المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. الحمد لله الحمد لله الذي قال لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه. فلا ينازعنك في الامر. وادع الى ربك لكنك لعلى هدى مستقيم وان جادلوك فقل فقل الله اعلم بما تعملون. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون. والحمد لله الذي قال اليس الله وبكاف عبده. ويخوفونك بالذين من دونه. ومن يضلل الله فما له ومن هادئ ومن يهد الله فما له من مضل. اليس الله بعزيز انتقام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة من قال لقطت كلمة التوحيد قلبه وفؤاده. فعلم منها ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه قليله هو البشير النذير. بشر وانذر وقال وعلمه فطوبى لمن اخذ بسنته واقتفى اثره واهتدى بهداه. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فيا ايها الاخوان تعوذوا لله جل وعلا من الفتن. تعوذوا بالله جل وعلا من الفتن التي تحرق الدين وتحرق العقل وتحرق البدن وتحرق كل خير. تعوذوا بالله منها فانه لا خير في فتنة ابدا. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله كثيرا من الفتن وكان عليه الصلاة والسلام يحذر يحذر من الفتن ولهذا لما ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه كتاب الفتن ابتدأه بقوله باب باب قول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من الفتن وذلك ايها الاخوان الفتن اذا اتت اذا اتت فانها لا تصيب الظالم وحده وانما تصيب ولا تبقي اذا اتت لا تبقي لقائل مقالا وانما يجب علينا ان نحذرها قبل وقوعها وان نباعد انفسنا حقا بعدا شديدا عن كل ما قربوا الى فتنة او يدني منها فان من علامات اخر الزمان كثرة الفتن ان من علامات اخر الزمان كثرة الفتن كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يتقارب الزمان يتقارب الزمان ويقل العمل ويلقى الشح وتكثر لو قال تظهر الفتن وذلك ايها الاخوان لان الفتن اذا ظهرت فانه سيكون من الفساد ما يكون مزنيا لقيام الساعة وذلك ايضا وذلك ايضا من رحمة نبي الله صلى الله عليه وسلم بنا. ان حذرنا من الفتن كلها. والله جل وعلا قد حذرنا بقوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. قال ابن وكثير رحمه الله في تفسير هذه الاية هذه الاية وان كان المخاطب بها من صحابته رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنها عامة لكل مسلم لان النبي الله عليه وسلم كان يحذر من الفتن. قال الالوسي ايضا في تفسيره عند هذه الاية قال فسرت الفتنة في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة فسرت باشياء منها المداهنة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها التفرق والاختلاف ومنها ومنها تركه ومنها ترك الانكار على البدع اذا اذا ظهر ومنها اشياء غير ذلك. قال ولكل معنى بحسب ما يقتضيه يعني انه اذا كان الزمان زمان تفرق واختلاف بل يحذر بعضنا بعضا بقوله اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة يعني اتقوا تفرقا واختلافا لا يصيب مآله ولا تصيب نتيجته الذين ظلموا منكم خاصة وانما يصيب الجميع ولا يخص ذلك الاثر للتفرق والاختلاف مثلا لا يخص الظالم وحده لهذا فاننا في هذا المقام احببنا ان نذكر بهذا الامر لاننا نرى لاننا نرى صحوة اسلامية راشدة باذن الله في هذه البلاد التي هي التي التي هي هي القائمة بشأن التوحيد والقائمة بدعوة التوحيد في هذا الزمان الذي لا نرى فيه قائما بدعوة التوحيد الا ما شاء الله جل وعلا. فكان لزاما ان نذكر هؤلاء وان نذكر انفسنا جميعا بلزوم الاعتناء بالعلم النافع بلزوم من اعتناء بعقيدة السلف الصالح بلزوم الاعتناء بعقيدة اهل السنة والجماعة فان هذه المباركة الصحوة التي نرجو منها ان تنشر دين الله وان تحبب الشريعة والاستقامة للناس نرجو منها كما هي عليه ان تكون ثابتة على العلم النافع. لان شبابنا اليوم يحرصون هناك كثيرة على العلم النافع يحرصون كثيرا على كلام اهل السنة والجماعة. ولهذا اجد فمن علي ان انقل لهم واذكرهم وابين لهم ما اعلمه من كلام ائمتنا ومن كلام اهل السنة والجماعة الذي بنوه على مقال المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى كلام المولى جل وعلا فان الفتن اذا لم يرعى حالها ولم تنظر ولم ينظر الى نتائجها فانه سيكون الحال حال سوء في المستقبل ان لم يكن عند اهل العلم من البصر النافذ والرؤية الحقة ما يجعلهم يتعاملون مع ما يستجد من الاحوال او يظهر ومن الفتن على وفق ما اراد الله جل وعلا واراده رسوله صلى الله عليه وسلم. فان ان الضوابط والقواعد لا بد ان ترعى فان الضوابط بها يعصم المرء نفسه من من الوقوع في الغلط فالضوابط الشرعية والقواعد المرعية اذا اخذنا بها ولزمناها ولذمناها واقتفونا اثرها فانه عند ذلك سيحصل لنا من الخيرات ما لا ما نندم بعده ابدا باذن الله جل وعلا. فمثلا الظابط الظابط في كل امر لابد من معرفته حتى يتثنى لك يا ايها المسلم يتثنى لك ان تعصم نفسك من ان تسكن من ان تنساق او تسوق نفسك الى ما لم تعلم. عاقبته الحميدة او ما لم تعلم. ما يؤول ما يؤول به ذلك الامر ما يؤول به ذلك الامر من مصلحة او مفسدة فبهذا نعلم انه لابد من رعاية الظوابط ورعاية القواعد التي بينها اهل السنة والجماعة فالضابط ما تعريفه؟ الظابط في المسألة هو ما به نعرف ما تحكم به الباب الواحد وترجع اليه ترجع اليه مسائل الباب الواحد. واما القاعدة فهي امر كلي ترجع اليه المسائل في ابواب مختلفة. ولهذا كان لزاما علينا كان لزاما ان نأخذ بتلك الضوابط والقواعد التي كان عليها اهل السنة والجماعة. فالنبي صلى الله الله عليه وسلم قال انه من يعش منكم فسيرى خلافا كثيرا فسيرى اختلاف كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. نعم. وقد رأى الصحابة بعده صلى الله عليه عليه وسلم رأوا الاختلاف وما نجوا الا بما تمسكوا به من القواعد الواضحة التي عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان عليها الخلفاء الراشدون من بعده عليه الصلاة والسلام للاخذ بتلك الظوابط وتلك القواعد للاخذ بها فوائد متعددة. فاول تلك الفوائد ان الرعاية الضوابط ورعاية القواعد تعصمه تصور المسلم من ان يقع تصوره في فيما لا يقره الشرع تعصم ذلك التصور وتضبط عقل المسلم في تطوراته ومعلوم ان نتصور المسلم اذا تصور مسألة ما دون ضابط ودون قاعدة يرجع اليها فانه وسيذهب عقله الى انحاء شتى في تصرفاته في نفسه او في اسرته او في مجتمعه او في في امته فعند ذلك نعلم اهمية رعاية تلك الظوابغ وتلك القواعد لانها تضبط العقل عقل المسلم في تصوراته التي ينشأ عنها التي ينشأ عنها تصرفه في نفسه او في اسرته او في مجتمعه. ثم ان لرعاية تلك الضوابط والقواعد فائدة اخرى الا وهي انها تعصم المسلم من الخطأ. لانه اذا سار وراء فيما يجد او في الفتن اذا ظهرت وحللها بعقله ونظر فيها بنفسه دون رعاية لضوابط وقوانين اهل السنة والجماعة فانه لا يأمن ان يقع في الخطأ. والخطأ اذا وقع فيه فان عاقبته ليست بالحميدة لانه يتدرج ويتفرع وربما زاد وزاد فلضابط قاعدة اذا التزمنا بها فائدة ايما فائدة وذلك انها تعصم من الخطأ لماذا ان تلك الضوابط وتلك القواعد من الذي قعدها؟ ومن ومن الذي ضبطنا بها؟ هم اهل السنة والجماعة ما جاء في الادلة ورعاية تلك الادلة ومن سار خلف الدليل وسار خلف اهل السنة والجماعة فانه لن يندم بعد ذلك ابدا. ومن الفوائد للقفو خلف تلك الضوابط والقواعد انها تسلم المسلم من الاثم لانه اذا صار وفق رأيه او سرت وفق رأيك وما تظن صوابا دون رعاية لتلك الظوابط والقواعد فانك لا تأمن الاثم لانك لا تعلم ما كونوا عليه مستقبل الحال في مقالك او فعله. اذا سرت وراء رأيك او سرت وفق ما رأيته واما اذا اخذت بما دل عليه الدليل من الضوابط والاصول العامة فانك ستنجو باذن الله من الاثم والله جل وعلا سيعذرك لانك سرت وفق الدليل وقد احسن من انتهى الى ما قد سمع ولهذا ايها الاخوان يتبين لنا بذا بتلك الامور الثلاثة ضرورة بتلك بتلك الظوابط والقواعد التي سيأتي بيانها. هذه الضوابط والقواعد التي مأخذها ودليلها احد شيئين. الاول التنصيص على تلك على تلك القاعدة او ذلك الضابط في الادلة الشرعية اما في القرآن او في السنة واخذ اهل السنة والجماعة بما دلت عليه تلك الادلة التي في القرآن او في سنة المصطفى العدنان صلى الله عليه وسلم. الامر ان يكون مأخذها من السنة العملية المرعية التي عمل بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون بعدهم والائمة اهل السنة والجماعة كان لهم سيرة عملية في الفتن اذا ظهرت وفي الاحوال اذا تغيرت رعوها واخذوا بالادلة وطبقوها ورعوها عمليا. لهذا لم يزغ بصرنا ولم تزق عقولنا اذ اذا اخذنا بما عملوا به وبما اخذوا به من الادلة وبما بالسيرة العملية وهذا ايها الاخوان من رحمة الله جل وعلا بنا انه لم يترك دون قدوة نقتدي بها. فالعلماء علماء اهل السنة والجماعة هم الذين يرجع اليهم في فهمهم وفي رأيهم وفي كلامهم. لانهم علموا من الشرع وعلموا من قواعده الكلية ومن ضوابطه المرعية ما يعصم من الخطأ وما يعصم من الانفلات. فلهذا يتبين له يتبين لك وجوب الاخذ بهذه الظوابط والقواعد التي ساذكرها لك الان ويتبين لك ايضا فائدة الاخذ بها ولزوم الاخذ بها والمصلحة المترتبة له في نفسك وفي مجتمعك اذا اقلت بها واذا رعيتها ومن سار وابقى ومن سار خلف مهتد ووفقه ما دلت عليه الادلة فطوبى له في سيره وطوبى له في هداه. فانه لن يندم بعد ذلك ابدا. من تلك الضوابط والقواعد امر مهم. وهو انه اذا ظهرت اذا ظهرت الفتن او تغيرت الاحوال فعليك بالرفق والتأني والحلم. ولا تعجل هذه قاعدة مهمة عليك بالرفق وعليك بالتأني وعليك بالحلم ثلاثة امور اما الامر الاول وهو فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما ثبت عنه في الصحيح انه ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه. قال اهل العلم قوله كان في شيء الا زانه هذه كلمة شيء نكرة اتت في سياق النفي والاصول يقضي بان انها تعم جميع الاشياء. يعني ان الرفق محمود في الامر كله. وهذا قد جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الرزق في الامر كله. قاله عليه الصلاة والسلام لعائشة الصديقة بنت الصديق وذوب عليه البخاري. في الصحيح قال باب الرفق في الامر كله. في كل امر عليك بالرفق وعليك بالتؤدة ولا تكن غضوبا لا تكن غير مترفق فان الرزق لن تندم بعده ابدا ولم يكن الرفق في شيء الا زانه في الافكار وفي المواقف وفي ما يجد وفي ما تريد ان تحكم عليه وفيما تريد ان تتخذه عليك بالرفق ولا تعجل. لا تكن مع المتعجلين اذا ولا مع المتسرعين اذا تسرعوا وانما عليك بره امتثالا لقول نبيك المصطفى الله عليه وسلم ان الرفق ما كان في شيء الا زانه فقل بالزين فخذ بالامر المزين وخذ بالامر الحسن واياك ثم اياك من الامر المشيع وهو ان ينتزع او ان ينزع من قولك او فعلك الترفق الامر كله ثم عليك بالتأني. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول لرجل فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلف والاناة الحلم والاناة اما فانه محمول. ولهذا قال جل وعلا ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير. وكان الانسان قال اهل العلم هذا فيه ذم للانسان حيث كان عجولا. لان هذه الخصلة من كانت فيه كان مذموما بها ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم غير متعجل كان رفيقا يحب الرفق والله جل وعلا رفيق يحب الرفق في الامر كله كما ثبت انه عليه الصلاة والسلام قال ان الله رفيق يحب الرزق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. ثم الخصلة الثالثة الحلم والحلم في الفتن وعند تقلب الاحوال محمود ايما حمد ومثنى عليه ايما ثناء لان بالحرص يمكن رؤية الاشياء على ويمكن بالحر ان نبصر الامور على ما هي عليه. ولهذا ثبت في صحيح مسلم من حديث الليث بن سعد عن موسى بن علي عن ابيه ان المستورد القرشي قال وكان عنده عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه ومات عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم اكثر الناس قال عمرو بن العاص له للمستورد القرشي قال ابصر ما تقول قال ومالي الا اقول ما قال قاله المسمى قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان كان كذلك فلان في الروم خصال قالا اربعة الاولى انهم احلم الناس عند فتنة. الثانية انهم اسرع الناس افاقة بعد مصيبة وعد الخصال الاربعة وزاد عليها خامسا. قال اهل العلم هذا الكلام من عمرو بن العاص لا يريد به ان يثني به على الروم والنصارى الكفرة لا ولكن ليبين للمسلمين ان بقاء الرومي وكونهم اكثر الناس الى ان تقوم الساعة لانهم عند حدوث الفتن هم احلم الناس من الحلم ما يجعلهم ينظرون الى الامور ويعالجونها لاجل الا تذهب ويذهب اصحابهم وتذهب رعاياهم. هذا قاله السنوسي والعبي في شرحهما على صحيح مسلم وهذا تنبيه لطيف لان النبي صلى الله عليه وسلم بين انه لا تقوم الساعة حتى هنا الروح اكثر الناس لماذا؟ قال عمرو ابن العاص لان فيهم خصالا اربعة الاولى وهي التي تهمنا منها من تلك الخصال انهم احلم الناس عند فتنة. يعني اذا ظهر تغير الحال وظهرت الفتن فانهم ولا يعجلون ليقوا اصحابهم والنصارى الذين هم تحتهم ليقوهم القتل ويقوهم الفتن لانهم يعلمون ان الفتنة اذا ظهرت فانها ستأتي عليهم جميعا. فلاجل تلك الخصلة فيهم بقوا اكثر الناس الى قيام الساعة. ولهذا فاننا نعجب الا نأخذ بها هذه الخصلة التي حمد بها عمرو بن العاص الروم وكانت فيهم تلك الخصلة الحميدة ونحن اولى بكل خير عند من هم سوانا. الحلم محمود في الامر كله. ولهذا فانه يبصر عقل العاقل في الفتنة بحلمه واناته ورفقه. فيدل على تعقله وعلى بصره. هذا والضابط الاول وهذه هي القاعدة الاولى التي رعاها اهل السنة والجماعة عند ظهور الفتن وعند تقلب الاحوال الثاني من تلك الضوابط والقواعد. وهذه الظوابط والقواعد بعضها ضابط قاعدة دمجتها لاجل اشتراك البعض مع البعض الاخر في المعنى الثاني من تلك الضوابط انه واذا برزت الفتن وتغيرت الاحوال فلا تحكم على شيء من تلك الفتن او من تغير الحال الا بعد تصوره رعاية للقاعدة. الحكم على الشيء فرع عن تصوره. وهذه القاعدة العقلاء جميعا قبل الاسلام وبعد الاسلام ودليلها الشرعي عندنا في كتاب الله جل وعلا قال الله جل وعلا ولا تقفوا ما ليس لك به علم يعني ان الامر الذي لا تعلمه ولا ولا تكون على بينة منه فاياك ان تتكلم فيه او او ان تكون فيه قائدا او ان تكون فيه متكلما او ان تكون فيه حكما. الحكم على الشيء فرع عن تصوره. وهذه القاعدة انتم تستعملونها في اموركم العادية وفي احوالكم المختلفة العقل لابد له من رعاية تلك القاعدة ولا يصلح تصرف ما الا بان يرعى تلك القاعدة لانه ان لم يرعى تلك القاعدة فانه سيخطئ ولا شك والشرع قررها ايما تقرير. وبين تلك القاعدة ايما ايما بيان. فمن ذلك اظرب امثلة لكي تتضح تلك القاعدة. فمثلا لو سألت واحدا منكم وقلت له ما حكم الاسلام في بيع المرابحة قد يأتي ويقول قائل الربح مطلوب. الربح لا شيء فيه في الشرع. فلا بأس في بيع المرابحة. فيكون حكمه على هذه المسألة غلط سر لانه لم يتصور المراء بقول القائل ما حكم الاسلام في بيع المرابحة وظن ان معنى المرابحة هو الربح في البيع ولاجل تصوره الذي غمط فيه وفي الحكم الشرعي والحكم الشرعي لابد ان يبنى على تصور صحيح. والمرابحة نوع من البيع الذي لا يجوز تستعمله بعض البنوك الاسلامية وغير الاسلامية تحايلا على تحايلا على الربا. وصورته وصورته انه مبني على توكيل للغير وبعد التوكيل يكون هناك الزام بالوعد الزام بالوفاء بالوعد فالوعد الذي وعده الموكل لوكيله هو ملزم بالوفاء فيه وهذا لا يجوز في فكان بيع المرابحة غير فكان بيع المرابحة غير جائز. مثال اخر يبين لك هذه القاعدة الحكم على الشيء فرع عن تصوره. لو سألت واحدا منكم ما حكمنا على جماعة شهود يهوه؟ ماذا سيقول احد ان كان مطلعا فسيقول هذه جماعة كيت وكيت وحكم الاسلام فيها كذا وكذا. وقد يكون قائل يقول لا هذه الجماعة جماعة شهود يهوى ولم اسمع بها قبل فلهذا لا تستطيع ان تحكم عليها ولا ان حكما شرعيا فيها لانك لم تتصور هذه الجماعة ما هي؟ وما هي مبادئها؟ وهل هي اسلامية او نصرانية او يهودية فلن تحكم عليها الا بعد تصورها. اذا تبين لك ذلك فان الحاكم او والمفتي او المتكلم في المسائل الشرعية لا يجوز له ان يتكلم رعاية لحقه نفسه لقلاص نفسه من الاثم ثم رعاية لحق المسلمين جميعا وتبريا من القول على الله الا اذا حصل له امران الامر الاول ان يتصور القضية المطروحة تماما حيث لا تلتبس عليه بقضية اخرى ولا تشترك في تصوره وفهمه بمسألة اخرى لانه احيانا تشترك بعض المسائل وتقترب صورة مسألة من صورة مسألة اخرى فينتقل ذهنك الى مسألة مشابهة فعند ذلك تقع في الخطأ. الامر الثاني ان تعلم حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة بعينها لا في المسألة التي تشابهها واذا ثبت ذلك هنا سؤال مهم يقول احدكم كيف يحدث لي هذا التصور؟ كيف اتصور هذه المسألة؟ وممن اتصورها فان المسائل مشتبهة ومتشابهة وبعضها يشكل وبعضها قد لا اجد من بينه لي ويصوره للتصوير الصحيح فنقول التصور الذي ينبني عليه الحكم الشرعي هو ما كان كان اولا من المستفصين فان المستفتي هو الواقع بالمسألة اذا سأل واذا شرح مسألته حصل التصور يبين له ذلك الحكم على وفق استفتاءه. ثانيا يمكن حدوث التصور ويكون التصور بنقل العدو الاستقام العدول المسلمين الذين لا تشوب نقلهم الذين لا يشوبوا ونقلهم شاء الذين لا يشوب نقلهم شائبة تجعلهم يخطئون في النقل ومن ثم نخطئ في الحكم على شيء لا بد من نقل عدل ثقة في المسألة فمثلا عند ظهور الفتن واختلاف الاحوال لا يجوز ان نعتمد على كافر مثلا ذكر تصوره او ذكر تحليله في اذاعة ما او ذكر تصوره وتحليله في مجلة ما او في تقرير ما هذا لا يجوز شرعا ان نبني عليه حكما شرعيا وانما الحكم الشرعي يبنى لا نقل المسلم العدل الثقة فاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبل ممن يأتي بها الا اذا كان الاسناد في نقل عدول عن مثلهم الى منتهاهم. اذا كان في الاسناد فاسق فانه قد انخرمت مروءته فاذا كان في الاسناد من ليس بضابط من يأتي بشيء ويخلطه مع شيء اخر فانه لا يقبل ولا ينبني على ذلك الحديث حكما شرعيا ولهذا فانه لا بد من رعاية هذه المسألة. تلخص من هذا ان هذه قاعدة الحكم على الشيء فرع عن تصوره وهذا التصور لا يمكن ان يكون شرعا لا يمكن ان يكون مقبولا في الشرع الا اذا كان من مسلم عدل ثقة او كان من المستفتي نفسه ولو كان ولو كان فاسقا الثالث من تلك الضوابط والقواعد ان يلزم المسلم الانصاف والعدل في امره كله يقول الله جل وعلا واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ويقول جل وعلا ولا يجرمنكم قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى وقد بينت هذه المسألة بيانا شافي بينت بيانا كافيا من انه لا بد من العدل في الاقوال ولا بد من العدل في الاحكام وان من لم يعدل في قوله او يعدل في حكمه فانه لم يتبع الشرع اتباعا معه النجاة. ما معنى العدل؟ وما معنى الانصاف في هذه القاعدة؟ معناه انك تأتي بالامور الحسنة وبالامور السيئة بتأتي بهذا الجانب الذي تحبه وذلك الجانب الذي لا تحبه ثم وتعرض اليهما عرضا واحدا وبعد ذلك تحكم لانه ربما حصل من عرض لانه وجزما يحصل من عرظ الجانبين مع ما يعصم المرء من ان ينسب للشرع او ينسب الى الله الله جل وعلا او الى سنة من سننه الكونية ما ليس موافقا لما امر الله جل وعلا به لابد من عرض الحسن والقبيح عرضهما على الذهن حتى تصل الى نتيجة شرعية وحتى دون تصوره ويكون ويكون قوله او فهمك او رأيك في الفتنة منجيا ان شاء الله تعالى وهذه مسألة مهمة وقاعدة لابد من رعايتها لانه من لم يرعى هذه القاعدة دخل الهوى الى قلبه من مصراعيه. ولم يأمن ان ان يفتح باب الهوى على غيره. ومن ثم يكون داخلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها وو اجروا من عمل بها الى يوم القيامة. وتكون المصيبة اعظم اذا كان ذلك الفعل ممن ينتسب الى العلم لانه يقتدي بفعله الجاهل ويقتدي بفعله نصف المتعلم فاذا لا بد من ان نرعى هذه القاعدة في امرنا كله. ومن سلم من الهوى فان الله جل وعلا سينجيه في الاخرة والاولى الرابع من تلك الظوابط والقواعد ما دل عليه قول الله جل وعلا واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وبين النبي صلى الله عليه هذا هذه الاية فقال عليكم بالجماعة واياكم والفرقة وثبت ايضا في الحديث الذي رواه عبدالله بن احمد في زوائد مسند ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمة والفرقة عذاب الفرقة بجميع انواعها في الافكار او في الاقوال او في الاعمال باب يعذب الله جل وعلا به من خالف امره وذهب الى غير هداه. لهذا من لزم الجماعة لزم اهل السنة والجماعة واقتدى بائمتهم وعلمائهم فانه قد لزم الجماعة ومن تفرق عنهم فانه لا يأمن على نفسه ان يكون ممن ذهب الى الفرقة وعذب بعذاب من عذاب الله في الحياة الدنيا نسأل الله جل وعلا ان يسلمنا واخواننا جميعا من ذلك كله. ولهذا قال عليه الصلاة وقال عليه الصلاة والسلام الجماعة رحمة والفرقة عذاب. الجماعة في جميع انواعها وبجميع صفات اذا كانت على الهدى والحق فهي رحمة يرحم الله جل وعلا بها عبادة يرحم الله جل وعلا بها والفرقة عذاب. لا خير في التفرق. لا خير فيه ابدا. لهذا بعد ان قال جل وعلا واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا. قالت الاية بعدها قال في الاية بعدها ولتكن منكم امة يدعون الى ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون. ثم قال ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. نعم الذين تفرقوا في اقوالهم في اعمالهم من بعد ما جاءتهم البينات وجاءهم البينات والهدى اولئك لا يؤمن عليهم الزير واولئك لا يؤمن عليهم الاختلاف ولا يؤمن عليهم سلوك غير سبيل الهدى. لهذا كان لزاما ان نلتزم بجماعة اهل السنة والجماعة وان نلتزم باقوالهم وان لا نخرج عن قواعدهم ولا عن ضوابطهم ولا عن ما قرر علماؤهم لانهم يعلمون من اصول اهل السنة والجماعة من الادلة الشرعية ما لا يعلمه. كثير من الناس وما لا يعلمه. كثير من الذين ينتسبون الى العلم لان لهم علما راسخا. ونظرا صائبا وقدما راسخة في العلم. انظر الى فعل الى ما فعل. عبد الله بن مسعود مسعود رضي الله عنه اتدري ماذا فعل؟ حين كان في الحج مع عثمان بن عفان رضي الله عنه. كان عثمان يتم الصلاة يصلي في منى اربع ركعات. والسنة ان يصلي المصلي في منى ركعتين قصرا لكل رباعية عثمان رأى ان يصلي اربع ركعات لتأويل شرعي تأوله. مع ذلك ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ان يصلى في منى ركعتين لا غير لكل صلاة قيل له يا عبد الله ابن مسعود تقول هذا وانت تصلي مع عثمان ابن عفان اربع ركعات لماذا؟ قال يا هذا الخلاف شر. الخلاف شر. الخلاف شر. رواه ابو داوود باسناد قوي وهذا لاجل فهمهم للقاعدة الصحيحة للقاعدة التي من اخذ بخلافه فيها فانه لا يأمن على نفسه الفتنة ولا عن غيره. قال ابن مسعود الخلاف شرط الضابط او القاعدة الخامسة منها ان الرايات التي ترفع في الفتنة سواء رايات عورة يا في الدعاة لا بد للمسلم ان يزنها بالميزان الشرعي الصحيح ميزان اهل السنة والجماعة الذي موزنا به فان وزنه سيكون قسطا غير مجحف في ميزانه وكما قال جل وعلا في ميزانه ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم نفس شيئا. فكذلك اهل في السنة والجماعة لهم موازين يزنون بها الامور ويزنون بها الافكار ويزنون بها الافواء يحزنون بها الرايات المختلفة عند اختلاف الاحوال. وتلك الموازين تنقسم عندهم كما بين ائمة دعوتنا وكما بين ذلك. ائمة اهل السنة والجماعة تنقسم تلك الموازين الى قسمين فاسمعها القسم الاول موازين يوزن بها الاسلام من عدمه. يعني يوزن بها صحة دعوى الاسلام من عدم صحة تلك الدعوة. الرايات التي ترفع وتنتسب الى الاسلام. كسرة فلابد ان تزن تلك الراية. فان كانت راية مسلمة ترتب على ذلك الميزان. احكام شرعية لابد لك من رعايتها استجابة لما امر الله به. وما امر به النبي صلى الله عليه وسلم. القسم الثاني موازين نعرف بها كمال الاسلام من عدمه. والاستقامة الحق على الاسلام من عدم الاستقامة. فاذا الميزان والاول ينتج منه الكفر والايمان. هل الراية مسلمة مؤمنة او هي غير ذلك؟ هل رأى الميزان هاني ينتج من ان هذه الراية او تلك الراية هل هي مستقيمة على الهدى كما يحب الله ويرضى؟ ام عندها نقص في ذلك. ثم اذا تبين ذلك فانه تترتب. الاحكام الشرعية على ذلك الميزان اما الميزان الاول الذي يوزن به الايمان من الكفر فثلاثة امور. الاول ان تنظر هل هو هناك احقاقا لعبادة الله وحده لا شريك له ام لا؟ لان اصل دين الانبياء والمرسلين هم انهم بعثوا لان يعبد الله وحده لا شريك له. التوحيد اساس الامر واول الامر واخر الامر فمن رفع راية التوفيق واقر عبادة الله وحده لا شريك له ولم يقر عبادة غير الله جل وعلا فالميزان هذا ينتج ينتج انه مسلم وان تلك الراية مسلمة مع الميزانين الثانيين اللذين ستسمعهما باذن الله. الاول ان نرى هل الراية التي ترفع الاسلام يطبق اهلها التوحيد ام لا؟ هل هناك عبادة لغير الله جل وعلا؟ ام ان هناك؟ ام انه لا يعبد تحت تلك الراية الا الله وحده لا شريك له. تتوجه القلوب الى الله جل وعلا وحده. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال جل وعلا الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر هو لله عاقبة الامور. قال بعض المفسرين وامروا بالمعروف يعني بالتوحيد ونهوا عن المنكر يعني عن الشرك لان اعلى المعروف هو التوحيد واخسر المنكر وادنى المنكر وابشع المنكر هو الشرك. فهذا هو الميزان الاول. الميزان الثاني ان الى تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله. وهذه الشهادة من مقتضياتها ان يحكم بشريعة بالشريعة التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم. فلا وربه لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجد في انفسهم حرجا. اما قضي ويسلموا تسليما حكم الجاهلية يبغون. ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون فاذا رأيت الراية المرفوعة يحكم اهلها بشريعة الله وتفصل الشريعة في اقضية اختلف الناس في امورهم فمن الذي يحكم بينهم؟ يحكم بينهم القاضي الشرعي للقاضي القانوني الذي بقانون من هنا او هناك يحكم بينهم فيما يقتربون فيه القاضي الشرعي فعند ذلك تعلم ان مسلمة لانه قد حكم اهلها شرع الله جل وعلا واقاموا المحاكم الشرعية التي تحكم بما انزل الله ولا يلزم احد ان يحكم ان يحكم بغير ما انزل الله او ان يرضى بحكمه غير حكم الله جل وعلا ورسوله الميزان الثالث ان تنظر هل هناك استحلال للمحرمات؟ ام ان هناك اذا المحرمات فان هناك بغضا لها وكراهة لها وانكارا لها. فان المحرم اذا ظهر له حال اما ان يكون مستحلا هذا كفر والعياذ بالله ان يكون المحرم كبيرة من كبائر الذنوب ما اجمع ما علم من الدين بالضرورة ان يستباه ويستحب فعند ذلك يكون الكفر واما اذا كان لا يستبى ولكن يوجد ويقرض اهله بان ذلك منكر وانه محرم فتعلم بهذا الميزان ان الراية شرعية وان الراية مسلمة. هذه ثلاث موازين بينها ائمتنا رحمهم الله تعالى. هذا هو القسم الاول من الموازين. اما القسم الثاني فهي موازين يعرف بها كمال الاسلام من عدمه. والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخذ بالاسلام كله كما جاء من عند الله جل وعلا فهو المقتدى الذي يقتدى به واخذ به الخلفاء الراشدون عليهم رضوان الله ولم يزل الامر ينقص شيئا بعد الحي في تحقيق كمال الاسلام الى وقتنا هذا ولا يأتي على الناس زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم الميزان هذا فانظروا به كيف هو في تحقيق الامور الشرعية كيف هو بالامر بالصلوات؟ كيف هو بالنهي عن المنكرات؟ كيف هو في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما يتعلق بالفرائض وفيما يتعلق بالنهي عن المنكرات اذا كان ذلك كاملا دل على الكمال وان كان ذلك دل على النقص بحسب ذلك. اذا تبين لك ذلك وهذه موازين مهمة لابد ان تكون في قلبك وعقلك لا تفارقه ابدا حتى لا تضل وقت حدوث الظلام ولا تلتمس عليك الامور وقت حدود الارتباك بعد ذلك اذا تميزت لك الراية المسلمة من غيرها وجب عليك شرعا ان الراية المسلمة ان توالي الراية المسلمة بالحق والهدى. والي الراية المسلمة لان الله جل وعلا امر بموالاة المؤمنين وحث على الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق ذلك من اول ذلك ان يكون ولاءك لتلك الراية صحيحا. ان يكون ولاؤه لغاية ترفع الاسلام صحيحة ليس فيه زيضا وليس فيه الكبار وليس فيه تردد لانه اما واما كفر فاذا ثبت الاسلام فترتبت الاحكام الشرعية على ذلك ولا يحل لمسلم ان يجعل شخصية مبيحة لان لا يلتزم بما امره الله جل وعلا ان يلتزم به ورسوله صلى الله عليه وسلم الولاء للمؤمنين والولاء للذين يقاتلون في سبيل الله. الامر الثاني ان تنصح لتلك ان تنصح لتلك الراية نصحا يعلمه الله جل وعلا من قلبه. واهل السنة والجماعة اهل البدعة الذين يحبون الفرقة في انهم ينصحون من ولاه الله جل وعلا عليهم ويكثرون الدعاء ولو رأوا ما يكرهونه فانهم يكثرون الدعاء وينصحون نصحا يعلمه الله جل وعلا وعلى من انفسهم انهم ما ارادوا بذلك جزاء ولا شكورا الا من عند الله جل وعلا لا من عند وهذا اذا ثبت في القلب كنا حقا من اهل السنة والجماعة. طالعوا كتب عقائد اهل السنة والجماعة تروا ان فيها ابوابا مختصة بحقوق الامام على الرعية وبحق الرعية على الايمان لان ذلك به يحصل الجماعة ويحصل به الالتفات حول السنة والجماعة. هذا كما ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على النصح لائمة المسلمين ولعامتهم. واذا ثبت هذا ان النصح واجب وانه لابد للمسلم ان ينصح فكيف تكون تلك النصيحة؟ وكيف يكون ذلك البيان على ما جاء في السنة لا من عند انفسنا ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال فيما ذكره عياض ابن غنم رضي الله عنه لهشام ابن حكيم قال عياض ابن غنم الم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتبهوا لهذا فان هذا الحديث صحيح نحن بحاجة اليه في هذا الوقت اكثر من اي وقت مضى لاننا مطالبون بالالتزام بالسنة والجماعة في كل وقت وفي وعند ظهور الفتن اكثر من اي وقت مضى. ماذا قال عياض ابن ماذا قال عياض ابن لهشام ابن حكيم رضي الله عنهما وارضاهما قال الم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من اراد ان ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولا يأخذ بيده ثم ليخلو به فان قضي فان قبل منه فذاك والا فانه ادى الذي عليه اسمعوا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وانتم ولا شك حريصون على السنة كما هم اهل السنة والجماعة حريصون عليها. اذا ترتب على الموازين السابقة الراية المسلمة من غيرها ترتبت الحقوق الشرعية على تلك الراية وعلى بيان ان تلك الراية مسلمة وليست براية غير مسلمة. من هذا الامر المهم الذي اهميته تبرز عند تغير الاحوال وحدوث الفتن. قال صلى الله عليه وسلم من اراد ان ينصح فلا يبده علانية ولكن ليأخذ بيده وليخلو به فان اخذ فان قبل منه فذاك. فان قبل منه فذاك والا فيكون قد ادى الذي عليه فهذا في هذا يجعلنا في طمأنينة ويجعلنا في اتباع لما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ان اخذنا بذلك فنحن ناجون باذن الله فان لم نأخذ به فسيصيبنا من القصور ومن المخالفة عن طريق اهل السنة والجماعة بقدر ما خالفنا من ذلك. وتلك الموازين اذا امتلت على المسلم او على طالب العلم كيف يزن بها فالمرجع العلماء؟ لانهم هم الذين يزنون بالموازين الصحيحة وهم الذين يقيمون بالتقويم الصحيح. وهم الذين يحكمون بالحكم الشرعي الصحيح. ولهذا فان الحكم بالاسلام من عدمه الحكم بالايمان او الكفر مرجعه الى علماء اهل السنة والجماعة لا الى غيرهم من المتعلمين الذين ربما علموا بعضا وجهلوا بعضا اخر او ربما او ربما عمموا اشياء لا تجوز تعميمها فالحكم في ذلك لمن لم يستطع ان يزن بالميزان الصحيح من اهل العلم الحكم هم العلماء وبقولهم يجب اي ان نأخذ وبما صاروا اليه والى ما صاروا اليه يجب ان نأخذ في الايمان والكفر والوزن بتلك الموازين التي ذكرناها لكم. مما يترتب على تلك الموازين انه قال اهل السنة والجماعة ان الجهاد ماض مع كل امام او سلطان بر او فاجر كل امام او سلطان سواء كان برا او كان فاجرا فان الجهاد ماض معه. لا يجوز لاحد ان خلف عضاية الجهاد لاجل ان ان السلطان لاجل ان السلطان عنده مخالفات شرعية في اي وقت وفي اي زمان وهذا الضابط لابد لك منه في كل وقت فربما تحدث في المستقبل في سنوات تستقبلها من عمرك ما لا نعلمه فيكون عندك ما تغبط به امرك ويكون عندك ما تزن به وما تزن به افكارك. ومن ذلك اي من تلك الحقوق الدعاء لمن ولاه الله جل وعلا يقول البردهاري رحمه الله ناصر السنة امام من ائمة اهل السنة والجماعة في كتابه السنة وهو موجود يقول اذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم انه صاحب سنة واذا رأيته يدعو على السلطة فاعلم انه ليس بصاحب سنة فقد قال الفضيل ابن عياض كان يدعو كثيرا للسلطان في وقته ونحن نعلم ما كان من سلاطين بني العباس في وقتهم من اموات كان يدعو لهم كثيرا قيل له وتدعو لهم اكثر من دعائك لنفسك؟ قال نعم لانني ان صلحت فصلاحي لنفسي ولمن حولي واما صلاح لسلطانك فهو لعامة المسلمين. ولهذا من اراد صلاحا عاما في المسلمين فليعلم الله من قلبك انه يدعو مخلصا يدعو مخلصا في ان يصلح الله جل وعلا من ولاه الله على على المسلمين من ولاه الله امر المسلمين وان يوفقه الى العمل بكتاب الله وبسنة رسوله اننا لا نرجو ولا نطمع في اكثر من ان يكون الهدى والعمل في الكتاب والسنة والقلوب بيد الله جل وعلا هو الذي يقلبها فلهذا كان من بعقائد اهل السنة والجماعة اي يدعى للسلطان ولهذا في هذا الوقت نرى الحاجة لذلك اكثر من كل وقت مضى امتثالا لما فعله سلفنا الصالح رضوان الله عليهم الضابط او القاعدة السادسة ان للقول والعمل في الفتن ضوابط فليس كل مقال يظهر كل مقال يبدو لك حسنة تظهره وليس كل فعل يبدو لك حسنا تفعله لان فتنة قولك فيها يترتب عليه اشياء. ولان الفتنة عملك فيها يترتب عليه اشياء ام سمعنا ابا هريرة رضي الله عنه يقول حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاء عيني هم احدهما فبثسته واما الاخر فلو بتسته لقطع هذا الحلقوم. انا اهل العلم قول ابي هريرة لقطع هذا الحلقوم يعني انه انه كتم الاحاديث التي في الفتن والاحاديث التي في في بني امية ونحو ذلك من الاحاديث. وهو قال هذا الكلام في زمن معاوية رضي الله ومعاوية اجتمع الناس عليه بعد فرقة وقتال تعلمون ما حصل فيه وتعلمون تاريخه. فابو هريرة كتم بعض الاحاديث لماذا؟ وهي احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست بالاحكام الشرعية وانما في امر لماذا كتمها لاجل الا يكون هناك فتنة في الناس ولم يقل ان قول الحديث حق وانه لا يجوز ان نكتم العلم لماذا؟ لان كسم العلم في هذا الوقت في هذا الوقت الذي تكلم فيه ابو هريرة لابد منه لكي لا يتفرق الناس بعد ان اجتمعوا في عام الجماعة على معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه ويقول ابن مسعود فيما رواه مسلم في صحيحه ما انت المحدث ما انت محدثا قومه حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة الا كان لبعضهم فتنة. الناس لا يتصورون كل كلام يقوله بما يتحدث به في كل امر في الفتن وانما قد يفهمون منه اشياء فلا تبلغها عقولهم فيفهمون اشياء يبنون عليها اعتقادات او يبنون عليها تصرفات او يبنون عليها احوالا واعمالا واقوالا لا تكن عاقبتها حميدة ولهذا كان السلف يعملون بذلك كثيرا. انظر الى الحسن البصري ربط الله تعالى حيث انكر على ابن عباس انكر على انس ابن مالك رضي الله عنه حين حدث الحجاج بن يوسف حديث قتل النبي صلى الله عليه وسلم للعرنيين قال لانس وانكر عنك لم تحدث الحجاج بهذا الحديث؟ قال قال لان الحجاج عاث في الدماء وسيأخذ هذا الحديث يتأول به صنيعه فكان واجبا ان كما هذا الحديث وهذا العلم عن الحجاج لكي لا يكون في فهمه وعقله الذي ليس على الثواء وليس على الصحة ان هذا الحديث يؤيده او ان هذا الحديث معه فيفهمه على غير فهمه. فامر الحسن رحمه الله انكر على وهو الصحابي تحديثه وندم انس بعد ذلك على تحديده الحجاج بحديث العرنيين وحذيفة قبل ابي هريرة كتم احاديث من احاديث الفتن لانه رأى ان الناس لا لا يحتاجونها والامام احمد كره ايضا التحديث بالاحاديث التي فيها الخروج على السلطان وامر ان تشطب من مسنده لانه وقال لا خير في الفتنة ولا خير في الخروج. وابو يوسف كره التحذير باحاديث الغرائب ومالك رضي الله كره التحديث في احاديث فيها ذكر لبعض الصفات التي لا يفهمها الناس او لا تبلغها عقولهم. المقصود منها انه في الفتن ليس كل ما يعلم يقال ليس كل ما يعلم يقال ولا كل ما يقال يقال وفي كل الاحوال لابد من نطق للاقوال لانك لا تدري ما الذي سيحدثه قوله وما الذي سيحدثه رأيه؟ وما الذي سيحدثه فهمه والسلف رحمهم الله احب السلامة في الفتن احب السلامة فسكتوا عن اشياء كثيرة طلبا طلبا للسلامة في دينهم. وان يلقوا الله جل وعلا سالمين. وقد ثبت ان احد الصحابة ان سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال لابنه حين حدث في القيام ببعض الامر في الفتنة قال لابنه يا هذا اتريد ان اكون رأسا في الفتنة لا لا والله فنهى سعد بن ابي وقاص ابنه عن ان يكون سعد او ان يكون ابنه رأسا بالفتنة ولو بمقام او ولو رآها حسنة صائبة فانه لا يأمن ان تكون عاقبتها غير حميدة والناس لابد ان يزنون الامور بميزان شرعي صحيح حتى يسلموا وحتى لا يقعوا في الخطأ. ثانيا الاعمال وللافعال وللتصرفات ضوابط لابد من رعايتها. فليس كل فعل يحمد في حال في الفتنة ويحمد اذا كان سيفهم منه غير الفهم الذي يراد ان يفهم منه. فالنبي صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري في الصحيح انه قال لعائشة لولا حثانه قومك بكفره ان خدمت الكعبة ولجأ بنيتها على قواعد ابراهيم ولجعلت لها بابين. النبي صلى الله عليه وسلم من ان يفهم كفار قريش الذين اسلموا حديثا ان يفهموا من نقظه الكعبة نقظه الكعبة ومن بنائه اياها على بناء ابراهيم. ومن جعل لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه ان يفهمن منه الناس فهما غير صائب. وان يفهموا انه يريد الفقر او ان انه يريد تفكير دينهم ابراهيم او نحو ذلك فترك هذا الفعل ولهذا بوب البخاري رحمه الله بابا عظيما عليه بهذا الحديث ماذا قال؟ قال باب من ترك بعض الاختيار مخافة ان يقصر الناس على فيقع في اشد منه. باب من ترك بعض الاختيار. يعني امر لك فيه خيرة. تذكره او لا تذكره هذا الامر تتركه مخافة ان يقع الناس في اشد منه وذكر البخاري تحت هذا الباب هذا الحديث وعند ذلك نعلم انه انه لا بد من العقل ولابد من الفهم فالسرعة هذه امور غير محمودة. فمن الذي يلزمك بان تتكلم في كل مجلس؟ او ان تتكلم في كل مجتمع بما تراه والحق ان كان عندك فاجعله لنفسك وان كان للمسلمين عامة فهناك من العلماء من يبين الامر للمسلمين عامة في الفتن ان كانوا قاموا بواجبهم ووجد من العلماء من يقوم بواجبهم الامر السابع والقاعدة السابعة ان الله امر بموالاة المؤمنين وخاصة العلماء فالمؤمنون والمؤمنات كما قال جل وعلا بعضهم اولياء بعض. كل مؤمن لابد له وفرض عليه. ان يحب المؤمنين وان ينصرهم وان يجتنب السخرية بهم كيف؟ واذا كان اولئك المؤمنون هم انصار شرعة الله فهم الذين يبينون للناس الحلال من الهوا وهم الذين يبينون للناس الحق من الباطل. فيحرم ان يؤثر العلماء الا بخير والمجالس التي يذكر فيها العلماء بغير خير فانها مجالس سوء. لماذا؟ لان العلماء ورثة الانبياء فان العلماء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن فمن احترم العلماء واجل العلماء واخذ بما قال العلماء اهل السنة والجماعة اهل التوحيد فانه اخذ بميراث النبوة ولم يدع ميراث النبوة الى غيره العلماء صفتهم الذين يرجع الى قولهم ويوالون ويحبون صفتهم انهم اولا هم ائمة اهل السنة والجماعة في وقتهم فائمة التوحيد والذين يرجع الى قولهم في التوحيد في وقتهم ثم هم اهل لمعرفة الاحكام الشرعية. فيعلمون التوحيد ويعلمون بابوابه كلها. ويعلمون قواعد الشرع والاصول المرعية فلا يكون عندهم فلا يكون عندهم الكبار ولا اختلاف بين المسألة والاخرى ولا القضايا بعضها مع بعض. وعند ذلك لابد وان نذكر مسألة مهمة وقع فيها كثير من اخواننا بقلبه هو عن عن صحته وعن صحة نية ان شاء الله. ولكن هم اخذوا وقالوا ذلك المقال خاطئة واراه بل هو جزما خاطئ خطأ بليغا وهي قولها ان علماءنا في هذا الوقت لا يفهمنا الواقع حتى بلغ من احد اخواننا انه قال في مجتمع صغير له مع بعض اخوانه استفدنا من هذه الاحوال وهذه الحوادث تميز العلماء الى اناس يفهمون الواقع ويدلون عليه الاحكام الشرعية واناس من العلماء لا يفهمون الواقع وليس شعري ووالله انها لمقالة سوء تدل على عدم بفهم ما تبنى عليه. الاحكام الشرعية وما يأخذ به. العلماء وما يرعون وما يرعونه الفهم وما لا يرعونه فان الفهم للواقع عند اهل العلم ينقسم الى قسمين وهذه لا يفهمها من تكلم بتلك الكلمة الوهم للواقع دفاعا عن العلماء وبيانا لما هم عليه الفهم في الواقع في الشرع له قسمان. القسم الاول فهم لواقع ينبني عليه. الحكم الشرعي فهذا لا لابد منه وفهمه متعين ومن حكم في مسألة دون ان يفهم واقعها فقد اخطأ فاذا كان للواقع حذر للحكم الشرعي فلا بد من فهمه. القسم الثاني واقع لا اثر له. في الحكم الشرعي فانه يكون من الواقع كيت وكيت وكذا وكذا طواله ولكن لا اثر لذلك الفهم ولذلك القصص ولتلك الاحوال لا اثرنا هذا الحكم الشرعي ابدا. فعند ذلك العلماء لا يأخذون بها وان فهموها وليس معنى ذلك كل واقع علم انه تبنى عليه بالاحكام الشرعية للنساء يتضح المقال فاعرضوا امثلة للامر الاول وامثلة للامر الثاني فكونوا منها على بينة وفهم. اما انزلة الامر الاول وهو ان فهم الواقع ينبغي عليه الحكم الشرعي فمن ذلك مثلا مسألة متى يحكم على الميت بانه مات؟ هل هو بموت قلبه او هو بموت دماغه هذه مسألة حادثة. لو اتى متكلم فيها وتكلم دون ان يعلم واقعها ودون ان يعلم احوالها لا بد ان يقع في خطأ في الحكم لان فهم واقع تلك المسألة وتلك القضية في الحكم الشرعي مثال اخر مثلا الحكم على الدول والحكم على الاوضاع بان دولا مسلمة او غير مسلمة كيف يتهيأ لي؟ ان احكم على دولة بانها مسلمة او غير مسلمة دون ان اعرف حقيقة امرها دون ان افهم واقعها هذا امر لابد ان افهم الواقع من فيه. لا بد ان افهم الواقع حتى يفطر العالم الحكم الشرعي فاذا فهم ذلك الواقع اصدر الحكم الشرعي بناء على فهمه فبذلك الواقع من ذلك ايضا مثلا مثلا الجماعات الإسلامية الكثيرة التي قامت في وقتنا الحاضر مختلفة وبعضها يختلف عن بعض هل يتسمى هذه للشرع ان يحكم عليها او ان يقيمها دون ان يفهمه واقعها وما هي عليه من المعتقدات ومن ومن المناهج ومن الافكار والرأي وكيف سبيل دعوتها لا يمكن له. لابد اذا من ان يفهم مواقعها لان فهم الواقع هنا له اثر في الحكم الشرعي ومن حكم دون فهم ذلك الواقع فان حكمه الشرعي ان يوافق صوابه. القسم الثاني احوال وقضايا فهم الواقع فيها لا اثر له. في الحكم الشرعي فمن ذلك مثلا ما يتردد بين الخصمين عند القاضي يأتي خصمان عند قاضي هذا يبدي ما حصل له في المسألة وما ما حصل بينه وبين خصمه وحصل كذا وكذا بكلام يطول يعلم اهل القضاة لكن كل ذلك الكلام الذي هو ومن الواقع لا يثبته القاضي لا يثبته القاضي في القضية لانه وان كان واقع فانه لا اثر له على الحكم وانما هو واقع لا ينبني عليه الحكم. ولذلك يقول المفتي او يقول القاضي في مثل ذلك ولو كان كذا ولو كان كذا يعني ان ما ذكرته من الواقع لا اثر له شرعا في الحكم الشرعي. مثال اخر مثلا نرى في وقتنا الحاضر وهذا مثال به الى الاذمان هذه المسألة نلاحظ ان كثيرا من الدعاة كبار السن بعض الشيء يخالطون ويدعونهم ويرشدونهم ويحببون لهم الهدى والصلاح اما في المنتديات العامة او في المكتبات او في نحو ذلك ونحن نعلم انه يحصل من اختلاط الكبار بالصغار مفاسد شرعية بل ومحرمة ونعلم ذلك من بعض الاحوال على وجه التفصيل وفهمنا لذلك الواقع لا يجعلنا نحكم على دعوة الكبار للصغار انها لا تجوز وانما فهم ذلك الواقع لا اثر له في الحكم على الدعوة بانها مشروعة من من الكبير للصغير ولا ولكن فهمنا لذلك الواقع فيه تعريف عرض لمسألة اخرى وهي ان ينصب ويرشد من وقع في الخطأ او وقع في محرم او لبس شيئا غير شرعي او لا يرضاه الله ان ننصحه بالتوبة فكان ذلك الواقع فهمه لا اثر له في الحكم الشرعي من الجواز وعدمه وانما له اثر في النصيحة هنا في من وقع في ذلك الامر حتى يقوم بالحق دون اتيان بالمنكر او دون غثيان لما لا يحبه الله ورسوله. هذه امثلة لا اطنب فيها انما هي لتقليد الامر اليكم. مثال ايضا مما ينبغي ان ينبه عليه ان هناك احكاما شرعية يعتقد يعتقد الناس والعامة فيها غير صحيح. مثال ذلك مثلا النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في الصحيح انه بال واقفة واقفا عند امن تطاير الرشاش والبول والنجاسة على البدن او على الثياب جائز لان النبي صلى الله عليه وسلم وفعله لكن الجهال والعامة يعتقدون من فعل ذلك الفعل انه وقع في خطأ وانه فعل فعلا من قواعد المروءة وانه كذا وكذا. هذا الاعتقاد منهم اعتقاد الجهال لا يعني ان الحكم غير صحيح او لا يؤخذ به وانما هذا الامر بجواز البول واقفا لا شك انه ثابت وصحيح لا مراء في ذلك خطأ الجاهل في اعتقاده فخطأ الجاهل في تصوره بما يتعلق بذلك الحكم الشرعي او باي حكم تعلق الجاهل فيه باعتقاد خطأ علاجه بتوعية الجاهل ليس علاجه بتغيير ما رآه العالم حكما شرعا حكما شرعيا صحيحا. القاعد الضابط الثاني وهو ضابط مهم لابد لك من ان يكون لك على بال هو ضابط التولي للكفار وضابط الموالاة للكفار. فها هنا عندنا في الشرع وعند ائمة التوحيد لفظان لهما معنيان ليلتبسوا يلتبس احدهما بالاخر عند كثيرين. الاول التولي الثاني الموالاة. التولي مكفر الموالاة غير جائزة. والثالث الاستعانة بالكافر واستئجاره جائزة بشروطها اذا افتى بها العالم. فهذه ثلاثة امور. التولي ما ضوابطه؟ الموالاة ما الاستعانة ما ضابطها؟ اما التولي فهو الذي نزل فيه قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم يتولى يتولى. اولئك فهذا التولي والتولي ضابطه نصرة الكافر على المسلم وقت الحرب اي شيء بصغير او كبير وكنت القيت كلمة في هذا المقام وعلق عليها سماحة الشيخ شيخنا عبدالعزيز بن باز حفظه الله قال بان التولي هو ذاك الامر الذي اوضحته وزاد قال ولو اعان الكافر في حربه على المسلم حين حربه له بعود ابليس يشعل به نارا يحارب بها المسلم فهذا تولد مكفر يخرج به من فعله من دائرة الاسلام الا اذا تأول تغولا فجاز لهم اهل العلم ان في ذلك التأول واباحوا له كما تأول نهضهم بذلك التأول في مثل ما نزل به قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذ لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء فان من فعل تلك الفعلة من الصحابة لم يكفر لانه كان له تأويل اجازه عليه النبي صلى الله عليه وسلم او لم يغاقره به. الموالاة ما معناها؟ ضابط الموالاة هي ان الذين كفروا وان تحبهم وان يترتب على مودتك لهم ومحبتهم ان تقدمهم ان ترفعهم وان يسير منهم تفوقا. تفوقا عندك في قلبك على المسلمين. هذا قال اهل العلم ليس هذا من التولي الذي الذي يدخل فيه قول الله جل يدخل في قول الله جل وعلا ومن يتولهم منكم فانه من وانما هذه الموالاة غير جائزة لان الله جل وعلا يقول لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون الله ورسوله. الاية يعني الايمان الكامل لا يكون عند قوم يوادون الله ورسوله. اولئك كما قال جل قال في اخر الاية ما تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. هذه الاية فيها بيان قالوا ان الموالاة فيها مودة للكافر وهذه غير مكفرة وانما ينصح من كانت معه بان يجدد ايمانه وان يقوم في قلبه من بغض الكفار من بغض الكفار ومن عدم محبتهم ما يكون معه ايمانه كاملا ويخلص من الاذن بالمعاملة. القسم الثالث الاستعانة بالكافر او استئجار الكافر. وهذا قال اهل العلم علم بجوازه في احوال مختلفة يفتي اهل العلم في كل حال وفي كل واقعة بما يرونه بما يرونه يصح ان يفتى به والمرجع هم. الاستعانة اذا افتي بجوازها فضابطها ان بهم وان لا يكون في قلبك شيء من المحبة لهم وهذا ما يحصل من المسلمين ومن اهل السنة جماعة ومن اهل التوحيد عامة من كبيرهم الى صغيرهم اذا استعانوا واحتاجوا واستأجروا بمن الله ورسوله وبمن لا يؤمن بالله واليوم الاخر. وفي الكفار من النصارى وغيرهم فانهم اذا استعانوا بهم انهم لا يجدون في قلوبهم محبة لهم ومحبة لهم ومودة وانما يستعينون بهم لاجل ان الاستعانة بهم فوائد شرعية يبدي العلماء بان تحصيلها جائز او واجب كما تكلموا بذلك. الظابط في هذه الضوابط ان احاديث الفتن لا تطبقها ايها المسلم على الواقع ابدا فانه يحلو للناس انه عند ظهور الفتن يراجعون احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن ويكثر في مجالسهم قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا هذه هذا وقتها هذه هي الفتنة ونحو ذلك والسلف علمونا ان الفتن لا ان احاديث الفتن لا تطبق على الفتن في وقتها وانما يظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم. بما اخبر به من حدوث الفتن بعد حدوثها وانقضائها. فمثلا بعضهم فسر قول النبي صلى الله عليه وسلم انه ان الفتنة في اخر الزمان تكون من تحت رجل من اهل بيتي بانه فلان ابن فلان او ان قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع لان المقصود به فلان ابن فلان او ان قول النبي صلى الله عليه وسلم انكم تكونوا يكون بينكم وبين الروم صلح اخر الى اخر الحديث وما يحصل بعد ذلك انه في هذا الوقت وهذا التطبيق لاحاديث الفتن على الواقع وبس ذلك بالمسلمين ليس من منهج اهل السنة والجماعة وانما اهل السنة والجماعة يذكرون الفتن حديث الفتن محذرين منها مباعدين للمسلمين عن غثيانها او عن القرب منها لاجل الا يحصل المسلمين فتنة ولاجل ان يعتقدوا صحة ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. في الختام اسأل الله جل وعلى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يمن علينا بائتلافه وقوة بالحق وثبات على والا يجعلنا من الذين لا يلتزمون بمنهج اهل السنة والجماعة وبعقائدهم من اول عقائدهم الى اخرها لا نفرق بين شيء مما قالوه او وضعوه او استدلوا عليه بالادلة الشرعية اللهم انا نسألك ان تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان ترزق المسلمين صلاحا في انفسهم في ولاتهم وان تدلهم على الرشاد. وان تباعد بينهم وبين اهل الزيغ والفساد. يا رب العالمين. اللهم نسألك ان تربط المسلمين بعلمائهم. اللهم انا نسألك ان تربط المسلمين بعلمائهم بمقالهم والا يخرجوا عن مقال علمائهم واهل السنة والجماعة منهم قيد انملة ولا ولا شعرة ابدا في في اول الامر او في اخره لانه لا خير في المخالفة مخالفة علماء اهل السنة جماعة ابدا. اللهم انا نسألك هدى وسدادا. تمسكوا ايها الاخوان بمنهج اهل السنة والجماعة. وبعقيدة ائمتنا وعقيدة اهل السنة والجماعة. وان تكن قلوبكم مرتبطة بذلك المقال. وتلك القواعد التي بنيت على الادلة الشرعية ولا تخالفوها ابدا في صغير الامر ولا كبيره لان الاخذ بها منجى والمخالفة لها مذلة ومظلة. ونسأل الله ان ونسأل الله ان يجعلنا من المرحومين. وان يختم لنا بالحسنى وان يجعل هذا الامر وهذه الفتن التي ظهرت عاقبتها حميدة للمسلمين وان يجنبنا سوءها وشرها وان يجعل سوءها وشرها على اعداء المسلمين يا رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين