الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى اللهم لك الحمد. لا نحصي ثناء عليك ان كما اثنيت على نفسك اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد استعينوا بالله ونستفتح مجلسا جديدا من مجالس مقاصد السور وهذه الليلة وهذا المجلس سيكون مع سورة المدثر وسورة المدثر ما يخفى عليكم انها من اوائل ما نزل من كتاب الله سبحانه وتعالى السور السور التي نزلت في اول الوحي في اول ما نزل عن النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يكون لها شأن خاص بالنسبة للانسان المؤمن المصلح في هذا الزمن وذلك ان ان الحال اليوم يتطلب تجديدا واحياء على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وبقدر ما اوصى الله سبحانه وتعالى نبيه وانبياؤه في كتابه فان السائرين على طريق الانبياء يحتاجون ان يقتدوا بالانبياء آآ بمثل الوصايا التي اوصاهم الله بها مما لا خاصا بالانبياء وانما هو متعلق بالقيام بشأن الدين الايات الاولى والسور الاولى التي نزلت على النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ينبغي ان تكون محل عناية انتباه ما هي الوصايا التي اوصى الله بها النبي صلى الله عليه وسلم؟ كيف وجه الله نبيه لاقامة الدين. ما هي المعالم الاولى؟ ما هي الموضوعات التي يركز عليها؟ كيف يعالج المشكلة العامة التي كانت سائدة في وقتها هذا كله من الامور المهمة التي يحتاجها الانسان المسلم آآ المتبع لطريق النبي صلى الله عليه وسلم. هذه السورة اه سورة ابتدأت بخطاب مباشر للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها المدثر قم فانذر وهي قرينة سورة المزمل يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا ولو تلاحظون ان كلتا السورتين بدأت بنفس الخطاب يا ايها المزمل المدثر والاية الثانية قم والاية الثانية قم ففي قم فانذر وفي قم قم الليل يعني يا ايها المزمل قم يا ايها المدثر قم يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا يا ايها المدثر قم فانذر وهذان الموضعان وهاتان الايتان او هذه الايات وهاتان السورتان وهذان القيامان بالنسبة للمصلح هما اركان مسيرته واركان طريقه القيام الاول قيام يتزود منه ويتعبد به والقيام الثاني قيام يبلغ به ويقوم به باعباء الدين فهما قيامان. يا ايها المزمل قم ويا ايها المدثر قم فهذان قيامان يحتاجهما المصلح المتبع لطريق النبي صلى الله عليه وسلم وبقدر الاحسان في القيام الذاتي يكون التوفيق في القيام المتعدي. بقدر الاحسان في قم الليل الا قليلا وما يتعلق به من تعبد كونوا الاحسان فيكم فانذر وهذا يذكر بوصية الله لموسى عليه السلام في بداية دعوته يذكر بوصية الله لموسى عليه السلام في بداية دعوته اذ انه سبحانه وتعالى اه اوصى موسى عليه السلام بهذين النوعين من القيام بهذين النوعين من القيام بطبيعة الحال ليس بلفظ القيام وانما بنفس المعنى فقال الله لموسى عليه السلام آآ وانا اخترتك فاستمع لما يوحى. انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم ها واقم واقم الصلاة لذكري ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فترضى ثم قال له ايش؟ اذهب بعد عدة ايات اذهب الى فرعون فاوصاه الله بنفس الوصيتين او بنفس دائرتي وصية النبي صلى الله عليه وسلم آآ اعبدني واقم الصلاة لذكري هذه تساوي ايش هناك دائرة قم الليل الا قليلا اي هي القيام بالتعبد والتزود الذاتي بالنسبة للانسان المصلح. واذهب الى فرعون انه طغى هناك قم فانذر. قم فانذر واكثر ما يدخل الخلل على الانسان المؤمن المسلم الذي يزعم انه يتبع النبي صلى الله عليه وسلم وطريق الانبياء هو من التقصير في احد نوعه القيام فقد وهذا على مسار تاريخ الامة قد تنحى طائفة او اتجاه او اناس الى قم الليل الا قليلا فيتجهون لناحية المحض ويغرقون فيه وينسون قم فانذر وبعكس ذلك قد تهتم طائفة بالسياق الدعوي والاصلاحي وتصحيح المسار وتغيير الواقع وو والى اخره ولكن قم الليل الا قليلا وامثاله من الوصايا التعبدية تكون ضامرة وبالتالي تلك الدعوة الاخرى تضمر قد لا تضمن من حيث الحركة والحركة والنشاط. ولكنها تظمر من حيث محتوياتها التي ترضي الله سبحانه وتعالى وقد تنحرف بوصلتها بقدر الانحراف في دائرة التزود الاولى ولذلك من اراد ان يكون على طريق الانبياء فليحرص على القيام بالدائرتين المذكورتين هنا قم فانذر والانذار هنا الذي ذكر في ثاني اية في السورة له صبغته على بقية السور فهذه السورة صورة انذار صورة انذار نحن نتكلم عن مقاصد السور هذه السورة واضح فيها الانذار يعني ليست سورة آآ فيها ذكر العقاب والثواب وان كان فيها اشارة للثواب. لكن الاساس الامر الاساسي فيها هو الانذار والانذار الذي في السورة انذار آآ قوي الوقع. قوي الوقع ويعني شديد سواء في تراكيبه والفاظه او وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. في تراكيبه والفاظه او في محتوياته ومعانيه يعني سيأتي هذا بشكل واضح باذن الله تعالى في تفاصيل. الايات كيف انه آآ الانذار سمة من سمات هذه السورة من اولها الى اخره سمة الانذار قم فانذر ثم جاءت التوصيات الالهية للنبي صلى الله عليه وسلم في دائرة قم الليل الا قليلا وايضا في دائرة قم فاندر. يعني هذه المقطع الاول من السورة ومقطع توصيات للنبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وواضحة وسريعة يا ايها المدثر قم فانذر وفي هاتين الايتين يا ايها المدثر قم فانذر اشارة الى ان الحياة الانبياء لم تكن حياة الدعوة والراحة ولا حياة الامان وانما كانت حياة آآ فيها الجد والاجتهاد والبذل والعطاء وهذا الخطاب يا ايها المدثر مقصود قم فانذر وآآ كأن كأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلقى هاتين الايتين كانه يدرك ان سياقه ومقامه هو مقام الانذار وان آآ سياق السياق العادي الذي يسير عليه الناس من جهة آآ طبعهم البشري في الارتياح وما الى ذلك سيكون آآ صعبا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لن يكون اه على على الطريقة المعتادة اقول قد يفهم هذا من اشارة الاية والله اعلم قم فانذر ثم جاءت التوصيات وربك فكبر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر توصيات متتابعة وسريعة وواضحة وقوية للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحمل الاعباء ولو تلاحظون هذه تجدون انها تغطي دوائر مختلفة وربك فكبر يا ايها المدثر قم فانذر و وربك فكبر ثم اختتمت بايش ولربك فاصبر وربك وهنا ولربك. طيب وربك فكبر كبره وحده وهذا التكبير لله سبحانه وتعالى سواء اكان لفظيا فكان لفظيا بقولك الله اكبر او كان معنويا ومن جملة المعنوي ان يعبر عنه بالتكبير. فاذا قلت وربك فكبر وقلت ان المعنى هنا ان ان تجعل الله في نفسك اكبر من كل شيء فواحدة من اثار هذا الجعل ان تكبر الله بلسانك بينما اذا كبر اذا كان المصلح قد جعل الله في نفسه اكبر من كل شيء فان اثار هذا الايمان بان الله اكبر من كل شيء ستتمثل في امور كثيرة من جملتها التكبير اللفظي التكبير اللفظي وفي هذا من الفائدة ان المصلح يحتاج في بداية دعوته ان يكون الله في قلبه اكبر من كل احد واكبر من كل شيء وهذه قضية حتمية لازمة مهمة لا يمكن ان تصلح الطريق الا بها. لا تصلح الطريق الا بها لان الانسان اذا لم يجعل الله اكبر في قلبه من كل شيء اذا لم يجعل الله في قلبه اكبر من كل شيء فانه قد يتنازل او يعني يحصل عنده اختلال اثناء الطريق بان تقفز بعض المعظمات البشرية فتقطع شيئا من الطريق وربك فكبر وثيابك فطهر. وهنا اكثر العلماء اكثر المفسرين حملوا التطهير هنا على التطهير المعنوي والثياب هنا على الداخل وآآ استدلوا بكلام العرب المشهور في انه يعني لم يلبس ثيابه على خديعة وو الى اخره والبيت المشهور اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء فكل رداء يفتديه جميل والى اخره منهم من رجح الظاهر ثيابك فطهر اي ان هذا حث على التطهير الحسي من النجاسات وممن رجح هذا ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى واشار ان القول الاخر هو قول الجماهير السلف او جمهور السلف اه على اية حال لا مانع من ان تحمل الاية على الوجهين ان كان احدهما بطريق الدلالة المباشرة والاخر الدلالة العامة آآ وثيابك فطهر وهذا فيه اشارة الى اهمية التزكية الداخلية بالنسبة للمصلح وان يطهر باطنه والرجز فاهجر الرجز الاصنام والاوثان فاهجر انت تدعو الى الله وتدعو الى الحق لابد ان يكون الباطل واضحا امامك وان تهجره وتبتعد عنه فلا يحصل ما حصل لبني اسرائيل من تلبيسهم الحق بالباطل والتباس الحق بالباطل هو من اعظم المفاسد التي يبينها القرآن واتضاع وتميز الحق عن الباطل من اعظم المصالح بل ان بل ان من سنن الله سبحانه وتعالى انه قد يقدر بعض الابتلاءات ليتميز اهل الحق من الباطل فقال سبحانه وتعالى بعد ان ذكر الابتلاءات في آآ سورة ال عمران فيما يتعلق بغزوة احد. قال سبحانه وتعالى ما كان الله ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يشتبه من رسله من يشاء الى اخره. وكذلك في سورة الانفال فيما يتعلق بغزوة بدر طيب وآآ وثيابك فطهر والرجز فاهجر. ولا تمنن تستكثر لا تمنن تستكثر. بعضهم قال لا تمن على الله بعبادتك وتستكثر هذه العبادة بعضهم قال هذا فيما يتعلق بالناس ولا تمنن عليهم بعطائك ومن هنا التقط بعضهم معنى لطيفا فقال ان هذه الاية لم تحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة وان كانت تستصحب ان النبي صلى الله عليه وسلم بطبيعة الحال سيتصدق ويعطي ولكن هذي اوصت ما بعد الصدقة الايات ليس فيها وتصدق ولا تمنن يعني انت ستتصدق ستتصدق ولكن لا تمنن بهذه الصدقات التي تعطيها للناس تستكثر وبعضهم قال لا تمنن لتستكثر لا تعطي عطاء تنتظر ان يرد اليك الى اخره. وهذا كله من الارشادات التزكوية الالهية للنبي صلى الله عليه وسلم والتي بطبيعة الحال يأخذها المصلح المتبع للنبي صلى الله عليه وسلم فيتبع امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لها ويا له من امتثال ويا له من امتثال ويعني هذه قضية آآ يعني خل نقول محزنة ومؤلمة كثيرة بالنسبة لنا من ناحيتنا نحن وهي اننا نعرف الوصايا ثم اذا رأينا امتثالنا سنجد ان يعني فيه قدر كبير من التقصير بينما هذي ام المزمل يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا هنا جاءت توصية تمام اخر اخر اية في السورة كما في صحيح مسلم من حديث عائشة لم تنزل الا بعد سنة من بداية السورة جيد فلما نزلت بعد سنة ايش كان فيها ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك. هذا الامتثال قم الليل هذي البداية هذي التوصية بعد سنة نزلت ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه فنحنا نقول هذي التوصيات للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن يعني نخاطب تمام بس انظر النبي صلى الله عليه وسلم كيف طبق هذه توصيات وكيف عاش فيها حياته ها يعني هنا يعني هنا الشأن والرشد فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر ولربك فاصبر وهذا توضيح من بداية الدعوة ان هذا الطريق سيتطلب صبر سيتطلب الصبر وليكن صبرك لله تقصد بهذا الصبر وجه الله سبحانه وتعالى. ولربك فاصبر ثم انتقل الخطاب الى آآ عاقبة هذا الانذار قم فانذر وكما قلت السورة كلها فيها سمة الانذار هذه السورة تقول للمشركين ان نتيجة تكذيبكم ونتيجة اعراضكم عن الانذار عسرة وهذه النتيجة يخبركم الله بها من الان امنتم بها او لم تؤمنوا انتم الذين لم تؤمنوا. لكن هي ستقع والانذار من الان ولذلك يأخذهم الله سبحانه وتعالى في هذا المشهد المستقبلي ثم يرجعهم الى حياتهم ويقول لهم افعلوا وهذا الشأن آآ شأن مهم في تحريك القلوب وهي وهو ان تخبر المدعو او الانسان بسوء العاقبة للطريق السيء ثم ترجع فتخبره بان لديه فرصة لتجاوز تلك العاقبة السيئة فاعطاء الفرصة للانسان من اعظم اساليب الدعوة معظم اساليب الدعوة يعني ما يصلح تأتي للانسان حتى لو كان عنده فساد وشر ما يصلح اه يعني تأتي تقول له انت هلكت انتهى فهنا اذا انتهى خلاص كل شيء فليش انا يعني ليش استقيم؟ خلاص مو خربانة يعني فلأ يجب ان الانسان مهما كان مسرفا ان يرجع الى مربعه الحالي ويقال له لديك فرصة لديك فرصة ولاحظوا هنا ان الله سبحانه وتعالى سيذكر هذا الانذار ثم آآ ستأتي اشارات اما مباشرة او في ثنايا الايات تلمس منها الفرصة. انه لديكم الفرصة طيب اه هنا اه انتقال كما قلنا الى المشهد الاخروي فاذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير وآآ ايات يوم القيامة في القرآن واهوال يوم القيامة والنار وما فيها ايات عجيبة جدا الانسان لما يستمع اليها استماعا مصغيا بقلب سيدرك جيدا ان هذه المشاهد التي يتحدث الله عن يتحدث الله عنها هي حق بحق ليست مشاهد مصطنعة ولا متخيل شيء تفصيلي دقيق عجيب وتنقل فيه الاحوال النفسية الداخلية باوجز عبارة واقوى عبارة واوضح عبارة مع ربط بالدلائل والبراهين والمقدمات والنتائج بحيث ان الذي يستمع يدرك جيدا ان هذا حق ثم بعد ذلك يريد ان يتبع او لا يتبع هواه وارادته وعزيمته فالله سبحانه وتعالى يقول للمشركين هنا ان يوما ما سيأتي سيمكر فيه في الناقور ينفخ فيه في الصور وذلك اليوم اذا جاء فهو يوم عسير عيون عسير على الكافرين غيره يسير ثم يذكر الله سبحانه وتعالى ايات متعلقة بمشهد من مشاهد الدعوة المبكرة التي حصلت في مكة فيقول ذرني ومن خلقت وحيدا وهذه درني مخيفة مخيفة ذرني ومن خلقت وحيدة وهي تذكر بشيء في سورة المزمل ايش ايش في سورة المزمل في في اية اذا ما وهمت قريبة من هذا المعنى ايه اعذرني اعذرني والمكذبين اولي النعمة. لاحظ ذرني وذرني وذرني والمكذبين وهنا ذرني ومن خلقت ذرني ومن خلقت وحيدا وهنا المقصود به الوليد بن المغيرة الوليد ابن ابن المغيرة وكان من سادات قريش حتى انه قيل يعني اقصد رؤية في السيرة انه لما بدأ يتغير الوليد ابن المغيرة ويلين تجاه الحق قال الملأ من قريش ان هذا الرجل اذا اسلم اسلم معه الوادي وادي مكة فادركوه تدركوه لا يسلم هذا كان سيد سيدا من ساداته. ولو لم تعرف اي خبر من اخبار السيرة من هذه الايات وحدها ستعلم ان له شأنا. اليس كذلك؟ لان الله ذكر في فيه عدة ايات ها وآآ ذكر الله سبحانه وتعالى له امورا متعددة تدل على مكانته فقال ذرني ومن خلقت وحيدا هذا من حيث الاصل ان هو ترى في الاساس وحيدا وكذا لكنه نسي وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا. ومهدت له تمهيدا. كل شيء اعطي ويسر له وو ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لاياتنا عنيدة سارهقه صعودا وهذه مخيفة اخرى سينال مشقة لا مثيل لها وسيرهق من العذاب بما لا يحتمله. سارهقه صعودا وهذا يذكر ايضا ببداية السورة لما قال بالايات قبل قليل آآ يوم عسير فذلك يومئذ يوم عسير. وهنا بشكل خاص لهذا سأرهقه صعودا ثم يذكر الله سبحانه وتعالى حالة للوليد وهي حالة عجيبة جدا وفي نفس الوقت هي ليست خاصة به من حيث المعنى فهذه حالة يمر بها كثير من المكذبين الله سبحانه وتعالى يصف لنا وهذا المشهد عجيب عجيب الى ابعد مدى يصف لنا تعارض الارادات النفسية الداخلية لدى الانسان لما تتضح له الحقيقة وينازعها الهوى وكيف انه يحاول يكابر نفسه يكابر نفسه ويأطرها اطرا ويكرهها اكراها على الا تستجيب لداعي الحق بمحاولة اصباغ صبغة الباطل على هذا الحق الذي يعلم انه حق. ولكن يحاول ان يقنع نفسه انه ليس حقا شوف النبأ العظيم اعطيني اياه يمكن القى الموضع بشكل سريع في تعليق جميل من اه دراز رحمه الله على اه تعليق جميل على هذا الموضوع. شف لي الطبعة الثانية غالبا يكون فيها فهرس الايات آآ ما اعتقد انه بدون فحص الايات راح اجيبها بسرعة لكن كان له تعليق جميل جدا على موقف آآ موقف الوليد بن المغيرة اه طب شف فهرس الايات شف هذي الايات اذا كان عموما اذا وجدته سريعا آآ كيف كيف النفس الداخلي نفس الانسان من الداخل كيف تفر من الحقيقة ايوة اظن هذا الموضوع طيب طيب هو آآ في بداية ذكر موقف الوليد اولا اه لا شوف شوف ابحث كمان بس انا اذكر موقف الوليد في البداية طبعا هو الوليد تعرفوا موقف مستمعا للقرآن فلانا له ووصف القرآن بوصف عجيب وهذا الموقف مهم اننا نعرفه ليش؟ لانه الحالة النفسية الان في حالة مكابرة لما عرف انه حق في حالة مكابرة. ايش يقول الدراج رحمه الله يقول اه فاذا احببت ان تعرف للقرآن الكريم سبقه وبلوغه الغاية في هذا المضمار وانت بعد لم ترزق قوة الفصل بين درجات الكلام لتعرف كيف ان هو واصل في البيان فاعلم انه لا سبيل لك الى القضاء في هذا الشأن عن حس وخبرة وانما سبيلك ان تأخذ حكمه مسلما من اهله وتقنع فيه بشهادة العارفين به. واذا يكون من حقك علينا ان نقدم لك مثالا من شهادتهم فخذ الان هذا المثال جاء الوليد بن المغيرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ عليه القرآن كأنه رق له فبلغ ذلك ابا جهل فاتاه فقال يا عم ان قومك يرون ان يجمعوا لك مالا ليعطوك هو. شف الخبث خبث ابو جهل يبغى يحاول يغري الوليد انه ما يتبع يقول له يعني انت رايح عند محمد صلى الله عليه وسلم تبغى مال؟ احنا نجمع له اكثر. هو بس ما قال له احنا نجمع له. قال له يعني لقد قررت بما انه احنا نجمع الاكمال فقال لقد علمت قريش اني من اكثرها مالا قال فقل فيه قولا يبلغ يبلغ او يبلغ قومك انك منكر له وكاره. قال وماذا اقول؟ فوالله ما فيكم رجل اعلم مني بالشعر لا برجل ولا بقصيده ولا باشعار الجن. والله ما يشبه قوله الذي يقوله شيئا من هذا ووالله ان لقوله لحلاوة وان عليه لطلاوة وانه لمنير اعلاه مشرق اسفله وانه ليعلو ولا يعلى وانه ليحطم ما تحته هذا كلام الوليد في القرآن اه ايوا اي خلاص خلاص لقيته في الحاشي هنا اه هنا الان هذا الان وصف الوليد لما اتفق مع فطرته واستمع للكلام الان الوليد يريد ان يصف القرآن بغير هذا الوصف اخذ يفكر ويقدر ويعيد النظر ما الذي يقوله؟ ما الكلام الذي يمكن ان يقوله فيكون مناسبا وموافقا للواقع او لما يظن انه الواقع فاخذ يفكر ويقدر ويفكر ويقدر ثم كأن فكرة شخصت امامه وهذه الفكرة حين اراد ان يقررها الوليد عرف انها ليست حق ليست حقا عرف انها ليست حقا وحاول ان يكابر نفسه ويدفعها لما تمثلت هذه الفكرة وعرف انها ليست حقا عبس وبسر قطب جبينه كلح وجهه من ادراكه ان هذه الفكرة ليست حقا لكن ما وجد حلا الا ان ينفر ويستدبر كل هذا التفكير ويفر من الحقيقة التي تدور في داخله ثم ادبر واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر. تمام؟ انه فكر وقدر فقتل كيف قدر؟ ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر هذا كله لاجل المعاني الداخلية. وهذه التعبيرات الخارجية انعكاس عن الصراع الداخلي الذي يدور. ها ثم ادبر واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر وكانه يحاول يطرد الحقيقة عن نفسه قبل ان يقولها للاخرين. انظر ماذا يقول دراز بعدين ذكر الايات قال فانظر تصوير القرآن يا شيخ الله يرحمه دراس الناس اللي عندها بيان تعرف تعبر تختصر شوف ايش يقول يقول فانظر تصوير القرآن للجهد العنيف الذي بذله الرجل في اصدار حكمه الثاني تمام؟ حكمه الاول ان عليه لحلاوة. فانظر الى الجهد العنيف تصوير القرآن الجهد العنيف الذي بذله الرجل في اصدار حكمه الثاني. حيث يقول انه فكر وقدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم ادبر واستكبر. ومعنى هذا كله انه كان يقاوم فطرته. ويستكره نفسه على مخالفة وجدانه. وانه كان في وضيق بما يقول. واخيرا استطاع ان يقول ما قال نزولا على ارادة قومه. وانظر الفرق بين هذا الحكم المصطنع وبين حكم العربية في قوله اول مرة انه يعلو وما يعلى وانه يحطم ما تحته. كلام في غاية الجمال. طيب الان هذا مشهد من مشاهد التكذيب التي وقعت لاحد المشركين وهي بطبيعة الحال ليست ليس هذه ليست هذه الصورة بشكل خاصة به وانما يحدث لامثاله شيء من هذه الصورة ان بطريقة او باخرى يرجع الانذار مرة اخرى نتيجة هذا التكذيب ساصليه سقر ثم التعظيم لهذا سقر هذي وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لو واحة للبشر والبشر هنا ايش المقصود بها لا البشر البشرة جلد قشر الجلد ولواحة محرقة محرقة للبشر لبشر اللي هي الجلود فهذه سقر لواحة للبشر. عليها تسعة عشر ثم يبين الله سبحانه وتعالى مشهدا من مشاهد الهروب من الحقيقة ايضا كما كان في مشهد الوليد الذي هرب من الحقيقة الكامن في نفسه. ولكن هذه مرة في مشهد جماعي لعدد من المشركين انهم حين سمعوا ان الملائكة الذين على آآ جهنم تسعة عشر خزنة آآ قالوا ذهبوا من المعنى الاساسي الذي هو تخويف والتهويل والعذاب وجهنم وما فيها وان هؤلاء الملائكة غلاظ شداد واخذوا يتهكمون بالعدد وصاروا يقولوا يعني تسعة عشر ما تقدروا عليهم فاذا احنا نتقاسم التسعة عشر فواحد قال اكفوني اثنين وانا اخذ السبعة عشر وهكذا المكذب يعني ايش؟ يعني يتجاوز الحقائق فاخذوا يستهزئون بهذا بهذا المعنى. طبعا هؤلاء ليس هؤلاء التسعة عشر ليسوا كل من هم على النار من الملائكة ليس كل منهم على النار لذلك في نفس الاية الاية التالية وما يعلم جنود ربك الا هو ثم قال الله سبحانه وتعالى تعليقا على هذا المشهد التكذيبي وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة هؤلاء القائمين عليها والقائمون عليها. وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب لماذا لموافقة هذا العدد ما عندهم ويزداد الذين امنوا ايمانا ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرظ والكافرون ما اذا اراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر. الان في عدة دروس من هذه الاية الدرس الاول هو ان الامر الواحد القضية الواحدة الحقيقة الواحدة هي بعينها تكون لاناس سببا لزيادة الايمان واليقين وهي بعينها تكون لاناس سببا للضلال والسقوط فهذا العدد الذي ذكره الله للملائكة لخزنة جهنم قال فيه سبحانه ليزداد الذين امنوا ايمانه ليستيقن الذين اوتوا هالكتاب ونفس هذا هذه الحقيقة هي بسببها قال المشركون او فيما يتعلق بها قال المشركون ايش ماذا اراد الله بهذا مثلا؟ كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهذا يؤكد لنا حقيقة واضحة في كتاب الله سبحانه وتعالى الا وهي ان وجود مصدر الحق والوجود المصدر المعرفي الصحيح لا يساوي الاهتداء بذلك المصدر ولا الاستجابة لذلك المصدر فوجود الحق لا يعني الاستجابة للحق وهذه الحقيقة واظحة في كتاب الله وتتعجب ان كثيرا او بعضا من الناس لا لا يفهمون هذه الحقيقة فاذكر قبل فترة حصل لي نقاش مع احد الشباب وربما بعضكم حضره فكان يقول يعني لو كان الاسلام حقا لماذا لا يؤمن بهن الناس بقية الناس آآ هذا لا يستلزم هذا. وجود الحق لا يستلزم الايمان به بل احيانا وجود الحق يؤدي الى زيادة الباطل. زيادة اهل الباطل في في بطلانهم. زيادة اصحاب النوايا الفاسدة في فسادهم وآآ الله سبحانه وتعالى يقول عن اليهود وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك لاحظ وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك ايش؟ طغيانا وكفرا فالشأن كل الشأن بعد هداية الله وتوفيقه في الاستعداد القلبي لاتباع الحق وتحمل تكاليف هذا الاتباع ولذلك لا نضحك على الناس حين ندعوهم الى الله سبحانه وتعالى باننا نقول اذا امنت اذا يعني اقصد التزمت بدين الله سبحانه وتعالى واتبعت ما امر الله الى اخره انه يعني لن آآ لن يترتب على هذا الايمان الا كل تسهيل وتيسير لا لا يجب ان يدرك الانسان ان الحق له تكليف وله تبعات وكلما ازداد الانسان فيه ازداد ازدادت هذه النتائج ولذلك جاءت المقدمة في هذه السورة ولربك فاصل هذا الدرس الاول من هذه الاية الطويلة. الدرس الثاني من هذه الاية الطويلة هو ان من المقاصد من المقاصد التي ينبغي على المؤمن تحقيقها ان يقصد الى ذكر الادلة التي تزيد الايمان واليقين لان الله قال سبحانه في هذه الاية وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب. فذكر الله هذا انا ليكون من حكمة هذا الذكر ان ان يستيقن الذين اوتوا الكتاب بان يروا الدليل الذي يوجب اليقين ويزداد الذين امنوا ايمانا. لذلك العناية بذكر الادلة والبراهين التي تؤدي الى اليقين هو منهج رباني منهج رباني ينبغي ان يسعى الانسان للقيام به ولتحقيقه ثم بعد نهاية هذا هذه الاية قال الله سبحانه وتعالى كلا والقمر والليل اذ ادبر والصبح اذا اسفر انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر. لاحظوا مرة اخرى من مقاصد السورة الانذار هذا يمكن ثالث عودة لقضية الانذار او رابع عودة لقضية الانذار في السورة انها لاحدى الكبر هذه النار انها لاحدى الامور العظائم الكبيرة نذيرا للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر وهذا ايش ايش هذي الاية ايوة اللي ذكرته في بداية السورة انه الله سبحانه وتعالى يذكر لك المشهد في العذاب ثم يرجع فيعطيك الفرصة هذي الفرصة. لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر. ارأيتم ايها المشركون كل ما ذكر من العذاب والانذار في هذه السورة هو ليس نتيجة حتمية لاعيانكم اذا استدركتم امر امركم فهذا العذاب فهذا الانذار هو تحذير لانه هو حق فانت حين تنذر احدا انت منت جالس تخلي السوداوية في حياتي انت ما اخترعت هذا الانذار انت انت جالس تحذره من شيء موجود موجود انت حين تقول للانسان لا تفعل كذا هذا لا هذا لا يرضي الله سبحانه وتعالى هذا سبب للعذاب الكاحلات تنكد انا ما انا انا ما اخترعت لك هذا العذاب انا مو انا فاضي وجيت لا انا جالس اكلمك عن حق هذا شيء موجود هذا شيء موجود انا محسن اليك بنصيحتي. وترى الانسان المصلح لما يعرف نفسه بهذا المعنى ترى يصبر على على كثير من الاذى يعني انت لا تعتبر نفسك انك انت مجرد مكلف وتحاول لا لا انت اعتبر نفسك انك محسن كانك جاي الى واحد صغير وتبغى تقول له ما يصلح ترى فيك يعني حيوانات مفترسة هنا ممكن تجيك الحين الليل تعال معايا فيقول لك انت ما تبغاني الاب ما تبغون يا مو انا ما ابغاك تلعب يا ابن الحلال بس هنا ما يصلح لك انت اصلا مدري ايش تمام هي نفس الفكرة تيجي الاناس في لهوهم ولعبهم مستغرقين غارقين. تدري ايش تقول لهم اتقوا الله. انتبهوا. انت اصلا ما ما تبغاه انت يا اخي انقلع انت حياتك مقفلة خليك تمام تقول له يا ابو الشباب انا انا ما ابغى انكد عليك انا ما بقول لك شيء بس انا بقول لك هو في خطر حقيقي انا ما قلت لك شيء بعدين انا قلت لك ابغى فلوس قلت لك احتاج شيء قلت لك كشر آآ لا تضحك لا تفرح ما قلت لك شيء انا ايش قلت لك نفس الشيء انت انت فتاة انت الان فتاة تقولي انك انت انسانة مسلمة انت غير محجبة انا ما هي لابسة حجاب كذا خارجة بملابسها فتجي وحدة تكلمها تقول له يعني اتق الله البسي حجاب ليه ليه يعني انت تتوقع انه يعني حجابنا لمن اكلمك عنه هل تتوقعي لانه انا ذوقي في الملابس كذا فانا مو عاجبني الذوق هذا فانا ابغاك لا لا لا هو الفكرة ان الله سبحانه وتعالى امرنا بهذا الجلس اقول لك ما امر الله به انتهينا يعني فنفس الشيء الانذار الانذار ليس تعطيلا لحقوق الناس وانما هو في الحقيقة ارشاد لهم لما يصلحهم بما يصلحهم لما يعلي من شأنهم لما يزكو بهم آآ انت حين ترى الانسان منغمسا في الشهوات والملذات انغماسا تاما لا ينتهض لحاله ولا نفسه انت الصورة الصورة التي امامك التي تظهر امامك هي صورة الحيوان صوت الحيوان وهذا هذه الصورة ذكرها الله سبحانه وتعالى فقال والذين كفروا ايش يتمتعون يأكلون ويتمتعون يتمتعون ويذكرون كما تأكلون يتمتعون ويأكلون كما تأكلون كما تأكلون نعم كما تأكل الانعام ايش ايش الفرق بين انسان لا يعمل شيئا الا مثل ما تعمل الحيوانات وبينه وبين الحيوانات ايش الفرق على اية حال هذا الانذار هو خير للبشر قال الله سبحانه وتعالى نذيرا للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر كل نفس بما كسب كل نفس بما كسبت رهينة النتيجة التي سترتب على هذا الانذار هي انك ستجد اثر ما عملت ان خيرا فنعيم وراحة وسرور وطمأنينة وان شرا فشقاء وعذاب وعسر كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين في جنات في جنات يتساءلون. فهنا اصحاب اليمين قد وجدوا نتيجة اعمالهم. واما اولئك فمرهونون محبوسون نتيجة اعمالهم السيئة الا اصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين طيب الان يوم القيامة والجنة والنار هي ليست مجرد الله سبحانه وتعالى يذكر فيها فقط الناحية الحسية وانما فيها معاني معنوية كثيرة جدا ومن جملة المعاني المعنوية موضوع الحوارات والنقاشات التي تحدث داخل الجنة بين اهلها وداخل النار بين اهلها وبين الطرفين وبين الطرفين ويا لتلك الحوارات ويا لتلك المشاهد يا لتلك الحوارات ويا لتلك المشاهد من جملة ما يحدث من النقاش ان اهل الجنة يتساءلون فيما بينهم عن سبب دخول اولئك النار ويسألون اهل النار. ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين لاحظوا مركزية هذي الاشياء مركزية هذي الاشياء هذي الاشياء هي التي جعلتهم يدخلون النار لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين مقابلها بالنسبة للمسلم ايش الصلاة والزكاة ويمكن ان تقول القيام بحق الخالق وحق مخلوق. لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين. وهذا من اعظم اسرار الهلاك الغفلة اللعب الكلام مقابلة الحقائق بالهرج الفاظي نخوض مع الخائضين نستهزئ نتكلم غافلون وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين اليقين هنا هو الموت. كقول الله سبحانه وتعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم اما هو فقد جاءه اليقين وتسمية الموت باليقين تسمية مهيبة تسمية مهيبة يعني لاحظوا بل ليس الموت اليقيني لا اليقين خلاص صار من من اه القاب الموت اليقين. حتى اتانا اليقين وحالة ابتداء الانسان وحالة نهاية الانسان هاتان الحالتان فيهما تركيز في الخطاب القرآني والاستدلال والتذكير على الانسان المكذب والمستكبر بحالته الاولى وبحالته الاخيرة وتركيزك انت ايها الداعي او المصلح على هاتين النقطتين من اهم ما ينبغي ان يكون والله سبحانه وتعالى هنا قال عن الوليد ذرني ومن خلقت وحيدة هذي بداية المشهد وفي سورة الانسان هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورة وفي سورة مريم ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا وفي سورة ياسين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهذا ليس خاصا بخطاب المشركين وانما لنا نحن المسلمين ونصيحة خاصة لنفسي وللشباب ولمن يستمع من الجميع من كل من يشاهد هذا هذه الحلقة اجعلوا من اهم نقاط النقاط والمراحل التي تتذكرونها طول ما انتم احياء مرحلة الخلق الاول تذكر حالك انت ليس حال غيرك حالك انت انك كنت قبل فترة يسيرة سنوات كنت في حال ليس ليس الحالة التي انت عليها الان. كنت لا تعقل لا تسمع توسخ على نفسك ما تقدر تاكل ولا تلبس ولا تدبر امورك ولمصالحك بل المرحلة التي قبلها حتى امك لم لا تستطيع ان تقدم لك الطعام وانما قد مد الله سبحانه وتعالى بينك وبينها بحبل في داخل بطنها يصلك منه الغذاء ثم بعدين خرجت وتطورت في نشأة بعد نشأة حتى وصلت الى الى سنك هذه التي سرت فيها تعقل وتسمع. لا تنسى هذا المشهد لا تنسى هذا المشهد فاذا مررت عليه في القرآن لا تعرفه انه للمشركين فقط الذي لا لا لا انه بس في انكار البعث واثبات البعث لا انت لا تنسى هذا المشهد فغدا لما تكثر المكتسبات وتنتفخ قليلا تمام واحيانا كثيرا ينتفخ الانسان ينتفخ ينتفخ ينتفخ جدا بس خد نفس وبس تذكر بالله معايا كذا خمس دقائق نتذكر ايش كنا هذا التذكر يجعلك في حالة ضعف دائم حالة ضعف دائم وانك ما تجاوز بنفسك اعلى من مداها فانت مخلوق ضعيف نماك الله ورباك الله ودبرك الله سبحانه وتعالى حتى وصلت الى هذه الحال. فمهلا ولا تتكبر وهذا يجعلك تؤمن بان الله سبحانه وتعالى حق لانك تعلم انك لم تنمى ولم تربى الا من آآ اله عظيم عزيز قدير ليس بقدرة هؤلاء البشر ان يحدثوا مثل هذا فهذا التذكر مهم جدا وفي نفس الوقت ايضا تذكر الحالة الاخرى وهي الموت ومغادرة الحياة مغادرة الدنيا اليقين الذي قاله الله سبحانه وتعالى هنا هذا من اهم ما ينبغي على المسلم ان يتذكره فانه اذا تذكره اعانه هذا على استصلاح نفسه احنا كائنات بشرية لنا اهواء وشهوات ونحب ان نطيع اهواءنا. اليس كذلك ما الذي يزعك عن اتباع هواك القضية المركزية او من اهم القضايا المركزية التي تعينك على ذلك تذكر الاخرة. وان لقاء الله حق وان ما انت فيه تكليف ومرحلة عبور وستنتقل منها وهذا فيه خير كثير وكبير جدا. ولم آآ وكنا آآ نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين. فما تنفعهم شفاعة الشافعين طيب ايضا الرجوع مرة اخرى الى الدنيا ما دام ان هذه حالهم فمالهم عن التذكرة معرضين هنا في معنى انا اسجل اعترافي قبل ان اذكره انني عاجز عن وصفه ربما ذكرته في واحد من المجالس يحتاج الواحد يعني بس طويل وما اقدر يعني لا صعب انك تصل الى اه الى ايصال هذا المعنى تحديدا وهو ان المشاهد او الاحوال التي يذكرها الله سبحانه وتعالى عن النار واهل النار هي في درجة من اليقين ان الله سبحانه وتعالى يذكر الدلالة منها وكانها وقعت ويستدل بها على المكذبين وكأنهم رأوا المشهد مع انهم مكذبون الله سبحانه وتعالى لما ذكر المشهد هذا مشهد اهل النار والحوار بين اهل الجنة والنار ها وان اهل النار وانتم تقرؤون هذه الايات كانكم تستمعون اليهم وهم داخل النار يقولون لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين ثم يقول الله لهم فما لهم عن التذكرة والمعرضين يعني هذا المشهد حق ومن اه درجة القوة والثبات في كونه حقا انه يستدل باثاره ونتائجه وكأنه وقع يعني كانك تقول كانك تقول لشخص ان ها هنا في هذا الطريق الذي تسير فيه من سار قبلك وهذا الذي صار قبلك قد وقع في مهلكة في هذا الطريق. وهي مهلكة لازمة لكل من يسير في هذا الطريق تمام ثم ثم تأخذ به وتريه اثار هذه الهلكة اما انسان ميت ولا ايا كان من اثار هذه الهلك ثم تتركه فيسير في هذا الطريق فتقول له ما لك عن تذكرة معرض وقد رأيت ما اريتك من فساد هذا الطريق لكن هذا الذي تقوله انت هذا قد وقع وانت توصل الصورة اليه انه وقع وتريه انه وقع. اما المشهد الذي في النار الذي يذكر الله لم يقع بعد ولكن من من درجة ما هو يقيني يستدل الله به على المشركين وكأنه وقع فيقول لهم بعد هذا المشهد فما لهم عن التذكرة معرضين بل ليس فقط من باب التذكير وانما حتى من باب اثبات الحقائق العامة فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون بعد ان ذكر اه عذاب اهل النار ثم قال آآ وفيها انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون. لو كان هؤلاء الهة ما وردوها طب هل هذا المشهد حاصل ولا لا ما حصل ولكن هذه مرحلة متقدمة في يقينية هذا المشهد يعني مرحلة متقدمة جدا انه هذا المشهد وصل الى قدر من الثبات في واليقينية ما يستدل باثاره معرفية حتى انه مما يدل على بطلان الوهية اولئك انهم لو كانوا الهة الحق ان كان ما دخلوا النار طب هم دخلوها ولا ما دخلوها؟ لم يأتي بعد مشهد دخول النار لكن ذاك مشهد في غاية الثبات في يقينيته حتى كأنه وقع بل ووقع وقوعا يقال للمكذب بسببه لو كان الهك الباطل الها لما دخل النار وهنا بعد ان يذكر الله بعد ان يذكر الله سبحانه وتعالى هذا المشهد يقول للمشركين فما لهم عن التذكرة معرضين فما لهم عن التذكرة معرضين كانهم حمر مستنفرة فرت من قسورة. ليش فرت؟ يعني اقصد كان في اذى كان في ضرب كان في قتال كان في تذكير ليش تفر ليش تفر طيب الله سبحانه وتعالى يبين لك هذا المشهد من الذي كان يذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم. تمام الذي لن تبلغ شيئا من حكمته ولطفه وبيانه وو تمام؟ وهم ليسوا فقط لم يستجيبوا وانما يشفع له. فروا. فروا فما بالنا نحن نستنكر فرار كثير من الناس عن الحقائق الثابتة ونتضجر من هذا وكأن هذا المشهد لم يحصل لنبي الله صلى الله عليه وسلم وكأن هذا المشهد لم يحصل لنوح عليه السلام وقد دعاهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا واعلن لهم واسر لهم ها وايش كانوا يسووه؟ واني كلما دعوتهم لتغفر لهم ايش سووا جعلوا اصابعهم في اذانهم طيب يكفي لا وايش كمان واستغشوا ثيابه ويكفي طب ايش كمان؟ واصروا واستكبروا استكبار ثماني دعوتهم جهارا ثماني اعلنت لهم واصررت لهم بسرعة فما بالنا بعد ذلك نقول والله لم نجد اثرا اصبر حبيبي. هذا لا يعني انك خطأ. اهم شي تكون قد اديت ما عليك لا تكن قد سلكت طريقا فيه فتنة وفيه شر وفيه حياد عن الطريق فانت تتحمل النتيجة ولا تكن فاسدا في عملك ويخالف عملك قولك فتكون فتنة لمن امامك بحيث انه يرد الحق النظري الذي معك بسبب الباطل العملي الذي انت عليه ولذلك الانبياء كانوا اول الناس عملا بما يدعون اليه وكان امتثالهم العملي لقولهم النظري من اعظم اسباب الحجة لمن يريد ان يتبع الحق نريد ان يتبع الحق. وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله؟ هذا النظر وفيكم رسول وهذا النموذج العملي. هؤلاء يفرون من التذكرة كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا من الشرة وهذا معنى مكرر في القرآن وهو تعنت اصحاب الباطل في اشتراطات الادلة التي يؤمنون بها وهذا موجود الى اليوم. حتى ترى في النقاشات الالحادية المعاصرة موجود اليوم بعض الملحدين لما تيجي تقول له طب انت ايش تبغى تؤمن فوري يقول لك انا مثلا اه هذا حقيقي صار يعني انه مثلا انا التفت الى السماء يعني في نفس اللحظة النجوم تكتب كلمة معينة تتشكل بطريقة معينة حتى انا اؤمن يعني وهكذا بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرا الحقائق لا تأتي مفصلة على ذوق كل انسان وانما الايمان بها فيه قدر من التكليف وهذا التكليف من وجوه واحد منها ان فيه مخالفة هوى وبالتالي هو يعلم انه لو استجاب لهذه الحقيقة فلها ظرائب وفواتير من مخالفة الهوى والامر الاخر ان فيها قدرا من الايمان بالغيب والاستدلال بما هو ظاهر على ما وراء ذلك والتسليم والايمان للحقائق الالهية. آآ بل يريد كل امرئ منهم ان ان يؤتى صحفا من الشرة كلا بل لا يخافون الاخرة وعدم الخوف من الاخرة يبين الله سبحانه وتعالى انه بوابة بوابة من بوابات الطغيان الطغيان ارأيت الذي يكذب بالدين بالجزاء ما عليك يوم الدين ها ارأيت الذي يكذب بالدين بالجزاء والحساب؟ فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا الى اخره. وهنا كلا بل لا يخافون الاخرة فمن اعظم اسباب عدم الانقياد والتكذيب هو عدم الخوف من الاخرة وبطبيعة الحال خوف منها فرع عن الايمان بها. كلا انه تذكرة هذا الكتاب العزيز تذكرة تذكير وارشاء تذكير وانذار وتحذير وموعظة فمن شاء ذكره نرجع لايش ايضا فرصة وما اجملها وابردها على النفس بعد هذا الانذار والشدة وكانك وقد رسم لك مشهد العذاب الذي امامك ثم تتاح لك الفرصة. فمن شاء ذكره فمن شاء ذكره وما يذكرون الا ان يشاء الله وهذا كله تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى هو اهل التقوى واهل المغفرة اهل التقوى اهل ان يتقى فالله ذو الجلال وذو العظمة وذو الكمال وهو الخالق وهو الذي انزل الكتب وارسل الرسل بشارة ونذارة وهو الذي وهو الذي فهو اهل ان يتقى. فهو اهل ان يتقى. هو اهل التقوى واهل المغفرة وهو اهل ان يغفر ذنب المستغفر ويتوب على من يتوب. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا حسن الفهم لكتابه وحسن العمل بما نتعلم وان يجعل هذا القرآن حجة لنا لا علينا ونسأله سبحانه بانه غفور رحيم الذي لا اله الا هو ان يتجاوز عنا وان يغفر لنا ذنوبنا وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين