويدخل فيهم الفاجر وقال الله تبارك وتعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا الى اخر الايات ونحو ذلك من الآيات يا شباب فالامام ابن تيمية رحمه الله هنا قرر هذه الفكرة. وهي ان العبادة والاسلام والسجود والقنوت له دلالتان معنى عام يدخل فيه كل العباد كل الخلق يعني اختيارا واه يعني اضطرارا والمعنى الاخر هو آآ عبادة الاختيار. وآآ كذلك هذا التقرير قرره غيره من العلماء كالامام ابن القيم رحمه الله. وآآ غيرهما من الائمة في هذه الفكرة يا شباب يمكن ان نوضح وهذا آآ اخر ما نأخذه اليوم حاسس ان احنا اخدنا يعني وقت طويل يعني تقريبا احنا مش عارف اخدنا تقريبا ساعتين مش فاكر طيب يمكن ان نكمل هذه الفكرة الاخيرة يا شباب اه في او احنا الاول لازم نعرف احنا اخدنا وقت قد ايه عشان لا نشق على الشباب انا تقريبا بدأنا من الساعة تقريبا ساعتين وربع طيب آآ يعني استأذنكم ان نكمل هذه الفكرة آآ ثم ننهي آآ الدرس يا شباب حتى لا نشق على آآ من عنده بعض المشاغل يعني في هذه الفكرة يا شباب اود ان ابين كذلك معنى الارادة ومعنى القضاء ساعتين وعشر دقائق طيب آآ يعني ان شاء الله نكمل هذه الفكرة يا شباب حتى نقف آآ عند آآ قول الله تبارك وتعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله يعني يعني نشرح هذه الفكرة ثم بعد ذلك آآ نتوقف ان شاء الله الشباب معنا نحن الان سنعلق على قول الامام رحمه الله فان المشركين كانوا يقرون ان الله او لا يمكن ان نشرح الفقرة من اولها نقرأها طيب ساعتين وعشر دقائق جيد طيب يا شباب نقرأ الفقرة آآ من اولها وقال تعالى اليس الله بكاف عبده وتحرير ذلك؟ طبعا نحن نعيد قراءة الفطرة حتى يعني نبين الالفاظ والمعاني وتحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره وصرفه وبهذا الاعتبار فالمخلوقون كلهم عباد لله. ذكرنا هذه الفكرة يا شباب الامام بعد ذلك شباب بين ان هذه العبادة لا يتميز بها المسلم من الكافر والبر من الفاجر يعني كل المشركين وكل الكفار مستيقنون بهذا المعنى وان جحدت به السنتهم وان جحدت به السنتهم. كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا واضح يا شباب نلاحظ ان كل المشركين وكل الكفار الذين جاء ذكرهم في الوحي كانوا يعلمون الحق لكنهم تكبروا عن اتباعه اما تكبرا او آآ ارادة للعلو او اتباعا لاهواء النفس. كما قال الله سبحانه وتعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وكما قال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون والمشركون لما امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود لله قالوا ان اسجدوا لما تأمرنا وكذلك مثلا لما آآ جاءهم القرآن قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم