بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الموسوم بكرسي المتنبي. ونحن الان الله تعالى. في الحلقة الثانية والسبعين بعد المئة الرابعة. وقد وصلنا الى البيت الرابع عشر في القصيدة مئتين وثمان وخمسين. قال نعشوا الرماح وكانت غير ناطقة فعلموها صياح الطير في البهم تخدى الركاب بنابض مشافرها خضرا فراسنها في الرغل والينم مفعومة بسياط القوم نضربها عن منبت العشب نبغي منبت الكرم. واين منبته؟ من بعد منبته ابي شجاع فعن قريع العرب والعجم لا فاتك اخر في مصر نقصده. ولا له خلف في الناس كلهم. من لا الاحياء في شيم امست تشابهه الاموات في الرمم. عدمته وكاني صرت اطلبه فما تزيدني الدنيا على العدد ما زلت اضحك ابلي كلما نظرت الى من اغتضبت اخفافها بدمي. اسيرها بين اصنام اشاهدها ولا اشاهد فيها كيف صنمي حتى رجعت واقلامي قوائل لي. المجد للسيف ليس المجد للقلم. اكتب بنا ابدا بعد الكتاب به فانما نحن للاسياف كالخدم. اسمعتني ودوائي ما اشرت به. فان غفلت فدائي قلة الفهام من اقتضى بسوى الهندي حاجته اجاب كل اجاب كل سؤال عن هل بلا م؟ طيب دعونا اذا نبدأ في البيت الرابع عشر قال المتنبي ناشوا الرماح وكانت غير ناطقة فعلموها صياح الطير في البهم ويتحدث اما عن اصدقاء الذين او الخلان الذين يجب ان او يتحدث عن نفسه فيقول انا من هذا النوع ولا اريد احدا ان يصاحبني الا اذا كان من هذا النوع من الفتيان وقال ذلك عشرات المرات في قصائده ظل محافظا على هذا السمت منذ اول ما نشأ يعني عمره اربعطعش تلاتطعشر سنة اول قصيدة قالها اه ساطلب حقي بالقناة ومشايخ كانهم من ما التثموا مرضوا. يعني اتخذ هذه الفكرة فكرة ان الذي سيصاحبني من اجل الوصول الى الغاية يجب ان تكون صفاته صفات الابطال موسا طبيعي ولو حكى لي عمره ثلاثطعش اربعطعشر سنة. واعطى صفات كثيرة لهؤلاء. منها لهؤلاء الناس الذين يتطلبهم في اصدقائه وهو في الحقيقة يتحدث بهذه الصفة عن نفسه فقال فمنها هذا البيت قال ناشوا الرماح انمسكوا الرماح وبدأوا يصوبون بها هذا هو الصديق هذا هو انا. نشر الرماح وكانت غير ناطقة. لما ناشوها يعني لما تناولوها لكي يضربوا بها كانت صامتة فلما ضربت صدور الابطال صاحت اما قصد قول ان ان صوتها كان صدى صوت البطل الذي اخترقته فصاح من الرعب ومن الالم ومن الموت فكان صياحه اه فكان صدى صياحه عندها عندها عند الرماح. فالرماح كانها هي التي صاحت لانها سببت هذا الصياح او لان هذه الرماح عندما ضرب بها المتنبي ومن ارادهم ان يكونوا على شاكلته فضربت بالدرع فلما ضربت بالدرعين نطقت نطقت يعني اخرجت صوتا عظيما. فكأن الصوت الذي اخرجته يشبه صوت الطيور اذا صاحت. صوت الغربان لانها نذير شؤم صوت البوم لان نعيقها يعني مزعج. فكان فليس صوتا هو صوت مزع هو صوت مزعج اه شؤم عند العدو الذي آآ اختلطت به او ضربت به. اما عند المتنبي فهو صوت مطرب. هم ناشوا الرماح وكانت غير ناطقة فعلموها صياح الطير في البهم. البهم جمع بهمه وهو البطل الشديد الشجاع الفارس. قال لك انا لا اقاتل انا لا اقاتل الاطفال ولا النساء لا سمح الله. انا اكبر من ذلك بكثير. ولا اقاتل الرجال قال العاديين الا ان دخلت معركة فلا اقاتل الا البهم الا الابطال الا الابطال المتمرسين في الحروب مم ثم قال في البيت طبعا هذا البيت يشبه ايش قال لك المتنبي؟ المتنبي دائما مأخوذ بفكرة ان السيوف والرباح تنطق منطق من هول ما ترى وتنطق وذلك الصوت الذي يصدر عن ارتطام السيوف بعضها ببعض او عن آآ آآ ارتطام الرماح بالدروع والتروس آآ آآ لها صوت مطرب عند المتنبي. ايش قال لك المتنبي؟ قال ويفهم صوت المشرفية فيهم ويفهم صوت المشرفي السيوف. ويفهم صوت المشرفية فيهم. وعلى ان اصوات السيوف اعاجم ما لها كلام يعني صحيح انك ان كلامها غير مفهوم ابتداء لكنني افهمه. ان صوتها صوت العزة ثم قال في البيت الخامس عشر تخدر ركاب بنا بيضا مشافرها خضرا فراسنها في الرغل والينم قال لك ليس فقط الاصدقاء الذين اريدهم هذه صفاتهم وهي صفاتي ليس هذا فحسب بل الابل التي اركبها يجب ان تتوافقها مع مع صفاته على صفاته صفات الصبر صفات الاحتمال فيجب ان تكون صبورة محتملة والا فلا نركبها فساتخذ ابلا تبلغني غايتي غيرها قال تخدى تسير من الوقت الوقت قال الوخاد الرسوم اكثر من مرة قال اه صفة هذا المشي او هذا النوع من المشي نوع من السير. وفيه سرعة اه اه ايش لا تستقل به لا تستقل به الوخادة الرسوم. هم. الوخادة الابل التي تسير سير الوخد وهو سير او ضرب من السير سريع. فقال تخدى الركاب. والركاب يقصد الابل ما يركب. هم بنا بيضا مشافرها شوف كيف صفات الابل. او كيف فعل بالابل؟ يعني انه كان قاسيا في تعامله مع الابل بيض المشافرها خضرا فراسنها في الرغل والينم. اول شي بيضل مشافرها المشافر اللي هي شفاؤها شفاه الابل. ها؟ قال لك صارت بيضاء لانها تمنت الاكل فلم تأكل فمنعها من الاكل ما خلاها آآ يعني آآ آآ آآ تنزل باعناقها فترعى العشب شدها. ليش ؟ لانه لو نزلت فراعة العشب لاخرته عن غايته كله مجاز وكله كناية لكن هو يريد ان يقول ان الابل حتى تتوافق معي في رغبتي في فيما اريد. بيض المشافرها منعها من الرعي فابيض مشفرها اما من الجوع واما لخروج الزبد اشتهاء ان تأكل لكنها لم تأكل البيض المشافرها. خضرا فراسنها والفراسن مفرده فرسا او فرس والفرس خف البعير يعني الحافر للخيل والفرس للابل. هم. فقال لك الفرس خضرا فراسي. ليش خضرا؟ لانها وطأت على العشب فاخضر. يعني لما داست فيها العشب اه دخل بعض هذا العشب في تجاويفه او في شقوق اه اه اه الشقوق التي خلق الله تعالى في اخفاف الابل فاخضرت معنى ذاك انها ظلت ماشية ولم آآ تتوقف قدرا فراسنها في الرغل والينم. اه. مرة غل ومليان ينام. طب رجعت الى معجم لسان العرب حتى عارف الرغل والينم. فمن يعرف اليوم الرغل والينم؟ مم هذا معجم النبات عند المتلبي المتنبي عنده معجم حيوان وعنده معجم نبات وعنده معجم بلدان وعنده معجم اعلام وعنده معجم قبائل وعنده معجم يعني عالم المتنبي. طيب قال لك الرغل نبت او هو السرمق نوع من انواع النبس سنعرفه الان جمع ارغال. ويقال ارغلت الارض انبتته. يعني انبتت هذا النوع من النبات. وارغل الزرع جاوز السنبل والالحام والاسم الرغل والسرمق الذي يشبه الرغل نبات من فصيلة السرمقيات بري اذا عشبي يكثر بالبساتين ويؤكل مثل السلطة له فوائد طبية. هذا معجم جديد طبعا معجم الوسيط. والسرمقيات فصيلة هذا هذا نباتي جديد ايضا فصيلة نباتية من ذوات الفلقتين تتضم انواعا واجناس منها ما له فوائد طبية ومنها ما يؤكل ومنها ما هو صالح لعلف الحيوان. وهذا ربما الذي قصده المتنبي انها كانت تريد ان تتخذه علفا. طب ما لينم يلم جمع مفرده يمة يمة والينمة عشبة طيبة والينمة عشبة اذا رعته الماشية كثر رغوة البانها في قلة. يعني اذا اذا الابل هذه التي يركبها متتبعي رعت الينم فان لبنها اي حليبها حين يحلب منها اه سيكون كثير الرغوة قليل الماء لربما منعها من ذلك قال انه طيب ولكنه ولكنه ولكن نتاجه غير غير صالح فانا مثلك ايتها الابل قد يكون المرعى الذي رعيته اي المكان الذي جئته او اردت ان اتيه اه فارعى فيه. يعني الحكم او السلطة او القصر اه هو جدا ولكنه كثير الرغوة اي كثير الزبد اي اه وقليل معي كثير كثير الفراغ وقليل النفع فلا اتيه فمنعتك عنه كانني منعت نفسي. وجعل الابل هنا معادلا موضوعيا له. كانه يتحدث فيها عن نفسه اذا وليمامة عشبة اذا رعته الماشية كثر رغوة البانها في قلة وابن سيدا قال الينمة هذا ابن سيدا طبعا احد شرح ديوان المتنبي الينبة نبتة من احرار البقول تنبت في السهل وتكادك الارض لها ورق طوال لطاف محدب الاطراف عليه وبر اغبر كانه قطع وزهرتها منذ مثل سنبلة الشعير وحبه صغير. وقال ابو حنيفة وليس الامام ولكن احد يعني الشراح واللغويين الينمة ليس لها زهر وفيها حب كثير يسمن عليها الابل ولا تغجر. اه اللي اكلها الابل بتنتفخ. بس في شي في الابل بصير قال ومن كلام العرب قالت الينمة انا الينمة. اغبق الصبي بعد العتمة واكب الثمال قل اكمة تقول الدري يعجل للصبي وذلك ان صبي ليصبر والجم ينم والجمع عفوا ينم. قال مركش ووصف ثور وحش بات يغيث معشب نبته مختلطا تربثه ولينم ويقال حرمته ولينم. ويقال يا نمة خذوة اذا استرخى ورقها عند تمامه. قال الراجس اعجبها اكل البعير اليمامة طيب كان يعرف كل ذلك او يعرف اثار ويعرف انها آآ وان كانت طيبة ستسيء الى الابل. وهو يقول لنفسه ان كان المكان طيبا فسيسيء الي فلن اذهب اليه حتى ولو كان مغريا طيب ثم قال في البيت السادس عشر مكعومة بسياط القوم نضربها عن منبت العشب نبغي منبت الكرم اعمل فيها هيك مكعومة يعني ايش ملجمة. حطيت السياط في فمها هي تصيح. اه اه لها اه يعار اه والله رغاء الإبل اه تصيح تريد ان تأكل فأنا وضعت السياط في فمها اصبري لاننا نبغي غاية لا يمكن ان نتحصلها الا بالصبر. فان اكلت الان فقدت الغاية. قال مفعومة مشدودة الافواه في سياق القوم نضربها اه شددناها بالسياط وضربناها بالسياط. اه عن منبت العشب اي نضربها حتى تحيد ولا تتوقف. عن منبت العشب الحقيقي نبغي منبتا الكرامة لان غايتنا ليست طعام وليس ملء الافواه وليس ملء المعد انما غايتنا ان نصل الى غايتنا وان نحقق في هذه الحياة حقيقة وجودنا وغاية وجودنا الطبي عنده فلسفة في هالحياة يعني ان الطعام هو رمز لكل مله لا يلهيني عن غايتي وان جوعني وان ايش انزل والسوء فيه لانه الوصول الى الغاية طبعا سيكون فيه احتمال شديد وصبر اشد واذى لا يطاق الم لا يحتمل. لكنني اسير في النهاية الى غاية رغم كل هذه العوائق والعقبات اذا كان يقصد طبعا اي ولبة للكرم يقصد كان يقصد فاتكا آآ الرومي او فاتكا المجنون او فاتكا الاخشيدي ثم قال في البيت السابع عشر واين منبته من بعد منبته ابي شجاع قريع العرب والعجم فايش؟ فاوضح انه كان يقصد هذا الشخص لك انه مات فلما وجد يعني يريد ان يقول انني بحثت من قادة كلهم عمن اقتنع به فلم اجد فلما وجدته ويقصد فاتكا كان قد فات ومات وانقضى ما كان يمكن ان ابني عليه من اجل ان اصل الى غايتي. فقال واين منبته؟ الهاف منبته الكرم. يعني قال واين منبته اين اجد منبت الكرم؟ اما منبت العشب فاما منبت العشب فلدواب وانا لست دابة واين منبته من بعد منبته. يعني من بعد رحيل منبته الحقيقي. اي من بعد رحيل فاتك الاخشيدي وصرح بذاك فقال ابي شجاع وابي بدل من منبته التي قبلها ابي شجاع وهذه كنية فاتك الرومي. ابي شجاع قريع العرب والعجم. قريع البطل الذي يقارع الابطال فينتصر عليهم. قريع العرب والعجم. قال اين اجد اه اه فارسا يقارع العرب والعجم اي انه شديد الشجاعة شديد الاقدام مجنون مثلي كان يسمى المجنون لشدة شجاعة مجنون مثلي في الاقدام على غايته بعد ان مات. انني لا يمكن ان اجد. مم طيب ثم قال في البيت الثامن عشر يواصل يواصل حزنه على رحيل فاتك فقال لا فاتكه. اخر في مصر تقسيطه ما في. وذكره ليقول انني كنت اقصد المثال ولا اقصد الشخص انني كنت اقصد النموذج نموذج الابطال ولا اقصد فاتكا بعينه فلو تحقق هذا النموذج في سين او صاد او عين او لام او اي فليس فاتك هو المقصود في ذلك لشخصه انما للنموذج الذي ابحث عنه من البطولة والشجاعة والمروءة والاقدام والقتال والمجالدة والمجاهدة من اجل الوصول الى الغاية هذا النموذج فوجدته في فاتك فلما مات اردت ان ابحث عن فاتك اخر اي عن نموذج اخر لمثل هذا البطل فلم اجد. فقال لا فاتك اخر في مصر نقصده نذهب اليه ولا له خلف في ولا له نموذج يعني ولا من يخلفه من يأتي بعده فيحمل حمله اه ويرفع الراية التي كان يرفعها. خلاص مات فمات بمثله الكرام كلهم وهذا من شدة حزنه آآ على يعني موت فاتك. وهو طبعا لم يلحظ انه يبحث عن فاتك وكان فاتك ينتظره كان يبحث عن فاتك من اجل ان يتكئ عليه من اجل حياة جديدة ولكن فاتكا من نوع اخر وهو فاتك الاسدي في دير العقول كان ينتظر من اجل ان يتكئ هو عليه من اجل حياته هو فيكون ممات المتنبي سببا في حياته. هذا اللص اخر في مصر نقصده ولا له خلف في الناس كلهم. ثم قال في البيت التاسع عشر من لا تشابه الاحياء في شيم امسكت تشابه الاموات في الرمم اه يواصل حسرته عليه. قال هذا الانسان الذي كان في حياته لا احد يشبهه في شيمه. اي في صفاته. والشيم جمع الشيمة والشيمة الصفة الحسنة التي تكون في الانسان. فقال لما كان حيا ما كان احد يصل في صفاته الحسنة اليه فلا يشابه احد فقد تفوق عليهم جميعا فيقول هذا الانسان الذي لم يكن احد يستطيع في صفاته مهما حاول ان يصل اليه. الان عندما مات ودفن في وصار عظما رميما باليا صار يشبه كل الاموات استوى مع الناس يحزن علي ويفلسف الموت ان الموت يقسم كل شيء يقسم الطغاة والجبابرة والحكام العادلين كبار والصغار والشيوخ والاطفال والاقوياء والضعفاء فيتساوى في الموت كل احد. العدالة اللي في الموجود ان يقول ان العدالة التي في الموت هي عدالة مطلقة تساوي بين جميع ايه الخلق؟ بل بين مش جميع البشر جميع الانام. بينما بين كل من خلق الله تعالى. فقال حين كان حيا كانت الروح التي فيه تعطيه صفة صفات تميزه عن الاخرين. فلما غاص او غاض في الثرى استوى مع كل ميت. فلو انه دفن بجانبه عبد ما استطعت ان تفرق بينهم وهذه فلسفة فيه في النهايات التي تصيب الاحياء اذا قال من لا تشابهه الاحياء في جيم امس تشابه الاموات في الرمم الرمم جمع رمة وهي العظام البالية. ثم قال في البيت العشرين اعدمته وكأني صرت اطلبه فما تزيدني الدنيا على العدم. عدمت اي فقدته صار في العدم وكاني صرت اطلبه اه لما عدمته وعدمت النموذج الذي كانه. صرت اطلبه بنماذج اخرى يعني صرت ابحث عنه في اشخاص اخرين النموذج مختزن في ذهني مطابق له الاخشيدي ابي شجاع فصرت اسافر كثيرا ابحث هنا وهنا وهناك فكلما ازدت سفرا او ازدت بحثا ازددت قبضا على العدم عدمته وكأني صرت اطلبه في اسفاري الكثيرة. فما تزيدني هذه الاسفار وانا ابحث عنه. فما تزيدنا الدنيا على العدم فما تزيدني على العدم شيئا فما اجد احدا مثله ولا نموذجا يشابه نموذجا يعني فما حصلت الا على العدم في اسفاري الكثيرة. سافرت كثيرا وقطعت مفاوزي وبلادا وجبت بحارا آآ وثبت آآ قمما فلم اجد له ثم قال طبعا طبعا هو بحثه عن هؤلاء النماذج في حياته يعني ظل من اول حياته حتى مات وما وجد وجد شبه شبيها لهذا الذي في باله في سيف الدولة. ووجد شبيها له ايضا في فاتك ثم فقدهما معا. طبعا سيف الدولة مات بعد المتنبي بسنتين طيب شو قال هو؟ ارى فكرة انه انا ابحث ولا اجد. يعني دائما البحث عن الغاية اذا كانت الغايته سهلة فستجدها خلف الباب. افتح الباب ستجدها. او ستجدها في الطريق او ستجد ملقاة تحت شجرة لكن اذا كان في غايته عظيمة اه كانت يعني عالية جدا علو النجوم فصعب جدا انك انت تحصل عليها فما تجده في طريقك الا الهباء والا الخواء والا العدم. فايش قال هو؟ قال ارى اناسا ومحصولي على غنم كل ما انام. ارى اناسا ومحصولي على غنم وذكر جود ومحصولي على الكلم شاطرين في الحكي اما في الافعال فلا يتحدثون عن الجود ولا يجودنا خردلة اذا عدمته وكاني صرت اطلبه فما تزيدني الدنيا على العدم. فما قال في البيت الواحد والعشرين ما زلت اضحك ابلي كلما نظرت الى من اقتضبت اخفافها بالدم. قال ايش صاير في الابل؟ اسير مع الابل؟ فابحث عن ملك جديد عن قائد جديد ارى فيه طموحي فكلما اقبلت الابل طبعا لها معنيان. كلما اقبلت الابل على قائد او امير او ملك جديد ماذا الابل تضحك تقل يا متنبي اتيت بي الى هذا الملك القزم اتيت بي الى هذا الرئيس الاضحوكة اتيت بي الى هذا الامير الهبنكة الاحمق الماءق ماذا تفعل يا متنبي الابل تعاتبه تقول له اتعبتني حتى او توصلني الى هذا الهراء من البشر الذين يسمون امراء ووزراء اكحلت ما زلت اضحك ابلي كلما نظرت الى من اختضبت اخفافها بدمي. قال ايش انا في الطريق لكثرة ما سيرتها اه وجعلت تسير في الطريق اختضبت اخفافها بالدم. يعني تعبت حتى سال الدم تشققت اخفافها اقدامها بالدم. فلما وصلنا بعد التعب انتظرت ان تجد اميرا يستحق هذا العناء الذي آآ يعني آآ تعبته معي في الطريق. فلما رأت الامير الذي قصدناه في نهايته هذه الطريق ضحكت ولا متني وعنفتني ووبختني وقرعتني يا متلبي كل هذا التعب حتى نصل لمثل هذا الامير. ما زلت اضحك ابلي كله. هذا المعنى الاول طبعا وهو المعنى الشائع. المعنى الثاني انه الابل كانت معي عند فاتك. لانه القصيدة اكثرها يدور حول فاتك عند فاتك الاخشيدي وكانت ترفيهية اعظمها فلما سرنا الى كل امير بعده نبحث عن واحد مثله فكانت كلما رأت اميرا جديدا او قائدا جديدا تقارنه بذاتك فتضحك تقول انت تركت فاتك وجئت الى مثل هذا طبعا وتركته بالموت يعني يا رجل هذا لا يساوي عشر ما يفعله فاتك. ولا له من الصفات واحد في المئة مما كان لصفات فاتك. فتضحك الابل. طبعا المعنى الاول اعم انه ابل المتنبي لم تتوقف هذي عبارة جميلة او عبارة مهمة في اه كل حياة متنبي ان ابل المتنبي لم تتوقف عن الضحك من اول ما ركبها وهو في الثانية في الثانية عشرة او في الثالثة عشرة لم تتوقف عن الضحك لانها كلما اتت اميرا ضحكت بسبب ان هذا الامير لا يساوي من همة المتنبي ولا من البحث عن النموذج الذي يريده المتنبي شيئا فتتركه فتذهب الى امير اخر فتضحك سيزداد ضحكها كانت تضحك شيئا الامير الاول لانه كان عنده شيء فلما ذهبت الى امير بعده رأته اقل منه في الصفات الحسنة اكثر منه في الصفات الخسيسة فزاد ضحكها الى ان صار قهقهة يا متنبي يا متنبي ماذا تفعل ما زلت اضحك ولاحظ قال اضحك يعني ايش ؟ استمرار فعل مضارع كلما نظرت الى من اقتضبت اخفافها بالدم واكد على هذا المعنى في البيت السادس والعشرين قال اسيرها هذا بيت انه ايش يكون بيت وصمته يعني دمخة على اقفية الملوك جميع قال اسيرها بين اصنام اشاهدها ولا اشاهد فيها عفة الصنم تشبه الملوك والامراء بالاصنام ليش قال الاصنام لان الاصنام تعبد وهؤلاء يعبدون والاصنام لا تضر ولا تنفع وهؤلاء لا يضرون ينفعون قصدي قول مش المعنى الايماني المعنى المادي ان ان هؤلاء الملوك لا يستطيعون ان يحملوا سيفا ولا ان يضربوا برمح ولا ان ولا ان يضعوا سهما في نشاب. فاصنام اصلا جوامد بس اسمه خليفة اسمه امير اسمه سلطان اسمه ملك. فيعبده الناس فاشترك من جهته في الجمود وقلة الحيلة وانه لا قيمة له جامد حجر اه تمثال حجر او خشب او غيره لكنه تمثال. يعني ايش ؟ جامد لا يتحرك. واشترك مع الناس في انهم يعبدون الاصنام التي لا قيمة لها. فانتم ايها الشعوب تعبدون ملوككم كما كان اهل الجاهلية يعبدون اصنامهم. واصنامه لا تدفع عنهم آآ ضرارا ولا تجلب لهم نفعا اه بعدين استدرك قال لا والله الاصنام احسن. ليش ؟ قال ولا اه ولا اشاهد فيها عفة الصنم هذه الاصنام عندها عفة فهي لا تشرب الخمر وهي لا ترتكب الزنا وهي لا تلعب القمار. واما هؤلاء الملوك فهي فهي بذلك عفيفة. لانها امتلأت عن فعل هذه المنكرات الثلاث على سبيل المثال. لكن هؤلاء الملوك يشربون الخمر ويرتكبون الفواحش والزنا ويلعبون القمر والميسر. فاذا من اعف من الاخر؟ مع انهم اصنام لكن لا والله. الاصنام افضل منهم هذا البيت طبعا ايش صار ايقونة في الشعر العربي؟ كل شعراء في العصر الحديث الذين نقموا على الانظمة الاستبدادية وعلى اولئك الرؤساء الذين اذاقوهم الويل واودعوهم في السجون والمعتقلات كان هذا البيت والايقونة. كان هذا البيت هو المرجع الذي هو ما زلت اضحك الذي هو اسيرها بين اصنام اشاهدها ولا اشاهد فيها عفة الصنم وعلى هذا قال عمر ابو ريشة امتي كم صنم مجدته؟ لم يكن يحمل طهر الصنم امتي كم صنم مجدته؟ لم يكن يحمل طهر الصنم طيب ثم قال في البيت الثالث والعشرين وهذا البيت اكثر بيت يمكن ان تقول ان المتنبي اطعن فيه نفسه. في كل رحلته البيت في السابق خذوا ايقونة في ثورة الشعوب على المستبدين او في اه قريحة الشعراء التي تجود او الابيات التي تجود بها قرائح الشعراء ضد الانظمة الاستبدادية اللواء البيت اسيرها بين اصنام اشاهدها ولا اشاهد فيها عفة الصنم. فاما الرمح او الخنجر الذي طعن به المتنبي نفسه من اول حياته الى اليوم وهو يشرف اليوم هذه في سنة ثلاثمية واثنين وخمسين لم يعد له من الوجود في الارض الا سنتان فهذا البيت اشد الطعنات المتنبي التي طعن فيها نفسه. قال حتى رجعت واقلامي قوائل لي المجد للسيف ليس المجد للقلم يتحسر يقول انا عشت كل حياتي اكتب ابحث في هذه بهذه الكتابة عن المجد فاقتنعت في النهاية حين رجعت الى وطني لانه الان هو راجع راجع من بغداد الى الكوفة الى وطنه الى مستقره الى مهد طفولته. قال انا اعود وانا ابكي على كل ما فعلته في حياتي السابقة. لقد كنت احلم وبدا ان احلامي كلها غثاء وكلها اضغاث لا قيمة لها كنت اظن ان المجد للقلم فتبينت ان المجد للسيف فلا قيمة للقلم. انما القيمة للسيف والسؤال المحوري ما الذي جعلني انا اصبر كل هذه السنوات من اجل ان اشرح ديوانك؟ مع ان العشرات قد شرحوه قبلي. ما الذي جعلني انا وفاطمة نستمر في الشرح الى هذه الحلقة اربعمية وثلاثة وسبعين الا قلمك لم يمجدك السيف يا متنبي انت اخطأت بحق نفسك. طبعا هذا من باب ان المتنبي يلوم نفسه كثيرا على انه لم يحقق غايته في حياته. ومن قال لك يا متلبي ان العظماء يحققون غاياتهم في حياتهم. انما هم عظماء لانهم قاتلوا حتى اخر لحظة تحقق حلمهم لم يتحقق. وانت يشهد الله والتاريخ وانا انك قتلت حتى اخر لحظة. فلما تقول المجد للسيف ليس المجد للقلم انما مجدك قلمك يا متنبي فاما السيف حتى ولو كنت فارسا فلم يمجدك انا اقول ان مجد السيف سريع مجيء سريع الذهاب او سريع الزوال. يعني انت تحقق المجد تفتح بلدا اه بالسيف عفوا. انت تحقق ان مجد السيف العبارة التي اريد ان ان مجدش سيفي سريع القدوم سريع الزوال وان مجد القلم بطيء القدوم بطيء الزوال. كيف يعني؟ انك تحقق بالسيف مجدا فتفتح بلادا وتوسع مملكتك الجهاد والمجاهدة والاغارة على العدو وقتاله والانتصار عليه هذا بالسيف. لكن ايش؟ سلطانك هذا ينتهي بموتك. فاين سلطان سيف الدولة واين واين سلطان كسرى واين سلطان قيصر كان مجدا بالسيف ان اذ فلما مات من مجدهم هذا السيف انتهى مجد السيف وهو سريع المجيء لكنه سريع الزوال. اما مجد القلم الذي تكتب به اذا كان قلما عبقريا كقلمك يا متنبي فانه لا يظهر قيمتك الكاملة في عينك في حياتك ربما انت اسفت على ان حياتك انك لم ترى من المجد من الشهرة في حياتك ما لو عشت زمنا طويلا بعده فرأيت ما وصلت اليه من الشهرة حتى صرت الشاعر العربي الاول وشاعر العرب الاكبر لرضيت بما حصله لك القلم للسيف وطبعا المناظرة او المفاضلة بين السيف والقلم قديمة جدا. ابو تمام قدم السيف على القلم لكنه في مجال المعركة فيعني آآ يعذر في ذلك. اما المتنبي فلا يعذر لان الذي قدمك القلم للسيف يا متنبي. آآ قول ابو تمام قصدت ما قاله آآ في فتح عمورية السيف اصدق انباء من الكتب في الحد بين الجد واللعب. طبعا هو ما قالش السيف اصدق انباء من القلم. قال من الكتب ويقصد الكتب كتب المنجمين الذين ينجمون ويقولون ونصحوا المعتصم ان لا يذهب في هذه المعركة لانها معركة خاسرة فهي ليست مقارنة مباشرة ما بين اه اه السيف والقلم ولكن الكتب هي نتاج القلم وكأنها صاص اه مقارنة غير مباشرة لكن لكن ايضا كانت في موضعها اما المتنبي تلك طعنة وعنت بها نفسك. وانا طبعا رجعت الى كثيرون تحدثوا. واحد من الذين تحدثوا في ذلك اللي هي المفاضلة بين السيف والقلم هو الراغب الاصفهاني في كتاب محاضرات الادباء وانظر ما قال اه ابن طواطبة قال في تفضيل القلم على السيف. طبعا اه اه كثيرون يعني يمكن ان تتكئ لتفضيل القلم على السيف في ان الله تعالى اقسم به قال تعالى النون والقلم وما يسطرون وجعله اداة العلم. فكل ما في الكون من علم بالقلم. قال علم بالقلم. علم بالقلم واقسم الله كما قلت بالقلم ولم يقسم بالسيف دلالة على دائما المقسم به عظيم عند الله تعالى. فلا يقسم الله تعالى فلا يقسم العظيم الا بعظيم طيب اه ايش قال ابن طباطبة في مدح القلم واذا انقضى قلما ليخطب خلت في يمناه نصلا كم رد عادية الخطوب وكم اعز وكم اذل يجري فيؤمن خائفا ويصب في الاعداء نبلا هذا في تفضيل القلم وقال محمد بن علي يمدح آآ شخصا او اميرا قال في كفه صارم لانت مضاربه يسوس رغبا انشاء او رهب. السيف والرمح خدام له ابدا لا يبلغان به جدا ولا لعبا. فما رأينا مدادا قبل ذاك دما ولا رأينا حساما قبل ذا قصبا قصد حسام القصب يعني القلم. مم وابن الرومي قال كذا قضى الله للاقلام مذبريت ان السيوف لها ارهفت خدم ابن الرومي اعتقد ان السيوف خدم للاقلام. لعل هذا المعنى كان في ذهن المتنبي في البيت الذي سيليه الان سنقوله فعكس المعنى فقال لا. او خالف ابن الرومي في هذا المعنى فقال لا. انما الاقلام خدم للسيوف وليست للسيوف خدما للاقلام. مم اما الذين ذهبوا مذهب المتنبي في تفضيل السيف على القلم آآ فمنهم البحتري قال وعادة السيف ان يستخدم القلم فكانه اتفق معه طيب دعونا نعود الى قصيدة نرى اذا قال هو في البيت الثالث والعشرين حتى رجعت واقلامي فوائل لي المجد للسيف ليس المجد للقلم. ثم قال في بيت الرابع والعشرين اكتب بنا ابدا بعد الكتاب به فانما نحن للاسياف كالخدم يعني الاقلام تقول للمتنبي تريد المجد في مرحلتين اول شي المجد للسيف ليس المجد للقلم. فان اردت لك مجدا بالقلم فاكتب بالسيف ثم اكتب بالقلم. كيف تكتب بالسيف على اجساد الاعداء؟ اجعل اجساد الاعداء صفحات واجعل السيوف اقلاما وقاتل فقتالك هو الذي سيمجدك صحيح ولكن اي قتال نقصد؟ او اي قتال هو الذي مجد المتنبي؟ ليس القتال في المعارك. فمن يعرف معارك المتنبي؟ موجودة طبعا لكن من يتكئ عليها في انها صنعت مجدا للمتنبي؟ انما هي معاركه الشعرية معاركه الادبية معاركه الفنية معاركه العقائدية. هي صراعات مجده. مم قال اكتب بنا الاقلام بتقول للمتنبي ايها المتنبي اكتب بنا بعد الكتاب به يعني بالسيف. فانما نحن الاكرم تقل له فانما نحن للاسياف كالخدم. اذا البحتري وخالف ابن الرومي في ذلك. طبعا هي قلت لكم وهي هي يعني آآ مناوشة ما بين السيف والقلب ما تنتهي. مم. الى اليوم لكن انا اختلف مع المتنبي في ان المجد للصيف ليس المجد للقلمي يا متنبي انما مجدك كان قلما. طيب ثم قال آآ ثم قال في البيت الخامس والعشرين اسمعتني هي بتحكي له اكتب بنا فقال لها اسمعت اسمعت منك خلاص سارد عليك من اليوم فصاعدا طب كم بقي لك سنتان هو لا يعرف طبعا لكن هذا ما تبقى من عمره فسيبدأ ان يكتب قلمه بالسيف. يعني ايش بده يبحث عن امارات؟ طب ما طول حياتك يا متلبي تبحث عن امارة تبحث عن سلطان اسمعتني ودوائي ما اشرت به بامن على ما قالته الاقلام له يقول لقد اسمعتني او سمعت كما قلت ودوائي اه الذي يذهب عني السقم ما اشرت بي ما قلته. فان غفلت عن هذا الدواء اي لم اكتب بالاقلام فدائي في مرضي ليس للمرض الحقيقي فدائي قلة الفهم فانا لا افهم يعني قال اذا لم اسمع نداءك ايتها الاقلام بان اكتب بالاسياف قبلك وتكونين انت خدما للاسياف فتمجدين ما فعلت فان قلت ذلك وكان قولك صدقا ونصحتني بذلك. وامنت انا به اسمعتني بما قال ها؟ اه. ولم افعل؟ فمرظي سيكون انني قليل الفهم. لم افهم منك الغاية مما قلتي فان غفلت فدائي قلة الفهم ها وايش عمل آآ صنع اه اه البيت الذي يعني ايش؟ قفلة لهذا المعنى. قال من اقتضى بسوى الهندي حاجته اجاب كل سؤال عن هل قال له اذا اردت حاجة فلم تبلغ حاجتك بالهندي اي بالسيف فانت كانما يسألك احد هل ادركت حاجتك فالجواب سيكون لم اه اجاب كل سؤال عن هل عن هل ادركت حاجتك؟ بلا لم ادرك لما؟ لانك لم تستخدم السيف من اقتضى السوى الهندي بغير بغير السيف حاجته اي اراد ان ان تقضى حاجته تلك وان يصل اليه فلم يستخدم السيف في الوصول اليها فكأنه سئل هل ادركت حاجتك بغير السيف فالجواب لا لم ادركها بغير سيف انما تدرك الحاجات بالسيف. وهذا الاسلوب استخدام ادوات الجزم وادوات في قضايا معنوية اه مثل هذه القضية اه استخدمها المتنبي من قبل حين قال اه مخاطبا في الميمية الدولة اذا كان ما تنويه اذا كان ما تنويه فعلا مضارعا مضى قبل ان تلقى عليه الجواسم. طيب دعونا نتوقف عند هذا البيت في هذه الحلقة. القاكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة الحلقة الثالثة والسبعين بعد المئة الرابعة فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته