السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قصة الانسان مع الوحي. قصة الانسان مع الوحي هي قصة ادم عليه السلام وهي قصة كل انسان. وقبل ان ندخل في الحديث عن قصة ادم عليه السلام ونأخذ منها العبر والفوائد لننفذ منها الايمان بالقرآن كوسيلة للهداية وطلب النجاة. احب ان ابدأ من سورة الفاتحة. قال الله تبارك وتعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. بدأت هذه السورة بحمد الله تبارك وتعالى لانه رب العالمين ولانه الرحمن الرحيم ولانه ما لك يوم الدين يوم الجزاء يوم القيامة. يدعو المؤمنون اياك نعبد واياك نستعين لا نعبد الا اياك ولا نستعين الا بك. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم عليهم ولا الضالين. يسأل المؤمنون ربهم ان يهديهم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وان يجنبهم طريق المغضوب عليهم والضالين. والمغضوب عليهم هم الذين علموا الحق حق لكنهم تكبروا عن اتباعه. او تركوا اتباعه لاهوائهم. والضالون هم الجاهلون. وهم ايضا مغضوب عليهم اذا المسلم يسأل ربه كل يوم في الصلاة ان يهديه صراط الذين انعم الله عليهم وان صراط المغضوب عليهم ولا الضالين. ثم تبدأ سورة سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك اولئك هم المفلحون. ذلك الكتاب لا ريب فيه. فالقرآن حق لا ريب فيه. لكنه هدى للمتقين. ليس القرآن هدى لكل من قرأه. لكل من سمعه. ليس القرآن ينتفع وبه كل الناس حتى تنتفع بالقرآن لابد ان تكون على صفات. الصفة الاولى الذين يؤمنون بالغيب. الايمان بالغيب طيب الغيب هو كل ما لم تشاهده. الغيب هو كل ما لم تشاهده. فاول صفة ذكرها الله تبارك وتعالى افي المؤمنين المنتفعين بالوحي بالقرآن انهم يؤمنون بالغيب. فهذا ايمان باطن. ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. فهذه اعمال ظاهرة وباطنة. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. فالله سبحانه وتعالى الا بين اجمالا اخص صفات المنتفعين بالوحي بالقرآن. ثم تكلم الله تبارك وتعالى بعدها عن الكفار الذين كفروا ظاهرا وباطنا. ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. فهذا هو القسم الثاني من الناس الكافر ظاهرا باطنا. فهذا الذي اختار الكفر بعدما علم الحق. ختم الله على قلبه فلا ينتفع بالوحي. لا باستماعه ولا بتلاوته. ثم جاء الحديث بعد ذلك عن المنافق. قال تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. الله سبحانه وتعالى لا يضل عبدا الا بسبب من ذلك العبد. فالله تبارك وتعالى لا يظلم قال ذرة ثم تكلم الله تبارك وتعالى عن صفات هؤلاء وافعال هؤلاء. ثم جاء الحديث عن ضرب امثلة لهؤلاء طلب الله لهم مثلا ناريا ومثلا مائيا. قال تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون. فهؤلاء لا باستماع القرآن او بتلاوته لا ينتفعون بما فيه من قصص واحكام واخبار واخلاق قال تعالى او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين. يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه. واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم. ان الله على كل شيء قدير. بين الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة البقرة اقسام الناس. المؤمن ظاهرا وباطنا. والكافر ظاهرا وباطنا والمنافق الذي الايمان او يظهر الايمان لكن قلبه كافر. ثم امر الله تبارك وتعالى الناس جميعا بعبادته قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. ثم بين دلائل هذه هي العبودية. لماذا يجب عليك ان تعبد الله وحده؟ قال الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء نائماء فاخرج به فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ثم جاء الحديث عن القرآن. وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين. الله سبحانه وتعالى يدعوهم ان كنتم في شك من هذا الكتاب الذي بعث به ذلك النبي وقلتم انه قوله وان هذا الكلام ليس كلام الله فاتوا بسورة من بعد وادعوا من استطعتم من دون الله. ادعوا شهداءكم وشركاؤكم وشركاءكم حتى يعينوكم على الاتيان بسورة من مثله. فان لم تفعلوا يعني ان عجزتم على ذلك ولن تفعلوا فاتقوا النار. يعني اذا لم تستطيعوا ان تأتوا بمثل هذا القرآن اذا هو من عند الله. فامنوا واتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. ثم جاء الحديث بعد ذلك في بشرى المؤمنين الذين امنوا وعملوا الصالحات بالجنة ثم ضرب الله مثلا يبين فيه حال المؤمن في تلقي الوحي. المؤمن الذي تتلى عليه الايات اسمعوا الايات كيف يتصرف معها؟ ما هو رد فعله تجاه هذه الايات؟ وبين كذلك رد فعل الكافرين تجاه كما يتلى عليهم من الايات. قال تعالى ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوق هذا نموذج مما يبتلى به العباد. خبر من اخبار الوحي. او حكم من احكام القرآن. كيف يتفاعل فاعل الناس معه قال فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم. واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله الله بهذا مثلا. مقتضى الايمان بالقرآن بالاسلام بالله بالنبي صلى الله عليه وسلم ان تصدق كل كل ما جاء في الوحي. فالوحي يأتي باخبار بقصص يأتي باحكام. فلابد ان تقابل الاخبار بالتصديق والايمان والتسليم وكذلك ان تقابل الاحكام بالقبول والتسليم والاتباع فالله سبحانه وتعالى يقول فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم فينتفعون بهذا المثل. واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا فالكافر الذي لا يؤمن بالقواعد الكبرى للايمان. كيف يؤمن بتفاصيل الوحي؟ لا يمكن ان يؤمن تفاصيل الوحي واخباره وقصصه واحكامه. لذلك كانت القضايا الكبرى هي مقدمة مقدمة الايمان لا يصح ان يتكلم الانسان عن جزئيات في الاحكام او في اخبار الغيب الا ان يؤمن بالكليات. من خلقنا ولماذا ويؤمن بالنبوة وبالرسالة وبالوحي وباليوم الاخر. اذا لم يؤمن بهذه المقدمات فلا يمكن ان يكون في قلبه ما يعينه على قبول التفاصيل والجزئيات والاحكام. لذلك ضرب الله هذا النموذج لحال الناس في تلقي الوحي. فالذين امنوا يصدقون الاخبار ويمتثلون ويستقيمون على العمل الاحكام. اما الذين كفروا فيتعجبون من هذه الامثلة فلا تنفعهم الايات ولا تزيدهم الا ولا تزيدهم الا كفرا. قال الله تبارك وتعالى عن القرآن وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. وقال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى واريد منك ان تتأمل هذا المعنى. قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانة. من منكم انتفع بهذه الايات فازداد ايمانا. قال تعالى فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون يفرحون بها لما فيها من الايمان والاحكام والقصص والعبر والاخلاق ما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون. اولا يرون انهم يفتنون هنا في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون. لا ينتفعون بالايات. فالله سبحانه وتعالى هنا ذكر سورة مما يبتلى به العباد في الوحي. الامثال التي يضربها الله. الله سبحانه وتعالى العنكبوت والذبابة. وذكر البعوضة. هذه الامثلة من الناس من يؤمن بها ويلتقط ما فيها من العبر احكام فينتفع ومنهم من يتعجب ماذا اراد الله بهذا مثلا ثم بين الله انه يضل كثيرا من الناس الامثال ويهدي كثيرا منهم. قال تعالى يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين. الله سبحانه وتعالى لا يضل عبدا تطلب الهدى كل من طلب الهدى واجتهد في طلبه وفي السعي له لا يمكن ان يضله الله بل يزيد الله الذين اهتدوا هدى. وما يضل به الا الفاسقين ثم ذكر صفة هؤلاء. التي جعلتهم فاسقين لا ينتفعون بما يتلى عليهم من الايات الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون. لماذا هم خاسرون؟ لانهم لم يعقلوا الغاية التي خلقوا لها. لم اخلصوا العبادة لمن خلقهم. لم يتمسكوا بوسيلة الهدى التي انزلها من خلقهم. الوحي القرآن لم يؤمن بالدار الاخرة لم يسعوا لها. فلذلك هم الخاسرون. قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم يوم القيامة ثم قال الله سبحانه وتعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون. الله سبحانه وتعالى هنا يقول للناس كيف تكفرون؟ كيف تكفرون بمن خلقكم؟ كيف اتكفرون بالمنعم عليكم؟ كيف تكفرون بالذي جعلكم في هذه الدنيا وسخر لكم السماوات والارض والاطعمة وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون. هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سبع سماوات وهو بكل شيء عليم. ثم بعد ذلك تأتي القصة التي التي نريد ان نقف معها الانسان مع الوحي. قصة ادم عليه السلام انسان خلقه الله تبارك وتعالى وامره ونهاه فالله سبحانه وتعالى امره ونهاه ارشده لما فيه خيره. وبين له طريق الهدى طريق السعادة. وبين له عدوه ابليس ثم جاء الابتلاء بشيء تهواه النفس في مقابل الوحي. كيف يتصرف الانسان هذه هي قصة الحياة. قصة الحياة هي قصة الابتلاء. ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وعهد اليه عهدا. الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين. وان اعبدوني هذا صراط مستقيم. ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون. قصة الانسان هي قصة قصة ادم عليه السلام كثيرا ما يذكرنا الله تبارك وتعالى بهذه القصة لما فيها من العبر والاحكام ما ينبه الله تبارك وتعالى يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ايات كثيرة جدا يذكرنا الله تبارك وتعالى بقصة ابينا ادم عليه السلام وكيف وسوس اليه الشيطان كيف زين له الباطل المنكر كيف سمى له شجرة المعصية شجرة الخلد. كيف لبس له ثوب الناصح الامين فدلاهما بغرور. وهذا ما نقف معه ان شاء الله تبارك وتعالى في الحلقة القادمة من حلقات الحياة مع القرآن. قصة ادم عليه السلام مع الوحي. قصة انساني مع الوحي. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحبب الينا الايمان وان يزينه في قلوبنا. وان يكره الينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته