السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. صباح الورد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان واقف على اطراف المدينة بينتظر اخبار معركة نهاوند جاءه السائب ابن الاقرع فبشره بشره بنصر المسلمين فسأله عمر رضي الله عنه عن القتلى عن الشهداء فقال له السائب مات فلان وفلان من اعيان الناس واشرافهم ومات اخرون لا يعرفهم عمر فبكى عمر رضي الله عنه وقال وما ضرهم الا يعرفهم عمر اذا كان الله تبارك وتعالى يعرفهم وقد اكرمهم بالشهادة ماذا يصنعون بمعرفة عمر من اهم الاسباب اللي ممكن تعطلك عن عمل الخير. من اهم الاسباب اللي ممكن تنقطع بها عن عمل الخير او عن الاستمرار في عمل الخير انك لما تعمل حاجة كويسة لما تعمل مثلا لما تقوم الليل تتصدق تصوم تصلي آآ تحسن الى الناس في المعاملة تساعد زوجتك في البيت تهتم بتربية ابنائك اي عمل من اعمال الخير. لما تقوم بهذا العمل وانت منشغل ان يشعر الناس بك. ان ان ان يحسوا تعبك ان يشكروك على تعبك ان يثنوا عليك او ان تصبح افعالك قصة مشهورة تحكى ويضرب بها المسل كل هذه الامور تعطلك وتعكر صفوك اه كتير من الناس لما بيتصدق مثلا مهتم ان الشخص يدعو له فيقول له بيتصدق ويقول له ادعي لي هذا ليس من الكمال ليس من الكمال ان تطلب من الشخص الذي احسنت اليه ان يدعو لك. او ان تنتظر ان يقابلك بالاحسان. وانما الكمال ان تفعل ذلك كله لله. قال الله تبارك وتعالى في صفة المحسنين انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا لذلك الاشخاص الذين يعملون لدينهم في مجال التعليم والدعوة والتدريس والاغاثة في الطب في اي خدمات يقدمونها للناس يعملون بشرط ان يروا ثمار اعمالهم في الدنيا يعني ان يشعر الناس بهم ان يثنوا عليهم ان يشكروهم ان يتحدث الناس حالهم هؤلاء الاشخاص هم اكثر الناس المعرضين لترك الاعمال. ليه كتير من الناس مثلا لما بيحسن الى الناس في المعاملة يعني يسأل عليهم ويودهم وياخد لهم زيارات ويهتم بشؤونهم لكنه مهتم جدا ان هم يشكروه. مهتم جدا ان هم يقابلوا احسانه بالاحسان الشخص ده بالتحديد لو ما حصلش له ما يريد يعني لو الناس اهملوه او لم يشكروه او جحدوا فضله ايه اللي هيحصل؟ هيندم ويتحسر على الخير الذي فعله. ومش بعيد يركب توكتوك ويكتب عليه لا امان للبشر او عتاب الندل اجتنابه. ممكن تحصل يعني فكتير من الناس مشغول جدا بان يرى عمله بان يصبح نجاحه قصة مشهورة يعني يتحدث الناس بها الشهرة الشهرة لا تطلب وكل يعني انت بنفسك شفت ناس كتيرة جدا ممكن تكون كنت بتحسدهم على الشهرة هم الان يعني يبكون من هذه الشهرة. اصبحوا تحت الميكروسكوب ويعني آآ اصبحت افعالهم مراقبة. او آآ ان هم كتير منهم مش قادر يمشي في الشارع دلوقتي من اعماله اه وممكن تضرك الشهرة من اشياء سيأتي بيانها ان شاء الله. فبالتالي اه فكرة انك انت تهتم بموضوع ان اعمالك تنشر آآ زي بالضبط الموضوع اللي اشتهر دلوقتي بين الناس ان النجاح هو عدد المتابعين وعدد المشاركات وعدد الاعجابات. طيب ما هو انت بنفسك بتشوف برامج تافهة فارغة لا تساوي اي شيء لها ملايين المشاهدات ولها الاف الليكات مثلا او ملايين اللايكات والمتابعات كتيرة جدا. وفي المقابل بترى برامج والله انا برامج على يوتيوب في قمة النفع والروعة. لعلماء ومشايخ او لشباب يكلمون الناس عن الهمة والارادة عن العزم يكلمونهم عن يكلمونهم عن القرآن. فيديوهات كثيرة جدا ارى مشاهدات قليلة جدا. وفي المقابل ترى برامج تافهة لا قيمة لها لها متابعة ساعات كثيرة جدا. ازا ميزان الحق او القبول عند الله لا يرتبط ابدا بالعدد. ميزان الحق ان يكون قولك حقا وان يكون عملك حقا. عدد المتابعات هذا ليس له قيمة ان يعرف الناس تعبك هذا يتعبك. هذا يجعلك تترقب وتنتظر فضلا عن كونه يقدح في اخلاصك اصلا. لكنه يجعلك مهتم بانك انت آآ ماذا يقولون عني؟ ماذا في انفسهم عني وتتابع وتترقب وهكذا. لذلك لابد ان تعلم ان طلب الشهرة او ملاحظة كلام الناس عنك هذا يضرك ولا ينفعك لذلك كم من شخص هو مشهور وذاع صيته بين الناس لكنه عند الله مثله كمثل الكلب او ان الله سبحانه وتعالى لا يقيم له يوم القيامة وزنا. ربما يكون آآ عالما فاجرا. وربما يكون صحافيا او اعلاميا كذابا يعين الظالمين ويبرر لهم افعالهم. ربما يكون شخص تافه او فاجر رأى مؤسسة تتبناه وتنشر فيديوهاته اعمل له لايكات او آآ تشهره بالباطل اه وفي المقابل هناك مجاهدون هناك رسل الله سبحانه وتعالى ايدهم بايات وبينات عظماء لا يعرفهم احد الله سبحانه وتعالى لم يقصصهم علينا. هناك مجاهدون قتلوا في خنادقهم لا يعرف بجهادهم احد من البشر هناك علماء ودعاء مسجونون ويهانون ويضربون ويشتمون في شباب زي الورد من شباب المسلمين الان خلف القضبان وفي المقابل يصدر لنا قدوات تافهة ويشهرون وتسلط عليهم الاضواء ويأخذون اسماء البطولة سواء كانوا لعيبة كورة او سواء كانوا فنانين او اي واحد من اللي هم ناس اساسا في مجالات ما لهاش اي لازمة فبالتالي اياك ان تنشغل بان يكون عملك وصبرك وتعبك مرئيا من الناس وان تكون مشغولا بذلك وان تترقب آآ كيف يتابعونك وآآ وماذا في نفوسهم عنك؟ كل هذه الامور تضرك عايزين نركز في كلمة وما ضرهم الا يعرفهم عمر. صح اذا لم يعرف الناس تعبك فهذا لا يضرك. لكن لو عرف الناس تعبك ومجهودك قد يضرك. نعم قد يضرك. اولا قد يبالي في ثنائك فيقطعوك بذلك وتغتر وتعجب بنفسك. اتنين ممكن يصبح عملك لهم تترقبهم وتنظر ماذا يقولون عني ويصبح ميزان حكمك على نفسك ليس اخلاصك وليس صحة العمل في نفسه وانما ماذا يقولون عنك؟ انت مترقب مهتم بهم مشغول بهم. وهذا يقدح في اخلاصك ويجعلك ترائي. يجعلك تسمع بعملك لا يجعل عملك خالصا الامر اه الثالث اللي ممكن يضروك فيه الحسد ممكن يحسدوك وممكن يكرهوا لك الخير ان كتير من الناس لما بيعرف عنك النشاط والجد والتعب بيحسدك وبيكره لك الخير ويحمله شح نفسه على ان آآ يعني يكره لك الخير لذلك انا هنا انصحك خمس نصائح مهمة جدا تركز فيها حينما تقوم بعمل صالح ضع امامك هذه الخمسة. اولا ان احسنتم احسنتم لانفسكم. وان اسأتم فلها. لما بتعمل عمل كويس او عمل خير بتعمله لنفسك. لو انت مثلا نضفت البيت لزوجتك. او اهتميت باولادك. او امط الاذى عن الطريق. او اه قمت الليل او قرأت قرآن كتير او ذاكرت او درست او لعبت رياضة لما انت ما تهتمش ان حد يشوفك خلاص يبقى سيبقى عملك مستمرا دائما لانك تحسن لنفسك انت لا تحسن للناس فلا تنتظر من احد منهم شكرا او تقديرا او مكافأة او واحد يشجعك او يرفع من من شأنك او يعليك او يثني عليك. او ان نجاحك يصبح قصة مشهورة الناس يقولوا شفتوا فلان ده كان ضعيف وبعد كده بقى ناجح؟ لا خلاص. ما دمت عارف انك انت ان احسنتم احسنتم لانفسكم يبقى كونوا انت معين نفسك مراقب نفسك مشجع نفسك مكافئ نفسك خلاص. الناس بقى شافوك وشجعوك واعانوك كويس. لكن اذا ما حصلش شهادة انت باقي على عملك طريقك واضح. فهذا هو الامر الاول الامر الثاني ان تعلم ان الله حكيم. فالله سبحانه وتعالى قد لا يقدر لك الشهرة لانه علم ان الشهرة تضرك. ممكن الشهرة تضرك ابواب ضرر الشهرة كتير الشهرة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا. ولا حاجة هواء. المتغطي بالناس عريان. كم واحد دلوقتي بيبكي لانه صار معروفا. والله سبحانه وتعالى يحب العبد التقي الغني الخفي. كم واحد خامل الذكر لا يشعر الناس هو عند الله خير من ملء الارض من هؤلاء المشهورين. فالله سبحانه وتعالى بحكمته قد يقدر عليك عدم الشهرة لانه يعلم ان الشهرة تضرك كذلك الله حكيم لان الله سبحانه وتعالى يختبرك بذلك. فممكن تحسن الى شخص ويسيء اليك او يجحد فضلك. او لا يقابلك بالاحسان الله سبحانه وتعالى يختبره. ممكن تروح تعلم الناس تديهم درس او تخطب خطبة جميلة او تدعو الى الله او تنفق. ويجحد الناس فضلك. ربنا ماذا ستصنع؟ ماذا ستفعل؟ هل ستترك العمل لهذا الاختبار ام تقتحم هذه العقبة ويكون عملك لله تبارك وتعالى خالصا اذا الله حكيم. اعلم هذا من جهتين قد لا يقدر لك ان تكون معروفا لانه علم ان الشهرة تضرك اما ان يحسدك الناس او ان تغتر او ان تعمل لهم وترائي ويحبط عملك. والجهة الثانية ان الله حكيم. لانه سبحانه وتعالى ايختبرك بذلك يرى صبرك وعزمك؟ وهل عملك لله ام لا الامر الثالث ان تعلم ان ربك عليم وانه سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة. يعني ايه؟ يعني كل تعب كل ذرة هتتعبها كل اية هتقولها. كل تسبيحة كل صدقة. كل ابتسامة في وجه اخيك. كل احسان هو محفوظ عند الله لا يضيع ابدا. وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلم. هذا ليس مجرد للعلم وانما علم الجزاء. قال الله سبحانه وتعالى انا لا نضيع اجر من احسن عملا ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما. لا يخاف ابدا احد احسن في عمله لله تبارك وتعالى وتعالى ان يضيع الله عمله ابدا. ان الله لا يظلم مثقال ذرة. وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين وما تفعلوا من خير يعلمه الله. ايات كثيرة جدا وما تفعلوا من خير فلن تكفروه. في بعض القراءات. اذا عملك محفوظ عند الله مشغول بقى ليه؟ الله سبحانه وتعالى عليم بكل همسة كل خير بتعمله والامر التاني سيجازيك بالاحسان احسانا الامر الذي بعد ذلك ان تعلم ان الدنيا وهو الرابع ان تعلم ان الدنيا ليست هي دار الجزاء الاوفى قد يجزى الانسان على عمله الصالح في الدنيا. لكن الله سبحانه وتعالى لم يعدك بان توفى اجرك كاملا في الدنيا. مين اللي قال كده انما توفون اجوركم يوم القيامة فبالتالي ما تجيش انت بقى تعمل صدقة او تجاهد في سبيل الله او تعلم الناس او تعطي درسا او آآ تحسن الى زوجتك او الى ابنائك او تتمرن وانت منتظر ان تجني كل الثمرات في الدنيا لأ الله سبحانه وتعالى وعدك الجزاء الاوفى في الاخرة الامر الاخير آآ وهو مهم جدا ان اهتمامك بتحسين صورتك عند الله اعظم وافضل وايسر واضمن انك تبقى مهتم جدا ان الله وحده هو الذي يعلم عنك الخير. يبقى انت انسان ذكي وعاقل. ليه؟ لان الله بكل شيء عليم. ولن يظلمك السهل طريقه مضمون مش محتاج انك تشرح له نيتك ولا وجهة نظرك ولا كنت تقصد ولا لأ الله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم. فلما انت بتتعب في الاتجاه ده وتفهم الموضوع ده هتستريح جدا وهيطمئن بالك وهتبقى مرتاح ومش هتبقى شايل هم خالص لكن في المقابل لو انت اهتميت بصورتك عند الناس هتتعب وتتعصب ممكن ما يجيلكش نوم. لما تلاقي انت بتحسن والناس بتسيء. انت بتحسن والناس بتجحد فضلك. او تنكر فضلك. او تتهمك في نيتك فلذلك اريد منك ان تتأمل هذا المثل في اخر الكلمة ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل. هل يستويان مثلا؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. يعني ايه رجل فيه شركاء متشاكسون. يعني وراجل عايز يرضي ده ويرضي ده ويرضي ده ويرضي ده ويشوف صورته عند ده وصورته عند ده. يا ترى الناس دول اتبسطوا انه يا ترى الناس راضيين عنه يا ترى الناس شكروه ففيه شركاء متشاكسون متشتت مش راسي. قلبه مش مطمئن. طول الليل عمال يفكر. يا ترى الناس بيقولوا علي ايه؟ يا ترى هيعملوا ايه ورجلا سلما لرجل لا يفكر الا ان يرضي الها واحدا وهو رب العالمين تبارك وتعالى. هل يستويان مثلا؟ ابدا لا يمكن لا يمكن ان يستوي من وحد قصده وقلبه في طريق الله وبين شخص يشتت نفسه بين الناس بس كل ما يعمل خير عايز الناس يشكروه يلاحظوه يشعروا به يثنوا عليه. مهتم جدا ان ان نجاحه يكون قصة مشهورة. الناس عليه ويوقر ويعظم بسبب عمله. يصلي بالليل او يصوم يوم مسلا حار او يعلم الناس او ينفق ويريد ان يوقر في الدنيا وان يرفع بين الناس كل ما يمشي الناس تقول اه ده فلان هو اللي بيعمل لفلان هو اللي بيعمل. والله هذا الشخص فضلا عن كونه مرائيا لكنه سينقطع عن العمل الصالح حتما. وسيحصل له مشكلات كثيرة جدا واحباط. كثير من اصدقائي اللي كانوا طلاب علم يعلمون ويدعون الى الله ويخطبون في المساجد انقطعوا عن التعليم والتدريس بسبب هذا الامر. يقول الناس لا يتفاعلون معي. شخص تلاقيه كاتب منشور على الفيس مثلا ويقول ايه ايه يا جماعة؟ فين التفاعلات؟ انا بتعب في الكلام ده. تفاعلكم. على فكرة اللي مش هيتفاعل معي انا مش هكتب تاني. بيهدد الناس. ويندب حظه على انا اكتب كلاما جميلا ولا يتفاعل. ومن الذي قال ان هذا التفاعل هو ميزان كونك على الحق؟ او كونك نافعا ابدا. لم يكن هذا العبرة ليست بالكثرة وانما بنوعية من يعجب بكلامك. يعني لو احنا جعلنا الاعجاب او او المشاركات او المتابعة جزء من الدليل على صحة ما انت عليه. فاختر من يتابعك. واعرف ان نوعية المتابع او المشارك او المعجب هي الاهم مش القصة مش قصة العدد. والا فانت ترى ملايين الناس على باطل. وكثير من الناس على حق وليسوا معروفين. فلذلك يعني انصح نفسي واياكم بان نركز في هذه المعاني والخصها مرة. آآ الخمس الامور الاخيرة. ان احسنتم احسنتم لانفسكم. انت بتعمل خير لنفسك الامر التاني الله سبحانه وتعالى حكيم ممكن يكون منع عنك الشهرة عشان هي بتضرك. وممكن يكون بيختبرك يشوفك هتكمل في الطريق ولا لأ. الامر الثالث ان الله عليم بكل ما تفعل ولن يظلمك. الامر الرابع ان الدنيا ليست دار الجزاء الاوفى. والامر الخامس ان ارضاء الله سهل ميسور مضمون نون لا تتعب مع الله تبارك وتعالى في طريقه. وستكون معه سلما لاله واحد. افضل من ان تتشتت بين الهة تسعى في اللهم انا نسألك ان تجعل اعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة. والا تجعل في اعمالنا لغيرك شيئا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصباح الورد