لبيك يا لبيك يا لبيك يا ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام. وذو النون يونس ابن متى عليه السلام. هذه اسماء قيمة حجت بيت الله الحرام واحرمت وادت النسك. ان ارتباط عبادة الحج معشر الحجيج بالامن السابقين وبتعزيز وتأصيل هذا الركن العظيم من اركان الايمان. الايمان بالرسل عليهم السلام يشعل في النفوس في رحلة الحج بعدا ايمانيا عظيما. كم في هذا المعنى من ايمان تتدفق منه في القلوب لتزيدها ايمانا. وكم في هذا المعنى من شيء ينبعث في نفوس الحجيج يجعلهم اكثر لا هي تقوى في حجهم تجيب نداء الخليل ابراهيم عليه السلام متبعا في نسك حجك خطوات الخليل محمد صلى الله عليه وسلم. تالله ما اروعه من حج على خطى الخليلين. تأملوا معي رعاكم الله هذه الاحاديث حديث النبوية الكريمة يقول صلوات الله وسلامه عليه صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا. مسجد الخيف في منى القريب من الجمرات وقال ايضا صلوات الله وسلامه عليه. وقد مر بوادي هرشا كاني انظر الى يونس ابن متى عليه السلام على ناقة حمراء وهو يلبي وقال صلوات الله وسلامه عليه في ذكر اخر الزمان ونزول عيسى عليه السلام قال والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم حاجا او معتمرا او ليثنيينهما يعني يجمع بينهما حجا وعمرة ولما كان في صعيد عرفات قال عليه الصلاة والسلام قفوا على مشاعركم فانكم على ارث من ارث ابيكم ابراهيم هذه الاسماء الكبيرة الكريمة من انبياء الله عليهم السلام التي سمعتها اذانكم من اولي العزم من الرسل. ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام. وذو النون يونس ابن متى عليه السلام. هذه اسماء كريمة حجة بيت الله الحرام واحرمت وادت النسك. اذا فامة الاسلام بشرائعها واحكامها امة عريقة ضاربة باطنابها في جذور تاريخ البشرية. ولها ارتباط وثيق العرى بالانبياء الكرام السابقين عليهم السلام امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق وبين احد من رسله ان ارتباط عبادة الحج معشر الحجيج. بالانبياء السابقين. وبتعزيز وتأصيل هذا الركن العظيم من اركان الايمان الايمان بالرسل عليهم السلام ليشعل في النفوس في رحلة الحج بعدا ايمانيا عظيما ويجعل فتيل هذا الايمان متوقدا ليزداد المرء في حجه ايمانا. وليعلم ان قدميه التي تخطان في طريقهما الى اداء مناسك حج بيت الله الحرام. انما تقتفي درب الانبياء عليهم السلام. اجل تقف وتسعى وتدعو وتفعل وتفعل فانما والله تختط درب من سبقك من صفوة البشر قبلك من انبياء لا ورسله الكرام عليهم السلام. كم في هذا المعنى من ايمان تتدفق مياهه في القلوب لتزيدها ايمانا وكم في هذا المعنى من شيء ينبعث في نفوس الحجيج يجعلهم اكثر لله تقوى في حجهم. واقرب منه اخلاصا اجل والله كم يفيض على القلوب من الشعور والمشاعر؟ انها في رحلة حجها تعيش مواقف العظمة مواقف الانبياء الكرام عليهم السلام هذا وحده كفيل بان يجعل من رحلة حجنا وقعا اخر وان يعطيها من المعاني. والاهداف السامية ما يزيدها تجلية ليكون حجنا اكثر من مجرد رسوم جوفاء او مظاهر تؤدى بل هو في صلب الايمان وعمقه الراسخ اقتفاء وسلوك لدرب من اصطفاهم الله جل جلاله الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. اما خليل الله ابراهيم عليه السلام فهو الخليل وكفى والذي جاء نبينا صلى الله عليه واله وسلم على اثره متبعا ملته مقتديا امر ربه. ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. وما كان من المشركين اوتظنون معشر الحجيج ان ايات بناء الكعبة وتشريع الحج والاذان به في كتاب الله الكريم. لما جاء بذكر الخليل ابراهيم عليه السلام. ما كان من وراء ذلك قصد اكثر من الارتباط بهديه وبدربه عليه السلام اجل فهذا معنى جلي واضح. فهذا معنى جلي واضح يقول الله سبحانه وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. كل يحج فرأى الكعبة ويطوف بها. كل من استقبل قبلته اليها فرآها لا يتذكر شيئا اسرع الى ذهنه من بناء الخليل ابراهيم عليه السلام. وابنه اسماعيل عليه السلام لبيت الله المعظم. هذه الكعبة الشريفة والاذان بالحج كان بامر الله سبحانه للخليل ابراهيم عليه السلام واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا. وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. ان يأتوك ماشيين على ارجلهم او راكبين. على النوق التي اصابها الظمور من طول المسير وتعبه. يأتين من كل فج عميق ليشهد منافع لهم ويذكروا اسم الله. في ايام معلومات لما اتم الخليل ابراهيم عليه السلام. وابنه اسماعيل عليه السلام بناء الكعبة. جاء هذا الامر الالهي الكريم واذن في الناس بالحج في الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما حبر الامة وترجمان القرآن. ان الخليل ابراهيم عليه السلام قال اي ربي ما يبلغ صوتي قيل له اذن وعلينا البلاغ فصعد ابراهيم عليه السلام على المقام الذي قام عليه ليبني ما ارتفع من بنيان الكعبة الذي نصلي خلفه ركعتي الطواف مقام ابراهيم عليه السلام. وقيل صعد على جبل ابي قبيس وقيل على الصفا وقيل على غيره والمقصود انه ارتقى ليجد مكانا يرتفع عليه. فنادى ايها الناس ان الله قد بنى بهذا الوادي بيتا وامركم ان تحجوا اليه فحجوا قال ابن عباس رضي الله عنهما فتطامنت له رؤوس الجبال وارتفعت له القرى. فانفذ الله صوته في اصلاب الرجال وارحام الامهات فاجابوا ولبوا لبيك اللهم لبيك فكل من حج بيت الله الحرام الى قيام الساعة فقد اصابته دعوة الخليل ابراهيم ابراهيم عليه السلام يا كرام، احدنا اذا احرم بالنسك حجا او عمرة فان شعار احرامه التلبية. وهو يقول لبيك اللهم لبيك. اتدري ما معنى لبيك ان لبيك كلمة تقولها العرب اجابة لنداء المنادي. فاذا ناداك احد باسمك يا فلان فان بوسعك ان تقول نعم لكن الارقى ادبا عند العرب ان تقول لبيك. يعني اجبتك مرة بعد مرة مسرع غير متردد في اجابة دعائك وندائك ولذلك فان هذه الكلمة اللطيفة المؤدبة المهذبة لبيك يقولها الولد لابيه او امه اذا نودي منه يقولها العبد لسيده وانت في ندائك في الحج قلت لبيك اللهم لبيك. السؤال ما تقول لبيك الا من ناداك فتقول لبيك اللهم فهل ناداك الله؟ الجواب اجل منذ اذان الخليل ابراهيم عليه السلام. ايها الناس ان الله قد ابتلى بهذا الوادي بيتا وامركم ان تحجوا اليه فحجوا انت ذا جئت بعد الاف السنين لتقول لبيك اللهم لبيك والله لو وقعت هذه الكلمة منك موقعها في قلبك مستشعرا انك بكل شرف بفضل الله ومنته جئت في اليوم الذي تجيب فيه نداء ربك الذي نادى به الخليل ابراهيم عليه السلام. فتقول لبيك اللهم لبيك. تجيب نداء الخليل ابراهيم عليه السلام متبعا في نسك حجك خطوات الخليل محمد صلى الله عليه وسلم. تالله ما اروعه من حج على خطى الخليلين. ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم تسليما كثيرا. هذا والله ادعى لاكون حجنا اكثر برا وتقوا وطاعة اكثر اخلاصا واخباتا وخشوعا. ان يكون حجنا ممتلئا من القرب والعبادات التي تزيد ايمان المؤمنين وترتفع بتقواه في سماء العبودية درجات ودرجات. وهي وحدها كفيلة بان تكون من مقاصد حجنا في ملمح النظر ان تكون هدفا يسعى اليه الحجيج. وان يكون منهم في قيامهم وقعودهم وذهابهم ومجيئهم مرأى ومسمع كل واحد منهم ذاك الصوت المدوي في اذنه. واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا. وعلى كل ضامر ان يأتين من كل فج عميق فاقبلوا ومن اقبل منكم فليقبل على خطى الخليلين ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام عسى ان يكون في الجنان في مقامهما متشرفا برؤيتهما وصحبتهما. والانس بما اكرمه الله تعالى به في الدنيا. ها هنا من حج على خطاهما الكريمة المباركة ليكون في صحبتهما اتم سعادة في نعيم الجنة اورثنا الله واياكم اياكم سكناها