الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله والاحاد ما لم يتواتر ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد آآ لا نزال نتدارس في كتاب قواعد الاصول ومعاقد الفصول وصلنا الى كلام المؤلف رحمه الله عن انقسام الخبر الى متواتر واحاد ومر بنا في الدرس السابق ما يتعلق بالقسم الاول وهو المتواتر والان يقول المؤلف والاحاد ما لم يتواتر تعرف خبر الاحاد اصطلاحا هو ما لم يبلغ حد التواتر ومر بنا في الدرس الماظي ضابط التواتر وان الخبر المتواتر هو الذي رواه جماعة عن جماعة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب وان يكون مستند خبرهم الحس ما لم يبلغ الى هذه الدرجة من الكثرة فانه يكون عندهم خبرا احاده والمؤلف رحمه الله تناول في هذا الموضع عدة مسائل تناول مسألة افادة خبر الواحد العلم وعدم ذلك تناول ايضا مسألة التعبد بخبر الاحاد عقلا ثم ثالثا التعبد بخبر واحد شرعا المسألة الاولى وهي مسألة افادة خبر الاحاد العلم قد مر بنا ما مراد اهل العلم بالعلم في هذا المقام ما هو ها اليقين مراد بالعلم اليقين هل خبر الاحاد يفيد اليقين او لا يفيد اليقين هذه هي المسألة التي نبحثها وينبغي التنبه ها هنا الى ان المصنفين قد يتناولون هذا الموضوع بصورة عامة وقد يتناولون هذا الموضوع بصورة خاصة بمعنى قد يتناولون الاخبار من حيث هي بغض النظر عن كونها مضافة الى النبي صلى الله عليه وسلم ام لا وها هنا المجال رحب هل خبر الاحاد تفيد العلم اي اليقين او يفيد الظن الامر في هذا سهل ولا يترتب عليه كبير واشكال وبعضهم يتناول الموضوع مريدا به اخبار النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص وهذا في الحقيقة هو محل بحثنا هل اخبار النبي صلى الله عليه وسلم التي ثبتت عنه رواها الثقات العدول عن بعضهم من اول الاسناد الى اخره وسلم من الشذوذ والعلة هل هذا الخبر اذا بلغ المسلم افاده علما يعني يتيقن ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ام ان المقام لا يتجاوز ان يكون ظنا وقد علمنا الفرق بين ثلاثة امور الشك والظن والعلم الشك ان يكون الاحتمال ماذا متساوية يحتمل في هذا الخبر ان يكون صدقا ويحتمل ان يكون كذبة والظن ان يترجح الصدق مع احتمال ماذا؟ الكذب او الخطأ يمكن الا يكون قد قاله القائل اقول انا اظن ان فلانا قال وكذا وكذا. اظن ان هذا الشيء قد حصل يعني في الغالب انه وقع الراجح انه وقع لكن يبقى ماذا احتمال انه لم يحصل واليقين او العلم هو ان يكون الامر ماذا مجزوما به نعم فلان قال كما نقول مئة بالمئة والناس في هذه المسألة اختلفوا الى ثلاثة اقوال اشار اليها المؤلف رحمه الله نعم قال رحمه الله والعلم لا يحصل في احدى الروايتين والعلم لا يحصل به في احدى الروايتين وهو قول الاكثرين متأخري اصحابنا والاخرى بلى وهو قول جماعة من اصحاب الحديث والظاهرية وقد امل ذلك منه حمل وقد حمل ذلك منهم على ما نقله الائمة المتفق على عدالتهم. وتلقته الامة بالقبول بقوته بذلك كخبر الصحابي. فان لم لم يكن قد فان لم يكن قرينة او عارضه خبرا ان لم يكن قرينة فان لم يكن قرينة او عارضه خبر اخر فليس كذلك. احسنت اذا عندنا ثلاثة اقوال وقوله الاول هو ان خبر الاحد يفيد الظن مطلقا احتفت به القرائن او لم تحتف به وهذا الذي نسبه الى الامام احمد في احدى الروايتين قال وهو قول الاكثرين ومتأخري اصحابنا متأخرين الحنابلة وحينما نسبه الى الاكثرين فانه يريد اكثرية الذين كتبوا في اصول الفقه واكثرهم من المتكلمين ومنا مشاهير من انتصر الى هذا القول ابو بكر الباقلاني وابو الحسين البصري المعتزلي اذا هذا قول مشهور عند المتكلمين من الاشاعرة والمعتزلة اما القول الثاني فهو انه يفيد العلم مطلقا وهذا القول منسوب الى الظاهرية قال به كما ذكر المؤلف جماعة من اصحاب الحديث وقول ثالث وان كان المؤلف يميل الى انه هو القول الثاني لكن المذكور في كتب اصول الفقه انه قول مستقل انه يفيد العلم اذا احتفت به القرائن يفيد العلم اذا احتفت به القرائن وهذا الذي ينص عليه كثير من العلماء ينبغي ان ننظر ها هنا في مسألة وهي حال السلف رحمهم الله في تلقي الاخبار وفي الشيء الذي يحملون الاخبار عليه اكانوا يجزمون بان هذا الخبر خبر النبي صلى الله عليه وسلم ويبنون على هذا اعتقاده ويبنون على هذا التعبد لله جل وعلا او انهم كانوا يقولون هذا خبر وان كان ثابتا الا انه يفيد الظن الواقع ان الذي لا يشك فيه طالب علم ان السلف الصالح كان معيار قطعهم بثبوت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم هو ثبوته عنه بالطرق المعروفة عند علماء الحديث فمتى ما ثبت الحديث عندهم فانهم يجزمون بثبوت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ويرتبون على ذلك اثاره فان تعلق الخبر بقضية عقدية فانهم يعتقدون ذلك واذا تعلق الخبر بقضية تعبدية فانهم يتعبدون لله جل وعلا بذلك دون تردد بل وينكرون اشد الانكار على من خالف حديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه والحقيقة انهم لم يكونوا يفرقون بين خبر متواتر وخبر احاد يبقى ان هذا التقسيم في واقع تصرفات السلف رحمهم الله انه تقسيم لا يتجاوز ان يكون نظريا غالبا تقسيم النظر اما من حيث التطبيق والعمل والقبول والالتزام فان واقع السلف انهم لم لم يكونوا يفرقون بين خبر كثرت طرقه وبين خبر قلت طرقه اذا كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم والشواهد على هذا اكثر من ان تحصر ولاجل ذلك الصحيح الذي لا شك فيه ان خبر الاحاد اذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكم علماء الحديث عليه بالقبول فانه يفيد العلم سواء قلنا احتفت به القرائن او لم تحتف به القرائن مسألة القرائن مسألة غير منضبطة بعضهم آآ اذا جاء الى مسألة القرائن خص ما ثبت في الصحيحين يقول كالذي ثبت في الصحيحين لتلقي الامة اه هذين الكتابين بالقبول والواقع ان اخبار الصحيحين في اعلى درجات الصحة ولا شك وفي اعلى درجات افادة العلم واليقين. وهذا لا يختلف فيه ولكن ماذا عن غير حديث الصحيحين حديث مروي عند احمد او النسائي او ابن ماجة باسناد صحيح وبعضهم يقول تلقته الامة بالقبول هذه الكلمة ايضا تحتاج الى توضيح هل المراد بتلقي الامة للخبر بالقبول وكون الخبر مجمعا عليه يعني مجمعا على موضوعه اذا صار الاحتجاج بالاجماع ولم يكن لي صحة الخبر اثر في قبوله وهذا خارج عن محل البحث كم من المسائل التي وقع فيها خلاف وقد ثبتت فيها حجة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم الا يتوقف الانسان في قبول ذلك او على الاقل يقول الخبر مظنون وبالتالي فانه لا يفيدني العلم الواقع ان السلف رحمهم الله لم يكونوا على هذا النهج بل متى ما ثبت الخبر عندهم فان تصرفاتهم تدل على انه مفيد عندهم للقبول ويرتبون على ذلك الاثار التي تلزم على صحة الخبر ويدل على او اعود فاقول ان كان آآ لابد من اضافة كلمة القرائن فالقرينة هي ثبوت الخبر عند علماء الحديث المتخصصين الذين اذا حكموا على الحديث بانه صحيح انهم يتكلمون عن علم متى ما كان الخبر كذلك فان هذه القرينة كافية في افادة العلم واليقين والدلائل على هذا كثيرة من كتاب الله جل وعلا ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن الاجماع اما من القرآن فان الله تعالى يقول وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون والطائفة في اللغة قد تطلق على الواحد وعلى الاقل لا يشترط احد في الطائفة ان تبلغ درجة التواتر وها هنا امر الله جل وعلا هذه الطائفة التي تفقهت في الدين ان ترجع الى قومها لتنذر فيحذروا ولا شك ان فائدة الانذار هو تلقي الاخبار بالقبول وعدم التردد في الانصياع اذا جاء خبر الله او رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق جل وعلا هنا بين خبر وخبر استفادته هذه الطائفة ويدل على هذا ثانيا من القرآن قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وفي القراءة الاخرى فتثبتوا وذلك يدل على ان الخبر اذا جاء من طريق العدل غير الفاسق فانه لا حاجة الى التبين بل ينبغي قبوله مباشرة والا لكان قوله جل وعلا فاسق لغوا لا فائدة فيه لو كان الواقع انه ينبغي التثبت في خبر الثقة وخبر الفاسق لكان ذكر الفاسق لغوا وكتاب الله جل وعلا يصان عن اللغو اما من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فعندنا سنة قولية وعندنا سنة فعلية وعندنا سنة تقريرية وكلها مفيدة ان اخبار الاحاد الثابتة مفيدة للعلم والعمل معا اما السنة القولية فقول النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها رب مبلغ او عم سامع وفائدة التأدية لا شك انها قيام الحجة ولزوم العمل على السامع واعني على الذي تلقى الخبر والا لما كان لهذه التأدية ولهذا البلاغ فائدة واما من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل الاحاد الى الافاق يرسل رسولا واحدا الى امة من الناس يلتقي كبيرها او كبراءها الملوك والسلاطين ويبلغهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وتكون الحجة قامت عليهم بذلك والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجاهدهم في الله يستحل دماءهم واموالهم بناء على قيام الحجة عليهم بخبر واحد او اذا عاد اليه هذا الواحد فبلغه انهم ما قبلوا الدعوة بل ترتب على خبر واحد ما هو اعظم من ذلك وهو ان هؤلاء اذا ردوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم التي وصلتهم بخبر واحد فانهم يكونون في الاخرة من الخاسرين يكونون من الخالدين في النار ابدا بل يكون الامر اذا كان بهذه المثابة مفيدا للظن فقط هذه سنة فعلية كذلك النبي صلى الله عليه وسلم قبل اخبار الاحاد في حوادث شتى وما كان يتردد صلى الله عليه وسلم اذا اخبره احد من اصحابه بخبر بقبول خبره وذكر ابن القيم رحمه الله ان الحوادث في ذلك عنه صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه كثيرة جدا تبلغ مائة موضع او اكثر ولولا الاطالة يقول لسقتها واما من التقرير فايضا عدة حوادث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم افادتنا تقرير النبي صلى الله عليه وسلم على قبول خبر واحد من ذلك قصة اهل قباء مع تحويل القبلة كانوا قبل تحويل او قبل بلوغهم الخبر الى مسامعهم ان القبلة قد تحولت الى الكعبة كانوا يصلون الى جهة الشمال الى جهة الشام الى بيت المقدس دخل عليهم داخل وصاح فيهم ان القبلة قد تحولت الى الكعبة فماذا صنعوا تحولوا في داخل الصلاة من جهة الشمال الى جهة الجنوب والسؤال الان حينما ابتدأوا صلاتهم جهة الشام اكانوا على علم ويقين ام لا كانوا على علم ويقين وما كانوا ليتركوا هذا العلم واليقين الا لاجل علم ويقين مثله فتركوا الشيء المتيقن الى شيء متيقن مع انه ما وصلهم الا بخبر واحد ما وصلهم الا بخبر واحد وكان المقام بشيء يستحق ان يحتاط فيه الا وهو الصلاة التي هي اعظم العبادات وخذ ايظا مثلا اخر اقول مثل هذه القصة لا شك انها تبلغ النبي صلى الله عليه وسلم عادة واقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك خذ مثلا اخر وهو في قصة تحريم الخبر قبل ان ينزل تحريم الخمر كانت الخمور انيتها اموالا محترمة وبالدليل القطعي يجب الحفاظ على الاموال المحترمة اليس كذلك والتبذير والاسراف محرم فلما صاح صائح في المدينة ان الخمر قد ان الخمر قد حرمت ما كان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا انهم قاموا الى انية الخمر فكسروها اتلفوا هذه الخمور وانيتها التي كانت اموالا محترمة بيقين وما كانوا رضي الله عنهم ليتركوا يقينهم الا ليقين مثله والا فهم ابعد ما يكونون عن ان يتلابأ عن ان يتلاعبوا باموال محترمة وحاشاهم رضي الله عنهم اذا دل هذا على ان خبر الواحد افادهم العلم واليقين اما الدليل الثالث وهو الاجماع فان اجماع الصحابة رضي الله عنهم قد قام على ان خبر الواحد يفيد العلم فكان الخبر يأتي الى الصحابي من صحابي مثله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا او قال كذا فكان يقبل منه مباشرة ولا يتردد في قبوله كما سيأتي من امثلة ان شاء الله وكذلك اجماع من بعده من السلف الصالح ونحن نجزم ان القرون الثلاثة الذين هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واتباعهم من بعدهم من اتباع التابعين انهم ما كانوا يترددون في قبول الخبر او على الاقل يسيرون حوله شبهة لانه مظنون وليس مقطوعا به مع ثبوت الخبر عندهم والحكم على اسناده بالصحة ان هذا ما كان عندهم البتة بل كانوا مباشرة يقولون اذا صح الحديث فهو مذهبي وينكرون ويهجرون من خالف حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبنون ذلك على تواتر انما يبنونه على ماذا على كونه صحيحا اذا معيار القبول والعلم وافادة اليقين عند السلف انما هو الثبوت لا التواتر متى ما ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه عندهم مفيد للعلم والعمل معا فهذا من الامر المهم الذي ينبغي ان يتنبه طالب العلم اليه فان المقام مقام عظيم اهل الكلام والبدع لهم ولع شديد بتقسيم الاخبار ثم الاغارة على اخبار الاحاد وزعم انها لا تتجاوز ان تكون ظنونا اخبار الاحاد ظنون حديث صحيح حكم حكم علماء الحديث عليه بالصحة والقبول والثبوت ويأتي ويتعامل معه كما يقولون بطرف اصابعه حديث مظنون او قال بعضهم وهم من ائمتهم انه لا يتجاوز ان يكون تخرصا هكذا قيمة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم انها تخرص ويترتب على هذا لازم خطير وهو ان يكون مجمل الشريعة مظنون ان يكون مجمل الشريعة مظنونا شريعة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة الشرائع التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم من ربه وهي التي لزمت جميع الناس منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة هذه الشريعة ستصبح شريعة مظنونة لا قطعية لان عامة الاخبار واكثرها احد ليست متواترة اكثر احاديث النبي صلى الله عليه وسلم احد هذا يعني ان هذه الشريعة اصبحت شريعة مظنونة ثم رتبوا على هذا ان اخبار الاحد لا تقبل في باب الاعتقاد جاء عندنا حديث صحيح يفيد اتصاف الله جل وعلا بصفة او يدل على ثبوت شيء من اه امور الاخرة او يتعلق بالملائكة او ما شاكل ذلك من مباحث الاعتقاد قالوا العقيدة موضوع قطعي وبالتالي فلا يمكن ان نقبل فيه الا خبرا قطعيا وبالتالي فانهم عزلوا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة اذا لم تصل حد التواتر عزلوها عن ان تكون اه مستفادا منها في باب الاعتقاد ولا شك ان هذا مسلك باطل ومسلك رديء استدل هؤلاء على قولهم بان خبر الواحد يحتمل الخطأ يمكن اذا اخبر شخص بخبر ان يكون قد اخطأ او نسي او حتى يمكن ان يكون قد كذب في هذا الخبر وبالتالي كيف تقولون انه يفيد العلم واليقين هل اذا امسكك شخص الان خارج المسجد وقال لك آآ حصل كذا وكذا في البلد الفلانية هل يكون خبره عندك قطعيا باحسن احواله ستقول انه افادني ماذا الظن كذلك الشأن في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا اعظم حجة لهم هي قياس اخبار النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة على عامة الاخبار والروايات او شهادات الشهود في افادتها الظن لاحتمال الخطأ ولا شك ان هذه علة عليلة وحجة ضعيفة وذلك ان هذا القياس قياس مع الفارق بل احاديث النبي صلى الله عليه وسلم تدل اربعة امور على افادتها العلم واليقين وليست هذه موجودة في اخبار احاد الناس نعم اخبار احد الناس قد تفيدك تفيدك علما وقد تفيدك ظنا وقد لا تفيدك علما ولا ظنا بل التزموا بكذبها لكن احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لها شأن خاص فقد استفادت العلم من اربع جهات تنبه لها اولا من جهة المخبر وثانيا من جهة المخبر وثالثا من جهة المخبر به ورابعا من جهة المخبر عنه اذا عندنا اربعة امور استفادت اخبار الاحاد الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم واليقين من جهتها اولا من جهة المخبر من الذي اخبرنا باحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من الذي بلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال او انه فعل اليس اولئك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اجيبوا ومن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اليسوا ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا اليسوا الذين اختارهم الله لحفظ هذه الشريعة وحمل اخبار النبي صلى الله عليه وسلم الى الامة فهل يكون خبرهم بعد ذلك اذا قال صحابي جليل اذا قال ابن عمر او ابن عباس او جابر او عائشة رضي الله عنهم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول او رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل اترون انه سيخبر بشيء لا يتيقنه انما يرمي به رميا ويتخرصه تخرسا اهذا الظن باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا والله انظر انت الى اعظم شخص تحبه وترى انه متصف بالحفظ والفهم والعلم والدين اخبرك خبرا من تمثله انا اقول مثلا ارأيت لو ان الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعرفه ومن هو الشيخ عبدالعزيز بن باز الكل متفق من الموافق والمخالف على انه من اعظم علماء هذا العصر اليس كذلك؟ رحمة الله عليه ارأيت لو ان الشيخ عبد العزيز او غيره من العلماء الكبار قال لك يا فلان انا سمعت فلانا يقول كذا وكذا اجبني ما الذي افادك هذا الخبر لا تقول والله خبرك الشيخ عبد العزيز يعني سبعين في المئة اعطيه بالكاد ثمانية او انك تجزم ان مثل ابن باز في علمه وتقواه وحفظه اه احتياطه انه لا يمكن ان ينقل لي خبر الا وهو ماذا متثبت منه طيب دعونا نرتقي قليلا ليس الشيخ ابن باز اخبرني بهذا الخبر اخبرني بهذا الخبر ابن تيمية قال لي سمعت كذا او رأيت كذا ما الذي يفيدني هذا الخطر وانا اعرف من هو ابن تيمية ويدعونا نرتقي اكثر اخبرني بهذا الخبر ابن عبدالبر مثلا وانا اعرف امامة هذا الرجل وقدره في العلم والحفظ والتقوى والتثبت وقال سمعت وقال رأيت كذا وكذا على اي شيء ساحمله هذا الخبر هل على محمل العلم واليقين او على محمل الظن طيب ما رأيكم ان كان الذي اخبرني بهذا الخبر الامام الشافعي الشافعي محمد بن ادريس رحمه الله تعلمون من هو الشافعي احد افراد الدهر علما وحفظا وتقوى قال لك يا فلان انا سمعت فلانا يقول كذا وكذا ما رأيكم ما الذي يفيدك هذا الخبر انا اظن اني انا لو اخبرني الشافعي بخبر فانني اقدمه على ما اراه انا بنفسي او اسمعه بنفسي لانه الشافعي طيب ما رأيكم اذا كان الذي اخبرنا بهذا الخبر؟ ابن عباس رضي الله عنهما او جابر او عائشة او عمر رضي الله عنه هل هناك مجال للتردد في الجزم بصحة هذا الخبر لا شك انه لا يمكن التردد في خبر رواه مثل هؤلاء العظماء طيب ثم الذين رووا بعدهم التابعون يروي هذا الخبر امام من ائمة التابعين الثقات العدول الذين تربوا في مدرسة الصحابة ثم الذي يروي عن التابعين رجل من ماذا من اتباع التابعين تربى في مدرسة التابعين ثم قد يكون الاسناد ثلاثيا قد يكون رباعيا ايضا احد آآ هؤلاء الكوكبة الشريفة المنيفة يخبرون بكلام جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا منه او فعلا او تقريرا هل نقيس هذا الخبر على خبر رجل في الشارع لا نعرفه لا يمكن ان يكون هذا القياس قياسا صحيحا انا اسألكم الان طلاب العلم الشافعية مثلا اذا قرأوا في الكتب قال المزني قال الشافعي رحمه الله كذا وكذا ماذا يقولون الان هذا المزني واحد ولا تواتر واحد المزني يقول قال الشافعي كل فقهاء الشافعية بل كل فقهاء الاسلام اي شيء افادهم هذا الخبر هل يقطعون ان الشافعي قال بناء على نقل المزني ام لا اجيبوا نعم هذا الواقع ولا يستطيع احد انكاره. فلما فلما هنا؟ افاد العلم واخبار النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من اهل القرون المفضلة افادت الظن اذا استفادت اخبار الاحاد العلم من جهة ماذا المخبر بها وهذا يدل على انه خبر خاص ليس كخبر احاد الناس. هذا واحد. ثانيا من جهة المخبر على زنة اسم المفعول من الذي تلقى هذه الاخبار ونقحها ونظر فيها وحكم عليها اليسوا علماء الحديث اليسوا الائمة النقاد الفحول الذين هم اعلم الناس واخبرهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم اجيبوا اليسوا الذين افنوا اعمارهم في تتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم يمضي الانسان شطر حياته بل ربما كل حياته في تأمل وتتبع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم حتى صار لهم ملكة حتى صار لهم دربة بمعرفة حديث النبي صلى الله عليه وسلم وتمييز صحيحه عن سقيمه حتى انه ربما رحلوا شهرا او اكثر في سبيل تحصيل حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم اناس قيدهم الله جل وعلا ل الحفاظ على هذا الارث العظيم الذي هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم ايكون خبر مر على هؤلاء الائمة مرحلة من التنقيح والتدقيق ثم حكموا على الحديث بانه مقبول ايكون خبر تجاوز هذا الامتحان من قبلهم خبرا مفيدا للظن هؤلاء ائمة ليسوا ليس شأنهم بالهين تجد هؤلاء الائمة تجد شعبة مثلا رحمه الله يقول فلان الراوي روى الف حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. اخطأ في خمس كلمات انظر الى حفظه الى اي درجة يحفظ كل احاديث هذا الرجل ويعرف لك ماذا ما اخطأ فيه تجد الامام احمد تجد ابن المدينة تجد يحيى تجد الدار قطني تجد هؤلاء الائمة قد نظروا في هذا الحديث ودققوا فيه ونقحوه حتى افادوك انه خبر صحيح الا يفيد العلم واليقين بعد ذلك اما الجهة الثالثة فهي من جهة المخبر به ما الذي حملته هذه الاخبار الاحاد الينا اليس حديث النبي صلى الله عليه وسلم اليس قول النبي صلى الله عليه وسلم وهل كلام النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه يشتبه بغيره عند الخبير به الجواب لا كلام النبي صلى الله عليه وسلم عليه من النور والبهاء والجلالة ما يجعله متميزا عن غيره عند اهل الخبرة به اليس كذلك لا يشتبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم بكلام احد الناس بجماله وفي بلاغته وفي نور النبوة الذي يظهر منه فكيف يقال بعد ذلك ان هذا الخبر يمكن ان يكون ليس اه علمي ليس يقينيا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ميزه علماء الحديث الذين يعرفون حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك علماء الحديث الذين تمكنوا فيه ربما ينظرون في الحديث متنا دون اسناد ويقولون هو ماذا حديث صحيح او غير صحيح من ماذا من الفاظه قل مثل هذا لا يتكلم فيه او لا يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم. اليس كذلك؟ صيارفة الان لو ذهبت الى صاحب الذهب صيرفي صنعته الذهب واعطيته قطعة انظر هذه ذهب بكم تساوي؟ بمجرد النظر فيها يقول لك هذه ايش هذه قطعة حديد ليست ذهب يقول ما الدليل يقول لك يا ابني اذهب انا هذه صنعتي هذه خبرتي انا اعلم ان هذا ليس ذهبا بمجرد النظر اعرف ان هذا ليس ذهب احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تشتبه بغيرها عند العالم بها الجهة الرابعة من جهة المخبر عنه عن اي شيء اخبرته هذه الاخبار اليست عن دين الله وشرعه واسمائه وصفاته وحقوقه على عباده اذا كان ذلك كذلك اذا كانت مخبرة عن دين الله فلنعلم ان دين الله عز وجل محفوظ بحفظ الله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون من حفظ الله جل وعلا لدينه ان يحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم عن ان تدخلها الدواخل واذا دخل اي شائبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فان الله يقيض من علماء الحديث من يكشف ذلك ويبينه اذا اخبار الاحاد متميزة عن اي اخبار اخرى من هذه الجهات الاربع تأملها يا رعاك الله فانها تدلك على ان اخبار الاحاد استفادت العلم واليقين من جهتها من جهة المخبر والمخبر والمخبر به والمخبر عنه وبالتالي فحذاري من ان يلتبس عليك هذا المقام العظيم متى ما ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقل على الرأس وعلى العين سواء تعلق بمسألة عقدية او تعلق بمسألة تعبدية او تعلق باخلاق كل ذلك متى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه يفيدك يا ايها المسلم العلم والعمل واما الذين قالوا انه لا يتجاوز ان يكون مفيدا للظن فنقول انتم تخبرون بحالكم انتم افادكم الظن لان حقيقة الامر انكم انشغلتم عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولو انكم جعلتم همتكم بتتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم درسه وتدبره والاستفادة منه وتتبعه لا فادتكم العلم كما فادت اهل السنة لان كون الخبر يفيد العلم او الظن قضية نسبية رب خبر يفيدني علما ويفيدك ظنه ولذا العبرة باهل السنة باهل حديث النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نجزم انها افادت علماء الحديث والسنة العلم واليقين. واما من انشغل قواعد فلسفية قواعد منطقية عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا ليس كلامه حجة على الناس انما هو يخبر عن نفسه والله تعالى اعلم قال وهو اكثر قول الاكثرين من متأخري او قول الاكثرين ومتأخري اصحابنا والاخرى بلى وهو قول جماعة من اصحاب الحديث والظاهرية وقد حمل او قد حمل ذلك منهم على ما نقله الائمة المتفق على عدالتهم وتلقته الامة بالقبول بقوته بذلك كخبر الصحابي. يقول كخبر الصحابي كما ان الصحابي اذا اخبر تابعيا بخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فان كونه صحابيا يقوي الخبر ويجعله يقينيا عند التابعي كذلك يقول تلقي الامة تلقي الامة بالقبول له يفيده القوة ويجعله يقينيا فسبق التعليق على هذه الجملة قال فان لم يكن قرينة او عارضه خبر اخر فليس كذلك قوله او عارضه خبر اخر الواقع انه لا يمكن ان يحصل تعارض بين خبرين صحيحين ثابتين مستحيل الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تتعارض الايات في القرآن لا تتعارض الايات والاحاديث لا تتعارض هذه قاعدة يجب ان تكون مسلمة عند كل مسلم. لا يمكن ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم حديثين يعارض احدهما الاخر ولا يمكن التوفيق بينهما ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرة اما لانه اعني كلام الله واعني سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانهما وحي من الله والمصدر واحد كله جاء من عند الله جل وعلا اذا لا يمكن ان يكون هناك تعارض فلا يسلم ان هناك خبرين اه متعارضين لا يمكن ان يكون ذلك انما يمكن ان يحصل توهم تعارض يمكن ان يحصل توهم تعارض يعني يمكن انا لقلة علمي وكثرة جهلي انظر فاقول والله هذا الحديث يشكل على ذاك الظاهر انه ظاهر النظر او بادي الرأي في شيء من التعارض مع جزمه بانه في الحقيقة ماذا لا تعارض انما انا لم افهم جيدا هذا وهذا او ان يكون احد الخبرين غير غير ثابت او ان يكون احد الخبرين ماذا؟ غير ثابت اما ان يكون حديث وحديث كلاهما صحيح وتكون النتيجة ان هذا معارض لهذا ان هذا لا يمكن ان يحصل وبالتالي فانه بحسن التأمل والتدبر اه يتبين التوفيق بين الخبرين. وبالتالي زال هذا القيد او ان يترجح احد الخبرين على الاخر بان يتبين ان في احد الحديثين علة تمنع من صحته وبالتالي زال التعارض اذا قضية التعارض التي ذكرت قضية مؤقتة بنظر العالم فاذا بحث ونظر فانه سيتجلى له آآ اما التوفيق بين الخبرين او ترجيح احد الخبرين على الاخر لعلة في حديث اخر لابد ما هناك حل ثالث او ان يتبين ان احدهما منسوخ وهذا خرج عن ان يكون معارضا لما لم ينسخ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى قد انكر قوم جواز التعبد به عقلا لاحتماله. وقال ابو الخطاب يقتضيه. والاكثرون لا يمتنع تأمل هذه مسألة اخرى وهي مسألة آآ جواز التعبد بخبر الاحاد عقلا والحقيقة انها مسألة آآ لا ثمرة لها هل العقل يوجب التعبد بخبر الاحاد او يجيز التعبد بخبر الاحاد او يمنع التعبد بخبر الاحاد قال انكر قوم جواز التعبد به عقلا سبب ذلك قال لاحتماله وهذا ما ذهب اليه الطوائف من اهل البدع كالجباء المعتزل والاصم وابن علية وغيرهم اه وقال به غيره وذلك لانهم قالوا ان التكليف بما ليس بمقطوع بصحته قبيح والقبيح ممتنع في حق الله جل وعلا. مستحيل في حق الله قالوا التكليف بما ليس مقطوعا بصحته قبيح والقبيح يستحيل على الله اذا يمتنع ان يتعبد بخبر واحد والقول الثاني هو المقابل له وهو قول ابي الخطاب الحنبلي قال يقتضيه يعني يجب قبوله عقلا علة آآ ذلك او سبب هذا القول او دليله او حجته ان خبر الواحد يفيد الظن فهو الاحتمال الراجح والعمل بالراجح واجب والقول الثالث هو قول الاكثرين وهو انه قال لا يمتنع يعني انه جائز يجوز عقلا ان يتعبد الله الناس بخبر واحد وهذا هو الاقرب انه من جهة العقل المسألة جائزة يجوز ان يتعبد الله جل وعلا الناس بخبر واحد لكن على كل حال سواء قلنا بالاول او الثاني او الثالث ما الثمرة لا ثمرة. العبرة السمع ما حكم التعبد بالشرع ما هو حكم التعبد بهذه الاخبار من جهة الشرع؟ وهذه هي المسألة الثالثة حكم التعبد بخبر الاحاد سمعا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما سمعا فيجب عند الجمهور. وخالف اكثر القدرية واجماع الصحابة على قبوله يرد ذلك احسنت قال فاما سمعا يعني هل الشريعة؟ اوجبت او لم توجب على الناس التعبد بخبر واحد قال يجب عند الجمهور وخالف اكثر القدرية القدرية قسمان قدرية اولى او متقدمة وهم الذين انكروا علم الله عز وجل وكتابته فضلا عن المشيئة والخلق والمتقدرة القدرية المتأخرون وهؤلاء هم المعتزلة هؤلاء خالف اكثرهم في وجوب اه التعبد بخبر واحد ولا شك ان هذا القول في غاية البطلان واجماع الصحابة رضي الله عنهم يدل على بطلان هذا القول وعلى وجوب التعبد وانه اذا وصل الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم الى اي مسلم وكان خبرا صحيحا فانه يجب عليه ان يقبله بقبول حسن وان يعمل بمقتضاه سواء تعلق بقضية عقدية او تعلق بقضية تعبدية والاثار في هذا عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة هذا ابو بكر رضي الله عنه يخبره محمد بن مسلمة كذلك المغيرة رضي الله عنهم جميعا يخبرون ابا بكر ان النبي صلى الله عليه وسلم ورث الجدة اعطاها من الميراث نصيبا فاخذ بقولهما مع ان قولهما لم يصل الى حد التواتر هذا عمر رضي الله عنه اخذ بقول عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه في قضية اه المجوس في قضية ايضا اه طاعون عمواس لما قدموا الى الشام قبل وهو واحد عبد الرحمن بن عوف خبره خبر واحد قبله وعمل به كذلك عمر رضي الله عنه قبل خبر ابي موسى وابي سعيد رضي الله عنهم جميعا في شأن سنة الاستئذان حينما استأذن ثلاثا بلغه اعني ابا موسى ان هذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن ثلاثا ثم ينصرف فقبل خبرهما فهذا يدل على ان اجماع الصحابة يدل على قبول ذلك وعلى انه يجب ان يتعبد الانسان بما يصله من الاخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل بهذا الاثر اشكال وهو ان عمر رضي الله عنه لم يقبل خبر ابي موسى مباشرة لما استأذن ثلاثا ثم انصرف دعاه قال لماذا انصرفت قال انك لم تجبني والنبي صلى الله عليه وسلم امر بكذا وكذا فقال ان لم تأتني بمن يشهد معك والا اوجعتك ضربا فذهب الى جماعة من الانصار فقام معه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه وشهد ان هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عمر حينئذ قالوا اذا هذا يشكل عمر ما قبله ماذا خبر واحد وهو ابو موسى والجواب عن هذا ان يقال اولا عمر رضي الله عنه لم يكذب ابا موسى لكن فعل هذا من باب السياسة الشرعية حتى يحتاط الناس في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والرواية عنه ثم يقال ثانيا نحن لا نمنع ان يحصل عند الانسان تردد في قبول خبر معين اما لظنه انه اخطأ او قامت عنده قرينة تدل على عدم صحة الخبر نحن لا نمنع من ذلك وليس كل خبر من كل احد يفيد ماذا العلم نحن نتكلم عن خبر تحقق الانسان من ثبوته ارأيتم عمر رضي الله عنه توقف في قبول هذا الخبر لانه مروي من طريق رجل واحد قال لان خبرك خبر واحد؟ لا انما حصل عنده تردد في قبول هذا الخبر على وجه الخصوص فقط ولا يدل هذا على قاعدة مطردة عنده ثم اننا نقول ان هذا الاثر حجة عليهم وليس حجة لهم من جهة ان عمر رضي الله عنه قبل بعد ذلك الخبر حينما اصبح الراوي ماذا اثنان والسؤال هل اصبح الان في درجة التواتر لم يخرجا عن ماذا عن حد الاحاد فهذا اذا ماذا حجة عليهم وليس حجة وليس حجة لهم على كل حال موضوع اخبار الاحد انا اتمنى ان طالب العلم يدرسه دراسة فاحصة وجيدة لكثرة الاضطراب والخلط فيه اوصيك في هذا بقراءة ما جاء في كتابين اذا اردت ان تضبط هذا الموضوع وفق نهج السلف الصالح اولا ما جاء في مختصر الصواعق لابن القيم رحمه الله انه من احسن المواضع في تحقيق هذا المقام والاجابة عن اشكالات المخالفين مختصر الصواعق وايضا اوصيك بكتاب جواب الاعتراضات المصرية على الفتوى الحموية لابن تيمية هذا الكتاب مفقود الا جزء يسير طبع حديثا وفيه تحرير ماتع لهذا الموضوع جواب الاعتراضات المصرية على الفتوى الحموية اه قطعة قطعة يسيرة موجودة منه ولكن فيها تحرير جيد لهذا الموضوع اسأل الله عز وجل ان يوفقني واياكم الى العلم النافع والعمل الصالح. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين