بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته وقواعد الاربع القاعدة الاولى ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون ان الله هو الخالق الرازق المميت المدبر لجميع الامور. ولم يدخلهم ذلك في الاسلام والدليل قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك والابصار ومن يخرج الحي من الميت ومخرج الميت ومخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه القاعدة الاولى من القواعد الاربع التي يتميز بها التوحيد من الشرك والموحدون من المشركة قال رحمه الله ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر هذا القدر الذي كانوا يؤمنون به لم يكن كافيا بدخول هؤلاء المشركين الاسلام ولا في عصمة انفسهم واموالهم كون العبد مؤمنا بان الله سبحانه هو الخالق وحده الرازق وحده المدبر وحده هذا القدر لا يكفي وحده ما لم ينضم اليه توحيد الله عز وجل بالعبادة القرآن مليء بالادلة التي تدل على هذه الحقيقة المهمة التي بها يتميز التوحيد المنجي عند الله سبحانه وتعالى من غيره وانت اذا تأملت يا رعاك الله في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تبينت لك هذه الحقيقة تمام البيان ويمكن ان نقسم هذه الادلة الى مجموعات يندرج تحت كل واحد منها عدد من الادلة اولا الادلة التي فيها تصريح هؤلاء المشركين بانهم يؤمنون بان الله وحده الخالق الرازق المحيي المدبر ومن ذلك هذه الاية التي بين ايدينا قال جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر وسيقولون الله اذا كان هذا هو اعتقاده ان الله هو الخالق ان الله هو الرازق ان الله هو المالك ان الله هو المدبر ومع ذلك فلم يزالوا مشركين ولم يزالوا كفارا ومع ذلك هم خالدون في النار ابدا وقل مثل هذا في ادلة كثيرة قال جل وعلا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل من بيده ملكوت كل شيء فهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله اذا كان القوم مقرين بهذه الحقيقة تمام الاقرار نحن نتحدث عن ابي جهل وعن ابي لهب وعن امية بن خلف وعن اضرابهما من المشركين الذين حكم الله عليهم وحكم عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم بالكفر قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وجعل حدا لانتهاء هذا القتال وهم لم يصلوا اليه قال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله اذا ايمان العبد بان الله هو الخالق الرازق دون ان ينضم اليه اعتقاده بافراد الله بالعبادة وان يفرده حقيقة بالعبادة هذا القدر يعني انه ما اتى بلا اله الا الله وما خرج عن الكفر النوع الثاني من الادلة الادلة التي فيها بيان ان هؤلاء المشركين كانوا اذا نزل بهم الضر لجأوا الى الله عز وجل وحده ما كانوا يلجأون الى الهتهم ومعبوداتهم مع عظيم محبتهم لها يقول الله جل وعلا فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعونا الا اياه سبحان الله العظيم اذا جاءت الحقائق ونزلت المصائب لا تجدوا قلوب هؤلاء والسنتهم تلتفت الا الى رب العالمين سبحانه وتعالى وحده فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين لما لانهم يعتقدون ان الله جل وعلا هو الذي بيده ان ينقذهم ولو كانوا يعتقدون في الهتهم ذلك لو كانوا يعتقدون في اللات والعزى وهبل ومنات انها تملك انقاذهم من هذه الورطة التي هم فيها لما ترددوا في دعائها لكنهم يعلمون انها لا تملك من الامر شيئا وان الذي بيده كل شيء هو الله عز وجل وحده اذا كان القوم يؤمنون بربوبية الله سبحانه وتعالى في الجملة ومع ذلك ما اخرجهم هذا من الكفر وما ادخلهم هذا في الاسلام النوع الثالث من الادلة ان المشركين قد بينوا بلسان فصيح وكلام واضح عقيدتهم في معبوداتهم والهتهم وانها لا تعدو ان تكون شفيعة عند الله ولا تعدو ان تكون مقربة لهم زلفى عنده ولو كانوا يعتقدون ما هو اكبر من ذلك لقالوا وصرحوا ولنقل القرآن لنا ذلك لو كانوا يعتقدون ان هذه الالهة والمعبودات تخلق وترزق فتضر وتنفع بينوا هذا لاسيما وهم يحبونها محبة عظيمة كمحبة الله او اشد ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله فهؤلاء المشركون ما كان ينقصهم محبة لالهتهم وتعظيم لها حتى يتورعوا عن نسبة معاني الربوبية اليها ان كانوا يعتقدونها لكن الواقع خلاف ذلك الم يخبر الله سبحانه وتعالى عنهم انهم يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فقط ما نعبدهم لانها خلقتنا او ترزقنا او تحيينا وتميتنا كلا انما فقط لاجل ان تقربنا الى الله عز وجل ويقول الله عز وجل عنهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اذا هذه هي خلاصة ما يعتقدون لا اكثر انها شافعة لهم عند الله عز وجل ولا تملكوا من الامر شيئا في صحيح مسلم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان المشركين في الجاهلية كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك اللات والعزى ومنات هذه مملوكة ضعيفة لا تملك شيئا الله عز وجل هو الذي يملكها ما كونوا ما كانوا يعتقدون فيها اكثر من ذلك الملك والملك والتدبير انما كان لله سبحانه وتعالى في اعتقادهم ومع ذلك لم يزالوا مشركين النوع او الدليل الرابع قول الله سبحانه وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم ماذا مشركون سبحان الله العظيم يؤمنون ويشركون في الوقت نفسه نعم هذه هي الحقيقة يؤمنون بشيء ومع ذلك ما اخرجهم هذا الايمان من حقيقة الشرك قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الاية من ايمانهم انهم اذا قيل لهم من خلق السماوات ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قالوا الله وهم يشركون اذا ايمانهم بان الله هو الخالق الرازق ما نفعهم في ارتفاع وصف الشرك والكفر ولا نفعهم في اكتساب وصف الايمان والاسلام بل هم مؤمنون ايمانا جزئيا لا يكفي الايمان بربوبية الله عز وجل ما لم ينضم اليه الايمان بعبادته وحده لا شريك له لم ينفعهم ذلك وبالتالي لم يزالوا يترددون في هوة سحيقة من الشرك والكفر عافانا الله واياكم من ذلك نوع الرابع من الادلة النوع الخامس من الادلة ان الله سبحانه لو تأملت اوامره لهؤلاء المشركين ونواهيه لهم لما وجدت فيه امرهم بتوحيد الله عز وجل في الخالقية ولا بتوحيده في الرازقية وانما تجد الامر بتوحيد الله عز وجل في العبادة لان هذا هو مكمن الخلل عندهم لا غيره ولذا تأمل في كتاب الله تأمل اول امر في كتاب الله ما هو اول امر اذا فتحت المصحف ستجده يا ايها الذين يا ايها الناس اعبدوا ربكم يا ايها الناس ماذا اعبدوا ربكم ولا تجدوا في هذا الموضع ولا في غيره يا ايها الناس يا معشر المشركين اعتقدوا ان الله هو الخالق لا تعتقدوا في الهتكم انها تخلق من دون الله او ترزق من دون الله او تدبر من دون الله لن تجد هذا انما تجد الامر بالتوحيد وتجد النهي عن الشرك في العبادة اول نهي في المصحف اذا فتحته فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون لا تجعلوا لله اندادا شركاء معه في العبادة وانتم تعلمون ان الله هو الخالق الرازق المدبر وحده ما هذا التناقض تعتقدون ان الله يخلقكم وانتم تعبدون غيره تعتقدون ان الله يرزقكم وانتم تتوجهون لسواه هذا قبيح في العقول لا يحل لكم ذلك هكذا تجد كتاب الله عز وجل يحتج عليهم بما يؤمنون به من الربوبية الا ما ينكرونه من الالوهية يحتج عليهم بما يؤمنون به من الربوبية على ما ينكرونه من الالوهية لله سبحانه وتعالى وحده اذا يا ايها الاخوان اذا فهمنا هذه المسألة المهمة وهذه القاعدة العظيمة تبين لنا ما هو التوحيد الذي امرنا الله سبحانه وتعالى به اعتقاده ان الله عز وجل هو الخالق الرازق هذه قضية لا شك ان هي الاساس وهي التي يجب ان تقع في القلب مسلمة ثم ينبني عليها غيرها توحيد الربوبية هو الاصل ولكنه لا يكفي يجب ان ينضم اليه افراده سبحانه وتعالى بالعبادة فكما انه لا خالق الا الله ولا رازق الا الله ولا محيي الا الله ولا مميت الا الله فيجب الا يدعى الا الله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله ولا يسجد الا لله ولا يركع الا لله اذا ما لم ينضم هذا الى هذا ما انتفع الانسان بهذا المعتقد وبهذا يتبين لك خطأ كثير من الناس حينما حصروا مفهوم الايماني والتوحيد في توحيد الربوبية وبالتالي فمن اعتقد عندهم ان الله هو الخالق وحده فانه قد حقق الايمان والتوحيد وبالتالي فانه لو فعل ما فعل فلا يضر ايمانه وتوحيده شيئا لا والله الامر ليس كذلك لو سألت كثيرا من الناس ما معنى لا اله الا الله هذه الكلمة العظيمة التي هي مفتاح الاسلام ومفتاح دار السلام هذه الكلمة العظيمة الطيبة التي لا يمكن لاحد ان ينجو ما لم يأت بها قولا وعملا واعتقادا ما معناها اظن انك لو سألت كثيرا من الناس لوجدتها ان منهم فئة لا تعرف معناها الذي اراده الله واراده رسوله صلى الله عليه وسلم فتجدهم يقولون لا خالق الا الله لا اله الا الله تعني لا خالق الا الله لا رازق الا الله او تجدهم يقولون لا قادر على الاختراع الا الله او تجدهم يقولون لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا اليه كل ما عداه الا الله يا قوم هذا الذي تذكرونه عقيدة كان يعتقدها ابو جهل وابو لهب هذه هي الحقيقة من اعتقد ان معنى لا اله الا الله لا قادر على الاختراع الا الله فانه اتى بشيء كان يعتقده ابو جهل وابو لهب وما نفعهم لا شك ولا ريب ان هذا حق ولكنه حق وباطل حق في انه لا خالق الا الله لكنه باطل في تفسير لا اله الا الله بذلك تفسير لا اله الا الله الحق الصواب انما هو لا معبود حق الا الله الذي تدل عليه لا اله الا الله بدلالة المطابقة هو توحيد الالوهية لا توحيد الربوبية توحيد الربوبية تدل عليه لا اله الا الله بدلالة اللزوم اما بدلالة المطابقة فانها دالة على توحيد الله عز وجل بالعبادة ولذا لما صدع النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته وقال للمشركين قولوا لا اله الا الله تفلحوا ماذا كان جواب المشركين اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب هذا هو ردهم وهو رد يتسق مع اعتقاده اجعل الالهة الهة كثيرة بالمئات كانت في عند بيت الله عز وجل وبعيدا عن بيت الله بل في كل مكان تريدنا ان نتركها جميعا ونتجه الى معبود واحد وهو الله عز وجل هذا لا يمكن ان يتأتى في اعتقادهم لعظيم تعلقهم بهذه المعبودات والالهة اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وما كان الامر عندهم يتعلق خلق الله عز وجل وحده او اعتقادي ان هذه الاصنام تخلق كلا والله فانه لو كانوا يعلمون ان معنى لا اله الا الله انه لا خالق الا الله لما اسهل عندهم من ان يقولوا نحن نعتقد ذلك قبل ان تأتينا يا رسول الله نحن نعتقد ان الله هو الخالق وان الله هو الرازق لكن المسألة التي عليها مدار الخلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين هي قضية التوحيد في العبادة لا قضية التوحيد في الربوبية ما معنى اله اله في اللغة بمعنى معبود الى فعال بمعنى مفعول كتاب بمعنى مكتوب فراش بمعنى مفروش فعال بمعنى مفعول اذا اله بمعنى مفعول والها في اللغة تعني عبدة تأله يعني تعبد لله در الغانيات المدهي سبحنا واسترجعنا من تأله يعني تعبدي هذا الذي لا تعرف العرب في لغتها سواه ولذا تأمل معي في قصة ابراهيم عليه السلام امام الحنفاء ماذا قال لابيه وقومه قال لابيه ازر اتتخذ ماذا اصناما خالقة اصنام الرازقة الجواب لا اتتخذ اصناما الهة لتكون لك الهة معبودة عند الله عز وجل لم نقول معبودا لان هذه حقيقة الالهة ولذا تجد في موضع اخر يقول الله عز وجل في بيان محاورته لابيه وقومه ما هذه الاصنام الاصنام هي الالهة التي كانوا يعبدونها اليس كذلك ما هذه الاصنام التي انتم لها عاكفون قالوا وجدنا اباءنا لها ماذا يعتقدون خالقيتها ورازقيتها كلا قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين اذا الهة يعني معبودة يعني يتوجه لها بالعبادة اذا لا اله يعني لا معبود حق الا الله سبحانه وتعالى هذه قضية من الاهمية بمكاني ايها الاخوة كم من الناس من يجهل هذه الحقيقة المهمة ولي اذا اردت ان تعرف حجم هذا الخطأ الكبير بمعنى لا اله الا الله وفي حقيقة الايمان والتوحيد فدونك هذه المقابر الشاهقة وهذه المقامات العظيمة وانظر في الطائفين عندها وانظر في الساجدين لها وانظروا في الذابحين والناذرين والداعين انظر في حالهم كيف انهم يقولون لا اله الا الله ومع ذلك يسجدون لها ويذبحون وينذرون ويطوفون سبحان الله العظيم كيف اجتمع عند هؤلاء هذا الامر الذي الف منه المشركون انف المشركون من ان يقولوا ما لا يعتقدون او ان يعملوا ما يناقض اقوالهم ما قالوا لا اله الا الله لانهم علموا انهم لو قالوا لا اله الا الله لما عبدوا الا الله ولتركوا جميعا معبوداتهم لكن هؤلاء الذين اخطأوا هذا الخطأ العظيم الفاحش تجدهم يرددون لا اله الا الله ومع ذلك يتوجهون لغير الله وهم يظنون انهم يحسنون صنعه لو علموا معنى لا اله الا الله حقا لكانت لهم رادعة ولكانت لهم سببا في ترك عبودية غير الله سبحانه وتعالى لا اله الا الله يعني ان تعبد الله وحده وان تترك عبادة ما سواه سبحانه وتعالى وهذا هو ما تدل عليه نصوص الكتاب والسنة ولذا الحديث المعروف المشهور عند اكثر المسلمين قال صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمسة على شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة الى اخره جاء رواية جاء في رواية في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس على ان يعبد الله ولا يشرك به شيء هذه الرواية مفسرة لرواية لا اله الا الله ما معنى لا اله الا الله في الرواية الاولى هو ماذا ان يعبد الله ولا يشرك به شيء ان يعبد الله وليس ان يعتقد انه الخالق الرازق وحده تأتي الى هؤلاء الذين يتوجهون لغير الله بالعبادة وتقول يا قوم هل تقولون لا اله الا الله يقولون نعم فيقال له كيف تشركون مع الله ستجدهم يقولون وكيف اشركنا مع الله؟ نحن ما اشركنا مع الله نحن نعتقد ان الله هو الخالق نحن نعتقد ان الله هو الرازق نحن نعتقد ان الله هو المحيي المميت فيقال لهم هذا القدر لا يكفي وليس هذا هو معنى لا اله الا الله ولو كان هذا هو معنى لا اله الا الله لما كان ثمة خلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين ما كان هناك خلاف انما معنى لا اله الا الله وانما معنى وحقيقة لا اله الا الله هو ان يعبد الله وحده ولا يشرك به احد سواه سبحانه وتعالى اذا هذه الحقيقة هي ايها الاخوان يجب ان تكون ماثلة امام اعيننا واذهاننا اذا اردنا ان نكون موحدين صادقين لله سبحانه وتعالى التوحيد الذي كان مدار الخلاف بين الانبياء واممهم جميعا ما كان هو في توحيد الربوبية نعم من الامم ما كان عنده خلل في توحيد الربوبية منهم الدهرية ومنهم ملاحدة ومنهم من يعتقد ان غير الله عز وجل يخلق كالمجوس ولكن لا يزال هؤلاء شذاذا. فغالب الامم كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق وحده ومع ذلك كانوا مشركين وكانوا كفارا وحكم الله عليهم ورسوله بل انبياؤه جميعا عليهم الصلاة والسلام بالكفر والخلود في النار ما لم يعتقد الانسان ان الله الخالق الرازق وانه المعبود وحده لا شريك له ويوحده بجميع انواع العبادة فانه لا يكون قد اتى بلا اله الا الله ولا ينفعه هذا الذي يعتقد ولا ينفعه نطقه بلا اله الا الله ولو كرر هذا الاف المرات ولو كرر هذا عدد الانفاس لا ينفعه ما لم يعلم حقيقتها وما لم يعمل يعلم معناها ثم ان يعمل به على الوجه الصحيح ما لم يكن كذلك فانه لا ينتفع بلا اله الا الله المعنى الصواب والحق للا اله الا الله هو ان تعبد الله وحده وان تترك وان تكفر بكل عبادة سواه قد كانت لكم اسوة حسنة بابراهيم والذين معه يقال لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون قظية تدور على العبادة انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده انت توحد الله وحده في العبادة ان كان الامر كذلك ينتهي كل ما بيننا وبينكم من خلاف ونصبح اخوانا متحابين ما لم يكن الامر كذلك فان الصلة منقطعة بين الموحد والمشرك والمؤمن والكافر هذا هو معنى لا اله الا الله الذي ينفعك يا عبد الله عند الله سبحانه وتعالى اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وان يحيينا على التوحيد وان يميتنا على التوحيد وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله وان يتوفانا وهو راض عنا والله