السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. دخلت مكتبة قد اعدها شيخ كريم لطلاب العلم فوجدت شابا هو طالب علم جديد يظهر عليه حسن الفهم والهمة والنشاط ويظهر عليه الاستعداد للبذل والعمل. فقلت له اخي الكريم ليكن اخص ما تسعى له في طريقك هذا في التماس العلم ان تصلح قلبك وان تزكي نفسك وان تسارع في الخيرات والعمل الصالح اكثر من حرصك على المعرفة المجردة وجمع المعلومات. وليكن ذلك ميزانك الذي تزن به نفسك في طريق التماس العلم علمي وطلب المعرفة. فقد سبقك الى هذه المكتبة وهذا الطريق اقوام كانوا على همة وعزم وذكاء وبذل وجلد كانوا يجلسون على الكتاب اكثر من ثلثي اليوم. وحصلوا قدرا كبيرا من المعرفة. وكان لديهم عدد من المهارات والملكات وكانوا اصحاب لسان ومنطق وبيان وحجة. لكنهم كانوا يرون امور تزكية النفس والاستقامة والعبادات والعمل الصالح امرا ثانويا بل يراها بعضهم دروشة واضاعة للوقت هم الان لا يصلون الفرائض ولا الجمعة يفعلون كثيرا من الموبقات والكبائر هم الان فجرة بمعنى الكلمة هم الان يضلون كثيرا من اتباعهم. وقد كان الناس يأملون فيهم ابن تيمية جديد. لما يرونه ومنهم من ذكاء وكثرة معلومات وهمة وطول قراءة وبلاغة وحجة وبيان. حسبوا ابن تيمية يصنع بمجرد تلك الصور الظاهرة. انا اعرف من كان من طلاب العلم لا ينقصه ذكاء ولا همة. ويقضي عشر ساعات على كتابي يوميا على الاقل ويحضر لكبار المشايخ. وهو في صحبة افاضل من اهل العلم والمعرفة وعنده مكتبة كبيرة ضخمة هو الان يتقلب في الفتن. لم يغب عني وقت طلبه للعلم انه قريب جدا من الفتنة. وكنت اعلم من اين وكم حذرته ودعوت له ولا ازال ادعو له بالهداية الخصلة التي اظنه اوتي منها انه لم يكن يعتني بتزكية النفس ولا يجاهد نفسه على الطاعات. حتى في مواسم الخيرات في شهر رمضان وعشر ذي الحجة وغير ذلك من مواسم الخير لم يكن يفكر سوى في المعلومة الجديدة لا سيما ان كانت غريبة او غير مألوفة. كلما كان يزيد معرفة وعلما كان يزداد سخرية وانتقاصا من واعظ بسيط يلقي كلمة بعد الصلاة يعظ بها الناس. او من خطيب جمعة يلحن في الكلام. او من امام يذكر الناس ولكنه يذكر احد حديثة ضعيفة في اثناء كلامه. والفرق معلوم بين بيان الغلط والنصح وبين السخرية. لم ار شيئا حسنا ظاهرا اثم ازداد عنده بعد علم. ولم ارى خلقا سيئا غاب عنه بعد معرفة. ظل ينظر الى المواعظ على انها تصوف ودروشة وينظر الى ابواب العبادات والنوافل على انها ليس اولى ما يشتغل به. ولا ان يبذل له ولا ان تتفقد النفس فيه. ولا ان الانسان فيه نفسه. ولو لامه احد على تقصيره اتهمه بالدروشة وربما بالعبط. حتى سقط مغش شيا عليه في بحر شهوات لا ساحل له. وليس معه ما يقاوم به ولم ينفعه في محنته تلك كمية المعلومات المجردة التي كان يحرص على جمعها وكان يجادل فيها ولها لا اقطع اني مصيب في تحليل تلك الظاهرة لكنها تكررت كثيرا امامي. والنتيجة واحدة شخص عنده علم ومهارات لكنه مفتون في دينه وفتنة لمن يثقون فيه ويصدرون عنه. هذا الطريق طلب العلم ان لم يصحبه تصور لمقاصد الطلب ومجاهدة في تزكية النفس واصلاح القلب قلبي ومسارعة في الخيرات واغتنام لمواسم الخير. واتباع السيئة بالحسنة. وتعويض ما فات من خير كان ضره اكثر من نفعه بكثير. والمعلومات والمعارف اذا لم تجد قلبا سليما وعقلا حكيما صارت سيفا تقتل صاحبه وربما تعدى ضررها ليقتل من حوله ممن يؤثر فيهم ويقتدون به قال الشعبي رحمه الله انما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان. العقل والنسك يعني العبادة فان كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال هذا امر لا يناله الا النساك فلن اطلبه وان كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال هذا امر لا يناله الا العقلاء فلن اطلبه. فلقد رهبت ان يكون هنا يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا عقل ولا نسك. ومن الاقوال الحسنة للامام الشافعي رحمه الله الله انه قال من تعلم القرآن عظمت قيمته. ومن تكلم في الفقه نمى قدره. ومن كتب بل حديث قويت حجته. ومن نظر في اللغة رق طبعه. ومن نظر في الحساب جزل رأيه. ومل لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه بهذه الكلمات ايها الاخوة الكرام افتتح مستعينا بالله تعالى محاضراتي مع شباب معهد افاق. واني والله احب هم كثيرا واؤمل فيهم خيرا كثيرا. واعرف عددا لا بأس به منهم. واني والله لاحسبهم على خير وبصيرة وتصوف من حسن لمشروع طلب العلم ومنطلقاته. وعلم بابوابه وحاجاته ومتطلباته. واني والله لادعو للقائمين على معهد افاق على ما يسعون فيه من تبصير الشباب وتشجيعهم وبث الارادة فيهم وتعاهدهم بالعلم والموعظة الحسنة وتيسير سبل وللتحصيل وكذلك تنمية المهارات في الطلب وغير ذلك من امور التماس العلم. وهذا المعهد في رأيي من افضل النماذج التطبيقية للدراسة عن بعد. وقد رأيت ثماره واضحة على من قابلتهم من شباب افاق رأيت فيه معرفة وخلقا ومنطقا. فالحمد لله رب العالمين. موضوع محاضراتي معكم ايها الشباب الكرام عن عن حاجة بالعلم الى الاستقامة وتزكية النفس وسلامة القلب والمسارعة في الخيرات والعمل الصالح. واقول ان ادارة معهد تحرص على مثل هذا النوع من المحاضرات لهي ادارة عاقلة موفقة ان شاء الله. تدرك معنى العلم وغاياته وان طالب علم يحرص على استماع محاضرات هذا موضوعها لهو طالب علم عاقل وموفق يبصر طريقه وهو حقيق ان شاء الله تبارك وتعالى بان يزيده الله علما وهدى وايمانا العنوان العام للمحاضرات ايها الشباب الاستقامة وتزكية النفس وسلامة القلب هي المكون الرئيس في بناء طالب العلم واعظم ثمرة للطلب. واقوى برهان على الانتفاع بالعلم موضوعها موضوع هذه المحاضرات التذكير بمقاصد الطلب وحسن التلقي والانتفاع بالمعرفة. وتصور معنى الاستيقاظ وتزكية النفس وسبلها. والسعي لها والمواظبة عليها والحكمة في العمل بها وتعاهد النفس فيها. مع وضع برنامج عملي تطبيقي مقترح. اهداف هذه المحاضرات يا شباب اولا تبصير طالب العلم بمقاصد طلب العلم والمعرفة. اثنان تصور معنى الاستقامة وتزكية النفس والعمل الصالح وشعب الايمان. ثلاثة حث الطالب على مجاهدة نفسه في سلامة القلب وحسن الخلق وتزكية النفس والعمل الصالح. رابعا وضع عملية تجمع بين التنوع في العمل الصالح وشعب الايمان. وتبين فقه القيام به. من خلال خمس محاضرات ان شاء الله هذه هي المحاضرة الاولى منها باذن الله وسيكون لنا بعد ذلك محاضرات ان شاء الله تكمل آآ هذا المشروع الله. آآ عناصر هذه المحاضرات واحد طالب العلم خلق ليعبد الله. اثنان طلب العلم من جملة الاعمال الصالحة واشرفها ثلاثة مقاصد التماس العلم وطلب المعرفة. اربعة الاستقامة مكون رئيس عند ائمة العلم خمسة وقفات مع قول الله تبارك وتعالى ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما ما كنتم تدرسون آآ العنصر السادس معنا اثر معرفة طالب العلم بمقاصد الطلب. سابعا استحضار معاني العبادة في طلب ثامنا طلب العلم بين حسن الاخذ والقبول والفرح بالعلم والتسليم له والعمل به. تاسعا من اين تعرف الاستقامة؟ ومن اين نعرف شعب الايمان وطريق الولاية الى الله تبارك وتعالى. عاشرا القلب تطييب القلب وسلامة القلب اساس في الانتفاع بالمعرفة. حادي عشر الخلق نتحدث فيه فيه عن اعظم تأثر بالقرآن وهو التخلق بالقرآن نتحدث فيه عن خلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انه كان خلقه قرآن ووصفه الله تبارك وتعالى وانك لعلى خلق عظيم. ثاني عشر قواعد في تزكية النفس الثالث عشر قواعد في شعب الايمان وفقه القيام بها. رابع عشر اثار الاستقامة والصلاح خامس عشر وسائل الثبات على الاستقامة. سادس عشر القرآن الكريم واثره على طالب العلم سابع عشر ساعة وساعة. نتحدث فيها عن منظومة النجاح التي يجمع فيها طالب العلم بين القلب السليم العقل الحكيم والمعرفة الصحيحة والجسم القوي والمسارعة في الخيرات والاسرة الطيبة وحسن تربية الابناء والدعوة الى الله والاصلاح وغير ذلك من آآ طرق الخير. ثامن عشر جدول عملي مقترح يجمع بين التنويع والمدانة تاسع عشر ثلاثية القلب السليم والعقل الحكيم والمعرفة الصحيحة. واخيرا وصية جامعة العنصر الاول معنا ايها الشباب الكرام في هذه المحاضرة طالب العلم خلق لعبادة الله طالب العلم ايها الاخوة الكرام ينبغي ان يعلم انه عبد من عباد الله لماذا انا بدأت بهذه المقدمة يا شباب؟ لاني من خلال اختلاطي بكثير من طلاب العلم منذ سنوات طويلة زمالة ودراسة وتدريسا وتعليما. وجدت كثيرا من الطلاب يحسب نفسه غير الناس. يحسب نفسه انه مكلف بتوعية الناس وتعليمهم. وآآ ترغيبهم وترهيبهم لكنه وهو في نفسه ليس مكلفا بالقيام بهذه الاعمال. وجدت كثيرا منهم يتحجج في ترك كثير من الاعمال الصالحة في النوافل بل والفرائض. ويترك صلاة الجماعة ويترك قيام الليل ولا يحرص على النوافل. يعني السنن الراتبة ولا احرصوا على اه مثلا صيام النوافل او الصدقات بحجة انه يعني مشغول بطلب العلم. فلذلك احببت ان اذكر ترى شباب معهد افاق وغيرهم بهذا الاصل انك عبد لله خلقت للعبادة. وطلب العلم انما يستعان به للبصيرة في عبادة الله فانما يطلب لغيره. الله سبحانه وتعالى قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة اوتوا الزكاة وذلك دين القيمة. فتلك الغاية وكل معرفة او علم او بصيرة انما تطلب لتحسين ان القيام بتلك الغاية ولا قيمة للوسائل الا بقدر اثرها في الغاية فهذه اول مقدمة من لم يفقهها اضاع العمر في طلب الوسائل وتطويرها وفاتته الغاية التي من اجلها تتخذ الوسائل. قال حفص بن حميد دخلت على داوود الطائي اسأله عن مسألة. وكان فقال ارأيت المحارب اذا اراد ان يلقى الحرب اليس يجمع الته اذا افنى عمره في الالة فمتى يحارب؟ ان العلم الة العمل. فاذا افنى عمره في جمعه متى يعمل؟ اذا يا شباب هذا هو اول اصل معنا. انت خلقت لعبادة الله. انما اطلب العلم وتتعلم وتدرس لتحسن القيام بهذه المهمة. فكل ما يعينك على حسن حسن القيام بهذه المهمة فهو منها. وكل ما يصرفك عنها فضره اكثر من نفعه. ثانيا طلب الفقه في الدين من جملة الاعمال الصالحة واشرفها. هذا هو الامر الثاني الذي اردت ان انبأ انبه عليه وهو ان تستشعر انك تعبد الله في طلبك للعلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو ويعدد شعب الايمان قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة. وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع في نسبه. هذا الحديث العظيم يا شباب لابد ان يحرك فيك النية الصالحة. وان يحرك فيك ارادة الخير في طلب العلم والتماس العلم فاذا جلست لتقرأ او تذاكر او تستمع درسا او تشاهد دورة علمية او تعلم الناس. لابد ان تستشعر انك في عمل صالح فطلب الفقه في الدين من جملة الاعمال الصالحة ومن اشرفها. وقد قال الله تبارك وتعالى واذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشذوا فانشزوا. لأ الاية من اولها قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم. واذا قيل يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وقد امر الله تبارك وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وقل رب زدني علما. فيجب ان تستشعر حينما تجلس على كتاب او تستمع الى درس او تدرس او تعلم او تتناقش لا بد ان تستحضر معنى العبودية. دلالة ذلك ايها الشباب ان في طلب العلم لانكم في عبادة. الامام الشافعي رحمه الله من جميل ما قاله يصبر به طلاب العلم وهو يتكلم عن علم القرآن علم الوحي. قال رحمه الله والناس في العلم طبقات موقع من العلم بقدر درجاتهم في العلم به اي بالقرآن. ثم قال فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه. والصبر على كل عارض دون طلبه. واخلاص النية لله في استدراك علمه نصا واستنباطا. والرغبة الى الله في العون عليه فانه لا يدرك خير الا بعونه فان من ادرك علم احكام الله في كتابه نصا واستدلالا. ووفقه الله للقول والعمل بما علمه فاز بالفضيلة في دينه ودنياه وانتفت عنه الريب ونورت في قلبه الحكمة واستوجب في الدين موضع الامامة نورت يعني انبتت. يعني من كان القرآن همه وانشغل به وبفقه وجاهد نفسه في العمل به وادرك ما فيه من الاحكام نصا واستنباطا فاز بالفضيلة في دينه ودنياه وانتفت عنه الريب يعني صار قلبه مطمئنا ونبت في قلبه الحكمة واستوجب في الدين موضع الامامة العنصر الثالث معنا ايها الشباب مقاصد التماس العلم. لماذا نطلب العلم؟ لماذا نتعلم؟ ما هو الدافع لا يختلف العقلاء في ان طلب المعرفة غريزة بشرية ورغبة نفسية. لكنهم مختلفون في الدافع الى المعرفة وفي من المعرفة. يعني لماذا نتعلم ولاجل ماذا نتعلم؟ من خلال الرصد التاريخي لمقاصد العلم وغايات معرفة نراها تتذبذب بين العلم لاجل متعة العقل والاشباع النفسي والثراء المعرفي المجرد او العلم من اجل ما ينطوي عليه من مصلحة وفائدة عامة وخاصة. لكن الذي استقر عليه المعاصرون من ارباب العلوم الطبيعية يعني وعلوم الفكر والبحث هو ان العلم يطلب لذاته اولا بقطع النظر عما قد يجنى من ورائه من مصر مصلحة ونفع وجعلوا للبحث العلمي وطلب المعرفة اهدافا اربعة. اولا الفهم يعني آآ فهم حقيقة الظاهرة وتصورها اه كذلك التفسير البحث عن اسباب حدوث الظاهرة والتنبؤ محاولة معرفة ما قد ينبني على الظاهرة واخيرا التحكم اي استغلال ما وقفنا عليه من فهم وتفسير وتنبؤ للقيام باستغلال الظاهرة والانتفاع منها او تخفيف اثارها او تعديلها او غير ذلك مما تتحقق به منفعة باختصار هدف المعرفة عندهم آآ هدفان. الاول علمي تصوري تصوري تفسيري تنبؤي والاخر عملي ونفعي. اما المعرفة يا شباب في الاسلام فهي نوعان علم شرعي مصدره الوحي والشريعة وعلم غير شرعي. يعني مثل العلوم الطبيعية او التجريبية. كثير من ايات الوحي يا شباب تدعو الى السير في الارض والنظر في الكون وفي احوال الامم والنظر تدعو الى النظر في النفس والتفكر في ايات الله وفي خلق الله كاختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والارض والفلك التي تجري الى غير ذلك من ايات الله وخلقه كل ما ذكر من تلك الايات له مقاصد ايمانية ظاهرة بينة. فالامر بالسير والنظر والتفكر الاعتبار ليس مقصودا لذاته في الاسلام. ولا مطلوبا لمجرد الكشف عن الظواهر ومعرفتها. بل هو وسيلة للعلم خالق رب العالمين سبحانه وتعالى. والعلم بماله من الحياة والعلم والقدرة والحكمة والتدبير والاتقان والاحياء والاماتة وغير ذلك مما يثمر الايمان به ويثمر حمده وشكره وتعظيمه والتطلع والتطلع الى معرفته وعبادته ونحو ذلك من مقاصد المعرفة في الاسلام. لو تأملنا مثلا قول الله تبارك وتعالى وهو هو يتكلم عن اهل التفكر. قال تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار. ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امن بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة. انك لا تخلف الميعاد. وقول الله تبارك تعالى في بيان انتفاع العبد المنيب بما يراه من ايات خلقه وكونه. قال تعالى افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج. والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ايات كثيرة ايها الشباب تبين ان كل ما في الكون من الايات ليس مقصودا منه مجرد المعرفة وانما يقصد منه مقاصد ايمانية تعود على العبد. كذلك في سورة النحل. سورة النعم. قال سبحانه اهو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل انابى ومن كل الثمرات ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون. وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم سخرات بامره ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. وماذا رأى لكم في الارض مختلفا الوانه؟ ان في ذلك اية لقومي يذكرون وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما وطريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. نرى ان هذه الايات تبين ان النظر في الكون النظر في الزرع. آآ النظر في السماء في المطر. النظر في النجوم في الشمس في القمر. النظر فيما الله وبرأ وخلق. انما هو للتفكر وللتذكر وللتعقل وللشكر والحمد. كما قال الله سبحانه وتعالى المتر ان الله انزل من السماء ماء فاخرج به ثمرات مختلفة الوانها. ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك. انما ايخشى الله من عبادي العلماء ايات كثيرة جدا جدا بينة لمن طلبها. تؤكد ان مثل تلك المعارف الكونية مطلوبة كوسيلة للعلم بخالقها. والعلم بمحامده والايمان به وحمده وشكره وعبادته. ليس المراد منها مجرد المعرفة الظاهرة. ومما يؤكد ذلك ان الله ذم من حصلت له تلك المعرفة دون اثارها ومقتضياتها من الايمان بالله وبما له من المحامد ومن شكر الله وعبادته. فمبلغهم من العلم المعرفة الظاهرة. قال الله تعالى عن هؤلاء وما لهم به من علم ان يتبعون الا الظن. وان الظن لا يغنيه من الحق شيئا فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم. ان ربك هو اعلى بما وضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى. لماذا؟ لان هؤلاء حصروا العلم والمعرفة في العالم المشي شهود وهذا ما يسمى بالعلمانية. يعني يكون شغلهم فقط في العالم المشهود. لا ينظرون هنا لا يربطون هذا العالم بسببه واصله وخالقه ولا يربطونه كذلك بالغايات. كما قال الله سبحانه وتعالى وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون اولم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى. وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون. اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا شد منهم قوة واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها. وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا وانفسهم يظلمون. لاحظ في هذه الاية ذكر الله انهم يعلمون وانهم لا يعلمون لانهم لا يعلمون الا ظاهرا من الحياة الدنيا. فمورد الذم هنا يا شباب ليس في علمهم بما في الدنيا واضح وانما مورد الذم ان مبلغ علمهم هو الدنيا. لا ينظرون الى خالق الكون ولا الى غاية من خلق الكون. مورد الذم هنا يا شباب يشبه مورد الذم في قول الله اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون! فمورد الذم في هذه الاية وتنسون انفسكم. وليس في امر الناس بالبر وليس في تلاوة الكتاب هذه امور محمودة. فتلاحظ هنا ان الله آآ جعل آآ وصفهم بانهم لا ايعلمون ثم وصفهم بانهم يعلمون. وهذا يؤكد ان العلم الذي لا يتجاوز الظاهرة المشاهدة يعني العلم الذي لا يدعو الى التفكر في الخالق وفي الحكمة من الخلق فان هذا العلم والجهل سواء اون فلا هم يفكرون في خالقه ولا يفكرون في حكمه وغاياته منه. فهؤلاء ظنهم اسوأ الظن قال الله تبارك وتعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجد جعلوا المتقين كالفجار كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. فان علم الكوني الطبيعي محمود من تلك الجهة ان يكون سببا في العلم بالله. وان يكون سببا في الايمان به وفي شكره ان يكون سببا في شكر الله وحمده. وطلب العلم بمراده عن طريق رسله ووحيه. اذا هذه المعرفة يا شباب هي وسط بين العلم بسببها والعلم بغاياتها. فالله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر. كما ان الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي فطر فينبغي ان يكون هو نهاية قصد كل علم ومعرفة. اما العلم عند العالمين هو مقصود لذاته لا يتجاوز المشهود. وبهذا يا شباب يختلف نظرة الاسلام الى المعرفة اجواء كانت معرفة كونية او معرفة شرعية واه تختلف مع نظرة العلمانيين او اه اصحاب فكر فكر الحداثي الذين لا ينظرون الى الخالق ولا الى حكمته ونحو ذلك. في بيان هذا المعنى قال روجيه جارودي وهو احد الباحثين الكبار هو ولد في فرنسا لام كاثوليكية واب ملحد اعتنق البروتستانتية ثم بعد ذلك دخل في الحزب الشيوعي ثم طرد منه ثم بعد ذلك في اخر عمره يعني عام تقريبا الف تسعمية اثنين وثمانين اشهر لا ما هو آآ وسمى نفسه رجاء. وله مؤلفات جميلة جدا كتبها قبل اسلامه وبعد اسلامه له محاضرة يا شباب نفيسة جدا. هذه المحاضرة بعنوان الاسلام وازمة الغرب. في هذه المحاضرة وصف المعرفة الكونية في الاسلام وصفا دقيقا جدا. ساقرأ لكم هذا الكلام وهو مقطع طويل لكنه مفيد جدا يبين ان الاسلام لا ينظر الى الى الكون الا لدلالته على الله. او الا من حيث يدل على الله ويحثه على العمل الصالح. قال رجاء ليس صحيحا ان العلم العربي علم بدائي اذا قيس بالعلم المعاصر ان العلم العربي على عكس مفهومنا الوضعي لا يفصل بين العلم والحكمة. اي انه لا يغفل وابدا المعنى والغاية. ان القرآن ترك اثارا عميقة في الفكر الانساني تجعل المؤمن يرى ايات الله في كل شيء تجعله يبصر امجاد الالوهية في افاق الكون والسنن العامة التي تحكمه. ومن ثم فهو لا احتبسوا عند الظواهر الملحوظة. بل يرى في كل شيء اشارة ورمزا يعني الى ربه بداها. يعني تقوده الى ربه بداها. فايات الله في صحائف الكون تتلاقى مع ايات الله في صحائف الوحي. تلاقيا اجعلوا النظرة الى الكون اسمى. وهذا العقل المؤمن لا يعجز عن تحليل الروابط التي تصل الاشياء بعضها ببعض والتي تقود الى القوانين العلمية الشائعة في الوجود. وانما يمتاز العلم المتدين بانه يضفي على هذه القوانين معنى اشرف. ثم قال انها قوانين دنيوية بالنظر الى العلاقات التي تسودها بيد انها دينية رفيعة القدر عندما نلحظ صلتها بالخالق ان الغرب نسي الجانب الالهي في دراسته للكون والحياة فماذا كسب؟ ماذا كسب من مبدأ العلم للعلم؟ لا شيء لا شيء. يعني لم يربح شيئا. امسى التطور الكمي للعلم والحضارة الصناعية هدفا مقصودا لذاته توشك ان يتحول الى بلاء على اصحابه. والخاسر في هذا العلم المتمرد هو الانسان في كل مكان انتهى كلامه. وعن ازمة العلم يا شباب والتقدم التكنولوجي الذي لم يرشد بدين او خلق. الذي لم الى سبب الكون لم ينظر الى خالق الكون ولم ولم يعتني بالغايات التي خلق لها. وعن ثمن تقنية المادية المجردة. وعن ضريبة الحداثة العلمانية التي لم تراعي دينا ولا خلقا تكلم عدد كبير من من الغرب تكلموا في هذه الازمة مثلا جون موريس كلارك احد رجال الاقتصاد المبرزين بامريكا قال لقد خدعنا انفسنا زهاء مائة وسبعين عاما فحسبنا اننا بمراعاة المصالح الخاصة دون اية مسئولية ازاء الصالح العام ان نقيم مجتمعا لا يعيش الناس فيه فحسب بل يعيشون فيه ايضا خلال تقدمهم مكرمين منسجمين. لقد وضعنا ثقتنا في سوق في سوق الية يتم تهتم برواج السلع وتهمل الاشخاص في سياسة لا تقيم وزنا ضئيلا للاخلاق وهو وهو نفسه كذلك قال والنظرة الغربية للفرد والمجتمع لا تصلح اساسا سليما لبناء صرح لبناء صرح اجتماعي. هذه الخديعة شباب قديمة جدا. هذه الخديعة قديمة جدا. لانهم حينما ارادوا ان ينهضوا بمجتمعهم لم يراعوا ايمانا ولا اخلاقا. لم يتحركوا بدين حتى رجال الدين في اوروبا رجال الدين النصراني في الدولة الثيوقراطية في القرون الوسطى وبعدها لم يكونوا يراعون الدين والخلق بل نسوا حظا مما ذكروا به كذلك عالم الاجتماع الشهير انتوني غدينز كذلك آآ له مقالة جميلة جدا يشرح فيها هذه قال ان العالم الذي خلقته الحضارة الصناعية الحديثة لا يمكن باي حال من الاحوال ان يكون مرادفا لمفهوم التقدم ذلك لان اي علم خال عن القيم فان ضره اقرب من نفعه. لذلك فقد كان هذا العلم سببا مباشرا في الانسلاخ من الدين يعني الالحاد الصريح. طبعا هذا هذه زيادة مني هو قوله انتهى عند كلمة آآ لا يمكن ان يكون مرادفا للتقدم اذا يا شباب هم حينما ينظرون الى المعرفة لا ينظرون الى مبدأها ولا يسيرون بهديها. بهدي الوحي. ولا يطلبون يأتي المعرفة كذلك عن الاثار المدمرة لهذه التقنية التي لم تراعي خلقا ولا دينا اه قال ديفيد كورتين لقد اصبحنا سجناء رؤية ضيقة لطبيعة التقدم البشري ولحقائق الكون. ان نتائج هذه الرؤية هي المزيد من الاستهلاك لمصادر الارض الطبيعية عن طريق قلة لا تملك الوعي. لا تملك الوعي والادراك للثمن الاجتماعي والبيئي الذي تدفعه الاغلبية. كما ان هذا الثمن يتراكم الان الى نقطة حرجة قد تهدد حاجات البشر على كوكب الارض لعل هذا بالضبط يا شباب هو ما ما اراده البرت اينشتاين صاحب نظرية نسبية وهو طبعا من نوابغ العلم الحديث حيث قال ان التكنولوجيا يعني يقصد العلم التطبيقي قد خلق للانسان مشكلات خطيرة وعميقة. يتوقف الانسان نفسه على ايجاد حل ملائم لهذه المشكلات. هناك ايضا دراسة حديثة بعنوان خدعة التكنولوجيا تحدث صاحبها عن ثمن التقنية وضريبة التكنولوجيا. حتى انه سماها بالوحش التكنولوجي. وتكلم عن اثارها من التلوث والمشكلات الصحية والانزعاج بكافة اشكاله وتدمير الزراعة من اجل التنمية الصناعية تكلم عن الارق وعن القلق والتوتر والاكتئاب وانتشار الامراض العصبية وامراض القلب وكثرة الانتحار. تكلم عن وقوع الجرائم من قتل وسرقة واغتصاب تكلم عن هدم العلاقات والاجتماعية التراحمية تكلم عن الاعتداء على الحياة الخاصة تكلم عن الحروب الجائرة التي تفعلها الدول القوية آآ وتنهب ثروات الدول الفقيرة الضعيفة. ومن جملة هذه الامور قال ان التقدم التقني لا يعرف الى اين يسير لماذا شباب؟ لانه لم ينطلق من الايمان بالله ولم يسترشد بالوحي واخلاق الايمان. ولم يؤمن من اساسا بالاخرة التي هي دار الجزاء. لذلك طرح جان ماري ذلك التساؤل قال هل التكنولوجيا التي كانت حلم الامس وواقع اليوم ستصبح كابوس الغد. ففي مجتمع مفرط في التقنية يأتيه الانسان في في البحث عن جذوره وقد كان صادقا دقيقا اذ اطلق على هذا العلم العلم الضال. يعني علم لا يدري الى اين يسير. وبين مسئولية علماء الطبيعة اولئك آآ عن عن ذلك الوضع المتردي للمعرفة في الغرب. حيث قال ان رجال العلم بايحائهم الى الرأي العامي بان العلم والتكنولوجيا بوسعها ان تحل جميع المشكلات وتقضي بالبشرية او تفضي بالبشرية تلقائيا بل بدون ارادتهم الى غد يغني طربا وبتواطؤهم على هذا النحو عن وعي او عن غير وعي مع السلطات القائمة قد اساؤوا الى العلم اساءة لا تغتفر. لكن الحق يا شباب ان المشكلة ليست في العلم التجريبي. لم تكن المشكلة ابدا في مجرد المعرفة. فان العلم التجريبي او المعرفة بكافة اشكالها هي امر ضروري. بل بعضها واجب في الدين وبعضها من اعداد القوة المأمور بها. لكن المشكلة تكمن في تأليه العلم المادي. في انكار الغيب في انكار الوحي في عدم الاعتداد بالوحي كمصدر للمعرفة وعدم الاهتداء به. في انكار الرسالات في انكار الكتب في انكار البعث والجزاء في تضييع اعظم غاية خلق لها الخلق وهي عبادة الله. بهذا فقد العلم الاطار العام الذي يحويه ويهديه ويهذبه ويوجهه ويرشده ويحميه من الضلال ويروضه. فانطلق العلم دون اخلاق كالوحش الكاسر في صحراء الحداثة يفتك ويمزق ويدمر ويشرد. وصدق البرت اينشتاين حيث قال تلك العبارة الموجزة الرصينة المشهورة العلم بغير دين اعرج. والدين بغير علم اعمى واعظم القول قول الله تبارك وتعالى ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن بل اتيناهم بذكرهم باختصار يا شباب العلوم غير الشرعية العلوم غير غير الشرعية كالهندسة والطب والفلك وغيرها هي علوم حسنة وهي معارف مطلوبة. ويؤجر الانسان عليها بشرط ان تكون نافعة. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من علم لا ينفع ولما ذكر ما يبقى من الاجر بعد موت ابن ادم قال وعلم ينتفع به العلوم النافعة والشباب لا تنحصر في علوم الشريعة. فكما ان العلم الشرعي قد لا يكون نافعا لصاحبه لسوء نيته او لضعف حكمته فان العلم الطبيعي ونحوه يكون نافعا مأجورا صاحبه بحسن قصده. وقرر مجمع الفقه الاسلامي الدولي ان العلوم النافعة تدخل فيها كذلك العلوم الدنيوية بل بعضها واجب وبعضها فرض كفاية. وكذلك جاء في فتاوى اللجنة الدائمة قالوا كل علم ديني مع وسائله التي تعين على ادراكه داخل فيما يرفع الله من علمه وعمل به مخلصا له يرفعه درجات. وانه مقصود بالقصد الاول. وكل علم دنيوي تحتاجه الامة وتتوقف عليه حياتها الطب والزراعة والصناعة آآ ونحوها داخل ايضا اذا حسنت النية واراد واراد به متعلمه والعامل به نفعا الامة الاسلامية ودعمها ورفع شأنها واغنائها عن دول الكفر والضلال. لكن بالقصد الثاني التابع ودرجات كل متفاوتة تبعا لمنزلة ذلك من الدين. الى اخر فتوى. فهذا هو الشرط الاول يا شباب لهذا العلم الذي ليس مأخوذا من الشرع كالطب والهندسة والزراعة والصناعة والحرف وغير ذلك الشرط الثاني القيام بحق العلم من الصدق والامانة والاهتداء بالشرع وعدم مخالفة الشريعة. الشرط الثالث حسن القصر قصدي وهو احتساب العلم والمعرفة لله لنفع المسلمين ولنفع الناس ولقوة الاسلام وكفايتهم. واقول يا شباب ان الاخذ بتلك العلوم وتطوير المسلمين فيها هو من الاخذ بالقوة المأمور بها. والله سبحانه وتعالى علم سليمان منطقة طير وعلم داوود كذلك صنعة لبوس لتحصن الناس في البأس. وامرنا ان نشكر والله سبحانه وتعالى علم الانسان ما لم يعلم لماذا انا ذكرت هذه المقدمة شاب الخاصة بمسألة العلم التجريبي او بالمجالات العلوم غير الشرعية لان كثيرا من الشباب يسألونني كثيرا وهم يريدون ترك مجالاتهم التي هم ناجحون فيها ومؤثرون فيها وينفعون الامة فيها في الطب والهندسة والزراعة والصناعة والتجارة. ويريدون التفرغ لطلب العلم. واعرف كثيرا من طلاب معهد افاق لهم تخصصات في مجالات نافعة لا يدرسون في في جامعات في الاقتصاد والسياسة والهندسة والطب وغيرها. وكثير جدا يعني يطلبون ان ان يتركوا هذه الجامعات ليتفرغوا في لطلب العلم الشرعي. فانا اقول لا تترك تخصصك الذي يعني اذا كان تخصصك نافعا وانت ناجح فيه وتجد نفسك فيه فلا تتركه. يعني لا تتركه لتتفرغ لطلبك العلم جميل جدا ان تحب العلم الشرعي. وان تشعر بقيمته في خدمة المسلمين وان تحرص عليه. لكن خدمة الدين وخدمة المسلمين ونصرة اسلام لا تنحصر في مجرد ان تكون داعيا او طالب علم او ان تكون شيخا او نحو ذلك. كما قد يتوهمه كثير من محبي الخير المسارعين في الخير ولاجله تركوا تخصصاتهم. انا كنت عارف شباب يعني في السنوات الاخيرة من الدراسات في كليات عالية. يمكن ان يخدموا فيها لام ان يضيفوا فيها اضافات قوية تركوا هذه الجامعات ودخلوا في وتفرغوا في طلب العلم وكثير منهم لم يفلح لا في طلب العلم ولا هو في كليته التي تركها. يا شباب كل علم نافع فهو علم شرعي. اذا احتسبه الانسان وكان مثمرا فيه كان فيه كل وظيفة كل تجارة يمكنك منها ان تنفع المسلمين وابتغيت بها وجه الله فانت في سبيل الله. لا تتحول من مهنتك ولا من كل شيء ولا من دراستك لتتفرغ لطلب العلم. فاحسانك في عملك وابداعك في مجالك وتفوقك وسعيك لنفع الناس بما تستطيع هو في سبيل الله المسلمون بحاجة شديدة لمتخصصين ومبدعين في كل المجالات يكفون الحاجة الى المجتمعات الغربية التي تذلنا بهذا الذي تعطينا من العلم والمعرفة. وارى من اكبر الخطأ في هذا السياق والذي كان له اثر سيء التقليل من شأن المبدعين او المتخصصين في غير العلم الشرعي. بل حق على المجتمع وعلى اهل العلم الشرعي ان يشجعوا وان يهتموا بالمواهب النافعة في كل مجال نافع. وان يحثوا اهلها على الابداع وان يشعروهم بقيمة ما يبذلون وان يشعروهم بانهم يعملون لله. وان يذكروهم بالاحتساب والنية فلذلك الشباب لا تقلد احدا ولا ولا تكن نسخة من احد. ومع ذلك حاول ان تدخر كل وقت كل كل وقت فراغ عندك لطلب العلم والمعرفة وتزكية النفس والعبادة قدر الامكان. واقول يا شباب لمن يعلق طلب العلم على التفرغ والله والله اني لاعرف نابغين متميزين في طلب العلم والدعوة والتدريس والتعليم والخطابة والنشاط على وسائل التواصل ليسوا متفرغين بل هم موظفون ولهم دوام عمل يعني اكثر من ثمان ساعات يوميا لكنه قم فقط محبون. يحبون العلم ويشعرون بقيمته. ويتقربون به الى الله ويحتسبونه. ويشعرون بالمسئولية فيدخرون كل فراغ مهما قل للدراسة والحفظ والمدارسة. والعكس اعرف بل عشت مع من هو متفرغ كن تماما لطلب العلم. كفل كفالة تامة ليجعل وقته كله للتحصيل. كان عنده مكتبة كبيرة مفتوحة اكثر من ثمانية عشر ساعة يوميا. وكان عنده كمبيوتر وكان عنده كتب كبيرة جدا يملكها كان عنده كل سبل او الادوات التي يمكن ان تجعله عالما. ويعني آآ كان يتفنن في اضاعة الوقت والله لم يكن ذاكر عدد كبير جدا كنت اراه لا يذاكر يضيع الوقت. لا يهتم فقط الا بالمظاهر. يهتم فقط بان هو يلبس القميص مكوي ويلبس الغترة ويمسك الكتاب في ايديه ذهابا وايابا. ويقترب من من الشيخ ويحاول انه يلتقط صور معه. وآآ يعني يعلق بعض في الدروس ليظهر ثم بعد ذلك اكثر من عشرين عاما وهو على هذا الحال والله لم يحصل شيئا يذكر. ورجع الى بلد به صفر اليدين. يا شباب المشكلة لم تكن ابدا في قلة الادوات. المشكلة هي مشكلة عزم. كثير من الناس عنده ارادة عنده رغبة عنده محبة لكن ليس عنده عزم. الارادة تعطيك الشرارة الاولى لكن العزم بفضل الله هو الذي كيكا يبقي الشرارة مشتعلة حتى تستمر على الطريق. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. كثير من المنتسبين الى ان اخذوا رسمه وشكله لكن لم يتحققوا بمعانيه لم لم يقوموا بحقه وواجبه. لذلك شباب اقول لكل شاب هو في في مجال ناجح ابقى في مجالك لكن ادخر كل فراغ لطلب العلم وتعليم الناس وتوعية المسلمين والاصلاح. ننتقل بعد كذلك الشباب عن مقاصد العلم الشرعي. مقاصد العلم الشرعي. تكلمنا عن العلم غير الشرعي. وبينا ان العبد باخلاصه وصدقه واحتسابه يؤجر عليه. الان نتكلم عن العلم الشرعي. لماذا نتعلم؟ لماذا نقرأ القرآن؟ لماذا نحفظ الاحاديث لماذا نتدارس العلم؟ لماذا نتعرف على المسائل ليه؟ ما هو الدافع؟ وما هي الغاية العلم يا شباب الذي نتحدث عنه هو العلم المأخوذ من الوحي هو الفقه في الدين. واصحابه الذين قاموا به وبحق ودعوا الى الله به هم خير مثال للمنتفعين ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كان في لما ضرب مثلا لانتفاع الناس ببعثته قال فذلك مثل من فقه او فقه في دين الله ونفع فعه ما بعثني الله به فعلم وعلم. هذا هو العلم الشرعي الامام الشافعي رحمه الله يتكلم عن مقاصد هذا العلم او مقاصد التنزيل التي ينبغي ان يتفاعل معها العبد قال رحمه الله فكل ما انزل الله في كتابه جل ثناؤه رحمة وحجة علمه من علمه وجهله من جهله لا يعلم من جهله ولا يجهل من علمه. والناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به. فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه. والصبر على كل عارض من دون قلبه واخلاص النية لله في استدراك علمه نصا واستنباطا. والرغبة الى الله في العون عليه فانه لا ايدرك خير الا بعونه؟ فان من ادرك علم احكام الله في كتابه نصا واستدلالا ووفقه الله للقول والعمل بما علمه فاز بالفضيلة في دينه ودنياه. وانتفت عنه الريب ونورت في قلبه الحكمة واستوجب في الدين موضع الامام نعمة ثم قال الامام الشافعي ركز بقى. فنسأل الله المبتدأ لنا بنعمه قبل استحقاقها. ان نديمها اين مع تقصيرنا في الاتيان الى ما اوجب به من شكره به الجاعلنا في خير امة امة اخرجت للناس ان يرزقنا فهما في كتابه ثم سنة نبيه. وقولا وعملا يؤدى به عنا حقه او يؤدي به عنا حقه ويوجب لنا نافلة مزيده. طلب الفقه او طلب الوحي يا شباب هو الفقه في الدين وطلب كل ما يعين عليه من علوم العربية والحديث والاصول والفقه والسيرة والتاريخ. وكذلك العلم بالحق وبحججه وبيانه والعلم بالباطل وحججه وكشف الباطل والفرقان بين الحق والباطل كل ذلك من علوم الشريعة. وكذلك علوم الفكر والفلسفة والفرق والملل كل ذلك محمود من هذه في الجهة فالله سبحانه وتعالى قال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان كل ما اعان العبد على معرفة الهدى او ادلة الهدى او بيان الهدى او معرفة الباطل وكشف الباطل ثبات على الحق. كل ما اعان العبد على تصور الحق او تصور الباطل وتعليم الناس الحق. وآآ الفرقان بين الحق والباطل كل ذلك يا شباب كل ذلك من علوم الشريعة. آآ الامام ابن تيمية رحمه الله اوصى بعض اصحاب وهو ابو القاسم المغربي لما طلب منه ابو القاسم ان يوصيه اوصاه اوصاه الامام ابن تيمية وصية جميلة جدا كنت احب ان اقرأها كاملة عليكم لكني اقتصر منها على على الشاهد هنا. قال رحمه الله لكن جماع الخير ان يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه هو الذي يستحق ان يسمى علما وما سواه اما ان يكون علما فلا يكون نافعا. واما الا يكون علما وان سمي ولئن كان علما نافعا فلا بد ان يكون من ميراث محمد صلى الله عليه وسلم فلابد ان يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه ولتكن همته ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في امره ونهيه وسائر كلامه. فاذا اطمئن قلبه ان ان هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس اذا امكنه ذلك. وليجتهد ان يعتصم في كل باب من ابواب العلم باصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. واذا اشتبه عليه مما قد اختلف او اختلف فيه الناس فليدعوا بما رواه مسلم في صحيحه عن عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام يصلي في الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالما الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي في من تشاء الى صراط مستقيم فان الله تعالى قال فيما رواه عنه رسوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاست اهدوني اهدكم. الى اخر كلام الامام رحمه الله. كلام اهل العلم يا شباب كثير جدا في بيان فضل علم الشريعة. يعني ربما لا حاجة في ان نطيل بذكره. فعلم الشريعة اذا قام طالبه بحقه وبموجباته هو خير علم وهو من ارثت الانبياء فطلب العلم محمود في الاسلام وطلب العلم عبادة. امر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ان يسأله منه والزيادة في العلم من الله. الامام الشافعي والشباب حينما تكلم عن القرآن بين اعظم مقاصد للقرآن وسنأخذ منها كيف يتفاعل العبد في طلبه للعلم. يعني ما هي احسن صورة للانتفاع بالوحي قال الشافعي رحمه الله وانزل عليه كتابه يعني ان الله انزل كتابه على النبي صلى الله عليه وسلم. قال سبحانه وتعالى وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فنقله من الكفر والعمى الى الضياء والنور. الامام الشافعي هنا يتكلم عن يعني ذكر لفظ الضياء. في رأي في ان لفظ النور يعني هو هو الادق هنا من لفظ الضياء لان الضياء هو نور لكن فيه شيء من من من الالم او فيه شيء من من التعب. فالله سبحانه وتعالى مثلا اه قال عن هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا كلاهما فيه نور او يحصل بسببه النور لكن الشمس في الشمس فيها شيء من الحرارة. كذلك وصفت التوراة بان ضياء ووصف القرآن بانه نور قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. وقال عن التوراة ولقد اتينا موسى وهارون الفرق خان وضياء وذكرا. كذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بانها نور والصبر بانه ضياء. ففي رأيي ان القرآن يصح ان نصفه بالضياء وانما نصفه كما وصفه الله بانه نور. وذلك لان التوراة كان فيها شيء من الاحكام الصعبة الشديدة بسبب ظلم اليهود. كما قال تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثير واخذهم الربا وقد نهوا عنه الى اخر الايات. اما القرآن اما شريعة الاسلام فقد انتفى عنها الالعنة ورفع الله عنا الاثار والاغلال كما وصف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كما في سورة الاعراف. ففي رأيي ان وصف القرآن بان انه ضياء ليس دقيقا وانما وصفه الاصح بانه نور. نرجع الى كلام الامام الشافعي رحمه الله في بيان مقاصد الوحي القرآن قال وبين فيهما حل منا بالتوسعة على خلقي وما حرم لما هو اعلم به من حظهم في الكف عنه في الاخرة والاولى وابتلى طاعتهم بان تعبدهم بقول وعمل وامساك عن محارم حماه واثابهم على طاعة على طاعته من الخلود في جنته والنجاة من نقمته ما عظمت به نعمته جل ثناؤه. واعلمهم ما اوجب لاهل طاعته. ووعظهم بالاخبار عمن كان قبلهم ممن كان اكثر ومنهم اموالا واولادا واطول اعمارا واحمد اثارا. فاستمتعوا بخلاقهم في حياة دنياهم فاذاقهم عند نزول قضائه في مناياهم دون اماله. او دون امالهم يعني. ونزلت بهم عقوبته عند انقضاء اجالهم ليعتبروا في اولف الاوامر ان يعني في اول الاوان ويتفهم بجلية التبيان ويتنبهوا قبل رين الغفلة ويعملوا قبل انقطاع المدة حين لا مذنب ولا تؤخذ فتية وتجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها او بينه امدا بعيدا. فكل ما انزل الله في كتابه جل ثناؤه رحمة وحجة علمه من علمه وجهله من جهله والى اخر الكلام الذي ذكرناه. اذا يا شباب يمكن ان نستنبط من كلام الامام الشافعي امرين. الاول مقاصد الوحي مقاصد الوحي يا شباب ان الوحي نور وهدى وتبيان وموعظة وتشريع ووعد ووعيد استجابة العبد لهذا الوحي يا شباب تكون بطلب الوحي. ارادة الوحي ايمان للوحي الايمان بالوحي. العلم الفهم الفقه التسليم التسليم لحكمه والتدبر والتذكر ودعوة الناس اليه والصبر في سبيله. اول مقصد يا شباب سنقف ومعه هو البصيرة والفقه في الدين يعني اول امر تطلب لاجله العلم ان تعبد الله على بصيرة. لان الله سبحانه وتعالى يفرق بين العالم وبين غير العالم افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى؟ انما يتذكر اولو الالباب. قال تعالى بك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من ادينا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. الا الى الله تصير الامور بين الله سبحانه وتعالى ان الوحي نور. ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدري ما الكتاب ولا الايمان. لكن الله سبحانه وتعالى هداه بالوحي امره الله ان يقول ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي وقال الله له يمن عليه الم يجدك فيمن فاوى ووجدك ضالا فهدى. فهذا اول ما يطلب له العلم ليعبد الله على بصيرة. قال الله تعالى وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك. فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم. وان الله لهادي الذين امنوا الى صراط مستقيم ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة. او يأتيهم عذاب يوم عقيم. يفرق قبيل المؤمن العالم الذي تأثر بالعلم واخبت له قلبه وهداه الله الى صراط مستقيم وبين الكافرين او جاهل الذي لا يزال في ريب. كذلك قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله. كذلك قال الله تعالى تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وقال تعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور. هذا اول مقصد يا شباب ان ان ان تعبد الله على بصيرة ان تكون على بصيرة من امرك. سأل مهنى تلميذ الامام احمد سأل احمد قال حدثنا عن افضل الاعمال. قال طلب العلم. قلت لمن؟ قال لمن صحت نيته؟ قلت واي شيء يصحح النية قال ينوي يتواضع فيه وينفي عنه الجهل. الامر الثاني يا شباب الذي يطلب له العلم العمل بالعلم والاستقامة عليه. الله سبحانه وتعالى امر النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه فقال فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير. المراد بالاستقامة يا شباب الاستقامة على الوحي على الشريعة ظاهرا وباطنا. يشمل ذلك كل اعمال القلوب التي امرنا بها. حب الله والصدق والاخلاص يعني يعني ذلك او او مفهوم الاستقامة يشمل الظاهر والباطن. يشمل اعمال القلوب. حب الله الصدق الاخلاص الخشية التوكل الخوف من الله وغير ذلك من اعمال القلوب. كذلك سلامة القلب من الشرك والشح والحسد والكبر وغيرها وغيرها من امراض القلوب. والشك والريب وغير ذلك. كذلك يدخل في الاستقامة الاعمال الظاهرة. وما تضمنه وما تتضمنه كذلك من عمل القلب واعظم الاعمال الظاهرة الصلاة والصيام والزكاة والحج ثم الذكر والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك ما نهى الله عنه كعقوق الوالدين والزنا والسرقة وغيرها من آآ او وغيرها من المحرمات يستنبط هذا المقصد شباب من ربط الوحي بين البيان وبين العمل. يعني الشاطبي رحمه الله يقول يا شباب كل من ابتغى في تكاليف الشريعة غير ما شرعت له فقد ناقض الشريعة. يعني لو ان الانسان لم يقصد من من تعلمه او فقهه للشريعة ان يتمثل او يعمل بهذه الشريعة فقد ناقض ما نزلت له الشريعة فعمله باطل قال وكل ما ناقضها فعمله في المناقضة باطل. هذا في كتاب الموافقات. ممكن نتأمل يا شباب هذه الايات التي تربط بين العلم والانتفاع. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال تعالى ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون. قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون. وقال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيلها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون. هذا الربط واضح جدا يا شباب بان ان القرآن تبيان للعمل هو هدى ورحمة وبشرى. والله سبحانه وتعالى وعظنا به حتى نتذكر. وامرنا قنا بالعمل به. قال تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب. كذلك امرنا الله سبحانه وتعالى ان نحكم به ان نتحاكم كما اليه وان نرجع اليه. قال الله سبحانه وتعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وانزل معهم الكتاب بالحق احكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وقال تعالى يعني وهو يبين من من مقاصد العلم يبين الدعوة الدعوة الى هذا العلم. وهذا هو المقصد الثالث معنا. قال تعالى ومن احسن اولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. وقال تعالى وهو يحث المؤمنين على ان يكونوا دعاة مصلحين قال ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون. ولا تكونوا الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم الداعي الى الله على بصيرة يا شباب هو من اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هو شخص يحب المسلمين ويحب الله ويحب الخير للناس فحب الخير في نفسه هو الذي يحمله على ان يعلم الناس وان يدعوهم وان يصبرهم. قال الله تبارك وتعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. وندب الله المؤمنين فقال وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. من جميل ما قاله الراغب الاصفهاني والشباب قال كما ان الانسان في مقتنياته كما ان للانسان في مقتنياته اربعة احوال. او كما ان الانسان في مقتنياته في اربعة احوال يعني الانسان له احوال اربعة فيما يقتنيه. حال استفادة فيكون مكتسبا وحال ادخار لما اكتسبه بيحوش يعني فيكون غنيا عن المسألة. وحال انفاق على نفسه فيصير به منتفعا. وحال افادة لغيره فيصير به سخيا. يعني جوادا. قال كذب ايضا له في العلم اربعة احوال. حال استفادة وحال تحصيل وحال استبصار وحال صير وتعليم. الله! نقرأ تاني يا شباب. طالب العلم له اربعة احوال. حال استفادة حينما تتلقى العلم. وحال التحصيل حينما تذاكر وتدرس وتضبط وتفهم وتفقه. وحال استبصار حينما تسترشد بالعلم وتنتفع به وتعمل والحال الرابعة حال تبصير وتعليم. يعني تعليم ان تعلم غيرك. كونوا ربانيين بما كنتم يعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. وهذه سنقف معها وقفة طويلة ان شاء الله في الدرس التالي. سيكون الدرس التالي مع خاصا بشرح معنى ان يكون طالب العلم ربانيا بعلم الوحي والعمل به وتعليمه بينوا انه ليس كل من وصف بانه رباني يكون محمودا. فالرباني هو الربان الذي يقود الناس قد يقوده قم بالوحي وقد يقودهم الى الحق وبالحق وقد لا يكون امينا فيقودهم بالهوى او يقودهم الى نفسه يريد علو في الارض او فسادا كما سيأتي معنا تفصيله. فهنا الراغب الاصفهاني والشباب يقول لطالب العلم اربعة احوال حال استفادة سادة وحال تحصيل وحال استبصار وحال تبصير وتعليم. ثم قال ومن اصاب مالا فانتفع به ونفع مستحقيه كان كالشمس تضيء لغيرها وهي مضيئة. وكان كالمسك الذي يطيب غيره وهو طيب وهذا اشرف المنازل هذا يا شباب من كتاب الذريعة الى مكارم الشريعة. وهو نقل حسن جدا يا شباب. يبين ان طالب العلم يمر بهذه الاربعة التلقي هو الاول والثاني هو التحصيل والفهم والفقه والحكمة. والثالث والاستبصار والعمل والاستقامة. والرابع هو ان قصر غيره وان يعلمه فمن قام بذلك كان كالمسك الذي هو في نفسه طيب ويتطيب به غيره. كذلك قال ابن حزم رحمه الله افضل ما استعمله المرء في دنياه بعد اداء ما يلزمه لله في نفسه من تعلم اعتقاده من قول وعمل ان يعلم الناس دينهم الذي خلقوا له فيقودهم الى رضا الله عز وجل ويخرجهم بلطف خالقه تعالى من الظلمة العمية الى النور الخالص. ومن المضيق المهلك الى السعة الرحبة. ربما يكون لنا ان شاء الله تبارك وتعالى خاصة اه في التشجيع على الدعوة والتعليم وتبصير الناس وتذكير الناس. ونتكلم عن شيء من الحكمة في ذلك ان شاء الله فان خير المنتفعين ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من فقه في دين الله فعلم واستقام علم ونفعه ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والهدى السؤال يا شباب هل يقصد اخر ما نتكلم عنه في في هذه المحاضرة يا شباب؟ هل يقصد العلم للرفعة والمنزلة؟ يجب ان تعلم ان من ثمرات العلم الحق الذي يعني آآ استقام الانسان عليه ان يرفعه الله فان الله سبحانه وتعالى يرفع بهذا الكتاب اقوام ومن ويضع اخرين كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك الله سبحانه وتعالى قال في الرجل الذي انسلخ من الايات واخلد للارض قال ولو شئنا لرفعناه يعني حقه ان يرفع بالايات لكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. القرآن يوجب الشرف لطالبه كما قال الله وان انه لذكر لك ولقومك شرف اجاز بعض اهل العلم ان يطلب العلم لذلك يعني ان يكون من جملة مقاصد العلم ان تطلب الامامة في الدين وان يكون لك مقام حسن بين الناس ومنزلة وان ترفع يعني بعضهم اجاز ذلك. لكن الاكمل والله اعلم يا شباب ان تطلب العلم خالصا لله وان توقن بالجزاء. لا ان تطلب العلم لترفع الله سبحانه وتعالى يرفع اهل العلم. لكن الذي اراه والله اعلم ان العبد يطلب كل الاعمال الصالحة لله خالصة ويوقن بجزاء الله في الدنيا والاخرة. الله سبحانه وتعالى ذكر اثارا في الدنيا للاعمال الصالحة كما قال مثلا النبي صلى الله عليه وسلم من اراد ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه. يعني هناك آآ اعمال كثيرة جدا وعد عليها العبد بثواب في الدنيا. وبذكر حسن ورفعة ومنزلة وامامة. لكن لكن هل يلاحظها الانسان الاكمل والله اعلم الا يلاحظها. يجوز له ان يلاحظها. يجوز له ان تكون في نيته بعد اخلاصه لله. لكن ان ان اذا طلب العلم او الاعمال الصالحة لله خالصة دون ملاحظة غيرها فهذا هو الاكمل والله اعلم مثلا شباب ما تواضع احد لله الا رفعه. هذا حديث. كثير من الناس يمكن ان يتواضع ليرفع فهذا ليس تواضعه لله من تعلم ليرفع لم يتعلم لله يعني لم يكن قصده لله او احتسابا لله فهذا عمله ليس لله. وفي الحديث الصحيح ان الله سبحانه وتعالى حينما يقضي اه بين الناس فاول ثلاثة يقضي عليهم منهم رجل. هذا الرجل يعني تعلم العلم اقرأ القرآن قال تعلمت آآ العلم فيك. فقال الله كذبت بل تعلمت ليقال هو عالم وهو قارئ. وقد قيل فمن تعلم او طلب علم ليرفع او ليكون له منزلة او لينال به شيئا من الدنيا دون الاخلاص لله فعمله كله للذي اشرك من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. يعني سيأخذ حقه لكن ليس له عند الله من نصيب المرتبة الثانية ان يطلب العلم لله ويلاحظ هذه الثمرات الدنيوية الامامة او الرفعة او المنزلة او المال او الشهرة فهذا اذا كان خالصا لله وهو يرجو كذلك هذا الثواب فهو يعني نية جائزة آآ لكن انه ليس هذا هو الكمال الكمال ان تطلب العلم لانه عبادة ولانه ولوجه الله ولتعليم الناس ونفعهم. هل يمكن ان تلاحظ اريك يمكن ان تلاحظها لكنه ليس آآ يعني آآ ليس كمنزلتي من اخلص لله عمله كله. آآ من دعاء المؤمنين يا شباب آآ واجعلنا للمتقين اماما. ليس المقصود هنا ارادة العلو. آآ او او الرئاسة آآ فطلبوا الامامة في الدين لا يطلب لذاته. كذلك طلب الشهادات والمال والوظائف انما يطلب مع الاخلاص فيكون جائزا. ويطلب الانسان الامامة في الدين ليقتدى به لا ليكون عاليا على الناس. تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فساد. المؤمن لا يريد ان يكون اعلى من الناس. آآ يعني لا يقصد ذلك. واضح؟ وان شاء الله كونوا لنا بعد ذلك كلام طويل آآ في المقولة المشهورة اذا استطعت الا يسبقك الى الله احد فافعل. وسنبين انها ليست دقيقة. وانها تورث الشح والحسد والتنافس غير الشريف سيكون لنا ان شاء الله تبارك وتعالى في الحديث عن امراض القلوب حينما نتكلم عن الحسد ونتكلم عن تنافس المشروع ونبين ان التنافس ليس المراد المراد به ان تسبق الناس وانما المراد به ان تبذل ما تستطيع من الخير حب الخير للمسلمين وحب الخير لهم والفرح بما يصيبهم من خير. والحزن بما يصيبهم من شر. سيأتي لنا تفصيل ان شاء الله تبارك وتعالى في ذلك اه يمكن ان شاء الله تبارك وتعالى يا شباب ان اه نختم بهذه اه الكلمات وسيكون لنا ان شاء الله تبارك وتعالى في المحاضرة لا اريد ان اطيل عليكم في المحاضرة السابقة كانت ساعتين وبعض الشباب قال يعني ونريد ان تكون اقصر فجعلت هذه المحاضرات يعني تقريبا خمس محاضرات عندنا. اه هذه هي المحاضرات الاولى انتهت بحمد الله. وسيكون لنا ان شاء الله وتبارك وتعالى في المحاضرة التالية. الحديث عن الاستقامة هي المكون الرئيس عند ائمة العلم. ونماذج تطبيقية نبدأها بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. آآ ومسارعته في الخيرات وما كان عليه من الايمان والعلم والعمل الصالح. صلى الله عليه وسلم ثم نتحدث عن كلام اهل العلم في ذلك. ثم نتكلم في بكلام طويل عن معنى ان يكون طالب العلم ربانيا بعلم الوحي وتعليمه والاستقامة عليه. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. واني احبكم واحب لكم الخير واسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من خير مثال آآ انتفعوا ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من فقهها في دين الله واستقام بما امر به من الوحي والعلم وعلم الناس وآآ انتفع برسالة الاسلام جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة