بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم لك الحمد حمدأ كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله ولك الثناء كله ولك المجد كله لا اله لنا الا انت ولا رب لنا سواك روى الامام البخاري في صحيحه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن ومما نسعد به ونشرف ان نكون مع اهل القرآن ايها الاحبة الكرام هذا اللقاء ليس لقاء تعليمية ليس لقاء تربويا وليس لقاء توجيهيا انما هو لقاء احبة ولقاء اخوة ولقاء تذكير نتذاكر واياكم فانه كما قال ربنا جل في علاه وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فنحن دائما بحاجة الى من يذكرنا بحاجة الى ان نجلس فيما بيننا ونتذاكر ومن ضرورة ذلك ان يذكرنا احدنا ولهذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اجتمع بيت ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله جل وعلا يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا غشيتهم الرحمة الملائكة ونزلت عين السكينة وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده هذه فضيلة من هذه الفضائل الكثيرة التي يحوزها اهل القرآن ايها الاحبة في الله الاحبة المنظمون ان يكون موضوع اللقاء يتعلق باثر القرآن الكريم على القلوب وهذا الموضوع في حد ذاته هو القرآن كله لان القرآن هدى وانما يكون الهدى للقلب القرآن كله هدى للقلب من اين اتيته فهو نور اين اتيته فهو هدى من اين اتيته فهو دلالة اين قرأته فهو ارشاد لكن لا بأس ان نحدد بعض المحددات التي ينبغي ان ننطلق منها نبدأ اولا بذكر بركة بركة القرآن هذا القرآن بركة كله من اوله الى اخره ولذلك سمى الله سماه الله عز وجل مبارك جعله بركة وجعل اياته بركة فهو كله بركة وذلك لان الله جل وعلا هو الذي يبارك في الاشياء وهذا كلامه جل في علاه فهو بركة على من قرأه وبركة على من تعلم وبركة على من علمه وبركة على من عمل به وبركة على من دعا اليه وان من اولى ما ينبغي لحملة كتاب الله عز وجل نقاط نحب ان نقف معها النقطة الاولى مما يتعلق لاصلاح هذه القلوب من كتاب الله عز وجل وهي كثرة تلاوة كتاب الله وكثرة النظر في كتاب الله جل وعلا وكلما اكثرت من النظر في كتاب الله ومن قراءة كتاب الله عز وجل ومن تلاوته وهو في حقيقته نور وهداية لك ولهذا يقول الله جل في علاه الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب واعظم ذكر الله عز وجل هو كتابه جل في علاه. وذكر الله يشمل الذكر والذكر باللسان والذكر ايضا بالعمل قال جماعة من السلف يروى عن جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعمر بن الخطاب ويروى عن جماعة من التابعين كسعيد ابن سعيد بن جبير ويذكر عن غيرهم رظي الله عنا وعنهم اجمعين ان كل عامل بكتاب الله عز وجل وبطاعة الله فهو ذاكر لله جل وعلا فمن بر والديه وذاكر لله جل وعلا ومن كان يدعو الى الله فهو ذاكر لله جل وعلا بلها من يصلي وهو ذاكر الله عز وجل بقوله وفعله وقلبه وكل من كان في طاعة الله فهو ذاكر لله جل وعلا. واعظم الناس اجرا واعظمهم ثوابا هم المكثرون لذكر الله جل وعلا ولذا قال تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات مع ما قبلها قال اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما قال ابن عباس رضي الله عنهما ما امر الله بامر الا حد له حدا الا امرا واحدا اتدرون ما هو قال ذكر الله جل وعلا فانه امر به ولم يحد له حدا بقرابة خمسة عشر اية من كتاب الله جل وعلا يأمر الله تعالى بكثرة الذكر يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ثم قال وسبحوه وهذا من الذكر. بكرة واصيلا وهنا نلاحظ ان النداء ابتدأ اشرف النداءات واجمل النداءات في القرآن وهو النداء الذي يقول عنه عبد الله ابن مسعود كما ذكر الدارمي في مسنده باسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال اذا سمعت الله جل وعلا يقول في كتابه يا ايها الذين امنوا فانه خير تؤمر به او شر تنهى عنه وذلك لان هذه اللفظة يا ايها الذين امنوا هي نداء خاص نداء خاص للمؤمنين ليست مثلي ايها الناس يشمل المؤمن وغير المؤمن الذين امنوا خاص بخلاصة اتباع القرآن واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا اهتم جماعة من العلماء بهذه الكلمة في القرآن الكريم وكتبوا فيها مؤلفات خاصة في هذه الايات التي بدأت بهذا النداء اكثر من ثلاثة كتب من اشهرها كتاب نداءات القرآن لاهل الايمان ابي بكر جابر الجزائري رحمه الله تعالى مجلد كبير يفسر هذه الايات ويقف معها وقفات ورأيت فيها كتابا في اربع مجلدات في احد العلماء المصريين وفيها كتاب اخر في جزء متوسط قد بلغت تسعة وثمانين نداء هنا يأمر الله بالاكثار من الذكر واعظم الذكر واجله القرآن ولذلك هو روضة المؤمن فينبغي على اهل القرآن كما انهم يشعرون بما هم فيه من الخير وما هم فيه ايضا من النعمة لتلاوة كتاب الله عز وجل والاستمرار على التلاوة لا ينسوا تلاميذهم لا ينسوا من حولهم من الناس وهذه النقطة الثانية وهي الدعوة الى القرآن الدعوة الى العمل بالقرآن والدعوة الى تلاوة القرآن وهذي ستجد ثمرتها في حياتك ستجده ايضا بعد مماتك بقدر ما علمت من كتاب الله جل وعلا وبقدر ما دعوت الى كتاب الله جل وعلا وبقدر ما ارشدت الى كل شيء يتعلق بكتاب الله عز وجل ترتفع مكانتك عند الله جل في علاه وانما اتى النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى كتاب الله جل وعلا. قال تعالى انذركم به ومن بلغ مديرة بالقرآن وهكذا من بلغه القرآن ولذلك كل من بلغه القرآن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة ولهذا فينبغي على حملة القرآن ان يجتهدوا كثيرا بالدعوة الى القرآن الدعوة الى القرآن قراءة دعوة الى القرآن عملا وسلوكا دعوة الى القرآن تدبرا الدعوة الى القرآن في اعمالهم ان كثيرا من الناس انما تؤثر فيهم الاعمال ولذلك قال الله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله لما تقاعس بعض الصحابة عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المعارك نزلت هذه الاية كي يعتسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده ونزلت هذه الاية عامة وان كان سببها خاصا لكي يكون فعلا هو قدوتهم عليه الصلاة ولهذا كان هو المقدم دائما وهو الثابت دائما عليه الصلاة والسلام ولهذا نعلم دائما انفسنا ونعلم الاخرين الاقتداء برسول الله عليه الصلاة وهذا مما نأخذه من كتاب الله جل وعلا النقطة الثالثة العمل بكتاب الله جل وعلا وكان ينبغي ان نقدمها على قضية الدعوة لكنها سبب سياق الكلام ام بدأت بذكر الدعوة الى كتاب الله جل وعلا العمل بكتاب الله جل وعلا واعظم ما يرشد القلب الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب وهكذا في كتابه اغاثة اللهفان وغيره من العلماء ذكروا ان القلوب ثلاثة اقسام او ثلاثة انواع وبعض العلماء يجعل القلوب ياسمين لكن الاشهر في تقسيم القلوب انها على ثلاثة اقسام القسم الاول القلب السليم والقلب الحي والقلب المطمئن. القلب المخبت كما جاءت اسماؤه في القرآن الكريم كما قال تعالى الا من اتى الله بقلب سليم قال ابن القيم وغيره القلب السليم هو القلب الذي سلم من كل شهوة تعارض امر الله عز وجل او شهوة او شبهة تعارض خبره وهو سليم في تسليمه لكتاب الله عز وجل وهو سليم في اتباعه لكتاب الله عز وجل وهو سليم في العمل بكتاب الله عز وجل ولهذا ايضا مما يرشدنا اليه كتاب ربنا جل في علاه الطاعة المطلقة ما امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا وقول امر نكرة العموم اي امر ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ما في اي خيار لك ما دام الامر ثبت في كتاب الله وثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس للمؤمن حق من يختار انه قد سلم امره بشريعة الله عز وجل والمقصود الامر الواضح البين اما الاجتهادات فهذه قابلة للاخذ والعطاء والمناقشة والحوار وانما يسلم في مجملها العلماء الشريعة والا فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر دل على ان المجتهد قد يصيب وقد يخطئ اما النص الواضح من كتاب الله عز وجل ولا يمكن ان يتطرق اليه خطأ ولا يمكن ان يتطرق اليه الشك ولهذا المؤمن الحق هو الذي يسلم لذلك النقطة الرابعة مما يجعل القلب متعلقا لله عز وجل عفوا قبل ان نأتي النقطة الرابعة النوع الثاني من أنواع القلوب هو القلب الذي فيه مرض اي مرض هو قلب مؤمن ولكن يعتريه بعض الامراض والامراض في الجملة تنقسم الى قسمين. امراض الشهوات امراض الشبهات قال تعالى فيطمع الذي في قلبه مرض فهذا الذي في قلبه مرض لم نسلم في الحقيقة الكتاب ولم يسلم للسنة تجد دائما طبعا يكون على دركات لكنه يحصل له شبهات تتعلق بالكتاب شبهات تتعلق بالسنة فقلبه مريض عنده شهوات تعارض امر الله شهوات تعارض امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس قلبا سليما مسلما لما جاء في الكتاب والسنة اللطائف ما ذكره ابن القيم عن نفسه مع شيخه احمد ابن تيمية رحمه الله رحم الله الجميع ورحمنا واياهم يقول كنت اتي لشيخ الاسلام ابن تيمية واسأله عن الشبهات التي تعرض علي قال فلما اكثرت عليه قال لي لا يكن قلبك مثل الاسفنجة قابل لكل شبهة السنجة تقبل ما يأتي اليها ولا تخرجه تماما حتى لو نظفتها تبقى فيها بعض الاوساخ وبعض الاقذار وبعض الرواسب يصعب انها تنظف تنظف نظافة تامة قال وليكن قلبك مثل المرآة الثقيلة تمر عليه الشبهات ولا تقف عندها وتنظفها ويسترعان ما تنظف وتعود احسن مما كانت وهكذا ينبغي ان يكون قلب المؤمن مثل المرآة الثقيلة التي تنظف باستمرار روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في هذا الباب في اسناده ضعف ولكن العلماء يقولون معناه صحيح وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديث قالوا وما جلاؤها يا رسول الله؟ وما جلاؤها يا رسول الله قال قراءة القرآن وفي لفظ قراءة القرآن والاستغفار رواه البيهقي ولذلك هذه القلوب التي فيها هذا المرض اذا سلمت لكتاب الله عز وجل او قرأت كتاب الله بالتدبر وقرأته بالتأمل جلى عنها ذلك الصدأ يومنا هذا اكثر اللي يدخلون الاسلام الان قد يكون القرآن هو دليله كانوا قديما يدخلون بالقرآن ويدخلون باخلاقنا ويدخلون بالجهاد ويدخلون بطرق كثيرة اليوم كثير من احوالنا لا تسر الناظرين كثير ولا اقول كل ولا اكثر لكن كثير من احوالنا لا ديننا قال بعض من اسلم الحمدلله الذي عرفت الاسلام قبل ان اعرف المسلمين قرأ القرآن وتعلم الاسلام فاسلم فلما رأى واقع المسلمين ورأى كثيرا من هذا البعد عن الكتاب وعن الاسلام الصحيح الحمد لله الذي عرفت الاسلام قبل ان اعرف وقفت يوما مع رجل ندعوه الى الاسلام حاولت اني اقنعه ويتأبى عليه فسألته قلت له لماذا يرفض الاسلام وبدأ يعدد لي مثالبنا هل انتم وكله بصدق يعني اقر له بما قال سألته قلت يعني كل الناس هكذا تقابلهم من المسلمين قلت طيب مثلا الحين انا الان تعاملت معك هل وجدت معي ما وجدته مع الاخرين بالعكس انت اذا الناس ليسوا سواء وهؤلاء الذين اذوك واضروا بك واخذوا مالك وعدوك فاخلفوا هادو لا يمثلون الاسلام ولكن الاسلام مثل ما انتوا عندكم النصرانية في من يمثل النصرانية ثم اذا يمثل المقصد بعد حوار اقتنع فعلا لان الاسلام شيء وان المسلمين شيء ايش شيء اخر اسلم بحمد الله عز وجل لكنه قد صده عن الاسلام فئة كثيرة من المسلمين لا تعمل بالكتاب ولا تعمل بالسنة النوع الثالث من انواع القلوب هو القلب الميت القلب الاعمى القلب المنكوس جاء في حديث حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فاي قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء واي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على نوعين او على قلبين قلب اسود كالكوز مجخيا منكوسا الكوب المنكوش قال لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه وقلب ابيض كالصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض كلا بل ران على نرجع الى بقية النقاط التي بدأناها ووقفنا عند النقطة الرابعة وهي تدبر القرآن الكريم تأمل معانيه ومن اعظم ما يؤثر في القلب النظر التدبر في كتاب الله جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ليدبروا اياته من اعظم ما يحيي القلب التدبر في كتاب الله عز وجل يتيسر لك ان تتدبر دائما فاجعل لك على الاقل جزء من قراءتك قراءة للتدبر حتى لا تفقد التدبر دائما اخر نقطة نذكرها في هذه النقاط التي بها ان شاء الله تعالى حياة القلب وسعادته فيما يتعلق بكتاب الله جل وعلا ان يحرص المسلم الاستشفاء بكتاب الله عز وجل كثيرون منا اليوم لا يكاد يستشفون بالقرآن مع ان الله عز وجل يقول في كتابه الكريم وننزل من القرآن ما وشفاء ورحمة القرآن شفاء يقول العلماء هو شفاء للامراض المعنوية وللامراض الحسية ولهذا عود نفسك دائما على الرقية بالقرآن الرقية بالاحاديث الصحيحة عود نفسك ان ترقي زوجتك ان ترقي اولادك بالقرآن وبالاحاديث الصحيحة. قال عليه الصلاة والسلام في الفاتحة وما ادراك انها رقية سمع سورة الشفاء اقرأها كررها ما تيسر ان تكررها فلا بد من تعويد النفس على التعلق بالقرآن حتى في الامراض البدنية اذا شعرت بالم جاء في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا شعر احدكم بشيء في بدنه فليضع يمينه على ما يجد ثم ليقل بسم الله ثلاثا ثم ليقل اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر سبع مرات وهذا الحديث صحيح من اعظم ما يتداوى به مع التداوي بكتاب الله جل وعلا ولذلك ينبغي نشر يعني العمل في التشافي والتداوي بالقرآن الكريم على مستوى الاسرة على مستوى تلاميذ والطلاب على مستوى الاصدقاء والاخوة على مستوى المجتمعات التي نتعايش معها واذا جاءك من يريد الرقية ارشدوا ان يرقي نفسه ولا بأس ان ترقيه ايضا فاولى الناس بان يرقوا الناس هم حملة القرآن قال عليه الصلاة والسلام من استطاع ان ينفع اخاه فليفعل وسألوه عن الرقى فقال لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا فلذلك ينبغي ان نحيي هذه الشعيرة وهذه السنة التي لربما تغافل عنها كثير من الناس وهي نافعة باذن الله عز وجل وبقدر ايقانك وايمانك بنفعها تكون باذن الله كثيرة النفع لا تقرأ للتجربة وربما ويحتمل بل اقرأ وارق وانت متيقن وانت جازم ان الله سينفع بهذه الرقية نفسك او اهل بيتك او الاخرين او من ترشده اكتفي بهذا القدر ان كنت كما قلت قبل هذا الموضوع يعني موضوع طويل ولكن انا اخترت مجموعة نقاط اتحدث فيها واسأل الله ان ينفع بها واختم بقول الله جل وعلا في قصة عيسى عليه السلام وجعلني مباركا اينما كنتم يا حامل القرآن كن مباركا اينما اجتهد ان تكون مباركا اينما كنت لكل مجلس بكل سوق موضع تذهب اليه اجتهد ان تكون مباركا وبركتك بما تحمله من العلم بين جوانحك بما تربيه من التلاميذ والطلاب على العمل بالقرآن والدعوة اليه والعمل به قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا القرآن حقيقة اعظم مرشد للعبد المؤمن ولذلك ينبغي ان يكون ان يكون حامل القرآن دائما داعيا الى الله جل وعلا وداعيا اجعلوا يا حملة القرآن حياتكم دعوة لله جل وعلا الدعوة الى الله ليست موقف من المواقف وليست محاضرة وليست درسا وليست موعظة ليست خطبة جمعة الدعوة الاكبر من هذا كله الدعوة الى الله هي حياة كاملة حياة كاملة اجعل من نفسك ما استطعت طبعا لا يستطيع الانسان ان دائما يكون مئة في المئة لكن اياك ان تجعل الدعوة الى الله وانت حامل القرآن هي مواقف تقفها فقط لاجعل القرآن والدعوة الى القرآن والدعوة الى الله حياة متكاملة وين ما رحت دخلت البقالة انت قرآن يمشي على الارض اتيت الى الشقق المفروشة تكون قرآن يمشي على الارض اتيت الى الفندق ودخلت تستأجر انت قرآني باخلاقك بسلوكك كلامك الطيب اجعل الناس يتأثرون بك. يقول هذا الرجل مختلف عن غيره كلامه جميل هذا سلوكه مختلف عن الناس اجعلهم يجعلونك قدوة واياك ان يجعلوك بضد ذلك تصوروا ان قارئ القرآن سيء الاخلاق الطباع في تصرفاته سيء في اعماله يقول ابن مبارك رحمه الله يعجبني من القراء كل بسام ضحوك ولا يعجبني من القراء من اذا رأيته وجدته عابسا كأنما يمن عليك اجعل البسمة دائما لا تفارقك ما استطعت درب نفسك على التبسم كما هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم البجلي رضي الله عنه ما رآني النبي صلى الله عليه وسلم الا تبسم في وجهي وفي مسند احمد باسناد فيه ضعف يسير قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بساما ضحوكا والاحاديث في تبسمه صلى الله عليه وسلم وفي ضحكه كثيرة جدا وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه اسأل الله عز وجل ان يبارك لنا ولكم في القرآن العظيم ويجعلنا واياكم من حملة القرآن العاملين به والداعين اليه اشكر لكم معشر الفضلاء معشر المشائخ معشر الدعاة هذا الحضور وهذا اللقاء الطيب المبارك اشكر اخوتي منظمين فيصل الخالدي جزاه الله خير فرصة واجتهاده في اقامة هذه اللقاءات الطيبة اسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله اجمعين نواصل مدارسنا فمن كان به استفسار تساؤلا مكاتبة او مشافهة فليطرحه اذا ان هذه اللقاءات تعزز وتجيب على الممارسات في الجانب القرآني. ساعيا في تطوير مهاراتها والاجابة على مشكلاتها الباب مفتوح للجنة انت ذكرت التدبر بالقرآن فاذا كان كتاب او كتب تنصحنا فيها يعني بحيث انها تكون حتى سهلة وسلسة يتعلق بالكتب في تدبر القرآن فبحمد الله الان يعني كتب كثيرة جدا ومنها طبعا ماجستير للدكتور عبد اللطيف سيدة لطيفة في تأصيل المسألة وكل ما يتعلق بها مطبوعة كتابات صدرت من مركز تدبر مركز دراسات التفسير جيدة. كتابات لغيره مجموعة من ايضا الباحثين كلها كتب سهلة يعني لكن كدراسة بحثية كتاب آآ جزاكم الله خير يا شيخ. حياك تسرع الحفز بكسرة ولا قلة الحفز مع التدبر؟ هل هو افضل يعني نحفظ كتير نحفز قليل ونفهم اللي بنحفزه وفيه طبعا يمكن مقولة ان الحفز مع التدبر تفسير يبقى اسهل كتير ما اعرفش رأي فضيلتهم ايه يعني هو يختلف هذا طبعا انتم اعرف مني بهذا انتم ممارسون مع الطلبة لكن انا الذي يظهر لي وحسب ما يسألني كثير من الاخوان افرق بين الصغير والكبير اذا جاء الطالب صغيرا يحفظ القرآن هذا لا يتيسر منه الا ان يحفظ حتى هو لا يكاد يفهم المعاني يتدبر المعاني يكون الحفظ مجرد له كما هو مشاهد الابتدائي في المتوسط الحفظ عليهم اسهل لكن اذا جاء الشخص كبيرا يكون مناسب له ان يحفظ مع الفهم. فيكون ايسر له ان يجمع بين الحفظ والفهم. ومع ذلك يختلف حتى الكبار بعض الكبار يكون عندك قدرة على الحفظ فاهم او لم يفهم اذكر من اللطائف التي مرت بي كان عندنا رجل يعمل في دكان من جنسية الباكستانية كلما دخلت عليه وجدته يقرأ القرآن حفظا متقنا فسألته فيكم تختم؟ قال انا يوميا اختم والقرآن سهل علي حفظه مبكرا فلامه بعض الاخوة بعض الناس وقالوا قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من ان تختم في اقل من ثلاث كما في حديث عبد الله بن عمرو فلقيته يوما عند استاذه عند شيخنا ومعلمنا الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم وقد اتيته سلموا عليه سلام العيد فرأيت هذا الشخص بعد مدة طويلة لم اره فيها سلمت عليه فقلت ما اخبار؟ قال قلت ما اخبار ختمك للقرآن والان يقول هذا وجه الله والان سألت شيخنا عبد العزيز وقلت له الناس يلومونني على ان اختم القرآن كل يوم وانا رجل اعجمي لا اعي ولا افهم القرآن انا احفظ بس بس ما افهم معاني ويقول اني لازم تتدبر انا لا افهم انا اقرأه ولكني لا افهمه المقصود انه يختلف هذا باختلاف احوال الناس قد يكون الكبير الكبير ايسر له ايضا ان يحفظ هناك من اذا تفرغ للقرآن احفظه في شهرين احفظه في شهر في ثلاثة اشهر هذا كله احفظ احفظ ولا تضيع عليك الفرصة ودائما لا تثبط احدا عن فعل الخيرات الا اذا تيقنت او غلب على ظنك انه يتضرر بذلك ان تثبطه فيقع تثبيطك انه يترك الفعل الى غير بدن يا ريته لو لو انه خفف من حفظه صار يتدبر ويعرف التفسير. لا قد يخفف الى لا شيء هو كان يحفظ كل يوم ثلاث ساعات اربع ساعات ويجتهد ثم تقول خفف حتى فيبقى يحفظ ساعة والثلاث ساعات ضايعة يذهب يمين يسار اذا اردت ان تنصح احد ايضا ان تعرف كيف تنصحه ومن هو الشخص هذا؟ وماذا يصنع بهذه النصيحة؟ قد تكون هذه النصيحة سبب في ان تجعله يتردى في الخير الذي هو مقبل عليه عموما هذا يختلف الاولى بالناصح الا يستعجل في النصيحة حتى يعرف حقيقة المنصوح اما القراءة السريعة فيؤجر عليها الانسان لانه عموم الحديث المعروف حديث ابن مسعود رضي الله من قرأ حرفا من كتاب الله عز وجل فله بكل حرف عشر حسنات لا اقول الف لام ميم حرف لكن الف حرف ولام حرف العلماء يقولون مجرد قراءة عقلت او لم تعقل فهمت او لم تفهم تدبرت او لم تتدبر فانت مأجور لكن لا ينبغي ان تصل القراءة السريعة الى تدخل الكلمات تأكل الحروف الذي قد يعثم الانسان عليها ولذلك نهى عنها ابن مسعود قال اهذا كهد الشعر كما في الصحيح فلا ينبغي للانسان ان يصل يعني يسألني بعض الاخوة انتشرت وانتم انكم تعرفون هذا اكثر مني قراءات سريعة جدا عرظها لي بعظ الاخوة الحقيقة لا يجوز ان يقرأ القرآن بهذه الطريقة هي تدخل فيها الكلمات والحروف لا يكاد يفهم الانسان ماذا يقرأ هذا لا ينبغي ان الحذر اللي ذكره علماء التجويد لا يصل الى هذا انما هي قراءة واضحة فيها اخراج للحروف من مخارجها مع شيء من الترتيب متمكن لكن لا تكون قراءة الترتيل او التحقيق او ما اشبه ذلك اما ما يتعلق بالتدبر التدبر حقيقة هو مثل ما قال الله عز وجل ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد انت اما ان تقرأ القرآن يكون قلبك حاضر واما ان تسمع القرآن فيكون سمعك مع قلبك حاضر. حاضران فهذه هي الطريقة الاساسية لتدبر القرآن لا يلزم ان تفهم التفسير كله لان القرآن اكثره يفهمه العربي بلغته العربية المعتادة العرب الكلمات الغريبة في القرآن او التي اصبحت غريبة هي ليست بالكثيرة ولكن انت تفهم عامة القرآن بمجرد ان تنظر اليه بمجرد انك تستحضر قلبك اثناء القراءة. واذا رفعت صوتك تستحضر ايضا السمع يعني اذا تواطأ القلب مع السمع يكون اقوى كما قال الله عز وجل ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا. هذا هو الخلاصة كما اردت ان تكون خلاصة ابدا اقرأ القرآن وانت تتأمل في القرآن وتجد انه يلين قلبك باذن الله عز وجل لكن خلك مع القرآن يعني لا تقرأ القرآن بقلب غافل له يقرأ القرآن وقلبه غافل ما يكاد يخشع معه ولا يلين قلبه ومن قرأه وهو ينظر فيه ويتأمل فيه حتى لو لم يفهمه القرآن لاحفرت قلبك وان لم احيانا يقرأ الانسان ايات الحيض وايات الطهارة يبكي منها القرآن في حد ذاته تجده يلين القلب يلين الحجر ولذلك مجرد انك بس تستحضر القلب. مشكلة كثير منا عندما يقرأ ما يستحضر قلبه يقرأ قراءة بلسانه فحسب لو روض الواحد منا نفسه على هذا لتروظت مثل ما جاء في حديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخير عادة والشاب نجاجة رواه ابن ماجه الله اعلم