السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد قال الله تبارك وتعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين الحمد لله رب العالمين ان من علينا برسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله ان جمع قلوبنا على طلب الفقه في الدين وحبب ذلك الينا وزينه في نفوسنا فان الله تبارك وتعالى قال كذلك زينا لكل امة عملهم كما ان الشيطان يزين لاوليائه الكفر والفسوق والعصيان ويصدهم عن السبيل فان الله تبارك وتعالى يحبب الايمان والطاعة الى قلوب اوليائه ونسأل الله سبحانه وتعالى كما جمعنا على طلب الفقه في الدين ان يجعله خالصا لوجهه الكريم وان يربط على قلوبنا والا يجعلنا بما عندنا من علم ومعرفة ظهيرا للمجرمين. وان يقبضنا اليه غير مفتونين فانا والله في سعادة كبيرة جدا بلقائي الاول بطلاب الجامعة الاسلامية بولاية مينيسوتا وكذلك ارحب بالطلاب الذين التحقوا بنا من خارج الجامعة في اول لقاء لنا في دورات رفع كفاءة طالب العلم والتي ارجو انها دورات نوعية يحتاجها طالب العلم لتتهيأ نفسه لمشروع الفقه في الدين حتى نسعى آآ بها الى ان تحقق ثمرة العلم المرجوة ايمانيا وخلقيا ومهاريا ومعرفيا ليؤدي طالب العلم دوره في الاصلاح احب ان اشكر آآ اخي محمد خطاب وهو احد مشرفي الجامعة اه فهو يعلم اهتمامي بهذا المشروع وهو تهيئة نفوس طلاب العلم الى مشروع الفقه في الدين. فطلب مني برنامج آآ لطلاب الجامعة آآ في ولاية مينيسوتا آآ حتى تتهيأ به نفوسهم الى مشروع الفقه في الدين. لكنه شغل عنا هذه الايام بسبب مرض والده. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يشفي والده شفاء لا يبقي سقما آآ احب كذلك ان اشكر الاستاز الدكتور آآ احمد المقرمي. فهو المشرف على هذه الدورات اشكره ان اتاح لنا هذه الفرصة تعاون على البر والتقوى واحب ان اقول ان ادارة جامعة او معهد او مركز اسلامي يعي قيمة هذه الدورات في بناء طالب العلم لا هي ادارة موفقة تدرك مسئوليتها في الاصلاح. تدرك مسئوليتها في تزكية نفوس الطلاب وتفقد احوالهم وتعليمهم المعاني التي بها ينتفعون بالعلم ان شاء الله تبارك وتعالى واقول ان طالب علم يحرص على الاستماع او مشاهدة دورات موضوعها تزكية النفس واصلاح القلب والاخلاق للانتفاع بالمعرفة لهو طالب ان شاء الله. ان يهديه الله تبارك وتعالى وربك الاكرم اخص ما اسعى له ايها الطلاب الكرام ان اكون سببا في تهيئة نفوس طلاب العلم لما يجعلهم بالمعرفة وقد رأيت كثيرا جدا من طلاب لم يكونوا ينقصهم ذكاء ولا آآ ولا اجتهاد ولا عقل. لكنهم صاروا آآ الى حال لا ترضي الله تبارك وتعالى. بل كثير منهم ترك الفرائض. وكنت اعلم من اين يؤتى هؤلاء لانهم لم يكونوا يعتنون بهذه الابواب. مع ان الله تبارك وتعالى بين كثيرا ان العلم لا ينفع الا اذا كان صاحبه ذا قلب سليم وعقل حكيم. وقد كان النبي صلى الله الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع. فلذلك احب ان اساهم مع اخواني الطلاب بهذه المحاضرات. بعنوان رفع كفاءة طالب العلم. هذه المقدمات يا شباب والله كم كنت ارجو ان يحدثني عنها آآ احد ممن سبقوني في طلب الفقه في الدين. وكنت افرح كثيرا بنصائحهم مع من يبذل مثل هذه النصائح. وكنت افرح بها. لاني اعرف ان مجرد جمع المعلومات او المعارف اذا لم ترد هذه المعارف على قلب سليم وعقل حكيم فما تزيد صاحبها غير تخسير. سيكون حديثي معكم ايها الشباب من خلال مجموعة محاور. المحور الاول لماذا هذا النوع من المحاضرات ثانيا هداية الانسان في العلم بما خلق له. ثالثا الوحي هو سبيل الهدى واعظم المعارف. رابعا الفقه في الدين اشرف المطالب. خامسا تهيئة نفس المسلم واجبة للانتفاع بالمعرفة سادسا نتحدث عن ظاهرة قلة الكفاءات العلمية والدعوية والاصلاحية. نحاول ان نحلل هذه الظاهرة. ونذكر شيئا اجماليا من اسبابها. واخيرا نشرح برنامج الدورات ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا الى ما اختلف علينا من الحق وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب السؤال الاول يا شباب لماذا يحتاج المسلم الى مثل هذه المعاني قبل ان يدخل واثناء دخوله في الشروع في طلب العلم او في مشروع طلب العلم اولا هذه الدورات حتى يعطي طلب العلم ثمرته المرجوة كذلك حتى يكون طلب العلم قربة الى الله تبارك وتعالى وليس وسيلة لجمع مال او صرف انظار الناس او الحصول على شهرة من اوجاه او منصب او وظيفة او شهادة او نحو ذلك. كذلك حتى يكون طلب العلم قيمة مركزية في حياة الطالب وليس امرا ثانويا يعطى فضول الاوقات. كذلك اريد ان يكون طلبك للعلم منهجيا تعرف وتتصور خارطة العلوم تتصور ماذا عليك؟ تتصور ما هي المهارات التي تحتاجها؟ ما هي فروع العلوم؟ ماذا عندك منها؟ ماذا ينقصك ولا يكون دراستك للعلم عشوائية كذلك اريد ان يكون طالب العلم القوي الامين في مجاله. ليؤدي دوره في الاصلاح. اريد ان يتحول الدرس العلمي من عبء وثقل وملل الى آآ متعة وقرة عين. حتى تفرح بهذا العلم. لا تراه شاقا عليك صعبا تريد ان تستريح منه. اريد كذلك ان يتحول الدرس العلمي من مجرد تحفيظ وتلقين الى آآ آآ يعني تفاعل بين الطالب والمعلم. حتى يكون الطالب منتجا فعالا ليس مجرد مستهلك في الدرس. كذلك احب ان يتحول آآ تقييم الطالب من مجرد آآ قياس مدى استحضاره او حفظه لما تلقنه من المعلومات الى قياس خلقه وآآ آآ اعماله وزكاة نفسه ومهاراته في العرض والاستدلال وتصور المسألة والمناقشة والحوار الكتابة والبيان وغير ذلك من المهارات. كذلك احب من هذه الدورات ان يتحقق للطالب هذه الثلاثية التي بها ينال الخير القلب السليم والعقل الحكيم والمعرفة الصحيحة وكم كنت احب ان ان ان ان يتكلم معي الناس في هذه المعاني حينما كنت في بداية طلبي للعلم كنت احب جدا ان ينصحني معلمي او اخي الاكبر او زميلي بهذه المعاني. فهذه المعاني والله كانت من اخص ما انزله الله في كتابه. ومن اخص ما زكى به النبي صلى الله عليه وسلم نفوس صحابته الكرام حتى صاروا خير الناس. وحتى من الله تبارك وتعالى عليه بصحبتهم هو الذي ايدك بنصره مؤمنين آآ احب ان ابدأ في الحديث عن خير ما يهدى له العبد الانسان خلق في هذه الدنيا شباب وجد ارضا وسماء ووجد نفسه وجد كونا فكان يجب عليه ان ينظر من كيف اتى هذا الكون؟ كيف اتينا الى هذا الكون؟ من صنع هذا؟ وحتى لو شغل فترة فانه ينبغي ان ينتبه ولو نسي ينبغي ان يتذكر اذا ذكره احد فيسأل هذه الاسئلة من اين اتيت؟ ولماذا؟ وكيف اعيش؟ كيف اهتدي؟ وما مصير الناس؟ وماذا الموت. ان من خير ما يهدى اليه عبد الجواب على تلك الاسئلة. وهي التي يسمونها باسئلة آآ المبدأ مصير والمبدأ والغاية والمصير. وان كنت انا احب ان اضيف لها الوسيلة يعني وسيلة الهداية وانما يضل الانسان بامور ان يعرض عن هذه الايات التي في نفسه وفي الكون. يعني وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم معرضون. انسان غافل او انه يظن انه خلق بغير رب. وقد قال الله تبارك وتعالى ام خلقوا من غير شيء امهم الخالقون. او يظن ان لم يخلقه لحكمة. خلقه عبثا وتركه سدى لا يؤمر ولا ينهى. وقد ابطل الله ذلك الظن. فقال وما خلقت السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا. فويل للذين كفروا من النار. وقال حسبتم ان ما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق كذلك قد يظن الانسان ان ربه تركه بلا هداية بلا وحي بلا كتاب. وهذا الظن ابطله الله تبارك وتعالى في قولي وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء الذي يظن ان الذي خلقه تركه بغير هدى وبيان وبغير وحي فقد ظن ابطل الظن. او انه ينكر البعث ينكر قدرة ربه على البعث او انه يعبد غير خالقه ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وابطل الله سبحانه وتعالى كل هذه الظنون. او اه يعلم الحق ثم يعرض عنه اتباعا لشهواته او حسدا من نفسه او علوا واستكبارا. والله سبحانه وتعالى بين ان اهل الايمان هم وحدهم الذين تطمئن نفوسهم لعلمهم بان ربهم لا يمكن ان يكون خلق الكون الا لحكمة. قال الله تبارك وتعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقنا هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. وما للظالمين من انصار. الانسان قيل قيمته عند الله بقدر علمه بهذه الغاية وسعيه فيها. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قدر علم العبد بهذه الغاية وسعيه فيها يطمئن قلبه وتهدأ نفسه والا كان حيرانا مضطربا كما قال الله سبحانه وتعالى قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى قل ان هدى الله هو الهدى. اذا الانسان خلق لاعظم غاية ان يكون عبدا لله. وهذا هو واشرف معنى يمكن ان يحيا له الانسان. والانسان مهما بلغ من العلم والمعرفة والجاه والشهرة والمكانة اذا جهل الحكمة من خلقه او ترك العمل بها ولها فهو عند الله شر البرية ولا يبقى له وزن عند الله. بل هو كالانعام بل اضل سبيلا. قال الله سبحانه وتعالى اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. وقال اولئك هم شر البرية. ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون انهم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا. اذا اعظم ما ينبغي ان ان نفتتح به هذه الدورات ان تعلم انك كطالب علم عبد لله خلقت لعبادة الله هذا هو المعنى الاول. المعنى الثاني سبل المعرفة الله سبحانه وتعالى حكيم عليم لا يمكن ان ان يترك خلقه بلا هداية ولا بيان. قال الله تبارك وتعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم الذين من قبلكم ويتوب عليكم. والله عليم حكيم. والله يريد ان يتوب عليكم. ويريد الذين يتبعون الشهوات اخواتي ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. اذا الله يريد البيان يريد الهداية. لذلك جعل الله للانسان وسائل للمعرفة يميز بها الحق من الباطل الخير من الشر. من هذه الوسائل الفطرة هي معرفة اجمالية بالخير والشر آآ هي ميزان الانسان يجد اثره في نفسه اذا فعل من الاشياء ما يوافق فطرته فانه يفرح بذلك. اذا آآ صدق في القول واكرم ضيفه وآآ فعل شيئا من مكارم الاخلاق ترتاح نفسه. واذا فعل ما يخالف فطرته فانه لا يحب ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الاثم ما حاك في الصدر. وقال تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. هذه الفطرة معرفة اجمالية آآ كذلك هي معرفة ناقصة. والفطرة قد تفسد. يعني آآ الله سبحانه وتعالى قال افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا الفطرة قد تفسد قد يرى الانسان الخير شرا والشر خيرا آآ النبي صلى الله عليه وسلم قال في في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال الله اني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم. يعني غيرت لهم ما فطروا عليه من الايمان والاقرار لله تبارك وتعالى بالخلق والرزق والتدبير وانه الاله الحق كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا يولد على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه اذا هذه الفطرة يمكن ان تتغير. فالانسان يحتاج الى مصادر اخرى. لتكتمل بها المعرفة وليصحح بها خطأ ما حصل لفطرته من وسائل المعرفة كذلك السمع والابصار والافئدة. قال الله سبحانه وتعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. السمع والابصار يعني التي يمكن ان نسميها الحواس تنقل المعارف الى القلب القلب او الفؤاد او الصدر هو المحل الذي تجمع فيه المعارف والذي تعرض عليه المعارف. هو يا شباب عامل زي المصنع بالضبط. تدخل فيه المواد الخام الخام ثم يخرج منتجات الله سبحانه وتعالى بين ان كثيرا آآ من الناس لا ينتفع آآ بما عنده من الحواس بما عنده من سمع وبصر وفؤاد قال ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله. وقال تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا القلب هو الالة التي بها يعقل الانسان فالقلب بالنسبة للعقل مثل البصر بالنسبة للعين فكما ان العين تبصر فكذلك القلب يعقل. ويفقه ويتدبر وهو الذي يمتحن وهو الذي يبتلى وهو الذي يكون صادقا وهو الذي يكون كاذبا وهو الذي يؤمن وهو الذي يكفر وهو الذي يعرف وهو الذي ينكر وهو الذي يأثم وهو الذي يكسب فالقلب هو المصنع الذي تعرض عليه المعارف لذلك فان من اخص اعمال القلوب العقل. او المعرفة العقلية هذا العقل يا شباب قد يخطئ وله مجال محدود. كما ان العين مجالها المبصرات. والاذن مجالها المسموعات. الانسان عنده حواس يا شباب. عنده عنده انف عنده اذن عنده لسان عنده جلد. الجلد يحس. والاذن تسمع. واللسان يذوق. والانف تشم العين تبصر. كذلك القلب يعقل. لكن هذا العقل له مجال وله حدود. هل الانسان بنظره يمكن ان يرى كل شيء هل الرؤية مطلقة؟ لأ. آآ قد آآ تخفى عليه اشياء. وكذلك السمع له مجال وله حدود. كذلك شباب العقل له مجال وله حدود فلا يمكن ان يكون العقل وحده مصدرا لكل المعارف. ولا يمكن ان يستقل بالمعرفة. لذلك من اخص ضلال كل المدارس الفلسفية التي آآ لم تعتبر الوحي مصدرا للهداية في مسائل الدين. اخص الضلالة عندهم انهم جعلوا العقل وحده كافيا في تفسير الوجود وتفسير الظواهر. وانه وحده قادرا على وضع نظام الحياة سياسيا واقتصاديا ومعرفيا وخلقيا واجتماعيا وكذلك لا يقل ضلالا عن هؤلاء من ينكر قيمة العقل في المعرفة او ينكر المعرفة العقلية او حتى ينكر المعرفة الحسية. كل هذه الوسائل يا شباب تتكامل لا تتعارض بشرط ان تعمل كل واحد منها في مجاله وان تعرف لكل واحد منها حدوده. لا يمكن ان يهتدي الانسان فيها هذه الدنيا الا بوحي منزل من الله. لا يمكن ان يعرف الاجابة على كل الاسئلة الكبرى من اين اتينا ولماذا وكيف نهتدي والى اي شيء نصير؟ لا يمكن ان يهتدي الا بوحي منزل من عند خالقه تبارك وتعالى ربكم اعلم بكم. فالله الذي خلق الانسان اعلم به واعلم بما يصلحه واعلم بما تزكى به نفسك لذلك الانبياء هم اذكى الناس عقولا وازكى الناس نفوسا. لم يكن اهتداؤهم من انفسهم قال الله سبحانه وتعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي لمن يشاء. وقال ابراهيم عليه السلام لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين وقال اه يوسف عليه السلام واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء. ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس. والنبي صلى الله عليه وسلم قال الله سبحانه وتعالى الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى وقال الله سبحانه وتعالى له ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله اذا اذا كان الانبياء وهم اذكى الناس عقولا وازكى الناس نفوسا. وآآ احسن الناس خلقا. هدايتهم من الله وبوحي من الله. فكيف بمن دونهم انما تميز الانبياء بالوحي قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي. فهذا الوحي هو اساس الهداية ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. العقول متفاوتة والعقل قد يخطئ قد يرى الخير شرا وقد يرى الشر خيرا. وكذلك العقل له مجال وله حدود وكل من استقل في المعرفة بالعقل لابد ان يضل. لذلك قال الله تعالى ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن بل اتيناهم بذكرهم. فهذا الوحي شرف لمن يتبعه يهتدي به. الله سبحانه وتعالى سمى اه سمى اياته في الوحي بصائر قد جاءكم بصائر من ربكم. فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها. اريد هنا ان نقف وقفات مع دلالة هذه الالفاظ كتير من الناس مثلا يسمي الحجة بالدليل. وفي رأيي ان هذه التسمية ليست قوية. ليست قوية في في بيان موضع آآ الحجة. الله سبحانه وتعالى سمى الحجة سماها بصائر. سماها علما سماها بينات سماها ايات آآ سماها براهين اه سماها نورا وهذه الالفاظ واضحة جدا في معنى قيام الحجة والبيان والظهور ابلغ بكثير من مجرد لفظ دليل الذي بمعنى الارشاد او التوجيه. الله سبحانه وتعالى جعل الوحي هداية للناس وامر بالتمسك به في اول وقت اه نزل فيه ادم عليه السلام الى الارض امره الله باتباع الوحي لماذا؟ لان هداية الانسان لا يمكن ان تكون الا بالوحي. قال الله تبارك وتعالى فاما يأتينكم مني هدى. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى هذا الوحي هو النور هو الهداية. لا يمكن ان يهتدي الانسان الا بقدر اتباعه للوحي لذلك امر الله النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلنها للناس. قال تعالى قل ان ضللت فانما اضل على نفسي. وان ابتديت فبما يوحي الي ربي بوحي من الله. هدايتي ليست مني. لذلك القرآن هو الدليل وهو المدلول. هو الامر الذي نريد ان نستدل له ولن نجد ادلة وبراهين على صدقه خيرا من نفس هذا الوحي. قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا يمكن ان يكون هناك معنى في الايمان معنى في في الهداية الا ويكون في الوحي تمامه وبيانه والبرهان عليه والحجة فيه باحسن من كل ما يذكر من الادلة والبراهين. لذلك لما طلب المشركون ايات طلبوا ايات آآ من الوحي. قال الله سبحانه وتعالى فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون. يعني الذي لا يؤمن بعدما جاءته هذه الايات البينات. لا يمكن ان يهتدي وهذا يبين ان اعظم ما يستدل به ويحتج به على اي معنى ايماني يحتاجه الانسان في دينه هو الوحي لذلك الله، سبحانه وتعالى، امرنا بالتمسك بهذا الوحي وقال للنبي صلى الله عليه وسلم فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا. ليه؟ لان هذا هو الذي تعصم به من الضلالة. وانما ضل من كانوا قبلنا اما لانهم حرفوا الوحي او نسوا حظا من الوقت نسوا حظا مما ذكروا به فلا يكون ضلال الانسان الا بتحريف الوحي او بالاعراض عن الوحي لذلك امر الله سبحانه وتعالى كثيرا بالايمان بالقرآن واتباعه والاهتداء به. وبين تبارك وتعالى ان العبد انما يضل بتركه الوحي. لذلك امرنا النبي صلى الله عليه وسلم باخذ القرآن وتعلم القرآن قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وقال النبي صلى الله عليه وسلم اه ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع اخرين النقطة التي احب ان اتكلم فيها بعد ذلك هي الفقه في الدين الفقه في الدين هو اشرف المطالب والذي يريد ان يتفقه في الدين وان يستقيم عليه وان يعمل به فهو متبع للانبياء والمرسلين. قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وقال تعالى افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق. كمن هو اعمى انما يتذكر اولوا الالباب خير الاعمال التي يمكن ان تصرف لها هي طلب العلم. من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. ولكن شرط ذلك سيأتي بيانه ان شاء الله تبارك وتعالى. آآ احب هنا ان اقرأ كلاما للامام الشافعي رحمه الله يتكلم فيه عن حث طلاب العلم على الصبر على طلب العلم. وهذا الكلام يعني عزيز جدا الى يا قلبي وكتاب الرسالة للامام الشافعي هو انفس ما كتب كتب في باب الفقه في الدين. ومقدمة هذا الكتاب انا اكثر من قراءتها وحدي وعلى الطلاب الذين اتدارس معهم علوم الشريعة لما فيها من معاني الايمان ومعاني تزكية النفوس صير طلاب العلم بقيمة ان يصرفوا همهم في طلب العلوم. ومعنى ان تكون طالب علم وان تعمل بما تتعلم. قال الشافعي رحمه الله فكل ما انزل الله في في كتابه جل ثناؤه رحمة وحجة علمه من علمه وجهله من جهله. لا يعلم من جهله. ولا يجهل من علمه والناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به اي بالكتاب فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه واخلاص النية في استدراك علمه نصا واستنباطا. والرغبة الى الله في العون عليه فانه لا يدرك خير الا بعونه فان من ادرك علم احكام الله في كتابه نصا واستدلالا. ووفقه الله للقول والعمل بما علمه فاز بالفضيلة في دينه ودنياه وانتفت عنه الريب ونورت في قلبه الحكمة. واستوجب في الدين موضع الامامة. فنسأل الله المبتدأ لنا وبنعمه قبل استحقاقها ان نديمها علينا مع تقصيرنا في الاتيان الى ما اوجب به من شكره بها جاعلنا في خير امة اخرجت للناس ان يرزقنا فهما في كتابه ثم سنة نبيه وقولا وعملا يؤدي به عنا حقه ويوجب لنا نافلة مزيده كلام عظيم جدا احب ان اكرره كثيرا. وهو من المقالات التأسيسية التي يحتاجها طالب العلم. ونفس الشافعي رحمه الله الله هو الذي آآ قال ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. كذلك احب ان آآ اصبر الطلاب في طلب العلم بهذه القصة. الامام البخاري رحمه الله كان يملي الاحاديث على تلميذ املى عليه حديثا كثيرا يعني خلاه يكتب كثيرا جدا من الاحاديث. قال الفرابري فخشى البخاري فخشي البخاري ان اكون قد مللت. يعني هو البخاري حس كده ان الفرابري مل. زهق يعني زي ما احنا بنقول. فقال له طب نفسا فان اهل الملاهي في ملاهيهم واهل التجارات في تجاراتهم والصناع في مصانعهم وانت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه هكذا يحتاج الانسان ان يتذكر قيمة ما يفعل وعاقبته في الدنيا والاخرة حتى يصبر عليه. قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون المعرفة في الاسلام تميزت بامرين رئيسين لابد ان تنتبه لهم وهما اساس هذه الدورات الأمر الأول الوعاء الذي يتلقى المعرفة ويأخذ العلم. هذا الوعاء هو القلب القلب هو الذي تعرض عليه المعارف. هو الذي يقبل او يأبى. هو الذي يؤمن او يكفر. هو الذي يعرف او ينكر هو الذي يستجيب او يعرض. لذلك الله سبحانه وتعالى بين هذا المعنى كثيرا في كتابه واحب ان ان ان اذكر هنا حديثا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يشبه آآ فيه الوحي الذي نزل به وحكمته وسنته بالمطر. قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير اصاب ارضا. فكان منها نقيا قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجاذب امسكت الماء. فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا. واصاب منها طائفة اخرى انما هي قيام عان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله بما بعثت به من الهدى والعلم ومثلوا من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الذي هدى الله الذي ارسلت به ذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله بما بعثت به من الهدى والعلم فعلم وعلم علم وعلم. هنا النبي صلى الله عليه وسلم يبين ان الوحي وان كان خيرا لكنه ليس خيرا على كل الناس قال الله تبارك وتعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسرا وقال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى. هو عليهم عمى. نعم ليس كل انسان يهتدي بالقرآن القرآن فيه ايات لاولي الالباب لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين قال الله تبارك وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا زادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون ولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين. ثم لا يتوبون ولا هم يتذكرون ليست المعرفة نافعة لكل احد. لابد ان ترد على قلب سليم وعقل حكيم حتى يظهر اثرها وهذا هو الامر الثاني الذي اعتنت به المعرفة في الاسلام. اثر هذه المعرفة على صاحبها كيف يتفاعل معها؟ شف الله سبحانه وتعالى آآ ضرب امثلة كثيرة في من انتفعوا بالمعرفة ومن اعرضوا عن المعرفة قال مثلا عن آآ اهل الكتاب الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعدما عرفوا انه الحق. قال الله سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. يعرفون صدق النبي صلى الله عليه وسلم ويوقنون ذلك وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وقال الله تبارك وتعالى عن صنف اخر ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة وهرقل اعرض عن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وقد علم انها الحق خوفا على جاهه ومنصبه وماله كذلك الله سبحانه وتعالى ذكر عن فرعون ان موسى قال له لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر انت تعرف الحجة في ذلك وانت توقن لكنك تجحد ذلك وقال الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون اذا ليس مجرد العلم بالحق ملزما لهداية الانسان الله سبحانه وتعالى آآ لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الايات الله سبحانه وتعالى قال قل انما الايات عند الله. وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ونذرهم في طغيانهم يعمهون. ولو اننا نزلنا اليه الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. وفي قراءة قبلا. يعني رأوا كل شيء عيانا او الجنة والنار ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله اذا القرآن حجة وبينات وبصائر. لكن ليس كل انسان ينتفع بما في القرآن من حق وصدق وشريعة وهدى لابد ان تطيب نفسه اولا حتى ينتفع بما في القرآن من الاخبار والامر والنهي والشريعة والقصص. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يزكي نفوس اصحابه اولا قال آآ جندب ابن عبدالله البجلي رضي الله عنه كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة. يعني قاربنا سن البلوغ فيعلمنا الايمان قبل ان علمنا القرآن. فلما نزل القرآن ازددنا به ايمانا هذه صفة الصحابة الكرام. اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. لماذا نفوسهم طيبة علمهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الله علمهم عن حكمة الله ورحمته وعقابه. كلمهم عن الاسلام عن الاخرة. كلمهم عن آآ اخبار اه وعن القصص وعن عاقبة المؤمن وعاقبة الكافر فلذلك استجاب الصحابة لما في القرآن من الامر والنهي فكانوا عند كل امر ونهي سمعنا واطعنا. وعند الاخبار يؤمنون بها ان كان قالها فقد صدق. لا يقدمون بين يدي الله ورسوله. وعند الفتنة هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يهيئ نفوس اصحابه لتلقي المعرفة حذيفة رضي الله عنه يحكي لنا حديثين سمعهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن. فقال سمعت من رسول الله صلى والله عليه وسلم حديثين رأيت احدهما وانا انتظر الاخر. حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال. ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ثم حكى الوقت الاخر الذي ترفع فيه الامانة من صدور الناس. الامانة هي كل ما يخلى بين المرء وبينه. كل ما يؤتمن عليه الانسان الامانة اسم عام لكل ما يؤتمن عليه الانسان. ويدخل فيها الايمان. فالايمان اولا هو الذي اعان على تصديق اخبار الوحي الاستقامة على شريعة الوحي وهو الذي جعلهم يصبرون على البلاء. وما يزيدهم الا ايمانا وتسليما سم علموا من القرآن ثم علموا من السنة. السنن هي الاحكام عائشة رضي الله عنها تحكي لنا هذا التدرج تقول وهي تحكي ان اول ما انزل الله هو القرآن المكي الذي يتحدث عن الله وعن حكمة الله ورحمته وعن براهين آآ ان الله هو الذي او او براهين ان الله هو الاله الحق وهو الرب وهو الرزاق وهو الذي يدبر الامر وهو الذي يحيي ويميت وبراهين صدق النبي صلى الله عليه وسلم ونزل فيه من الاخبار والقصص ما يوطأ نفوس الصحابة لتلقي الوحي فتقول آآ عائشة رضي الله عنها لو ان الله اول ما انزل قال لا تزنوا ولا تشربوا الخمر لقالوا لنزنين تبنى الخمر وهذا فيه معنى عظيم ان العبد اذا تلقى المعرفة دون ان تزكى نفسه فانه لا يصدق الخبر ولا يذعن ولا يستقيم على الامر والنهي وهذا هو الذي يفسر ان كثيرا من شباب المسلمين آآ يعني حينما ترد على قلبه فتنة او شبهة او شهوة يترك دينه لانه ليس عنده محكمات ترد بها الشبهات. ليس عنده يقين يدفع به الشك والريبة ليس عنده تقوى يصبر بها على هواه وعلى شهواته. وهذا هو الذي يبين لماذا اخترت ان نبدأ بهذه المقدمات لماذا يجب على طالب العلم ان يسعى في تزكية نفسه واصلاح قلبه وخلقه اكثر من حرصه على جمع المعلومات فكان النبي صلى الله عليه وسلم يطيب نفوس اصحابه قبل ان آآ يعلمهم ما في الكتاب من الاخبار والحكمة آآ لا اريد ان اطيل عليكم فيعني احاول ان اختصر آآ الامر الثاني الذي تكلمنا فيه وهو اثر المعرفة على آآ نفس صاحبها. احب ان اقف هنا مع مثل القسيسين والرهبان الذين سمعوا حجج النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله سبحانه وتعالى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين. هذه صورة كاملة للمعرفة اذا عرف الانسان الحق استجاب له. كذلك في آآ الذين كانوا سحرة لفرعون. لما ظهر لهم الحق امنوا فصبروا وقتلوا في سبيل الله تبارك وتعالى. ذكر الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن هم آآ اتباعه في هذه دي الخصلة امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. بين الله تبارك وتعالى ان الذي اقام هذا النبي الكريم ساجدا وقائما يتلو الايات. هو ايمانه بالله وعلمه بالله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم فوالله لانا اعلمكم بالله واشدكم له خشية. ويحكي ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اجود الناس. كان اجود بالخير من الريح المرسلة طيب اجود ما يكون متى حينما يأتيه جبريل يدارسه الوحي يزداد بالوحي ايمانا وعملا واستقامة وحبا في الطاعة. هذا هو النسق التام للمعرفة. ان يكون القلب سليما صحيحا صالحا وان تكون النفس زكية. فترد المعرفة على نفس زكية وقلب سليم فيظهر اثرها ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب آآ طبعا كثير من الصحابة يحدثون ان آآ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاة كبار الصحابة ظهر من الناس من يتلقى المعرفة ويتلقى القرآن دون ان يعتني بتزكية النفس واصلاح القلب واثمر ذلك انهم لم ينتفعوا بالمعرفة فانا فقط اريد ان اختصر هذه الامور. الذي يحب ان يتكلم فيه كذلك الشباب ظاهرة قلة الكوادر والكفاءات العلمية آآ انت ترى كثيرا من طلاب العلم ترى داعمين وترى مواقع كثيرة جدا آآ تهتم بالخطط والبرامج ترى آآ جامعات ومعاهد ومراكز اسلامية ترى آآ وسائل كثيرة جدا وداعمين ينفقون على طلاب العلم لكن المنتج ضعيف جدا. انت ترى ضعفا في كل مجالات العلوم. حتى في المجال الدعوي والتعليمي والمجال الفكري العلوم الانسانية ومجال آآ وعظ الناس وتذكيرهم ترى ضعفا كبيرا جدا حتى انت مع نفسك يعني لو قلت لك عد لي من تعرفه من طلاب العلم المتمكنين في ابوابهم الذين يسدون حاجات الناس. يعني آآ ستتعب يعني آآ يعني في في هذا ودي مشكلة كثير من الناس لا يجدون من يفتيهم او من يعلمهم او من آآ يعني يكونوا مرجعهم في كثير من ابواب الدين سواء هذا في العلوم التي تسمى بعلوم الغاية كعلوم التفسير والعقيدة وشرح السنة آآ او الفقه او حتى في العلوم التي تسمى بعلوم الالة آآ مثل مصطلح الحديث وعلوم العربية وآآ اصول التفسير واصول الفقه منطق او حتى في العلوم الانسانية التي تتقاطع كثيرا مع مسائل في الايمان آآ مثل مثلا آآ تاريخ العلوم والافكار وآآ وآآ الاقتصاد والسياسة وغير ذلك من الابواب. حتى في المجال الدعوي تجد فقرة كبيرا جدا في في الدعاة المتميزين الذين يعظون الناس بمحكمات الشريعة وبالوحي ويذكرونهم ويصبرونهم ويبصرونهم في الفتن ان تجدوا نقصا كبيرا جدا انا هنا لا استطيع ان احمل الطالب وحده فاتورة هذه الظاهرة. قلة الكفاءات. لكن احمل الادارات آآ جزءا برنامج التعليمي الذي هو مبني على التحفيظ والتلقين والتسميع. لا يتفاعل الطالب. كذلك احمل الداعمين فكثير منهم يستعجل في ان يرى ثمرة عمله. يعني انا احكي لكم مرة موقف يضحك يعني. كنت في بعض المعاهد وفي رجل داعم آآ يعني جاءني عشرين طالب من قريته قال العشرين طالب دول بعد اسبوعين عايزك تطلعهم لي علماء ودعاة وخطباء ومفتين. قلت له ليه هو انا هاديهم حقن؟ هو انا لو هاديتهم حقنة ممكن يقعدوا اكتر من من اسبوعين فين يعني؟ فكتير من الداعمين بيكون مشكلة. الادارة احيانا تكون مشكلة. المنهج الخطة الطالب كل واحد من هؤلاء يتحمل شيئا آآ من هذا الامر. والانسان لا يبرئ نفسه من تقصير ولا يزال الانسان بخير ما جعل الحق مطلوبه وسعى فيه. لذلك شباب انا حينما اتكلم عن ظاهرة قلة الكفاءات لا اقصد آآ مجرد المعلومات. ولا اقصد آآ آآ حسن كلام الطالب. لأ انا اقصد منظومة علمية متكاملة. هل هذه المنظومة التي يتصور فيها الطالب خارطة العلوم. يسعى فيها الطالب باصلاح نفسه وتزكية نفسه واخلاقه يسعى فيها الطالب آآ في تعليم الناس ودعوتهم ويرى اثر ذلك في نفسه في تحسن اخلاقه وتغيره للاحسن وتطوير نفسه. وقدرته وقدرته على البيان والتعليم والشرح والاستدلال والكتابة منظومة متكاملة يا شباب. لا اقصد هنا ان يكون دكتورا في جامعة ولا اقصد ان يكون معه شهادة ولا اقصد ان يكون يحضر له آآ الاف الناس في خطبة الجمعة انا اقصد معنى العلم الحق. العلم الذي كان يأمر الله تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم ان يسأل منه العلم الذي يظهر اثره عليك وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم. العلم الذي يحمل الانسان على ان يترك اهواء نفسه وان يغير من نفسه للافضل. آآ عندي كلام كثير جدا لكن لا اريد ان التزم بالساعة فلذلك ساختصر. لذلك يا شباب ان تكون مقدمة الدورات لكم ولغيركم من طلاب العلم هي في تهيئة طالب العلم لمشروع الفقه في الدين. احببت ان ابدأها بمحاضرات ست. المحاضرة الاولى سنتكلم فيها عن معوقات تصد عن الشروع في طلب العلم. او عن الاستمرار فيه او عن تحقيق ثمرة العلماء الايمانية والخلقية والمعرفية والمهارية. فيه اسباب كده يا شباب يعني انا آآ في في في مشواري في في طلب العلم او حتى حتى في التدريس كنت احب جدا ان احرص على تقييد الاسباب التي يصد بها الطلاب من حولي عن طلب العلم واقيدها اه وهناك اسباب يبقى الطالب مدة في طلب العلم ثم ينقطع. كنت اقيدها ايضا. واسباب اخرى تجعل الطالب يبقى زمنا طويلا. لكن لا يحقق ثمرة العلم المعرفية الايمانية الخلقية المهارية. هذا ان شاء الله سنتكلم عنه في المحاضرة القادمة باذن الله. معوقات تصد آآ المسلم عن الشروع في طلب العلم او آآ تجعله ينقطع عن طلب العلم او تتسبب في عدم ظهور آآ ثمرة العلم عليه. المحاضرة الثانية نتكلم فيها عن حاجة طالب العلم الى اقامة وتزكية النفس وسلامة القلب وحسن الخلق. المحاضرة الثالثة نتكلم فيها عن انحرافات تسربت الى نفوس طلاب العلم كثير من طلاب العلم صار يقلد بعض الطلاب الذين اه يستيطلون على الناس ويبغون عليهم وظنوا ان ذلك جزء من شخصية طالب العلم. آآ حتى يكون وقورا مهابا بين الناس يتجاهلهم ويهملهم. ويستعلي عليهم ويحقرهم آآ وظن ان ذلك جزء من مهابة طالب العلم. كل هذه الامور سيأتي بيان بطلانها. ونبين ان خير الناس وخلق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اسوتنا. وكل من طلب اسوة في العلم او في غيره من غير رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فلابد ان يضل. ولا بد ان يضل من يثقون به. كذلك ويصدرون عنه. المحاضرة الرابعة بعنوان يا طالب العلم انهض لتأخذ مكانك في الاصلاح. اتكلم فيها عن وقفات مع قول الله تبارك وتعالى ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. اتكلم فيها عن مقومات طالب العلم المصلح الذي كونوا ربانيا يرب الناس يعني يقودهم ويسوسهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم ان شاء الله. المحاضرة الخامسة قواعد من الوحي او بصائر من الوحي في تزكية النفس والاستقامة. وهي مهمة جدا والمحاضرة السادسة وهي اخر محاضرة في تهيئة الطالب آآ وهي طالب العلم مع القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ندخل بعدها في المرحلة الثانية وهي رفع كفاءة طالب العلم. اتكلم فيها عن الارادة. اسباب تقوية العزم والثبات جعل الامر الانسان قد يرد على قلبه شيء من الخير فيرفضه. وقد يقبله لكن لا يعزم على فعله. وقد يفعله مدة ثم ينقطع عنه. فهنا يأتي الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم. اسأل الله العزيمة في الرشد والثبات في الامر. كيف تثبت آآ كيف تعزم على الخير وتصبر عليه وتثبت وعليه هذه محاضرات مهمة جدا ارجو انها تعين طالب العلم على قوة الارادة والعزم. نتكلم كذلك عن القدرة نتكلم عن العادات اليومية المهمة. الاستيقاظ احفظ النوم. نتكلم عن الاهتمام بالفرائض. نتكلم عن تهيئة الجو وبيئة النجاح. نتكلم عن تكوين المكتبة. ثم ندخل في جوانب رفع الكفاءة اولها الكفاءة العلمية. نتكلم فيها عن تصور مقاصد العلم الشرعي. عن خارطة العلوم الشرعية وكل علم له فروع. هذا التصور مهم جدا يا شباب. حتى تعرف ماذا يجب عليك؟ ماذا عندك منه؟ وماذا ينقصك؟ وكيف تحصله لان بعض الناس يمكن ان يبقى على علم واحد او على فرع واحد تحت علم واحد. لانه يجهل النسق المتكامل للعلم. كذلك آآ نتكلم وفيه عن تصور العلم محل الدراسة. يعني انت تريد مثلا ان تدرس بشكل آآ يعني فيه شيء من العمق بعلم معين. علوم الحديث علم اصول الفقه آآ علوم اللسان العربي او علم المنطق اي علم. كيف تخطط للباب الذي تريد ان تتخصص فيه؟ واضح؟ ثم نتكلم عن مسألة التلقي التحصيل تحصيل العلوم ماذا اتلقى؟ وعمن اتلقى من هو الشيخ او طالب العلم الذي احرص على محاضراته؟ كذلك كيف اتلقى ما هي آآ آآ يعني ما هي سبل التلقي؟ كذلك نتكلم عن مصادر تكوين طالب العلم. نتكلم فيها عن آآ طبعا هل انتم آآ اكثركم يمارس التعلم الذاتي؟ ليس عندكم مشايخ او علماء او دعاة يعني يباشرون تعليمكم. فانتم تحتاجون هذه الامور اه اه يعني كيف تنتفع من المحاضرات والمواد المسموعة والمرئية على الانترنت؟ كيف تحضر دورة؟ كيف تحضر محاضرة؟ ما الذي تكتبه هو تقيده وكيف تثبت المعلومات عندك؟ وكيف تحسن توظيفها؟ كيف تقرأ الكتب الطويلة المجلدات الكبيرة طيب آآ كيف تقرأ الكتب الصعبة؟ كيف تقرأ تراث الائمة المحققين؟ وهكذا آآ عندنا كذلك المهارات الطالب يحتاج مهارات مهارة القراءة مهارة تحليل المقروء وتقسيم الكتاب الى فقرات. ومعرفة سورة المسألة كيف اجمع الادلة آآ ونقد الادلة من حيث الحجية ومن حيث من حيث الثبوت ومن حيث الدلالة. كيف استدل؟ كيف اعرض آآ كيف كيف اناقش كيف احاور كيف ادفع الاشكالات كل هذه الامور ان شاء الله سنتكلم عنها بالتفصيل. كذلك الكفاءة الاصلاحية الكفاءة الاصلاحية الدعوة التعليم الخطب الدروس التصنيف. نتكلم كذلك عن الكفاءة البدنية. كتير من الطلاب آآ يعني اول ما بيدخل في مسألة طلب العلم يهمل الرياضة وبياكل زي ما هو عايز ويشرب زي ما هو عايز وبينام براحته لأ. لا لابد ان يكون لك برنامج نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس. الصحة والفراغ. فسيكون لنا ان شاء الله تبارك وتعالى حديث طويل عن العادات اليومية. وكيف تكتسب العادات يومية وكيف تقوي ارادتك فيها وتثبت عليها ان شاء الله كيف تصنع جوا آآ وبيئة للنجاح حولك. كذلك نتكلم فيه عن الحقوق. انك آآ يعني لابد الا تجعل طلب العلم سببا في ان تضيع حقوقك ربك وحقوق آآ اهلك عليك وحقوق نفسك عليك وحقوق جيرانك. وآآ يعني ذوي قرابتك وغير ذلك من الامور. واخيرا نتكلم عن الكفاءة الاسرية قواعد في اصلاح طالب العلم اسرته واهله وابناءه. اه لا احب ان اطيل عليكم واحاول ان التزم بالساعة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل ما نتعلمه حجة لنا وان يحبب الينا الايمان وان يزينه في قلوبنا. والا يجعلنا ابدا بما عندنا من معرفة الناس تطيل على احد او ان نبغي وان يجعلنا بما نعلم رحمة للناس وهدى لهم. والا يجعلنا ابدا ظهيرا للمجرمين وان يقبضنا اليه غير مفتونين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته