الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى الباب الثاني في الادلة اصل الدلالة الارشاد واصطلاحا قيل ما يتوصل به الى معرفة ما لا يعلم في مستقر العادة اضطرارا علما او ظنا والدليل يراد به اما الدال كدليل الطريق او ما يستدل به من نص او غيره ويرادفه الفاظ منها البرهان والحجة والسلطان والاية. وهذه تستعمل في القطعيات وقد تستعمل في الظنيات والعلامة وتستعمل في الظنيات فقط الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلفة رحمه الله بعد ان انهى الكلام عن مبحثي الاحكام انتقل الى كلامي عن مبحث الادلة وقد علمت سابقا ان الموضوعات الرئيسة في علم اصول الفقه اربعة هي الاحكام والادلة ودلالات الالفاظ ومباحث الاجتهاد والتقليد والفتوى انهينا ما ذكر المؤلف رحمه الله في مباحث الاحكام بقسميها الاحكام التكليفية الاحكام الوضعية ثم قال الباب الثاني في الادلة الادلة يعني ادلة الاحكام وابتدأ ذلك بتعريف الادلة قال اصل الدلالة ويجوز ان تقول الدلالة ويجوز ان تقول الدلالة ولكن الافصح الفتح قال الارشاد بالتالي فيكون الدليل هو المرشد فمن اتخذ خبيرا بالطرق فقدمه ليدله على المسلك الذي يوصله الى مقصوده يقال انه اتخذ دليل الدلالة الارشاد وعليه فيكون الدليل هو المرشد يعني ان الدليل هو ما يوصل الى المقصود كل ما يوصل الى المقصود حسا كان او معنى فانه يعتبر دليلا قال واصطلاحا قيل ما يتوصل به الى معرفة ما لا يعلم في مستقر العادة اضطرارا علما او ظن هذا التعريف للصلاحي للدليل عند الاصوليين كما ذكر المؤلف رحمه الله قال ما يتوصل به الى معرفة وهذه المعرفة قد تكون علما وهذا العلم بمعنى القطع او تكونوا ظنا والظن دون القطع الظن ان يغلب على الذهني ثبوت الشيء مع احتمال وهذا الاحتمال مرجوح ان يكون على خلافه اما القطع فانه لا احتمال فيه بعدم ثبوت هذا الامر ولكن هذا الدليل انما يستعمل فيما يتوصل به الى اثبات ما لا يعلم بالاضطرار عادة وعليه فانما يعلم بالاضطرار عادة فانه لا يستعمل فيه كلمة الدليل لانه مستغن عن ذلك الامر المشاهد مثلا كطلوع الشمس هذا لا يحتاج الى دليل ولا يقال فيه اصطلاحا ان نظر العين دليل عليه كذلك القضايا العقلية التي هي من المسلمات او من البديهيات فانها ايظا تستغني عن الدليل ولا يستعمل فيها كوني الاثنين اكبر من الواحد مثلا انما يطلب الدليل ويستعمل بما يتوصل به الى المعرفة التي لا تكون ضرورية في العادة قال والدليل يراد به اما الدال كدليل الطريق دليل الطريق هو ذاك الخريج الذي يرشدك الى الطريق الصحيح فهذا دليل حسي او ما يستدل به من نص او من غيره يريد المؤلف رحمه الله ان يقول ان الدليل يطلق على امرين الاول الدال يعني من نصب الدليل وهو الله سبحانه وتعالى وبالتالي فيكون الدليل فعيل بمعنى فاعل الاطلاق الثاني هو ما فيه الدلالة ما فيه الدلالة وهو النفس كتاب او سنة او ما ينبني على الكتاب والسنة كاجماع او ما يتفرع عن ذلك القياس اذا الدليل عند الاصوليين يطلق على الدال يعني من نصب الدليل وهذا يعتبرونه هو الاطلاق الحقيقي والثاني هو ما فيه الدلالة او ما تضمنت او ما تضمنته الدلالة وهذا عندهم دليل مجازا ولكن هذا هو الغالب في استعمال الاصوليين وفي استعمال الفقهاء وهو الذي عبر عنه بقوله او ما يستدل به من نص او غيره والحق ان المعنى الثاني يمكن ارجاعه الى الاول بوضوح هذا الدليل الذي هو نص اية او حديث هو بمنزلة الدليل الحسي ولكنه دليل معنوي يوصلك الى مقصودك مقصودك هو الحق الذي يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه وهذا النص يقودك اليه اليس كذلك فحق له ان يسمى دليلا بمعنى انه دال اليس كذلك وبالتالي فان التفريق بين الامرين ليس بذاك الوضوح ثم اورد الفاظا ترادف لفظ الدليل الترادف هو ان تختلف الالفاظ وتتفق المعاني الفاظ مختلفة والمعنى فيها واحد هذه تسمى الفاظ مترادفة ويرادف لفظ الدليل كما ذكر المؤلف رحمه الله البرهان يعني البرهان يستعمل بمعنى الدليل ومنه قول الله جل وعلا قل هاتوا برهانكم يعني دليلكم قال والحجة ويمكن ان يستدل لهذا ايضا بقوله تعالى لا حجة بيننا وبينكم قال والسلطان ايظا السلطان يستعمل بمعنى الدليل. كما قال جل وعلا ان عندكم من سلطان بهذا يعني دليل قال والاية كما قال جل وعلا او لم نكن اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل هذا دليل كاف لهم ان كانوا طالبين للحق قال وهذه تستعمل في القطعيات وقد تستعمل في الظنيات القطع هو الذي لا احتمال فيه والقطعية تكون في الاسناد وتكون في المتن يعني تكون بثبوت الدليل وتكون في دلالته كما ان الظنية يكون في هذا وتكون في هذا فالدليل اذا كان قطعية الثبوت فانه يسمى اية وسلطانا وبرهانا وحجة وقد يستعمل في الظنيات ربما استعمل عند اهل العلم في آآ ما لا قطع فيه يعني ما يدل على معناه بالرجحان مع احتمال غيره بمرجوحية هذا هو الظني ما يدل على معناه برجحان ويحتمل غيره بمرجوحية على اصطلاحهم في الظني وعلى ما تواطؤوا عليه اعني غالب الاصوليين فان هذا الذي ذكره على صيغة التمريض قد يستعمل الحق انه كثير او غالب فان خبر الواحد عندهم مثلا يفيد الظن اليس كذلك ومع ذلك لا يتأخر او يتردد احد في وصفه بانه ماذا دليل وكذلك القياس يقولون الدليل على المسألة هو القياس او يستدل عليها بالقياس وسيأتي معنا ان شاء الله ما في هذه الكلمة اعني الظنية واطلاقها على خبر الواحد الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما في ذلك من الاجمال الذي يحتاج معه الى تحقيق اذ الصحيح الذي لا شك فيه ان الخبر الصحيح الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قطعي ان كانت القطعية اه تتفاوت من حيث القوة بين كون الخبر متواترا او كونه احاد قال والامارة والعلامة وتستعمل في الظنيات فقط الامارة والعلامة بمعنى يعني هما لفظان مترادفان فالامارة بمعنى العلامة والعكس اه في حديث جبريل قال فاخبرني عن اماراتها يعني علاماتها علامات بالساعة قال وتستعمل في الظنيات فقط نعم هذا هو الغالب ان يقال فيما هو ظني انه امارة او علامة على المسألة وان كان الاستعمال هذا اصلا قليلا في كلام الفقهاء استعمال هاتين الكلمتين قليل في كلام الفقهاء لكن قد يستعمل والغالب انهم يستعملونه في الظن للقطعية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عفوا ان اشير الى ان ثمة تعريف اجود لهذا الدليل من هذا الذي اورده المؤلف رحمه الله وهو الذي يعرف به كثير او اكثر الاصوليين وهو ما يتوصل بصحيح النظر فيه الى مطلوب خبري ما يتوصل بصحيح النظر فيه الى مطلوب خبري والمطلوب الخبري هو الحكم من الاحكام هذا الذي يطلب بالدليل قال ما يتوصل بصحيح النظر فيه وهذا احتراز عن النظر الضعيف والنظر حركة الفكر هذا النظر اه يتوصل به يعني شأنه انه يتوصل به الى هذا المطلوب بغض النظر عن كونه قد وقع فعلا ان توصل به ام لا لكن المقصود في الدليل ان هذا شأنه حتى ولو كان هذا الدليل ما استدل به احد من الفقهاء مثلا فان هذا لا يخرج هذا الدليل عن كونه ماذا عن كونه دليلا المقصود ان الدليل من شأنه ان يوصل الى المطلوب الخبري وهو الحكم الشرعي فحينما ينظر الانسان ويتأمل ويتفكر في اية او حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه بالتالي يطلب حكم الله جل وعلا من هذا الدليل فكان هذا الدليل موصلا الى مراده وهو حكم الله سبحانه وتعالى وهو الذي عبر عنه بالمطلوب الخبري. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله اصول الادلة اربعة الكتاب والسنة والاجماع وهي سمعية ويتفرغ عنها القياس والاستدلال والرابع عقلي وهو استصحاب الحال في النفي الاصلي الدال على براءة الذمة. نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر الادلة اجمالا تمهيدا لتفصيلها فيما بعد ذكر رحمه الله ان اصول الادلة ترجع الى اربع ادلة وهذا ينبهك الى ان ثمة ادلة اه فرعية ليست بالادلة التي هي اصوله الادلة الاصول هذه الادلة الاربع قال الكتاب وسيأتي البحث فيه والسنة وكذلك اطال المؤلف رحمه الله في مباحثها والاجماع قال وهذه سمعية الدليل السمعي يقابل الدليل العقلي يعني المستفاد من جهة السمع والسمع في اصطلاح الاصوليين والفقهاء في مقام الاستدلال هو الدليل النقلي كتاب او سنة او اجماع هذا يسمى عندهم ماذا سمع او دليل سمعي يعني يتلقى من جهة النقل من جهة الخبر من جهة الوحي يقولون هذا دليل او دليل هذه المسألة سمعي وعقلي. فالدليل السمعي والدليل النقلي قال وهي سمعية ويتفرع عنها القياس وذلك ان القياس احد اركانه التي لا قياس الا باجتماعها هو الاصل والاصل لابد ان يكون دليلا من الكتاب او السنة او الاجماع يعني المقيس عليه لابد ان يكون دليلا نقليا سمعيا وبالتالي صار القياس راجعا الى الادلة السمعية فهو متفرع عنها وليس دليلا عقلية قال ويتفرع عنها القياس ويبقى الرابع وهو الاستدلال قال والرابع يعني الاستدلال عقلي عرفنا بذلك ان الادلة انقسمت اعني اصولها عند المؤلف الى نقلية او سمعية هو عقلية ما هي الادلة السمعية كتاب سنة اجماع وما العقل الاستدلال عرف المؤلف رحمه الله الاستدلال بانه استصحاب الحال بالنفي الاصلي الدال على براءة الذمة يعني كون الاصل هو عدم الحكم حتى يثبت الاصل عدم الحكم حتى يثبت هذا يسمى استصحابا او يسمى دليل البراءة العقلية او غير ذلك من هذه التسميات التي ستأتينا ان شاء الله على وجه التفصيل لكن جعل المؤلف رحمه الله الاستدلال هو هذا الدليل الواحد وهو الاستصحاب امر خالف فيه المؤلف رحمه الله ما عليه جمهور الاصوليين فالاستدلال يستعمل عند الاصوليين بمعنيين يستعمل بمعنى طلب الدليل استدلال الف وسين وتاء للطلب يعني طلب المعنى الذي دل عليه الدليل هذا يسمى استدلال وهذا ليس هو المقصود هنا المقصود هنا ان الاستدلال نوع من انواع الادلة التي يتوصل بصحيح النظر فيها الى مطلوب خبري اكثر الاصوليين على ان الاستدلال هو الدليل الذي ليس بكتاب ولا سنة ولا اجماع ولا قياس ما هو دليل الاستدلال هو الدليل ليس الاستصحاب الان انا افصل لك اقول المؤلف خص الاستدلال بماذا بالاستصحاب ولكن الذي عليه جمهور الاصوليين او اكثر الاصوليين هو اعم من ذلك قالوا هو الدليل الذي ليس بكتاب ولا سنة ولا اجماع ولا قياس اذا كل دليل خرج عن هذه الادلة الاربعة داخل في الاستدلال لذا عرف القرافي في تنقيحه الاستدلال بانه محاولة الدليل المفضي الى الحكم محاولة الدليل المفضي الى الحكم من طريق القواعد لا الادلة المنصوبة من طريق القواعد لا الادلة المنصوبة الادلة المنصوبة الكتاب والسنة والاجماع والذي يتفرع عنها وهو القياس وكونك تطلب حكما من جهة اخرى غير هذه وهو ما عبر عنه بالقواعد هو الاستدلال اذا محاولة الدليل المفضي الى الحكم من طريق القواعد لا الادلة المنصوبة هو معنى ما ذكرت لك وهو انه الدليل الذي يخرج عن هذه الادلة الاربعة وها هنا يتوسع من الاصوليين من يتوسع ويختصر او يقتصر منهم من يقتصر او يقتصر فمنهم من يعد ادلة قليلة ومنهم من يتوسع من ذلك مثلا الاستصحاب من ذلك مثلا الاستحسان ومنه ايضا المصالح المرسلة ومنه ايضا شرع من قبلنا ومنه ايضا سد الذرائع ومنه ايضا مراعاة الخلاف الى غير ذلك مما يريده الاصوليين يريده الاصوليون من ادلة سوى هذه الاصول الاربعة الكبار اذا هذا هو الاستدلال اعد تعريفه يا شيخ ما هو الاستدلال بكتاب ولا سنة ولا اجماع ولا قياس احسنت آآ ثم بدأ المؤلف رحمه الله في آآ التفصيل في الدليل الاول وهو كتاب الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله فالكتاب كلام الله عز وجل وهو القرآن المتلو بالالسنة المكتوب في المصاحف المحفوظ في الصدور وهو كغيره من الكلام في اقسامه ومنه حقيقة وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له. ومجاز وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له على وجه يصح كجنازة الذل لي ويريد ان ينقض ومنه ما استعمل في لغة اخرى وهو وهو المعرب كناشئة الليل وهي حبشية والمشكاة وهي هندية والاستبرق فارسية. وقال القاضي الكل عربي احسنت قال المؤلف رحمه الله فالكتاب كلام الله عز وجل وهو القرآن المتلو بالالسنة المكتوب في المصاحف المحفوظ في الصدور الكتاب هو كتاب الله سبحانه وتعالى فقال فيه للعهد وهو هذا القرآن الذي بين ايدينا سمي كتابا لانه مكتوب وسمي قرآنا لانه مقروء فهو مكتوب ومقروء الله جل وعلا سماه في القرآن كتابا كما سماه قرآنا والقرآن اوضح من ان يعرف ولكن جرى الاصوليون على تعريف كل شيء التعريف الذي ذكره المؤلف رحمه الله تعريف صحيح لا شك فيه وهو الذي اتفق عليه سلف هذه الامة وهو الذي دلت عليه ادلة الكتاب والسنة الكثيرة قال كلام الله عز وجل ولكن هل هو كلامه لفظا او كلامه معنى نعم لفظا ومعنى لا شك في ذلك ولا ريب ولو تردد في هذا الانسان فانه يكون غير مصيب للحق هذا القرآن الذي بين ايدينا نشهد الله ونقسم بالله على انه كلامه تكلم به سبحانه وتعالى حقيقة فالذي قال الحمد لله رب العالمين هو الله والذي قال قل اعوذ برب الناس هو الله والذي بين هاتين السورتين هو كلامه سبحانه وتعالى فالمعنى منه كما ان اللفظ منه سبحانه وتعالى اذا القرآن كلام الله سبحانه وتعالى توارد السلف رحمهم الله دون نكير ودون شك ودون تردد على ان هذا هو الحق القرآن كلام الله منه نزل واليه يعود وهو كلامه مهما تصرف فاذا ابتلي بالالسن فهو القرآن واذا تلي وقرأ في المحاريب فهو القرآن واذا كتب في الصحف فهو القرآن واذا حفظ في الصدور فهو القرآن فالقرآن كلام الله عز وجل والمتلو هو كلام الله والذي تكتبه والذي تقرأه هو كلام الله عز وجل وان كان الصوت لك الكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ الصوت للقارئ ولكن الكلام كلام رب العرش ذي الاحسان سبحانه وتعالى قد اخرج الخلال من طريق حرب الكرمان عن اسحاق ابن راهويه عن سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار انه قال ادركت الناس منذ سبعين سنة عمرو بن دينار من عيان التابعين رحمه الله يقول ادركت الناس منذ سبعين سنة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونهم يقولون الله خالق كل شيء وكل ما سواه مخلوق الا القرآن فانه كلامه منزل غير مخلوق هذه هي العقيدة التي اعتقدها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباعهم وهلم جرا ممن سار على هذه الطريق الواضحة النقية من اهل السنة والجماعة خالف في هذا من خالف من اهل البدع والضلال ولكن اهم واشهر مخالفة ينبغي التنبيه عليها هي قول من قال ان القرآن مخلوق او قول من قال ان القرآن عبارة عن كلام الله او حكاية عن كلام الله اما من قال ان القرآن مخلوق فهذا القرآن العظيم وهذا الكتاب المبين الذي بين ايدينا عند هؤلاء مثل الشجر والحجر ومثل السماوات والارض والبحار مخلوق من جنس هذه المخلوقات خلقه الله كما خلق هذه المخلوقات ولا شك ان هذا الاعتقاد اعتقاد ضال بل اعتقاد كفري واصحاب هذا القول اجمع اهل السنة والجماعة على كفرهم ونقل الالكائي رحمه الله عن نحو من خمس مئة وخمسين من العلماء الكبار الذين كفروا هذا اصحاب هذا القول الذين قالوا ان القرآن مخلوق وانه ليس كلام الله قال ومن هؤلاء مئة من الائمة الذين يقتدى بهم واما عن بقية العلماء من علماء الحديث وغيرهم فانهم يبلغون الالوف انما هو فقط خمس مئة وخمسين هؤلاء الذين اقتصر عليهم والا لا شك ان كل اهل السنة والجماعة على هذا ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان ولا لكائي الامام حكاه عنهم بل حكاه قبله الطبراني المقصود ان هذا الاعتقاد اعتقاد ضال لا شك فيه والله جل وعلا توعد من قال بمثله من قال انه قول البشر توعده الله سبحانه بانه سيصليه سقر فليبشر هؤلاء الذين يخوضون في كلام الله جل وعلا بالباطل بهذا الوعيد العظيم و الانحراف الثاني في هذا المقام هو قول من يقول انه عبارة عن كلام الله او حكاية عن كلام الله يعني المعنى من الله ولكن عبر عن ذلك المعنى اما النبي محمد صلى الله عليه وسلم او جبريل عليه السلام على خلاف بينهم ولا شك ان هذا ايضا انحراف وظلال ويتفق مع اصحاب القول الاول لان هذا القرآن الذي بين ايدينا ليس كلام الله جل وعلا انما هو مخلوق اذ كلام الله عز وجل عندهم انما هو معنى نفسي قائم بذات الله سبحانه وتعالى ولذا اعترف الرازي في كتابه المحصن ان الخلاف بينهم وبين المعتزلة القائلين بخلق القرآن في الالفاظ اختلاف لفظي او قال اننا والمعتزلة نتفق على خلق الالفاظ لكننا نخالفهم في خلق المعاني ومتفقون معهم على ان هذه الالفاظ مخلوقة ولا شك ان هذه نتيجة اه ظالة ومنحرفة تخالف الادلة المتواترة على ان القرآن كلام الله تكلم به حقيقة وسمعه منه جبريل عليه السلام ثم بلغه جبريل الى النبي صلى الله عليهما وسلم هذا القول قول ضال لا شك فيه وفيه تكذيب لادلة الكتاب والسنة وفيه ايضا لوازم خطيرة منها اسقاط كل شيء فكل شيء انما حق بكلمات الله عز وجل ومن ذلك شرع الله سبحانه فشرعه ليس الا كلامه من ذلك ايضا ان القرآن يعني الكلام صفة للمتكلم ان الكلام صفة للمتكلم واذا كان الكلام مخلوقا فان المتكلم سيكون كذلك لان الصفة تناسب الموصوف هذا القول ايضا يؤدي الى الاستهانة بكلام الله جل وعلا سواء كانت هذه الاستهانة حسية او كانت معنوية لانه في اعتقاد هؤلاء هذا الذي بين ايدينا مخلوق وبالتالي مثله مثل غيره ولذا بعض الزنادقة في هذا العصر اتكأوا على هذه الاقوال المنحرفة الى الطعن في كلام الله عز وجل بعض هؤلاء الذين قد يتسمون العقلانيين في هذا العصر ولهم ابحاث ولهم مؤلفات ولهم نشاط يقولون القرآن نص من النصوص اه التي هي من ضمن التراث نص تراثي او فلكلور وبالتالي فاننا نعتز به كما نعتز باي شيء قديم تراثي ولكنه مع ذلك لا يتعالى عن النقد يمكن ان ينقد مثل اي نص اخر يستدلون على هذا بمثل هذه الاقوال فانظر الى هذه المفاسد المتلاحقة المتراكبة التي نتجت عن هذا الانحراف هذه القضية العظيمة لذا تنبه اذا قرأت في كتب الاصوليين او غيرهم فانهم قد يرتبون على هذه القضية العقدية مسائل اصولية يبنونها على ان الكلام كلام نفسي وسيأتي معنا شيء من ذلك في مباحث الامر مثلا فحذاري من ذلك يا رعاك الله كن على ذكر وكنا متنبها الى هذا الانحراف في هذه المسألة بقيت اه النقطة وهي ما العلاقة بين القرآن وكلام الله سبحانه وتعالى ما العلاقة بينهما نعم العلاقة بينهما عموم وخصوص فالقرآن بعض كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الله عز وجل اكثر من ذلك ولا شك وكلامه سبحانه منه كوني ومنه ما يخلق الله اعني بالكون ما يخلق الله عز وجل به ويدبر هذا الكون انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون هذا من كلامه الكوني هناك الكلام الشرعي كالذي انزله سبحانه وتعالى على رسله فالقرآن من كلامه والتوراة من كلامه تكلم بها حقيقة سبحانه وتعالى والانجيل من كلامه والزبور من كلامه وصحف ابراهيم من كلامه الى غير ذلك مما انزله سبحانه وتعالى على رسله حينما يقول العلماء ومنهم المؤلف فالكتاب كلام الله يريد ان الذي في هذا القرآن هو كلامه وليس ان كل كلام الله عز وجل هو هذا القرآن انما هو من كلام الله سبحانه وتعالى قال وهو كغيره من الكلام في اقسامه يريد المؤلف رحمه الله ان القرآن كلام عربي وبالتالي فانه يصح فيه ما يصح في الكلام العربي ويبني على هذا من يبني من الاصوليين قاعدة وهي ان كل ما صح او جاز باللغة صح او جاز في القرآن كل ما جاز في اللغة جاز بالقرآن ثم يبنون على هذا ان المجاز واقع في كلام الله سبحانه وتعالى لم لانه كلام عربي واذا كان كلاما عربيا فانه يجوز فيه ما يجوز في غيره من الكلام العربي نعم هو افصح الكلام ولا شك الفرق بين القرآن وغيره من الكلام كالفرق بين الله وغيرهم من سائر هذه المخلوقات وكل ما سوى الله عز وجل مخلوق ولا يريد انه يساويه انما يريد انه مثله في ماذا في اقسام الكلام او ما يجوز في الكلام فكل ما جاز في لغة العرب جاز في ماذا بالقرآن وبالتالي المجاز واقع في القرآن لم لانه كلام عربي والقاعدة كل ما جاز اللغة جاز في القرآن وقبل ان نخوض في موضوع المجاز وما ذكر المؤلف رحمه الله انبه الى ان هذه القاعدة غير مسلمة ليس كل ما جاز في اللغة جاز في القرآن والواقع يشهد بذلك ثمة اشياء من تفانيني واساليب كلام العرب لا يصح ولا يجوز ان يقال ان مثلها واقع في القرآن من ذلك مثلا ما يسميه البلاغيون ويعدونه ويعدونه من البديع المعنوي كحسن التعليل وهو ان يعلل الحكم بتعليل لطيف ولكنه غير حقيقي من ذلك او من امثلة ذلك قول المتنبي مثلا لم تحكنا الك السحاب وانما حمت به فصبيبها الرحضاء يقول في شأن ممدوحه ان السحب لم ترد ان تحاكيك وتماثلك في الكرم تريد ان تقلدك في الكرم انما اصابتها الغيرة واصابها الحسد ادى هذا الى ان تحم تصاب بالحمى فهذا السحاب هو العرق الذي اصاب السحب لاجل انها حسدتك واصابتها الغيرة لم تحك نائلك السحاب وانما حمت به فصبيبها الرحضاء يعني العرق والسؤال الان ايجوز مثل هذا الكذب في كلام الله جل وعلا والله لا يجوز هذا الكلام عندهم معدود في ارقى ما يكون من البلاغ اليس كذلك لكن هل يجوز ان يقال في كتاب الله عز وجل ان فيه مثل هذا الاسلوب حاشا وكلا وتمت كلمة ربك ماذا صدقا وعدله مثل هذه المبالغات التي حقيقتها الكذب لا يجوز ان يوصف بها كلام الله عز وجل خذ مثلا من هذا الذي ذكره من اه امثلتي اه حسن التعليل قول المتنبي ايضا ما به قتل اعاديه ولكن يتقي اخلاف ما ترجو الذئاب يقول ان ممدوحه ليس عنده قصد او رغبة في مجرد قتل اعدائه لكن ماذا يصنع هو عود الذئاب ان يطعمها ماذا لحوم اعدائه فما يستطيع ماذا ان يخلف آآ وعده وما يخلف عادته وبالتالي هو مجرد هو قتل اعداءه لمجرد ماذا انه لا يريد ان يخلف عادته التي تعودها منه الذئاب هذا التعليل صحيح هل هذا قتل اعداءه لمجرد ان يطعم هذه الذئاب لا شك ان هذا ليس بصحيح ولكنه معدود عندهم في بليغ الكلام ولكن حقيقته ماذا الكذب فالكذب هو الاخبار بخلاف الواقع ومثل هذا يصان كلام الله سبحانه وتعالى عنه من تلك الانواع ايضا التي وقعت في اللغة ويصان كلام الله عز وجل عنها ما يعدونه ايضا من البديع المعنوي الاغراق والغلو الاغراق هو الوصف الذي يمكن عقلا ولكنه يستحيل عادة والغلو هو الذي يستحيل عقلا وعادة مثلوا لهذا بقول الشاعر ونكرم جارنا ما دام فينا ونتبعه الكرامة حيث كان مثل هذا ان يتبعه الكرامة حيث كان في اي مكان كان يجوز عقلا ولكنه ماذا؟ لا يقع عادة هذا اغراق هذا اغراق ومثل هذه المبالغة التي حقيقتها الاخبار بخلاف الواقع لا شك انها مما لا يقع ويصان عنها كلام الله سبحانه وتعالى من الغلو قول الشاعر واخفت اهل الشرك حتى انه لتخافك النطف التي لم تخلقي هذا يسمى ماذا غلو وهو معدود عندهم من بليغ الكلام واخفت اهل الشرك حتى انه لتخافك النطف التي لم تخلقي هل هذا كلام صحيح لا شك ان هذا كذب واظح فهل يجوز ان يقول قائل ان اسلوب الغلو او الاغراق او حسن التعليل مثلا يصح ان يقع مثله او يقع من آآ مما يرجع اليه في كلام الله عز وجل لانه ماذا كلام عربي فيجوز فيه ما يجوز في كلام العرب الجواب لا لا يجوز مثل هذا احيلك الى موضع غاية في الاهمية آآ ولم ارى احسن منه في التنبيه عليه وهو ما دونه العلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله في اه كتابه منع جواز المجاز يبقى بعد ذلك آآ التنبيه على ما اورد المؤلف او شرح ما ذكر المؤلف رحمه الله من قضية المجاز ولكن ارى ان الوقت