لبيك يا لبيك يا لبيك يا البيت بيته سبحانه وتعالى والحرب حرمه والدين دينه. والعبد عبده وما جئنا الا لاقامة ما امرنا الله باقامته. فاذا اتى المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى فليس له شغل فيها الا ذكر الله عز وجل. تبقى قضية اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى افي الحج القضية الاكبر فانها رح الحج. وتذكروا ان من احب شيئا اكثر من ذكره فيا امة الاسلام لا حب اعظم من حب الله سبحانه وتعالى مهما تعددت اعمال الحج في خطوات المناسك التي يعيشها الحجيج في رحلة حجهم لبيت الله الحرام وتنوعت بين اركان وواجبات ومستحبات تبقى قضية اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى في الحج. القضية الاكبر. فانها رح الحج حلاوته وشعاره وزينته القضية الحاضرة في كل خطوة. في كل ركن في كل واجب. بها تحلو رحلة الحج. وتعيش القلوب في في رحلة حجها الانس الاكبر بانها انما حجت الى بيت الله الحرام. واتت الى الكعبة المعظمة بيت الله العتيق وهي في تلك الرحلة لا شيء يصحبها انسا وانشراح صدر وسكينة اعظم من ذكر لربها الذي قصدت بيته الحرام معشر الحجيج اكرام الله عز وجل لاحدنا واذنه له جل جلاله بان يكون ممن يفد الى بيته الحرام. في عام من الاعوام ليكون في قوافل الحجيج منادي لبيك اللهم لبيك كرامة وهي والله في غاية الشرف ولا يقابلها في موقف العبد اعترافا بهذه النعمة وشكرا لله عز وجل عليها بشيء اتم ولا ولا ابهى من ان يلهج بلسانه وخفق قلبه ذكرا لله سبحانه وتعالى ثم هي قضية وجدناها بكثرة في نصوص الحج ايات واحاديث تأمر بالذكر وتحث عليه وتلفت الانظار اليه واذا بحجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مليئة بمواظع الذكر واقامته لله سبحانه وتعالى انت منذ ان تحرم من الميقات عبد الله فانك تعلن التلبية لبيك اللهم لبيك وهو ذكر لله عز وجل. وما تزال التلبية ذكرا يشتغل به الحاج الى ان تطأ قدماه ساحة البيت الحرام ويرمي ببصره الى الكعبة المعظمة فيعلن هناك بداية طوافه تكبيرا لله عز وجل. ثم هو في طوافه بين ذكر وقرآن ودعاء. فاذا انتقل الى الصفا والمروة ساعي بينهما سبعة اشواط فانما يقيمها ممتلئة ذكرا لله عز وجل. فاذا اتى المشاعر عرفة ومزدلفة فليس له شغل فيها الا ذكر الله عز وجل انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله لاقامة ذكر الله. هذا الاسلوب الحصري في تحقيق هذا المقصد العظيم يربطنا بالاية الكريمة في سورة الحج. لما امر الله عز وجل الخليل ابراهيم عليه السلام. بالتأذين في جموع البشرية الى حج بيت الله الحرام. ماذا قال قال واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا يعني ماشيين على ارجلهم. وعلى كل ضامر راكبين على النوق وسائر الرواحل وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق لاي شيء قال ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. هكذا هو باسلوب التعليل الحصري ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات. يا كرام البيت بيته سبحانه وتعالى. والحرم حرمه والدين دينه والعبد عبده وما جئنا الا لاقامة ما امرنا الله باقامته. وانما امرنا في رحلة الحج بان نكثر من ذكره سبحانه وتعالى. تعالوا معي الى ايات الحج في سورة البقرة وانظروا الى كثافة حضور قضية الذكر لله في رحلة الحج وفي خطوات مناسك اداء هذه الفريضة العظيمة قال الله سبحانه وتعالى فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام السؤال قبل هذا ماذا كان يفعل الحاج اصلا في عرفة موقف عرفة موقف الدعاء والدعاء ذكر وعبادة في ابهى صورها واجل معانيها. فلما اشتغل طيلة وقوفه بعرفة ذكرا الله واقامة لهذا المعنى العظيم. وقد تعلقت القلوب وارتبطت بربها وابتهلت وخشعت وخضعت وسكنت وبكت وطلبت واستمتعت فانها ما ان تغادر صعيد عرفات. للانتقال الى مزدلفة اذا بالتوجيه الالهي فاذا اصبتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام. يعني في مزدلفة واذكروه كما هداكم. وان كنتم من قبله لمن الضالين. وكأن الاية الكريمة تقول لكل من يحج بيت الله الحرام طبعا. اذا كنت قد تقلبت في اكناف الذكر واستمتع به فؤادك على صعيد عرفات فلتشرع عند المشعل الحرام في مزدلفة في ذكر الله عز وجل. فاذكروا الله عند المشعل الحرام واذكروه كما هداكم. حتى التأكيد اللفظي وتكراره مقصود في هذا السياق لم ينته بعد قال ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. هو ايضا ذكر الاستغفار ليس هذا فحسب. قال فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. اليس هذا واضحا تمام الوضوح معشر المسلمين. في ان قضية اقامة ذكر الله بل والاستكثار منه مطلوب في رحلة حج كل عام فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. ذلك ان العرب كانت اذا انتهت من وقوفها بعرفات واتت بقيت هناك تنشد الاشعار فخرا وذكرا للاباء والامجاد. فقال الله فاذكروا الله كذكركم اباءكم يعني كما كنتم تفعلون في الجاهلية واشد من ذلك واكثر ليس هذا فقط تستمر الايات الى ان يأتي قول الله سبحانه وتعالى على ايام التشريق في منى واذكروا الله في ايام معدودات اقامتنا في ميناء ايام التشريق هو لاقامة ذكر الله. ايام منى ما هي؟ كما قال عليه الصلاة والسلام ايام اكل وشرب وذكر لله الله عز وجل يبقى الحجيج في منى ليلتين او ثلاثا بعد العيد ليس لهم عمل في منى بعد الصلوات المفروضة رمي الجمرات في تلك الايام الا ان يستكثروا من ذكرهم لله سبحانه وتعالى. ايام منى ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجل. ثم ينصرفون ويبقى لهم طواف الوداع وهم ايضا يملؤونه ذكرا لله. ناهيكم عما يصحب خطوات المناسك فهو قبل التحلل اثناء الاحرام كان مشتغلا بالتلبية والتلبية ذكر. بعد التحلل من الاحرام لا يزال مشتغلا يوم العيد وايام التشريق بالاكثار من التكبير والتهليل والتحميد وهي صيغ بديعة من ذكرنا الكريم سبحانه وتعالى اذا حلق رأسه سمى الله اذا رمى الجمرة كبر اذا نحر الهدي سمى الله وكبر انه انغماس انغماس في معنى الذكر لله عز وجل تعيشها القلوب والابدان والالسنة والجوارح في رحلة حجها لبيت الله الحرام. واذا خلط ذلك الذكر بقراءة القرآن فانه ذكر لله. واذا مزجه بدعوات اشتغل بها وشعر انه وافد كريم واقع على باب الكريم سبحانه وتعالى. فظل يدعو ويدعو في رحلة حجه فانه في مظهر من مظاهر الذكر لله عز وجل يا كرام في ختام رحلة حجنا وفي اثناء خطوات المناسك نستلهم من هذه القضية معلمين كبيرين. اولا ان هذا المعنى الكبير الذي دلت عليه النصوص واحتشدت واستلهمناها من هديه عليه الصلاة والسلام ينبغي ان تكون حاضرة في رحلة حج احدنا كلما حج بيت الله الحرام. وانه لمن المؤسف والله ان يكون اقل شيء يفعله الحاج في رحلة حجه ذكره لله عز وجل. وهي المطلوبة بان تكون الاكثر حضورا. واما المعنى الثاني فان تكون هذه في الخمسة الايام او السبعة في رحلة حجنا مدرسة نعود بها بعد رحلة حجنا وقد شرعنا في طريق ذكرنا لله عز وجل. وقد نجحنا بان نسلك درب الذاكرين الله كثيرا والذاكرات هذا وحده مكسب كبير يمكن لاحدنا ان يصل اليه في رحلته لحج بيت الله الحرام. فيدخل في الاية الكريمة ما هو الذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. وتذكروا ان من احب شيء في ان اكثر من ذكره. فيا امة الاسلام لا حب اعظم من حب الله سبحانه وتعالى وما استمتعت القلوب بشيء اجمل ولا ابهى ولا اعظم ولا الذ من ان تعيش معنى حبها لخالقها وباريها سبحانه وتعالى فيأتي ذكرنا لله عز وجل طريقا معبدا لاعمار القلوب بمحبة الله وايضا مظهرا كريما من مظاهر حب العبد لربه سبحانه وتعالى. فاذا احببته احبك وهنيئا لك حياة تكون فيها عبدا رضي الله عنه واحبه جل في علاه