ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى. وخير الهدى يا عمر يا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة اشكر لكم ايها الحاضرون الافاضل اختياركم الجلوس في هذا المجلس الطيب المبارك الذي نسأل الله عز وجل ان يجعله من مجالس الخير والرحمة والبركة واشكر للقائمين على هذا المسجد المبارك. اشكر لهم جهودهم الطيبة في هذه اللقاءات ونسأل الله عز وجل الا اكون عليهم ضيفا ثقيلا كما ايضا ان اشكر الاخوة في الاغاثة الاسلامية لتكفلهم او لرعايتهم هذه الزيارة وايضا للاخ ابي مصعب القائم على اه مطاعم يو بي تاتش على مساعدة لتغطية تكاليف اه البرنامج. بعد ذلك وبعد ان ذكرنا ما لابد من ذكره من الشكر ومن لا يشكر الناس. لا يشكر الله سبحانه. نود ان نتحدث في موضوع اللغة العربية وعلاقتها بدين الله عز وجل. الله سبحانه وتعالى انزل القرآن بلسانه عربي مبين. فمتى كان لك من كتاب الله فمتى كان لك من لغة العرب نصيب انت لك من فهم كتاب الله عز وجل اعظم نصيب. ولذلك فالعارفون باللغة العربية يجدون لهم علاقة وطيدة بكتاب الله سبحانه وتعالى. وكانوا لاجل ذلك سيتأثرون بالقرآن. وهذا اول معالم اثر العلم بالعربية في العلم بالقرآن كان العرب يتأثرون بالقرآن اي بلفظه ومعناه. حتى الذي يطمس الله على قلبه فلا يسلم. لا يملك الا ان يقر بان هذا القرآن ليس كغيره من كلام البشر. وهذا الذي وقع للوليد ابن المغيرة حين قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى عن الفحشاء والمنكر والبغي. قال اعده علي فاعاده عليه. فقال هذا الرجل وهو ليس من اهل الاسلام ولكنه عربي قح قال ان عليه لحلاوة. وان له لطلاوة. وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق. وانه ليس بقول البشر. وانه يعلو ولا يعلى فهذا رجل عربي ادرك باللغة التي يتقنها لانه اهلها ان هذا الكلام ليس من كلام البشر. وما احوجه بعد ذلك الى ان ينظر في شيء اخر غير اللغة العربية. مع انه لم يسلم ولكن على الاقل ايقن ان هذا ليس بقول البشر. وكذلك جبير بن مطعم فانه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو قوله سبحانه ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون. قال فكاد عقلي يطيش من شدة ماذا؟ من شدة هذا القول وعظيم اثره في النفوس. قارنوا هذا وامثاله بحال الناس في هذا الزمان. فانهم يسمعون القرآن وهم عنه لاهون ويقرأون القرآن وهم عنه غافلون. وتجدهم يسمعون كلام الله عز وجل حين يتلى عليهم في الصلوات فلا يتأثرون. وهذا كله بسبب ضعفهم في اللغة العربية. التي تحوجههم دائما الى ان ينظروا في كتب التفسير وان يتأملوا ما قيل من الشروح وان يحاولوا فهم ما في هذا الكتاب العزيز من الكنوز ثم هم يدركون من ذلك من ذلك طرفا صغيرا ولا يدركون منه اكثر الكثير للاسف الشديد ولذلك نحن الان ما عدنا نستطيع ان نعرظ الناس بالقرآن فقط. مع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كان يدعو بالقرآن. كان يتلو على الناس القرآن فيتأثر منهم من يتأثر هذا عمر ابن الخطاب في قصة اسلامه المشهورة انما دخل الاسلام بسبب تلاوته شيئا من صحيفة فيها سورة طه. فكان تأثره المرحلة الاولى والخطوة الاولى نحو وهكذا غيره من الكثيرين كانوا اذا ارادوا ان يعرفوا شيئا عن الاسلام يسألون نبي الهدى صلى الله عليه وسلم فيتلو عليهم القرآن. اليوم هل نستطيع ان نكتفي في دعوتنا ووعظنا بتلاوة القرآن على الناس. دون ان نحتاج الى مقدمات كثيرة. والى تفسيرات وشروح بل الى ترجمة الى لغات اخرى. وحتى الذين يعرفون العربية نحتاج ان نترجم لهم كتاب والله بلغتهم التي يألفون. او بالعامية التي بها يتعاملون. هذا كله يجعل بين الناس وبين القرآن حاجزا. وكسر هذا الحاجز بتعلم اللغة العربية واتقانها. فاذا هذه هي النقطة الاولى التأثر بكتاب الله يحتاج الى اتقان اللغة العربية. والا فيمكنك ان تتأثر ولا تتأثر بالالفاظ. ولاجل ضعف الناس في لغة العرب احتاجوا الى اشياء اخرى يستعملونها لكي يدركوا اعجاز القرآن. بينما العرب الاقحاح ما ما احتاجوا الى ذلك. صار الناس في هذا الزمان يحتاجون مثلا الى ما يسمى الاعجاز العلمي او يحتاجون الى تأمل الاعجاز التشريعي او غير ذلك من الوان الاعجاز. اما العرب في زمن النبوة فكان يكفيهم الاعجاز البلاغي البياني اللغوي المتضمن في كتاب الله سبحانه وتعالى. ثم محور ثان مهم ايضا وهو ان الشريعة كلها عربية. الشريعة عربية. فان ايات الاحكام من كتاب الله باللغة العربية. واحاديث الاحكام من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باللغة العربية. وكلام الفقهاء من الائمة الجهابذة من الفقهاء والمفسرين شراح الحديث وغيرهم كل ذلك باللغة العربية. فالشريعة اذا كلها عربية. ولذلك فالامام الشاطبي رحمه الله تعالى يقول ما معناه فان الشريعة عربية واذا كانت عربية فمهما رأيت مبتدأ في العربية فهو مبتدأ في الشريعة. او ان كان متوسطا في العربية فهو متوسط في الشريعة. وان بلغ درجة الكمال في العربية فانه يبلغ درجة الكمال في معرفته بالشريعة. هذا نحن عنه غافلون في هذا الزمان وصار الكثيرون يحاولون التفقه في الدين دون عربية. ويستنبطون ويجتهدون هم ضعاف في العربية. ويناقشون الائمة المتقدمين وينكرون عليهم بعض الاحكام التي استنبطوها مع ضعف في اللغة العربية وجميع ذلك يؤدي بهم الى شذوذات في الفقه وفي العقيدة وفي غير ذلك. وايضا حين سيأتي مخلط من مشعوذ هذا الزمان ودجالي هذا العصر. فا يحاولون اسقاط الاحكام الشرعية انطلاقا من فهم مخصوص لبعض الايات القرآنية والاحاديث النبوية يكون هذا الفهم مخالفا لاصول لغة العرب تجد من المبتدئين من المسلمين من يتبعونه في تخليطه ويصدقونه قد يأتون الى العالم او المفتي او الفقيه ويقولون انا سمعت كلام فلان فرأيت انه كلام معقول وكلام يمكن ان يقبل. ومع انه مخالف لما نشأنا عليه من دين اسلام فما توجيهكم لهذا؟ وكيف ترشدون في مثل هذا الاشكال؟ والحق ان هذا المتكلم انما ظن ان كلام ذلك المخلط يمكن ان يكون مقبولا لضعفه في اللغة العربية. ولاجل لذلك فما كان هذا ينطلي على المتقدمين لكنه اليوم صار ينطلي على الكثير من الناس البعيدين عن لسان العرب. وايضا محور ثالث. وهو انه لا يمكن تفسير كتاب الله عز وجل لا الا بلغة العرب. ومن لم يعرف اللغة لم يعرف التفسير. وهذا مثلا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وهو الحبر البحر الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتبحر في علم التفسير وعلم التأويل. كان قرشيا فلم يكن يعلم معنى التي هي بمعنى خلق وابتدأ الشيء. ولذلك في قوله تعالى فاطر السماوات والارض لم لم يكن يعرف معناها حتى رأى اعرابيين يختصمان على بئر فقال احدهما انا فطرتها. اي انا صنعتها وانا حفرتها وانا ابتدأتها. ففهم هذا المعنى لانه ليس على لغة قريش فيما يقولون. وايضا يذكرون عنه رضي الله عنه انه ما كان آآ يعرف معنى الفتح في مثل قول الله سبحانه وتعالى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق حتى سمع امرأة تخاصم زوجها فتقول تعال يحكى اي احاكمك ففهم معنى الفتح المذكور في هذه الاية القرآنية. واكثر من هذا واجل من هو اوضح فيما نحن بصدده عمر بن الخطاب وهو الخليفة الراشد. قرأ يوما على المنبر قول الله سبحانه وتعالى او يأخذهم على تخوف. قال ما التخوف؟ فسأل الناس ما التخوف فما علموا حتى قام رجل من هذيل. قبيلة هذيل هذي قبيلة معروفة. عندهم فصاحة عندهم عدد كبير من الشعراء يحتج بشعرهم وقد جمع بعض العلماء اشعار الهزليين فقام رجل وقال التخوف التنقص. قال ما هل لك دليل على ذلك؟ قال نعم. قال الشاعر الهزلي تخوف الرحل منها تامكا قردا. كما تخوف عود النبعة السفن. بطبيعة الحال انا حين البيت الان اغلب الحاضرين ما فهموا منه كلمة كلمة واحدة حتى لكأنه من الصينية او اليابانية او غيرها من اللغات المجهولة. وسبب ذلك شدة بعدنا عن لغة العرب التي نزل القرآن بها فهو في هذا البيت باختصار شديد يصف حال ناقة عليها سرج فيقول تخوف ايضا نقص الرحل هذا الرحل الذي على الناقة تنقص منها تامكا وهو سنام الناقة قردا اي فيه القرى وهو تلك الدويبات الصغيرة التي تكون في آآ الانعام وغيرها. ثم يشبه فيقول كما تخوف عود النبعة السفن النبعة الشجرة وعودها معروف والسفن هو هذا الاجميل الذي يستعمل آآ يعني يستعمله النجار ونحو للتحكم في عفوا الاخشاب. فالمقصود المعنى هو هذا التخوف بمعنى تنقص فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليكم بديوان العربي لا تضلوا عليكم بديوان العرب لا تضلوا. ديوان العرب هو الاشعار. الاشعار التي فيها طغاة العرب بها نفهم كتاب الله عز وجل. والا نضل. واضح؟ ولاجل ذلك نحن ما الاشعار والادب فقط لاجل تزكية الاوقات. ولكي اه نتفكه بذلك ونترفه انما نقرأ هذه الاشعار ونحفظها اقتداء بعلمائنا وشيوخنا الذين كانوا يعتنون بذلك اشد العناية لم؟ لانها مفاتيح كتاب الله عز وجل. ولانها مفاتيح السنة ولانها مفاتيح التراث العلمي من اتقن هذه الاشعار وهذه الاداب وهذه اللغة فهو على خير كثير والحمد لله. ثم هنالك كما لا يخفى عليكم يعني يستحيل ان تفسر كلام الله عز وجل دون معرفة بعلوم العربية مثلا علم النحو انتم لا يخفى عليكم ان علم النحو اساس في علوم القرآن كلها. فعلم وعلوم القراءات على تفصيلاتها المختلفة التي بها يقرأ كتاب الله عز وجل غضا طريا كما انزل. هذه العلوم قائمة على النحو واكابر القراء كان لهم باع في النحو كما تسمعه عن الكساء مثلا وقد كان قارئا وكان نحويا ومعدود ضمن القراء السبعة وهو من من اكابر النحات بل هو آآ نحوي وامام الكوفة في النحو وكما تسمعه عن ابي عمرو البصري ابي عمرو بن العلاء وهو من القراء السبعة كذلك وهو من ائمة النحو هكذا وتأملوا ان كثيرا من الايات القرآنية لا تفهم الا بعلم النحو. يعني مثلا في سورة الماء في اية الوضوء المعروفة تعرفون انه فيها وارجلكم وارجلكم الى الكعبين قراءتان واضح قراءتان قراءة بالنصب واخرى بالجر. وارجلكم بالنصب عما رضا على كما يقول في الشاطبية بمعنى ان اه القراء الذين هم نافع وابن عامر والكسائي ومعهم حفص هؤلاء قرأوا النصب وارجلكم الى الكعبين. وقرأ الاخرون من السبعة الجر. طيب الى هنا هذا مجرد نقل للخلاف القراء علماء القراءات ينقلون لك الخلاف. فلان قرأ هكذا وفلان قرأ هكذا. لكن هنالك شيء زائد على علم القراءات اللي هو ماذا؟ توجيه القراءات. كيف نوجه هذه القراءات؟ فاذا قلتها بالنصب اه اذا قمتم من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم ارجو لكم بالنصب معطوفة على المنصوبات التي قبلها. قبل ذكر مسح الرأس. واذا الارجل تغسل. اذا قراءة النصب لا اشكال فيها من جهة الفقه. لكن الاشكال اين؟ في قراءة الجر. لان حين تقرأ وارجلكم الى كعبين تفهم من ذلك ظاهر الكلام انها معطوفة على رؤوس. وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين فتكون الارجل ممسوحة. اهذا ما يفهم من ظاهر الاية؟ كلا لم؟ لاننا نحتاج الى توجيه القراءة انه باجماع اهل السنة الارجل لا تمسح وانما تغسل. فيمكن ان نحملها على اشياء فيأتي في مثلا بعض المفسرين ويقول هذا محمول على ما يسمى جر المجاورة. اللي هو ماذا ماذا؟ كقول العربي مثلا رأيت جحر ضب خرب. فيقول خربين تبعا للكلمة التي قبلها يضب مع انه الخرب ليس الضب وانما الخرب هو الجحر. فكان ينبغي ان يقال رأيت جحر ضب خربا. لكن جرهاني المجاورة يقال هذا من كلام العرب يأتي النحات فيقولون صحيح هذا مذكور عن العربي ولكن لا نحمل كتاب الله عليه. لانها ليست ليست لغة فصيحة قوية. فنقول نفضل مثلا ان تحمل الاية على المسح على الخفين. او غير ذلك لاحظ معي هذا النقاش كله. بعضكم قد فهمه كله وبعضكم فهم نصفه وبعضكم فهم بركته وفي كل خير. لكن هذا النقاش كله قائم على ماذا؟ قائم على علم النحو. وهو نقاش في ماذا؟ في فهم كلام الله عز وجل. فكيف تفهم كلام الله وانت لا تدرك علم النحو. وحتى علم الصرف ايضا كما قال بعضهم في قول الله سبحانه وتعالى يوم ندعو كل اناس بامامهم. قال بعضهم بامامهم جمع ام. وينبني على ذلك ان الناس يدعون يوم بامهاتهم جاء الزمخشري يعني لو وقفنا هنا ولم اقل جاء الزمخشري ممكن بعض الناس يقول طيب والله كلام مقبول ممكن ان يقبل هذا لكن جاء الزمخشري يقول كلام هذا الكلام لا يقوله الا جاهل بالتصريف. فان ام لا تجمع على امام وانتهينا اذا انقذنا علم التصريف من ماذا؟ من معنى لاية قرآنية هو معنى غير صحيح. اما اذا جئنا الى علم البلاغ وهو علم كبير وفيه مؤلفات زاخرة فهذا علم كله قائم على القرآن بل هو علم القرآن علم البلاغة في الاصل هو علم اعجاز القرآن والمؤلفات الاولى في علم البلاغة كانت تسمى آآ اعجاز القرآن ثم بعد ذلك تطورت وصاروا يطبقون القواعد على غير القرآن ويقولون البلاغة في القرآن وفي الحديث وفي كل النصوص اللغوية لكنه في الاصل علم قرآني وهكذا في اللغة وهكذا في الادب. فلاحظوا معي بارك الله فيكم الفكرة التي اريد ان اصل اليها هي ان كتاب الله كما ذكرت في اول كلمة قلتها انزل بلسان عربي مبين. تريد الارتباط بهذا الكتاب؟ تريد فهمه وحسن التفاعل معه فانت تحتاج الى لغة العرب. وتحتاج الى علوم العربية المختلفة. والا فانت ستخبط في ذلك خبط عشواء. لكنك ستقول لي لسنا جميعا مؤهلين الى هذا الذي تذكره. من اتقان علوم العربية والتمكن منها ونحو ذلك. فما الذي نحتاج ان نصنعه؟ لكي نبقي فهمنا لدين الله عز وجل ولكي نبقي ارتباطنا بتراث الامة. لكي لا ينقطع لكي لا تنقطع العلاقة بيننا وبين تراث اولا اقول نحن جميعا مطالبون بالحد الادنى من اللغة العربية الذي يذكره علماء الفقه وهو ما نقيم به عباداتنا هذا لا اشكال فيه. فالفقهاء يذكرون مثلا انك تحتاج الى تعلم الفاتحة تحتاج الى تعلم بعض الاذكار والادعية التي تقيم بها صلاتك. وما اشبه ذلك هذا متفق عليه بين العلماء اجمالا وهذا على كل حال لا ينازع فيه احد يعني الذي يسلم يعلم مثل هذا لكن انا اقول لو فرضنا اننا معاشر الاباء معاشر كبار السن قد بين قوسين فاتنا القطار وهذا شيء لا اقبله في الحقيقة وانني لا اؤمن بان هنالك علاقة بين السن والتعلم. التعلم يكون في كل وقت. وكما ذكر البخاري رحمه الله تعالى وقد تعلم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على كبر وهم كبار حرف السين ولذلك يعني حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الصحابة اذا استثنينا صغار الصحابة لكن اكثر الصحابة وهم كبار كانوا كبارا في السن. فحفظوا القرآن وتعلموا السنة وتعلموا الفقه الى غير ذلك. فانا اصلا لا اؤمن بهذا الامر. وانا اقول مسلم يتعلم الى اخر حياته. ولكن فرضنا جدلا تنزلا ان هذا الاب يقول انا ما اريد ان تعلم ما استطيع ان اتعلم اتركوني من قضايا التعلم لا اريد ان اجلس في حلق التعلم مثلي مثل الصغار ومثل الشباب انا خلاص تجاوزت هذا قل له اقول له فرضنا ذلك لكنك مسؤول على ذريتك. مسؤول عن ابنائك مسؤول عمن ائتمنك الله عليهم ان تعلمهم من العربية ما يرفعون به عن انفسهم ربقة الجهل عن انفسهم التقليد ويحمون به انفسهم من الشبهات المنتشرة في هذا العصر. ولذلك صح. كثيرا الاباء ان يعلموا اولادهم العربية. وهذا اقوله في كل مكان. لكن في بلاد الغرب على جهة الخصوص نحتاج ان نركز هذا المعنى ان نعلم اولادنا العربية وهذا لا يعني عدم اندماجهم في مجتمعاتهم الغربية على العكس هم يعرفون اللغة الفرنسية والانجليزية او غيرها من اللغات ولكن لغاتهم الاصلية هي لغة دينهم ولغة كتاب ربهم هذه هي اللغة العربية التي يحتاجون ان يصرفوا عليها اوقاتا لكي كانوا من معرفتها. وهذا لا يأخذ وقتا كثيرا بدلا من ان تبقى حياتك كلها وانت تطالب او تترقب من غيرك ان يمضغ لك ويهضم لك ليقدم لك الطعام وهو مطحون متقبل من جهازك الهضمي بدلا من ذلك. استعمل جهدك في ما تستطيع به ان تمضغ بنفسك وان تهضم بنفسك. بدلا من ان تذهب في كل وقت حينما تشتهي السمك وانت على شاطئ البحر وامامك اسماك كثيرة بدلا من ان تطلب ممن حولك ان يصيد لك سمكة ليعطيك اياها قل له علمني كيف تصيدها لعلني اصيد اليوم سمكة وغدا اسماكا كثيرة اعيش منها بدلا من ان تبقى حياتك كلها وانت عالة على من يترجم لك ومن يفسر لك ومن اشرح لك وهذا في كثير من الاحيان يكون مبنيا على رأيه هو وترجمته هو وتفسيره هو بدلا من ذلك اقصد النبع الاصلي واترك عنك القنوات. اقصد النبع الاصلي. النبع الاصلي ما هو؟ القرآن. كما انزله جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا هو النبع الاصلي. اقصده واترك هذه القنوات الكثيرة اقصد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. اقصد ماذا؟ اه اه هذا التراث انت مثلا تتمذهب لمالك او للشافعي الا تحب ان تقرأ كلام مالك كما تكلم به دون ترجمة او كلام الشافعي كما تكلم به دون ترجمة الا تحب ان تقرأ تاريخ الامة دون ترجمة كم نسبة ما ترجم من هذا التراث؟ اذا قورن بالتراث كله لا اظنه يصل واحدا من الف ولا واحدا من عشرة الاف ولا اقل من ذلك. انت تحرم نفسك من تراث ضخم تاريخ جميل لذيذ ماتع فيه خير الدنيا وخير الاخرة تحرم نفسك من هذا كله لان بينك وبين بينه بابا وانت لا تملك مفتاح الباب. المفتاح ما هو؟ اللغة العربية. بمجرد اتقانك للغة العربية. وهذا قد يأخذ منك سنوات معدودة ليس شيئا محالا ولا صعبا ولا بل سنوات ثم تفتح الباب وتدلف الى فهذا التراث فيه ادب فيه تاريخ فيه علوم شرعية فيه سنة فيه قرآن بجميع آآ تفاصيل في علوم القرآن هذا كله يصبح في متناول فهمك. وتستطيع ان تتعامل معه بسهولة. قلنا اذا لم تستطع هذا انت فعلى الاقل اجعله لاولادك. لا تحرمهم وهم صغار من هذه اللذة ومن هذه الفرصة العظيمة ولا تحرمهم من ان يمتلكوا هذا المفتاح كما قد حرمت ربما انت او كما ان غيرك يحرم. النقطة الاخرى التي اود الحديث عنها هي انك حين تريد ان تتعلم اللغة العربية لا ينبغي ان تجعل ذلك مثل الثقل الموضوع على كاهلك. كانك تتعلم في انجاف ثقيلا. لم؟ لانك تريد ان تتعلم عن طريق القواعد. عن طريق علم النحو. علم الصرف. وهذه علوم مهمة جدا ومفيدة جدا ولكنها ثقيلة جافة كثير من النفوس لا تستطيع التعامل معها اذا انصحك بالشيء الذي تتعلم به اللغة العربية. وفي الوقت نفسه تجد لذلك متعة ولذة وهو الممارسة ان تمارس هذه اللغة العربية ان تستعملها فان اللغة تحيا وتموت بالاهمال. اذا اهملتها ماتت. اذا استعملتها صارت حية. فاذا كيف مع هذه اللغة تمارسها كيف تمارسها؟ في الاماكن التي تستطيع يعني جلست مع اصدقائك بدلا من ان تتكلم مثلا هنا في هذه البلاد مع اصدقائك الذين يعرفون شيئا من العربية بدلا من ان تتحدثوا فيما بينكم بالانجليزية او الفرنسية او بالعامية مختلفة حاولوا ان تتحدثوا فيما بينكم بماذا؟ باللغة العربية الفصيحة. بطبيعة الحال ستقول شيئا من الكلام باللغة العربية الفصيحة قد يستهزأ منك صاحبك. قد يضحك منك صديقك لانهم ما تعودوا على هذا ولكن ستجد اثر ذلك عظيما على لسانك وذوقك اللغوي. لذلك تتكلمون فيما بينكم بالعربية. تكلم مع اولادك باللغة العربية ما امكنك. فانت تعلم ان اولادك يذهبون الى المدرسة ويجلسون مع المعلمين ومع الاصدقاء وربما ثمان ساعات او تسع ساعات او اكثر وهم لا لفظا واحدا باللغة العربية. وتعلم انهم يذهبون مثلا الى قاعات الرياضة الى الانشطة الموازية. وهم في هذا كله لا كلمة واحدة باللغة العربية. ثم يدخلون الى البيت الذي فيه والد ووالدة شاعران باهمية لغتي العربية ومع ذلك ماذا؟ مع ذلك يجد ان الوالد او الوالدة لا يكلمون هذا الطفل الا بلغة الافراد باللغات الاعجمية. ماذا استفدنا اذا؟ متى نستطيع ان نصل الى مرادنا من تعلم هذه اللغة ومن فهم بدين الله عز وجل. فانا احثكم انا اقول لكم قضية اللغة هذه هي الجزء الاهم في الهوية الاسلامية. ولذلك قلتم مرارا من قبل اننا حين نتأمل تاريخ الوجود الاسلامي في بلاد العالم. الاسلام في اصله اين بدأ بدأ في جزيرة العرب وهي مكان محصور جدا. ثم بدأت الفتوحات حين انتشرت الفتوح الاسلامية في اراض مختلفة انتشر الاسلام في تلك البلاد وانتشرت معها العربية هذا مهم جدا ان نذكر به. ولذلك وجدنا ائمة اللغة وائمة النحو وائمة الصرف. فضلا عن ائمة الشريعة وجدنا ها هم في بلاد كثيرة ليست في الاصل بلادا عربية. في بلاد الهند في بلاد خراسان في اه اقاصي اندونيسيا وجدنا في المغرب والمغرب في الاصل ليس عربيا وجدناهم في الاندلس. حتى الاندلس هذه في قلب اوروبا. وآآ هي يعني في الاصل لا علاقة لها بالعربية. فاذا بها تنجب مئات العلماء في الشريعة بل مئات وعشرات العلماء في علوم العرب نفسها وادباء حتى صار عندنا شيء اسمه الادب الاندلس. وهو من ادب العربي. وصار عندنا مدرسة نحوية اندلسية تقارن بالمدرسة البغدادية والكوفية والبصرية. عندنا خاص بالاندلس وهذا في قلب اوروبا. فاذا الانتشار الاسلامي هكذا فهم المسلمون قديما حين ينشرون الاسلام ينشرون معه العربية. فيوجد عندنا شخص مثل الامام البخاري مثلا لا علاقة له بالعربية من جهة النسب عربية لكنه يكتب ويتكلم ويؤلف ويحدث باللغة العربية كأنه من العرب الاقحاح. وهكذا الذي لم يكن عربيا وهكذا خلق من العلماء. فلما في عصرنا هذا صار الاسلام ينتشر في بعض بلاد انتشارا كبيرا فيما يقال لنا ثم ينتشر باللغات المحلية. ولا يصاحب ذلك انتشار للغة العربية كأن ماذا؟ كأن المسلمين عندهم نوع من التخوف من نشر اللغة العربية او عندهم توجس من ذلك او يخافون ان يقال عنهم هؤلاء يعني ليسوا مندمجين في مجتمعهم لانهم يتكلمون بلغاتهم الخاصة وهذه كلها يعني كلمات غير صحيحة والحق انك ترفع نفسك امام هؤلاء الغربيين حين تتشبث بهويتك ومن هويتك لغتك العربية. فاذا انصح كثيرا نفسي وانصح اخواني بممارسة اللغة العربية. ممارسة هكذا في الكلام مهم جدا الممارسة في الاستماع يعني تريد لابنك ان يتعلم شيئا من اللغة العربية احرص على ان تسمعه كلاما عربيا فصيحا. بدلا من ان يبقى يعني حين يدخل لمواقع التواصل او هذه اه حين يسمع بعض المقاطع ونحو ذلك بدلا من ان يسمع ذلك بلغة اخرى احرص على ان ترسل له الحمد لله الان المنتوج الذي باللغة العربية كثير وفي مجالات مختلفة في علوم انسانية علوم شرعية في ادب في كل شيء اجعله يسمع ذلك لكي يتمكن منه ويستقر في ذهنه. وايضا انا انصح الى جانب هذه الممارسة انصح بالقراءة في الادب. وهذا بحسب المستويات. الناس في هذا متفاوتون يعني بعض الناس مبتدئون في العربية. يأخذون قصص او روايات صغيرة مثل تلك التي توجه لطلبة الابتدائي عندنا في بلادنا روايات قصص صغيرة يقرأونها وتكون قراءة مستمرة يعني كل يوم يقرأ من ذلك صفحات ورد كن يومي من القراءة بالعربية. فائدة ذلك ماذا؟ فائدة ذلك انك تحمي لسانك من استعجام تحمي لسانك من التغرب تحمي لسانك بان يصبح اذا اردت ان تقول الكلمة العربية تسبق الى لسان اللغة الانجليزية او الفرنسية. لاحظ فهذا كله تحمي نفسك منه بهذه القراءة. اذا كان مستواكم مستواك متوسطا او يعني اكثر من ذلك تقرأ في كتب الادب الكثيرة وهذا يساعدك بطبيعة الحال على التمكن في اللغة العربية كذلك لاجل حفظ هويتنا في اللغة العربية انصح نفسي واخواني بان تعقد مجالس تعليم اللغة العربية بنفس النسبة التي تعقد مجالس للقرآن. لدرجة ان المتقدم لم يختلفوا في شيء يمكن تقديمه على القرآن الا العربية. اتفقوا على هذين واختلفوا في ايهما يقدم؟ يعني علماؤنا المتقدمون ماذا قالوا؟ قالوا هذا الطفل الذي نريد ان نعلم يبدأ التعليم. هل يبدأ بحفظ القرآن؟ قبل العربية او يبدأ بالعربية لان ذلك يعينه على حفظ القرآن. لكن يقول احدهم يبدأ بشيء اخر. كائنا ما كان هذا الشيء الاخر. لم يقولوا يبدأ باصول الفقه او بالفقه او لا. كلامهم ونقاشهم وخلافهم في هذين فاذا نحن نستفيد من هذا الخلاف اننا في مراكزنا الاسلامية وفي مساجدنا وفي حلقات العلم يكون عندنا حلق لتعليم الناس القرآن لتحفيظهم القرآن وايضا لتعليمهم اللغة العربية. وهذا ليس صعبا وهنالك مناهج متعددة لتعليم اللغة العربية بطريقة الممارسة المشاركة تعين الناس على تعلم اللغة دون ان يقعوا في اشكالات الصعوبة والجفاف التي توجد في اه علم القواعد وعلم النحو والصرف ونحو ذلك المسلمون الجدد لا بأس يعني صحيح ان كثيرا منهم قد يكون عاجزا ويقول لك انا انا امنت بالاسلام لكن لا تكثر عليه لا تقل لي ايضا انا خلاص اسلمت فاكتفي بممارسة شعائر الاسلام واما تعلم العربي هذا ثقيل عليه هذا موجود لكن نعرف اناسا من هؤلاء عندهم حرص على تعلم لغة جديدة بدليل ما نراه عند المستشرقين سواء منهم المسلمون وغير كثير من هؤلاء المستشرقين يتقنون اللغة العربية. ويتعلمونها لاغراض بعضهم يعني ليس مسلما اصلا في تعلم اللغة العربية ليس لأجل التدين او الدين او هذه الأغراض التي ذكرت لكم ولكن فقط بعضهم لأجل اللذة والمتعة. يقول لك وجدت في العربية متعة لم اجدها في اللغة اخرى او لفهم هذا التراث او للتعامل مع الادب القديم او نحو ذلك. فهؤلاء اقوام نشأوا في بيئة بعيدة عن العربية ومع ذلك صاروا يتعلمون اللغة العربية فكذلك من اسلم يقترح عليه حلق لتيسير تعلم الحد الادنى من اللغة العربية. فمن اقبل؟ ومن تيسر له ذلك؟ فبهى ونعمت. ومن لم يستطع فلا اشكال. والمقصود عندنا ان هنالك امورا كثيرة جدا تحتاج الى تصحيحها في علاقتنا باللغة العربية وعلينا ان نجعل هذه اللغة اولوية من اولويات دراستنا وتعلمنا اود ان اسمع منكم اود ان ارى شيئا من مداخلاتكم او من اسئلتكم او من اشكالاتكم او من الصعوبات التي تجدونها في دراسة عربية او في وجود في آآ هذه البلاد ونحوها من بلاد الغرب. فلذلك افضل ان اقف عند هذا القدر وان يفتح المجال للمشاركة باذن الواحد الاحد سبحانه وتعالى والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله