لبيك يا لبيك يا لبيك يا تعظيم الله عز وجل ان يكون الله ذو الجلال والاكرام. ذو الجبروت والكبرياء والملكوت والعظمة ان يكون اعظم شيء في قلب عبده. والسؤال الكبير معشر الحجيج كيف لاحدنا ان يعيش معاني التعظيم لهذه القضايا من الحرمات والشعائر عامة وفي رحلة حجه خاصة. ان من تمام تعظيمنا لربنا سبحانه وتعالى ان نعظم ما عظم الله جل جلاله. فالقرآن من الحرمات لعظيم حرمته. والنبي صلى الله عليه وسلم من الحرمات لعظيم قدره وحرمته. وهكذا البلد الحرام هو من الحرمات وسائر ما يتعلق به من الاحكام احد اجل اعمال القلوب واسماها واعظمها اثرا في حياة العباد معنى عميق يتداخل في كل عبادات القلب التي نتعبد بها لربنا سبحانه وتعالى. بل هو اساسها وقاعدتها الراسخة ومنها تنبثق اعمال القلوب وعباداتها كلها بلا استثناء. فمحبة الله والخوف من الله والرجاء وصدق التوكل حسن الظن والانابة كل تلك العبادات وغيرها تقوم على قاعدة صلبة راسخة ينبغي ان تكون متحققة في القلب اولا انه تعظيم الله جل جلاله ومن اجل ذلك فان عبادة عظيمة كالحج لا تغيب عنها تلك المعاني الجليلة التي يراد للحاج في رحلة حجه ان يرجع بها وان يحققها وان يتقلب في اكنافها وان يستمتع بثمارها واثارها. تعظيم الله عز وجل ان يكون الله ذو الجلال والاكرام ذو الجبروت والكبرياء والملكوت والعظمة ان يكون اعظم شيء في قلب عبده ينظر الله في قلبه فلا يرى في قلب عبده شيئا اعظم منه سبحانه وتعالى ويعلم الله عز وجل ان ذلك العبد الموفق المبارك الممتلئ قلبه تعظيما لله عز وجل ها هو ذا قد انطلق في خطواته في طريق العبودية على اساس التعظيم لله جل جلاله. ومن عظم الله سبحانه عظم ما عظم الله تبارك وتعالى. فما الذي عظمه الله؟ عظم الله دينه عظم الله الشعائر عظم الله الحرمات. عظم الله كتابه. عظم الله نبيه صلى الله عليه وسلم. عظم الله البقاع المباركة التي ذكر شأنها في كتابه الكريم ان من تمام تعظيمنا لربنا سبحانه وتعالى ان نعظم ما عظم الله جل جلاله وها هي في في رحلة الحج نعيش معالمها في غير ما موضع نجد ان تعظيم الله عز وجل نجده في الطواف والمسجد وفي عرفات ومزدلفة ومنى نعيش التعظيم في كل خطوة من خطوات المناسك معشر الحجيج. في سورة الحج ذكر التعظيم في موضعين احدهما قوله سبحانه وتعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وفي الاخرى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فما حرمات الله الحرمات جمع حرمة وهو كل شيء له في الشريعة قدر محترم ومكانة جليلة ولهذا قال اهل العلم فالقرآن من الحرمات لعظيم حرمته. والنبي صلى الله عليه وسلم من الحرمات لعظيم قدره وحرمته وهكذا البلد الحرام هو من الحرمات وسائر ما يتعلق به من الاحكام وفي الاخرى قال ذلك ومن يعظم شعائر الله والشعائر جمع شعيرة وهي اعلام الدين ومعالمه البارزة. وذكر يفسرون جملة من معاني الشعائر. وان كانت الاية في سياق البدن التي تذبح هديا واضاحي في الحج فهي مقصودة بالمقام الاول كما في دلالة السياق. لكنها ليست وحدها منحصرة فيها معنى شعائر الله. فان كل ما كان من معالم الدين واعلامه البارزة فهو من شعائر الله. فالاذان من شعائر الله. والصلاة من شعائر الله. قال يفسرون ومكة وعرفة ومزدلفة ومنى والصفا والمروة والكعبة كل ذلك من شعائر الله والمطلوب ان يعظمها القلب المؤمن تعظيما لله عز وجل. بل هي فرع من تمام تحقيق تقوى الله التي امر بها العباد كافة يا ايها الناس اتقوا ربكم ان من يعظم الله يقود نفسه بخطوات واثقة في درب تقوى الله عز وجل ولهذا قال سبحانه وتعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. والسؤال الكبير معشر الحجيج كيف فلاحدنا ان يعيش معاني التعظيم لهذه القضايا من الحرمات والشعائر عامة وفي رحلة حجه خاصة. وهو سؤال مهم يجعلنا نتلمح مواضع الخطى في رحلة حجنا كيف نوقعها من منطلق تعظيمنا لله عز وجل وتعظيمنا شعائره سبحانه وتعالى وتعظيمنا لحرماته جل في علاه. مبدأ ذلك ان نتلفت الى كل خطوات المناسك بدءا من النية التي ينعقد بها الدخول في النسك والاحرام به من الميقات. قائلا احدنا لبيك اللهم حجا. او لبيك اللهم عمرة متمتعا بها الى الحج ايا كان نوع النسك. اما وقد نويت وعزمت واتجهت ينبغي ان يكون تعظيم الله منذ اللحظة الاولى قبل ان ينطلق لسانك بشعار التلبية وينعقد في قلبك معقد العزم على الشروع في النسك والاقبال على البيت الحرام والمشاعر العظام املأ قلبك تعظيما لربك. الذي اكرمك فاصطفاك من بين خلقه لتكون عبدا كن كريما وافدا على الله. فيمتلئ قلبك شعورا بتعظيم الله واجلاله ان الله هيأ لك واتاك من الصحة البدن وقدرة المال ما هيأ لك القدوم الى بيت الله الحرام. فينعقد لسانك عجزا عن شكره سبحانه يفيض تعظيما لفضله ونعمته عليك. ان يكون حجك قائما على ساق الاخلاص لوجه الله الكريم. لا تريد ولا سمعة هذا من اصدق معاني التعظيم لله عز وجل. ان تجرد نيتك من كل الشوائب ان تصفيها من كل المقاصد الاغراب فلا يبقى فيها الا وجه الكريم سبحانه. ما اتيت الا لتحج بيته الحرام. ولا اردت من حجك الا طلب مع مغفرته وعفوه ورضاه ما جئت الا لترجع عبدا قد غفر له ما تقدم من ذنبه. ما جئت لتحج الا لتحجز مقعدا لك في الجنة ما جئت الا رجاء ان ترجع من حجك كما ولدتك امك. حقق هذه المعاني لتتربع على عرش لله عز وجل في رحلة حجك لبيت الله الحرام. نفقتك ومالك الذي جمعت او اعطيت اياه لتحج بيت الله الحرام ينبغي ان يكون حلالا صافيا خالصا. هذا من تعظيم حجك عبد الله ان من صفى نيته وصفى نفقته حري به ان يكون في اوائل ركب المعظمين. اي والله. ما عظم الله من حج بمال حرام واذا ما خطى خطواته لا يرجو قربة الا انقلبت عليه وزرا. ان اصلاح النية وتطييب النفقة من اجل معاني التعظيم التي يسلك بها الحجيج في رحلة حجهم الى بيت الله الحرام. فاذا ما اقبل ووطأت قدماه ارض الحرم. ورأى الكعبة فهاله من تعظيمها مقشعر به بدنه وخشع به قلبه ربما ذرفت عينه اقبل طائفا لا يسأل الا الله ولا يدعو الا اياه. يطلب من عفوه ويغترف من فضله في رحابه في بيته وهكذا يفعل بين الصفا والمروة. ليس على لسانه الا ذكر يقتل تعظيما. ولو هيئ لك ان تشق عن صدره فلا ترى فيه الا معاني التعظيم. قد تقلبت في كل صورها لتثمر عن وخشوع وبكاء. فاذا ما جاء في حجه ووقف بعرفة فانه لعلمه ان الموقف عظيم. وان الرب كريم. يبادر باهل الموقف ملائكة السماء عليهم السلام فاذا به يعيش معد الانكسار والافتقار نعم يوم عرفة كل شيء حولك عظيم. الزمان عظيم والعبادة عظيمة. والمكان عظيم. والرب سبحانه وتعالى عظيم والساعة كريمة مباركة عشية عرفة كل شيء من حولك عظيم. ولتكتمل سلسلة التعظيم يبقى انت ان تكون عظيما في ذلك الموقف العظيم. ولا والله ما شيء يبلغ بالعبد اعلى مراتب العظمة في ذلك الموقف العظيم اكثر من انكساره وافتقاره ليعيش تعظيما صادقا لرب عظيم. فينكسر على باب الكريم سبحانه متعلقا باذيال الرجاء راجيا طامعا محسنا للظن. يغترب من معاني العفو والفضل والمغفرة متأسيا بنبي الامة عليه الصلاة والسلام في الاجتهاد الكثيف في الالحاح ورفع الدعاء الى رب كريم. ويتم بقية خطوات المناسك ان بات في المزدلفة. او في منى او رمى الجمرات او حلق رأسه او نحر هديه يقع كل ذلك منه موقع التعظيم لله عز وجل تقوى الله يا كرام. التي تثمر معاني التعظيم هي درب المعبد. يستطيع العبد بخطوات المناسك ان يبلغ بها اعلى درجات العبودية في رحلة حجه من عظم الله في حجه ووطن نفسه في خطوات المناسك صلاة وطوافا ودعاء وسعيا ورميا وحلقا ومبيتا حري به ان يعيش معاني التعظيم بعد رحلة حجه. وذاك المقصود لنرجع من حجنا اتقياء معظمين لله ولهذا جاءت الايات في سورة الحج في سياق ايات الحج واحكامه، ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. اللهم فاسلك بنا سبيل الاتقياء من عبادك المخلصين لبيك يا الله