بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالة القواعد الاربع القاعدة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم منهم من يعبد الشمس والقمر ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء والصالحين ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار وقاتل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه القاعدة الثالثة من القواعد الاربع التي اودعها المؤلف رحمه الله هذه الرسالة الماتعة العظيمة الا وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث والناس يعبدون معبودات شتى ذكر المؤلف رحمه الله سبعة معبودات ذكر المؤلف رحمه الله سبعة معبودات كان الناس في الجاهلية قبان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يعبدونها مع الله وسيرد المؤلف رحمه الله الدليل على عبادة كل واحد من هذه المعبودات ومنهم من كان يعبد الشمس ومنهم من كان يعبد القمر ومنهم من كان يعبد الانبياء ومنهم من كان يعبد الصالحين ومنهم من كان يعبد الاشجار ومنهم من كان يعبد الاحجار ويزاد على ما ذكر المؤلف رحمه الله ان منهم من كان يعبد الكواكب فان طوائف من العرب كانت تعبد الكواكب فربما صنعت تمثالا يجسدها يتوجهون اليه والكوكب هو المقصود ومن ذلك ان طوائف من تميم كانت تعبد الدبران وبعض قريش كانت تعبد الشعر ولذا رد الله عز وجل عليهم بقوله وانه هو رب الشعرى ايضا كان منهم من يعبد الجن وهؤلاء طوائف منهم كثير من الاعراب الذين جاء في حقهم قول الله عز وجل وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وكذلك ذكرت كتب التاريخ ان بعض خزاعة كانت تعبد الجن ايضا مما كان يعبده اهل الجاهلية ايضا من العرب ابان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم النار فانه قد تسلل اليهم من المجوس عبادة النار بعض تميم وغيرها من القبائل ايضا كانت تعبد النار الى غير ذلك مما تنوعت اليه هذه العبادات الجاهلية الضالة التي كان عليها المشركون قبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بل قبل ذلك بمدة طويلة بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بين هذه المعبودات وبين هؤلاء العابدين بل كان صلى الله عليه وسلم يحكم فيهم حكما عاما من اولهم الى اخرهم كلهم كفار مشركون جاهده في سبيل الله سبحانه وتعالى ولم يكن يفرق بين من يعبد نبيا او صالحا ومن وبين من يعبد حجرا او شجرا فكل من لم يعبد الله سبحانه وتعالى فهو كافر مشرك مهما كان معبوده الذي يتوجه اليه بالعبادة هذه هي الخلاصة التي اراد المؤلف رحمه الله ان يصل اليها وبالتالي تنكشف لك يا عبد الله شبهة بعض دعاة الشرك ومروجي دين الجاهلية وهي انهم اذا احتج عليهم اهل التوحيد بالادلة التي تنفي الشرك وتبين عواقبه الضارة يقولون هذه النصوص قد جاءت في حق اناس كانوا يعبدون اللات والعزة كانوا يتوجهون الى اشجار واحجار واصنام اما نحن فنتوجه الى عباد صالحين لهم زلفى ومكانة عند الله سبحانه وتعالى فالامر في حقنا مختلف فليس لكم ان تحتجوا علينا بهذه الادلة اراد المؤلف رحمه الله ان يرد على هذه الشبهة وبين انه لا فرق بين ان يشرك مع الله ولي صالح او يشرك معه شجر او حجر لا فرق النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق في الحكم بين مشرك ومشرك وبالتالي فتزول هذه الشبهة التي يروج لها هؤلاء وهذه من اكبر الشبه التي يروج لها اهل الشرك فاذا انحلت كان ما بعدها ايسر منها نعم قال رحمه الله فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم. والدليل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. هذا هو الدليل وهذه هي الحجة وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة. والفتنة هي الشرك مهما كان نوع هذا الشرك ومهما كان المشرك به اي فتنة اي شرك يجب ان يرد ويجب ان يتبرأ منه ويجب ان يجاهد في سبيل الله اصحابه مع الاستطاعة ولا فرق بين شرك واخر الله جل وعلا قال وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة وهذا يشمل كل انواع الشرك بالله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فدليل الشمس والقمر قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا القمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون نعم من اهل الجاهلية من كان يعبد الشمس وبعضنا بعض هؤلاء نصبوا تمثالا على هيئة معينة مذكورة في كتب التاريخ للشمس حتى يتمثل فهذا المعبود امام اعينهم فبعضهم اعتقد ان الشمس ملك فهم يتوجهون الى هذا الملك الذي يمكن ان ينفعهم كذلك من اهل الجاهلية من عبد القمر واعتقد ان في يده نفعا وضرا في العالم السفلي فتوجه هؤلاء المشركون اليه وربما نصبوا تمثالا على هيئة معينة لهذا القمر والله جل وعلا نهى عن ذلك فقال لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهم ان كنتم اياه تعبدون وعباد الشمس الى هذا اليوم موجودون وربما تأثر بهم من تأثر فهذه عبادة باطلة ابطلها الله سبحانه وتعالى لا تسجدوا للشمس ولا للقمر. نعم قال رحمه الله فدليل الملائكة قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون اما عبادة الملائكة فشيء كثير كان في اهل الجاهلية كثير من اهل الجاهلية كانوا يعبدون الملائكة يتوجهون لهم بالسؤال والدعاء وبعضهم يعبده يعبدها مباشرة وبعضهم يعبد الاصنام التي ترمز الى هؤلاء الملائكة وهذا كثير كما ذكرت ولذا الله جل وعلا يظهر براءة الملائكة من هذه العبادة ومن عابديها يوم القيامة حينما يسألهم هذا السؤال فيبرؤون الى الله سبحانه وتعالى منهم ومن عبادتهم والادلة في هذا الباب كثيرة نعم قال رحمه الله ودليل الانبياء قوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق اما عبادة الانبياء فمثالها عبادة المسيح عليه السلام هذا اكثر من ان يذكر في اهل الجاهلية الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقبائل من العرب تنصرت من اهل نجران ومن الشمال من تغلب ومن غسان ومن غيرها من القبائل تنصروا وكانوا يعبدون عيسى عليه السلام فكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل بينهم وبين عباد الاصنام والاحجار فرقد لا فرق بين من يدعو عيسى عليه السلام ومن يدعو هبل او اللات او نائلة او اساف كلهم في حكم واحد كما يدل على هذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك امه وهذا مثال لعبادة الصالحين مريم عليها السلام عبدها النصارى ايضا لانها ام الاله هكذا يزعمون فكذلك النبي صلى الله عليه وسلم حكم بحكم واحد على هذه العبادة وعابديها الله جل وعلا يسأل هذا السؤال لعيسى عليه السلام اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله حتى تظهر البراءة فحتى يكون التبكيت لهؤلاء المشركين يوم القيامة فيبرأ عيسى عليه السلام الى الله سبحانه وتعالى من هذه العبادة او ان يكون قد دعا الناس الى عبادته او الى عبادة امه كذلك عزير الذي عبده من عبده من اليهود ايضا مثال آآ عبادة الانبياء عليهم الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله ودليل الصالحين قوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا هذه الاية تدل على نفي عبادة الصالحين كما انها تدل على نفي عبادة الانبياء و اهل التفسير منهم من ذهب الى الاول ومنهم من ذهب الى الثاني ومن ذلك ما اه روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الاية انها في الملائكة والمسيح وعزير عليهم الصلاة والسلام يعني هم المعنيون بقول الله جل وعلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه لاحظ ان في الاية داعيا ومدعوا اولئك الذين يدعون يعني اولئك الذين يدعوهم هؤلاء المشركون هؤلاء المدعوون الشأن انهم يبتغون الى ربهم الوسيلة فكيف يا ايها العقلاء تتوجهون الى معبود هو نفسه عابد لله عز وجل اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة وهم على ما فسر ابن عباس رضي الله عنهما الملائكة وعيسى وعزير عليهم الصلاة والسلام والتفسير الثاني هو ان هؤلاء المعنيون في هذه الاية هم الجن الذين اسلموا وهذا تفسير ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح البخاري فانه قال كان اناس من الانس يعبدون جنا فاسلم هؤلاء الجن فصاروا يعبدون الله سبحانه وتعالى يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ولم يشعر بذلك الانس فاستمروا على عبادتهم مع ان هؤلاء الجن عابدون لله سبحانه وتعالى هذا مثال لعبادة الجن وهو ايضا مثال لعبادة الصالحين اذا هذا دليل على ان الانبياء عبدوا وعلى ان الصالحين عبدوا وعلى ان الملائكة عبدوا ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين شرك وشرك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ودليل الاشجار والاحجار قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى وما لات الثالثة الاخرى وحديث ابي واقد الليثي ايضا من عبادة الصالحين ما جاء في قول الله عز وجل فقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا فان هؤلاء صالحون كانوا من عباد الله الصالحين واولياءه المتقين في قوم نوح عليه السلام فلما ماتوا جاء الشيطان الى اتباعهم وتلاميذهم ومحبيهم وقالوا وقال لهم انصبوا صورا في مجالسهم التي كانوا يعتادونها حتى اذا رأيتموهم تذكرتموهم فنشطتم للعبادة هكذا يأتي الشيطان ابن ادم يسول له بانواع التسويل كان ما اوحى الشيطان الى هؤلاء فلم يعبد هؤلاء هؤلاء الصالحين فلما انخرم هذا الجيل وتنسخ العلم اصبح العلم بالشرع ضعيفا واصبح العلم بسبب نصب هذه الامثال او هذه الصور اصبح ضعيفا ما احد يعرف لماذا نصبوا فجاءهم الشيطان فقال لهم انما نصب اقدموكم هذه الصور في هذه الاماكن لاجل ان يتوجهوا اليهم ويتوسلوا بهم الى الله سبحانه وتعالى وبهم يسترزقون وبهم ينزل المطر فعبدوهم من دون الله اذا هذا مثال ايضا لعبادة الصالحين ايضا من الامثلة ما ذكر المؤلف رحمه الله وها هنا في اه قول الله عز وجل افرأيتم اللات والعزى ومن اتى الثالثة الاخرى هذه ثلاثة اصنام ثلاثة اوثان كان يعبدها المشركون وكانت اعظم اوثان العرب ولذا جاء التنصيص عليها والله تعالى اعلم اما اللات فكان بالطائف والاصل انه رجل صالح كان يلت السويق كان يخلط السويق الذي يصنع من القمح او نحوه يخلطه بالماء او بالزيت حتى يصاغ في الاكل ويطعمه الناس كان رجلا صالحا يتصدق وكان يجلس في مكان عند صخرة فلما مات جاء الشيطان بالحيلة السابقة استمر الامر مدة حتى وجد الجيل الجاهل فعبدوا هذا القبر الذي فيه هذا الرجل اللات اسم فاعل من لثة يلت فهو لات فعبدوا هذا القبر ثم تطور الامر الى ان عبدوا الصخرة التي كان يجلس عليها بالتالي صار من اعظم الاوثان واجمعت العرب جميعا في الجاهلية على عبادة هذا الصنم وتعظيمه وان كان اعظمهم شركا به هم ثقيف قال جل وعلا افرأيتم اللات هذا مثال يصلح للاصنام للاشجار والاحجار ويصلح ايضا لعبادة الصالحين اما العزى ذكروا في كتب التاريخ انها ثلاث سمرات يعني من شجر السمر كانت بنخلة منطقة قريبة من منطقة السيل بين الطائف ومكة هذه ايضا كانت من اكثر المعبودات تعظيما عند العرب واكثرهم تعظيما لها هم قريش وهذه الاشياء الثلاث كان فوقها بناء وعلى هذا البناء بنوا بناء فوق هذه الشجرات وفوق هذه البناية كان هناك استار يضعونها عليها وجاء في بعض الروايات التاريخية ما يدل على ان العزى صنم وان هذه الشجرات كانت في حريمه وكانت حوله فعظموها لاجل تعظيم هذا الصنم فهذا دليل على عبادة الاشجار وعلى عبادة الاحجار قال ومنات بنات هي الصنم الثالث المذكور في الاية وان كان الاقدم وجودا كما ذكروا منات كانت وادي قديد تراه اذا ذهبت الى مكة بين مكة والمدينة وهو الى مكة اقرب فكان فيه هذا الوثن الذي هو منات قيل انه صخرة عظيمة وقيل انه صنم يعني تمثال فالشاهد ان هذه اوثام عبدت مع الله سبحانه وتعالى وكان كما تعلمون ما يتعلق بعبادة الاصنام والاحجار والاشجار كان هذا اكثر ما وقع فيه العرب في الجاهلية من العبادات بل كان كل واحد من اهل الجاهلية له صنم في بيته يعبده واخر شيء يصنعه اذا اراد السفر ان يتمسح به واول شيء يفعله اذا عاد الى البيت ان يتمسح به ولما فتح الله مكة لنبيه صلى الله عليه وسلم كان في جوف الكعبة وحولها ثلاث مئة وستون من الاصناف فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليها ويطعن في رأسها وصدرها بقوسه عليه الصلاة والسلام فتسقط وهو يتلو قول الله جل وعلا وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ثم امر بها فاخرجت من المسجد فاحرقت في الاصنام كان شأنها عظيما عند العرب وكانت كما ذكرنا في درس الماظي او الذي قبله كانت عند حذاقهم رموزا يقصدون بها تمثيل الشيء الذي يعبدونه حتى يستحضرونه واما الجهلة منهم فانهم كانوا يتوجهون الى الصنم من حيث هو الى هذا الحجر فيعتقدون فيه في نفسه وكل ذلك لا شك انه من اوطار الجاهلية ومن اوساخ الشرك التي استولت على القلوب عافاني الله واياكم من ذلك ايضا من الامثلة ما جاء في حديث ابي واقد الليثي فهو اخر ما ذكر المؤلف رحمه الله في هذه القاعدة نعم قال رحمه الله وحديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه انه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة هذا الحديث حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه فيه فوائد كثيرة وفيه مسائل متعددة ولكن الشاهد الذي من اجله اورد المؤلف رحمه الله الحديث اثبات ان اهل الجاهلية كانوا يتوجهون الى الاشجار فيعبدونها من دون الله ومن ذلك ما كانوا يتوجهون به الى هذه السدرة سدرة شجرة النبق معروفة كانوا يتوجهون اليها ويعبدونها وهذا من ظلال العقل سبحان الله العظيم شجرة تنبت تظهر بعد ان كانت عدما وهم يرونها باعينهم ثم اذا قامت على ساقها عبدوها من دون الله اي ضلال هذا رؤية اي تخبط هذا شجرة من خشب وتؤول الى خشب وتحطم بكل سهولة ريح يسيرة ربما تكفأها وتقلعها من جذورها تعبد من دون الله سبحان الله العظيم هذا دليل على ان الشيطان قد يصل في تلاعبه بابن ادم الى مبلغ عظيم نسأل الله السلامة والعافية المقصود يا ايها الاخوة في هذه القاعدة ان من اشرك مع الله عز وجل اي احد فانه يكون قد وقع في دين اهل الجاهلية حتى لو اشرك مع الله اعظم الخلق وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى لو اشرك مع الله اعظم الاولياء قدرا وارفعهم منزلة لا فرق بينه وبين من يعبد اللات والعزى وهبل ومناة لا فرق الحكم واحد والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين شرك وشرك وبين هذا الشرك الذي يعبد فيه ولي وصالح او نبي او ملك وبين ذاك الذي يتوجه به الى شجر او حجر لا فرق. الحكم واحد اذا عليك يا عبد الله ان تحذر فالله جل وعلا هو المعبود وحده لا شريك له وكل ما يقصد لاجل الشفاعة ولاجل التقريب عند الله سبحانه وتعالى فيبذل له من العبادة ما يبذل فانه اله الله جل وعلا يقول ااتخذ من دونه الهة ان يردني الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون اذا اذا كنت تطلب غير الله جل وعلا بعبادتك لاجل تحصيل الشفاعة فقد اتخذت الها بنص الاية او كنت تطلب بعبادتك من غير الله جل وعلا ان يعينك وان ينقذك وان يجلب لك خيرا وان يدفع عنك شرا فقد اتخذته الها ان يردني الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون. نعم قال رحمه الله القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اغلظ شركا من الاولين لان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء تبدأ والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون هذه قاعدة مهمة ونتيجة مهمة ايضا اذا فهمت ما سبق وهو ان المشركين كانوا يقرون لله عز وجل بالربوبية والخلق والرزق والتدبير وانهم انما عبدوا هذه المعبودات مع الله سبحانه فقط لاجل ان تكون شفيعة مقربة لهم الى الله ولاجل هذا احبوها كحب الله وعظموها كتعظيم الله وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين هذه المعبودات وعابديها بل حكم عليهم جميعا بحكم واحد مع اختلاف انواع شركهم اذا علمت كل ما سبق فاعلم يا رعاك الله ان مشركي زماننا اغلظ شركا من المشركين الاولين سبحان الله العظيم مشركوا زماننا اشد شركا واعظم كفرا من الكفار الاولين لم قال رحمه الله لان المشركين الاولين كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة اذا نزلت بهم النوازل كانوا يتوجهون الى الله عز وجل وحده فاذا ركبوا في الفلك ماذا دعوا الله مخلصين له الدين طيب انتهت المحنة فلما نجاهم الى البر ماذا يرجعون الى الشرك مرة اخرى اذا هم يشركون عادوا مرة اخرى الى ظلالهم تارة اخرى اذا نزلت بهم النازلة وجاءهم الكرب زال من امام ناظرهم شريط الاوهام الذي كان يعرض لهم قبل ذلك وكانوا بسببه يتوجهون الى هذه الاصنام علموا حينها انها اذل واقل واحقر من ان تعينهم او تنقذهم او تملك لهم دفع هذا الضر الذي وقعوا فيه علموا حينها ان الله وحده هو الذي يقدر على انقاذهم ولاجل هذا توجهوا اليه سبحانه والله جل وعلا بين هذا في نصوص كثيرة من ذلك قوله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم ثم اذا مسكم ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون لاحظ هنا تقديم فاليه هذا في لغة العرب يدل على تقديم ما حقه التأخير يدل على الحصر الاصل ان يكون السياق تجأرون اليه لكن الله تعالى يقول فاليه تجأرون هذا في قوة ما لو قيل تجأرون اليه وحده دون ما سواه ثم اذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون رجعوا مرة اخرى الى الشرك بالله سبحانه وتعالى يرحمك الله اذا هذا الذي كان عليه المشركون الاولون ابو جهل وابو لهب وامية وابي وطواغيت قريش وغيرهم من العرب هذا هو ديدنهم وهذا كان معتقدهم في مرحلة الضر مرحلة آآ المرحلة الصعبة في حياتهم يتركون الشرك انتهى هذه الاصنام لا لا تمثل لهم شيئا انما يتوجهون الى الله وحده هذا في القديم فما هو حال الناس في الحديث المشركون يقول المؤلف شركهم دائم في الرخاء والشدة وانا اقول ان شركهم في الشدة اعظم منه في الرخاء بل ان منهم من لا يعرف الله في الشدة بل لا يعرف الا معبوده من دون الله عز وجل اذا كان في البحر والطرب والصلم واشرفوا على الهلاك في هذه اللحظات الصعبة فانهم يتوجهون الى غير الله عز وجل ولا يدعون الله يا لله العجب حالهم اسوأ من حال المشركين الاولين وهذا كثير في حال هؤلاء هناك كتيب صغير تقرأه في ربع ساعة ولا نحو ذلك اوصيك بقراءته اسمه كيف نفهم التوحيد كتيب صغير تشتريه بريالين ولا بخمسة ريال للشيخ محمد باشميل ذكر فيه قصة لطيفة فيها عبرة وهي انه كان في شبابه في البحر فاضطرب من البحر تارة يهوي بنا البحر حتى كأن السفينة ستتقر في قاعه وتارة ترتفع السفينة حتى كأنها تريد ان تطير من البحر فاشرفنا على الهلاك حينها وكنا يقول ثمانين راكبا تقريبا في سفينة شراعية صغيرة يقول تداعوا فيما بينهم ان يدعو احد الاولياء اسمه ابن عيسى قالوا لا يخلصكم من هذا الكرب الا ابن عيسى فصاروا يهتفون يا ابن عيسى يا ابن عيسى يا عمود الدين فزعتك ما عرفوا الله في ذلك الوقت ولا خطر في قلوبهم انما خطر في قلوبهم عبادة هذا الذي هو اعظم في قلوبهم من الله يقول فصحت بهم وقلت لهم ادعوا الله فهو الذي يقدر على انقاذكم يقول فهاجوا علي وغضبوا حتى كادوا يلقونني في البحر لولا ان الله عز وجل انقذني بسبب بعض من كان منهم من البحارة هؤلاء يكتم ايمانه حالة هؤلاء بيني وبينهم حتى كشف الله سبحانه وتعالى هذه الغمة التي بنا واذا بهم يقولون له ارأيت كيف ان ابن عيسى انقذنا اياك ان تظن ظن السوء بالسادة والاولياء فيقول بدأت اعظهم ويقول اتقوا الله والله انا ابن عيسى لا يدري عنكم كما يأس الكفار من اصحاب القبور والله انه لا يدري ما اصابكم انما انقاذهم انقاذكم كان من الله سبحانه وتعالى وحده فسار بينه وبينهم جدال طويل وفيه بعض الفائدة لعلكم تراجعون ذلك الشاهد يا ايها الاخوة ان المشركين في هذا الزمان مع الاسف الشديد اضحوا اغلظ شركا من الاولين حيث انهم يشركون مع الله سبحانه وتعالى حتى في الشدة وهذا كثير من نظر في احوالهم وجد ذلك ومن نظر في كلامهم وجد ذلك ومن نظر في اشعارهم وجد ذلك حتى انهم تتداولون فيما بينهم اذا اعيتكم الامور فعليكم باصحاب القبور كان الله العجب وربما رووا هذا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كذب عليه صلى الله عليه وسلم ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه لما قدم التتار الى الشام صاح هؤلاء المساكين الذين قلوبهم مريظة متلطخة ليست سليمة ولا صافية ولا نظيفة صاروا ينادون بعضهم فيقولون يا خائفين من التتر لوذوا بقبر ابي عمر ليس الوضوء الى الله ها امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء لا ما عرفوه يا خائفين من التتر لوذوا بقبر ابي عمر لوذوا بقبر ابي عمر ينجيكم من التتر حال اسوأ من حال المشركين الاولين تجد من مع الاسف الشديد من الناس من يطرب وهو ينشد قصيدة مشهورة يقول صاحبها ما مسني الضر ما مسني الدهر يوما واستجرت به يعني النبي صلى الله عليه وسلم ما مسني الدهر ضرا واستجرت به الا وجدت جنابا منه لم يظم اذا نزل الضر ما عرف الله انما يستجير بغيره سبحان الله العظيم احدهم يخاطب معبوده من دون الله عز وجل وهذا المعبود يحج اليه ثلاث مرات في السنة يحضر له الالاف من الافاق يقول رحماك ارجو يا ابا الفتيان في خطب اهاج القلب من حسراته سبحان الله رحماك ارجو يا ابا الفتيان يا صاحب القبر في خطب اهاج القلب من حسراته ما لي سواك ارومه في كشفه انا لله ما لي سواك ارومه في كشفه او ارتجي ان ضقت من وثباته عار عليك عار عليك اذا ترد خويدما قصر الفؤاد عليك في حاجاته انا لله بالله اكان ابو جهل وابو لهب مرتكسين الى هذا القدر من الشرك بالله عز وجل عار عليك اذا ترد خويدما قصر الفؤاد عليك في حاجاته. يعني قلبه لا يعرف مقصور فقط على هذا المقبور الذي اصبح والله تعالى اعلم اصبح ترابا وتحول الى اصله الذي خلق منه هل هذا المستوى من الشرك وصل اليه اولئك الذين كانوا يقولون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك اهذا المستوى وصل اليه اولئك الذين كانوا يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ذكر الالوسي المفسر المشهور في تفسيره رح المعاني في تفسير سورة النحل عند قوله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله ذكر قصة عجيبة تدلك على صدق ما ذكر المؤلف رحمه الله ان شرك المتأخرين اغلب من شرك الاولين يقول رحمه الله لما كنت شابا صغيرا قال لي احد المتمشيخين شخص متمشي بعمامة وجبة يلبس لباس العلم ولكن العلم منه براء يقول قال لي اذا نزلت بك النازلة اياك ان تدعو الله والله يا اخواني هذا في الكتاب وارجعوا اليه يقول اياك ان تدعو الله فان الله لا يهمه ما نزل بك ولا يبالي بك انا لله وانا اليه راجعون والله انه لكلام ترتعد منه الفرائس قال ولكن عليك بالاولياء والصالحين فانهم يبادرون الى انقاذك وكشف ما بك انظر الى هذا المستوى السحيق الذي وصل اليه عباد القبور عافاني الله واياكم من ذلك اذا صدق المؤلف رحمه الله ان المشركين المتأخرين اعظم شركا من المشركين الاولين وازد زد على هذا سببا اخر سوى انهم يشركون في الرخاء والشدة او يخلصون الشرك ان صحت العبارة في الشدة اضف الى هذا امرا ثانيا كان الاولون يشركون مع الله عز وجل عبادا صالحين اولياء ملائكة اه انبياء او من لا يعصي الله عز وجل كشجر وحجر لكن في المتأخرين من يعبد مع الله الشياطين شياطين الانس والجن ربما عبدوا افجر الناس وافسق الناس سبحان الله واقاموا المشاهد على قبورهم اتوجهوا اليهم بالعبادة وذكرنا امثلة فيما سبق وقلت لك انظر في بعض الكتب المؤلفة عند هؤلاء في الكرامات وانظر الى من يوصفون بانهم اقطاب واوتاد وان احدهم غوث وما شاكل ذلك انظر انظر سيرته والكرامات التي تذكر ربما وجدت انه كان يفعل الفاحشة وكان يسرق وكان يتحسس النساء ثم بعد ذلك يعبد من دون الله اضف الى هذا امرا ثالثا ايضا ان المشركين الاولين كانوا يقرون بربوبية الله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ومن يدبر الامر فسيقولون الله اما المتأخرون فانهم يشركون في الالوهية وفي الربوبية ولذا ينسبون الى غير الله سبحانه وتعالى ما ينسب الى الله من المغفرة ومنا اقالة العثرات ومن كشف الضر ومن غير ذلك حتى وجدنا بعضهم وهذا شيء اطلعت عليه في كلامهم يقول الولي الفلاني يقدر على كل ما يقدر عليه الله والله يا اخواني بهذا النص ويعلم كل ما يعلمه الله ما في فرق بينه وبين الله ان دعوته او دعوت الله لا فرق لانه كما ان الله يعلم كل شيء فهذا يعلم كل شيء كما ان الله يقدر على كل شيء هذا الولي يقدر على كل شيء هذا ايضا يدلك على ان الشرك المتأخرين اغلب من شرك المتقدمين اضف الى هذا امرا رابعا يدلك على صدق هذه الجملة ان المتأخرين كانت معبوداتهم اعظم في القلوب من الله سبحانه وتعالى وهذا واقع لا ينكر واذا اردت البرهان على ذلك فانظر الى حالهم اذا جاءوا يقسمون بالله او بمعبودهم يحدثني احد هؤلاء الذين الذي اعلن توبته واسأل الله ان يثبته على هذه التوبة يقول انا شيخ في قبيلتي فيختصم الناس الي يقول فاذا توجب اليمين على الخصم اذا قلت له احلف بالله يعطيني ما شئت من الايمان وانا اشعر انه كاذب اذا قلت له احلف بالله انه ما حصل او حصل يقسم ما شاء ما شئت من الايمن يقول لكن اذهب به الى قبر السيد تذهب به اين الى قبر السيد ويقول له احلف هنا بالسيد يقول يقول لي والله لا يستطيع ان يحلف سبحان الله العظيم السيد في قلبه اعظم من الله ولذا سهل عليه ان يحلف بالله كاذبا لكن صعب عليه جدا ان يحلف بهذا المعبود كاذبا لان له سطوة وسلطان على قلبه اعظم من الله سبحانه وتعالى صدق المؤلف رحمه الله المشركون المتأخرون اغلظ شركا من المشركين الاولين اسأل الله عز وجل ان يعيذني واياكم من الشرك كله صغيره وكبيره ما علمنا منه وما لم نعلم كما نسأله تبارك وتعالى ان يملأ قلوبنا بحبه وتوحيده وطاعته والسنتنا بذكره وان يوفقنا لطاعته وان يستعملنا في مراضيه ان ربنا لسميع الدعاء الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان