بسم الله الرحمن الرحيم اللهم بك استعين وبك استبين وعليك اتوكل والصلاة والسلام على سيدنا وهادينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اقتفى اثره الى يوم الدين ربي يسر واعني يا كريم رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي اما بعد ايها الكرام ونتابع معكم رحلتنا في شرح الجوهر المكنون والتعليق عليه ونحن اليوم في المجلس الثاني من مجالس هذا الشرح المبارك ان شاء الله تعالى وكان قد تبقى عندنا بضعة ابيات من الدرس الماضي نقضيها لكم اولا ثم نتابع ان شاء الله تعالى كنا قد وصلنا الى قول المصنف قول الناظم رحمه الله وقد دعا بعض من الطلاب لرجز يهدي الى الصواب وعلقنا لان لرجز يمكن ان تجعل فيها اللام زائدة اذا قلت ان دعا بمعنى طلبة اذا طلب رجزا. طلب بعض من الطلاب رجزا اذا هو مفعول به الاذاعة لكن قلت الحمل على الاصالة اولى. ذكرت هذا حينئذ نقول اللام على بابها ليست زائدة وهي حرف جر للتعليل ومفعول دعا محذوف يعني دعاني انتدبني ناداني بعض من الطلاب لاجل ماذا انتدبوني ونادوني وطلبوني نادوني لاجل نظم رجز على حذف مضاف وهذا كثير جدا في كلام العرب اذا اللام للتعليل وليست زائدة وتعلق بدعها. دعاني بعض من الطلاب لنظم رجس هذا ما ذكرته الدرس السابق. نعم اه وقلنا ايضا من الطلاب متعلقان بصفة محذوفة لرجز الرجز الرجز من بحور الشعر العربي بل هو اسهل بحور الشعر العربي. ولذلك يسمى حمار الشعراء لان كل من اراد نظم الشعر ولا يحسن ان يخوض في بحور الشعر المطولة هاض بحر الرجز بسهولته ولذا جاءت عليه المنظومة التعليمية. ترون ان المنظومات التعليمية معظمها جاء على بحر الرجز وتفعيلاته مستفعل ست مرات في البيت. مستفعل مستفعل مستفعل مستفعل مستفعل مستفعل في ابحر الارجاس بحر يسهل تفعيل مستفعل مستفعل هكذا نعم قال لرجز يهدي الى الصواب سمعت من شيخنا عرفات فتى حفظه الله تعالى وامده الله تعالى بالعافية وله شرح بديع على الجوهر المكنون شرح مرئي المحظرة شرح على الجوهر المكنون ذكر هذه الفائدة نقلا عن بعض الحواشي ان الحق والباطل يستعملان في الاعتقادات والصواب والخطأ يستعملان في الاعمال والصدق والكذب يستعملان في الاقوال هذا ما ذكره حفظه الله تعالى ثم قال الناظم رحمه الله فجئته برجز مفيد مهذب منقح سديد ملتقطا من درر التلخيص جواهرا بديعة التخليص فجئته برجز مفيد قوله برجز الباء هذه لطيفة جدا وهي باء التعدية وهي التي تعاقب همزة التعدية افادة معنى التعدية كيف ذلك من وسائل التعدية كما تعلمون ان تضيف همزة للفعل المجرد. مثلا ذهب الهم الهم فاعل اذهب الله الهم الهم ماذا صار؟ صار مفعولا به بفعل ماذا؟ بفعل الهمزة هذه الهمزة همزة التعدية لك ان تبقي الفعل مجردا ثم تلحق باء التعدية بالفاعل وتجعله مفعولا وتأتي بفاعل انظروا ذهب الله بالهم انظروا قوله تعالى ذهب الله بنورهم. اي اذهب الله نورهم. فهذه الباء هي المعاقبة. يعني لا يأتيان معا. اما الباء واما هي المعاقبة لهمزة التعدية فجئته برجز اي احضرت له رجزا. احضرت له رجزا برجز مفيد ملتقطا هي حال من فاعل جئت. جئته جئت ملتقطا من درر التلخيص. والتلخيص كما تعلمون وكما تحدثنا عنه هو تلخيص المفتاح وقوله جواهرا مفعول به لاسم الفاعل ملتقطا الاسم الفاعل ملتقطا واه صرفت لضرورة الشعر اصلها جواهرة اضطر فنونها كما قلنا نعم ثم قال اه منقح مهذب منقح سديد. وقوله سديد في غاية السداد انه رد على من يظن ان هذا الرجز لانه مهذب وموجز مختصر فسيكون فيه اخلال. قال لا هو سديد ايضا هذا ما يسمى بالاحتراس او بالتذليل يكون للتوكيد وهذا ما يسمى ثم قال سلكت ما ابدى من الترتيب وما الوت الجهد في التهذيب سلكت ما ابدى من الترتيب وما الوت الجهد في التهذيب طبعا يقولون طبعا ابدأ بمعنى اظهر والوت معناها قصرت سلكت ما ابدى من الترتيب وما الوت الجهد في التهذيب يقولون ان الجهد هو نتيجة الجهد. اي الجهد بالفتح هي الطاقة سافعل ذلك جهدي. اي طاقتي ثم تقول بلغ من فلان الجهد ما بلغ. الجهد الجهد هو المشقة الناتجة عن الجهد يفرق بعض اللغويين هذا التفريق. لكن بعضهم ذكر انهما يتعاقبان بمعنى الطاقة ولذلك يصح ان تقول سلكت ما ابدأ من الترتيب وما الوت الجهد معنى الطاقة نعم قوله الا هذا الفعل اما ان يستعمل لازما واما متعديا الى اثنين الا يألو بمعنى قصر؟ في الامر الا في الامر. اذا هو فعل لازم. ويستعمل متعديا الى اثنين قوله تعالى لا يألونكم خبالا. اي لا يقصرون في ايصال الخبال اليكم لا يألونكم خبالا. لا يقصرون في ايصال الخبال اليكم اذا اذا هنا استعمل متعديا الى مفعولين اثنين. لكن في بيتنا هذا متعديا الى واحد قال وما الوت الجهد او الجهد اين المفعول الثاني لا هو لازم ولا هو متعد الى اثنين. قال نضمنه ايضا معنى منع ها هنا وما الوت الجهد اي ما منعت هذا النظمة؟ الجهد يعني ما منعته الجهد. فاذا هو متعد الى اثنين والمفعول الاول محذوف وهو الهاء ما الوته الجهد انهاء عائدة على على النظم نعم. ويمكن ان تجعله الجهد هنا اذا اردت ان تجعل الفعل لازما يمكن ان تجعل الجهد مفعولا مطلقا يعني ما الوت الو جهد ثم حدث المفعول المطلق وحل المضاف اليه محله اعرب باعرابه المقال سميته بالجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون سميته بالجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون اذا هذه تسميته الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون. والجوهر كما تعلمون كل نفيس من الاحجار الكريمة او كل حجر خرجوا منه ما يستفاد منه فاذا هذا جوهر ومفرده جوهرة طيب والجوهر المكنون هو المستور اذا الجوهر المستور مستور في ماذا في صدف الثلاثة والصدف هي غشاء الجوهر. غشاء الدر اذا يريد ان يقول ان نظمه هذا لفنون المعاني والبيان والبديع كالجوهرة من الصدف وفنون المعاني والبيان والبديع هي الصدف الحافظ للبلاغة هي قوانين حافظة لادراكنا نحن للبلاغة قال وانا من هذه القوانين كالجوهرة من الصدف في جوهر اه سميته بالجوهر المكنوني في صدف الثلاثة الفنون طبعا تعليقنا عليه بحسب المعنى اللغوي الابتدائي قبل التسمية بعد ان صار علما على هذا النظم لا يفهم منه الا انه دليل على المسمى حين تطلق الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون يفهم منه انه اسم بهذا النظم لكن نحن فككنا الالفاظ بحسب المعنى اللغوي قبل التسمية العالمية قال في صدف الثلاثة الفنون وهنا عندنا مشكلة ايضا الثلاثة الفنون. عندنا ها هنا عدد وهذا العدد مفرد لان الاعداد اما مفردة او مركبة او معطوف عليها. ثلاث زمر الاعداد المفردة من واحد الى عشرة معشر غير المركبة مع احد عشر الى اخره هذه اعداد مفردة اذا اردنا التعريف اننا ندخل العلى المضاف اليه تقول عندي ثلاثة كتب فاذا اردت ان تتحدث الى مخاطبك وتخبره عن كتب يعرفها وتعرفها بينك وبينه عهد فيها فتقول عندي ثلاثة الكتب عندي ثلاثة الكتب هكذا تدخل العل المضاف اليه هذه السبيل الى التعريف عندي ثلاثة الكتب وعندك خمسة الاقلام وهكذا ولك علي خمس ليرات لكن ماذا قال المصنف ها هنا في صدافي ثلاثة الفنون ادخل على المضاف والمضاف اليه. فهل هذا يصح؟ نعم يصح بناء على مذهب الكوفيين. الكوفيون اذا كان العدد مفردا واردنا تعريفه يجيزون حين الاضافة يجيزون تعريف العدد والمعدود معا اما تعريف العدد دون المعدود فخطأ لا يجوز ان تقول عندي الثلاثة كتب عندي الخمسة اقلام. لا يجوز هذا وقال سميته بالجوهر. الفعل سمى يتعدى الى اثنين يتعدى الى اثنين الاول بنفسه والثاني بالباء تقول سميت ولدي بزيد او يتعدى الى الثاني بنفسه ايضا دون باء. تقول سميته زيدا اذا هو يتعدى الى اثنين والثاني بنفسه او بالباء مقال والله ارجو ان يكون نافعا لكل من يقرأه ورافعا. وان يكون فاتحا للباب لجملة الاخوان والاصحاب والله ارجو ان يكون نافعا لكل من يقرأه ورافعه وان يكون فاتحا للباب لجملة الاخوان والاصحاب فاتحا للباب اي لفهم الكتب المطولة اذا يا كرام نحن الان في مستوى المتوسطين واذا اردتم ان تدخلوا في رحاب التخصص فهذا النظم نظم مناسب لكم هو بوابتكم الى التخصص في علوم البلاغة. هكذا اراد ان يقول الناظم وان يكون فاتحا للباب اي فاتحا الباب في جملة الاخوان والاصحاب ليتخصصوا في هذا العلم واشتهر وكثر استعمال الاخوان اخواني الصحبة من اصحابك تقول هؤلاء اخواني والاخوة في اخوة النسب. تقول هؤلاء اخوتي هذا كثير وان كان قد يطلق الاخوان على اخواني النسب. لكن الاكثر ان تستعمل هذه الكلمة في اخواني الصحبة والاخوة في وفي اخوة النسب. نعم عندنا ها هنا عندما قال والله ارجو ان يكون نافعا. ما محل المصدر المؤول من الاعراب في محل جر بحرف جر محذوف اي والله ارجو في ان يكون نافعا. اي انني ارجو الله في هذا الامر وهو ان يعم نفع هذا النظم لجميع الطلاب المصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف او نقول في محل نصب بنزع الخافض بعد حذف حرف الجر صار منصوب المحل منصوبا بنزع الخافض. مذهبان اختر ايهما قال ان يكون فاتحا للباب. اصله فاتحا الباب اظن انه قد مر بنا اكثر من مرة تدربنا بهذا اللام زائدة للتقوية والتوكيد بخلاف اللام فيه وقد دعا بعض من الطلاب لرججز هنا اللام الزائدة للتقوية والتوكيد. لان العامل مشتق وهو ضعيف جاءت اللام لتقويته اللام زائدة للتقوية والتوكيد طيب الباب مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به. اي ان يكون فاتحا الباب لجملة الجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل فاتحا باسم الفاعل الفاتحة وانظروا تواضع المصنف ها هنا رحمه الله تعالى اذ جعل نظمه مقدمة للبلاغة فحسب. ومقدمة لمن يريد ان يتخصص هل جعله كالبوابة على اعتاب حصر منيف تواضعا منه رحمه الله تعالى واحسن اليه نعم الان الثاني باذن الله تعالى نتحدث فيه عن عن الكلام على قول الناظم المقدمة بالتعريف بال وسنرى ان فيه اشكالا وعلى شروط فصاحة الكلمة وعلى شروط فصاحة الكلام وعلى شروط فصاحة المتكلم وعلى تعريف البلاغة في الكلام وعلى تعريف علوم البلاغة الثلاثة المعاني والبيان والبديع اما قوله المقدمة فقد استشكل لماذا لانك حينما تقدم لكتاب او لعلم هي مجهولة عند المخاطب الاصل ان تقول مقدمة انه لم يسبق لها تعريف وحقها التنكير ان تقول مقدمة ثم تبين مرادك بهذه المقدمة اما ان تقدم طائفة من المسائل تكون مقدمة كتاب او طائفة من المسائل يتوقف عليها الشروع في الفن فتكون مقدمة علم فاذا حقها التنكير لكن الناظمة هنا عرفها بان لما قال لانه جرى لها ذكر في ابياته السابقة. عندما قال سلكت ما ابدى من الترتيب وهذا الكلام انما يكون في المقدمات فكأنه ذكر لك شيئا من المقدمة اصح ان يعرفها بال وكأنه يقول لك المقدمة المعهودة التي حدثتك عن شيء منها وهي انني سارتب نظمي هذا على ترتيب الجوهر المكنون والمقدمة يا كرام اما ان تؤخذ من قدم اللازم واما من قدم المتعدي اللازم بمعنى تقدم. تقول قدم الرجل اي تقدم الرجل هنا قدم فعل لازم قدم الرجل فاذا كانت من قدم الرجل فهي حصرا بكسر الدال مقدمة اي المتقدمة على غيرها من مسائل الكتاب مقدمة بكسر الدال اي المتقدمة على غيرها من مسائل الكتاب طيب اذا كانت من قدم المتعدي يجوز ان تكسر الدار. قدم المتعدي كيف مثلا قدمت كأس الشاي فلان قدمت كأس الشاي طيب مقدمة هي هي اذا اسم فاعل. هي تقدم ماذا اقدم لك الكتاب بين يديك. هي بين يدي الكتاب تقدم لك الكتاب والمسائل اذا مقدمة قدم المتعدي يجوز ان تكسر الدال وتجعلها اسم فاعل ويجوز ان ان تفتح الدال وتجعلها اسم مفعول مقدمة. اي مقدمة على مسائل الكتاب مقدمة لانها بفعل فاعل. من الذي قدمها المصنف فاذا ايضا هي مقدمة ومقدمة. لكن على التفريق الذي ذكرته بين اللازم والمتعدد وكما تعلمون المقدمات نوعان عندنا مقدمات علم وعندنا مقدمات كتاب. مقدمة العلم طائفة من المسائل يتوقف عليها في الفن لا يجوز ان تشرع في الفن الا اذا ذكرت هذه المسائل ولو بايجاز يدخل بعضهم على الطلاب اليوم فيقول له اول دخوله على الطلاب. السلام عليكم انا فلان مدرس النحو. الكلمة ثلاثة اقسام اتق الله يا رجل افهم الطلاب ما هذا العلم ما حده ما موضوعه ما الفائدة من دراسته من اول من صنف فيه وهكذا المقدمات العشر التي انتهى اليها العلماء بعد رحلة طويلة من تقنينها وتنظيمها. انتهوا الى ان مقدمات الفن عشرة الحد والموضوع ثم الثمرة. ان مبادئ كل فن عشرة الحد والموضوع ثم الثمرة وفضله ونسبة والواضع والاسم الاستمداد حكم الشارع وسائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرف هذه الابيات لابي العرفان الصبان الله تعالى المتوفى سنة ست ومائتين والف اذا مقدمة العلم طائفة من المسائل نقدمها بين يدي الكتاب او التدريس حتى لا نكون عابثين حين نعلم الطلاب لان الذي يتعلم شيئا ولا يفقه هذه المقدمات يكون عابثا والانسان ينبغي ان يصون نفسه عن العبث اما مقدمة الكتاب فهي طائفة من المسائل تذكر قبل الكتاب لكن ليس شرطا ان يتوقف الشروع في الكتاب عليها بعض الناس احيانا اه يتجاوز مقدمة الكتاب ويبدأ بالعلم. لا اشكال في ذلك. لكن لا يجوز ان تتجاوز مقدمة العلم نعم. وعلى هذا كل مقدمة علم يصح ان تكون مقدمة كتاب ولا عكس الناظم في شرحه ذكر انها مقدمة علم. بناء على انه سيذكر كما سنرى بعد قليل. سيذكر ثمرة علوم البلاغة ما الفائدة من علم المعاني؟ من علم البيان من علم البديع. سيذكر هذا لكن الشراح مالوا الى ان مقدمته التي اه يذكرها هي مقدمة كتاب لا علم لانها لم تحتوي على المقدمات بدقة. فلا نجد الحد والموضوع والثمرة بدقة الا شيئا قليلا كما قلنا فيه حديث عن الثمر الان كلامنا على شروط فصاحة الكلمة قال الناظم رحمه الله فصاحة المفرد ان يخلص من تنافر غرابة خلف زكن والفصاحة البيان والظهور يقال يوم فصح ومفصح لا غيم فيه ولا قر معتدل حين يكون الجو معتدلا وقوله المفرد فصاحة المفرد اي الكلمة وزكن يعني علم وقوله خلف بمعنى مخالفة كما سنرى ويخلص فصاحة المفرد ان يخلص. ما معنى ان يخلص؟ يعني ان يخلوه طيب يخلص هذا الفعل يخلص من اي باب خلاص يخلص من الباب الاول اما خلف هو اسم مصدر للفعل خالف يخالف قال فيخالف مخالفة وخلافا اما خلف فهو اسم مصدر لان حروفه اقل من حروف فعله الثابتة والمقدرة طيب الان طبعا كما ترون فصاحة المفرد ان يخلص من ثلاثة اشياء التنافر والغرابة ومخالفة وضع اللغة. لكنه هنا حذف حرف العطف للضرورة. وهذا جائز في الشعر بل وارد في الشعر بكثرة نعم معنى البيت وذكر ان فصاحة الكلمة لها شروط ثلاثة. الاول الخلو من تنافر الحروف. وما تنافر الحروف تكلمنا عليه في تيسير البلاغة لذلك لن نطيل فيه. قلنا ان تنافر الحروف وصف في الكلمة يوجب ثقلها على لسان ذي الذوق السليم ليس على اي لسان لذلك الذي فسد ذوقه في كلام العرب؟ ليس معيارا ولا ميزانا. فاذا قال هذه الكلمة ثقيلة على لساني قلنا له لا نعتد لا نعتد بمعيارك وميزانك. معيارك وميزانك خربان. فاصلحهما اذا وصف في الكلمة يوجب ثقلها على لسان ذي الذوق السليم. وهو نوعان ثقيل اي تنافر ثقيل يصعب معه النطق بالكلمة. كما في قولهم الظش. انظروا ما اثقلها. للموضع الخشن وقولهم طصاصيج وهي جمع طسوج. والطسوج هذا يعني من اجزاء الدراهم نعم من اجزاء آآ من اجزاء الدانق والدانق سدس الدرهم. تصوروا يعني التصوير اظن اه كما قال هنا يعدل ربع الدانق فكل اربعة طاسيج هكذا هي دانق اذا اه والداني سدس الدرهم اذا كم كم طسوجا عندنا لنصل الى الدرهم؟ نحتاج الى اربعة وعشرين طصوجا هي من اجزاء الدانق كما قلنا. وكما قالوا اضطر غش المريض. اطر غشا معناه برئ من مرضه. وتلاحظون ان هذه الكلمات في غاية التنافر. تنافر الحروف طبعا. التنافر هنا بين حروف الكلمة وقد يكون التنافر خفيفا كما قال امرؤ القيس غدائره مستشزرات الى العلا او مستشذرات بروايتين. غدائه مستشزرات الى العلا مستشزرات الى العلا تضل العقاص في مثنى ومرسل. هو اراد ان يصف شعر حبيبته بالحسن وانه كثيف نعم ذكر هذه الاوصاف غدائره مستشزرات الى العلا اي مربوطات الى العلا وهذا لغزارة شعرها. اراد ان يصف غزارة شعرها وحسنه. نعم وطبعا هذه قالوا هذا يعني تنافر في الحروف خفيف. حتى ان بعض النقاد ذكر ان الشينة التي استعملها امرؤ القيس ها هنا ساعدت في فهم ذهاب شعرها في كل مذهب وانه في في في اطرافه يمنة ويسرة لغزارته الشين بتفشيها تدل على انتشار شعرها انظروا الى الشينة مستشزرات الى العلا. ولذلك رفض بعض النقاد بعض النقاد ان يكون في قول امرئ قيس شيء من التنافر يعني في هذه الكلمة قال آآ وقولهم ضبع عشنزرة هذا فيها تنافر خفيف في الحروف هاي سيئة سيئة الخلق وكقولهم خنشاليل اي المسن من الابل والناس خنشلي. فهذه ايضا فيها تنافر في الحروف الشيء الثاني الغرابة وهي ان تكون الكلمة حوشية غير ظاهرة المعنى. لكن غير ظاهرة المعنى على السنة من؟ على السنة الفصحاء. اي لا يستعملها الفصحاء في كلامهم الا نادرا اذا نذر استعمالها في كلام الفصحاء لم تستعمل في المحافل الادبية الكبرى فهذا يعني ان الكلمة غريبة ومصدر الغرابة امران اما ان الكلمة غير متداولة على السنة الفصحاء على السنة الفصحاء مرة اخرى نعم وهذا يقتضي منا التنقيب عن الكلمة في المعاجم تبحث عنها لتقف على معناها مثلا العرب يقولون نحن في رخاخ من العيش في رخاخ من العيش. طيب الرخاء هنا هو الرخاء الشدة تبحث في المعجم حتى تصل الى معناها وهي الرغد رغد العيش وكقول امرئ القيس وطعنة مستحنفرة وهي المتسعة وهي المتسعة وكقولهم جردحل وهو الوادي هذه كلمات غريبة لا تجري غالبا على السنة الفصحاء حين يفيضون في استعمال الكلام العالي اذن اه الكلمة تكون غريبة اما بالا تتداول على السنة الفصحاء واما بان يصعب ادراك معناها في السياق الذي ترد فيه وهذا كثير جدا عند المبتدئين من الشعراء الشعراء المعاصرين لا تكاد تعرف كثيرا من معاني مفرداتهم لما يستعملوا هذه المفردة؟ في السياق؟ لا تستطيع ان تصل الى شيء كلماتهم تكون غريبة لانها غريبة في السياق غير مفهومة المعنى الشاهد المشهور لهذا ما ذكرناه في تيسير البلاغة من قول العجاج ايام ابدت واضحا مفلجا وهو الفم الذي اسنانه بين اسنانه فرق يعني الأسنان المثلجة وهي صفة حسن في اسنان المرأة على الا تكون فاحشة في يعني الا على الا يكون الفرج فاحشا تغرب براقا وطرفا وهو العين. ادعج ومقلة وحاجبا مزجا. وفاحما وهو الشعر الاسود الاثيث الكثيف. وفي زاحما ومرسنا مسرجا هنا وقف وقف النقاد فاحتاروا ماذا يريد بقوله ومرسنا مسرجا؟ المرسن هو الانف لكن ماذا يريد بقوله مسرج فابن دريد ذكر ابن دريد ذكر ان المراد بذلك وصف انفها في الدقة والاستواء بالسيوف السريجية. يعني شبه في دقته واستوائه بالسيوف المنسوبة الى سريج وهو حداد يدعى طبعا حداد يدعى بسورج وكان بارعا في صناعة السيوف فهو هنا شبه انفها بذلك. في الدقة والاستواء اما ابن سيدة وقد رأى في المحكم انه شبه انفها في اللمعان والبريق بالسراج وهذا يقرب من قولهم سرج الله وجهه اي زين الله وجهه. فانظروا الى قوله وفاحما ومرسنا مسرجا النقاد لم يستطيعوا ان يعرفوه مرادو بقوله مسرجا انه في الدقة والاستواء كالسيوف المنسوبة الى سريج ام المراد لمعان ام فيها وبريقه كما قالوا فرج الله وجهه اي اضاءه ونوره. فاذا الكلمة ها هنا غريبة الثالث مخالفة الوضع في بناء الكلمة. هذا مما تخرج به الكلمة عن الفصاحة ان تخالف الواضع في بناء الكلمة فمنه جمع الترماح لاحنا على حينات محو يقول واكره ان يعيب علي قومي هداي الارذلين ذوي الحينات احنا يا كرام قياسها في الصرف ان تجمع على على حينات لكن الترماح جمعها على حينات فكان جمعه مخالفا للقياس الصرفي في مثل هذا ومخالفا لواضع اللغة لماذا كان مخالفا للقياس الصرفي؟ كما قلنا لان احنا يمكن ان تجمع جمع مؤنث سالما لكن مع الهمزة احنا احنا او احينات او احانات لا مشكلة اذا احنا لكن رماح هنا قال حين فحذف الهمزة. لم حذف الهمزة هذا ليس في القياس الصرفي والعرب لم تستعمل هذا ايضا. ولذلك كانت كلمته هذه غير فصيحة كما قلنا. طبعا احنا يجمع جمع تكسير ايضا فيقال اذا كان مقتضى القياس اما ان يقول احا واما ان يقول احنا اما حينات فهي مخالفة للقياس الصرفي ولواضع اللغة ومنه قول ابي النجم الحمد لله العلي الاجل لي انت مليك الناس ربا فاقبلي وقياسه ان يقال الاجل لانه التقى عندي مثلان متحركان وقبلهما ساكن يقبل الحركة فنقلت حركة اللام الاولى الى الساكن قبلها ثم ادغمت في الثانية ادغاما كبيرا واجبا. فصار العلي الاجل العلي الاجل. هذا هو مقتضى القياس وهذا اضغام كبير واجب لكنه عدل عنهم فكانت كلمته غير فصيحة وقد اضطر لذلك لاجل الشعر قال وقول جميل الا لا ارى اثنين احسن شيمة على حدثان الدهر مني ومن جملي انا لا ارى اثنين فقطع همزة الوصل وحقها الوصل في درج الكلام فقطعها فكانت كلمته غير فصيحة كما قلنا وها هنا اشارة لماذا اخترت في العنوان ان اقول مخالفة الوضع في بناء الكلمة مع انني اقصد وضع الكلمة وتركيب حروفها على هيئة معين. فاذا انا اشير هنا الى الجانب الصرفي. الذي يعني الكلمة فلما لم اقل ان الكلمة تكون غير فصيحة اذا خالفت القياس الصرفي لماذا عدلت الى الى لفظي الى مخالفة الوضع والجواب انه ليست كل مخالفة للقياس الصرفي مخالفة للوضع فقد تستعمل العرب شيئا على خلاف القياس الصحي فنتبع العرب في خصوص هذا الاستعمال ولا نقيس عنه مثال ذلك عندنا الفعل ابى معتل ناقص والمعتل الناقص قياسه ان يكون من الباب الثاني مثال مضى يمضي هدا يهدي سرى يسري رمى يرمي انظروا هذا من الباب الثاني فتح كسر لكن ابا جاءت من الباب الثالث ابى يأبى اذا هنا عندنا مخالفة للقياس الصرفي لكن العرب لم تقل ابى على مقتضى القياس. فلم تقل يأبه بل قالت يأبى. فماذا نفعل نتبع العرب في خصوص هذا الاستعمال ولا نقيس عليه لا نجعله اصلا نقيس عليه وهذا من انواع الشاذ المعروفة. عندنا الشاذ الشاذ الاستعمال المضطرد اه في القياس وعندنا الشاذ في الاستعمال والقياس وعندنا المطرد في الاستعمال والقياس وعندنا الشاذ ها هنا النوع الذي نتحدث عنه الشاذ في القياس المضطرد في الاستعمال. العكس الشاذ في في القياس المضطرد في الاستعمال استعمال ابا يأبى هذا شاذ في في القياس. لان قياسه يأبي لكنه مضطرد في الاستعمال. العرب استعملته نتبع العرب في خصوص هذا الفعل ولا نقيس عنه ومثله مثلا قوله مستحوذة. كما في قوله تعالى استحوذ عليهم الشيطان فاستحوذت مخالفة للقياس والاصل في مثلها والقياس في مثلها ان يقال استحاذ لكننا نتبع العرب في هذه اللحظة فنقول استحوذ ولا نقول استحالة هذه او هذا ملخص مسألة الشاذ في القياس المضطرد في الاستعمال نتبع العرب في خصوص هذا الاستعمال دون القياس عليه. كلمات ان يخلو من تنافر الحروف هنا ان يخلو من تنافر الكلمات ومن ضعف التأليف ومن التعقيد اللفظي والمعنوي اما تنافر الكلمات وهو ان تكون الكلمات ثقيلة على اللسان وان كان كل منها فصيحة. الكلمة حروف الكلمة لا اشكال فيها في تركيب الكلمة. لكن ضم الكلمات بعضها الى بعض احدث هذا التنافر انظروا مثلا قد يكون ثقيلا على اللسان كما كما روى الجاحظ اه من الشعر الذي يقال في في قبر حرب بن امية وقبر حرب بمكان قفر يعني هو قفر وليس قرب قبر حرب قبره. انظروا قرب وقبر وحرب لا اشكال فيها لكن لما نظم هذه الكلمات بعضها مع بعض حصل الاشكال حتى انك اذا اردت ان تكررها ستقع في الخطأ وليس قرب قبر حرب قبر. وليس قرب قبر حرب. لاحظوا تبدأ تتلكأ وتخلط في الحروف بسبب تجاور الكلمات هذا تنافر شديد في الكلمات. ومنه قول بعضهم في رفع عرش الشرع مثلك يشرع في رفع عرش الشرع مثلك يشرع. ايضا هذا من التنافر الثقيل قال والثاني خفيف خفيف الثقل نعم كقول كقول ابي تمام متى امدحه. امدحه والورى معي واذا ما نمته لمته وحدي هذا تنافر خفيف في الكلام. نعم وقال ابو تمام ايضا كأنه في اجتماع الروح فيه له في كل جارحة في جسمه روح. انظروا يا كرام كانه في اجتماع الروح فيه له في كل جارحة في جسمه خمسة اشباه جمل اذا اكثر من استعمال اشباه الجمل وراء بعضها. فحصل التنافر. نعم اذا تنافر الكلمات الثاني ضعف التأليف اي مخالفة المشهور من قواعد النحو مخالفة المشهور من قواعد النحو قال فمنه عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة في غير ما استثني قول حسان ولو ان مجدا اخلد الدهر واحدا من الناس ابقى مجده الدهر مطعما ابقى مجده مطعما. انظروا يا كرام مجد فاعل ورتبة الفاعل قبل المفعول ابقى مجده مطعما. ماذا حصل اتصل ضمير بالفاعل يعود على المفعول به. يعني يعود على متأخر لفظا ورتبة فحينئذ وقع الاشكال عاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة. لان رتبة المفعول بعد رتبة الفاعل هذا هذا فيه ضعف التأليف قال ومنه فصل الضمير. طبعا مسألة عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة ممنوعة في الاصل لان الضمير جاء للاختصار. انت تذكر الظاهر ثم تختصره اما ان تذكر الضمير قبل صاحبه هذه احالة في كلام العرب لكنها جائزة في بعض المواضع في بعض المواضع تعرف في كتب النحو يعني مثلا هي جائزة آآ في في التنازع في باب التنازع. هي جائزة في باب اوروبا. تقول ربه رجلا انظروا الضمير يعود على رجلا وهو متأخر لفظا ورتبة كما قلنا ومنه فصل الضمير مع امكان وصله نحو قول زياد بن حمل التميمي ويقال ابن منقذ هو وما اصاحب من قوم فاذكرهم. اي اذكر قومي وماء صاحب من قوم غير قومه فاذكرهم الا يزيدهم حبا الي هموم يعني لا لا يذكر قوما قومه امام قوم من الناس الا بالغوا في الثناء عليهم ازداد قومه حبا في قلبه. فلاحظوا هنا الا يزيدهم حبا الي هم ليزيد ما اصل العبارة اصل العبارة يزيدونهم حبا يزيدونهم حبا الي يزيدونهم فبدلا من وصل الضمير فصله واتى بهم طبعا المراد بهم هذا الضمير يرجع الى ماذا يا كرام يرجع الى قوم وما اصاحبه من قوم ويزيدونهم الا يزيدهم الضمير المفعول به يرجع الى ماذا؟ الى قومه واصل التعبير يزيدونهم ثم حصل لضرورة الشعر. وهذه ضرورة قبيحة اصل الضمير ومهما امكن وصل الضمير فلا تعدل الى فصله لان الضمير وضع للاختصار ووصل الضمير غاية في الاختصار انت لا تقل جاء انت وانما تقول جئت اذا امكن ان تصل الضمير ولا تفصله ايضا مجيء الضمير المتصل بعد الا. والا لا يأتي بعدها الضمير المتصل. المنفصل لا يأتي بعدها الا الضمير المنفصل. اعتذر قال وما نبالي اذا ما كنت جارتنا الا يجاورنا الاكي والاصل الا اياك فاتى بالضمير المتصل بعد الا للضرورة قال الثالث التعقيد اللفظي وهو ان يكون الكلام غير ظاهر الدلالة على المعنى المراد منه لعدم ترتيب الفاظه على ترتيب المعاني وهذا ما يقع فيه ايضا من يحاول نظم الشعر المعاني تجيش في صدره لكنه لا يحسن ترتيبها على لسانه سيقع في التعقيد اللفظي سبب هذا هذا التعقيد اللفظي قد يكون تقديما او تأخيرا او حزفا في غير موطن الحذف فاذا هو ضعف ايضا راجع الى النحو العربي وهو نوعان شديد كقول الفرزدق وما مثله في الناس الا مملكا ابو امه حي ابوه يقاربه قال هذا البيت يمدح ابراهيم وهو ابراهيم المخزومي وهو خال هشام ابن عبدالملك يريد ان يقول وما مثله في الناس الا مملكا ابو امه حي ابوه يقاربه يريد ان يقول لا يشبهه في الناس احد الا مملكا. يعني الا الملك من هو؟ هشام ابو امه ابوه يعني ابو ام الملك يعني ابو ام هشام ابوه ابو ابراهيم وعلى هذا فابراهيم خاله ابو ام هشام ابو ابراهيم واضحة ابو ام هشام يعني جد هشام هو ابو ابراهيم لامه. فاذا جد هشام لامه هو ابو ابراهيم. فاذا ابراهيم خاله لكن لاحظوا ماذا فعل قدم واخر وما مثله في الناس حي يقاربه. هذا اصل المعنى وما مثله حي انظروا ماذا حصل. الا مملكا ابو امه يقاربه وصل بين بين حي ويقاربه بين الموصوف والصفة باجنبي بخبر مبتدأ ابو ابو امه ابوه وكأني بالفرزدق تعمد ذلك. لانه كان على نفرة من بني امية. كان عنده اشكالات كبيرة نعم مع بني امية فكأنه اراد ان يتكلف مدحا يشبه الهجاء هذا ليس بالمدح ابدا نعم قال وقول اخر يصف ديارا درست. يعني محيت اثارها فاصبحت بعد خط بهجتها كأن قفرا رسومها قلما واصبحت بعد خط بعد خطة عفوا فاصبحت بعد خط بهجتها كأن قفرا رسومها قلما وغالبا ايضا هذا بيت مصنوع يريد ان يقول ان الديار اصبحت بعد بهجتها بعد ان كانت خضراء وارثة الظلال اصبحت قفرا ان قلما خط رسومها انظروا ماذا صنع واصبحت بعد بهجتها يعني اه جعل بينهما هذا الفعل الماضي فاصبحت بعد بهجتها قفرا الخبر اصبحت ايضا فصل بينه بما ذكرناه كأن قال كأن قفرا رسومها قلما يعني كأن قلما رسومها قدم واخر وعقد الالفاظ ولم يبن المعنى المراد وهذا في غاية التعقيد ولعل هذا البيت مصنوع للتنفير من التعقيد اللفظي. وبيان شناعته اذ لا يقول هذا عربي اللسان التعقيد اللفظي قد يكون خفيفا لقول الفرزدق يمدح الوليد بن عبدالملك الى ملك ما امه من محارب ابوه ولا كانت كليب تصاهره. اي الى ملك ابوه ما امه من محارب ابوه ما امه من محارب فقدم قليلا. فصار هناك تعقيد لفظي قال وكذلك وكقول المتنبي جفخت اي افتخرت وهم لا لا يجخفون بها بهم فخطوهم لا يجفخون بها بهم شيم على الحسب الاغر دلائل اي جفخت بهم شيم ففصل بينهما بقوله وهم لا يجفخون اي لا يفتحون لا يفتخرون. يريد ان ان الشيم ان الشيم العظيمة الكريمة هي التي تفتخر بهؤلاء القوم وليسوا هم المفتخرين بها نفخت وهم لا يجفخون بها بهم على الحسب الاغر دلائل. فقدم واخر وحصل تعقيد خفيف في اللفظ والتعقيد اللفظي من اشنع ما يرتكبه البليغ وهو مخرج له من جادة الفصحاء ان لم يكن يتعمده كما قالوا في صنيع الفرزدق قال العتابي الالفاظ اجساد والمعاني ارواح. وانما نراها بعين القلوب فاذا قدمت منها مؤخرا او اخرت منها مقدما افسدت الصورة وغيرت المعنى كما لو حول رأس الى موضع يد او يد الى موضع رجل فان الخلقة تتحول والحلية تتغير هذا كلام ينبغي ان يحفظ بل يكتب بماء الذهب ثم التعقيد المعنوي وهو خفاء دلالة الكلام على المراد منه لخلل مبعثه عدم قدرة الذهن على الربط بين الدلالة اللغوية والدلالة الكنائية المرادة من العبارة. قد شرحته مطولا ايضا في تيسير البلاغة فنمر عليه سريعا. التعقيد المعنوي. ومثاله مشهور جدة ساطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا اطلب بعد الدار عنكم لتقربوا انتم وقد يكون البعد سبيل القرب وهذا منه ملمح حسن. ولا اشكال فيه ساطلب بعد الدار عنكم لتقربوا. طيب وتسكب عيناي الدموع لتجمد يريد انه سيبكي حزنا على فراقهم. لانه سيبتعد عنهم لتجمد هنا كان بالجمود عن فرحه عن فرحه بلقاء احبته لتجمد بفرحهم طيب بفرحي بلقائهم والعرب لا تفعل هذا هنا حصل عنده اشكال في المعنى الكنائي كان بقوله لتجمد عن طيب عن طيب اللقاء وقرارة العين بذلك. وتسكب عيناي الدموع لتجمد اي لاسر بلقائكم. ولاحظوا هذه المقابلة. اطلب بعد الدار تسكب عيناي الدموع تقربوا لتقربوا لتجمد هذه مقابلة لطيفة لكنه لم يحسن لم يحسن التخلص في قوله لتجمده. لان العرب تكني بجمود العين عن عدم قدرة العين على البكاء مع ان الموقف يستدعي البكاء اذا هذه صفة ذم يعني لا صفة مدح ولا يكنى بها عن الفرح ولذلك قالت الخنساء في رثايخها صخرة في رثاي اخيها صخر عيني جودا ولا تجمدا لا تتوقفا عن البكاء. فالجمود ليست صفة مستحسنة عند العرب لكنه هنا كنا بها عن عن عن الصفة المستحسنة وخرج بها عن سنن العرب في كلامهم وفي كنايتهم فوقع في المعنوي ومثل للتعقيد المعنوي الشيخ عبدالرحمن حبنك رحمه الله تعالى في كتابه في البلاغة العربية مثل تمثيلا لطيفا قال يمكن التمثيل بنحو فتح السلطان ابواب السجون ما المتبادر من هذا المعنى فتح السلطان ابواب السجون المتبادر انه العفو عن المساجين المتبادر انه فتح ابواب السجون اي عفا عنهم واخرج المساجين لكن والله المتكلم تسأله اتريد هذه الكناية؟ او لا شك انك تريد هذه الكناية؟ يقول لا. انما اريد نشر جنده للقبض على خصومه وايداعهم السجن. يعني فتح السجون ليهيئها لادخال المساجين قل له انت خالفت المعهودة في الكناية. ولذلك وقعت في التعقيد المعنوي والمخاطب في العربية عزيز فينبغي ايها المتكلم ان تعتني بالمخاطب وانت توجه له الكلام. لا يجوز ان توقعه في لبس وسوء فهم لمقاصد فاذا هذا التعقيد المعنوي. نعم اذا اه هذه شروط فصاحة شروط فصاحة الكلام ان يخلو من التعقيد اللفظي ومن التعقيد المعنوي ومن تنافر الكلمات ومن ضعف التأليف حسبنا هذا اليوم ونكتفي بما وصلنا اليه الله لنا ولكم التوفيق والسداد تابعوا معكم في المجلس القادم الحمد لله رب العالمين