لبيك يا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. انها تقوى الله سبحانه وتعالى التي تحقق المراد الاكبر من تشريع العبادات جملة في الاسلام. جئت تحج فابدي في صفحة حجك كل ما يسرك ان تلقى به الله عز وجل. هكذا هي تقوى الله. حري باحدنا وقد اكرمه الله فجاء حاجا ويسر له السبل فقدم في ركب الحجيج حري به ان يجعل نصب عينيه في كل خطوة من خطوات مناسكه ان يكون عبدا تقيا لله تقوى الله سبحانه وتعالى مرتبة عظيمة من مراتب الدين. وطريق العبودية الحافل بانواع العبادات التي تقرب العبد من ربه جل وعلا انما تبلغ في اعلى درجاتها اذا سمى اليها الموفقون ان يبلغوا درجة التقوى لانها حقيقة ستحل بهم في مرتبة ولاية الله. جل جلاله. الولاية التي تحل ثانية بعد مرتبة النبوة التي اصطفى الله سبحانه وتعالى الصفوة من البشر لها فحسب. واما باب الولاية فقد جعل مفتوحا لكل العباد الصالحين الاتقياء. ان يحلوا في رحابها. وان يتشرفوا بكرامتها. اوما سمعتم قول الحق سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون اجل انها تقوى الله سبحانه وتعالى التي تحقق المراد الاكبر من تشريع العبادات جملة في الاسلام يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. اننا نعبد الله عز وجل لاجل ان تقواه سبحانه في هذه القلوب المؤمنة التي امنت به ووحدته سبحانه وتعالى. واذا كانت تقوى الله جل وعلا وصية الله للاولين والاخرين ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فان عبادة عظيمة بل ركنا جليلا من اركان ديننا كحج بيت الله الحرام لا يمكن ان تخلو منه هذه المقاصد الجليلة في تشريع عبادة حج بيت الله الحرام ومن اجل ذلك فان القارئ لايات الحج في القرآن الكريم يتلمح هذا المعنى جليا فان الله امر بالتقوى في غير ما اية. اول ايات الحج في سورة البقرة المفتتحة بقوله سبحانه واتموا الحج والعمرة لله ختمت بقوله سبحانه وتعالى واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب. فاذا ما شرع الحاج في النسك وتهيأ وقد ترتبت امامه الامور وانفتحت له السبل واقبل يستعد للحج يجهز اغراظه ويهيئ متاعه ويحزم قائده تأتي الاية الكريمة لتقول وتزودوا فان خير الزاد التقوى اذا ما جئت الى الحج وقد جهزت اغراضك وامتعتك الشخصية المتعلقة بك فتذكر ان تقوى الله في قلبك اول ما يجب ان تستعد به في قدومك ضيفا ووافدا كريما على بيت الله الحرام لاداء حج بيته العظيم. وما تزال الايات تأمر بالتقوى بين اية واخرى. تحث على تذكر هذا المعنى ليكون مستصحبا مع الحاج في رحلة حجه كلها. فاذا جاءت ايام التشريق ومكث الحجيج بمنى يومين للمتعجلين او ثلاثة للمتأخرين ما زالت الاية بظلالها لتؤكد هذا المعنى. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون هو ما فهمتم ان المعنى تعجل ان شئت في منى في يومين وانصرف. او تأخر الى ثلاثة ايام ثم انصرف بهذا القيد لمن اتقى فحقق التقوى ثم تعجل او تأجل انما المراد ان تصل الى هذا المعنى العظيم الحج التي تبينت فيها جملة من احكام المناسك هي الاخرى مستفتحة برأسها بالامر بتقوى الله يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم. لن ينال الله لحومها ولا دماؤها في الهدي والاضاحي. ولكن يناله التقوى اه منكم يا كرام تستمر ايات الحج في تذكير الحجيج بقضية تقوى الله عز وجل. لانها مقصد جليل الحج التي تأتي اليها جموع المسلمين كل عام. يراد لها ان تصوغ في قلوبهم المعاني السامية وان تسمو بهم الى اعلى مراتب الاسلام وان يتفيأوا في ظلال عبادة الحج المعاني العظيمة ليبلغوا بايمانهم وليسلكوا بظواهرهم وبواطنهم درب الاتقياء. اي والله حري باحدنا وقد اكرمه الله فجاء حاجا ويسر له السبل فقدم في ركب الحجيج حري به ان يجعل نصب عينيه في كل خطوة من خطوات مناسكه ان يكون تقيا لله. والا يرجع من حجه الا وقد عمر باطنه بتقوى الله. ليعود من حجه وقد اضحى الحج حقيقة منعطف خير في حياته. وقد تغير ولبس لبوس الاتقياء فرجع من حجه فاذا هو ليس كالذي خرج ومن اهله وعشيرته مستقبلا بيت الله الحرام. مستمتعا باداء المناسك طوافا وسعيا مبيتا ورميا. دعاء وخضوعا وبكاء. انها تقوى الله معشر الحجيج. التي نتذبحها منذ القصد الاول النية. التي جئنا بها نحج الى بيت الله الحرام فان من تمام اتمام الحج الذي امر الله به في قوله واتموا الحج والعمرة لله ان تكون المقاصد صندوق صافية. ان يكون الاخلاص حاضرا. هذا اول خطوات المناسك ورأس مالها تقوى الله عز وجل ما جئت تحج بيت الله الحرام ليقال عنك حاج ولا جئت مرائيا ولا متحدثا عن عدد تكتبه في سجلك وتخبر به الناس من حولك كم حجة حججت وكم مرة اعتمرت انما تريد ان تحقق ذلك الموعود الكريم. تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب. كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة. الامر باجتناب الرفث والفسوق والجدال في الحج هو الاخر صورة من صور تقوى الله عز وجل التي نوطن عليها انفسنا في رحلة حجنا لبيت الله الحرام رفث كلام في الجماع وما يتعلق به. فسوق يخرج به المرء في منطوق لسانه وافعال بدنه عما يخل بالمروءة لا تليق بحاج احرم فجاء وقال لبيك اللهم لبيك. حتى الجدال وهو ادنى صور النفس مطلوب تركه في الحج ومفارقته لان الحج تجرد تام. واقبال على الله عز وجل في العبد المخبت المنيب المتنازل عن كل شيء يتعلق به. لانه قد تعلق بامر عظيم. وهو الرب الكريم الذي قال له لبيك اللهم لبيك. فحري به ان يجعل تقوى هذا الاله المعبود العظيم سبحانه وتعالى حاضرا في كل خطوات المناسك. فلا رفث ولا موسوقة ولا جدال في الحج. قال وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا. فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب معشر الحجيج من المسالك التي نحقق بها تقوانا لربنا الكريم سبحانه وتعالى في رحلة حجنا لبيت الله الحرام المسارعة الى الطاعات الاستكثار من الحسنات ان يجمع المرء في حجه ما استطاع من الاجور والقرب ان يكون بين الواجبات قوافلي متقلبا في انواع من العبادات. فاذا صلى الفرائض الحقها بكثير من المستحبات ذكرا وقرآنا تلبية وتكبيرا لا يزال في دعائه رافعا يديه لا يمل صبح مساء. مستشعرا انه في رحلة حجه يلبس لبوسا اتقياء الذين وقفوا حياتهم طاعة لله. جاهدوا انفسهم في الانكفاف عن الحرام والمعاصي والاثام. يا كرام من اجل معاني التقوى في الحج ان يجتنب المرء في حجه كل ما يخدش تمام حجه وكماله. كل ما يمكن ان يكون في حجه نقصا واستخفافا تلمسا للرخص والاعذار بلا عذر. جئت تحج فابدي في صفحة حجك كل ما يسرك ان تلقى به الله عز وجل. هكذا هي تقوى الله. مسارعة الى الخيرات. اكتمال في مقام العبودية ومسارعة الى بلوغ اعلى مناصبها ما وجد المرء الى ذلك سبيلا نفقة حجك ان تكون من حلال صورة من صور تعظيمك لله عز وجل. وهكذا في اداء المناسك كلها. ذبحا نحرا وطوافا وسعيا. لا يراك الله عبد الله في حجك الى بيته الحرام الا في ركب الاتقياء. ثم احدنا ان وطن نفسه على هذا الامر العظيم كان اقرب الى ان يتخرج من الحج عبدا تقيا. ويسهل عليه الانقياد في درب الاتقياء وسلوك سبيلهم بعد رحلة حجه بيت الله الحرام. مستكثرا من الطاعات مجاهدا نفسه في الانكفاح في عن المعاصي والسيئات كثير القرب قليل المعاصي والذنوب واذا هو سريع التوبة قريب الاوبة اذا هو قلب رقيق يجد للقرآن حلاوة وللذكر رقة ويجد لكل العبادات. التي تقربه الى ربه عز وجل سبيلا ممهدا ونفسا طائعة مقبلة على الخير. هذه من اجل المعاني التي يراد لحجاج بيت الله الحرام حرام ان يتلمسوها في رحلة حجهم وان يعودوا بها اتقياء كما امر ربنا سبحانه وتعالى لبيك يا لبيك يا لبيك