قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس انما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وانما يخشى الله من عباده العلماء اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية تقدم مجالس الفقه برنامج حواري يناقش فيه الموضوعات الفقهية باسلوب سهل ميسر برفقة ثلة من اهل العلم المتخصصين في الفقه مجالس الفقه تنفيذ محمد ابن سعد الفرشان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله ايها الاخوة المستمعون والمستمعات في برنامجكم مجالس الفقه مجالس الفقه برنامج يذاع عبر اثير اذاعة القرآن الكريم نتدارس فيه شيئا من المسائل الفقهية والنوازل المعاصرة التي يكثر السؤال عنها ويحتاج الى معرفتها المسلم يصحبنا في هذا البرنامج فضيلة شيخنا الاستاذ الدكتور سعد ابن تركي الخثلان استاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية. والمدرس في الحرمين الشريفين فباسمي وباسمكم جميعا نرحب هنا فمرحبا بكم. حياكم الله وبارك فيكم وحيا الله الاخوة المستمعين. احسن الله اليكم شيخنا في حلقات ماظيات كان الحديث متصلا الاحكام والمسائل الفقهية المتعلقة بالصيام ولعلنا في هذه الحلقة اه نكمل الحديث في هذا الباب اه بالحديث عن اه قضاء اه رمضان اه اولا اه ما حكم القضاء وما حكم التتابع آآ فيه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اما بعد قضاء رمضان قد نص الله تعالى عليه في كتابه الكريم في موضعين في سورة البقرة وقال فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر قال في الاية الاخرى فمن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر من فاته ايام من رمضان وجب عليه ان يقضيها بعد رمضان ويسن القضاء على الفور فمن كان عليه ايام افطرها من نهار رمضان فيسن له المبادرة الى قضائها على الفور بعد العيد مباشرة لان هذا اسرع في ابراء الذمة واحوط للانسان ان الانسان لا يدري ما يعرض له وله ان يؤخر القضاء الى اخر شعبان. جميل. لكن ان بقي من شعبان بقدر ما عليه يجب عليه القضاء اذا كان عليه مثلا سبعة ايام فيجب عليه ان يقضي قبل رمظان بسبعة ايام. هنا يكون القضاء واجبا في هذا الوقت ويدل لذلك قول عائشة رضي الله عنها كان يكون علي الصوم من رمضان ما استطيع ان اقضيه الا في شعبان. اخرجه البخاري ومسلم وجاء في رواية الشغل بالنبي صلى الله عليه وسلم يعني السبب انها كانت منشغلة بالنبي صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم. اه هنا اه هل يشترط التتابع في قضاء رمضان اوله ان يقضي هذه الايام متفرقة. اه التتابع في القضاء ليس واجبا وانما هو مستحب لهذا قال الموفق ابن قدامة رحمه الله لا نعلم بين اهل العلم خلافا في استحباب التتابع في قضاء رمضان الافضل ان يكون القضاء متتابعا والا يكون متفرقا لانه اشبه بالاداء ولان في هذا خروجا من خلاف من اوجب التتابع وان كان قول اكثر اهل العلم وهو القول الراجح انه لا يجب القضاء متتابعا وانما يستحب احسن الله اليكم وشكر الله لكم. ايضا شيخنا من المسائل المتعلقة بالقضاء اه هل يجوز للمسلم ان يصوم صوما تطوعا او مستحبا وعليه شيء من ايام الصيام الواجب في قضاء رمضان هذه المسألة محل خلاف بين الفقهاء منهم من ذهب الى انه ليس للمسلم ان يتطوع بالصيام وعليه قضاء صوم يوم وعليه قضاء صوم واجب ان فعل لم يصح تطوعه هذا هو المشهور من مذهب الحنابلة استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم اقضوا الله فالله احق بالوفاء متفق عليه قالوا وبناء على ذلك ليس له ان يتطوع بصيام الست من شوال وعليه قضاء ليس له ان يتطوع بصيام عرفة وعليه قضاء وليس له ان يصوم مثلا الاثنين والخميس وعليه قضا هذا هو القول الاول في المسألة والقول الثاني وهو قول جماهير الفقهاء انه يجوز له ان يتطوع بالصوم قبل القضاء. ما لم يظق الوقت واستدلوا بعموم قول الله عز وجل فعدة من ايام اخر قالوا فدلت الاية على ان القضاء على التراخي. لان الله قال فعدة من ايام اخر ولم يشترط الله عز وجل ان يكون ذلك على الفور انما دلت الاية على انه على التراخي. وبناء على ذلك يجوز التطوع قبل القضاء لحديث عائشة السابق كان يكون علي الصوم من رمضان ما استطيع ان اقضي الا في شعبان يعني يبعد ان عائشة لم تكن تصوم لم تكن تصوم آآ ايام تطوع ما بين شوال الى شعبان هذا بعيد. نعم. وايضا قياسا على جواز التنفل قبل صلاة الفريضة مع ساعة الوقت هذا بالاجماع هكذا ايضا اذا تطوع بالصوم قبل القضاء. وهذا القول الاخير وهو قول جمهور هو انه يجوز التطوع بالصيام قبل القضاء هذا هو القول الراجح وان كان الاولى بالمسلم ان يبادر بقضاء الصوم الواجب لكن من حيث الحكم القول الراجح انه يجوز بالتطوع بالصوم قبل الصيام الواجب احسن الله اليكم وشكر الله لكم. في هذه المسألة شيخنا بخصوصها آآ بعظهم يفعل طريقة لكن اريد ان نعرف الحكم الشرعي فيها هو انه يجمع بين النيتين فينتقي يوما من الايام المستحبة التي يستحب صيامها ويجعل نية الصيام لقضاء رمضان وادراكا لذلك اليوم الذي يستحب صومه. فهل مثل هذا الفعل مشروع نعم هذا لا بأس به لكن بشرط ان تكون النية للقضاء فمثلا بعظ النساء يكون عليهن ايام من رمظان فاذا دخل دخل شهر ذي الحجة صمنا التسعة الايام الاولى وتنوي انها تقضي بذلك الصوم الواجب عليها هذا لا بأس به. وقد روي هذا عن عمر رضي الله عنه وبذلك تنال اجر الصيام الواجب وتنال ايضا اجر صيام النافلة لانها شغلت هذا الوقت الفاضل بعبادة الصيام فمثلا لو لو يعني جعل الانسان الصيام الواجب في آآ تسعة من ذي الحجة مثلا قد شغل هذا الوقت الفاضل الذي ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام العشر. شغل هذا الوقت الفاضل بعبادة الصيام وان كان هو الصيام الواجب في حقه وبذلك يدرك آآ الفضل باذن الله عز وجل وهذه مسألة يغفل عنها كثير من الناس. بل ان بعض العامة تجد انه يتطوع ويتطوع لا وفي ذمته ايام لم لم يصمها بعض الناس مثلا يصوم الست من شوال ثم يصوم التسع الايام من ذي الحجة ثم يصوم عاشوراء ولم يبادر بقضاء الصوم الواجب عليه. نعم. هذا من قلة الفقه الذي ينبغي المبادرة بالصيام الواجب وابراء الذمة وان يقضي الانسان ما عليه ثم بعد ذلك يأتي النفل. واذا صادف ان آآ القظا وافق زمنا فاظلا. فهنا لا بأس ان يجعل القضاء في ذلك الزمن الفاضل ويرجى ان ينال آآ اجر صيام النافلة كذلك. احسن الله اليكم وشكر الله لكم. والكلام هنا سواء في النوافل التي ترتب عليها فضل خاص او ليست كذلك. يعني كمن يصوم القضاء في يوم عاشوراء او في يوم عرفة لغير الحاج نعم لان المقصود لان المقصود استيعاب هذا الزمن لعبادة الصيام. فسواء كان ذلك صيام نافلة او صيام آآ فريضة او صيام واجبة نعم احسن الله اليكم. مما يترتب ويتصل بهذه المسألة الا اذا كان صيام نذر اذا كان الصيام نذر فهنا لابد ان يفرده لكن ما عدا ذلك الامر واسع. جميل. احسن الله اليكم وشكر الله لكم. مما يتصل شيخنا بهذه المسألة آآ هي مسألة ويكثر الحقيقة السؤال عنها كثيرا اه حكم تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان وهل يترتب او يعني يحصل له بذلك الاجر الوارد في حديث انه كصيام الدهر سبق قبل قليل الاشارة لخلاف الفقهاء بحكم اه الابتداء صيام التطوع اه قبل الصيام الواجب وذكرنا ان الحنابلة يرون هذا لا يصح وان الجمهور يرون صحة ذلك على مذهب الحنابلة لا يصح تقديم الست من شوال على القضاء ولكن على قول الجمهور منهم من الجماهير من من من يرى آآ انه وان كان يصح تقديم التطوع على القظاء الا انه لو قدم صيام الست من شوال على القضاء فانه لا يحصل على الثواب المذكور في الحديث لقول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر لان قوله في الحديث من صام رمظان يدل على استكمال صيام الشهر ومن كان عليه قضاء لا يصدق عليه انه صام رمظان كاملا وانما صام بعضه. ولذلك يعني الست من شوال لها خصوصية في هذا من اراد ان ينال الثواب المرتب عليها فينبغي ان يبادر بالقضاء اولا ثم يصوم الست هذا هو القول الراجح والله اعلم انه لا يحصل على الثواب او على الثواب الكامل لصيام الست حتى يبادر اولا بصيام القضاء اختيار شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله ولذلك اقول من اراد ان يحصل على الثواب المذكور في الحديث من صام رمضان ثم اتباعه ست من شوال كان كصيام الدهر فعليه ان يبادر القضاء قبل صيام الست لكن لو انه صام الستة قبل القضاء لا نقول ان صيامه لا يصح. على القول الراجح وهو قول الجمهور ان صيامه صحيح لكن لا يحصل على الثواب المذكور في الحديث لكونه لم يصم رمظان كاملا وانما صام بعظه. جميل احسن الله اليكم وشكر الله لكم شيخنا هذا البيان والايضاح ونحن في هذا البرنامج مجالس الفقه نتدارس شيئا من المسائل والاحكام الفقهية والنوازل المعاصرة مع شيخنا الاستاذ الدكتور سعد بن تركي خفلان الحديث في هذه الحلقة متصل بي الصيام والاحكام الفقهية المتعلقة بهم شيخنا اه لعلي انتقل الى ما يتعلق صيام التطوع وبعض المسائل المرتبطة بذلك ان اذنتم فلو بينتم لنا ابتداء آآ فضل الصوم التطوع والاحاديث الواردة في ذلك عبادة الصيام سواء كان الصيام واجبا او تطوعا من افضل الاعمال الصالحة ويجزي الله تعالى على هذه العبادة جزاء خاصا من عنده كما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف قال الله الا الصوم انه لي وانا اجزي به تأمل قوله الا الصوم فانه لي وانا اجزي به لان الله تعالى يجزي الصوم بجزاء خاص من عنده جل وعلا وهذا بخلاف سائر الاعمال الصالحة فان جزاءها من باب الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة لكن عبادة الصوم يجزي الله تعالى عليها جزاء خاصا كما يقال العطية بقدر معطيها اذا كان المعطي كريما كانت العطية جزلة وعظيمة اوضح هذا بمثال وان معلما قال للمتفوقين من من طلابه لكم جوائز انت يا فلان لك جائزة كذا وانت كذا وانت كذا ثم قال ثم التفت الى احد طلابه المتفوقين قال اما انت يا فلان ولك جائزة خاصة عندي المتبادر ان هذه الجائزة الخاصة افضل من جوائز زملائه لانها جائزة خاصة. نعم. ليست كسائر الجوائز هكذا ايضا عبادة الصيام الاعمال الصالحة تضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة لكن عبادة الصوم يجزي الله تعالى عليها جزاء خاصا وهو سبحانه اكرم الاكرمين واجود الاجودين الظن ان هذا الجزاء سيكون عظيما وجزيلا. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي امامة عليك بالصوم فانه لا مثل له عليك بالصوم فانه لا مثل له. يعني في الاجر والثواب ولعل الحكمة في هذا والله اعلم ان الصوم يظهر فيه الاخلاص لله عز وجل لان الانسان يكون في المكان الخالي لا يراه احد وبامكانه ان يفطر لن يأتي احد طوال النهار يراقب هذا الانسان هل اكلوا وشرب ام لا يعني على الاقل حتى لو مثلا دخل آآ مكانا لا يكون فيه الا هو يعني دخل دورة مياه او دخل اي مكان ربما يستطيع ان ان يعني يشرب او او يأكل او يعني ان ان ان يأتي بشيء من المفطرات. لن يكون احد رقيبا عليه طوال النهار. فاذا ترك المفطر ابتغاء الاجر والثواب من الله عز وجل هذا دليل على اخلاصه وعلى صدقه مع ربه عز وجل. ولهذا كان الثواب عظيما والاجر جزيلا لا يختص بصيام الفريضة. وانما يشمل ايضا صيام النافلة. وان كان صيام الفريضة اعظم اجرا من صيام النافلة كما قال الله تعالى في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي باحب مما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي النوافل حتى احبه. وقد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل الله باعد الله تعالى وجهه عن النار سبعين خريفا. الله اكبر ثمان الصوم يجتمع فيه انواع الصبر ثلاثة الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله الصبر على طاعة الله في الصوم آآ ان المسلم يصبر على فعل هذه الطاعة ويؤديها واما الصبر عن المعصية لان الصائم يجتنب ما يحرم على الصائم واما الصبر على اقدار الله فالصبر على ما يتعرض له الصائم من الم الجوع والعطش والكسل والفتور وضعف النفس واحيانا ايضا الارتباك احيانا الذي يحصل له في الطعام والشراب والنوم ونحو ذلك. هذه تحتاج الى صبر الصوم يجمع هذه الانواع يجمع انواع الصبر الثلاثة ولهذا قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. ولهذا ينبغي ان يجعل المسلم له نصيبا من صيام التطوع بعد الصيام الواجب اجعل له نصيبا من صيام التطوع. يعني يصل مثلا يصوم ثلاثة ايام من الشهر او يصوم ايام البيض او يصوم يوم الاثنين او يومي الاثنين والخميس وهكذا ايضا الايام الفاضلة مثل صيام يوم عرفة وعاشوراء ونحو ذلك. المقصود ان المسلم ينبغي ان ان يعنى بعبادة الصوم فان اجرها عظيم وثوابها جزيل. وان يجعل له اه نصيبا اه من الوقت للصيام. يخصص اياما يصوم لله عز وجل فان هذا من الاعمال الصالحة العظيمة. عبادة الصوم تختص بخصيصة لا توجد في غيرها. جميل وهي ان الصائم يكون في عبادة من طلوع الفجر الى غروب الشمس. الله اكبر. في عبادة من طلوع الفجر الى غروب الشمس هذا لا نظير له هذا يدل على ان الفضل العظيم لهذه اه العبادة. فعلى المسلم بعد المحافظة على الصوم الواجب ان يكون له نصيب من صيام النافلة احسن الله اليكم وشكر الله لكم شيخنا. آآ صوم النافلة آآ هل هو كما لا يخفى على هو يعني انواع لكن هل هناك تفاوت بينها في الفضل؟ وما هو اعلى درجات الصوم المستحب؟ لمن اراد ان يطبقه اولا اه صيام الدهر بان يصوم جميع الايام هذا ورد النهي عنه. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام الدهر وقال يعني عن من يصوم صوم الدهر لا صام ولا افطر وهذا منهي عنه اعلى درجات صيام النافلة هو صيام داوود عليه السلام قد كان يصوم يوما ويفطر يوما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الصيام صيام داوود كان يصوم يوما ويفطر يوما هذه اعلى درجات صيام النافلة وقد جاء في قصة عبد الله ابن عمر ابن العاص لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان عبد الله بن عمرو يصوم الدهر كله يعني يصوم ولا يفطر يصوم جميع الايام قال عبدالله انكحني ابي امرأة ذات حسب فكان يتعاهد كنته. يعني زوجة ابنه وكان ابوه عمرو بن العاص يتعاهد يعني زوجة الابن لانه يعرف ان ابنه ابنه عبد الله عنده قوة في العبادة وكان يتعاهد زوجة ابنه ويسأل هذه الزوجة عن زوجها تقول نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا منذ اتيناه فهم عمرو بن العاص المقصود وذهب عمرو واخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي عليه الصلاة والسلام القني به قال فدعوت ابني عبد الله وجئت به للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو كيف تصوم كل يوم ولو قيل تختم القرآن قال كل ليلة في رواية قال الم اخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل قال بلى يا رسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تفعل صوم وافطر وقم ونم فان لجسدك عليك حقا ولعينك عليك حقا ولزوجك عليك حقا. ولزوجك يعني ضيفك عليك حقا وان بحسبك ان تصوم من كل شهر ثلاثة ايام ان لك بكل حسنة عشر امثالها. وذلك صيام الدهر كله. اولا بدأ به النبي عليه الصلاة والسلام بصيام ثلاثة ايام من الشهر. نعم اخبر بان الصيام ثلاثة ايام من الشهر تعدل صيام الدهر. لانك اذا ضربت ثلاثة في عشرة الناتج ثلاثين انك صمت السنة كلها فقال يا رسول الله اني اطيق اكثر من ذلك. يعني اطيق اكثر من صيام ثلاثة ايام من كل شهر قال فصم يوما وافطر يومين قال عبد الله اني اطيق اكثر من ذلك قال فصم يوما وافطر يوما وذلك صيام داوود عليه السلام وهو افضل الصيام قال عبدالله بن عمرو اني اطيق افضل من ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا افضل من ذلك. الله اكبر. فدل هذا على ان اعلى درجات صيام النافلة صيام داوود وهو صيام يوم اقتصر عبد الله ابن عمر على ذلك فكان يصوم يوما ويفطر يوما ولكن لما تقدم به السن وكبير السن يشق عليه الصم لانه يحتاج الى سيولة ورطوبة في شق يشق عليه الصوم. لما تقدم بعبد الله بن عمرو السن ندم وقال يا ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم. يعني فنكتفي بصيام ثلاثة ايام من الشهر وكان عبد الله يسرد الايام صوما ثم يفطر بعددها وادرك انه لو اخذ برخصة النبي صلى الله عليه وسلم لكان ذلك خيرا لهم. هنا وقفة يسيرة فقط مع هذه القصة. نعم. هذه القصة يعني فيها اشارة الى ينبغي التوازن في حياة المسلم الا يغلب جانبا على جانب فكونه مثلا ينشغل بالعبادة ويهمل اهله يعني حتى ان زوجة عبد الله ابن عمر اشتكت ويعني قالت اتت بهذه آآ العبارة نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا ولا يفتش لنا كنيفا يعني اهملها في الفراش يعني كون الانسان ينشغل بالعبادة ويهمل اهله وهذا يعتبر نوع من الخلل ذلك كونه مثلا ينشغل يعني آآ امور ويترك اهله ويهملهم هذا ايضا آآ نوع من الخلل ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام ارشد للتوازن في حياة المسلم. قال ان لجسدك عليك حقا ولعينك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولجورك يعني ضيفك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه هذا هذا هو الذي ينبغي اه التوازن ينبغي التوازن وايضا جاء في قصة ابي الدرداء لما رأه سلمان يكثر العبادة ويترك اهله والقصة في صحيح البخاري قال آآ سلمان لابي الدرداء يا ابا الدرداء ان لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا فاعطي كل ذي حق حقه بعث ابو الدرداء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق سلمان صدق سلمان. الله اكبر الشاهد من هذه القصة التي اوردناها عن قصة عبدالله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم تدرج معه الى اعلى درجات صوم التطوع وهو يصوم يوما وان يفطر يوما. وهذا يدل اه على انه لا يشرع اه اه الصيام اه الدهر وقد يتعجب الانسان واناس يصومون الدهر وعندهم قوة جلد في العبادة وربما ان الصوم لا يشق عليهم اصلا. لكن ينبغي ان ان يتنبهوا الى الى ان اعلى درجات صيام التطوع هو صيام يوم افطروا يوم وانه لا افضل من ذلك. احسن الله اليكم وشكر الله لكم شيخنا هذا البيان والايضاح. ونسأل الله من فضله الكريم. اه هنا شيخنا يعني تجد يعني مسألة من كان حريصا على صيام داوود يصوم يوما ويفطر يوما توافق يوم فطره آآ يوم فاضل فهل يقال هنا افطر ولك الاجر المترتب على ذلك اليوم الفاضل كمن وافق في يوم فطره مثلا يوم عرفة او وافق في يوم فطره يوم عاشوراء او يقال هنا خالف هذا الامر لاجل ادراك ذلك الفضل الخاص. الافضل ان يخالف هذا الامر لادراك الفضل الخاص لان المقصود آآ في النهي النهي عن من؟ يعني صام السنة كلها ولم يفطر لكن من كان احيانا احيانا يعني يسرد الصوم ولادراك فضل خاص لا بأس بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك احيانا كما تقول عائشة كان يصوم حتى يقول القائل لا يفطر ويفطر حتى يقول القائل لا يصوم. فلو كان مثلا اه اه يوم افطار هذا الذي يصوم يوم الفطر يوما كان يوم افطار عاشوراء ليس مناسبا الا يصوم عاشوراء بحجة انه اليوم الذي يفطر فيه. انما يصوم عاشوراء لا بأس. لا بأس ان يسرد احيانا بعض الايام والصوم. لكن المنهي عنهم يسرد السنة كلها بالصوم. احسن الله اليكم وايضا مما يتصل بي من يحرص على صيام داوود عليه السلام انه ربما يشق عليه الصيام مشقة بالغة فيؤدي به ذلك الى التقصير في امور واجبة عليه. كالتقصير في وظيفته او عمله الذي انيط به او حتى في اعماله الاخرى الواجبة في المنزل ونحوها اه ما توجيهكم في مثل هذه الحال؟ هذا من الخلل الذي ذكرناه قبل قليل ان الانسان يكون عنده خلل ولا يكون عنده توازن كونه يحرص على امور ليست واجبة عليه امور نافلة ويترك امورا واجبة. هذا من قلة الفقه المسلم ان يبدأ اولا بتحقيق الامور الواجبة. ثم بعد ذلك يأتي بما تيسر من النوافل فهذا الذي يصوم يوم يفطر يوما ويترتب على ذلك اخلال ببعض الواجبات نقول هذا يعتبر تقصير وهذا نوع من الخلل. احسن الله اليكم شيخنا وشكر الله لكم هذا البيان والايضاح آآ ايضا مما يتصل بصوم النافلة ما يتعلق بصيام الايام البيض اه حكمها او الفضل الوارد فيها؟ وما هي الايام البيض اه ايام البيض هي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري سميت بذلك لبي ظاظي لياليها بنور القمر الوصف لليالي فالتقدير ايام الليالي البيظ. ايام الليالي البيظ. يستثنى من ذلك شهر ذي الحجة فان الثالث عشر من ايام التشريق لا يجوز صومه. ولذلك في شهر ذي الحجة يصام الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بدلا عن الثالث عشر وقد جاء في فضلها حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ابا ذر اذا صمت من الشهر ثلاثة ايام فصم ثلاثة عشرة واربع عشرة وخمس عشرة هذا الحديث اخرجه احمد والترمذي والنسائي وفي سنده مقال وقال الوزير ابن هبيرة اتفقوا على ان صيام الايام البيض التي جاء الحديث فيها هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وهو ان كان في سنده مقال الا ان العمل عليه عند عامة اهل العلم وقيل في الحكمة من مشروعية صيامها ان دم الانسان في منتصف الشهر يكون اكثر فورانا وتهيج فيه فضلات البدن والصوم يذهب هذه الفضلات ويخفف من ضغط الدم ولهذا يقول القائمون على دور الرعاية التي فيها بعض المرضى النفسانيين او الذين عندهم امراض واعصاب يقولون ان اكثر ما تكون حركتهم وهي في منتصف الشهر وهذا امر معروف من طبيعة الانسان ان اكثر ما يفور دمه ويهيج في منتصف الشهر يقولون لان لذلك والله اعلم علاقة جاذبية القمر وقد قرر الامام ابن القيم رحمه الله الحكمة في هذا وبكل حال فحكم الله تعالى هو حكمة الحكم وغاية الحكم والثابت في الاحاديث الصحيحة كما في الصحيحين وغيرها هو صيام ثلاثة ايام من كل شهر كان في اول الشهر او في وسطه او في اخره. لكن ان ان جعلها في في ايام البيض كان هذا هو الاحسن. احسن الله اليكم وشكر الله لكم شيخنا ان هذا البيان والايضاح الى هنا نكون قد وصلنا الى ختم هذه الحلقة فاسأل الله جل وعلا ان يجزي شيخنا الاستاذ الدكتور سعد بن تركي الخثلان خير الجزاء وشكرا لكم وللاخوة المستمعين. آآ كما اشكر من قام بتسجيل هذه الحلقة الشيخ عثمان بن عبد الكريم الجويبر الى ان التقيكم في حلقة قادمة باذن الله عز وجل نستكمل فيها الحديث عن بعض المسائل والاحكام المتعلقة بالصيام استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه كان معكم في ادارة هذه الحلقة فهد بن عبد العزيز الكثيري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مجالس الفقه برنامج حواري تناقش فيه الموضوعات الفقهية باسلوب سهل ميسر برفقة ثلة من اهل العلم المتخصصين في الفقه مجالس الفقه تنفيذ محمد ابن سعد الفرشان