شهر رمضان الذي فيه القرآن هدى للناس بسم الله الرحمن الرحيم. الدرس الاول استقبال شهر رمضان الحمد لله هل علينا شهر الصيام والصلاة والسلام على خير الانام نبينا محمد خير من صام وقام وعلى اله وصحبه لطهار الابرار. اما بعد فقد حل علينا ضيف كريم وموسم من مواسم التجارة مع الله عز وجل بالاعمال الصالحة. شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فيه تضاعف حسنات وترفع الدرجات وتكفر الخطايا والسيئات. وتغفر الزلات وتعتق الرقاب من النار. ومن الله عز وجل على العبد ان بلغه هذا الشهر الكريم. هذه النعمة حرمها اناس انقضت اجالهم وانتقلوا بالموت من دار العمل الى دار الجزاء والحساب. ومن عالم الدنيا الى عالم الاخرة. فكم من اس صاموا معنا شهر رمضان من العام الماضي. ولم يدركوا شهر رمضان هذا العام فهم الان في قبورهم تهانون باعمالهم ايها الاخوة بالامس القريب كنا نستقبل شهر رمضان من العام الماضي وحل شهر رمضان ومضت تلك الايام والليالي وها نحن نستقبل شهر رمضان من هذا العام. وسبحان والله ما اسرع مرور الليالي والايام. وهكذا يتصرم العمر تمر ايام وليالي سريرة وتمضي جميعا. ولابد في النهاية من التوقف للقاء الله عز وجل. يا ايها انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. ان شهر رمضان فرصة عظيمة للتوبة والانابة وفرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتدارك ما تبقى من العمر والتزود بزاد التقوى فليحرص المسلم على الاهتمام بتنظيم وقته في هذا الشهر. وليحرص على مشاركة نفسه على الا يمر عليه يوم من ايام هذا الشهر ولياليه الا وقد تزود فيه بزاد التقوى. وقدم اعمالا صالحة ترتبط بها يوم يلقى ربه. وليقدر بانه ربما يكون هذا هو اخر رمضان يصومه مع ثم ليحرص المسلم على التخفف من اشغال الدنيا في هذا الشهر المبارك. فان اشغال الدنيا لا تنقضي وذلك لاجل ان يمنح مزيدا من الوقت للعبادة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل شهر رمضان يتضاعف وجوده كان اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان. فينبغي لك اخي المسلم مع دخول هذا الشهر الكريم ان يزيد نشاطك في العبادة وفي الطاعة وفي الاعمال الصالحة. وان تكون حالك في رمضان خيرا من حالك قبل رمضان ان شهر رمضان مدرسة تربوية للمسلم يتربى فيها على كريم الخصال وعلى البعد عن المعاصي وعن رذاذ الاعمال يقول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه. وقول الزور يشمل المعاصي القولية. والعمل به يشمل المعاصي الفعلية. ومعنى هذا الحديث فمن لم يتأدب باداب الصيام وكثر منه وقوع المعاصي القولية او الفعلية ولم يحترم الصوم فانه قد للمرحلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. وهي انه لا يؤجر ولا يثاب على صيامه هذا وان كانت تحصل به براءة الذمة بسبب عدم احترامه للصيام وتجرؤه على الوقوع في المعاصي وهو صائم فعلى المسلم ان يتأدب باداب الصيام وان يجتنب المعاصي عموما في كل وقت. ويتأكد ذلك اثناء الصيام بهذا فان الصوم يحقق هذا المعنى التربوي للمسلم. وهو انه يتربى على ترك المعاصي وعلى فعل الطاعات فيما مدرسة الصوم وشهر رمضان فرصة لان يتفقد المسلم نفسه ويحاسبها عما مضى من العمر. ويتدارك ما ما تبقى كما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما اخي المسلم احرص مع بداية هذا الشهر على ان تتخذ قرارا حاسما مع نفسك بان تتزود بالطاعات فان مثل هذا القرار يعين الانسان على فعل الطاعات. وهو العزيمة على الرشد التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها فمثلا مع بداية شهر رمضان تتخذ قرارا بان تصلي صلاة التراويح كلها مع الامام جميع ليالي الشهر وتتخذ قرارا بان تختم القرآن مرة او عدة مرات في هذا الشهر. وهكذا فان المسلم بهذا التخطيط وبهذه هزيمة ماء ينقضي شهر رمضان الا وقد تزود باعمال صالحة عظيمة. يغتبط بها يوم يلقى ربه لا بأس ان يهنئ المسلم اخاه المسلم بشهر رمضان. فان التهنئة من العادات والاصل في العادات الحل والاباحة. ثم ان مسلمة يهنئ بما يسره. ولا شك ان المسلم يسر ويغتبط بنعمة الله عليه ببلوغ هذا الشهر المبارك اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه. على الوجه الذي يرضيك. ووفقنا فيه لما تحب وترضى من الاقوال الاعمال صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم