بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين ولو بعد حين واوعد الفجرة الكافرين المجرمين بالخزي والمهانة الى يوم الدين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن اقتفى اثره الى يوم الدين اما بعد فمرحبا بكم ايها الكرام في المجلس الثالث من مجالس التعليق على الجوهر المكنون للامام الاخباري رحمه الله تعالى نتابع من حيث وقفنا وعندنا اليوم ان شاء الله تعالى عدد من الافكار نتحدث فيها باذن الله وكنا في الدرس الثاني قد وقفنا عند شروط فصاحة المتكلم نبدأ بها اليوم ان شاء الله ثم نثني بالكلام على تعريف البلاغة في الكلام ثم نتكلم على تعريف علوم البلاغة الثلاثة ثم على تعريف علم المعاني وابوابه ونختم بالحديث ان شاء الله تعالى عن الاسناد الخبري وهو الباب الاول من ابواب علم المعاني وفيه بضعة او بضع افكار فيه تعريف الاسناد الخبري وفيه الغرضان الرئيسان للخبر وفيه اخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر وفيه ايضا احوال متلقي الخبر والقاء الخبر بناء على ذلك كل هذه الافكار نحاول اليوم ان شاء الله تعالى ان نعلق فيها على ما ورد في الجوهر المكنون فنستعين بالله الكريم ونسأل الله التوفيق والسداد نبدأ على بركة الله قال الناظم رحمه الله وذي الكلام صفة بها يطيق تأدية المقصود باللفظ الانيق وذي الكلام صفة بها يطيق تأدية المقصود باللفظ الانيق وذي الكلام اي فصاحة ذي الكلام صفة بها يطيق ما فصاحة المتكلم؟ صفة بها يطيق تأدية المقصود باللفظ الانيق والصفة ايها الكرام هي الملكة الراسخة في النفس. الهيئة الراسخة في النفس وقوله يطيق ان يقتدر. ولو لم يعبر في بعض الاحيان. المهم ان يكون على ملكة وهيئة راسخة من تأدية المقصود بلفظ انيق اي فصيح ولو لم يتكلم اما غير الفصيح فقد يصيب احيانا اذا ما اصاب احيانا فاننا لا نقول عنه انه فصيح لا نقول عنه انه فصيح لماذا؟ لانها رمية من غير رام كما قالت العرب رب رمية من غير رام اي من غير رام محسن فاذا قوله صفة بها يطيق ان يقتدر عنده قدرة على تأدية اللفظ على تأدية المقصود باللفظ الفصيح. نعم قوله وذي الكلام ها هنا اشكال كيف نعطف قال وزير الكلام صفة وجدنا بعد قوله وذي الكلام كلمة مرفوعة وهي صفة ما الجواب؟ الجواب ان قوله ذي الكلام ذي مضاف اليه والمضاف محذوف. وهذا من نادر من نادر التركيب ان يحذف المضاف ويبقى المضاف اليه مجرورا. فها هنا عندنا ذي مضاف اليه مجرور بالياء لانه من الاسماء ستة نعم والمضاف والمحذوف ما اعرابه اعرابه مبتدأ اين خبره؟ خبره كلمة صفة اي وفصاحة ذي الكلام صفة بها يطيق تأدية المقصود باللفظ الانيق هذا اعراب مشكل البيت. نعم الملكة قلنا ان الملكة ان الملكة هي التي يقتدر بها او يقتدر بها المتكلم على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح هذه هي فصاحة الكلام وهذا يعني انها تقتضي امرين رئيسين صفاء في الذهن يدرك المناسبة بين الفكر ثم يسرا في تشكيل هذه الفكر في قوالب كلامية تشف عن هذه الفكر وتبين عنها خير ابان يدرك المناسبة بين الافكار ثم يحسن التأتي لها والتأليف بينها ويخرجها باللفظ الفصيح هكذا يكون عندنا متكلم فصيح نعم وجعلوا بلاغة الكلام طباقه لمقتضى المقام. شرع يتحدث في بلاغة الكلام. ما بلاغة الكلام قال وجعلوا بلاغة الكلام طباقه لمقتضى المقام اي بلاغة الكلام هي مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته وهذا التعريف مشهور عند البلاغيين في تعريف في تعريف بلاغة الكلام. لكن الناظم ها هنا رحمه الله تعالى اضطر الى اضيق الطريق لم يساعده النظم فاسقط شيئا من القيد وتتمة القيد ان يقول او تتمة التعريف ان يقول مع فصاحته الفصاحة شرط في بلاغة الكلام اذا اسقط هذا القيد لان النظم لم يساعده. بلاغة الكلام هي مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته. طيب نحن دائما نكرر عبارة مقتضى الحال مقتضى ما الحال؟ ما الحال؟ قال هو الامر الحامل للمتكلم على ايراد كلامه بصورة مخصوصة الامر الحامل للمتكلم على ايراد كلامه بصورة مخصوصة. مثلا انا رأيت انكارا عند المخاطب هذا الانكار دعاني لان اؤدي كلامي بصورة مخصوصة فانكار المخاطب حال اقتضت مني التعبير بطريقة مخصوصة اذا الحال كما قال هو الامر الحامل للمتكلم على ايراد كلامه بصورة مخصوصة. طيب احيانا نعبر بالمقام مقتضى المقام مقتضى الحال. هل من فرق بينهما غالبا يستعمل البلاغيون مقتضى المقام بمعنى مقتضى الحال مقتضى المقام بمعنى مقتضى الحال. لكن يفرقون بينهما بان المقام يضاف الى المقتضى فيقال مثلا مقام التأكيد. وبان الحال يضاف الى المقتضي. فيقال مقام الانكار سيقال حال الانكار عفوا كما قلنا انكار المخاطب هو الذي اقتضى مني ان اؤدي الكلام بصورة التوكيد هو الذي اقتضى اذا حال المخاطب هو المقتضي اذا نقول مقتضي المقتضين نقول عنه الحال يعني يضاف الى المقتضي. نقول مثلا حال الانكار المقتضي هنا انكار المخاطب فهذا حاله اما المقتضى اقول مثلا انكاره مقتض ما المقتضى المقتضى ان اؤدي الكلام بصيغة التوكيد. فاقول مقام التوكيد. فانظروا الحال يضاف الى المقتضي الى السبب وهو حال المخاطب كما قلنا من الانكار وغيره والمقام يضاف الى المقتضى الى الثمرة والنتيجة التي كانت عند المتكلم فادى بها الكلام بطريقة مخصوصة. فنقول مثلا كما قلنا مقام مقام التأكيد. وهكذا هذا آآ هذا التفريق ذكره ذكره الامام السعد في المطول رحمه الله تعالى واحسن اليه العصام عصام الدين آآ رأى فرقا اخر بين الحال والمقام فقال اه يطلق كل منهما باعتبار فالداعي يسمى مقاما باعتبار الرتبة كما يعني مقامات الكلام كمقامات الرجال تتفاوت اذا يسمى مقاما الداعي نفسه المقتضي نفسه يسمى مقاما باعتبار الرتبة ويسمى حالا لانه مما يتغير ويتبدل كحال الانسان على هذا الامر هنا اعتباري اذا نظرت الى الى مقام الرتبة انظروا الى رتبة الكلام. رتبة الكلام رتبة الكلام بين عدم التوكيد وبين التوكيد بمؤكد وبين التوكيد بمؤكدين ثم المقتضي آآ حال خلو الذهن حال آآ السؤال والتردد حال الانكار قال نسميه مقاما باعتبار الرتبة هذه رتب في الكلام يقول عنه مقام كمقامات الرجال ونقول عنه انه حال باعتبار التغير. كحال الانسان لا تثبت فعلى هذا ايها الكرام حال الانكار تستدعي تأكيد الكلام حال الانكار تستدعي تأكيد الكلام. فيكون فيكون عندنا مقام التأكيد وحال بلادة السامع تستدعي تكرير الكلام وتطويله حال بلادة السامع تستدعي تطويل الكلام وتكريره وحال ذكاء السامع وسرعة بديهته تستدعي ايجاز الكلام عندنا ثلاث احوال. طبعا هنا باعتبار ان الحالة لفظ مؤنث وهو الافصح مثلا حالي حسنة هكذا حسنة يا هذا نعم اذا وجعلوا بلاغة الكلام طباقه لمقتضى لمقتضى المقام الان شرع يبين لنا شيئا من تعريف علوم البلاغة الثلاثة. ومن بيان شيء من ثمراتها فقال محافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني محافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني اي علم المعاني هو الذي يحفظ الكلام يحفظ المتكلم من الخطأ في تأدية المعنى وحافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني يقولون لي حافظ ها هنا اذا جئنا الى اعراب مشكل حافظ مبتدأ. كيف جاز الابتداء به مع انه نكرة؟ والجواب ان حافظ ها هنا عمل ذروة حافظ تأدياته تأدية مفعول به لاسم الفاعل حافظ. اذا عملت النكرة جاز ان يبتدأ بها محافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني. حافظ مبتدأ اين الخبر يا شباب خبره جملة يعرف جملة يعرف نعم. اما من خطأ فنعلقهما باسم الفاعل حافظ حافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني ولا شك انكم تنبهتم المعاني الاولى جمع معنا اما المعاني الثانية هذه الكلمة الثانية فهي ها هنا اسم علم على هذا العلم ليست بمعنى الاولى الاولى بمعناها المعجمي والثانية بمعناها العلمي محافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني نعم اذا وظيفة علم المعاني وظيفة علم المعاني الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى كما ان وظيفة علم النحو الاحتراز عن الخطأ في تأدية اللفظ ولذلك كانت صناعة النحو صناعة لفظية في الغالب وكانت صناعة المعاني صناعة معنوية هذا لابد من التنبه له. وحافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني وعلى هذا فانك اذا اديت الكلام لمنكر بصيغة خالية من التوكيد وليس لك غرض اخر من هذه الطريقة في الكلام فانت مخطئ النحوي لا يقول لك شيئا. يقول لك هذه ليست صناعتي يقول لك انا هات لي الجملة حتى احللها انت قلت مثلا الله موجود وخاطبت به ملحدا النحوي يقول لك العبارة سليمة ولا اشكال فيها. تقول له ومن حيث المعنى ومن حيث المقام. ومن حيث غرض المتكلم يقول لك والله لا ادري هذه ليست صناعتي. اذهب الى صاحب علم المعاني الجواب عنده علم المعاني هو الذي يضبط لك طرائق تأدية الكلام بحسب المقام وبحسب اغراض المتكلم محافظ تأدية المعاني من خطأ يعرف بالمعاني هنا لطيفة عروضية وهي ان كلمة المعاني تكررت مرتين وهذا عيب في القافية يسمى الايطاء وهو ان تتكرر اخر كلمة في البيت في اقل من سبعة ابيات اي في اخر كلمة في البيت تسمى القافية نعم اخر ساكنين مع المتحرك الذي قبلهما يسمى القافية يعني بالمجمل نقول اخر كلمة في البيت الان اذا تكررت في اقل من سبعة ابيات باتفاق اللفظ والمعنى فهذا يسمى ايطائا وهو من عيوب الشعر نعم وهو من عيوب الشعر آآ ابو ذئب آآ اتذكر انه وقع في الايطاء قال ولكل جنب مصرع. اظن انه كررها بل كرر ثلث الشطر مرة مرتين في اقل من اه من سبعة ابيات فهذا عيب العروض يسمى او في القافية يسمى الايطاء تقول لي هل عندنا ايطاء هنا؟ لا ليس عندنا ايطاء اللفظ متفق. نعمل كلمة كررت لكن المعنى مختلف. الاولى بالمعنى المعجمي والثانية بالمعنى العلني. علم فاذا ليس عندنا ايطاء ابدا ثم يقول وما من التعقيد في المعنى يقي له البيان عندهم قد انتقي اي قد اختير وما من التعقيد في المعنى يقي له البيان عندهم قد انتقي. اذا ما وظيفة علم البيان ايها الكرام ما وظيفة علم البيان ان يقي من التعقيد المعنوي. كما سنذكر الان وما من التعقيد في المعنى يقي هذا البيت ايضا يحتاج الى بعض التعليقات لنكشف عن ارتباطه النحوي. وما من التعقيد في المعنى يقي اي وما يقي اي يحفظ وما يقي من التعقيد في المعنى وعلى هذا من التعقيد متعلقان بالفعل يقي وما يقي من التعقيد في المعنى اما الجار والمجرور في المعنى الجر والمجرور في المعنى متعلقان بحال من التعقيد اي وما يحفظ من التعقيد كائنا في المعنى انها قيد للتعقيد كائنا في المعنى نعم له البيان عندهم قد انتقي يعني قد انتقي عندهم عند ارباب البلاغة تسميته بالبيان له البيان عندهم قد انتقي نعم الجر والمجهول له متعلقان بانطقي. انتقي له انتقي له انتقل له اسم علم البيان. نعم وما من التعقيد في المعنى يقي له البيان البيان عندهم قد انتقي. وما هذه مبتدأ؟ خبره جملة تقي اي الذي يحفظ يحفظ الكلام من التعقيد المعنوي قد اختار له العلماء علماء البلاغة قد اختاروا له اسم علم البيان له اسم علم البيان وهو الذي يحفظ من التعقيد المعنوي كما ذكرنا وكما اشرنا في شروط فصاحت الكلام. نعم ثم قال وما به وجوه تحسين الكلام وما به وجوه تحسين الكلام تعرف يدعى بالبديع والسلام وما به وجوه تحسين الكلام تعرف يدعى بالبديع والسلام وما به وجوه تحسين الكلام طرق تحسين الكلام. كيف نحسن الكلام من جهة معناه او من جهة لفظه المحسنات المعنوية والمحسنات اللفظية بماذا تعرف؟ تعرف بعلم البديع او يدعى بعلم البديع وما به وجوه تحسين الكلام تعرف يدعى بالبديع والسلام وها هنا ايضا ما هذه اسم موصول مبتدأ خبره جملة يدعى اي الذي وجوه تحسين الكلام تعرف به يقال له علم البديع فما مبتدأ؟ اين خبره؟ اين تمت الفائدة عند قوله يدعى بالبديع هذه الجملة في محل رفع الخبر للمبتدأ ما اما به فهما متعلقان بتعرف اي ما تعرف به ما وجوه تحسين الكلام تعرف به يدعى بالبديع به متعلقان تعرف وجملة وجوه تحسين الكلام تعرف به الموصول وهي جملة اسمية مبتدأ وخبر وما به وجوه تحسين الكلام تعرف يدعى بالبديع والسلام اي ان علم البديع يعنى بطرائق تحسين الكلام من جهة معناه الطباق والمقابلة والتورية واللف والنشر وحسن التعليل المدح الذي يراد به الذم وتأكيد الذنب بما يشبه المدح وهكذا. هذه وجوه تحسين الكلام من جهة المعنى. وسندرسها ان شاء الله تعالى. او ندرس طرفا منها او من جهة اللفظ الجناسي والسجعي والموازنة هذا كله ان شاء الله يمر عليه في ختام هذا النظم يسر الله الفراغ منه على احسن حال طيب وما به وجوه تحسين الكلام تعرف يدعى بالبديع والسلام اي والسلام عليك ايها القارئ اساتذتنا يقولون السلام على من اتبع الهدى. لا بأس. يعني السلام مبتدأ. خبره محذوف. قدره يعني والسلام عليك ايها المخاطب ايها القارئ للنظم على هذا يا كرام بعد ان افضنا في الكلام في شروط فصاحة الكلمة والكلام المتكلم وبلاغة الكلام تقول لي انت ذكرت احترازات اذا وقع فيها المتكلم خرج من طور الفصاحة والبلاغة. لكن اجمع لنا هذه في شرائط ايجابية. ماذا علي ان افعل لاكتسب وصاحة الكلام وبلاغة الكلام طبعا قد قد تبين لكم ان الفصاحة شرط في البلاغة وان بلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته هذا القيد لابد منه لاكتمال الحد اذا محصل ما مضى من الكلام اننا يمكن ان نتجنب العيوب المخلة بالفصاحة ونحقق شروط البلاغة من خلال ما يأتي اولا بالاطلاع على كتب متن اللغة ومعاجم المعاني للاحاطة بالكلمات المأنوسة وتجنب الغريب والحوشي لابد ان تعتني بمتن اللغة. وان يكون لك على الاقل ورد في المراجعة لا يحسن بطالب العلم الذي يقرأ يومي في كل يوم كتب الفقه والتفسير والحديث والاصول والعربية. لا يحسن به ان يرجع الى المعجم ان يقرأ كل يوم مادتين او ثلاث مواد من مواد المعجم على الاقل ليكتسب تلك المهارة وفي قراءة المعجم خير كثير غير هذا المذكور ها هنا فيه خير كثير جدا يعرفه من لازمه واطلع عليه ثم لابد من اتقان علم التصريف لمعرفة طرائق بناء الكلمات وصيغها. وتجنب مخالفة القياس الصرفي. وواضع اللغة. وقد تحدثنا عنه في شروط فصاحة كيف اصل الى فصاحة الكلمة؟ بالرجوع الى متن اللغة وباكتساب مهارة التصريف. لابد ان تعتني بالتصريف عناية تامة. والتصريف اشرف اشرف شطري العربية كما نبه عليه الامام ابن جني رحمه الله تعالى ومن خلال دراستك للتصريف تدرك يقينا لطف هذه اللغة وشارفها في بناء كلماتها نعم ثم لابد من الالمام بقواعد علم النحو لمعرفة طرائق تكوين الجمل على نهج كلام العرب وتجنب ضعف التأليف والتعقيد اللفظي لابد من العناية بالنحو ايضا كيف تركب الكلام تركيبا على وفق على وفق ما كان يبنيه العرب في كلامهم ثم لابد من المران والتربة بكلام العرب ودوام الاستئناس به لاكتساب ملكة الذوق السليم والابتعاد عن صور تنافر الحروف والكلمات وقلنا ان البعد عن تنافر الحروف والكلمات امر ذوقي يعرف بممارسة كلام العرب الاستئناس به بالصبر على حفظه وفهمه نعم ثم لابد من اتقان علم المعاني للاحتراز عن الخطأ في في اداء المعنى ومن اتقان علم البيان لاجتناب صور التعقيد المعنوي لا سيما مبحث الكناية ومن اتقان المحسنات اللفظية والمعنوية لمعرفة طرائق تجميل الكلام وتحسينه في هذا تكون قد حققت شروط الفصاحة والبلاغة بهذه الامور السبعة تكون محققا ان شاء الله لشروط الفصاحة والبلاغة اه طبعا تسمية هذه العلوم بعلوم البلاغة هي التسمية المشهورة. هي التسمية المشهورة وبعضهم يسمي الثلاثة بعلم البيان لان مصطلحاته اول المصطلحات ظهورا تجد العلماء كما قلنا البلاغة اولا نشأت نشأت يستعمل فيها لها بعض المصطلحات يستعمل منها بعض المصطلحات في كتب متفرقة في كتب عامة في كتب الغريب في كتب نقد الشعر وهكذا كان يستعمل التشبيه والمجاز والكناية هذه الالفاظ على وجه الخصوص كانت تستعمل بكثرة فمصطلحات علم البيان اول مصطلحات علوم البلاغة ظهورا. ولذلك بعضهم يسمي علوم البلاغة بالبيان طبعا ومن معاني البيان الظهور. وهو المنطق المعرب عما في الضمير ولا شك في تعلق العلوم الثلاثة به تصحيحا وتحسينا ثم بعضهم يسمي الجميع بالبديع لان اول كتاب مفرد في هذا العلم هو كتاب ابن المعتز وهو في معظم ابحاثه كتاب في في المحسنات اللفظية والمعنوية فهو اسبق من حيث التأليف طبعا ويسميه كذلك بالبديع لبداعة هذه العلوم وظرافتها ولطافتها كذلك اول طائفها لكن التسمية التي استقر عليها الناس اليوم علوم البلاغة ثم قال نبدأ الان بتعريف علم المعاني. قال علم به لمقتضى الحال يرى لفظ مطابقا وفيه ذكر علم به لمقتضى الحال يرى لفظ مطابقا وفيه ذكر هنا قدم الحديث عن علم المعاني على الحديث عن علم البيان. لماذا؟ لانه منه بمنزلة المفرد من المركب علم البيان علم البيان محتاج الى علم المعاني. لماذا؟ لان رعاية مقتضى الحال وهي ابرز سمة في علم المعاني ملحوظة ومعتبرة في علم البيان علم البيان تورد فيه او يورد فيه المعنى الواحد بطرائق مختلفة لايضاح الدلالة عليه علم البيان يعرف به ايراد المعنى الواحد بطرائق مختلفة تعبر عن المعنى الواحد بطريق التشبيه او المجاز او الكناية طيب بطرائق مختلفة لايضاح الدلالة. طيب لكن علم البيان محتاج ومراعا فيه. علم البيان مراعا فيه مقتضى الحال اذا عقلا علم المعاني لابد ان يتقدم على علم البيان. ومعرفتك بالمعاني لابد ان تتقدم على معرفتك بالبيان. لانه كالشرط له ولابد ان يسبق الشرط المشروط اذا علم به لمقتضى الحالي يرى لفظ مطابقا وفيه ذكر. لما قال علم ما المراد بقوله علم هنا؟ قال المراد به المسائل ذلك ان العلم يطلق ويراد به الملكة ويطلق ويراد به معرفة القواعد. معرفتك للقواعد ويطلق ويراد به ذات المسائل المراد بقوله علم هنا المسائل نفسها لماذا قلنا ان المراد به هنا المسائل قال لانه سيبين انحصارها وانما يحصر المسائل. هو سيحصر علم المعاني في اب في ابواب ثمانية. ما الذي يحصر وسائل العلم هي التي تحصر الملكة لا تحصر اليس كذلك؟ ولذلك المراد بقوله علم هنا المسائل. نعم علم به يعني هو علم به لمقتضى الحال يرى لفظ مطابقا وقوله لفظا اي احوال اللفظ التي لا يطابق مقتضى الحال الا بها. وعلى هذا فعلم المعاني هو علم تعرف به احوال اللفظ التي بها يطابق مقتضى الحال علم تعرف به احوال اللفظ التي بها بهذه الاحوال وبمراعاتها يطابق مقتضى الحال يطابق مقتضى الحال قوله يرى طبعا كما تعلمون اصله يرأى فحذفت الهمزة تخفيفا لكثرة الاستعمال ونقلت حركتها الى الراء فصار يرى يرى على وزني يفال نعم وقوله علم علم اعرابه مبتدأ خبر اي هو علم. خبر مبتدأ محذوف اما به فمتعلقان بالفعل يرى اي علم يرى به لفظ مطابقا لمقتضى الحال هو العلم الذي به يرى اللفظ مطابقا لمقتضى الحال وعلى هذا لمقتضى الحال يرى مطابقا يعني مطابقا مقتضى الحال هذه اللام زائدة للتقوية والتوكيد مقتضى مفعول مقدم باسم الفاعل مطابقا اي مطابقا مقتضى الحال ويرى متعد الى مفعولين الاول صار نائب فاعل هذا لفظ والثاني منصوب يرى ان يعلموا ولذلك هو متعد من المفعولين علم به لمقتضى الحال يرى لفظ مطابقا وفيه ذكر ماذا ذكر؟ الان سيذكر لنا ابواب علم المعاني اسناد مسند اليه مسند. ومتعلقات فعل تورد. قصر وانشاء وفصل وصل نو. ايجاز اطناب مساواة رأوا هذه هي ابواب علم المعاني. ثمانية اسناد مسند اليه مسند. ومتعلقات فعل تورد. قصر وانشاء وفصل وصل نو. ايجاز اطناب مساواة رأوا اذا ابواب علم المعاني احوال الاسناد الخبري اسناد اي احوال الاسناد الخبري. وسنتكلم عليه اليوم ان شاء الله تعالى ثم مسند اليه احوال المسند اليه مسند احوال المسند ومتعلقات فعل تورد احوال متعلقات الفعل المفاعيل واشباه الجمل قصر اسلوب القصر انشاء اسلوب الانشاء فصل وصل يعني الفصل والوصل واخيرا الايجاز والاطناب والمساواة يحصر علم المعاني في ثمانية ابواب اسناد مسند اليه مسند ومتعلقات فعل تورد. قصر وانشاء وفصل وصل نوع ايجاز اطناب مساواة رأوا يقول ما علة حصر ابواب علم المعاني في ثمانية. لما حصرت في ثمانية؟ ولم تكن في اقل من ذلك او اكثر في ذلك تعليلات كثيرة عند عند البلاغيين لعل اصحها ما ذكره الامام السعد في المطول اذ قال اللفظ اما جملة او مفرد فاحوال الجملة هي الباب الاول. هذا احوال الاسناد الخبري اذا اللفظ اما جملة او مفرد. احوال الجملة احوال الاسناد هو الباب الاول. طبعا ستقول لي لماذا لماذا ذكر الاسناد الخبري طيب الاسناد الانشائي اليس له احوال؟ سنتكلم على هذه القضية ان شاء الله. لما خص الاسناد بالخبري طيب والمفرد اما عمدة او فضلة والعمدة اما مسند اليه او مسند فجعل احوال هذه الثلاثة ابوابا ثلاثة. تمييزا بين الفضلة والعمدة والمسند اليه والمسند. اذا المفرد المفرد اما مسند اليه او اما عمدة او فضلة. العمدة مسند اليه ومسند هذا الباب الثاني والثالث. والفضل هي متعلقات الفعل الفضل هي التتمة التتمة بعد تمام الكلام بعد تمام الاسناد ما ياتي من تتمات يقال له الفضل او المتممات نعم اذا مسند اليه هذا من احوال المفرد هو عمدة هنا المسند اليه والمسند والفضل وهو متعلقات الفعل طيب ثم قال ولما كان من هذه الاحوال ما له مزيد غموض وكثرة ابحاث وتعدد طرق وهو القصر افرد بابا خامسا افرد بابا خامسا طيب وكذا من احوال الجملة. طبعا القصر كما تعلمون يكون في المفردات المفردات كما سنتكلم اذا لماذا لم يجعله من احوال المسند او المسند اليه او متعلقات الفعل؟ قال له مزية فيه مزيد غموض وكثرة ابحاث وتعدد طرق. فكان لابد من ان يخص بباب على حدة قال افرد بابا خامسا. وكذا من احوال الجملة ما له مزيد شرف ولهم به زيادة اهتمام وهو الفصل والوصل. كما كما تعلمون ودرسنا هذا في تيسير البلاغة الفصل والوصل يكون بين الجمل المقصود بالوصل الوصل بين الجملتين. والمقصود بالفصل الفصل بين الجملتين هنا اعتراض لما لم يدرج هذا المبحث في مبحث احوال الاسناد الخبري قال ايضا فيه مزيد غموض. وكثرة ابحاث ودقة نظر ولذلك يحتاج الى باب خاص فجعل بابا سادسا والا فهو من احوال الجملة ولذا لم يقل احوال القصر واحوال الفصل والوصل. لاجل هذا لم يقل احوال القصر. حتى لا يكون تابعا لاحوال المفردات وكذلك احوال الفصل والوصل لم يقل حتى لا يكون تابعا لاحوال الجملة. باب خاص باب القصر باب الفصل والوصل ولما كان من هذه الاحوال ما لا يختص مفردا ولا جملة بل يجري فيهما وكان له شيوع وتفاريع كثيرة جعل بابا سابعا. وهذه وهذه كلها احوال مشتركة بين الخبر والانشاء ولما كان هنا ابحاث راجعة الى الانشاء خاصة جعل الانشاء بابا ثامنا نعم. فاز تعليل من التعليلات لجعل ابواب علم المعاني ثمانية. ها هنا فائدة صرفية في قوله ومتعلقات فعله قال اسناد مسند اليه مسند ومتعلقات فعل تورد. متعلقات ابفتح اللام هي فتكون اسم مفعول ام بكسر اللام هي فتكون اسم فاعل؟ ما الانسب منهما؟ والجواب يصح ضبطها بالفتح والكسر ضبطها بالفتح معناه ان الفعل يتعلق بالمفعول. فاذا المفعول هو متعلق للفعل. الفعل هو المتعلق به. لانه واقع عليه وهو يتعلق بالفعل اسم المفعول يتعلق بالفعل يرتبط به. لانه معمول له الان انظروا يا كرام يتعلق بالفعل انه معمول له يتعلق بالفعل من جهة اللفظ. اليس كذلك انه معمول له طيب ويتعلق به الفعل وهو متعلق لانه يقع عليه يقع على المفعول. وعلى هذا وعلى هذا اختار استاذنا وشيخنا عرفات فتى حفظه الله تعالى ان الاولى في علم المعاني الفتح ان تقول متعلقات الفعل لان النظر هنا الى المعنى. لانه باعتبار المعنى انظروا يقول متعلق اسمه مفعول من متعلقات الفعل. لان الفعل واقع عليه هذا من جهة المعنى والاولى في علم النحو الكسر. لانه باعتبار اللفظ لان المفعول مرتبط بالعامل لانه معموله. فهو متعلق بالفعل قال ومتعلقات فعل تورد ونشير ايضا الى فائدة مهمة ان المسند والمسند اليه من عبارات البيانيين اما المناطق فالعبارة عندهم المحمول والموضوع. المحمول هو المسند اليه عفوا المحمول هو المسند اعتذر. والموضوع هو المسند اليه. نعم اما الاصوليون فيقولون عن المسند المحكوم به ويعبرون عن المسند اليه بالمحكوم عليه ومن النحويون فيقولون المتحدث به والمتحدث عنه اذا عندي مسند ومحمول ومحكوم به ومتحدث به ومسند اليه وموضوع ومحكوم عليه ومتحدث عنه نعم اعتبارات واختيارات بحسب العلوم ايضا اسناد لما قال في البيت السابق وفيه ذكر فيه ذكر ذكر ماذا ذكر اسناد مسند اليه مسند قال اه علم به لمقتضى الحالي يرى لفظ مطابقا وفيه ذكر علم به لمقتضى الحال يرى لفظ مطابقا وفيه ذكر ماذا ذكر؟ اسناده فاسناده نائب فاعل للفعل ذكر في البيت السابق نائب فاعل مرفوع. نعم طبعا حذف التنوين منه للضرورة. وهنا نجد ايضا حذف حرف العطف بالضرورة وهذا كثير في الشعر اما قوله رأوا فهذا تكميل للبيت. هذه الجملة استئنافية يعني هذه الكلمات كلها معطوفة على اسناد. اسناد ومسند اليه ومسند ومتعلقات فعل وقصر وانشاء. ثم قال رأوا كمل البيت وهذه الجملة استئنافية كما قلنا ثم قال الحكم بالسلب او الايجاب اسنادهم. بدأنا الان بتعريف بتعريف الاسناد الخبري الحكم بالسلب او الايجاب اسنادهم يعني ان الاسناد الخبري هو الحكم على الشيء بالسلب اي النفي الدنيا ليست دار مقر ولذلك لا تثبت على حال. الدنيا ليست دار مقر ها هنا عندي حكم بالسلب بالنفي او الايجاب اي الاثبات نحو الدنيا ممر الدنيا ممر طبعا هنا راعى في هذا التعريف المعنى والاسناد الاسناد له تعريف معنوي وتعريف لفظي. فهنا راعى في التعريف الامر المعنوي الحكم بالسلب او الايجاب اسناده الاسناد الحكم بالسلب او الايجاب. هكذا قال. طيب ويعرف ايضا الاسناد مراعاة للفظ بانه ضم كلمة او ما يجري مجراها الى اخرى بحيث يفيد الحكم ان مفهوم احداهما ثابت للاخرى او منفي او منفي عنها اذا يعرف الاسناد من جهة اللفظ ما الاسناد؟ ضم كلمة الى اخرى او ما يجري مجراها بحيث يفيد الحكم ان مفهوم احداهما ثابت للاخرى او منفي عنها طيب وما الخبر الخبر هو ما احتمل الصدق والكذب لذاته وقد قدم بحث الخبر على بحث الانشاء لعظم شأنه لان المزايا والخواص المعتبرة عند البلغاء اكثر وقوعها فيه اكثر مزايا الكلام وخواصها تكون في الاسناد الخبري للانشائي الحكم بالسلب او الايجاب اسنادهم. اسنادهم مبتدأ مؤخر وقول الحكم خبر مقدم. اي الاسناد هو الحكم بالسلب او الايجابي الحكم بالسلب او الايجاب اسنادهم وقصد ذي الخطاب افادة السامع نفس الحكم او كون مخبر به ذا علم. فاول فائدة والثاني لازمها عند ذوي الاذهان شرع يذكر الغرضين الرئيسين من القاء المتكلم خبره لما القي الخبر على السامع ما غرضي من الخبر قال لك من ذلك غرضان رئيسان. وقصد ذي الخطاب. يعني قصد المتكلم من خطابه السامع احد امرين افادة السامع نفس الحكم او كون مخبر به ذا علم اذا يريد المخبر بخبره في الاصل الاصل احد شيء ندقق جيدا هنا في الاصل طيب احد شيئين اما الحكم لمن لم يعلم بمضمونه انا اريد ان افيده نفس الحكم كقولك سافر ابي الى الحج يقوله لمخاطبك الذي لا يعلم ان اباك سافر الى الحج فهذا يسمى فائدة الخبر يسمى فائدة الخبر واما كونه عالما بالحكم. كونه اي كون المتكلم عالما بالحكم مريدا اعلامه اي اعلام المخاطب بذلك لقولك سافرت الى الحج هذا العام المخاطب يعرف انه سافر الى الحج. هو نفسه الذي سافر الى الحج فكيف لا يعرف لكن ماذا اردت ان تقول له ان تقول له انك عالم بمضمون هذا الحكم وهو سفره الى الحج وهذا يسمى لازم الفائدة يسمى هذا لازم الفائدة الان الناظم رحمه الله تعالى حصر حصر اغراض المتكلم او غرض المتكلم من اداء كلامه الى المخاطب باثنين وقالهما اثنان افادة السامع نفس الحكم وهو الذي يسمى فائدة الخبر او كون مخبر به ذا علم او كون المتكلم عالما بالحكم. تريد ان تقول للمخاطب انني عالم بالحكم. تقول له حفظت القرآن الكريم هذه هذه تسمى لازم الفائدة طيب الان هل هل هل الاغراض محصورة؟ او هل تحصر اغراض اغراض الخبر في هذا؟ قال لا لا يقصد الناظم ان يحصر ان يحصره اه الغرض من الخبر بهذا بل يريد انهما يكونان حين يقصد المخبر ذلك حين يقصد المخبر ذلك وهذا مدلوله قوله وقصد ذي الخطاب افادة السامي. وقصده يعني حين يقصد افادة السميع. اذا وقصد ذي الخطاب افادة السامع وقد يريد بالخبر اغراضا اخرى بلاغية تعرف من سياق الكلام ولاننا في البلاغة علم المقام وعلم احوال اللفظ بحسب المقام فنحن مضطرون للكلام على اغراض الخبر البلاغية. وفي الحقيقة يقول البلاغيون ان فائدة الخبر ولازم الفائدة ليسا غرضين بلاغيين بل انما يقدم بهما البلاغيون ليكونا توطئة للاغراض البلاغية كان يحصل ان يذكر الناظم الاغراض البلاغية للخبر اما هذان اللذان ذكرهما الناظم رحمه الله تعالى فهما الغرضان الرئيسان هما الغرضان آآ الرئيسان من كل كلام يقوله المتكلم من كل كلام اعتيادي ونحن نريد نريد الاغراض التي تقتنص بحسب المقام حسب المقام فلنذكر شيئا منها قال منها التحسر كقول امرأة عمران ربي اني وضعتها انثى. هي لا تخبر الله انها وضعتها انثى هي تتحسر انها لم تلد ذكرا تخدمه بيت المقدس اسأل الله سبحانه وتعالى ان يعجل بتحريره على ايدي المؤمنين المجاهدين الطاهرين وان يحفظهم حيث حلوا ونزلوا. فاذا ربياني وضعتها انثى هي لا تريد ان تخبر الله انها وضعت انثى. الله يعلم كل شيء انها تريد ان تتحسر لم تلد ذكرا تجعله خادما لبيت المقدس. نعم تجعله محررا لخدمة بيت المقدس الغرض البلاغي الثاني من الخبر اظهار الضعف قول سيدنا زكريا ربياني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا. هو في محراب العبودية لله سبحانه وتعالى. يتذلل ويدعو ويبكي ولا يخبر الله بذلك. لا يريد فائدة الخبر ان الله يعلم السر واخفى وانما يريد ان يتذلل في محراب العبودية اذا ما الغرض من الخبر هنا؟ اظهار الضعف ومنه الامر كقوله تعالى والوالدات يرضعن اولادهن والوالدات يرضعن اولادهن. والمعنى والوالدات ليرضعن اولادهن. الكلام هنا على الامر لكن الله سبحانه وتعالى عدل عن اسلوب الامر الى اسلوب في غاية اللطف. الى اسلوب خبري وكأن الله سبحانه وتعالى يقول الوالدات يفعلن هذا بلا شك ولا يحتجن الى امر هذا في فطرتهن. الام لا تترك وليدها فهي ترضعه لبانها. ترضعه لبان الحنان كذلك لذلك لا تحتاج الى امر ثم هذا اخبار الله سبحانه وتعالى يقول والوالدة يرضعن لفظه خبر والخبر كما تعلمون ما يحتمل الصدق والكذب لذاته الوالدة التي لا ترضع ولدها كانها تكذب الله سبحانه وتعالى في اخباره الله اخبر ان الوالدة تفعل ذلك فاذا لم تفعل ذلك فهي كأنها تقول لا انا لا افعل هذا هذا الكلام غير صحيح وبعبارة اخرى كذب نعم فاذا انظروا الى هذا البيان الدقيق وبهذا يلتزم المخاطب اشد الالتزام. انت حين تقول لفلان اذهب معنا الى الرحلة. قد يقول لك لن اذهب واذا قلت له انت تذهب معنا الى الرحلة كنت جالسا وحولك اناس لا يعرفهم هذا الشخص فقلت له انت تذهب معنا الى الرحلة سألك الناس يقول فلان يذهب معنا الى الرحلة ماذا يقول فلان؟ يقول والله اذا ما ذهبت الان انا ساكذبه يكون كاذبا ولم يقل له اذهب معنا وانما ذهب الى اسلوب اخر في غاية اللطف والدقة وهذا فيه حمل للمخاطب على الالتزام بمضمونه بالطف العبارات والوالدات يرضعن اولادهن والمعنى اللي يرضعن اذا الامر ومنه الإسترحام كقول الشاعر ربي اني لا استطيع اصطبارا لا استطيع اصطبارا هذا الخبر للاسترحاء يا رب ازح عني ما انا فيه من الكرب فاعف عني يا من يقيل العثار. والفخر كقول الشاعر انا القائد الحامل الذمار وانما يدافع عن احسابهم انا او مثلي طيب اذا وقصد ذي الخطاب افادة السامع. قصد مبتدأ وافادة خبر. وافادة السمع نفس الحكم نفس مفعول المصدر يعني قصد ذي الخطاب ان يفيد السامع نفسه نعم فنفس مفعول به ثان للمصدر افادة وهنا تلاحظون اضافة المؤكد الى المؤكد واصل الكلام افادة السامع الحكم نفسه ثم اضاف المؤكد الى المؤكد وهذا جائز نعم قال فاول فائدة والثاني لازمها عند ذوي الاذهان الفي الاذهان احذية ذهنية ذوي ذوي الاذهان السليمة. لا اي اذهان نعم المقال وربما اجري مجرى الجاهل مخاطب ان كان غير عامل. كقولنا لعالم ذي غفلة الذكر مفتاح لباب الحضرة وربما اجري مجرى الجاهل مخاطب ان كان غير عامل. كقولنا لعالم ذي غفلة الذكر مفتاح لباب الحضرة اذا قد ينزل المخاطب العالم بفائدة الخبر ولازمها منزلة الجاهل لعدم عمله بما علم حينئذ تؤدي له الكلام. مع ان الاصل ان لا تؤدي له الكلام نعم لقولنا لتارك الصلاة الصلاة عماد الدين هو يعرف هذا الاصل ان لا تقول له هذا. لكنك تخبره بهذا لانه لم يعمل بما علم. فكأنه جاهل بالحكم قال وقولنا لتارك ذكر الله مع علمه بانه الوسيلة العظمى لاستحضار عظمته الذكر مفتاح لباب الحضرة باب الحضرة الى الله سبحانه وتعالى نعم قال وقولنا لمن يتكاسل عن مذاكرة دروسه مع اقتراب الامتحان الامتحان على الابواب ويعرف ان الامتحان على الابواب لكن عدم علمه او عدم عمله بمقتضى ما علم يجعلك تكرر الكلام له وربما اجري مجرى الجاهل مخاطب ان كان غير عامل. فتؤدي له الخبر من جديد لقولنا لعالم ذي غفلة الذكر مفتاح لباب الحضرة. نعم. طبعا مجراهنا مصدر ميمي. يعني وربما اجري اجراء الجاهلي ومجرى مصدر ميمي وهو مفعول مطلق للفعل اجري مفعول مطلق بالفعل اجري. نعم مقال طبعا الان الحديث الان عن عن احوال متلقي الخبر وعن القاء الخبر بناء على ذلك قال فينبغي اقتصار ذي الاخبار على المفيد خشية الاكثار ينبغي اقتصار ذي الاخبار على المفيد خشية الاكثار اذا اذا كان الغرض من الخبر افادة المخاطب بالحكم او لازمه او اغراضا اخرى او اغراضا اخرى بلاغية كما نصصنا على بعضها ها هنا فحين اذ ينبغي ان يقتصر المتكلم على ما يفيد المخاطب ويتجنب الاكثار واللغو والعرب مما تمدح الايجاز في الكلام. ومن امثالهم من اكثر اهجر وقع في الهجر وهو الفحش من الكلام. والسيء من الكلام. السيء من الكلام. من اكثر اهجر وقال اكثم بن صيفي المكثار كحاطب ليل. وحاطب الليل قد يجمع ما يضره الى ما ينفعه. نعم المكثار كحاطب لذلك السمة العامة لكلام العرب الايجاز الايجاز نعم. فينبغي اقتصار ذي الاخبار على المفيد خشية الاكثار. وهذه الفاء يا جماعة هذه فاء التفريع لترتب ما بعدها على ما قبلها لترتب ما بعدها على ما قبلها. لما قال ان الخبر انما يكون لاغراض لا يكون عبثا. يكون لتفيد المخاطبة شيئا يجهله او لتعلمه بعلمك بالحكم انك عالم بالحكم او اخبره مرة ثانية لانه لم يعمل بمقتضى ما علم فاذا ينبغي ان يكون خبرك منزها عن العبث فهذا مرتب على ذاك. فهذه الفاء التفريع وخشية مفعول لاجله. من مصدر اقتصار يعني فينبغي ان يقتصر خشية الاكثار خشية مفعول لاجله للمصدر اقتصار ولا يصح ان يكون مفعولا لاجله للفعل ينبغي ثم قال في خبر الخالي بلا توكيد ما لم يكن في الحكم ذا ترديد. فحسن ومنكر الاخبار حتم له بحسب الانكار كقوله انا اليكم مرسلون فزاد بعد ما اقتضاه المنكرون ليخبره اي هو المتكلم فينبغي اقتصار ذي الاخباري ثم قال فيخبره ليخبر الخالي بلا توكيد ما لم يكن في الحكم ذا ترديد. فحسن ومنكر الاخبار حتم له بحسب الانكار. كقوله انا اليكم صالون فزاد بعد ما اقتضاه المنكرون متلقي الخبر لا يخرج عن واحد من ثلاثة اصناف ذكرها في النظم الصنف الاول ان يكون خالي الذهن عن الخبر عن الحكم. فحينئذ يؤدى له الخبر خاليا من المؤكدات خلو ذهن المخاطب يعني خلو الحكم من المؤكدات واحد وعلى هذا قال الشاعر اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا هواها قبل ان اعرف الهوى. فصادف قلبا خاليا فتمكنا. وهكذا الخبر حينما يأتي الى المتكلم الى المتكلم الخالي الذهن عن الحكم فانه يستقر في نفسه دون الحاجة الى المؤكدات اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى تصادف قلبا خاليا فتمكن الصنف الثاني ان يكون داريا بالخبر مترددا فيه طالبا الوصول الى اليقين. عنده تردد فيحصل ان يؤدى له الخبر مؤكدا بمؤكد واحد يزيل تردده. طيب الثالث ان يكون منكرا لمضمون الخبر. معتقدا خلاف ما تلقيه عليه فيجب تأكيده له على قدر انكاره حتى يزول. اذا هي ثلاثة اصناف خلودهن التردد والسؤال بغية الوصول الى الى استقرار الحكم في النفس الثالث الانكار. نعم. فهذه ثلاث احوال للمخاطب ينتج عنها ثلاثة مقامات نعم. كما قلنا مقام ليس فيه تأكيد ابدا. يؤدى الكلام خاليا من التأكيد. ومقام يحسن فيه التأكيد بمؤكد واحد ومقام يجب فيه التأكيد بمؤكدين فاكثر نعم وقد مثل لذلك مثل الناظم لذلك انظروا قال فيخبر الخالي بلا توكيد. خال الذهن يخبره المتكلم بلا توكيد. ما لم يكن في الحكم ذا ترديد يردد آآ الحكم في نفسه فهذا يستحسن له التوكيد. فحسن ومنكر الاخبار حتم له بحسب الانكار كقوله انا اليكم مرسلون فزاد بعد ما اقتضاه المنكرون. اذا مثل لذلك باية رسل سيدنا عيسى الى انطاكيا فقد قالوا انا اليكم مرسلون اكدت الجملة بماذا يا كرام بان وباسمية الجملة لم يقل انا ارسلنا اليكم لم يقل ارسلنا اليكم اعدل الى الاسمية مع امكاني الفعلية اذا اذا والعدول عن فعليتها بعد ان كذبهم القوم. اذ ارسلنا اليهم اثنين فعززنا بسيث فقالوا انا اليكم مرسلون لعفو فكذبوهما اذا بعد الارسال حصل التكذيب اذا صار عندي حال الانكار فجاءت الجملة بعدها انا اليكم مرسلون هذه اديت لمن؟ للمنكر للمكذب نعم. بماذا اكدت بي ان وباسمية الجملة والعدول عن فعليتها فلما اشتد تكذيبهم وقالوا انظروا الى ماذا قالوا؟ ما انتم الا بشر مثلنا. وما انزل الرحمن من شيء. ان انتم الا تكذبون هذا في غاية الانكار. يكررون الجمل زاد الانبياء جرعة او زاد الانبياء في جرعة التوكيد فقالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون اكد باربعة مؤكدات ربنا يعلم قائم مقام القسم ان تم التأكيد باللام المزحلقة وهي لام الابتداء في الاصل ثم باسمية الجملة والعدول عن فعليتها باربعة مؤكدات. لماذا لان هذا هو المناسب لحال انكارهم. كلما زاد الانكار زادت المؤكدات لتزيل هذا الانكار نعم ها هنا تنبيه قال اذا كان مترددا هو المقام الثاني اذا كان مترددا فانه يحسن ان نؤكد له الحكم ما مراد بقولنا يحسن الحسن هنا هو واجب. هو الوجوب عند البلاغيين هنا الحسن عند البلاغيين واجب لكنه وجوب دون وجوب دون وجوب ما صرحوا فيه بلفظ الوجوب اذا الحسن عند البلاغيين في مقام التأكيد هو الوجوب لكنه ادنى من درجة الوجوب التي صرح فيها بلفظ الوجوب للمنكر المنكر يجب ان نؤكد له. المتردد يحسن ان يجب وجوبا اقل. نعم قال شيخنا عرفات فتى مستحسن توكيدنا لمن طلب وحسن عند البلاغ وجب مستحسن توكيدنا لمن طلب للسائل المتردد وحسن عند البلاغيين وجب هو الواجب تنبيه ثان المقصود بالمؤكدات هنا نحن قلنا خالي الذهن لا نؤكد له الكلام المتردد نؤكد له بمؤكد المنكر نؤكد له بمؤكدين فاكثر. ما المراد بذلك؟ ما ما المراد بهذه المؤكدات؟ مؤكدات الحكم لا مؤكدات احد الطرفين المسند او المسند اليه مؤكدات احد الطرفين يمكن ان تصحب الكلام الموجه الى خالي الذهن. لا اشكال يمكن ان اؤكد بالتوكيد المعنوي او اللفظي اذا كنت اؤدي الكلام الى خالصهم اذا المراد بالمؤكدات مؤكدات الحكم هذه تكون للمتردد او المنكر على درجة انكاره. نعم طيب طبعا الترديد هنا مصدر الفعل ردد ما لم يكن في الحكم ذا ترديد ردد ردد ماذا؟ ردد فكره في الحكم ردد فكره في الحكم وبهذا التفسير يكون استعماله صحيحا ان بعض الشراح استشكل هذا. قال يجب ان يقول بلا تردد لكنه اضطره النظم الى اضيق المسالك فقال ترديد بدلات تردد. نعم اخيرا نعم طبعا هنا يعني نشير الى شيء اعرابي فيخبره الفاء هذه حرف عطف وهي للترتيب الذكري لما قال فينبغي اقتصار ذي الاخبار على المفيد خشية الاكثار على المفيد من الكلام. طيب ثم شرح هذا حصله في هذه الفاء عاطفة للترتيب الذكري. عطف المفصل على المجمل المضارع هنا بالبناء للمعلوم في خبره اي ذي الاخبار اي المتكلم ليخبر المتكلم خالية زين. تقول لي لماذا نصبت يخبره المضارع هنا منصوب باني المضمرة والمصدر المؤول معطوف على اقتصار فينبغي اقتصاره فاخباره خالي الذهن والخالي مفعول به منصوب قولوا لي لما سكنت الياء هنا؟ مع ان المنقوص في النصب تظهر الحركة. الجواب هي لغة لبعض العرب. سكنت للضرورة وهي لغة لبعض العرب نعم طبعا الخالي كما قلنا الجار والمجرور بلا توكيد متعلقان بحال محذوفة عن فاعل يخبره ليخبر المتكلم حال كونه بلا توكيد. نعم وما هذه حرف مصدري والمصدر المؤول؟ نائب عن ظرف الزمان. نعم اما حسن فهو خبر لمبتدأ محذوف. اي التوكيد حسن. التوكيد حسن. نعم وقوله اقتضاه المنكرون اي اقتضاه حال المنكرين ثم قال اخيرا بلفظ الابتداء ثم الطلب ثمة الانكار الثلاثة تنسب لفظ الابتداء ثم الطلب ثمة الانكار الثلاثة تنسب يسمى الخبر الموجه الى خال الذهن ابتدائية لانك تبتدئه به دون مؤكدات ولذلك يسمى خبرا ابتدائي ويسمى الخبر الموجه للمتردد طلبية لانه طالب بالمقام او المقال ازالة الشك والتردد عنه لذلك يسمى الخبر طلبيا ويسمى الخبر الموجه الى المنكر انكاريا لان حاله من الانكار لمضمون الخبر تقتضي التوكيد تقتضي التوكيد. نعم اذا للفظ الابتداء ثم الطلب ثمة الانكار الثلاثة سبي. الجر والمجرور متعلقان بالفعل انسب اي انسب ثلاثة تلك الاحوال الثلاثة الى ماذا الابتداء سمها بالابتداء الخبر الابتدائي والخبر الطلبي والخبر الانكاري. نعم. والتاء في ثمة لتأنيس اللفظ وهي تاء مفتوحة تلحق حرف العطف ثم. نعم ويظن بعضهم ان الظرف ثم تلحقه التاء الصواب انه لا تلحقه التاء. التاء المربوطة كما يظن بعضهم. بل الهاء التي لحقته في بعض الكتب القديمة هي هاء السكت يقفون عليه بهاء السكت. يقولون ثمة لم يكن احد ثمة هي ثمة ليس بالتاء ابدا. فذاك لا تدخله التاء اصل نكتفي بهذا القدر اليوم ونلقاكم في درس قريب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته