الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه سنته الى يوم الدين. اما بعد فيقول الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون. اولئك هم المؤمنون حقا. لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم فهؤلاء المؤمنون الذين ذكرهم الله عز وجل بهذه الاوصاف المذكورة في الاية ومنها واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وقوله جل وعلا انما المؤمنون انما اداة حصر. والمقصود بقوله انما المؤمنون يعني كامل الايمان. الذين اذا ذكر الله وجدت قلوبهم يعني خافت واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا هل ستتوقف عندها؟ وعلى ربهم يتوكلون اي ان عندهم قوة توكل على الله عز وجل وذكر الله تعالى ايضا لهم وصفين اخرين الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ثم قال سبحانه اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. وقوله واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا هذه الصفة من اوصاف المؤمنين الكمل انهم يتأثرون بالقرآن الكريم. يتأثرون بتلاوته والاستماع اليه فاذا تليت عليهم ايات القرآن تأثروا بها وازداد ايمانهم. ومن باب اولى انهم اذا قرأوا هذه الايات بانفسهم زادتهم ايمانا وهذا يدل على ان الارتباط بالقرآن الكريم من اعظم اسباب زيادة الايمان سواء اكان ذلك في الاستماع اليه او بتلاوته لكن مع التدبر في الحالتين جميعا. في حال الاستماع وفي حال التلاوة فتدبر القرآن يزيد به الايمان والايمان عند اهل السنة والجماعة يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هو ليس ثابتا وانما يزيد وينقص. هذا معتقد اهل السنة والجماعة. ومن اعظم اسباب زيادة هذا الايمان ما ربنا سبحانه في هذه الاية واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا ولهذا ينبغي المسلم ان يحرصوا على تدبر القرآن وان يجعل هذا منهجا له في الحياة فان هذا من اعظم اسباب الثبات بل من اعظم اسباب زيادة الايمان لماذا؟ لماذا كان الارتباط بالقرآن الكريم؟ من اسباب زيادة الايمان ومن اسباب الثبات الجواب ظاهر وهو ان هذا القرآن الكريم هو كلام ربنا سبحانه وتعالى ومؤثر جدا على الانسان اذا تدبر اياته ففيه نبأ ما قبلنا وفيه خبر ما بعدنا وفيه حكم ما بيننا وفيه ذكر القصص السابقة وفيه ذكر قصص لاناس آآ قص الله تعالى علينا احوالهم كقصص الاولياء كما في سورة الكهف وقصص بعض الملوك كما في سورة في قصة ذي القرنين وقصة الجنتين وقصة يوسف وقصة موسى وقصص كثيرة في كتاب الله عز وجل. كذلك ايضا القرآن الكريم فيه ذكر مبدأ خلق الانسان كيف خلق الله الانسان وكيف ان الشيطان قد كاد هذا الانسان وبيان عداوة الشيطان للانسان؟ هذا القرآن الكريم فيه ذكر اولي العزم من الرسل انبياء والرسل ودعواتهم لاقوامهم وما لاقوا من اذى اقوامهم وكيف كانت العاقبة لهؤلاء الرسل ولاتباعهم وهذا القرآن فيه ذكر احوال الاخرة وهذا له حضور كبير جدا في ايات القرآن الكريم حتى ان معظم سور القرآن الكريم لا تخلو من ذكر اليوم الاخر وهناك سور آآ مخصصة لهذا وسميت باسماء اليوم الاخر مثل سورة القيامة وسورة القارعة وسورة الحاقة فعندما يتأمل المسلم ذلك يتأمل هذه الايات ويتدبر هذه الايات فان هذا من اعظم اسباب الثبات ومن اعظم اسباب زيادة الايمان. لكن ينبغي ان يكون ذلك بتدبر وبعض الناس ربما يقول آآ لا تخفى علي معاني بعض الايات واقول ان معظم ايات القرآن الكريم يفهمها جميع الناس. يعني الايات المتعلقة باحوال الاخرة فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية الناس كلهم يفهمون هذا الكلام ويفهمون هذا المعنى هو الموت وما ذكره الله قال عن الموت فاكثر ايات القرآن الكريم اه واضح معناه لكن تحتاج من الانسان ان يتأمل وان يتدبر هذه قال ابن عباس رضي الله عنهما التفسير على اربعة اوجه وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالة وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله تعالى. واكثر ما في القرآن الكريم هو التفسير الذي لا يعذر احد بجهالته وهناك بعض الايات التي تعرفها العرب بكلامها ويذكرها المفسرون. وهناك تفسير يختص بعلمه العلماء. وهناك التفسير الذي لا يعلمه الا الله عز وجل الذي لا يستطيع الانسان ان يصل اليه مثل ما يتعلق بكيفية صفات الله عز وجل مثلا او مثلا بالروح آآ ولذلك الروح لما سئل النبي عليه الصلاة والسلام عنها انزل الله تعالى ويسألك عن الروح قل الروح من امر ربي. وما اوتيتم من علم الا قليلا. ايضا اه كثير من سائل القضاء والقدر ونحو ذلك. اقول اكثر ما في القرآن الكريم هو من قسم التفسير الذي لا يعذر احد بجهل لكن المطلوب من المسلم ان يتدبر هذه الايات وان يتأمل معانيها وان يتفهمها يكرر معنى الاية متأملا ومتدبرا في في قراءة هذه الاية وهذه الايات. وسيجد لهذا التأمل والتدبر اثرا عظيما على زيادة ايمانه وعلى قوة علاقته بربه عز وجل واذا كان للمسلم ورد قرآني يقرأه كل يوم وكان هذا الورد مصحوبا بالتأمل والتدبر فسيشعر هذا المتدبر لكتاب الله عز وجل مع مرور الوقت سيشعر بزيادة ايمانه وقوة اه ايمانه. اه اذا كان الله تعالى يقول في هذه الاية واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فكذلك ايضا الذي يتلو القرآن متدبرا يزيد ايمانه بهذه التلاوة