نحتاج ايضا الى وسطية في الدعوة في مسألة حل مشاكل الامة. الدعاة او طلبة العلم او المنتسبين او اهل الغيرة يظنون ان مشاكل الامة ستحل بغيرته لو كانت كذلك لم يكن ثم اغير من نوح عليه السلام. على توحيد الله وعلى الاخلاص الديني لله جل وعلا. فهل كانت غيرة نوح عليه السلام التي لم يكن ثم اعلى منها في زمانه. هل كانت كافية في ان يزول الشرك او ان تزول الوثنية التي كانت في زمنه لم يكن الامر كذلك. هل كانت كافية لتنزل نصر الله جل وعلا عليه؟ اذ ذاك لم يكن الامر كذلك بل مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما. لقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون. اما الصبر الطويل صبر تسع مئة وخمسين سنة مع وجود الغيرة العظيمة عاطفة الجياثة منهج يجب ان نكون عليه. من ينظر اليوم الى مشاكل الامة وما هي فيه. في كثير من الاصدقاء من جهل بدين الله من بعد عن توحيد الله جل وعلا الخالص من وجود لشركيات مختلفة من وجود لبدع مختلفة من وجود لمنكرات مختلفة هل محلها يكون بغيرة متوهمة هل حلها يكون بالانكار باليد؟ هل حلها يكون بالسعي فيما لا يرضي الله جل وعلى من وجود مثل هذه الجرائم والتفجيرات التي حصلت كيف تحل مشاكل الامة جهد ابناء الامة؟ لا بد ان نكون في ذلك وسطا بين الذين كأن الامر لا يعنيهم ولا يسعون في حل مشكلات الامة وبين الذين يغالون فيذهبون الى طريق الخوارج او طرق بدعية ظالمة بما فيها من سلوكيات وسبل منحرفة الامر وسط في ان نعمل جهدنا وفق المنهج الشرعي في ان نعمل متكاتفين متعاونين وان نحصر مشاكل الامة وان نسعى فيها وهل نبذل بالدعوة والخير والاصلاح والمناصحة؟ وفق المتاح ووفق الشرع المطهر ووفق المأذون به. فمن حل مشاكل الامة بخيالات وتنظيرات فانه سيكون اسير هذه الخيالات والمشكلات دون حل لها