الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى. الحمدلله ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء الله من شيء من بعد اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اما بعد نستعين بالله ونستفتح آآ مجلسا ارجو ان يكون بداية لسلسلة جديدة وهذه السلسلة يعني خلينا نقول تهم النساء اكثر من الرجال وان كانت تهم الجميع يعني اه حقيقة في بالي يعني من فترة انه اتحدث عن شخصيات نسائية آآ شخصيات قدوات يعني. الحديث عن آآ خاصة بعض الشخصيات النسائية التي وردت في كتاب الله سبحانه وتعالى او في سنة النبي صلى الله عليه وسلم اه فيها فائدة مضاعفة ومركبة اه سواء الفائدة اللي هي من جهة نقول الفائدة اللي هي من جهة الاقتداء والامتثال او حتى الفائدة اللي من جهة تدبرية لكتاب الله سبحانه تعالى اه واحيانا يكون تكون بابا من ابواب الفقه في الدين ومن بابا من ابواب اه اه حتى رفع الهمم والعزائم وما الى ذلك. وحقيقة اول شخصية طرأت في بالي وهي شخصية لها حضور في كتاب الله سبحانه وتعالى وتكرار لذكرها هي شخصية مريم عليها السلام هذه الصديقة رضي الله عنها اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من من يتخذها مثلا لان الله ظربها للمؤمنين مثلا. وهذي هذي هذا مفتاح مهم اصلا في الحديث عن مريم عليها السلام. هي ان ان الله ضربها مثلا للذين امنوا. وحين يقول الله سبحانه وتعالى وضرب الله مثلا للذين امنوا فالذين هنا تشمل بلا شك الرجال والنساء فهي مثل للمؤمنين جميعا وآآ دعنا من كثير من التفصيلات التي يمكن ان يتحدث بها المتحدثون في اكرام المرأة وفي آآ مكانتها وفي وحدثني عن هذا المثل وعن هذا النص ان ان يصدر ان يصدر هذا النموذج آآ الذي هو امرأة ان يصدر على انه مثل وقدوة وانموذج للاحتذاء لجميع المؤمنين لجميع المؤمنين. ثم يكون هذا النموذج امرأة. هذا معناه ان الانسان اذا كان صالحا وكان له اتباع واستقامة على دين الله سبحانه وتعالى فلن يؤخره عند الله في مكانته ان يكون امرأة او آآ ان يكون ايا كان من الاوصاف التي يمكن ان تؤخر الانسان بالاوصاف الاضافية النسبية آآ كأن يكون مولا او نحو ذلك. الله سبحانه وتعالى ضرب مثلا للذين امنوا بامرأتين. امرأة فرعون ولعله يكون لها حديث قادم ان شاء الله. ومريم ابنة عمران ومريم ابنة عمران عليها السلام اه في هذه السورة في سورة التحريم وفي سياق ضرب المثل للذين امنوا امتدحها الله سبحانه وتعالى اه ثلاث صفات اساسية امتدحها الله بثلاث صفات اساسية. وهذه الثلاث صفات الاساسية ايضا مكررة في بعض السور الاخرى يعني ذكرت مريم عليها السلام بهذه الصفات في في مواضع اخرى. الصفة الاولى قال سبحانه وتعالى ومريم ابنة عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا. الصفة الثانية وصدقت بكلمات ربها وكتبه الصفة الثالثة وكانت من القانتين وكانت من القانتين. هذه الثلاث صفات دعونا نذكر شيئا من اين اتت في مواضع اخرى اه مثلا في سورة الانبياء ذكر الله سبحانه وتعالى والتي احسنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا. ها فهذا تكرار لهذه الصفة وصدقت بكلمات ربها وكتبه جاء في سورة المائدة امتداح مريم عليها السلام بانها كانت الضيقة قال وامه صديقة وكانت من القانطين في سورة ال عمران يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين اذا اه لما ننظر الى مريم عليها السلام الانسان بصفاته الانسان بافعاله ما يمتدح يعني تعرفوا ان الله لا ينظر الى صوركم واجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. حسنا ما الذي ابرز ما الصفات التي ابرزها الله سبحانه وتعالى في مريم عليها السلام؟ حتى يكون لها هذا الشأن وتلك المكانة في كتاب الله سبحانه وتعالى اه تعلمون انه ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اسيا رأت فرعون ومريم ابنة عمران فهي لها شأن عند الله سبحانه وتعالى هي كاملة امرأة كاملة. وهذا الكمال آآ ليس لغزا يعني يعني الله سبحانه وتعالى بين لنا اهم شخصية مريم عليها السلام وبالتالي كل امرأة تسعى في هذا الطريق لتبلغ الدرجات العليا فينبغي ان تكون مريم عليها السلام قدوة لها قدوة لها. هذه الثلاث صفات ابدأ بها ثم هناك صفات اخرى لمريم عليها السلام. آآ تكون مذكورة في كتاب الله ساتطرق اليها باذن الله تعالى. الصفة الاولى التي احسنت فرجها صفة العفاف بالنسبة للمرأة آآ ما يتبع هذا العفاف من آآ غض البصر ومن الحياء ومن الحشمة ومن الابتعاد عن مواطن الريبة ومن اه اه كما قال الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى خص المؤمنين وخص المؤمنات بمثل هذا الخطاب فقال سبحانه وتعالى وقل للمؤمنين آآ يغضوا من ابصارهم ويحفظوا قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم واحفظوا فروجهم ثم قال وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن آآ وهذا كذلك يعني لو تأملتم في آآ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في لما بايع النساء لما بايع النساء الله سبحانه وتعالى ذكر شيء بنود هذه البيعة. ها؟ فقال سبحانه وتعالى يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على الا يشركن بالله شيئا ايسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن استغفر لهن الله. فهنا آآ هذه الصفة التي وصف الله بها مريم تؤكد هنا في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء. ولا يزنين ولا يأتينا ببهتان يفتنينه بين ايديهن وارجلهن. هذي اذا الصفة الاولى وهي من الصفات التي امتدح الله بها نساء المؤمنات ايضا. فقال سبحانه وتعالى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. آآ اذا هذه الصفة ينبغي ان لا يهون منها وان تكون من الصفات يعني الكبيرة او خلنا نقول ذات الاهتمام الكبير بالنسبة للمرأة المسلمة اه الصفة الثانية وصدقت بكلمات ربها وكتبه وفي سورة المائدة وامه صديقة طيب الان في سؤال مهم جدا اه حتى يفهم يفهم قضية الصديقية او يفهم قضية الصديق لانه ترى الصديقية منزلة عالية عند الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى لما امتدح مريم تعرفوا مريم في خلاف هل هي نبية ام لا؟ في خلاف مشهور يعني لكن الارجح انها ليست نبية وهذا اللي عليه يعني جماهير العلماء. اه لكن من اهم الادلة التي استدلوا بها قالوا انه وصفها بانها صديقة. وهذا اعلى وصف يوصف به اه من دون الانبياء طبعا ليس معنى ذلك انه النبي لا يوصف بانه صديق لكن لما ما يكون لما ذكر الله ابراهيم عليه السلام قال صديقا نبيا. جيد؟ لكن في مريم عليه السلام قال صديقة فقط. فالصديقية منزلة بعد النبوة. وتعلمون يعني الله سبحانه وتعالى يذكر الصديقين بعد الانبياء فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. طيب الصديقية هذه يعني فيها او خلنا نقول في درجة في التصديق درجة لا يتم الايمان الا بها اصلا وليست هي التي تميز الصديقين. يعني الان الله سبحانه وتعالى امتدح مريم عليها السلام بانها صدقت بكلمات ربها وكتبه السؤال من لا يصدق بكلمات ربه وكتبه يكون مؤمنا؟ لا يكون مؤمنا طيب هذا الامتداح التي امتدحت به مريم هل هو ادنى التصديق مطلق التصديق يعني اي درجة من التصديق ام هي ام هي الدرجة العالية من التصديق؟ هي درجة يعاني من التصديق. طيب وامه صديقة نفس الشيء. ابو بكر الصديق نفس الشيء. طيب السؤال الان الدرجة من التصديق التي اذا تحققت في الانسان يقال عنه صديق فيبلغ تلك المنزلة العادية يعني ايش ايش الفرق؟ تعرفون حتى في البخاري النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر اهل الجنة؟ قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف كما تتراءون الكوكب الدري الغابرة في الافق او في السماء. مثل ما في الليل احنا ننظر الى الكواكب فنرى ذلك الكوكب وهو ذلك. آآ النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان اهل الجنة وهم في الجنة سيتراءون منازل بعض المؤمنين كأنها كواكب. يمكن ما ما يرى الا ترى الا انوارها فوق وعارفين المؤمنين انه تلك منازل لاناس من اهل الجنة فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله تلك منازل الانبياء لا يبلغها احد غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وامنوا بالله وصدقوا المرسلين هي متوفرة في درجاتها الادنى في الذين كانوا في الطبقة السفلى ويرون اهل الجنة في الطبق العلي. النبي صلى الله عليه وسلم ما وصفهم بمزيد اعمال بقدر ما وصفهم معينة من التصديق امنوا بالله وصدقوا المرسلين نحن نعلم من السياق ان هي درجة عالية. وكذلك وصدقت بكلمات ربها وكتبها. حسنا ما الامور التي ينبغي بان ينتبه اليها الانسان المؤمن في قضية التصديق والصديقية بحيث انه يعني يقتدي بمريم عليها السلام او يقتدي بابي بكر الصديق او يقتدي بالصديق بشكل عام الامر الاول الذي يميز هذه الدرجة هو كمال التصديق كمال التصديق الذي يظهر عند وجود الالتباسات والفتن والتشكيكات سواء اكانت تلك الفتن والالتباسات من اذى وخواطرهم ووساوسهم او كانت من آآ شبهات الاعداء او كانت حتى من كثرة الابتلاءات لانه التصديق ليس بالضرورة ان يقابل بالشبهة والشك الناتج عن قضية فكرية او عقدية. وانما ضعف التصديق مرة اخرى ضعف التصديق ليس بالضرورة ان يصدر بسبب شبهة معينة واردة من الخارج. وانما ضعف التصدير قد يصدر بسبب كثرة الابتلاءات وتأخر النصر وطول الطريق. ضعف تصديق قد يكون بسبب طول الطريق. وكثرة الابتلاءات والمحن وتأخر الفرج فيضعف التصديق. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. التفسيرات المشهورة جدا عند اهل العلم. انه وظن اتباعهم انهم قد كذبوا فيما وعدوا من جهة الرسل تل ها جاءهم نصرنا معناه انه هذا الظن الذي نشأ نشأ بسبب تأخر النصر حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. معناه انه تأخر النصر هو السبب الذي ادى باولئك لان يظنوا انهم قد كذبوا. وهذا لا يكون عند الصديقين فهمتوا الفكرة؟ وبالتالي حين يكون المرء محسنا الظن بالله بالرغم من كثرة الفتن والابتلاءات والمشكلات وو الى اخره وصابرا ثابتا فهذا من كمال تصديقه وهذا من اهم معالم الصديقية. آآ لذلك مريم عليها السلام يمكن ان نلمس يعني خلنا نقول آآ صورة عملية في حياتها في قضية التصديق والصديقية في قصة الولادة وما حصل عليها من الاذى والاتهام ثم بعد ذلك في غمرة هذا هذه الشدة تشير الى عيسى عليه السلام ولا تتكلم جيد مع ان ذلك الموطن هو موطن الكلام يعني ذاك الموطن هو موطن الكلام والدفاع عن النفس وانه لا وانه كذا وانه ايش وانه ما ايش بس هي كانت مأمورة بالا تتكلم ومرت بشدة عظيمة وطويلة وصعبة الى ابعد مرة ابعد مدى تعرفون يا ليتني مت قبل هذا ما في يعني خلاص هذي الشدة ابعد شدة ممكن ممكن تصل للانسان لكن مع ذلك لما قيل لها كلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا التزمت بهذا القول ولم تنبس ببنت شفا فلما قيل لها الكلام البذيء الوقح الكفيل بتفجير يعني كل ما في النفس من غضب حتى الاسلوب كان وقح انه يا اخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغية هذا اسلوب قاتل يعني. ها؟ ما قالت شيئا اشارت اليه هذه الاشارة وامه صديقة. هذا من كمال التصديق حتى مع هذه الابتلاءات التزمت بمقتضى ما اخبرت به وسلمت. ايش اللي راح يصير؟ ايش اللي كذا؟ خلاص هو عند الله انا مصدقة وامه الضيقة كان عفوا فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهدي صبيا الى اخره طيب السؤال هنا يأتي كيف يتحقق هذا التصديق؟ كيف يتحقق هذا التصديق شيخ ابن سعدي في تفسيره في الموضعين موضع ذكر آآ موضع ذكر آآ الصديقية في في مريم عليها السلام كان يؤكد على قضية العلم ان العلم الصحيح النافع هو من اهم ما يوصل الى الصديقية وليس اي علم بطبيعة الحال وانما هو العلم الذي عليه النور العلم المتعلق بالنور لان تعرفون الله سبحانه وتعالى قد سمى هذا الكتاب نورا العلم المتعلق بالنور الذي انزله الله سبحانه وتعالى والتعلق بهذا العلم والبصيرة فيه والفقه فيه هذا من اهم ما يوصل الى الصديقية من اهم ما يوصل الى منزلة الصديقين. انا ما اقول هو الوحيد هو من اهم ما يوصل لذلك طبعا هناك احتياج لصفات اخرى وافعال اخرى لكن هذا هو الطريق الاساسي الموصل الى قضية آآ الموصل لما بعدها من الخطوات التي توصل الى الصديقين. طيب اذا واحدة من ابرز معالم التصديق عند مريم عليها السلام هي كمال قناعتها واعتقادها بما اخبرت به من الله سبحانه وتعالى واستمرارها على العمل الذي قيد هذا التصديق ولو كان هذا العمل في ظاهر الامر صعبا او غير غير موصلا الى النتيجة او ايا كان لانه تشير الى صبي ايش الصبي ايش حيعمل؟ ايش حيعمل الصبي جيد لكنها اخبرت بان هذا انها تفعل هكذا. وفعلت هكذا بكمال تسليم وكمال تصديق. فهذه اه خلينا نقول من اهم المعالم في قضية الصديقية. من معالم الصديقية كذلك اللي هو الاعمال او اجراء الافعال اقامة الافعال العملية عند الانسان على مقتضى هذا التصديق على مقتضى هذا التصديق. كيف يعني اجراء الاعمال؟ يعني مثلا تمام الصبر. لتمام اليقين صديقي تمام الصبر. لتمام اليقين هذه صديقية. هذا الان الصبر عمل. جيد؟ والصبر وحده هو صبر ليس الصديقية الصبر وحده ليس تصديقا جيد؟ يعني ممكن انسان شديد البأس يعذب فيصبر فيتحمل هذه ليس بالضرورة تصديقا لكن اجراء الصبر على مقتضى اليقين خاصة اذا كان الصبر طويلا طويلا وشديدا فهذا لا بد ان يكون فيه رافد تصديقي وارد من القلب يجعل الانسان صابرا والا من الصعب ان يصبر الانسان على طول الابتلاءات وطول الطريق على اي حال على اية حال الكلام عن الصديقية كلام يطول هذي فقط اشارة يعني صارت اه اشارة سريعة جدا. طيب وكانت من القانتين وكانت من القانتين و القنوت سواء فسر بالاخلاص او بملازمة الطاعة فهو دليل على ما في القلب من تصديق وايمان واضح انه آآ يعني حين القنوت ليس لفظا يدل على اساس العبادة فقط لانه القنوت فيه فيها لفظ زائد على اساس العبادة. فيها لفظ حتى قلبي فيها دلالة قلبية في قضية الخشوع. والاهتمام القلب بالعبادة والذي يدل على ذلك انه كان الصحابة يعني كانت ترى الكلام في الصلاة غير منهيا عنه في اول الاسلام كان الكلام في اول الاسلام غير منهي عنه في الصلاة وآآ كان من الصحابة يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم اثناء الصلاة في رد عليهم السلام يعني يقول وعليكم السلام ثم نزلت وقوموا لله قانتين فامروا بالسكوت. فامروا بالسكوت. لاحظوا القنوت هنا فيه دلالة زائدة على مجرد العبادة. اه وكان من القانطين هذا القنوت خاصة اذا ذهبنا الى سورة ال عمران كلما دخل عليها زكريا المحراب واضح انه كان مكان مريم الاساسي والمحراب جيد وهذا فيه دلال على الملازمة وفيه دلالة على الخشوع في القنوت. وفيه دلالة على الاخلاص كذلك. فمن الواضح ان مريم عليها السلام كانت عابدة وملازمة للعبادة وملازمة لمحرابها وملازمة للاخلاص والخشوع وملازمة للتعبد ولذلك ما كانت تلك المكانة العلية ما كانت تلك المكانة العلية لمجرد كونها والدة عيسى عليه السلام وكانت الولادة بمعجزة. لا. وانما نالت تلك المكانة عظيمة التي قال الله فيها ان الله يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي هذه يا مريم اقنتي ذكرها بعد كلما دخل عليها زكريا المحراب. ويا مريم اقنتي اه هذي قد تكون دلالة على انها امرت بمزيد من العبادة شكرا لله على الاصطفاء الذي نالها وهذي دائرة يجب ان يفهمها الانسان المؤمن القانت وهي انه اذا هداك الله اذا فهداك الله لشيء من العلم او الاستقامة او العبادة فان من اعظم شكر الله على هذه النعمة ان تزيد في تزيده في العبادة. فاذا زدت في العبادة تزيد المنزلة. واذا زادت المنزلة تزيد الشكر واذا زاد الشكر تزيد المنزلة وهكذا وهكذا. فالقضية الاصطفاء يكون بقدره التكليف. والنعمة ينبغي ان يكون بقدرها وبازائها الشكر. فكلما زادت النعمة بالنسبة للانسان ينبغي ان يزيد الشكر. والنعمة بالنسبة العارفين بالله كلما كانت دينية فهي اعلى عندهم من من كثير من النعم الدنيوية او من النعم الدنيوية عموما اذا صفة القنوت وملازمة العبادة ولذلك اه يعني نحن بحاجة الى ابراز هذا النموذج وبحاجة وبحاجة الى ابراز هذه الخصلة. خصلة وصفة التعبد وملازمة التعبد والقنوت لله سبحانه وتعالى. من اعظم ما يصبر الانسان في الفتن ومن اعظم ما يجدد الايمان في القلوب هو دوام العبادة والقنوط والخشوع لله سبحانه وتعالى. ولذلك يعني آآ من تفكر وتتأمل في مثل هذه الخصلة اه من الجيد ان تخرج بنوع من انواع العبادة تلازمه بما يفتح الله عليها اما ان تلازم كثرة الصلاة صلاة تطوع وهي من اولى ما يدخل في وصف مريم عليها السلام لانه الله سبحانه وتعالى قال يا مريم اقن اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين واسجدي واركعي الراكعين. فهذا من اولى ما يدخل في قضية العبادة اللي هي الصلاة تحديدا وهي يعني خلنا نقول اشرف العبادات البدنية وهي اه عمود الاسلام وهي التي وصف الله بها الصالحين من مختلف الامم في مختلف المراحل ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعول ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعه فهذه فيها شيء من قضية السجود وآآ الى اخره من بل حتى عيسى عليه السلام يعني اول ما تكلم به قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبي مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت آآ حيا مم صفة اخيرة اذكرها واختم بها بالنسبة مريم عليها السلام وهي صفة اه التعظيم لله والالتجاء اليه والاحتماء به وذلك انه حين جاءها جبريل عليه السلام ولم تعرف من هو وخافت وكانت وحيدة قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا وهذه الاستعاذة بالرحمن في مثل هذا المقام والتذكير ان كنت تقيا. هذه استعاذة لها دلالة كبيرة على ان من استعاذ بهذه الاستعاذة فهو في نفسه آآ لو ذكر بالله لتذكر ولو خوف بالله لخاف. لانه قالت اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا وكأن لسان حالها انا تقية واعلم انني لو خوفت بالرحمن في مثل هذا المقام لخفت ولما اقدمت ولكان هذا كافيا لزجري في ان انزجر بينما يذكر الله الصفة الاخرى المعاكسة فيقول واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم. فحسبه جهنم. هذي هذي مصيبة وهذه من الصفات اللي يعني خلينا نقول اه تظهر حقيقة وقت وقت الغضب وقت المشكلات وقت الخلافات وقت وقت الى اخره تظهر مثل هذه الصفة. هل الانسان فعلا يخاف الله اذا خوف به هل يتذكر اذا ذكر؟ هل آآ يعني آآ يشكل عنده التذكير بالله خوفا حقيقيا داخليا؟ هذا دليل على على التعلق مريم عليها السلام بالله وشدة خوفها منه وشدة احتمائها به فكانت يعني اه كان الاساس او خلنا السلاح الذي استعملته في آآ في تلك الازمة هي اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا ثم كانت النعمة الكبرى انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما آآ ذكيا لا اريد الاطالة اكثر من ذلك هذا ابراز آآ المثل او لشيء من صفات القدوة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى وجعلها مثلا للمؤمنين صفات يعني حري بنا ان نقتدي بها عليها السلام نحن رجالا ونساء هي صفات من جملة ما فتح الله به المؤمنين عموما ولكنها ابرزت في مريم عليها السلام بشكل واضح. آآ ولذلك يعني آآ جيد انه كان الساعي خاصة المرأة الساعية في طريق النماذج النسائية الكاملة ها ان ان تضع هذه الصفات امام عينيها. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا ويرحمنا وان يبصرنا ويهدينا