السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اهلا وسهلا بشباب معهد افاق للبناء العقدي. نسأل الله فلنا ولكم التوفيق والسداد. ايها الشباب عندما اقرأ في الوحي احب ان ادخل فيه بسؤال او موضوع اطول اطلبه واجمع وجوهه ونظائره. وحينما قصدت ان اتتبع التشريع والامر والنهي والتخويف والانذار والوعيد في الوحي فقد وجدت ان اكثر من له نصيب من ذلك هم سادات الناس. الانبياء عليهم السلام. فهم اكثر من ونهي وخف وخوف وانذر. وفي موضع ذكر الله سبحانه وتعالى الانبياء الكرام وما كانوا عليه من علم وهدى ثم قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. وربما من اعظم صور ذلك موعظة الله تبارك وتعالى لنبيه نوح عليه السلام الذي بقي الف سنة الا خمسين عاما مجاهدا داعية هيا صابرا قال الله له في موقف اني اعظك ان تكون من الجاهلين واعظم من له نصيب من ذلك هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. سيد ولد ادم اعظم الناس علما واشدهم خشية. قال الله له لئن اشركت لا يحبطن عملك. قال الله تبارك وتعالى لئن اشركت محبطا عملك ولا تكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. وفي سورة الاسراء التي رفع فيها مقام النبي صلى الله عليه وسلم نصيب كبير من هذا الانذار. في مثل قوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة لا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ومنه قوله وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره. واذا لاتخذوك خليلا ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات. ثم ثم لا تجد لك علينا نصيرا. ايات كثيرة ياتي فيها هذا الانذار. آآ في مثل قول الله تبارك وتعالى ولو ولا علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين. ايات كثيرة جدا حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم لملم طلب المشركون ان يبدل شيئا من الوحي او ان يأتي بوحي آآ غيره قال ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان تبعوا الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. كما قال من سبقه من الانبياء الكرام فمن تنصرني من الله ان عصيته فما تزيدونني غير تخسير. اعظم ما آآ شرع للانبياء الكرام اعظم ما امروا به ان يكونوا صورة عملية حية لمراد الله علما وعملا ودعوة وصبرا حتى يلقوا ربهم تبارك وتعالى ومن بعد هؤلاء رؤوس الناس المتبوعون الاحبار والرهبان والربانيون والملوك. فهؤلاء هم اسوة الناس. وبصلاحهم يصلح الناس وبفسادهم يفسد الناس. بصلاح هؤلاء تتحقق الغاية من خلق الناس. عبادة الله وحده بما شرع وبفساد هؤلاء يفسد الناس. لذلك ان كانوا حقيقين بها علما وعملا اقتربوا منها الانبياء وتكتب شهادتهم ويرفعون عند الله ويكونون اولياءه ويكون سبحانه وتعالى معهم. ويكون لهم اتباعهم لا ينقص ذلك من اجور الاتباع شيئا. لكنهم اذا قصروا واتبعوا اهواءهم وضلوا واخلدوا الى الارض نزلوا ويبقى الواحد منهم ينزل حتى يكون مثله كالحمار يحمل اسفارا. او ككلب يلهث ولا يقيم الله تبارك وتعالى انا له يوم القيامة وزنا ويحمل اوزار كل من اضلهم. كما في ايات كثيرة ومن اكثر ما اعتنى الوحي به ايها الشباب انذار ائمة الناس وامرهم ونهيهم وذكر لنا قصصا كثيرة فيها ائمة صالحون كانوا هداة مهتدين وفيها كذلك ائمة الضلال. ائمة الكفر ائمة الشر. وبين الله سبحانه وتعالى قيمة صلاح هؤلاء واثر فساد اولئك وكل من اتخذه الناس اماما ملكا كان او عالما او عابدا او رأسا او قدوة او زعيما يدخل في هذا ده الصنف الذي اتحدث عنه. ذكر الله لنا مثلا قصة قصة القسيسين والرهبان الذين لما سمعوا الذكر امنوا واتبعوا النبي محمدا صلى الله عليه وسلم وسجلوا اعظم سور الاستجابة للوحي ذكر كذلك في آآ قوله تبارك وتعالى واذ قالت امة منهم لما تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون. فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين فظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. وذكر كذلك في موضع آآ اللوم والعتاب قال فلولا كان فمن القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن ايجينا منهم. واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون. فذم من لم يقم بواجب الاصلاح بواجب العلم والمعرفة واثنى على من قام بدور الاصلاح وبين ان الله سبحانه وتعالى لا يضيع عمله. وذكرت قصة الذي جاء من اقصى مدينة يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين وذكرت كذلك قصة مؤمن ال فرعون. قصص كثيرة. وفي المقابل ذكر ائمة الضلال وذكرت اعمالهم في مثل قول الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن السبيل وكذلك في قول الله تبارك وتعالى وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون بسم الله والمسيح بن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون ذلك حينما شرعوا للناس ما لم يأذن به الله. كذلك ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه قوله آآ آآ واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليل فبئس ما يشترون لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من عذاب ولهم عذاب اليم. وكذلك في قوله اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب فافلا تعقلون! في اية اخرى جمع الله بين الطائفتين بين ائمة الضلال وبين ائمة الهدى المصلحين. قال تبارك وتعالى وقطعناهم في الارض امما. منهم الصالحون منهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون قضى هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا. وان ياتهم عرض مثله يأخذوه. الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا عنه تالله الا الحق ودرسوا ما فيه. والدار الاخرة خير للذين يتقون. افلا تعقلون. والذين يمسكون بالكتاب واقره اقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المصلحين. وهذا كثير كثير في الوحي. حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديثه في اسامة بن زيد قال يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتابه في النار. فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجت سمعوا اهل النار عليه فيقولون اي فلان ما شأنك؟ يعني ايه اللي جابك هنا؟ مش انت كنت داعية مش انت كنت امام؟ اليس كنت يأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر. قال كنت امركم بالمعروف ولا اتيه. وانهاكم عن المنكر واتيه في حديث صححه بعض اهل العلم وسيكون لنا معه وقفة في معناه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلون. او الائمة المضلون اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلون الائمة المضلون هم الذين يقودون الناس. باسم الشرع الذين يأخذون الناس بالقهر والسلطان. هذا يدخل فيه الحكام الفاسدون يدخل فيه العلماء المضلون يدخل فيه كذلك جهلة العباد. آآ كما في في ابيات منسوبة لعبدالله بن المبارك قال رحمه الله وهل افسد الدين الا الملوك واحبار سوء ورهبانها؟ العلماء العلماء يهدون او يضلون بالكلمة. والعباد باعمالهم هم اسوة للناس اما يضلون الناس واما يهدون الناس والحكام بالسلطان والقهر والالزام اما ان يكونوا دعاة هدى واما ان يكونوا مضلين يحكمون بغير ما شرع الله فالصنف الاول الذي يدخل في ائمة الضلال كل من تولى امر الناس بغير شرعه. كان جاهلا بشرعه لا يطلبه ولا تعلمه ولا يعمل به ويحكم الناس بحكم الجاهلية ويسوم شعبه سوء العذاب. وينحي الدعاة والمصلحين ويقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس ويسجنهم ويخدم مصالح اعداء الاسلام ويعمل على تشويه الاجيال ويفتح ابواب الفتن والشبهات والشهوات على المسلمين ويصدر للناس التافهين الرويبضات حتى اه يكونوا كانهم ابطال او اه مناضلون او كأنهم مناضلون او كأنهم مفكرون. ويفسد فسادا عظيما الصنف الثاني هم علماء السوء الغواة الذين يتبعون اهواءهم ويطلبون الرئاسة الذين ياكلون بعلمهم ويبذلون لمن تدفع ويتتبعون ظلم الولاة وفجورهم بفرصة فيها مسك ليلبسوها زورا لباس الشريعة. ويخدرون عامة الناس باسمه دين وهم منتفعون بمال او منصب يبيع احدهم دينه بفيلا او بيت او جنسية او تأشيرة او موبايل يمسه الطغاة اه ويعصرونه حتى اخر قطرة يمكن ان اه يأخذونها منه ثم يرمون به في سلة المهملات غير مأسوف عليه كما فعل باشياعه من قبل. وهؤلاء الدعاة المضلون خطرهم على الامة عظيم جدا. كما اثر عن عمر رضي الله عنه لما قال لبعض اصحابه هل تعرف وما يهدم الاسلام قال لا. قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الائمة المضلين. وفي رواية رواية اخرى يفسد الناس ثلاثة ائمة مضلون وجدال منافق بالقرآن والقرآن حق وزلة العالم هؤلاء آآ ما هم الا ادوات في ايدي الطغاة للبطش بالمظلومين يحرضون على المصلحين بل يدعون لقتلهم وسجنهم ونفيهم ثم ينسبون انفسهم زورا للسلف والسلف برآء منهم. قال ابو حامد الغزالي رحمه الله فهذه كانت سيرة العلماء وعادتهم فهذه كانت سيرة العلماء وعادتهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلة مبالاتهم بسطوة الصلاة السلاطين لكونهم لكونهم اتكلوا على فضل الله تعالى ان يحرسهم ورضوا ورضوا بحكم الله ان يرزقهم الشهادة. فلما اخلصوا لله النية اكثر كلامهم في القلوب القاسية فلينها وازال قساوتها. واما الان فقد قيدت الاطماع السن العلماء فسكتوا. وان لم لم تساعد اقوالهم احوالهم. فلم ينجحوا لو صدقوا وقصدوا حق العلم لافلحوا. ففساد الرعايا بفساد الملوك وفساد الملوك بفساد العلماء وفساد العلماء باستيلاء حب المال والجاه. ومن استولى عليه حب الدنيا فلم يقدر على الحسبة على الاراذل فكيف على الملوك فكيف على الملوك والاكابر؟ والله المستعان على كل حال. هذا من كتاب احياء علوم الدين الصنف الثالث من الائمة المضلين هم جهلة العباد. الذين ضلوا عن علم الشريعة وضلوا عن فقه الدين وحصروا مفهوم العبادة في جزء منه وحرفوه يتعبدون الى الله بالبدع والخرافات والدروشة. ويخرجون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والاحتساب من دائرة العبادة هؤلاء ممن تخدر بهم الامة وتلهى بهم الامة. انعزلوا عن دور الاصلاح والعمل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هم كذلك مطايا للطغاة يذلون اليهم ويروجون آآ كلامهم. هؤلاء تفتح لهم المراكز الثقافية والمساجد والمسارح لاقامات انشطتهم. يتبوأون اعلى المناصب. بل ان مراكز بحثية غربية اوصت بالترويج لهم واوصت بدعمهم في في مواجهة المصلحين. وجعلت هؤلاء يشغلون المصلحين عن القيام بدور الاصلاح. واشعلوا الفتنة بين الطرفين لتضيع اعمارهم بعيدا عن اصلاح الامة كما جاء ذلك في تقرير مؤسسة راند الامريكية الذي صدر عام الفين وسبعة. الله سبحانه وتعالى لما قال يا ايها الذين امنوا انكم كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله قال العلماء فكما كان عند اهل الكتاب من اهل الضلال فكذا عند المسلمين كما قال سفيان ابن عيينة كانوا يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود. ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى. وقال غير واحد من السلف احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فان فتنتهما فتنة لكل مفتون اما العباد الصادقون ايها الشباب فدورهم في الامة عظيم. دورهم عظيم في احياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بها. ان يكونوا قدوة وتل الناس يقتدي الناس باعمالهم وافعالهم كما قال ابن تيمية رحمه الله عن هؤلاء فاما المستقيمون من السالكين كجمهور شيخ السلف مثل فضيل ابن عياض وابراهيم ابن ادهم وابي سليمان الداراني ومعروف الكرخي. والسر السقطي والجنيد وغيرهم من المتقدمين. ومثل الشيخ عبدالقادر الجيلاني والشيخ حماد وغيرهم من المتأخرين فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء او مشي على الماء ان يخرج عن الامر عن الامر والنهي الشرعيين. بل عليه ان يفعل المأمور ويدع المحظور الى الى ان يموت وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة واجماع السلف. وهذا كثير في كلامهم. انتهى كلام ابن تيمية رحمه الله لا شك يا شباب ان صلاح هؤلاء صلاح كل من تزعم مكانة في الناس سواء كان ملكا او عالما او عابدا او ربانيا يسوس الناس لا شك ان صلاح هؤلاء هو صلاح للامة. وان ضلال هؤلاء هو ضلال لاتباعهم ذكرت ابواب الفساد ويجمعها امران. الضلال والجهل من جهة والغواية والهوى من جهة اخرى ولعظيم اثر صلاح او فساد هؤلاء كانت تلك المحاضرات لطلاب العلم. فاني والله احب طلبة العلم واحب لهم الخير. ومشروعي الكبير الذي اعيش له ان ارشد طلب هؤلاء. حتى يحصلوا المعرفة صحيحة والمهارات والادوات التي ترشد طلبهم للعلم. واعرفهم سبل الانتفاع بالعلم اعظم ذلك صلاح القلب وحكمة العقل وقوة العزم والحكمة في الدعوة الى الله. كذلك اريد من هذه الدورات ان يقوم طالب العلم بدوره في الاصلاح والا يعجز. وهذا الدور يحتاج الى حكمة في الاختيار. ان تختار الدور المناسب وان تجمع نفسك عليه وان تعلم بوسائله وان تصبر. وان يكون عندك جلد وعزم وثبات. والا ال امرك الى عجز الثقات الذي تعوذ منه عمر رضي الله عنه. فهذه ثلاثية الاهداف الكبرى لهذا المشروع. الذي ارجو ان اساهم فيه بشيء يتقبله الله تبارك وتعالى وينتفع به طلبة العلم. المعرفة الصحيحة النافعة وما يحتاجه الطالب من الادوات والمهارات وان يقوم الطالب بدور بارز في الاصلاح. هذا والله هو مشروع عمري الذي اسعى له واجمع قواعده كيف ينهض طالب العلم معرفة وخلقا ومهارة وسعيا ليقوم بدور بارز في الاصلاح ولا اعني بلا شك لا اع بالبروز هنا الشهرة بل اعني ان يأخذ دورا قويا في الاصلاح. الدور الذي يستحقه كوارث للنبوة اقول يا شباب ان كثيرا او ربما اكثر طلاب العلم يعني يضيعون اعمارهم ويعجزون. اما بسبب جهل التحصيل او كسل او هوى او تهور او عجلة او عجز ينزوون به في جانب يخافون النقد او يبحثون عن مشاريع لا خطأ فيها فتؤول امورهم الى ترك كل الاعمال او يشتتون جهدهم واوقاتهم بين اهداف متنوعة فيضيع العمر آآ دون ان ينجزوا شيئا منها. او يخطئوا الطريق. فيأكل احدهم بعلمه. ويأكل بلحيته ويصير سلعة لمن يشتهي مرة بمال او بسمعة او بمنزلة او بمدح. وربما صار ظهيرا للمجرمين وربما تفرغ لنهش لحم اخوانه من الدعاة والمصلحين والنشطاء. لذلك شباب كانت هذه المحاضرة ما معنى ان تكون ربانيا بعلم الكتاب ودراسته ان تكون من المصلحين معرفة وحكمة وعملا ودعوة وصبرا وجهادا حتى تلقى ربك. لذلك كانت هذه الوقفات مع قول الله تبارك وتعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون فمقتضى الكتاب والحكم والنبوة ان تعمل بها. وليس كل رباني هكذا. ليس كل من كان امام من موجها يسوس الناس هكذا. فقد قال الله سبحانه وتعالى في مقام الذم واللوم يبين ان بعض الربانيين الذين يسوسون الناس ويقودون الناس ويتأسى الناس بهم لم يقوموا بواجب هذه المهمة قال تعالى وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان واكلهم السحت. لبئس ما كانوا يعملون. لولا ينهاهم الربانيون الاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون. يعني ان الله سبحانه وتعالى يقول هلا ينهى هؤلاء الذين يسارعون في بالاثم والعدوان واكل الرشا في الحكم من اليهود من بني اسرائيل ربانيوهم وهم ائمتهم المؤمنون وساستهم العلماء بسياستهم واحبارهم وهم علماؤهم وقوادهم. هلا نهوهم عن قولهم الاثم. يعني قول الزور والكذب. اه وذلك انهم يحكمون هنا بغير شرع الله. فلذلك الله سبحانه وتعالى ذم هؤلاء وفي مقام وفي بيان مقام الربانيين قال الله تعالى انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور. يحكم بها النبيون الذين اسلموا الذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمنا قليل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. فالله سبحانه وتعالى بين ايضا آآ مهمة الربانيين الذين يسوسون الناس ويقودونهم الى حكم الله تبارك وتعالى. آآ الرباني اه هم العلماء الحكماء البصراء بسياسة الناس وتدبير امورهم القائمون بمصالحهم. اما الاحبار فهم علماء آآ احب هنا ان ابين معنى هذه الاية بتفصيل. يعني سيكون حديثي معكم عن صفات رباني بعلم الكتاب ودراستي. ما معنى ان تكون ربانيا محمودا؟ يعني نحن بينا ان معنى الرباني هو الذي يقود الناس او يسوس الناس او آآ يدبر امورهم او يوجههم او يرشدهم. وقد يكون ربانيا محمودا مرضيا عمله وقد يكون ربانيا مذموما ملوما قال الله تبارك وتعالى او في معنى الايات يعني ما كان لبشر يعني لا ينبغي لبشر من الخلق من الناس. هذه صيغة من ابلغ صيغ يصيغ التحريم والمنع. اه ما كان لبشر. اي بشر لا يحق له ابدا اذا اتاه الله الكتاب وعلمه الحكمة او واعطاه النبوة ان يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن يقول لهم هذا هو تقدير الكلام ولكن يقول لهم كونوا ربانيين. يعني اذا اتاه الله ذلك الكتاب والحكم والنبوة واو كان خليفة للانبياء او وارثا لعلم الانبياء فانما يدعو الناس الى العلم بالله. ويحدوهم الى معرفة شرائع الدين وان يكونوا رؤساء في المعرفة بامر الله ونهيه. وان يكونوا ائمة في طاعة الله وعبادته بكونهم معلمي الناس الكتاب وبكونهم دارسيه اذا يا شباب آآ هذا هو معنى الربانية. جاءت في قراءة احنا عندنا قراءة ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون وعندنا قراءة فبما كنتم تعلمون من شدد اراد بيان ان التعليم هو من العلم. لان كل معلم عالم بما يعلم. وليس كل عالم بشيء معلما فالتشديد يدل على العلم والتعليم. لكن التخفيف يدل على العلم فقط. واضح؟ آآ لكن الذي خفف حجته انه جاء بعد ذلك وبما كنتم تدرسون يعني آآ لم يقل تدرسون فكل من درس علم آآ فكل من من درس علم لكن ليس كل من آآ درس علم. يعني الخلاصة يا شباب ان احنا عندنا قراءتان القراءة الاولى بما كنتم تعلمون والقراءة الثانية بما كنتم تعلمون وهذه القراءات تتكامل. اما معنى الرباني فهذا هو الذي ينبغي ان ان نقف معه. ذكر في معنى او دلالة لفظ الربانية في معاني منها الفقهاء او العلماء او الحكماء. آآ او الاتقياء يعني انهم منسوبون الى الرب. او هم ولاة الناس وقادة الناس. ذكر الطابري رحمه الله امام المفسرين الطبري ذكر هذه الاقوال ثم قال واولى الاقوال عند دي بالصواب في الربانيين انهم آآ جمع رباني وان الرباني المنسوب الى الربان الذي يرب الناس وهو الذي يصلح امورهم. ويربها ويقوم بها. ومنه قول علقمة ابن عبده وكنت امرأ افضت وكنت امرأة افضت اليك ربابتي وقبلك ربتني فضعت ربوب. يعني بقوله ربتني ولي امري والقيام به قبلك من يرده ويصلحه فلم يصلحه ولكنهم اضاعوني فضعت بدأ الطبري رحمه الله يتكلم في آآ دلالات هذه اللفظة ويبين يعني آآ ميزانها الصرفي. ثم بين ان الرباني هو آآ هو الذي يرب امور الناس بتعليمهم الخير او دعائهم الى ما فيه مصلحتهم. وكان كذلك وهو كذلك الحكيم التقي الذي يلي امور الناس على المنهاج آآ الذي امر به وهم المقسطون المصلحون آآ وهم كذلك الذين يهتمون بمصالح الناس في عاجلهم واجلهم. ثم آآ ختم كلامه فقال هل اريد ان تنتبه من هذا المعنى الجامع؟ قال فالربانيون اذا هم عماد الناس في الفقه والعلم وامور الدين والدنيا ولذلك قال مجاهد هم فوق الاحبار. لان الاحبار هم العلماء والرباني الجامع الى العلم والفقه البصر طلب السياسة والتدبير والقيام بامور الرعية وما يصلحهم في دنياهم ودينهم. الشيخ محمود شاكر رحمه الله علق لقاء اه على اه هذا الكلام من ابن جرير قال قل ان يعني بيتكلم عن تحرير ابن جرير الطبري لدلالة لفظ الرباني. قال قل ان تجده في كتاب من كتب اللغة وهو من اجود ما قرأت في معنى رباني وهو من احسن التوجيه في فهم معاني العربية والبصر بمعاني كتاب الله الامام ابن تيمية رحمه الله آآ في رسالة يشرح فيها معنى آآ الربي اللي هو في قول الله تبارك وتعالى وكأين من نبي قاتل معه ربيون. فتكلم عن ان بعض الناس قالوا ان آآ هم العلماء. علق على ذلك. قال ابن تيمية رحمه الله وقد قيل في ربيون هنا انهم العلماء. واختاره الرماني والزجاج. وروي عن الحسن وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكذلك قال ابن فارس هم المتألهون العارفون بالله وهؤلاء جعلوا يعني ابن تيمية بيعلق قال وهؤلاء جعلوا لفظ الربي كلفظ رباني. وعن ابن زيد هم الاتباع كانهم جعلوهم المربوبين. والاول اصح من وجوه احدها او احدها ينفع الاتنين ان الربانيين هو قال عين لكن الصواب هي غير ان الربانيين غير الاحبار. وهم الذين يربون الناس وهم ائمتهم في دينهم ولا يكون هؤلاء الا قليلا الثاني ان الامر بالجهاد والصبر لا يختص بهم. واصحاب الانبياء لم يكونوا كلهم ربانيين. وان كانوا قد اعطوا علما ومعهم آآ الخوف من الله عز وجل. الثالث ان استعمال لفظ الربي في هذا ليس معروفا في اللغة. آآ الرابع ان استعمال لفظ ربي في هذا ليس معروفا في اللغة بل المعروف فيها هو الاول يعني يقصد الامام ابن تيمية الشباب يقصد بكلمة الربي يعني الجماعات الكثيرة وكاين من نبي قاتل معه ربيون يعني جماعات كثيرة. لكنه هنا اريد ان اختصر الكلام لاقف عند كلمة الايه يعني تفسير ابن تيمية لكلمة رباني. آآ قال ابن تيمية ان الرباني من يعني قيل ان الرباني هو منسوب الى الرب بزيادة الالف والنون كاللحياني. اللي هو يعني ايه؟ آآ وقيل الى تربية الناس وقيل الى ربان السفينة وهذا اصح. فان الاصل عدم الزيادة في النسبة. يعني ابن تيمية كأنه يقول ان كلمة رباني مأخوذة من كلمة الربان الذي يعني يقود السفينة واضح كده؟ آآ ثم قال واما نسبتهم الى الرب فلا اختصاص لهم بذلك. بل كل عبد له فهو منسوب اليه اما آآ نسبة مومن او خصوص ولم يسمي الله اولياءه آآ المتقين ربانيين ولا سمى به رسله وانبياؤه. يعني كان ابن تيمية يقول من الخطأ ان تظن ان كلمة رباني وهذا مشهور جدا عند الناس للاسف انهم ظنوا ان كلمة رباني مأخوذة من كلمة الرب وصارت بناء على ذلك مدحا. فابن تيمية يقول لا هذا معنى خطأ. قال ابن تيمية فان الرباني من يرب الناس كما يرب الرباني السفينة. ولهذا كان الربانيون يذمون تارة ويمدحون اخرى ولو كانوا منسوبين الى الرب لم يذموا قط. وهذا هو الوجه السابع انها ان جعلت مدحا ان جعلت مدحا فقد ذموا في مواضع وان لم تكن مدحا لم يكن لهم خاصة خاصة لم يكن لهم خاصة يمتازون بها من جهة المدح. واذا كان منسوبا الى باني السفينة بطل قول من يجعل الرباني منسوبا الى الرب. فنسبة الربيين الى الرب اولى. يعني لو كانت يعني الذين نسوا كلمة الريب الى الرب. قاسوا ذلك على كلمة الرباني. فابن تيمية قال كلمة رباني خطأ ان تنسب الى الرب. وبين ان نسبتها الى ربان السفينة او ربان السفينة. قال فاذا بطلت نسبة آآ الرباني الى الرب فيكون بطلان نسبة الرب الى الرب اولى. آآ ثم بين ابن تيمية في كلام طويل ان آآ دلالة آآ الرباني انه آآ آآ يعني آآ ان الذي يسوس الناس او الذي يقود الناس او الذي يدعو الناس او هم رؤساء الناس او سراة الناس. ثم عقب فقال قال ابو عبيد احسب الكلمة عبرانية او سريانية. قال ابن تيمية وذلك ان ابا عبيد زعم ان العرب لا تعرف الربانيين قلت اللفظة عربية منسوبة الى ربان السفينة الذي ينزلها ويقوم لمصلحتها. ولكن العرب في جاهليتهم لم يكن لهم ربانيون لانهم لم يكونوا على شريعة منزلة من الله عز وجل. فلم يشتهر هذا الاسم عنهم. وحكى ابن الانبا سريعا بعض اللغويين ان الرباني منسوب الى الرب لان العلم مما يطاع الله به فدخلت الالف والنون في النسبة للمبالغة كما قالوا لحياني اذا بلغوا في وصفه باللحية وهذا قول ضعيف كما تقدم. آآ انا اريد هنا يا شباب ان ابين ان بعض من لقوا على ترجيح الطبري يعني الطبرية يا شباب خطأ الاقوال التي تجعل الرباني منسوبا الى الرب او ان الرباني هو العالم او هو آآ الربانيون هم الاحبار. واضح كده؟ آآ خطأ طبري ان يكون الرباني هو العالم او الفقيه او ولاة الناس. واضح؟ بين الرباني ان آآ بين الطبري ان الرباني هو الذي يجمع هذه الصفات فبعد ما من نظر الى قول الطبري ظن ان آآ الطبري جمع بين الاقوال. وظن ان الاختلاف هنا اختلاف تنوع وهذا ليس صحيحا. فان الطبري آآ لا يقول ان صفة الربانية يستحقها مجرد الفقيه او العالم او ولي الامر لأ. آآ الرباني عنده يعني صفة اعلى بكثير من هذا. لذلك هو نفسه قال هم عماد الناس في الفقه العلم وامور الدين والدنيا. لذلك قال مجاهد هم فوق الاحبار. لان الاحبار هم العلماء والرباني هو الجامع الى العلم والفقه البصر بالسياسة والتدبير والقيام بامور الرعية وما يصلحهم في دنياهم ودينهم هذه فائدة دقيقة يا شباب لابد ان تميز فيها بين الحالة التي تصح فيها الاقوال كتفسير للفظة يعني يكون كل واحد فيها مجرد مثال فيكون الاختلاف تنوع وبين الاختلاف الحقيقي. واضح؟ فالطبري يبين ان مجرد ان يكون الانسان عالما او داعيا فقط فقط هذا لا يجعله ربانيا. آآ من مجموع كلام الامام الطبري والامام ابن تيمية الشباب يظهر لنا ان دلالة لفظ رباني آآ يعني ظهرت هذه الدلالة ظهرت نسبتها ويظهر هنا عندنا خطأن او اخطاء. الاول من يجعلها منسوبة الى الرب. يبقى هذا خطأ من يجعلها صيغة مبالغة؟ يعني هم قالوا هي منسوبة الى الرب وفيها مبالغة. يعني هو رباني يعني متأله او متعبد او عالم هذا خطأ وهي ليست صيغة مبالغة. كذلك يخطئ من يجعلها صفة مدح مطلقة. ليه؟ لانه يظن انها منسوبة الى الرب وكل ما نسب الى الرب فهو محمود. هذا ليس كذلك لان رباني اليهود آآ ذموا وعوتبوا في بعض المواضع. وسبق ان بينا ذلك. آآ فليست صفة الربانية متحققة لمن عنده صفة واحدة كالعلم او التعليم او التقوى او سياسة الناس بل لابد ان يكون جامعا لهذه الصفات. من هنا شباب كانت هذه المحاضرة معنى ان تكون ربانيا محمودا مرضيا عنك. الصفة الاولى للرب بني المحمود الاخلاص لله تبارك وتعالى. ذلك ان هذه الاية يا شباب ذكرت اصلا في هذا المعنى آآ فيها امر الناس بان يكونوا ربانيين بالعلم والدرس جاءت في سياق هذا في سياق من اوتي الكتاب والحكم نبوة ان الله سبحانه وتعالى نهاه ان يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين. اذا اخص ما يأمر وبه واخص ما يقوم به الرباني المحمود المرضي عنه هو ان يكون مخلصا لله. وما امروا الا فليعبدوا الله مخلصين له الدين ومن ذلك ان يكون مخلصا في دعوته صادقا لا يجمع الناس لنفسه. لا يدعو لجماعته ومذهبه ولا يستعمل علمه ومعرفته ومهارته ولسانه للعلو في الارض والبغي على الناس والاستطالة. بل تكون دعوته لله وساتي ذلك ان شاء الله. قل هذه سبيلي ادعو الى الله. لا ادعو الى نفسي ولا الى جماعتي الصفة الثانية العلم بالوحي. هذا متفق عليه بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. وقراءة آآ تعلمون او تعلمون كذلك تدل على آآ المعنى. وطبعا المقصود بالعلم هو العلم الشرعي هو اشرف العلوم هو العلم النافع الصفة الثالثة للرباني الفقه في الدين. قال الشافعي رحمه الله والناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجات في العلم به يعني بالقرآن. قال فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه واخلاص النية لله في استدراك علمه نصا واستنباطا والرغبة الى الله في العون عليه فانه لا يدرك خير الا بعونه. فان من ادرك كعلم احكام الله في كتابه نصا واستدلالا. ووفقه الله للقول والعمل بما علمه فاز بالفضيلة في دينه ودنياه عنه الريب ونورت في قلبه الحكمة واستوجب في الدين موضع الامامة. كذلك بين ابن تيمية معنى العلم او الفقه في الدين. قال رحمه الله وجماع الخير ان تستعين بالله عز وجل في تلقي العلم المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم انه هو المستحق ان يسمى علما. ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في امره ونهي وسائر كلامه. فاذا اطمئن ان اهذا هو مراد فان هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله ولا مع الناس اذا امكنه ذلك معنى الفقه وانه ليس مجرد المعرفة كذلك قال ابن القيم رحمه الله وينبغي ان يفهم عن الرسول مراده من غير غلو ولا تقصير فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله ولا لا يقصر به آآ عن مراده. وما قصده من الهدى والبيان. وقد حصل باهمال ذلك والعدول عنه من الضلال عن الصواب ما لا يعلمه والا الله بل سوء الفهم عن الله ورسوله اصل كل بدعة وضلالة نشأت في الاسلام. بل هو اصل كل خطأ في الاصول والفروع ولا سيما ان اضيف اليه سوء القصد من التابع فيا محنة الدين آآ واهله والله المستعان. اذا الشباب المقصود العلم والوحي هو الفقه وليس مجرد معرفة النص وقد ذكر صنفان لم ينتفعوا بالمعرفة. من لم يفقه ومن فقهه واعرض عنه كاتباع اليهود. يبقى لذلك القرآن آآ الله سبحانه وتعالى في في مطلع القرآن بين لنا وفي اعظم سورة في القرآن بين او امرنا ان نستعيذ من الصراط المغضوب عليهم والضالين والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر آآ الذين يقتلون المسلمين بغير حق وذكر لهم عبادة وقرآنا وتبتل فلان آآ قال يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم. يعني علاقتهم بالقرآن محصورة فقط في مجرد القراءة. لا فهم ولا آآ دبر ولا عمل بمقتضاه. الصفة الرابعة للرباني المحمود الاستقامة على الدين طلب الوحي والفرح به وحبه والايمان به والتسليم له والاهتداء والاستقامة عليه مجموع ذلك هو صفة الراسخين في العلم هذه هي صفة الراسخين. العلم النافع الذي يقود ضرورة الى خشية الله. امن هو قانت اناء الليل ساجدا قائمة يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ انما يتذكر اولو الالباب. قال تعالى انما يخشى الله من عباده هذه العلماء العلم الذي يقود الى الخشية والانابة. آآ الامام الشاطبي رحمه الله له كلام جميل جدا في الموافقات. وكما قال كل علم شرعي ليس بمطلوب الا من جهة ما يتوسل به اليه. وهو العمل وقال كذلك العلم هو العلم المعتبر شرعا. اعني الذي مدح الله ورسوله اهله على الاطلاق. هو العلم الباعث على العمل نبي لا يخلي صاحبه جاريا مع هواه كيفما كان. بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه. الحامل له على قوانينه في طوعا او كرها. كلام جميل جدا. وبيان ذلك ايها الشباب في بيان حال الصحابة الكرام مع الوحي. قال تعالى عنهم وعن اهل آآ الرسوخ في العلم. وليعلم الذين اوتوا العلم انهم الحق من ربك فيؤمن به فتخبت له قلوبهم. وان الله لهادي الذين امنوا الى صراط مستقيم. وقال تعالى ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. وقال تعالى اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات رحمن خروا سجدا وبكيا. اهل العلم الربانيون يخبتون للوحي اجلالا واستسلاما. ويخرون هنا للاذقان سجدا تعظيما وامتثالا. يلتزمون بما قاله الله تبارك وتعالى وبما قضى به رسوله صلى الله عليه وسلم ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. والله سبحانه وتعالى كثيرا ما يبين وحال المستجيبين وحال المعرضين الذين اعرضوا عن هداية الوحي. كما في قوله فما لهم عن التذكرة معرضين كانهم حمر فرت من قسورة. وقال تعالى عنهم واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة. واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون وفي المقابل بين الذين يقبلون على الوحي اذا تتلى عليهم اياته زادتهم ايمانا على ربهم يتوكلون. هنا اذكر تفصيلا جميلا جدا للشاطبي رحمه الله يبين فيه مراتب الناس في العمل بالمعرفة والانتفاع بالمعرفة. ركزوا يا شباب في هذه المراتب فان هذا التفصيل حسن جدا قال المرتبة الاولى يعني هو بيبين ان المنتسبين الى العلم آآ مراتب. المرتبة الاولى هم المبتدئون الطالبون له لكنهم لم يحصلوا على كماله بعد وانما هم في مرتبة التقليد. يقول هؤلاء اذا دخلوا به اشتغلوا بالعلم فبمقتضى الحمل التكليفي يعملون كذلك الترغيب والترهيب. وهكذا ايضا الزواجر من الحدود والتعزيرات وما الى ذلك. كل ذلك يدفعهم الى الامتثال والعمل. يعني يقول من الصنف الاول لم تخالط بشاشة الايمان قلبه. فهو بيعمل بالعلم بس العمل ثقيل عليه. يعني ينظر للعبادة على انها تكليف وعبء ومشقة لا يفرح بها لا يأنس بها. ربما يعمل بها لانه فقط يخشى من الزواجر ومن الحدود ومن التعذيرات او يعمل بها رغبة في شيء. لم يصل بعد الى جنة وفرحة وحلاوة قوة الايمان المرتبة الثانية قال فوق هؤلاء هم من وقفوا على براهينه وارتفعوا عن مرتبة التقليد لكن لم يتحول هذا العلم الى ان يكون صفة راسخة لهم وسجية من سجاياهم. وانما يكون لهم استبصار فيه. ويكون ذلك من جملة الامور المكتسبة يسترجعونه بنظرهم وعقولهم ويستذكرونه ويحفظونه وما الى ذلك فهو من جملة موداعاتهم يقول هؤلاء اذا دخلوا في العمل خف عليهم. ولم يكونوا كاصحاب المرتبة قبلهم. لكن آآ او لكن مثل هؤلاء ايضا انما يحملهم على هذا العمل لربما غير الحدود والزواجر والترغيب والترهيب. ولكن يمكن ان يكون عندهم من الشهوات الغالبة. يعني ركز بقى بيقول ان هذا الصنف اعلى من الصنف الاول. عندهم علم بالوحي وعلم ببراهين الاسلام. وعلم بصدق الاسلام وعلم بحكم الشريعة. لكن لا زال في نفوسهم شهوة او هوى او رغبة جامحة. شف بيقول ايه قل ولكن يمكن ان يكون عندهم من الشهوات الغالبة. والرغبات الجامحة في النفوس ما قد يوقعهم بشيء من الزلل. والمخالفة لكن مثل هؤلاء آآ لكن لكن مثل هؤلاء يقول يراعون محاسن العادات ويطالبون انفسهم بمقتضى هذه المرتبة التي وصلوا اليها في العلم فيحملهم ذلك على شيء من التماسك والارعواء والانزجار والانكفاف عما لا يليق وعما يشين حفظا ومراعاة لهذا العلم الذي يحملونه. والله هذا التفصيل في غاية الروعة وحين واذا تدبرت في نفسك وفي احوال الناس تجد هذه المراتب. المرتبة الاولى لطلاب العلم الذين لم تخالط بشاشة الايمان ماني قلوبهم يستثقلون العبادات ويصعب عليهم القيام بها ينظرون اليها على انها عبء وان كانوا يعني يحاولون الثاني هم الذين عندهم شيء من العلم بصدق آآ الوحي آآ حكمة التشريع. يجاهدون انفسهم ويتعبون لكن بقي عندهم شيء من الهوى. بقي عندهم شيء من الرغبة الجامحة. بقي عندهم شيء يوقعهم في الزلل. آآ بقي عندهم نوع هوى لكنهم مع ذلك يتماسكون يتعبون يصبرون يكثرون من الدعاء او ينتهون من كثير من الاعمال لانهم يرون انه لا يليق بحملة العلم ان يكونوا كهؤلاء. ثم سيتكلم عن اهل الرسوخ. شف بقى بيقول ايه قال هؤلاء صار العلم من الاوصاف الثابتة لهم. فهو صفة راسخة وسجية من سجاياهم. يقول هؤلاء يقول هؤلاء لا يخليهم العلم لا يخليهم العلم واهوائهم. اذا تبين لهم الحق بل يرجعون اليه رجوع رجوعهم الى دواعيهم البشرية واوصافهم الخلقية هؤلاء اصحاب هذه المرتبة. ثم ذكر دلائل آآ لهذا في قول الله تبارك وتعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما الى اخره الايات وبين ان صاحب هذه المرتبة آآ ايها الشباب الكرام لا يحتاج الى جهد كبير حتى يؤدي العمل الصالح. بل صار من اهله يتغذى به ويسعد ويطمئن وسيأتي لنا محاضرة ان شاء الله شباب نتكلم فيها عن جنة العبادة. ونبين ان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن هذا بالنسبة لما ينتظرون من النعيم لا ان العبد يكون مسجونا مقهورا في الدنيا بل هو ينعم بالعلم بالله وبالانس بالله ويطمئن قلبه بالله ويأمن ويهتدي ويفرح ويشعر بحلاوة الايمان حتى يعيش فردوسا في الدنيا بالعبادة قبل جنة الاخرة لذلك شباب احد اهم ما ينبغي ان ان تتغير به نظرتك الى العبادة ان تنظر الى العبادة على انها حياة القلوب وقرة العين وراحة وسكن وفرح وطمأنينة لا على انها مشقة واختبار وانها المراد منها آآ مخالفة الاهواء والابتلاء لتحصيل الثواب لا شباب. هذا الاصل هو الذي بنوا عليه قاعدة ان الاجر على قدر المشقة وعلى قدر مخالفة هوى النفس. وان الشرع ليف واستعملوا هذه اللفظة المخترعة التي لم يأت بها وحي. وبينوا انه مجرد مشقة وابتلاء. هذا ليس كذلك قد يكون في التشريع نوع من ذلك. لكنه ليس مقصودا بذاته. انما هو مقصود لتهذيب النفس. لكن عبادة الله تبارك وتعالى هي فردوس وهي فرح وهي وهي التي تزكو بها النفوس. آآ لذلك يا شباب ان شاء الله سيكون لنا محاضرة نتكلم فيها عن اثر العلم بحكم الشريعة في استجابة آآ العبد المؤمن اه طيب احنا اه تكلمنا كثيرا يا شباب عن عن هذه الفكرة. ولكني احببت ان اؤكد هنا ان اه فكرة النظر الى العبودية على انها مجرد مشقة او تعب. هذا ربما يحصر الانسان في في بداية طلبه للعلم. لكنه بالمجاهدة والصبر والتعب والدعاء والمواظبة شيئا فشيئا تتحول آآ هذه العبادة من عبء الى لذة الى فرحة الى قرة عين يهنأ بها في الدنيا قبل الاخرة. وسيأتي ان شاء الله مزيد بيان الى ذلك. احببت فقط ان اذكر هذه المراتب مرتبة المبتدأ ومرتبة من يجاهد آآ نفسه ومرتبة الراسخ في العلم. آآ الصفة الخامسة شباب للرباني الحكمة الحكمة هي هي مجموع من فقه الشريعة وفقه النفس وفقه الواقع وفقه التعليم والدعوة اصلاح لذلك في في في تفسير ابن عباس للرباني هم الحكماء والفقهاء ومدحت الحكمة كما في جاء في حديث لا حسد الا في اثنتين. ورجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل اتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها الحكمة هي وضع الشيء في موضعه. الحكمة تقتضي ان تكون عالما بالشرع عالما بنفسك. عالما بخصائص نفسك. عالما بالواقع. وان انتخب من الشريعة ما يناسب الواقع. وآآ الله سبحانه وتعالى اثنى على من اعطاهم الحكمة. يؤتي الحكمة من يشاء. والنبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس اللهم علمه الحكمة واثنى الله على لقمان. ولقد اتينا لقمان الحكمة. فالحكمة هي فقه الوحي. وفقه العمل به وفقه الدعوة اليه وفقه الاستدلال له وفقه بيانه. وفقه رد الباطل الحكمة والشباب ليست مجرد المعرفة بالحكم. بل حسن فقهه وحسن العمل به وحسن انزاله في موضعه اللائق به وحسن عرضه وحسن بيانه. فهي فهم المعلومة في سياقها الخاص والعام وجمع النظائر ومعرفة الوجوه ووضع في موضعها اللائق وفقه الفروق الدقيقة بين الصور التي تبدو متماثلة. والله سبحانه وتعالى قال اتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم. واحسن يعني آآ انسب شيء يعني اختاروا من هدي الله تبارك وتعالى فتعالى في الواقعة احسنه يعني انسابه. والنبي صلى الله عليه وسلم اثنى على خصلتين الحلم والاناة. الحلم في التصور والاناة في الحكم والعمل. فانت عند كل باب او عند كل امر من امور حياتك تحتاج الى هذه الخصال. حسن التصور التصور ان تجمع كل ما يفيد في تصور هذه المسألة وان تجمع الادلة من الايات والاحاديث والاثار والحجج وتحتاج الى الدراسة النقدية التي تميز فيها آآ بين آآ الصحيح وغير الصحيح وتحتاج الى حسن الفهم. ثم تحتاج الى الحكمة في وضع المعلومة موضعها. واستثمار المعلومة فهي اربعة امور. حسن تصور شمولية الجمع. حسن النقد والفهم مع الحكمة في التطبيق. واضح يا شباب طيب آآ ايضا الحكمة كذلك في الدعوة والاصلاح. يعني ان ان ان تكون حكيما. وان تفرق بين دائرة ما تتعلم حيرة واسعة خلاص؟ وبين دائرة ما تعتقد وتؤمن وبين دائرة ما يحتاجه الناس فتدعوهم اليه. لا تخلط هذه الدوائر. والصحابة الكرام بينوا ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك بين اين يوضع العلم وبين التدرج ليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله فانهم اجابوك ذلك فكذا وكذا. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يحدث ببعض الاحاديث حتى لا يتكل الناس. وآآ نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله لرجل يستحق القتل حتى لا يفهم هذا على غير موضعه حتى لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه وقال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون اتحبون ان يكذب الله ورسوله؟ وكذلك قال ابن مسعود ما انت محدثا قوما آآ حديثا لا تبلغ عقولهم الا كان لبعضهم فتنة. اذا يا شباب الافكار الخطأ الذي تريد ان ان تنتزعها من الواقع او من نفوس الناس لتضع مكانها البديلة الشرعي الصحيح. تحتاج من النية والحرص والرحمة والفقه والحكمة والحلم والاناة والحجة والتمهيد والمقدمات والصبر والتكرار بقدر ثباتها ورسوخها وتجذرها في نفوس الناس هذا هو طريق المرسلين. وهو طريق الربانيين من المصلحين. ان لم تفعل ذلك كنت من حيث لا تشعر سببا لصدهم عنها ونفورهم عن الحق وكنت سببا في تمسكهم فيما هم عليه. اذا الشباب الحكمة الصفة السادسة تعليم الناس الوحي وتفسيره لهم ودعوتهم اليه لابد ان ان ان تعتني بذلك. لا يصح ابدا ان تكتفي بان تكون على هدى. بل ينبغي ان تحرص على ان تكون من خير امة ارسلت للناس وان تكون من خير مثل للمنتفعين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم ونفعه الله بما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. وكثيرا ما اقول لاصدقائي طلاب العلم قدرتك على الا تسبح ضد يعني مع التيار الخطأ هذه قدرة فيها قوة. لكن القوي حقا هو من يكون التيار. الذي يكون هو التيار الكون هو التيار يأخذ من حوله الى ما يراه حقا. يحبهم ويحب لهم الخير ويحرص عليهم ويوجههم ويمهد لهم ويرفع همتهم ويعينهم ويصبرهم فما يلبث هؤلاء ان يكونوا اعوانا له ليكملوا الطريق معا. لذلك لتكن متشبها بالنبي صلى الله عليه وسلم لقد جاءكم رسول من انفسكم. عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. يوسف عليه السلام قام وهو في السجن دعا السجين الى الله تبارك وتعالى واصلح ابن تيمية رحمه الله لما دخل سجون مصر وجد السجناء في ضياع يضيعوا وقت وبيلعبوا وبيلهوا يتناولوا اشياء محرمة فجد معهم حتى حولهم الى اهل استقامة وطلب علم وتتلمذوا عليه. وكثير منهم كان يرفض الخروج من السجن. يرغب ان يبقى فيه في صحبة ابن تيمية رحمه الله آآ لذلك شباب كن تيار خير ولا تكتفي ان تسبح وحدك ضد التيار. الصفة السابعة الاصلاح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وسياسة الناس وتدبير امورهم وتبصيرهم وتثبيتهم عند الفتن هذه من اخص صفات الرباني. ان يكون قائدا ان يكون قائدا معلما بالقول والفعل. ان يكون بصيرا بواقعه ان يثبت الناس عند الفتن. يعني شف الله سبحانه وتعالى لما بيذكر فتنة خروج قارون. وان اهل العلم والايمان قالوا للناس ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا. والله سبحانه وتعالى ذكر كثيرا مقام المصلحين انهم في في اوقات الازمات والفتن حينما يلتبس العلم على الناس فانهم يبينونه بالقول والعمل ويقفون موقف احتساب الله سبحانه وتعالى قال واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. في ايات كثيرة الله سبحانه وتعالى آآ ابى وذم الذين استحفظوا آآ على كتاب الله والذين امروا بالبيان فلم يكونوا حقيقين به. وبين آآ في في مضروب في يتلى الى يوم الى ما شاء الله. قال واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث. ذلك مثل القوم الذين كذبوا بيتنا فقصص القصص لعلهم يتفكرون يعني هذا آآ اوتي كتابا فاخلد الى الشهوات والى الارض والى لذاتها واموالها فلم ينتفع بما آآ آآ يعني حصل من علم لذلك قص الله سبحانه وتعالى علينا قصته لنحذره. النبي صلى الله عليه وسلم قال انه لم يكن نبي قبلي الا كان احقا عليه ان يدل امته على الخير على خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم شر ما يعلمه لهم. الاصلاح هي هو اخص سوء مهمة للانبياء والمرسلين والعلماء والدعاة. هي آآ مهمة الله سبحانه وتعالى تعبد هؤلاء بها يرحمون بها الخلق ويشفقون عليهم. آآ يعتنون او يحبون ان ان ان يطيع الناس ربهم يحبون ان يكون الناس على هدى على خير. والله سبحانه وتعالى قال وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون. لذلك شباب سيبقى اكبر عدو عدو لمن اذا تولى اذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل. اكبر عدو لهؤلاء هو من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. ليه يا شباب؟ الذي يشري نفسه ابتغاء مرضات الله هو محتسب في مواجهة اهل الفساد جزء عظيم من صفقة هذا المحتسب مع الله تبارك وتعالى الانكار على المجرمين والظالمين والصادين عن سبيل الله. فهذا والله مع عظيم جدا هو التدافع بين المصلحين والمجاهدين. وهذا استنباط عظيم ساحكي قصته. في آآ قال ابن زيد رحمه الله في قول الله تبارك وتعالى واذا قيل واذا قيل واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم الى قوله والله رؤوف بالعباد. قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا صلى السبحة وفرغ دخل مربدا له فارسل الى فتيان قد قرأوا القرآن. منهم ابن عباس وابن اخي ابن عيينة. وابن في عيينة قال فيأتون يعني عمر ابن الخطاب كان بيجمع الناس اللي عندها علم بالايه بالقرآن. فكانوا يتدارسون القرآن. فلما جاءوا عند هذه الاية اللي هي واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم. آآ وبعد كده آآ الى قول الله ومن الناس من يشفي نفسه ابتغاء مرضات الله. قال ابن زيد وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله فقال ابن عباس لبعض من كان الى جنبه اقتتل الرجلان. فسمع عمر ما قال ايه معنى اقتتل الرجلان ديانة فقال واي شيء قلت؟ قال لا شيء يا امير المؤمنين. قال ماذا قلت؟ قال اقتتل الرجلان. قال فلما رأى ذلك ابن عباس قال ارى ها هو هنا من اذا امر بتقوى الله اخذته العزة بالاثم. وارى من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله يقوم هذا فيأمر يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله فاذا لم يقبل واخذته العزة بالاثم قال هذا وانا اشتري نفسي فقاتله فاقتتل الرجلان فقال عمر لله تلادك يا ابن عباس. يعني انبهر بهذا التفسير. يعني ايه يا شباب؟ يعني معناها ان المصلح جزء من صفقته مع الله ان يكون امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. هذا جزء من صفقته مع الله تبارك وتعالى. وروي يعني في من يشفي نفسه ابتغاء مرضات الله دلالتان. من يضحي بكل شيء في سبيل التمسك بدينه كمثال سال صهيب الرومي والنموذج الاخر الذي قتل في سبيل دينه كخبيب ابن عدي. فهي تصلح لهذا وتصلح لهذا. لذلك قال الطبري رحمه الله آآ بعدما ذكر الخلاف في معنى الاية قال ان يكون عني بها الامر بالمعروف والناهي عن المنكر. وذلك ان الله جل ثناؤه وصف صفة فريقين آآ احدهما منافق يقول بلسانه خلاف ما في قلبه. واذا اقتدر على معصية الله ركبها. واذا لم يقتدر رامها يعني يقصد واذا نهي اخذته العزة بالاثم بما هو به اثم. والاخر منهما بائع نفسه طالب من الله رضى الله فكان الظاهر من من التأويل ان الفريق الموصوف بانه شرى نفسه لله وطلب رضاه انما شراها للوثوب بالفريق الفاجر طلب رضا الله فهذا هو الاغلب الاظهر من تأويل الاية. يعني كأن الطبري رحمه الله يبين ان اعظم صفة لمن يشري نفسه سهوا ابتغاء مرضات الله ان يقف في وجه المفسدين ان يحتسب ان يأمر بالمعروف ان ينهى عن المنكر الا يكون علمه مجرد معارف يعني يصرخ بها على المنابر بل تكون عملا يصبر بها الناس في الفتن. يرون فيه نموذجا حيا للمحتسبين الذين يشرون انفسهم ابتغاء مرضات الله تبارك وتعالى الصفة الثامنة للرباني المحمود القدوة يعني آآ مثلا في قول شعيب عليه السلام يا قومي آآ يا قومي ارأيتم ان كنتم على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه. ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. فالرباني هو الذي يقود الناس ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون لذلك ابن سيرين آآ قال ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم. ومالك رحمه الله قال لا يؤخذ العلم عن اربعة. ويؤخذ ويؤخذ ممن سوى ذلك لا يؤخذ من سفيه معلن بالسفه. وان كان اروى الناس للحديث. ولا يؤخذ من كذاب في احاديث الناس وان كنت لا تتهمه آآ انه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الى هواه. ولا من شيخ له فضل وعبادة اذا كان لا يعرف ما يحدث كذلك ابراهيم النخاعي قال كانوا اذا اتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا الى والى صلاته ثم يأخذون عنه ينظرون الى سمته والى وجاء كذلك عن ابي العالية كنا اذا اتينا الرجل لنأخذ عنه نظرنا الى صلاته فان احسن فان احسن الصلاة اخذنا عنه وان اساء الصلاة لم نأخذ عنهم. لكن يا شباب ركزوا بقى المتعلم لا شك هو ناظر الى فعل معلمه ومحاكمه الى قوله اكيد. لكن لابد ان ننبه هنا يا شباب على ان بعض ما يعاب على اهل الفضل آآ كثير منه امور خلافية او اجتهادية او سائغة او هي مباحة او لا تؤثر او انها قليلة نادرة وليست غالبة. يبقى لابد يا شباب ان تكون حينما انت لا شك ستنظر في معلمك. عينك سترى لكن لابد ان تكون فقيها. فكثير مما ينتقد على من يتبوأون التعليم والتدريس. اما انه في امور خلافية او اجتهادية او سائغة او امور مباحة او امور لا تؤثر او انها قليلة هي اخطاء لكنها قليلة نادرة ليست غالبة. فلذلك لابد ان تكون حكيما وفقها في ذلك. اذا كن على حرص وفقه وعلم ودقة. لا تكن خفيفا متعجلا في الحكم على الناس. فعندنا هنا جهتان مع نفسك يعني في نفسك اجتهد الا تكون سببا في تنفير الناس عنك. وانظر الى قولك وفعلك كيف يفهم عنك يعني آآ انظر الى آآ ولكن افعل ذلك لوجه الله لا تفعله فقط للرياء. افعله لوجه الله ولتشجع المتلقي على ان بما عندك والا تكون عونا للشيطان عليه. اما بالنسبة لنظرتك الى غيرك فلا تتعجل في الحكم. وانتفع بخير ما عندهم ولا احد ينكر ابدا اثر خلق المعلم آآ على المتلقي. لا ابدا بالعكس كلما كان المعلم يعني آآ صاحب خلق حسن كلما كان متبعا للسنة كلما كان عابدا كلما كان حسن اللسان حسن الخلق كلما اعان المتلقي على ان ان يرتفع منه آآ فهم يفهمون من خلال الممارسة العملية التي يشاهدون فيه اعظم مما يفهمون من العبارات والكلام. لان القدوة ابلغ في ايصال المعنى المفهوم الذي يدعو اليه ويعلمه. القدوات المصلحون اعظم ما يتصفون به القدوة والامانة واعظم الامانة ان يريدوا وجه الله شوف الآية بتقول ايه ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. يعني لا ينبغي ابدا ان يقول ان يقول الناس كونوا عبادا لي من دون الله ابدا. كل من كان عنده علم او حكمة لا ينبغي ابدا ان يدعو الى نفسه او ان يحزب الناس او ان يجمع الناس على نفسه او ان يطلب بذلك العلو. قل هذه سبيلي ادعو الى الله احب هنا ان اختم هذه الفقرة بهذا النص الجميل لابن القيم رحمه الله. في بيان هذا المعنى الا تستعمل الى علمك الا لله. قال كل من اثر الدنيا من اهل العلم واستحبها فلابد ان يقول على الله غير الحق. في فتواه وحكمه في خبره والزامه لان احكام الرب سبحانه كثيرا ما تأتي على خلاف اغراض الناس ولا سيما اهل اهل الرياسة والذين يتبعون الشهوات. فانهم لا تتم لهم اغراضهم الا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا. فاذا كان العالم والحاكم محبين للرسالة متبعين للشهوات لم يتم لهم ذلك الا بدفع ما يضاده من الحق. ولا سيما اذا قامت له شبهة فتتفق الشبهة والشهوة. ويثور الهوى فيخفى الصواب وينتمص وجه الحق وان كان الحق ظاهرا لا لا خفاء به ولا شبهة فيه اقدم على مخالفته قال لي مخرج بالتوبة. وفي هؤلاء واشباههم قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات. وقال تعالى على فيهم فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادنى وسيقولون ويقولون سيغفر لنا وان يأتيهم عرض مثله خذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه. والدار الاخرة خير للذين يتقون. افلا تعقلون اخبر سبحانه انهم اخذوا العرض الادنى مع علمهم بتحريمه عليهم. يعني اخدوا الرشوة يا شباب وقالوا سيغفر لنا يعني اخذوا يعني ضيعوا علمهم واكلوا بدينهم. وقالوا سيغفر لنا وان عرض لهم عرض اخر اخذوه فهم مصرون على ذلك. وذلك هو الحامل لهم على ان يقولوا على الله غير الحق. فيقولون هذا حكمه وشرعه ودينه. وهم يعلمون ان دينه وشرعه وحكمه خلاف ذلك. اولا يعلمون ان ذلك دينه آآ او لا يعلمون ان ذلك آآ دين آآ دينه وشرعه وحكمه فتارة يقولون على على الله ما لا يعلمون آآ ربما انا كررت الجملة يا شباب. آآ قال فتارة يقولون على الله ما لا يعلمون. وتارة يقولون عليه ما يعلمون بطلانه. نعم. يعني مرة كورونا ما يعلمون ان الله لم يقله ومرة يقولون ما يعلمون بطلانه. قال بقى الصنف الاخر واما الذين يتقون فيعلمون ان الدار اخرة خير من الدنيا فلا يحملهم حب الرياسة والشهوة على ان يؤثروا الدنيا على الاخرة. وطريق ذلك ان يتمسكوا بالكتاب والسنة ويستعينوا بالصبر والصلاة ويتفكروا في الدنيا وزوالها وخستها والاخرة واقبالها ودوامها. وهؤلاء لابد يعني بيقصد اللي هم الاولانيين ان يبتدعوا في الدين مع الفجور في العمل فيجتمع لهم الامران فان اتباع الهوى يعمي عين القلب فلا يميز بين السنة والبدعة او ينكسه فيرى البدعة سنة والسنة بدعة. فهذه افة العلماء اذا اثروا الدنيا واتبعوا الرياسات والشهوات قال وهذه الايات فيهم واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا. الايات. قال فهذا مثل عالم السوء الذي يعمل بخلاف علمه تأمل ما تضمنته هذه الاية من ذمه من وجوه احد هذه الوجوه انه ظل بعد العلم واختار الكفر على الايمان. والثانية انه فارق الايمان مفارقته من لا يعود يعني انسلخ منها. والثالثة ان الشيطان ادركه ولحقه بحيث آآ يعني ظفر به وافترسه. والرابعة انه غوى بعد آآ اه الرشد والغيل هو الضلال يعني. والخامسة انه سبحانه لم يشأ ان يرفعه بالعلم فكان سبب هلاكه. والسادسة انه وتعالى اخبر عن خسته وخست همته وانه اختار الاسفل والادنى والسابعة ان اختياره للادنى لم يكن عن خاطر وحديث نفس ولكنه عن اخلاد الى الارض وانه مال اليها. وآآ الثامنة انه رغب عن هداه واتبع هواه فجعل هواه اماما به التاسع انه شبهه بالكلب وهو اخس الحيوانات همة واسقطها نفسا وابخلها واشدها. آآ آآ واشدها كلبا قال العاشرة انه شبهه شبه لها فهو على الدنيا وعدم صبره عنها وجزعه لفقدها وحرصه على تحصيل بلهث الكلب في حالتي تركه والحمل عليه. آآ الى اخر الكلام. قال في موطن اخر ركزوا بقى يا شباب علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون اليها الناس باقوالهم. ويدعونهم الى النار بافعالهم. فكلما قالت اقوالهم للناس هلموا. قالت افعالهم لا تسمعوا منهم. فلو كانوا كما دعوا اليه حقا كانوا اول المستجيبين له فهم في سورة ادلاء وفي وفي الحقيقة قطاع طرق. وقال ايضا عن العبد الجاهل فافته عن من اعراضه عن العلم واحكامه وغلبة خياله وذوقه ووجده وما تهواه نفسه. ولهذا قال سفيان بن عيينة وغيره احذروا فتنة العالم فاجر وفتنة العابد الجاهل فان فتنتهما فتنة لكل مفتون. فهذا بجهله يصد عن العلم وموجبه. وذلك كبغيه يدعو الى الفجور. يا سلام! هنا هو يتكلم عن خلاصة ما اريد بيانه. جهلة العباد هو من اهل العلم الجاهل من من من جهلة العباد يصدون عن المعرفة الصحيحة. ويضلون ويدعون الناس الى البدعة. والعالم الفاجر يكثر في الفجور ثوب العلم ويستدل له. والله سبحانه وتعالى ضرب مثل العابد الجاهل كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر. فلما آآ اه كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين. قصته معروفة. فان اه قصته معروفة هو الذي عبد الله على غير جهل آآ يعني القصة التي تروى قصة برصيصة العابد آآ كذلك العالم الذي يحب الدنيا فالله سبحانه وتعالى كثيرا ما يبين آآ فتنة آآ هذين فتنة جهلة العباد ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ويبين ايضا آآ فتنة العالم الجاهل آآ اقصد العالم الغاوي الذي آآ يطلب الدنيا ولا يتقي الله تبارك وتعالى. الصفة التاسعة الصبر قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. الصبر يا شباب لا يمكن ان يكون الانسان ربانيا محمودا الا اذا جعل الاخرة امامه الا اذا كان مستيقنا بما عند الله صابرا محتسبا محتسبا. فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون اصبر وما صبرك الا بالله. لذلك شباب احب ان اختم هذه المحاضرة بهذه الاضاءات من كلام اهل العلم. قال الخطيب البغدادي رحمه الله ثماني موصيك يا طالب العلم باخلاص النية في طلبه واجهاد النفس على العمل بموجبه. فان العلم شجرة والعمل ثمرة وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عاملا وقيل العلم والد والعمل مولود. والعلم مع العمل والرواية مع مع الدراية فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشا من العلم ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل ولكن اجمع بينهما. وان قل نصيبك منهما. قال ابن القيم من طلب العلم ليحيي به الاسلام فهو من الصديقين ودرجته بعد درجة النبوة. قال حبان بن موسى عاتب ابن المبارك فيما يفرقه من المال في البلدان. يعني ابن البرك كان ينفق على طلاب العلم فعاتب في ذلك. فقال اني لاعرف مكان قوم لهم فضل وصدق طلبوا الحديث فاحسنوا طلبه والناس محتاجون اليهم وهم بحاجة الى انفسهم وذراريهم فان تركناهم ضاع علمهم وان اعناهم بث العلم لامة محمد صلى الله عليه وسلم. لا اعلم بعد النبوة افضل من بث العلم. وقال ربيعة لا اينبغي لاحد عنده شيء من العلم ان يضيع نفسه. سئل ابن عيينة ما الورع؟ قال الورع هو طلب العلم الذي تعرف به الام ورع قال الشافعي ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. قال ابن سيرين ان هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم دخل الحسن البصري رحمه الله المسجد فقعد الى جنب حلقة يتكلمون فانصت لحديثهم. ناس عمالين يتكلموا فقط في المسائل ويحاج بعضهم بعضا فقط ليس لهم نصيب من العمل. قال هؤلاء قوم ملوا العبادة ووجدوا الكلام اهون عليهم وقل ورعهم وتكلم يعني هؤلاء ملوا العبادة فصار خلاص بيتكلم ويقيم الحجة كما تكلمنا في المحاضرة السابقة في زخرف المعرفة قال ووجدوا الكلام اهون وقل ورعهم فتكلموا. يعني حتى في الكلام الذي تكلموا فيه تكلموا بغير ورع. قال يحيى ابن ابي كثير لا تستطاع العلم براحة الجسم. قال البخاري لتلميذه الفرابري طب نفسا فان اهل الملاهي في ملاهيهم واهل الصناعات في صناعاتهم والتجار في تجارتهم وانت مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه؟ قال الشافعي من تعلم علما فليدقق فيه لئلا يضيع دقيق العلم قال ابن تيمية رحمه الله ربما طالعت على الاية الواحدة نحو مائة تفسير. ثم اسأل الله الفهم واقول يا معلم ادم علمني. قال ابن تيمية ومعلوم ان من اجتمع همه على شيء واحد كان ابلغ فيه ممن تفرق همه في اعمال متنوعة. قال الشافعي رحمه الله وددت ان الخلق يتعلمون هذا العلم ولا ينسب الي منه شيء اثاب عليه ولا يحمدوني. قال عبدالرحمن بن ابي ليلى لقيت مائة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما منهم محدث اليه لا ود اخاه ان يكفيه الحديث ولا مفت الا ود اخاه ان يكفيه الفتيا قال ابو عاصم النبيل من طلب الحديث فقد طلب معالي الامور فيجب ان يكون خير الناس واخطو بقول الخطيب البغدادي رحمه رحمه الله الواجب ان يكون طلب طلبة الحديث اكمل الناس ادبا واشد الخلق تواضعا واعظمهم نزاهة وتدينا واقلهم طيشا وغضبا لدوام قرع اسماعهم بالاخبار المشتملة على محاسن اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وادابه وسيرة السلف الاخيار من اهل بيته واصحابه وطرائق المحدثين ومآثر الماضين فليأخذوا باجملها واحسنها ويصدف عن ارذلها وادونها واعظم نصيحة لشيخ ايها الشباب هي النصيحة التي ذكرها الامام ما لك عن المعلم الذي قال لطالب العلم عنده ان طلب العلم لحسن. ولكن انظر الى الذي يلزمك من حين تصبح من حين تصبح الى حين تمسي فالزمه ولا تؤثرن عليه شيئا هذه الكلمات يا شباب هي التي احب ان تبقى في قلوبكم. ان ننتفع بالمعرفة. وان يتبوأ فاطالب العلم دورا عظيما في الاصلاح. فانا والله يا شاب اقول هذه الكلمات من قلبي. وارجو ان ينهض طالب العلم ليقوم بدوره كوارث للنبوة كوارث لعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون ربانيا بعلم الكتاب وبدراسته واسف اني كنت اتكلم بسرعة لاني يعني مشغول باشياء كثيرة جدا فادخرت هذا الوقت للمحاضرة. فلذلك كنت اتكلم بسرعة وربما بغير فيعني آآ اعفو عني في ذلك وجزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم. واحسن الله اليكم. وان شاء الله نلتقي في المحاضرة القادمة نتحدث فيها عن قواعد في تزكية النفس والعمل الصالح. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا. اللهم واجعلنا ربانيين بعلم الكتاب وبدراسته. ولا تجعلنا ظهيرا للمجرمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم ايها الشباب الكرام